المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وفيات الطبقة السادسة والثلاثون: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٢٦

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد السادس والعشرون

- ‌الطبقة السادسة والثلاثون

- ‌أحداث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌أحداث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة أربع وخمسين وثلاثمائة:

- ‌ومن سنة خمس وخمسين وثلاثمائة:

- ‌ومن سنة ست وخمسين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة:

- ‌عود إلى حوادث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:

- ‌أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:

- ‌أحداث سنة سبع وخسمين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء

- ‌أحداث سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة تسع وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:

- ‌أحداث سنة ستين وثلاثمائة:

- ‌وفيات الطبقة السادسة والثلاثون:

- ‌تراجم المتوفين في هذه الطبقة أيضًا:

- ‌الطبقة السابعة والثلاثون:

- ‌أحداث سنة إحدى وستين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة ثلاث وستين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة أربع وستين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة، أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة سبع وستين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة ثمان وستين وثلاثمائة، أحداث سنة تسع وستين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة سبعين وثلاثمائة:

- ‌وفيات الطبقة السابعة والثلاثون:

- ‌الطبقة الثامنة والثلاثون:

- ‌أحداث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة ست وسبعين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة سبع وسبعين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة:

- ‌أحداث سنة ثمانين وثلاثمائة:

- ‌تراجم وفيات أحداث الطبقة الثامنة والثلاثون:

- ‌الفهرس العام للكتاب:

الفصل: ‌وفيات الطبقة السادسة والثلاثون:

‌وفيات الطبقة السادسة والثلاثون:

وفيَّات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

1-

أحمد بن إبراهيم بن جامع أبو العباس المصري السكَّري1:

سمع: مقداد بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم.

وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو محمد بن النّحَاس، وأحمد بن محمد الحاجّ الإشبيليّ، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التمار، والحسين بن ميمون الصّفّار.

2-

أحمد بن محمد بن خليع البغدادي نزيل مصر2:

سمع: بِشْرَ بن موسى الأسديّ، وغيره.

قال الخطيب: كان ثقة مجَّودا.

3-

أحمد بن محمد بن أبي دارم، أبو بكر التميمي الكوفي، تُوُفِّي في المحرَّم3.

سمع: إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمّاد، وموسى بن هارون وخلقًا.

رافضيّ، وعنه: الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المزنيّ، والحيريّ.

4-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الموْت4 أبو بكر المكيّ:

سمع: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن الليث الرسعني، وأحمد بن زغبة، ومحمد بن على الصايغ.

وعنه: أبو محمد بن النّحَاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن الحاجّ، وآخرون.

تُوُفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة بمصر.

1 انظر العبر "2/ 290"، وشذرات الذهب "3/ 7".

2 يراجع تاريخ بغداد، فقد وثقه الخطيب هنالك.

3 يراجع "طبقات الشيعة" و"طبقات المعتزلة" لابن المرتضي.

4 انظر العبر "2/ 290"، وميزان الاعتدال "1/ 152"، وسير أعلام النبلاء "16/ 52".

ص: 24

5-

أحمد بن محمد بن عبد الله1 القاضي، أبو الحسين النيسابوري الحنفي، قاضي الحَرَمَين، وشيخ الحنفية في زمانه.

ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبِها تُوفّي وله سبعون سنة.

تفقّه على: أبي الحسن الْكَرْخِي، وأبي طاهر بن الدّبّاس، وبرع في المذهب، وسمع: أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضًا قضاء الموصل، وقضاء الرملة.

روي عنه أبو عبد الله الحاكم.

وقال أبو إسحاق الشيرازي به وبأبي سهل الزجَّاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة.

وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدم عليها من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري.

6-

إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى أبو إسحاق الهُجَيُمي البصري2:

تُوُفِّيَ في آخر السنة.

سمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعُبَيْد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس، وجماعة.

وعنه: طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابَسِيري، وأبو سعيد محمد بن على النقّاش، وجماعة.

وكان معْمرًا من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث.

قال الرازي في مشيخته: سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول: رأي أبو إسحاق الهُجَيْمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر له أنّه يعيش

1 انظر الوافي بالوفيات "8/ 35"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "16/ 25".

2 انظر العبر "2/ 291"، والمنتظم "7/ 23"، وسير أعلام النبلاء "15/ 525، 526".

ص: 25

مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القارئ وأراد أن يختبر عقله:

إنّ الجبان حتفه من فوقه

كالكلب يحمي جلدهُ برَوقِه1

فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكِلب لا رَوق2 له، ففرحوا بصحّة عقله.

7-

إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد أبو بكر القرطبي3،

سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة.

إلّا أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به أَلصَق، وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، ووُلِّي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها، وتُوُفّي في هذه السنة، قاله ابن الفرضي.

قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ.

حرف الحاء:

8-

الحسن بن إسحاق بن يليل أبو سعيد المغربي القاضي4،

سمع بدمشق: محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد: يوسف القاضي، وبمصر: أبا عبد الرحمن الشامي السنائي.

روى عنه: عليّ بن المهذَّب التنوخي، وجماعة.

بقي إلى هذا العام.

9-

الحسن بن علي بن الفضل أبو بكر المعافري ابن كبّه5.

10-

الحسن بن محمد بن هارون، الوزير أبو محمد المهلّبي6،

1 انظر الإصابة للحافظ "4/ 14، 15".

2 أي: الكلب.

3 انظر بغية الملتمس "230"، وسير أعلام النبلاء "16/ 26".

4 في عداد المستورين، وهو لا بأس به في الاحتجاج.

5 في عداد المجهولين.

6 انظر السابق.

ص: 26

توفي سنة إحدى، وقيل سنة أثنتين وخمسين.

وقد ذكرته سنة اثنتين وخمسين.

11-

الحسن بن محمد بن يحيى بن حسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين علي بن الحسين الحسيني1،

حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب الأنساب، وكان شريفًا كبير القدر جليلًا.

12 الحسين بن الفتح، أبو عليّ النيسابوريّ الفقيه الشافعي2،

سمع: الفريابي وغيره.

وعنه: يوسف الميانجي، وابن جميع، وأبو محمد بن النّحَاس المصري.

حرف الدال:

13-

دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج3، أبو محمد السِجْزي الفقيه المعدّل، وُلِد سنة ستين ومائتين أو قبلها، وسمع بعد الثمانين من: على بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن على السِّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الْجُنَيْد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي وقشمرد، ومحمد بن عمرو الحَرَشيّ، وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب، ومحمد بن رمح البزّاز، ومحمد بن سليمان الياغندي، وخلقًا ببغداد وغيرها.

وعنه: الدارقُطْني، والحاكم ابن رزقويه، وأبو عليّ بن شاذان، وأبو إسحاق الإسفرائيني، وعبد الملك بن بشران، وخلق.

وقال الحاكم: أخذ عن ابن خُزَيمة المصنّفات، وكان يُفْتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث، له صَدَقَات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. سمعته

1 انظر تاريخ بغداد "7/ 421".

2 في عداد المستورين.

3 انظر تاريخ بغداد "8/ 387- 392"، والكامل في التاريخ "8/ 545"، والمنتظم "7/ 10"، والبداية والنهاية "9/ 241، 242".

ص: 27

يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخٌ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: اتّقُوا الله، فإنّ خُراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد1.

وقال الحاكم: سمعت الدارَقُطْنيّ يقول: صنَّفت لدَعْلَج الْمُسْنَدَ الكبير، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثْبَتَ منه وسمعت عمر البَصْري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصحَّ كتبًا ولا أحسن سماعًا من دَعْلَج.

قال الحاكم: اشتري دَعْلَج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار. قال: ويقال لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دَعْلَج.

وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمُسْنَد إلى ابن عُقدَة لينظر فيه، وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارًا.

وقال ابن حَيُّوَيْه: أدخلني دَعْلَجُ دارَه وأراني بدَرًا من المال مُعَبَّأةً، وقال لي: يا أبا عمر، خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغِنّى عنها.

توفِّي دَعْلَجُ في جُمادى الآخرة، وله نيّف وتسعون سنة.

وقال أبو ذَرّ الهَرَوِيّ: بلغني أن معزّ الدولة قال: أوّل مال من المواريث أخذ مال دعلج، خلّف ثلاثمائة ألف دينار.

وقال أبو العلاء الواسطي: كان دَعْلَجُ يقول: ليس في الدنيا مثل داري؛ لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة؛ ولأنّها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرْب مثل داري.

ونقل الخطيب أنّ رجلًا صلّى الجمعة فرأى رجلًا ناسكًا لم يصلّ، وكلّمه فقال: استر عليّ، عليّ لدَعْلَجُ خمسة آلاف درهم، فلمَّا رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دَعْلَجُ فطلب الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه رَوَّعه.

وقال أحمد بن الحسن الواعظ: أَوْدَعَ أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم فأنفقها، فلما كَبُرَ الصَّبي أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكَرْخ، فوقفت على باب مسجد

1 انظر تاريخ بغداد "8/ 389".

ص: 28

دَعْلَجُ، فصلَّيت خلفه الفجر، فلمَّا انْفَتَل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضًا! فأخبرته، فقال حاجتك مقضيّة، فلمَّا فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحًا، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظَّم ثناءُ الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة، فقال: قد رغبت في معاملتك وضَمَّنتك أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحًا مُفْرِطًا حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دَعْلَجُ ذَهَبَهُ، فقال: ما خَرَجَت والله الدنانير عن يدي، ونويت أن آخذ عِوَضها، صِلْ بها الصبيان، فقال: أيّها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي منه عشرة آلاف دينار؟ فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر فقال: أنت دَعْلَجُ؟ قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مُضارَبَةً، وسلَّم إليّ بارنامجات ألف ألف درهم، وقال لي: ابسط يدك فيه ولا تعلم موضِعًا تنفقه إلا حملت منه إليه، ولم يزل يتردّد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا، والمال ينمَّى، فلمَّا كان في آخر سنة اجتمعنا، قال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإنْ قضى الله علْيَ قضاءً فهذا المال كلّه لك، على أنْ تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دَعْلَجُ: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثَمَّر الله المال في يدي، فاكْتُم عليّ ما عِشْتَ. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن محمد العسكري، حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها.

- سَلْم بن الفضل أبو قتيبة1، قد تقدّم.

وقيل: توفّي فيها.

حرف العين:

14-

عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن مسعود2:

أبو بكر الأصبهاني المقرئ المطّرز3، سمع: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن ناملة.

روي عنه: أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نعيم.

1 تقدمت ترجمته.

2 انظر تاريخ بغداد "8/ 390-392".

3 في عداد المستورين.

ص: 29

15-

عبد الله بن أحمد بن الحسين1 بن رجا أبو القاسم الخرقي، بغداديّ مستقيم الحديث.

روى عن: عبد الله بن رَوْح المدايني، وتمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.

وعنه: علي بن أحمد الرّزاز، تُوُفِّي في رجب.

16-

عبد الله بن جعفر بن محمد2 بن الورْد بن زَنْجُوَيْه، أبو محمد البغدادي ثم المصري.

سمع السيرة من عَبْد الرحيم بْن عَبْد الله بْن البَرْقي، وسمع: يحيى بن أيّوب العلاق، وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم.

وعنه: ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد بن النحّاس، وابن نظيف، وجماعة.

وكان من الصالحين المُسْندِين. تُوُفّي في رمضان، وهو في تاريخ ابن النجار أخصَر من هذا.

17-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ3 بن أبي دليم، أبو محمد القُرْطبي من أولاد شيوخ الأندلس.

يروي عن: أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما.

وولي قضاء بجانة4 وألبيرة5، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب "طبقات الرواة" عن مالك، وتُوُفّي فجأة بقصر الزهراء. وكان نبيلًا في الحديث، ضابطًا محقّقًا.

18-

عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن شاذان6 البغدادي أبو الحسين البزّاز.

1 انظر تاريخ بغداد "9/ 389".

2 انظر العبر "2/ 292"، والوافي بالوفيات "17/ 106".

3 انظر تاريخ الأندلس "1/ 231، 232".

4 مدينة في الأندلس.

5 مدينة متصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة.

6 انظر تاريخ بغداد "10/ 128"، والمنتظم "7/ 14".

ص: 30

سمع أحمد بن عبد الله النُرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة وجماعة.

وعنه: الدارقطني، وأبو حفص الكّتاني، وابن رزقويه، ومحمد بن الحنّائي، ووثّقه الخطيب.

19-

عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد أبو القاسم الدمياطي1.

تُوُفّي في ذي الحجة.

20-

عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق أبو الحسين2 الأموي، مولاهم البغدادي الحافظ.

سمع الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلّخي، وخلقًا سواهم.

وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقوَيْه، وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا، وأبو عليّ بْن شاذان، وعبد المُلْك بْن بِشْران، وغيرهم.

صنّف "مُعْجَم الصّحابة" ووقع لنا بعُلوّ.

قال البرقاني: أمّا البغداديون فيُوَثَّقُونه، وهو عندي ضعيف.

قال الدارقُطْني: كان يحفظ، ولكنّه كان يخطئ ويصرّ على الخطأ.

وقال الخطيب: حدّثني الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحوٍ من سنتين، فتركنا السماع منه، وسمع منه قوم في اختلاطه.

قال الخطيب: وُلد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي شوّال سنة إحدى.

21-

عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة، أبو القاسم المؤدّب3، مصري.

1 لم يذكر في كتب السير والتراجم.

2 انظر تاريخ بغداد "11/ 88"، والمنتظم "7/ 14"، وميزان الاعتدال "2/ 532"، وسير أعلام النبلاء "15/ 526".

3 يراجع "طبقات المصريين".

ص: 31

22-

عبد العزيز بن محمد بن سهل1 البغدادي اللؤلؤي بن قماشُوَيه.

روى عن: إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرِّضاع.

وعنه: أبو عليّ بن شاذان.

قال الخطيب: لم أسمع فيه إلّا خيرًا، يُكَنَّى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفِّي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين.

23-

عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان2، الرئيس أبو الحسين بن النُّعمان الكاتب البغدادي.

قال الخطيب: كان أحد الكُتّاب الحُذّاق، مأمون الدواوين، وله تواليف في الهزْل، مات في رمضان.

24-

علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي3 المصري أبو الحسن.

حدّث عن النّسائيّ وغيره.

25-

علي بن جعْفَر بن أَحْمَد بن عَلِيّ أَبُو الحسن الفريابي4:

توفِّي في شعبان، وكان يعرف بابن ممَّك.

روى بمصر عن: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن جعفر القَتَّات، والفريابي.

روى عنه محمد بن نظيف، وغيره.

ووثُقه الخطيب.

26-

على بن رُكَيْن، أبو الحسن المصري5.

سمع أحمد بن حمّاد، وغيره.

1 انظر تاريخ بغداد "10/ 456".

2 انظر تاريخ بغداد "10/ 456".

3 هو ابن الإمام الطحاوي صاحب "المشكل" و "شرح المعاني"، في عداد المستورين.

4 انظر تاريخ بغداد "11/ 370".

5 في عداد المجهولين.

ص: 32

22-

عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ1 بْنِ حبيب، أبو أحمد الحسني المَرْوَزِي.

سمع: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الْجَبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة.

وحدّث ببخارى وبمرو، وفيه لِين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكَل أنكروا عليه وقالوا: كيف لقيته وما علامته؟ قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه من عرض يده، فصدّقوه.

روى عنه: أبو عبد الله بن منده، والحاكم، ومحمد بن أحمد غُنْجار، ومنصور بن عبد الله الذُّهْلي، وغيرهم.

وتوفِّي بَمرْو في رجب من السنة.

قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللَّين من أن تسألني عنه.

قلت: هو أَسَدُّ من كان بمَرْو في زمانه.

وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر؛ والحسنوي أحسن حالًا منه.

حرف الميم:

28-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى، أبو حبيب2 النيسابوري المَصَاحفيّ النّاسخ، جاور بالجامع خمسين سنة.

وحدّث عن: سهل بن عمّار، وزكريّا بن داود الخفّاف.

عنه: الحاكم، وقال: عاش ثلاثًا وتسعين سنة.

29-

محمد بن الحسن بن محمد3 بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي، أبو بكر النّقاش المقرئ المفسّر.

1 انظر العبر "2/ 292".

1 انظر الأنساب "3/ 176، 11/ 337".

3 انظر المنتظم "7/ 14"، وتاريخ بغداد "2/ 201"، والكامل في التاريخ "8/ 545"، وسير أعلام النبلاء "15/ 573-576".

ص: 33

كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير.

روى عن: إسحاق بن سُنَين الختلي، وأبي مسلم الكجّي، ومطّين، وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن النسائي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ القرآن على: الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن بن الحُباب ببغداد، وعلى أحمد بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى ابن أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلي ابن أبي محمد الخيّاط، وعلي بن أحمد البزّار، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين.

قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاف المقرئ، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي، وعلى جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر مَن قرأ فِي الدنيا عَليْهِ، والحسن بن علي بن بشّار النيسابوري، وطائفة سواهم.

وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقُطْني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحُرفي، وآخرون.

وصنّف التفسير وسمّاه "شفاء الصدور"، وصنّف في القراءات، وأكثر التطواف من مصر إلى ما وراء النهر في لقاءالمشايخ، وله كتاب "الإشارة في غريب القرآن"، و"الموضّح في القرآن ومعانيه"، و"صدأ العقل"، و"المناسك"، و"أخبار القصّاص"، و"ذمّ الحسد"، و"دلائل النبوّة"، و"المعجم الأوسط"، و"المعجم الأصغر"، و"كتاب معجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءاتها"، وكتاب "القراءات بعللها"، وكتاب "السبعة الأوسط"، وآخر لطيف، وغير ذلك.

وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين.

قلت: الذي وضُح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونُبله متروك ليس بثقة، وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال ابن

ص: 34

فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفِّي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش.

وقال طلحة بْن محمد بْن جعفر: كَانَ النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القَصَص.

وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش مُنْكَر.

وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النقّاش لشفاء الصدور ليس بشفاء الصدور.

وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.

قلت: وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ أَنَّ أَبَا غَالِبِ ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَهُ، قَالَ: ثنا جَدِّي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ"1.

قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه.

قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.

وقال الدارقطني في كتاب "المصحّفين" له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى "أبو" شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يدٌ قصَدَتْكَ "صفراءَ" من إعطائك -بفتحٍ وبمدّ، وصوابه صفرًا.

وقال الخطيب: سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول: حضرتُ أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين، فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته:{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} يردّدها ثلاثًا، ثمّ خرجت نفسُه2.

قلت: قد اعتمد صاحب "التيسير" على رواياته.

1 حديث منكر: وانظر كشف الخفاء "1/ 486"

2 انظر تاريخ بغداد "2/ 205".

ص: 35

30-

محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد1، بغدادي، وثّقه الخطيب.

روى عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره.

وعنه: ابن رزقوَيْه.

31-

محمد بن الشبل بن بكر القيسي2 أبو بكر الأندلسي.

سمع بقرطبة من يوسف بن يحيى المقامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عَوْن، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسه3 من آدم بن مالك وطائفة، وطال عمره.

ورحلوا للسماع منه. ومات سنة ثلاث وخمسين.

32-

محمد بن علي بن الحسين، أبو حرب المَرْوَزِيّ الفقيه4.

- محمد بن علي بن دُحَيْم، أبو جعفر الشيباني الكوفي5.

سمع: إبراهيم بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم ابن أبي غَرْزَةَ، وجماعة.

وعنه: الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مَرْدويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور المظفَّر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وغيرهم.

حديثه في "الثقفيّات" وغيرها، وكان ثقة صدوقًا، حدّث في هذه السنة، وما أدري هل تُوُفّي فيها أو بعدها.

33-

محمد بن القاسم بن محمد بن سِياه6، أبو بكر العسّال الأصبهاني.

يروي عن: عبد الله بن محمد بن النعمان، وعبيد بن الحسن الغزال.

1 انظر تاريخ بغداد "5/ 310"، والمنتظم "7/ 15"، والبداية والنهاية "11/ 243".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 65".

3 مدينة صغيرة بنواحي إفريقية.

4 في عداد المجهولين.

5 سير أعلام النبلاء "16/ 36، 37"، والنجوم الزاهرة "3/ 334".

6 في عداد المستورين.

ص: 36

وعنه: أبو بكر بن أبي على المعدل، وأبو نعيم الحافظ.

340-

محمد بن راهب، أبو بكر الكشي1.

يروي عن حامد بن شادي الْكشّي، والربيع بن حسّان، ومُطَيّن، وأبي عمر القتّات.

35-

محمد بن مؤمن، أبو بكر الكِنْدي المصري النَّحْوي2 المحدّث.

كان فاضلًا صالحًا، عاش قريبًا من ثمانين سنة.

36-

ميمون بن إسحاق، أبو محمد البغدادي3 الصوّاف، مولى محمد بن الحنفية.

سمع: أحمد بن عبد الجبار العُطارِدِيّ، والحسن بن السَمْح، وأحمد ابن هارون البرديجي.

روي عنه: ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.

قال الخطيب: كان صدوقًا، مولده سنة ستين ومائتين.

حرف الهاء:

37-

هَمّام بن أحمد بن محمد بن مسلم، أبو عمر4 القاضي.

يروي عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن متُّوَيْه، وإسحاق بن جميل.

وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي عليّ المعدل.

حرف الياء:

38-

يحيى بن منصور بن يحيى5 بن عبد الملك القاضي، أبو محمد النيسابوري.

1 انظر السابق.

2 انظر السابق.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 211".

4 انظر أخبار أصبهان "2/ 341".

5 انظر العبر "2/ 293".

ص: 37

وُلِّيَ قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عُزل بأبي أحمد الحنيفي سنة تسع وثلاثين، وحُمدت ولايته، وكان محدّث نَيْسابور في وقته.

روى عن: محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو علي الحافظ.

روى عنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الحركوشي، وسِبْطُه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون.

وفيَّات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

39-

أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله1 بن راشد، أبو جعفر المَدِيني الأصبهاني الزاهد:

سمع: علي بن سعيد العَسْكَري، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك.

ويُذكَر عنه أنّه كان مُجاب الدعوة.

وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.

توفي في شهر ربيع الأول.

40-

أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد2 بْن سَلَمة، أبو العباس البغدادي نزيل مكة.

حدّث عن البرقي

41-

أحمد بن عبيد بن أحمد، أبو بكر الحمصي3 الصّفّار.

توفِّي فيها في حمص، وذكرناه في الطبقة الماضية.

روى عنه: عبد الغني المصري، وابن منده، وعدّة.

1 انظر أخبار أصبهان "1/ 160".

2 انظر تاريخ بغداد "4/ 255".

3 تقدم ذكره.

ص: 38

42-

أحمد بن محمد بن السِّريّ1 بن يحيى بن السّريّ، هو الحافظ أبو بكر بن أبي دارم الكوفي.

تُوُفّي بالكوفة في أوّلها، وكان رافضيًّا، يروي في ثَلْب2 الصحابة المناكير، واتُّهِم بالوضْع.

حدّث عن موسى بن هارون الحمّال، وقد مرّ في العام الماضي.

43-

أحمد بن محمد بن سهلويه، أبو الحسن المزكّي النيسابوري3 سِبْط أبي يحيى البزّاز.

سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، والكجّي، وطبقتهما.

روى عنه جدّه في تصنيفه، وقرأه على النّاس، وروى عنه الحاكم.

قَالَ الْحَاكِمُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْكَرَابِيسِيُّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْبَزَّازِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ محمد اللَّبَّادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي كِنَانَةَ، عَنِ ابْنِ عَمَّتِهِ مَرْفُوعًا:"إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ" 4 الحديث.

44-

أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد5، أبو الحسين الشمعي، بغداديّ معروف صَدُوق.

سمع: الكديمي، وبِشْر بن موسى، وجماعة.

وعنه: أبو محمد النّحّاس، وأبو عبد الله بن نظيف.

45-

أحمد بن مُطْرَف بن عبد الرحمن6 بن قاسم بن علقمة الأزدي. توفِّي أبوه سنة أربع وعشرين.

1 انظر شذرات الذهب "3/ 11"، ولسان الميزان "1/ 268".

2 ثلب فلانًا: أي عابه وتنقصه.

3 لا بأس به، في عداد المستورين.

4 انظر السابق.

5 انظر تاريخ بغداد "5/ 157".

6 انظر تاريخ علماء الأندلس "44"، وبغية الملتمس "207".

ص: 39

روى أحمد عن: عبيد الله بن يحيى اللَّيْثي، وابن لُبَابة، والأَعْناقي.

وولي الصلاة بقرطبة، وكان ذا وسواس في الطهارة، وكان من فقهاء المالكية الأعيان، ويُعرف بأبي عمر بن المشّاط، وكان مُعْتنيًا بالسُّنن زاهدًا ورِعًا.

حدّث عنه: أحمد بن الْجَسُور، ومحمد بن إبراهيم، وسمع الناس منه كثيرًا. وتُوُفّي في ذي القعدة رحمه الله.

46-

أحمد بن نصر الله بن محمد1 بن أشكاب، أبو نصر البخاري الزّعفراني، قدم بغداد وانتخب عليه الدارقُطْني،

قال الخطيب: يروي عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وحدّث في هذه السنة ببغداد.

47-

إسحاق بن إبراهيم التُّجْيبي2 مولاهم الطُّلَيْطِلي، أبو إبراهيم المالكي، العلَّامة مصنّف كتاب "النصائح".

كان فاضلًا ورِعًا مشاوَرًا في الأحكام، يُقرئ الفقه بحانوته بسوق الكتّاب بقُرْطُبَة.

وحدّث عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لُبابة.

48-

إسماعيل بن علي بن علي3 بن رَزين، أبو القاسم الخزاعيّ ابن أخي دعبل الشاعر.

قيل: إنّه وُلِدَ سنة تسع وخمسين ومائتين.

وحدّث عن: عبّاس الدُّوري، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن إبراهيم الديري.

وعنه: أبو سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، والدارَقطْني، وأبو الحسين ابن جُمَيْع، وهلال الحفّار.

قال الخطيب: كان غير ثقة، وتوفّي بواسط، حديثه في الثقفيّات. قال الخطيب: روى عن أبيه، عن أخيه دعبل أحاديث مسندة.

1 انظر تاريخ بغداد "5/ 183".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "72"، وبغية الملتمس "235".

3 تاريخ بغداد "6/ 306"، والوافي بالوفيات "9/ 156".

ص: 40

حرف الجيم:

49-

جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء، أبو محمد الشيباني الأمير1.

من كبار عرب الشام، وكان فارسًا شجاعًا عارفًا باللغة، وكان خِصّيصًا بسيف الدولة، عاش ستًّا وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوّد.

حرف الحاء:

50-

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ هارون الوزير، أبو محمد الْمُهَلَّبِي الأزْدي، من ولد قبيصة بن المهلَّب بن أبي صُفْرة.

وزر لِمُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وكان كبير القدْر عالي الهمّة كامل الرئاسة والعقل، مُحبّا للفُضَلاء مُقْبِلًا عليهم.

كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال:

ألا مَوْتٌ يُباعُ فأشتريه

فهذا العيشُ ما لا خير فيه

ألا موت لذيذ الطَّعْمِ هاني

يخلّصُني من العيش الكريه

إذا أَبْصَرتُ قبرًا من بعيدِ

ودِدْتُ لوَ أنَّني قد صرت فيهِ

ألا رَحِم الْمُهَيْمِنُ نفْسَ حرّ

تصدّق بالوفاة على أخيه

فلمَّا سمعه اشترى له لحمًا بدرهم وطَبَخَه وأطعمه، ثمّ تقلَّبت الأحوال ووُزَّر المُهَلَّبِي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلَّبي وكتب إليه:

ألا قُلْ للوزير فَدَتْه نفْسي

مَقَالَةَ مُذْكِرٍ ما قد نَسيهِ

أَتَذْكُر إذ تقول لضَنْكِ عَيْشٍ

ألا موتٌ يُباع فأشتريه

فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته: {مَثَلِ الَّذِين

1 أحد أمراء الشام، يراجع "تاريخ دمشق" لابن عساكر.

2 انظر المنتظم "7/ 9"، والفهرست "200"، والكامل في التاريخ "8/ 546"، ودول الإسلام "1/ 219".

ص: 41

يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ} [البقرة: 261] ، ثم دعا به فخلع عليه وولاه عملًا يرتفق به.

وللوزير المُهَلَّبي أخبار وشعر رائق. وتُوُفّي في طريق واسط، وحُمل إلى بغداد، ومن شِعْره:

قال لي مَنْ أحبّ والبين قد جـ

دّ وفي مِهجتي لهيبُ الحريق

ما الذي في الطريق تَصْنَعُ بَعْدي؟

قلت: أبكي عَلَيك طُولَ الطَّرِيقِ

تُوُفّي المهلَّبي لثالثِ من شعبان عن نَيَّف وستّين سنة.

ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه:

مات الذي أَمْسَى الثَّناءُ وراءه

والْعَفْوُ عفو الله بين يديه

هدم الزمان بموته الحصنَ

الذي كُنّا نفرّ من الزَّمان إليهِ

وللوزير المهلَّبي:

أراني الله وجهَكَ كلَّ يوم

صباحًا للتيمّن والسّرور

وأمتع ناظريَّ بصفْحَتَيْهِ

لأَقرا الْحُسْنَ من تلك السُّطُور

ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلَّبي:

يا مَعْشَرَ الشعراءِ دَعْوَةَ مُوجَعٍ

لا يُرْتَجَى فرَجُ السُّلُوِّ لَدَيْهِ

عَزُّوا الْقَوافِيَ بالوزيرِ فإِنّها

تبكي دَمًا بَعْدَ الدُّمُوعِ عليهِ

مات الذي أمسى الثناء وراءه

والعفو عفو الله بين يديه

هدم الزمان بموته الحصن الذي

كنا نفرّ من الزَّمان إليهِ

فَلْيَعْلَمَنَّ بَنُو بُوَيْه أَنَّه

فُجعتْ به أَيّام آلِ بُوَيْهِ

51-

الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر، أبو علي الحِمْيَرِي1.

أظُنُّه مَصْريًّا، تُوُفّي في ربيع الأول.

1 في عداد المجهولين.

ص: 42

52-

حمدون بن محمد بن حمدون بن هشام، أبو الحسن السِجستاني1.

توفِّي في صفر، من شيوخ الحاكم.

حرف الخاء:

530-

خالد بن سعد، أبو القاسم الأندلسي2.

سمع: محمد بن فُطَيْس، وسليمان بن قريشِ، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وخَلْقًا سواهم.

وله كتاب في رجال الأندلس، وكان إمامًا في الحديث حافظًا بصيرًا بالعِلل، مُتَقدَّمًا على أهل زمانه بقرطبة، وكان أحد الأذكياء. قيل: أنّه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشرين حديثًا.

وبَلَغَنَا أنّ المُستَنْصِر بالله كان يقول: إذا فاخَرَنا أهلُ المشرق بيحيى بن مَعِين فاخَرْناهم بخالد بن سعد.

وقيل: كان خالد بذيء اللسان ينال من أَعْراض النّاس.

حرف العين:

54-

عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم، أبو العباس اليونسي3 المعروف بالأبياني التميمي.

تفقّه على: يحيى بن عمر، والمغامي يوسف، وأحمد بن أبي سليمان.

وعنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد عبد الله الأصيلي.

وكان فقيه إفريقية، وكان يميل إلى مذهب الشافعي وهو بمذهب مالك أقصد.

55-

عبد الله بن محمد بن مُغيث4، أبو محمد الأنصاري القرطبي الصفّار، والد قاضي الجماعة أبي الوليد يونس.

1 انظر السابق.

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "13"، والعبر "2/ 295"، وشذرات الذهب "3/ 11".

3 لا بأس به، في عداد المستورين.

4 انظر بغية الملتمس "332"، والوافي بالوفيات "17/ 484".

ص: 43

روى عن: خَالِد بْن سعْد، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وإسماعيل بن بدر، وجماعة.

وكان أديبًا شاعرًا بارعًا بليغا كاتبًا مع العبادة والتواضع والفضْل، وزُهدٍ في الدنيا في آخر عمره، وتوفي في شوّال وله ثمان وستّون سنة.

قال يونس بن عبد الله بن مغيث: سمعت أبي يقول: أوْثَقُ عملي في نفسي سلامةُ صَدْري أنّي آوي إلى فراشي ولا يأوي صدري غائلة لمسلم.

وقد صنّف للحكم المستنصر كتاب "شعراء بني أُمَيّة" فأجاد، وجاء في مجلّد.

ومن شعره:

أتوا حسبة أن قيل جدّ نُحُولُهُ

فلم يبق من لحم عليه ولا عظْم

فعادوا قميصًا في فراش فلم يروا

ولا لمسوا شيئًا يدلّ على جسْم

طواه الهوى في ثوب سَقْم من الضّنى

فليس بمحسوس بعين ولا وَهْم

56-

عبيد الله بن يحيى بن إدريس القرطبي1.

سمع عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأسلم بن عبد العزيز.

وكان متقدّمًا في ضروب العلم، وكان شاعرًا مُحسِنًا بارعًا مع معرفته الآثار والسُّنَن، وكان متواضعًا نبيلًا، وُلِّيَ الوزارة فما زاده ذلك إلا فضْلًا، وكان يؤذّن في مسجده وهو وزير. وكان ثِقَةَ، أخذ الناس عنه كثيرًا، وتوفي في ذي القعدة.

تَرجَمَه ابن الفَرَضي.

كنيته: أبو عثمان.

57-

عبد الرحمن بْن الحَسَن بْن أَحْمَد2 بْن مُحَمَّد بْن عبيد الأسدي، أبو القاسم الهمداني.

روى عن: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد بن

1 انظر تاريخ علماء الأندلس "251"، وبغية الملتمس "355".

2 انظر تاريخ بغداد "10/ 292-294".

ص: 44

الضّرير، وعلى بن الحسين بن الْجُنَيْد، وتكلّموا في سماعه من ابن ديزيل.

وعنه: ابن منده، والحاكم، وأحمد بن موسى بن مردَوَيْه، وأبو بكر بن لال، ومحمد بن أحمد بن الحسين المحاملي، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي، وأبو علي بن شاذان، وعبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمداني، وأخرون سنة سبعين ومائتين.

رماه بالكذب القاسمي بن أبي صالح، وقال صالح بن أحمد الهمداني: ضعيف، ادّعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب عليه.

58-

عبيد الله بن آدم بن عبيد الله بن خالد، أبو محمد الدمياطي1.

يروي عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره.

59-

علي بن أحمد بن أبي قيس، أبو الحسن البغدادي الرّفَاء2 المعرّي.

حدّث عن ابن أبي الدنيا، وقيل: كان زوج أمّه.

روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي. وكان يفسّر المنامات ويقرئ القرآن في داره.

قال ابن أبي الفوارس: كان ضعيفًا جدًّا. توفِّي في جُمادى الآخرة.

60-

على بن إسحاق بن خَلَف، أبو القاسم3 البغدادي المعروف بالزّاهي.

مُجِيد، مدح سيف الدولة بن حمدان والوزير المهلَّبي، وكان قطّانًا لم يتكهّل.

شاعر وهو القائل:

صُدُودك في الهوى هَتَك استتاري

وعاونه البكاء على اشتهاري

ولم أخلع عِذاري فيك إلّا

لما عاينت من حُسن العذارِ

وكم أبصرتُ من حُسْنٍ ولكنْ

عليك لشقوتي وقع اختياري

1 يُرَاجع "تاريخ علماء الأندلس".

2 شذرات الذهب "3/ 11".

3 انظر تاريخ بغداد "11/ 350"، والمنتظم "6/ 59"، وسير أعلام النبلاء "16/ 111"، والبداية والنهاية "11/ 272".

ص: 45

وله:

سفرْن بُدُورًا وانْتَقَبْن أَهِلَّةً

ومِسْنَ غُصُونًا والتَفَتْنَ جَاذِرا

وأَطْلَعْن في الأجياد بالدرّ أنْجُمًا

جُعلْن لحبّات الثغور ضَرَائرا

61-

علي بْن الْحُسَيْن بْن علي، أَبُو الْحَسَن العبسي المصري1 الفرّاء، صاحب التاريخ.

كذا ذكره أبو القاسم بن منده.

62-

عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو القاسم الحلاب2.

يروي عن بكر بن سهل الدمياطي.

توفِّي في رجب.

63-

عَليّ بن هَارُون بن عَليّ3 بن يَحْيَى بن أبي منصور بن المنجّم، أبو الحسن البغدادي:

وُلد سنة وسبعين ومائتين بعد وفاة جدّه بسنة.

وروى عن: بِشْر بن موسى، ومحمد بن العبّاس البريدي، وجماعة.

وعنه: ابنه أحمد، والحسن بن يحيى النوبختي، والمرزباني.

وكان أديبًا إخباريًا شاعرًا مُحٍسنًا، فمن شعره:

بيني وبين الدهر فيك عتابُ

هل يُرتَجَى من غَيْبَتَيكَ إيابُ

لولا التَّعَلُّل بالرجاء تقطّعت

نفسٌ عليك شِعارُها الأَوْصابُ

لا يأس من فرجِ الإله فربَّما

يصلُ القَطوعُ ويقدِم الغيابُ

ومن شعره:

كيف نال العثارُ من لم يزل من

هـ مُقيلًا في كل خَطْب جسيمْ

أو ترقّى الأذى إلى قدمٍ لم

يَخْطُ إلّا إلى مقام كريم

1 في عداد المجهولين.

2 يراجع "تاريخ بغداد".

3 انظر تاريخ بغداد "12/ 19"، والفهرست "144"، والوافي بالوفيات "22/ 276-278".

ص: 46

قال الخطيب: توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

64-

على بن يعقوب بن إسحاق المؤذّن1.

سمع: محمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، والحسن بن هارون بن سليمان.

وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.

توفّي في شهر رمضان.

حرف الميم:

65-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق2 بن إبراهيم النيسابوري، أبو عمرو النَّحْوي المعروف بأبي عمرو، والصغير رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة.

سمع: عبد الله بن شذونة، وأبا القاسم البغوي، وابن جوصا، وأبا عروفة الحرّاني، وابن قتيبة العسقلاني، وطبقتهم.

وعنه: الحاكم، وقال: كان كبيرًا في العلوم.

66-

محمد بن أحمد بن قاسم3 بن هلال، أبو عبد الله القيسي القُرْطُبِي.

سمع من عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وجماعة.

وكان مُفْتِيًا أكثر النّاسُ عنه.

67-

محمد بن إسحاق بن مهران شاموخ4 المقرئ.

روى عن: أحمد البراثي، والحسن بن الحُباب.

روى عنه: يوسف القوّاس، وأبو الحسن بن رزقويه.

قال الخطيب: كثير المناكير.

1 انظر أخبار أصبهان "2/ 17".

2 انظر تاريخ بغداد "1/ 277"، والوافي بالوفيات "2/ 31".

3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 66".

4 انظر تاريخ بغداد "1/ 258"، والمنتظم "7/ 18".

ص: 47

68-

محمد بْن أحمد بْن موسى1 بْن هارون الصَّلْت الأهوازي أبو الطيّب.

سكن بغداد، وحَدّث عن أبي خليفة، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك.

وعنه: ابنه أحمد، وعبد الرحمن الحربي، ومن القدماء الدارقُطْني وغيره.

قال الخطيب: كان صدوقًا.

69-

محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حسين، أبو الحسين المُعاذي2 النيسابوري الأديب، شيخ عشيرته المعاذية.

سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب.

وعنه: الحاكم وغيره، وقال: مات في رجب سنة ستين، وله ثلاث وثمانون سنة.

70-

محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن، أبو طاهر النيسابوري3.

سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وطبقته.

وعنه: الحاكم.

توفِّي فِي ذِي القِعْدَة.

71-

مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن دحَيْم4 بن كيسان، أبو جعفر الصائغ الشيباني. من سنة إحدى، فيُحَوَّل.

أرَّخه هنا ابن حمّاد الكوفي فقال: حدّث في سنة اثنتين وخمسين، قال: وكان شيخًا صالحًا صدوقًا قليل المعرفة بالحديث، كان سماعه في كتب أبيه، وكان أبوه قد شرط على جزء من مُسْنَد ابن أبي غَرَزَة، ما كان في هذا الكتاب عليه إجازة واحدة، فلم يسمعه منّي محمد وحسن وحسين، وما كان عليه خرجتان فقد سمعوه منّي، وما عليه ثلاث خرجات فقد سمعوه مرّتين، فلم يضبط هذا الشرط كثير من الناس، واحتجّ من أخذ عنه ما كان أبو ذرّ ابن المنذر قرأه عليه.

1 انظر تاريخ بغداد "1/ 358"، والمنتظم "7/ 18".

2 انظر الأنساب "11/ 380".

3 انظر الأنساب "11/ 379".

4 انظر العبر "2/ 293"، وسير أعلام النبلاء "16/ 36، 37".

ص: 48

72-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ1 بْنِ بشر، أبو عبد الله المُزَني المغفلي الهروي.

سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن شاذان، وأبو الحسن بن رزقويه.

ووثقه الخطيب. وتوفِّي بنَيسابور.

73-

محمد بن علي بن حسن، أبو بكر الشرابي2 الرّمّاني.

سمع: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي.

وعنه: تمام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحّاس، وعقيل وحسين ابنا عبد الله بن عَبَدان.

قال أبو الفتح بن مسرور: فيه لين.

74-

مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد3، أبو جعفر بن المسلمة:

بغدادي، ثقة.

سمع: محمد بن جرير الطَّبَري، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي.

وعنه: ابنه أبو الفرج.

75-

محمد بْن محمد بْن أحمد بْن مالك4 أبو بكر الإسكافي.

سمع: موسى بن سهل الوشّاء، وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا الأحوص العُكْبَرِي، والحارث بن أبي أسامة.

وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان.

قال الخطيب: سمعت البرقاني يثني عليه، وأمرنا أن نكتب حديثه.

1 انظر تاريخ بغداد "5/ 455".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 84".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 25".

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 219".

ص: 49

وتوفي في ذي القعدة.

قلت: له جزء معروف به.

76-

محمد بن وسيم1، أبو بكر القيسي الطُّلَيْطِلي الضّرير.

سمع بقرطبة من أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ.

وكان بصيرًا بالحديث حافظًا للفقه، نحويًّا شاعرًا من الأذكياء.

توفِّي في ذي القعدة.

حرف النّون:

77-

نَصْر بن جعفر بن علي2 بن حسن بن منصور بن خالد بن يزيد بن المهلَّب ابن أبي صُفْرة، الإمام أبو منصور المهلَّبي الأزدي السمرقندي، مفتي الحنفيّة وعالمهم بسمرقند.

انتهى إليه معرفة المذهب ودقائقه، وروى عن: أحمد بن يحيى، وفارس بن محمد، وأحمد ابن عم الكلبيّين. أخذ عنه: الفقيه عبد الكريم بن محمد، وطائفة من الأنساب.

علَّقه ابن ناصر المصري.

حرف الواو:

78-

الوليد بن عيسى بن حارث3، أبو العباس الأندلسي مولى بني أُمَيّة.

كان بصيرًا بالشٍعْر والأدب في شرح ديوان أبي تمّام الطّائي وشِعْر مسلم بن الوليد، وكان بعيد الصَّيت في تعليم أبناء الملوك.

تُوُفّي في شوّال.

1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 67".

2 انظر اللباب "3/ 276"، وسير أعلام النبلاء "16/ 198، 199".

3 انظر تاريخ الأندلس "2/ 162".

ص: 50

وفيات سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

79-

أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بُنْدار التَّيْمي1، مولاهم الأصبهاني أبو جعفر.

سمع: عِمْران بن عبد الرحيم، وسَهْل بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، وإبراهيم بن فَهْد، وإبراهيم بن الحسين الحربي، وغيرهم.

وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو نُعَيم الحافظ، والحسن بن محمد بن خشوَيْه الكاتب، وجماعة.

ويعرف بابن أَفْرَجه.

80-

أحمد بن ثابت بن أحمد2 بن بقية الواسطي الكاتب.

حدّث ببغدادِ فِي هذا العام عن: محمد بن مسلمة الواسطي، وأحمد بن أَبِي عوف البزوري، ومطيّن.

وعنه: ابن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السّكّري، وطلحة بن الصفراء.

81-

أحمد بن قاج بن عبد الله3، أبو الحسين الورّاق.

كان من أكثر الناس سماعًا ببغداد.

سمع: إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد بن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي.

وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان. وكان ثقة. توفِّي يوم عيد الفطر.

ذكر الخطيب أنَّه ورث سبعمائة دينار، فاشترى بجميعها كاغدًا في صفقة، ومكث دهرًا يكتب فيه الحديث، رحمه الله.

1 انظر أخبار أصبهان "1/ 150".

2 انظر تاريخ بغداد "4/ 58".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 355".

ص: 51

82-

أحمد بن أبي بكر محمد1 بن الزاهد الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل، أبو سعيد الحِيريّ النَّيْسابوري الشهيد الحافظ.

سمع: أبا عمرو الخفّاف، وعبد الله بن سرفعة، والحسن بْن سُفْيَان، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وحامد بن شعيب، والقاسم بن الفضل الرازي، وخلقًا سواهم.

وصنّف "التفسير الكبير" و"الصحيح المخرَّج على صحيح مسلم" والأبواب، وغير ذلك، ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كبير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير، واستشهد بَطرَسُوس، وله خمس وستون سنة.

روى عنه الحاكم.

83-

إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عُمارة2، أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الأصبهاني.

قال أبو نُعَيْم فيه: أوحد زمانه في الحفظ، لم ير عبد الله بن طاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والسند، وعوفي في سابع رمضان، وعمارة جدّهم هو ابن حمزة بن يسّار بن عبد الرحمن بن حفص، وحفص هو أخو أبي مسلم الخُرَاساني صاحب الدولة العباسية.

سمع: أبا جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحرّاني، وأبا خليفة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة سواهم.

وعنه: أبو عبد الله بن منده، وقال: لم أر أحفظ منه، وأبو الحسن علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأهل أصْبَهان.

قال أبو جعفر بن أبي السّريّ: سمعت أبا العباس بن عُقْدَةَ يقول: قلَّ ما رأيت مثل إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحفظة3.

1 انظر تاريخ بغداد "5/ 23"، وطبقات الشافعية "3/ 43"، وسير أعلام النبلاء "16/ 29".

2 انظر أخبار أصبهان "1/ 199"، والعبر "2/ 296"، والوافي بالوفيات "6/ 117"، وسير أعلام النبلاء "16/ 83-88".

3 الحفظة أي: أهل الحفظة والإتقان كالحفاظ.

ص: 52

وقال أبو عبد الله الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بَلَغَ المُسْنَدُ المصنّف على التراجم لكلّ واحدٍ منهم ألف جُزْءٍ، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد الماسرجي.

قُلْتُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً، عَنْ مسعود بن أبي منصور، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، أنا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ إِمْلاءً، أنا عُبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ، أنا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْم الْقِيَامَةِ إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي"1. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَالِي حَدِيثِهِ وَمِنْ عَالِي حَدِيثِ أَبِيهِ.

حرف الباء:

84-

بكّار بن أحمد بن بكّار2 بن بُنان، أبو عيسى المقرئ، بغدادي مشهور بالإقراء، أقرأ ستين سنة.

قرأ على: عبد الله بن الصَّقر السُّكْري، وأبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف صاحب أبي حمدون، وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق، وأبي بكر بن مجاهد، وسمع الحديث من أحمد بن علي الأَبّار، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

قرأ عليه: أبو حفض الكتّاني، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي.

وحدّث عنه: هو وابن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن الحسن الورّاق.

قال الخطيب: ثقة، وُلد سنة خمس وسبعين ومائتين، وتُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.

قال أبو عمرو الدّاني: ضابط3 مشهور ثقة.

85-

بُكَيْر بن الحسين بن عبد الله بن مسلمة، أبو القاسم الرازي الدرهمي4.

1 حديث حسن لغيره، وأخرجه أحمد "4/ 323"، وله شواهد عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 134"، والوافي بالوفيات "10/ 186"، والمنتظم "7/ 21".

3 وهي من الضبط وهو نوعان: ضبط صدور وضبط كتاب، انظر في كتب أصول الحديث مثل: الباعث الحثيث للحافظ ابن كثير.

4 في عداد المستورين، لا بأس به.

ص: 53

وُلد سنة أربع وستين ومائتين.

سمع بمصر: بكّار بن قُتَيْبَة، وعبد الله بن أبي مريم، وغيرهما.

وعنه: عبد الرحمن بن النحّاس.

86-

بُنْدار بن الحسين الشّيرازي1، أبو الحسين الزاهد، نزيل أَرّجان2.

له لسان مشهور في علم الحقائق، وكان الشِّبْلِيُّ يعظِّمه.

روى عنه: عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، وغيره.

قال السُّلمي: كان بندار بن الحسين عالمًا بالأصول، ردّ على محمد بن خفيف في مسألة الإعانة وغيرها.

قلت: وقد روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حديثًا واحدًا، وكان ذا أموال كثيرة فأنفقها وزَهِد.

وقال محمد بن عبد الله الرازي: أنشدني بندار بن الحسين:

نوائب الدهر أدَّبتني

وإنّما يُوعَظُ الأديبُ

قد ذُقْتُ حُلْوًا وذقت مرًّا

كذاك عَيْشُ الفتَى ضُرُوبُ

ما مرَّ بوسٌ ولا نعيم

إلّا ولي فيهما نصيب

قال السُّلمي: قال عبد الواحد بن محمد بن شعيب: "سمعت بندارًا يقول: دخلت على الشّبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار، فنظر في المرآة فقال: المرآة تقول: إنّ ثمَّ سببًا، قلت: صدقت المرآة، فحملت إليه ستَّ بِدَرٍ، ثم لزِمْتُه حتى حملت جميع مالي إليه، فنظر مرّةً في المرآة وقال: المرآة تقول: ليس ثمّ سبب، فقلت: صدقت.

حرف الجيم:

87-

جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد3 بن الحكم الواسطي المؤدب.

1 انظر حلية الأولياء "10/ 384"، والوافي بالوفيات "10/ 292"، وسير أعلام النبلاء "16/ 108، 109".

2 مدينة برية بحرية بين شيراز والأهواز.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 241"، والمنتظم "7/ 21"، وسير أعلام النبلاء "16/ 30".

ص: 54

سمع: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وجماعة.

وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتّاني، وأبو على بن شاذان.

وثّقه الخطيب.

حرف السين:

88-

سعيد بن عثمان بن سعيد1 بن السَّكَن، أبو علي البغدادي ثم المصري البزاز الحافظ.

وُلد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخُراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن مُكْثِرًا مُتْقِنًا مصنِّفًا بعيد الصيت، له تجارة في البَزِّ.

سمع: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا القاسم البَغَوي، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الفَربْري، وأبا حَامد بن الشرقي، ومكّي بن عبدان، وأبا عروبة الحّراني، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جَوْصا.

وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وابن مَنْدَه، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وعلي بن محمد الدّقّاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وجماعة من الأندلسيّين والمصرييّن.

وقع كتابه "المنتقى الصحيح" إلى أهل الأندلس وهو كبير.

توفِّي في المحرّم.

وقد روى عنه صحيح البخاري ابن أسد الْجُهَني، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى بن مفرّج، وأبو جعفر بن عون الله.

حرف الشين:

89-

شجاع بن جعفر، أبو الفوارس البغدادي الورّاق الواعظ2.

1 انظر الوافي بالوفيات "15/ 242"، والعبر"2/ 297"، وسير أعلام النبلاء "16/ 117".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 253"، وسير أعلام النبلاء "16/ 37، 38"، والعبر "2/ 298".

ص: 55

سمع: أبا جعفر ابن المُنَادي، وأبا بكر الصّاغاني، وعبّاس بن محمد الدُّوري، وأحمد بن عبد الجبّار العُطاردي، وعبد الله بن شبيب المدني، وأحمد بن ملاعب.

وعنه: أبو حفص الكتّاني، وهلال الحفّار، وعلى بن داود الرزاز، وأبو علي ابن شاذان، وغيرهم.

وكان أَسْنَد من بقيِ ببغداد، وحدّث بعلوٍّ في آخر مُسْنَد عمر النّجّاد.

حرف العين:

90-

عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن بُنْدار1 بن ناجية بن سَدوس بن محمد المَديني الأصبهاني.

سمع: أَسِيد بن عاصم، وأحمد بن مَهْدِيّ بأصبهان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ بمكة.

وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو أحمد عبد الله بن عمر السّكّري، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نُعَيم الحافظ.

91-

عبد الله بن عمر بن إسحاق، أبو جعفر2 المصري:

يروي عن: ابن علاثة وغيره.

92-

عبد الله بن محمد بن العبّاس، أبو محمد3 المكّي الفاكهي.

سمع: أبا يحيى عبد الله بن أبي مَسَرَّة وغيره.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأحمد بن أحمد بن حسن البزاز شيخ البَيْهَقِيّ، وأبو القاسم عبد الملك بن بِشْران، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.

وكان أَسْنَدَ من بقي بمكّة، وله كتاب "أخبار مكة" في مجلَّدَتَين عند صاحبنا ابن حبّه من الحافظ.

1 انظر أخبار أصبهان "2/ 86"، وسير أعلام النبلاء "16/ 44"، والعبر "2/ 298".

2 في عداد المجهولين.

3 انظر العبر "2/ 298"، وشذرات الذهب "3/ 13".

ص: 56

93-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1، أبو محمد الحيري، ويُعرف بالرازي الزاهد، من كُتَّاب مشايخ الصوفية:

سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن محمد التركي، وأحمد بن نجدة الهَرَوي، ويوسف القاضي، وغيرهم.

وكان من أكابر أصحاب الزاهد أبي عثمان الحيري.

قال السُّلمي: صَاحَبَ الْجُنَيْدَ، وأبا عمران الكبير، ومحمد بن الفضل، ورويم، وسمنون، وأبا علي الجوزجاني، ومحمد بن حامد.

وكان أبو عثمان يكرمه ويبجّله، وهو من أَجَلّ مشايخ نَيْسَابُور في وقته، له من الرّياضيات ما يعجز عن سماعها إلّا أهلها، وكان عالمًا بعلوم هذه الطّائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة.

قلت: وروي عنه أبو عبد الرحمن السُّلميّ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن حُمْشاد الصائغ.

قال السُّلَمي: سمعته يقول: قيل لبعض العارفين: ما الذي حَبَّبَ إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة؟ قال: وثبة الأكياس من مخّ الدنيا.

وقال السُّلمي: هو أَجَلُّ شيخٍ رأيناه من القوم وأقدَمُهُم، وقد صحب محمد بن علي التِّرْمِذِي والكبار، ويرجع إلى فنون من العلم، وكتب الحديث الكثير، وله رياضات واجتهادات يطول ذكرها. وقد امتُحِن في آخر عمره بحَدَث من أهل نَيْسَابور، كشفت تلك المحنة عن جلالته وعِظَمِ شأنه.

سمعته يقول: إذا رأيت المريد يحبُّ السَّماع فاعْلَمْ أنَّ فيه بقيّةَ من البطالة.

94-

عبد الصمد بن الحسين بن يوسف بن يعقوب الأّزْدي2 القاضي.

بغداديُّ يُكنَّى أبا الحسين، من بيتِ عِلْمٍ.

حدَّث بمصر عن محمد بن جعفر القتات.

1 انظر طبقات الصوفية "288"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "16/ 65، 66"، والرسالة القشيرية "31".

2 انظر تاريخ بغداد "11/ 41".

ص: 57

وعنه: عبد الواحد بن مسرور، ووثّقه.

95-

عبد الملك بن محمد، أبو مروان المدني1، قاضي المدينة.

96-

عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل2، أبو مروان التميمي القرطبي.

سمع أحمد بن خالد الخشّاب، وابن أيمن، وبمكّة ابن الأّعْرابي، ولزم العُزْلَة والزُّهْد، وكان من الراسخين في العِلْم، رضي الله عنه.

وهو أخو يحيى بن هزيل الشاعر، سيأتي سنة إحدى وسبعين.

97-

عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب، أبو علي3.

توفِّي بتنّيس في المحرَّم.

98-

عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم4 بن الواثق بن المعتصم، أبو محمد العباسي الهاشمي البغدادي.

سمع: أبا مسلم الكّجي، وأبا شعيب الحّراني، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخَلَف بن عَمرو العُكْبَرِي.

وعنه: الدارَقُطْنيّ، وأبو الحسن بن رزقويه، وابن ابنه أحمد بن عمر بن عبد العزيز، وغيرهم.

وثَّقه الخطيب.

99-

علي بن إبراهيم أبو الحسن المُسْتَمْلِي5 النجّاد:

سمع السّرّاج، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمة الباغَنْدي.

وعنه: ابن رزقويه، وابن الفضل القطان.

100-

عليّ بن الحسن بن دليل.

1 يراجع "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" للفاسي.

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 275".

3 في عداد المجهولين.

4 انظر: تاريخ بغداد للخطيب "10/ 457".

5 انظر تاريخ بغداد "11/ 338".

ص: 58

روي عن: يوسف القاضي، وغيره.

روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وغيرهما.

وثّقه الخطيب.

101-

علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل1 أحد محدّثي الشام الثقات.

سمع: أبا زُرْعة البصْري، والقاسم بن موسى بن الأشيب، وأحمد بن المعلَّى، والحسن بن جريرالصوري، وأنس بن السلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، سمع منه في الحج، وقرأ بحرف عاصم على: أحمد بن نصر بن شاكر، عن الحسين العجلي، عن يحيى بن آدم.

وقرأ عليه: مظفَّر بن أحمد الدَّينوَرِي، وحدَّث عنه: تمَّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن ياسر الجويري، وعبد الواحد بن مشماش، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وناقلته عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسين بْن الحَسَن بن علي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو العبّاس بن الحاج الإشبيلي.

وآخر من روى عنه أبو الحسن بن السمسار.

مولده سنة إحدى وستّين ومائتين، وله شِعْر حَسَن، وكانت وفاته في ذي الحجّة من السنة.

حرف القاف:

102-

قاسم بن محمد بن قاسم2 بْن سيّار، مَوْلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الملك الأموري القرطبي، من بيت علم وجلالة، يُكنَّى أبا محمد.

سمع من: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وغيرهما، وكان عارفًا بمذهب مالك.

ولي قضاءَ أستِجَة3 وقَبْرَة4 وإشبيلية، وحُمِدَتْ سيرتُه. وكانت وفاته فجأة.

1 انظر العبر "2/ 298"، وشذرات الذهب "3/ 13".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 355"، وبغية الملتمس "432".

3 اسم لكورة بالأندلس متصةل بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة.

4 كورة من أعمال الأندلس تتصل بأعمال قرطبة من قبلها.

ص: 59

حرف الميم:

103-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1 بن خروف، أبو بكر المدني، ثم المصري.

سمع: محمد بن علي الصائغ، وموسى بن هارون الجمّال، والحسن بن علي بن موسى، وأحمد بن علي بن سهل المروزي.

وقع لنا جزء من حديثه.

روى عنه: أبو عبد الله بن نظيف، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.

توفِّي فِي ذي الحِجَّة.

104-

مُحَمَّد بن أحمد بْن أَبِي القاسم2 عَبْد اللَّه بْن محمد البَغَوي أبو الفتح.

سمع: مُعْجَم الصّحابة من جدّه، وروى عنه وعن بِشْر بن موسى.

وعنه: ابن رزقويه، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس.

قال الخطيب: لم يبلغني من حاله إلّا خَيْر.

105-

محمد بن أحمد بن عقبة القاضي3، أبو محمد المروزي الحنفي، من كِبارِ الأئمة.

وُلِّيَ قضاء نَيْسَابُور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بعد يحيى بن منصور القاضي، فحكم نحوًا من سبع سنين، ثم عُزِل بقاضي الحرمين، ثم وُلِّيَ قضاءَ بُخارى حتى مات في سنة ثلاثٍ هذه.

حدّث عن: عبد الله بن محمود المروزي.

وعنه: الحاكم وأثنى عليه.

106-

محمد بن إبراهيم بن حسن4، أبو عبد الله النَّيْسَابُوري نزيل نَسًا.

سمع البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وخرّج لنفسه فخلَّط وبان جهلُه.

روى عنه الحاكم وغيره.

1 انظر النجوم الزاهرة "3/ 339".

2 انظر تاريخ بغداد "1/ 312"، والمنتظم "22".

3 لا بأس به، في عداد المستورين.

4 في عداد الضعفاء.

ص: 60

107-

محمد بن إسحاق بن أيوب1 بن كُوشيذ، أبو بكر الأصبهاني المقرئ.

سمع: إبراهيم بن سَعْدَان، وأبا مسلم الكجّي، وجماعة:

وعنه: علي بن عبد لوين، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله.

108-

محمد بن الحسن بن عمر القرَشي2 مولاهم، أبو بكر الدمشقي ويُعرف بابن مزاريب.

روى عن: أبي زُرْعَة الدمشقي، وغيره.

وعنه: تمّام الرازي، وعبد الواحد بن بكر، وعبد الرحمن بن محمد بن نصر.

مات في شوَّال.

109-

محمد بن عُبَيْد اللَّه3 بن المَرْزُبان بن سوار الأصبهاني، أبو بكر الواعظ.

سمع: محمد بن يحيى بن منْدَه، وإبراهيم بن متَّوَيْه، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبا القاسم البَغَوِي.

وكان وَرِعًا صالحًا. صَاحَبَ أبا عبد الله الخشوعي.

وعنه: أبو نُعَيْم.

110-

مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن سعيد، أَبُو عَبْد الله الأندلسي4.

حدّث عن أبي خليفة في هذا العام.

111-

محمد بن مالك بن الحسن بن مالك، أبو صخر السعدي5 المَرْوَزي.

نزيل بلْخ.

112-

محمد بن محمد بن يحيى، أبو الفضل القرّاب6 الهوري.

1 انظر أخبار أصبهان "2/ 284".

2 لا بأس به، في عداد المستورين.

3 انظر أخبار أصبهان "2/ 290".

4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 82".

5 في عداد المجهولين.

6 انظر السابق.

ص: 61

توفي بسمرقند في شوّال، وحُمِل إلى هَرَاة1.

حدَّث عن: محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُوري.

وعنه: أبو الحسن الديناري.

113-

محمد بن النعمان بن نصر2، أبو بكر العنسي، إمام الجامع بصُور.

سمع: محمد بن على بن حرب الرقّي، وجعفر بن محمد الهمداني، وعبد الجبّار بن محمد بن كوثر.

وعنه: تمّام الرازي، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وشهاب بن محمد الصُّوري.

حدّث في هذا العام.

114-

محمد بن هارون بن شُعَيْب3 بن عبد الله بن عبد الواحد. ويقال: بعد شعيب: بن عَلْقمة بن سعد، ويقال: بن عبد الله بن ثمامة، من ولد أنس بن مالك، ويقال: بن حِبان بن حكيم، أبو علي الأنصاري الدمشقي، من سكان قرية قَيْنِيَة4 غربيّ الْمُعَلَّى.

سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان، وصنفّ وخرّج.

سمع: عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وأبا علاثة محمد بن عمرو، وبكر بن سهل، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم البُسري، وزكريا بن يحيى حفَّاظ السنة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن خُلَيْد الحلبي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، والفِرْيابي، وأبا خليفة، وعَبْدان، وطائفة.

وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن مَندَه، وتمَّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الوهاب المَيْداني.

ووُلد في رمضان سنة ست ومائتين، قال عبد العزيز الكتّاني: كان يتَّهم.

1 من أمهات خراسان.

2 انظر الأنساب "357".

3 انظر الوافي بالوفيات "5/ 147"، وشذرات الذهب "3/ 13".

4 قرية كانت مقابل مدينة دمشق.

ص: 62

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ، وَمحمد بْنُ يُوسُفَ الذَّهَبِيُّ. قَالُوا: أنا مُكْرَمُ بْنُ محمد بْنِ حَمْزَةَ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السُّوسِيُّ سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، أنا أبو علي بن محمد بْنُ هَارُونَ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا رَوْحُ بن عبادة قالا: أنا حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ محمد بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ1 الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، أَزْهَرَ2 اللَّوْنِ، كَثَّ3 اللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ4 وَالْقَدَمَيْنِ، هَدْبَ الأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعيَنيْنِ حُمْرَةٌ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ5 كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا6 -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ7.

قال المَيْداني وغيره: توفِّي سنة ثلاثٍ وخمسين.

115-

محمد بن هارون الطَّرزي، أبو سهل نزيل طَرَسُوس8.

سمع: محمد بن يونس الكديمي.

116-

محرز بن جعفر الرازي، أبو الحسن الصُّوفي الزاهد. له حكايات.

117-

مَسْلَمَة بن القاسم بن إبراهيم، أبو القاسم9 القُرْطُبي.

سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وأحمد بن خالد، وجماعة، ورحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى، وعبد الله بن محمد بن فُطَيْس، وبأطرابلس من صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ الكوفي، وبإقريطش من أحمد بن محمد بن خَلَف، وبمصر من محمد بن زيان، وأبي جعفر الطحاوي، وبمكة من الديبلي،

1 أي: عظيم.

2 الأزهر: كل أبيض صاف مشرف مضيء.

3 أي: كثير.

4 أي: من الغلظة.

5 الهدب: شعر أشفار العين.

6 كأنما ينزل من أعلى بجسمه كله.

7 يأبى هو وأمي والخبر صحيح. أخرجه البخاري "6/ 415"، ومسلم "2347"، والترمذي "6637"، وأحمد "1/ 96".

8 في عداد الصوفية.

9 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 128".

ص: 63

وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشّر، وبالبصرة من أبي رَوْق الهزّاني، وببغداد من أبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وبسيراف واليمن والشام، ورجع إلى اندلس بعلم كثير، ثم كُفَّ بَصَره، وأكثر عنه الناس.

قال ابن الفَرَضيّ: وسمعتُ مَنْ نَسَبَه إلى الكذِب. وقال لي محمد بن يحي بن مفرّج: لم يكن كذَّابًا، وكان ضعيف العقل، وحُفِظ عليه كلام سوء في التشبيه.

118-

معلَّى بن سعيد، أبو خازم التنوخي1، بغدادي سكن مصر.

وحدّث عن: بِشْر بن موسى، وأبي خليفة، ومحمد بن جرير الطَّبَريّ، وجماعة.

وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثّلاج، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، وقال: كتبنا عنه، وما كان ممن يُفْرَح به.

قلت: وهو الذي تفرَّد بحكاية الهميان عن ابن جرير، وفي النفس من ثُبُوتها شيء، ويُعرف بالشَّيْبي.

119-

مكّي بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم البخاري2 قاضي بلْخ.

توفي ببخارى في ربيع الأول.

120-

مَيْسَرة بن علي القزْويني، أبو سعيد3، من كبار المحدَّثين ببلده.

سمع محمد بن أيوب الرّازي وغيره، وروى الكثير.

يقال: إنّه كتب ثلاثة آلاف جزء.

الكُنَى:

- أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان4 الحِيري.

مرّ في: أحمد بن محمد.

1 انظر تاريخ بغداد "13/ 190".

2 في عداد المجهولين.

3 لا بأس به، في عداد المستورين.

4 سبق الترجمة له.

ص: 64

وفيات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

121-

أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن عطيّة1، أبو بكر بن الحداد البغدادي، مولى بني الزُّبَيْر بن العَوَّام.

سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وعبد الرحمن بن الروّاس، وأَنَس بن المسلم بدمشق، وبكر بن سهْل الدَّمْياطي بدِمْياط، ويوسف القاضي، وجماعة.

وعنه: الحافظ عبد الغني، وعلي بن عبد الله بن جَهْضَم، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس، ومحمد بن نظيف.

ووثّقه الخطيب. توفِّي بتنّيس، وحُمِل فيما قيل إلى بغداد. عاش أربعًا وثمانين سنة.

122-

أحمد بن إبراهيم بن حَوْصَل الكوفي ثم البخاري، أبو الأسد.

سمع: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل.

تُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ.

123-

أَحْمَد بن الْحُسَيْن بن الحسن2 بن عبد الصمد، أبو الطيّب الْجُعفيُّ الكوفيِ المتنّبي الشاعر.

ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وأَكْثَرَ المقامَ بالبادية لاقْتباس اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قوْلَ الشعر في صِغَره حتى طُبع فيه للغاية، وفاق أهلَ عصره، ومدح الملوك، وسار شعره في الدنيا.

مدح سيفَ الدولة أبا الحسن بن حمدان بالشام، والأستاذ كافور الإخشيدي بمصر، وحدّث ببغداد بديوانه.

1 انظر تاريخ بغداد "4/ 17"، والوافي بالوفيات "6/ 213"، وشذرات الذهب "3/ 13".

2 انظر تاريخ بغداد "4/ 102"، والمنتظم "7/ 24"، والأنساب "2/ 506"، والكامل في التاريخ "8/ 186"، ودول الإسلام "1/ 220".

ص: 65

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أحمد المَحَامليّ، وعلي بن أيوب القمّي، وأبو عبد الله بن باكويه الشّيرازي، وأبو القاسم بن حبيش الحمصي، وكامل بن أحمد العزايمي، والحسن بن علي العلوي، وعنهم رَوَوْا عنه من شعره، وكان أبوه سقّاءً بالكوفة يلقَّب بعُبَيْدان.

قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي: حدّثني كُتُبيُّ كان يجلس إليه المتنّبي قال: ما رأيت أحْفَظَ من هذا الفتى ابن عبيدان، كان اليوم عندي وقد أَحضر رجلٌ كتابًا من كُتُب الأصمعيّ نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلًا، فقال له الرجل: يا هذا أريد أن أبيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون بعد شهر، فقال له ابن عُبَيدان: فإنْ كنتُ قد حفظته فما لي عليك؟ قال: أَهَبُهُ لك. قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يقرأ عليّ إلى آخره، ثم استلبه فجعله في كمه وقام، فغلق به صاحبُهُ وطالبه بالثمن، فمنعناه منه، وقلنا: أنت شَرَطْت عَلى نفسك1.

قال أبو الحسن العلوي: كان عُبَيدان يذكر أنّه جعْفِيّ.

قال أبو القاسم التّنُوخيّ: كان المتنبّي خرج إلى حلب وأقام فيهم وادّعى أنّه عولي، ثم ادّعَى بعد ذلك النُّبوَّة، إلى أن شُهِد عليه بالكذِب في الدعوتين، وحُبس دهرًا، وأشرف على القتل، ثم استتابوه وأطلقوه.

قال التنوخي: حدّثني أُبَيّ بن أبي علي بن أبي حامد: سمعنًا خلْقًا بحلب يحكون والمتنّبي بها إذ ذاك أنَّه تنبّأ في بادية السماوة، قال: فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قِبَل الإخشيديّة فأسره بعد أن قاتل المتنّبي ومَن معه، وهرب مَن كان اجتمع عليه من حلب، وحبسه دهرًا، فاعتلّ وكاد أن يتلف، ثم استُتِيب بمكتوبٍ.

وكان قد قرأ على البَوَادي كلامًا ذكر أنّه قرآن أُنْزِل عليه، نَسَخْتُ منه سورة فضاعَتْ، وبقي أوَّلُها في حِفْظي وهو: والنّجْمِ السَّيّار، والفلكِ الدّوّار، واللّيل والنّهار، إنّ الكافر لَفِي أخطار، امْضِ على سُنَنِك، واقْفُ أَثَرَ من كان قَبْلَكَ من المرسلين، وإنّ الله قامِع زَيْغَ مَن أَلْحَدَ في الدّين، وضلَّ عن السبيل. قال: وهي طويلة. قال: وكان المتنّبي كان إذا شُوغِبِ في مجلس سيف الدولة -ونحن إذ ذاك بحلب- يُذكر له هذا القرآن فينكره ويجحده.

1 انظر تاريخ بغداد "4/ 103".

ص: 66

وقال له ابن خالَوَيْه النحويّ يومًا في مجلس سيف الدولة: لولا أنّ الآخر جاهلٌ لما رضي أن يُدعى المتنبي؛ لأن متنبيء معناه كاذب، فقال: إنّي لم أرض أنْ أُدْعَ به.

ومن قوله مما رواه عنه ابن باكويه، سمع منه بشيراز:

وما أنا بالباغي على الحبّ رشْوَةً

قبيحٌ هوًى يُرجَى عليه ثوابُ

إذا نِلْتُ منك الوُدَّ فالمال هيِّنٌ

وكلُ الذي فوق الترابِ تُرابُ

وله:

وبعين مفتقر إليك رأيَتني

فهَجَرْتَني ورَمَيْتَ بي من حالِقِ

لَسْتَ المَلُومَ أنا المَلُومُ لأنني

أَنزلت حاجاتي بغير الخالِق

وله شعر بالسَّنَدِ المتَّصل مما ليس في ديوانه، وما خرج من مصر حتى أساء إلى كافور وهجاه، كما ذلك مشهور.

قال المختار محمد بن عبد الله المسبّحي: لمَّا هرب المتنبّي من مصر وصار إلى الكوفة، ثم صار إلى ابن العميد ومدحه، فقيل: إنه وصل إليه منه ثلاثون ألف دينار، وفارَقَه ومضى إلى عَضُد الدَّولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، ففارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء، فسار حتى وصل إلى النُّعمانية بإزاء قرية، فوجد أثر خيلٍ هناك، فتنسّم خَبَرَها، فإذا هي خيل قد كمنت له لأنّه قصدها، فواقَعُوه فطُعن، فوقع عن فرسه، فنزلوا فاحْتزُّوا رأسه، وأخذوا الذهب الذي معه، وقُتل معه ابنه فخشد وغلامه، وكان معه خمسة غلمان، وذلك لخمسٍ بَقِين من رمضان سنة أربعٍ وخمسين.

وقال الفرغاني: لما رحل المتنبّي من المنزلة جاءه خُفَراءُ فطلبوا منه خمسين درهمًا ليسيروا معه، فمنعه الشُّحُّ والكِبْرُ، فقدّموه، فكان من أمره ما كان.

ورثاه أبو القاسم مظفَّر بن علي الزَّوْزَنيّ بقوله:

لا رَعَى الله سِرْبَ هذا الزمانِ

إذْ دهانا في مثل ذاك اللّسانِ

ما رأي الناسُ ثانيَ المتنبّي

أيُّ ثانٍ يرى لبكر الزّمان

1 بلدة صغيرة بين واسط وبغداد.

ص: 67

كان في نفسه الكبير في جي

ش وفي كِبْرياءٍ ذي سُلطْان

كان في شعره نبيًّا ولكنْ

ظهرت مُعجزاتُه في المعاني

وقيل: إنه قال شيئًا في عَضُدِ الدولة، فدسّ عليه من قتله؛ لأنّه لمَّا وفد عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أخراس مسرَّجة محلّاة، ونياب مُفْتَخَرة، ثم دسّ عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال: هذا أجْزَل إلّا أنّه عطاءُ مُتَكَلَّفٍ، وسيف الدولة كان يُعطي طبْعًا، فغضب عَضُدُ الدولة، فلمَّا انصرف جهَّز عليه قومًا من بني ضبّة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالًا شديدًا، ثم أنهزم، فقال له غلامه: أين قولك:

الخَيْلُ واللَّيْلُ والبَيْدَاءُ تعرِفُنيِ

والحربُ والضَرْبُ والقِرْطَاسُ والقَلَمُ

فقال: قتلتني قاتلك الله، ثم قاتل حتى قُتل.

وقال ضياء الدين نصر الله بن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنبّي، فسألت القاضي الفاضل فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطر الناس.

وقال صاحب اليتيمة: استنشد سيفُ الدولة أبا الطيّبِ قصيدَتَه الميميّة وكانت تعجبه، فلما قال له:

وقفت وما في الموت شكُّ لِوَاقِف

كأنَّك في جفْن الرَّدَى وهو نائمُ

تمرُّ بك الأبطالُ كَلْمَى هَزِيمةً

ووجْهُك وضّاحٌ وثغْرُك باسِمُ

فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انْتُقِد على أمرئ القَيْس قوله:

كأنّي لم راكب جوادًا ولم أَقُلْ

لخيلي كرّي كَرَّةً بعد إجفالٍ

ولم أسبأ الزّقَّ الرَّوِيَّ للذَّةٍ

ولم أتبَطّن كاعِبًا ذات خلخالٍ

ولك أن تقول الشطر الثاني من البيت الثاني مع الشطر الأول، وشطره مع الثاني. فقال: أيَّدك الله إنْ صح أنّ الذي استَدْرَكَ على امرئ القَيْس أعلمُ بالشِعْر منه، فقد أخطأ امرؤ القيس، وأنا ومولانا يعرف أنّ الثوب لا يعرفه البزّاز معرفة الحائك؛ لأنّ البزاز يعرف جملته، والحائك يعرف جملته وتفاريقه؛ لأنْه هو الذي أخرجه من الغزْل إلى الثوبيّة، وإنّما قرن امرؤ القيس لذَّةَ النساء بلذَة الركُوب إلى الصَّيْد، وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لمَّا ذكرت الموتَ

ص: 68

في أول البيت أتْبَعْتُه بذِكْر الردَّى وهو الموت لتَجَانُسِه، ولما كان وجه المنهزِم لا يخلو من أن يكون عَبُوسًا، وعينه من أن تكون باكية. قلت: ووجهُك وضّاح وثغْرُك باسِمُ؛ لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإنْ لم يتَّسع اللفْظُ لجمعِها، فأُعجِب سيفُ الدولة بقوله، ووصله بخمسمائة دينار.

وكان المتنبّي آيةٌ في اللغة وغريبها، يقال: إنّ أبا عليّ الفارسيّ سأله فقال: كم لنا من الجموع على وزن فَعْلَى؟ فقال لوقته: جحلى وظِرْبَى. قال أبو علي: فطالعت كُتُب اللغة ثلاث ليالٍ على أن أجد لهذين الجمعين ثالثًا فلم أجد، وجحلى جمع جحل، وهو طائر معروف، وظربى جمع ظربان، وهي دُوَيبة منتنة الرّيح.

ومن قوله الفائق:

رماني الدهْرُ بالأرْزاء حتّى

فؤادِي في غشاء من نِبَالِ

فصرْتُ إذا أصابتني سهام

تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ

وله في سيف الدولة:

كلّ يومٍ لك ارْتحالٌ جديدٌ

ومَسيرٌ للمجد فيه مُقَامُ

وإذا كانت النُّفُوسُ كِبارًا

تعِبَتْ في مُرادِها الأَجَسامُ

وله:

نَهَبْتَ من الأعمار ما لو حَوَيْتَها

لَهُنِّئتِ الدُّنيا بأنَّك خالِدُ

ومن شعره:

قد شَرَّف الله أرْضًا أنتَ ساكِنُها

وشرَّفَ النَّاسَ إذْ سَوَّاك إنسانا

وله:

أزُورُهُم وسَوَادُ اللَّيْلِ يشفعُ لي

وأنْثَني وبياضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بي

وله:

لولا المَشَقَّة ساد النَّاس كلّهم

الْجُودُ يُفْقِرُ والإِقْدَامُ قَتَّالُ

ويُحْكَى عن بعض الفُضلاء قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحًا لديوان المتنّبي ما بين مطوَّلٍ ومختصر.

ص: 69

وقال أبو الفتح بن جِني: قرأت ديوانه عليه، فلما بلغت إلى قوله في كافور:

ألا ليت شعري هل أقول قصيدة

ولا أشتكي فيها ولا أَتَعَتَّب

وبي ما يَذُود الشِعْر عنّي أقلّه

ولكنّ قلبي يا ابْنَة القومٍ قُلَّب

فقلت له: يعزّ عليّ كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: حذّرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه:"أخا الجودِ أعطى الناسُ ما أنت مالك، ولا يعطى مالنا الناس"، فهو الذي أعطاني كافورًا بسوء تدبيره وقلّة تمييزه، ما أنا قائل.

وبَلَغَنَا أنّ المُعْتَمِد بن عَبّاد صاحب الأندلس أنشد يومًا بيتًا للمتنّبي قوله:

إذا ظَفِرتْ مِنك العيونُ بنظرةٍ

أثاب بها مُعيي المطيّ ورازمه

فجعل المُعْتَمِد يردّده استحسانًا له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون وقال:

لَئنَ جاد شِعْرُ ابن الحُسَين فإنّما

تجيد العطايا واللُّهَى تفتح اللَّهَى

تَنَبَّأ عُجْبًا بالقَرِيضِ ولو درى

بأنّك تروي شعره لَتَأَلَّها

124-

أحمد بن محمد بن إبراهيم1، أبو بكر الأصبهاني المؤدب، عُرف بابن دقّ الأديب.

يروي عن: إسحاق بن إبراهيم بن جميل.

وعنه: أبو نُعَيم، وابن أبي علي.

125-

أحمد بن محمد بن أحمد2 بن الصباح، أبو العباس الكبشي البغدادي.

سمع: أحمد بن محمد البرتي، وإبراهيم الحربي، ومُعاذ بن المُثنّى.

قال الخطيب: كان ثقة. روى عنه هلال الحفّار.

126-

أحمد بن يعقوب3، أبو جعفر النحوي البغدادي، يُعرف ببرزَوَيهِ غلام نِفطَويْه، أصله من أصبهان.

يروي عن: محمد بن نُصَير، ومحمد بن يحيى بن منده، وأبي خليفة.

1 انظر أخبار أصبهان "1/ 161"، والوافي بالوفيات "7/ 318".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 364".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 226".

ص: 70

وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.

تُوُفّي في رجب.

127-

إبراهيم بن محمد بن سهل، أبو إسحاق1التّراب.

قتلته الباطنّية بَهَرَاة لإنكاره للمُنْكَر، وصلّى عليه ابنه أبو بكر.

سمع: أبا خليفة الْجُمَحِي، وأبا علي المَوْصِلّي.

وعنه: الجارودي، وغيره.

128-

إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام2، أبو إسحاق الهاشمي العباسي الرشيدي.

يروي عن: بكر بن سهل الدمياطي، وغيره.

لا أعرفه.

حرف الباء:

129-

بَكر بن شُعيْب بن بكر3 بن محمد، أبو الوليد القُرَشي.

سمع: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجماعة.

وعنه: ابن مَنْدَه، وتمّام الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عون الله القرطبي، وهو دمشقي.

حرف التاء:

130-

تميم بن أحمد بن تميم4 بن ثابت، أبو الحسين البُوَيْطي المصري.

توفِّي في رجب، ومولده ببُوَيْط5 سنة تِسْعٍ وسبعين.

قال الحسين البويطي الطحّان: حدّثونا عنه.

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 في عداد المجهولين.

3 انظر تهذيب ابن عساكر "3/ 289".

4 انظر الأنساب "2 /339".

5 قرية بصعيد مصر.

ص: 71

حرف الشين:

131-

شاكر بن عبد الله المَصّيصي1، أبو الحسن.

حدّث ببغداد عن: محمد بن موسى النهرتيري، وعمرو بن سعد المنبجي، والحسن بن فيل.

وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة بن عبد الله السُّكّري.

قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.

حرف الميم:

132-

محمد بْن أحمد بْن عثمان2 بن عنبر المروزي.

حدّث في هذه سنة ببغداد عن: أبي العبّاس السرّاج، وابن خُزَيْمة.

وعنه: الدارقُطْني مع جلالته، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن يحيى السُّكّري. وثّقه الخطيب.

133-

محمد بن أحمد بن محمد3 بن قريش البزّاز المجهزّ.

سمع: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن يحيى المروزي.

وعنه: ابن رزقويه بن داود الرازي، وطلحة الكتّاني.

تُوُفّي في رجب ببغداد، وكان ثقة. قاله الخطيب.

134-

محمد بن أَبان بن سيد4 بن أبان، أبو عبد الله اللخمي القُرْطُبي.

كان عارفًا باللغة العربية والنَّسَب والأخبار، مصنَّفًا مكِينًا عند الحَكَم المُسْتَنصِر بالله.

أخذ عن أبي علي القالي.

1 انظر تاريخ بغداد "9/ 300".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "1/ 318".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "1/ 342".

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 67".

ص: 72

135-

محمد بن إيراهيم، أبو بكر الْجَوْزي1 الأديب المسند، أحد الأئمة.

سمع: حمّاد بن مدرك، وجعفر بن أحمد متُّويه.

وعنه: الحاكم، وغيره.

مات بفارس.

136-

محمد بن إسحاق بن أيوب2، أبو العباس النَّيّسابوري، أخو الإمام أبي بكر الضَّبعيّ، ومحمد الأّسَنّ.

قال الحاكم: لزم الفُتُوَّة إلى عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لِما كان يتعاطاه، لا لجَرحٍ في سَماعه.

سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، ويحيى بن محمد الذهلي، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيّوب بن الضريس.

وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعُقِد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه.

قلت: روى عنه الحاكم.

137-

محمد بن حبّان بن أحمد3 بن حبّان بن مُعَاذ بن مَعْبَد بن شهيد بن هُدْبة بن مُرَّة بن سعد بن يزيد بن مُرَّة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حَنْظَلة بن مالك بن زيد بن مَنَاة بن تميم، أبو حاتم التميمي البُسْتي الحافظ العلامة، صاحب التصانيف.

سمع: الحسين بن إدريس الهَرَوي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النَّسائي، وعِمران بن موسى، وأبا يَعْلَى، والحسن بن سُفْيان، وابن قُتَيْبة العَسْقَلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أرْكين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خُزَيْمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام والعراق ومصر والجزيرة وخراسان والحجاز.

وعنه: الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 انظر السابق.

3 انظر الكامل في التاريخ "8/ 566"، وطبقات السبكي "2/ 141"، والوافي بالوفيات "2/ 317".

ص: 73

ابن رزق الله السِجِسْتاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزَّوزني، ومحمد بن أحمد بن منصور النَّوقاني، وجماعة.

قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانًا، وكان من فقهاء الدّين وحُفّاظ الآثار، عالمًا بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألَّفَ "المسند الصّحيح"، و"التاريخ"، و"الضعفاء"، وفقّه الناس بسمرقند.

وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قَدِمَ نَيْسابور فسمع من عبد الله بن شيرَوَيْه، ورحل إلى بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نَيْسابور سنة أربعٍ وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نَسَا، ثم انصرف سنة سبعٍ وثلاثين فأقام بنيسابور، وبنى الخانكاه، وقُرِئَ عليه جملة من مُصَنْفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته، وقال: كان ثقة نبيلا فَهْمًا.

وقد ذكره ابن الصّلاح في طبقات الشافعية وقال: غلط الغَلَط الفاحش في تصرُّفِهِ.

وقال ابن حبّان في كتاب "الأنواع والتقاسيم": ولعلّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ.

وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سِألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم بن حبّان: هل رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سِجِسْتان، كان له عِلْم كبير ولم يكن له كثيرُ دِين، قَدِمَ علينا فأنكر الحمد لله، فأخرجناه.

قلت: إنكار الحمد وإثباته مما لم يبتّ به نصّ، والكلام حكم فضول، ومن حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ، والأيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان بأنّ الله بائن من خلقه، متميّزة ذاته المقدّسة من ذوات مخلوقاته.

وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النّبوّة العِلْم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهُجر، وكُتِب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول: لذلك أخرج إلى سمرقند.

ص: 74

وقال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد الطيّبي يقول: تُوُفّي أبو حاتم ليلة الجمعة لثمانٍ بَقَيْن من شوّال سنة أربعٍ وخمسين بمدينة بُسْت.

قلت: قوله: النّبُوّة العلم والعمل، كقوله عليه السلام:"الحجّ عَرفَة" 1، وفي ذلك أحاديث. ومعلوم أنّ الرّجل لو وقف بَعَرفَة فقط ما صار بذلك حاجًّا، وإنّما ذكر أشهر أركان الحجّ، وكذلك قول ابن حِبّان، فذكر أكمل نُعُوت النبيّ، ولا يكون العبد نبيًّا إلَّا أن يكون عالمًا عاملًا، ولو كان عالمًا فقط لما عُدّ نبيًّا أبدًا، فلا حيلة لبشر في اكتساب النبوّة.

138-

محمد بن الحسن بن يعقوب2 بن مُقَسّم، أبو بكر البغدادي المقرئ العطّار. وُلد سنة خمسٍ وستّين ومائتين.

وسمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وغيرهم، وقرأ القرآن على إدريس بن عبد الكريم بن خلف، وطال عمره وأقرأ النّاس رواية حمزة.

وقرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وأبو الفرج عبد الملك بن بكران النَّهرواني، وأبو الحسن الحمامي، وعلي بْن أحمد بْن محمد بْن دَاوُد الرّزّاز المحدّث، شيخ عبد السيّد بن عتّاب في التّلاوة، وغيرهم. وحدّث عنه أبو الحسن بن رزقويه، وابن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.

وهو راوي أمالي ثعلب عنه، هو من عوالي ما وقع من طريقه، أعلى من الجزء المنسوب إليه بدرجة.

قال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقرآن كتبًا، قال: وطُعن عليه بأن عمد إلى حروفٍ من القرآن تخالف الإجماع، فأقرأ بها، فأنكِر عليه، وارتفع أمرُه إلى الدولة، فاستُتِيب بحضرة الفقهاء والقرّاء، وكُتب عليه محضر بتوبته، وقيل: إنّه لم ينزع فيما بعد عن ذلك، بل كان يقرئ بها.

1 حديث صحيح: أخرجه أحمد "4/ 339"، وأبو نعيم "7/ 120"، في الحلية، وبنحوه ابن الجارود "468"، في المنتقى، والترمذي "2985"، والدارمي "2/ 59"، في سننه.

2 انظر تاريخ بغداد "2/ 206"، والمنتظم "7/ 30"، والوافي بالوفيات "2/ 337"، وميزان الاعتدال "3/ 44".

ص: 75

وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب "البيان": وقد نبغ في عصرنا نابغ، فزعم أنَّ كل ما صحّ عنده وجهٌ في العربية لحرف موافق خطّ المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة.

وقال أبو أحمد الفَرَضي راتب المسجد: صلّى مع الناس، وكان ابن مُقَسّم قد ولَّى ظهره القبلة، وهو يصلّي مُسْتَدبِرَها، فأوّلْتُ ذلك ما اختاره لنفسه من القراءات.

تُوُفّي ابن مُقَسّم في ربيع الآخر.

- محمد بن سليمان، أبو طاهر بن ذكوان.

قيل: توفي فيها، وقيل: سنة ستين كما سيأتي.

139-

محمد بن عبد الله بن إبراهيم1 بن عَبْدُوَيْه، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث.

مولده بجَبُّل2 في جُمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين.

وسكن ببغداد، فسمع: محمد بن الجهم السّمَّري، ومحمد بْن شدّاد المِسمعي، وموسى بْن سهل الوشّاء، وأبا قلابة، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي وجماعة يطول ذكرهم.

وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان.

قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا حسن التصنيف، جمع أبوابًا وشيوخًا.

حدّثني ابن مَخْلَد أنّه رأي مجلسًا كُتِب عن الشافعي سنة ثماني عشرة وأربعمائة، ولما مَنَعَت الدّيْلَمُ -يعني بني بُوَيْه- الناسَ عن ذِكر فضائل الصحابة، وكتبوا سَبّ السّلَف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد إملاء الفضائل في الجامع، ويفعل "ذلك" حسبة وقربة.

1 انظر تاريخ بغداد "5/ 456"، والمنتظم "7/ 32"، والوافي بالوفيات "3/ 347"، وسير أعلام النبلاء "16/ 39-44".

2 بلد صغيرة بين النعمانية ووواسط.

ص: 76

وقال حمزة السّهْمي: سُئِل الدارقُطْني عن محمد بن عبد الله الشافعي فقال: ثقة جَبَل ما كان في ذلك الوقت أوثق منه.

وقال الدارقُطْني أيضًا: هو الثقة المأمون الذي لم يُغْمَز بحالٍ.

وقال ابن رزقويه: توفِّي في ذي الحجّة سنة أربع.

قلت: و"الغيلانيات" هي أعلى ما يُروى في الدُّنيا من حديثه، وأعلى ما كان عند ابن الحُصَين شيخ ابن طَبَرزَد.

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَالْمُسْلِمُ بْنُ محمد، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا: أنا عُمَرُ بْنُ طَبَرْزَدَ، أنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أنا محمد بْنُ محمد، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو يَعلَى محمد بْنُ شَدَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ"1.

قلت: غير الشافعي أعلى إسنادًا منه، فإنّه ليس بين سماعه وموته إلّا ثمانية وسبعون عامًا، ومثل هذا كثير الوجود، وإنّما على حديثه تأخّر صاحبه ابن غيلان، وصاحب صاحبه ابن الحصَين، فإنّ كلّ واحدٍ منهما عاش بعد ما سمع ثمانيًا وثمانين سنة، والله أعلم.

140-

محمد بن محرز بن مساور2 الفقيه، أبو الحسن البغدادي الأدمي.

سمع: محمد بن عبيد الله مرزوق، ومُطَيَّنًا، والعمري.

وعنه: أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة المدني.

وثّقه ابن أبي الفوارس وقال: رأيته.

141-

محمد بن عُمَر بن إسْمَاعِيل، أَبُو بَكْر المقرئ3 الحطّاب.

سمع: يحيى بن أيّوب العلاف.

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "10/ 368"، ومسلم "2319"، والترمذي، وأحمد "3/ 40، 4/ 358".

2 انظر تاريخ بغداد "3/ 287".

3 في عداد المجهولين.

ص: 77

142-

محمد بن القاسم بن عبد الرحمن1 الكِنْدي المصري، أبو الحسن الحذّاء.

سمع: بكر بن سهل الدِمياطي.

143-

محمد بن مكي بن أحمد2 بن سعدويه، أبو بكر البردعي.

طوَّف وسمع: البغوي، وابن صاعد، وأبا عَروُبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وابن جَوصا.

وعنه: أبو الوليد حسّان بن محمد، وهو أكبر منه، ونصر بن محمد الطُّوسي العطّار، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفّي بالشّاش.

حرف النون:

144-

نعَيْم بن عبد الملك بن محمد3 بن عَدِيّ، أبو الحسن الإستراباذي.

فاضل ثقة رئيس. رحل به أبوه وسمَّعه من: أبي مسلم الكَجّي، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن، وبكر بن سهل الدمياطي، وسمع "الجامع الصحيح" من الفزبري.

وتوفِّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وخمسين.

روى عنه: الفتى أبو بكر محمد بن يوسف الشّالنجي الْجُرْجاني، وأبو زُرْعَة محمد بن يوسف الحافظ، وحفيدة عبد الملك بن أحمد بن نُعَيم قاضي جُرْجان، وآخرون.

وَفَيَات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

145-

أحمد بن شعيب بن صالح، أبو منصور4 البخاري الورّاق.

1 انظر السابق.

2 انظر المنتظم "7/ 32".

3 انظر تاريخ جرجان "479، 480".

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 193".

ص: 78

سمع: صالح بن محمد بن جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حُرَيْث، وأبا خليفة الْجُمَحي، وزكريا السّاجي، وعمر بن أبي غيلان.

وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة النّعالي، وعبد الغفّار المؤدّب.

حدّث ببغداد.

وقال خطيب: كان صالحًا ثبتًا.

146-

أحمد بن العبّاس بن عُبَيد الله1، أبو بكر البغدادي، ويُعرف بابن الإمام:

قرأ القرآن على الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، وكان مُجَوَّدًا حاذقًا.

انتقل إلى خراسان وأقرأ هناك، وتوفّي بالرّيّ.

روى عنه الحاكم، وقرأ عليه لأبي عمرو، وقال: كان أوحد وقته في القراءات، دخل مَرْو وبُخارَى، وسمعتهم يذكرون أنَّ نُوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة، ووَصَله بأموال، ثم إنّه سافر إلى فَرغانة، وكان خليعًا يُضيّع ما يحصل له، وكان لا يُخْلي لياليه من اجتماع الصوفية والقَوَّالين. وسمعته يقول: سمعت من عبد الله بن ناحية، ومن الفِريابي، وسمعته يقول يوم وفاته: أما سمعت جواريه يَصِحْن: واسيّداه، من يكفن الغريب، فبلغني أنّه مات لم يُكَفَّن.

وممّن قرأ عليه: عيسى أبو بكر الحِيري.

147-

أحمد بن عبد الله بن حمشاذ، أبو نصر النيسابوري الغازي التاجر.

أحد الأسخياء المفضلين على الفقراء.

سمع: عبد الله الشرقي وجماعة، ومات كهلًا.

وعنه: الحاكم وغيره. توفِّي سنة خمس.

148-

أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل2، أبو بكر العجلي البغدادي الدّقّاق المقرئ المعروف بالوليّ.

سمع: أحمد بن يحيى الحلواني، وعبيد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث الجوهري.

1 انظر معرفة القراء "1/ 250".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 249"، وغاية النهاية "1/ 66/ 67".

ص: 79

وعنه: علي بن داود الرّزّاز، وغيره.

وقد قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح، وعلي بن سُلَيْم بن إسحاق الخطيب، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللهبيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرّحيم الضرير، من أصحاب الدُّوري.

قرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وإسناد تلاوته في كتاب "المستنير"، وأبو الحسن الحمامي، وجماعة.

تُوُفّي في رجب لثمانٍ بقَيْن منه ببغداد.

149-

أحمد بن قانع بن مرزوق1، القاضي أبو عبد الله البغدادي الفَرَضيّ، أخو عبد الباقي.

سمع: الحسين بن المثنَّى بن معاذ، وخليفة بن عمرو العُكْبَري، وأبا خليفة.

وعنه: علي بن داود الرزّاز، وأحمد بن علي البادي.

ووثّقه الخطيب.

150-

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو حامد الخسروجرد2 بن الخطيب الأديب.

سمع: داود بن الحسين البَيّهَقي، وابن الضُّرَيْس، وطبقتهما.

وعنه: الحاكم. تُوُفّي في ربيع الأول.

س151- أحمد بن محمد3 بن شارك، أبو حامد الهَرَوي، الفقيه الشافعي، مفتي هَرَاة وعالمها ونَحْوِيُّها.

سمع: محمد بن عبد الرحمن النّامي، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وطبقتهم.

1 انظر تاريخ بغداد "4/ 355".

2 لا بأس به، في عداد المستورين.

3 انظر طبقات الشافعية للإسنوي "2/ 525، 526".

ص: 80

أخذ عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأهل هَرَاة، وبها مات.

وسيأتي في أواخر الطبقة الاختلاف في وفاته.

152-

أحمد بن محمد بن رزمة1، أبو الحسين القزويني.

سمع: الحسين بن علي بن محمد الطّنافسي، وموسى بن هارون بن حِبّان، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيس.

وعاش مائة سنة.

حرف الحاء:

153-

الحَسَن بْن محمد بْن عبّاس2، أبو علي الرّازي الفلاس.

حدّث بهَمَذان سنة خمسٍ وخمسين عن: محمد بن أيُّوب بن الضُّرَيس، وإبراهيم بن يوسف.

روى عنه: ابن خانجان، وأبو طاهر بن سلمة.

154-

الحسن بن داوود بن علي3 بن عيسى بْن محمد بْن القاسم بْن الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو عبد الله العلوي النَّيْسَابُوري.

قال الحاكم في ترجمته: شيخ آل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عصره بخُراسان، وكان من أكثر الناس صِلَة ومحبّة وصدقة لأصحاب رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عصره، صَحِبْتُه بُرْهَةً من الدَّهْر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد، وبكى، وما سمعته يذكر عائشة إلّا قال: الصّدّيقة بنت الصّدّيق حبيبة حبيب رسول الله، وبكى.

وسمع: جعفر بن أحمد الحافظ، وابن شيروَيْه، وابن خُزَيْمة.

وكان جدّه علي بن عيسى أزهد العلويّة في عصره وأكثرهم اجتهادًا، وكان عيسى يلقَّب الفيَّاض لكثرة عطائه وجُوده، وكان محمد بن القاسم ينادم الرشيد والمأمون، وكان القاسم راهب آل محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه أمير المدينة وأحد من روى عنه مالك في "الموطّأ"، قاله الحاكم.

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 انظر السابق.

3 انظر تاريخ بغداد "7/ 306"، والمنتظم "7/ 34"، والبداية والنهاية "11/ 261".

ص: 81

155-

الحسين بن أيّوب العلامة، أبو علي1 الصَّيْرَفي شيخ المالكية بمصر.

مات في ذي الحجّة.

قال عياض: وشيَّعه كافور صاحب مصر.

حرف العين:

156-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حامد بن مَتُّوِيه، أبو القاسم2 البلْخي الزَّاهد.

سَمِعَ: مُعَمِّر بْن محمد العَوْفيّ، وإسحاق بْن هيّاج، وعلي بن مكرم، وحدّث ببغداد بانتخاب محمد بن المُظَفَّر.

روى عنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وابن مردُوَيْه، وعلي بن داود الرزّاز.

وثّقه الخطيب.

وروى عنه الحاكم وقال: قلَّ ما رأيتَ في المحدّثين أودَعَ منه، وكان محدّث بلْخ في وقته، وقد حجّ سنة خمسين فحدّث بَنْيَسابور وبغداد.

157-

علي بن الإخشيد صاحب مصر. مات شابا في هذه السنة كما هو مذكور في ترجمة كافور3.

158-

علي بن الحسن بن علّان4 الحرّاني، أبو الحسن الحافظ، مؤلّف "تاريخ الجزيرة".

وسمع: أبا عُرُوبة، وأبا يَعْلَى المَوصِلِيَّ، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وسعيد بن هاشم الطّبراني، وجماعة.

ورحل وطوَّف وصنّف.

وعنه: ابن مَنْده، وتمَّام، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الأشبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطّبّيز، وأبو العباس محمد بن السمسار، غيرهم.

1 يراجع "ترتيب المدارك" للقاضي عياض.

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 294"، والمنتظم 7/ 35".

3 ستأتي ترجمته.

4 انظر شذرات الذهب "3/ 17".

ص: 82

قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة حافظًا نبيلًا، توفي يوم الأضحى.

حرف الميم:

159-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب1 بن داود بن بَهْرام، أبو بكر السُّلَمي الأصبهاني المقرئ الضَّرير.

روى عن: علي بن جَبَلَة، وموسى بن هارون، ومحمد بن إبراهيم بن نصر، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأصبهاني، وقرأ القرآن على أبي الحسن الطَّرسُوسي صاحب أبي عمر الدُّورِي، ولا أعرفه، وهو علي بن أحمد بن محمد بن زياد المكي.

وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.

وقال أبو نُعَيم: قرأت عليه ختمة.

قلت: وقرأ عليه محمد بن عبد الرحمن الخلقاني، وأحمد بن محمد بن عبدُوَيْه القطّان، وأبو عمر الخرقي.

وحدّث عنه: محمد بن إيراهيم بن مُصْعَب التاجر ختمةً قراءة عاصم.

160-

محمد بن أحمد بن بِشْر2 المزكّي الحنفي، أبو عبد الله الفقيه.

ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من الصالحين، فتعجّبنا من خشوعه واجتهاده.

سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن علي الذُهَلي، وطبقتهما، وكنت أحثُّ البغداديين على السماع منه، وقد يعرف بابن بشرويه.

161-

محمد بن الحسن بن الحسين3 بن منصور، أبو الحسن النَّيْسَابُوري التاجر المعدّل، من أحد مشايخ العلم هو وأبوه وعمّه عبدوس.

سمع: محمد بن عمرو الحَرَشي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن أيّوب الرازي، وأبا عمر القتّات ويوسف القاضي، وطائفة.

1 انظر أخبار أصبهان "2/ 289".

2 انظر تاريخ بغداد "1/ 282".

3 انظر شذرات الذهب "3/ 17".

ص: 83

وكتب ما لم يكتبه غيره، وكان صَدُوقًا متفنّنًا حافظًا. وُلِدَ سنة أربع وسبعين ومائتين، وأكثر الإتقان على العلماء والشيوخ.

انتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدُمه مائتي جزء، وصنّف الكتب على رسم ابن خُزَيمة.

قال الحاكم: سمعته يقول: عندي عن عبد الله بن ناحية، وقاسم المطرّز ألف جزء وزيادة، وخرجت إلى بخارى سنة خمس عشرة فكتبوا عنّي، وقد سمعِ منّي أبي وعمّي ورَوَيَا عنِّي.

وقال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ثلاثة آلاف حديث استفدتها.

وقال الحاكم: رأيت مشايخنا يتعجّبون من حُسْن قراءة أبي الحسن للحديث، وكُفَّ بَصَرُهُ سنة تسعٍ وأربعين.

162-

محمد بن أحمد بن زكريا1، أَبُو الحسن النَّيْسَابُوري العابد.

سمع: الحسين بن محمد القباني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبا بكر الجارودي.

قال الحاكم: كان من أفاضل شيوخنا وأكثرهم صحبة، وصار في آخر عمره من العُبّاد المجتهدين، وألِفَ العُزْلَة، وعاش تسعين سنة.

163-

محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي2، أخو تبوك وعبد الوهاب. دمشقي.

حدّث في هذا العام عن: أبي عبد الرحمن النَّسائي، والقاسم بن الليث الرسعني.

وعنه: محمد بن عوف المُزني، وغيره.

164-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن علي3، أبو عَبْد الله الأنباري الوضاحي الشاعر المشهور، نزيل نيسابور.

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 انظر السابق.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 241"، والمنتظم "7/ 35"، والكامل في التاريخ "80/ 574".

ص: 84

سمع: أبا عبد الله المحامليّ، وأبا روق الهزاني.

روى عنه الحاكم وقال: كان أشعر أهل وقته، فمن شعره:

لأخْمَصَيَّ على هَامِ العُلَى قَدَمُ

وقَطْر كَفّي فِي ضرْب الطَّلَى دِيَمُ

فلَسْتُ أملِكُ مالًا لأَجُود به

ولسْتُ أشْرب ما ليس فيه دَمُ

يَسْتَأْنِسُ اللَّيْلُ بي من كلّ مُوحشةٍ

تُخْشَى ويعرفُ شَخْصِي الغَوْرُ والأكَمُ

سَلِ الصّحائفَ عنّي والصّفَاحَ مَعًا

تُنْبي الكُلُومُ بما تُنْبي به الكَلِمُ

165-

محمد بن صالح، أبو عبد الله1 البُسْتي الكاتب. سمع أبا عبد الله البوسنجي وغيره.

166-

محمد بن محمد بن عبدان2، أبو سهل النَّيْسَابُوري الفقيه الشافعي الصُّوفي.

حجّ وطوَّف وجاور. مات غريقًا في طريق فُراء في رجب.

167-

محمد بن عمر بن محمد3 بن مسلم، أبو بكر بن الْجِعابي التميمي البغدادي الحافظ، قاضي المَوْصِل.

سمع: عبد الله بن محمد البلْخي، ويحيى بن محمد الحنّائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة الحَضْرَميّ، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، وجعفر الفريابي، وخلقًا كثيرًا.

وكان حافظ زمانه. صحب أبا العبّاس بن عُقْدة، وصنّف في الأبواب والشيوخ والتاريخ. وتشيُّعه مشهور.

روى عنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن رزقويه، وابن الفضل

1 في عداد المجهولين.

2 في عداد المستورين.

3 انظر تاريخ بغداد "3/ 26"، والكامل في التاريخ "8/ 574"، والمنتظم "7/ 36"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 670".

ص: 85

القطّان، والحاكم أبو عبد الله، وأبو عمر الهاشمي، وآخرون، آخرهم وفاة أبو نُعَيم الحافظ.

مولده في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.

قال أبو علي الحافظ النَّيْسَابُوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عَبْدان، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الْجِعابي، وذاك أني حَسِبْتُهُ من البغداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا أو ترجمة واحدة أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يومًا: يا أبا علي، لا تغلط في ابن الْجِعابي، فإنّه يحفظ حديثًا كثيرًا. قال: فخرجنا يومًا من عند ابن صاعد فقلت له: يا أبا بكر، أيش أسْنَدَ الثّوْريّ عن منصور، فمرّ في الترجمة، فقلت: أيش عند أيّوب عن الحسن، فمرّ في الترجمة، فما زلت أجرُّه من حديث مِصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخُراسانيّين وهو يُجيب، فقلت: أيش روى الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هُرَيْرَةَ بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثًا، فحيّرني حِفْظُه1. رواها الحاكم عن أبي علي.

وقال محمد بن الحسين بن الفضل: سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرّقّة، وكان لي ثَمَّ قِمْطَران كُتُبٍ، فأنْفَذْتُ غُلامي إلى الذي عنده كُتُبي، فرجع مغمومًا وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بُنَيّ لا تغتّمِ، فإنَّ فيها مائتي ألف حديثٍ لا يُشْكَلُ عليّ حديث منها لا إسنادًا ولا مَتْنًا.

وقال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الْجِعابي، وسمعت من يقول: إنّه يحفظ مائتي ألف حديث ويُجيب في مثلها، إلّا أنّه كان يفضِّل الحفاظ بأنّه كان يَسُوق المُتُون بألفاظها، وأكثر الحُفّاظ يتسمَّحون في ذلك، وكان إمامًا في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال ومواليدهم ووفياتهم، وما يُطعن على كل واحدٍ منهم، ولم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدين.

قال أبو ذرّ الهَرَوي: سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليّ جزء من حديث الْجِعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا؟ قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق عليَّ المتن وأجيبك في الإسناد، أو ألْقِ عَليّ الإسناد وأُجيبك في المتن.

1 انظر: تاريخ بغداد للخطيب "3/ 27".

ص: 86

وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الْجِعابي يُملي مجلسَه، وتمتليء السّكّة التي يُملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفّر والدارقُطني، ويُملي الأحاديث بطُرُقها من حِفْظه.

قال أبو علي النَّيْسَابُوري: قلت لأبن الْجِعابي: قد وصلت إلى الدَّيَنَور، فهلَّا جئت نَيْسابور؟ قال: هممت به، ثم قلت: أَذْهَبُ إلى عَجَمٍ لا يفهمون عنِّي ولا أفهم عنهم.

وقال الحاكم: قلت للدارقُطْني: يبلغني عن الْجِعابي أنّه تغيِّر عمَّا عهِدْناه، فقال: وأيّ تَغَيّر؟ قلت بالله: هل اتّهَمْتَه؟ قال: أيْ والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصحّ لك أنّه خلط في الحديث؟ قال: أي والله. قلت: حتى خفت أنّه ترك المذهب، قال: ترك الصلاة والدين.

وقال محمد بن عبد الله السبحي: كان ابن الْجِعابي المحدّث قد صحِب قومًا من المتكلّمين فسقط عند كثير من الحديث، وأمر قبل موته أن تُحرق دفاتره بالنّار، فأَنْكِر عليه واستُقْبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشرّدوه، فخرج هاربًا.

وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المُظفّر والدارقُطْني على الْجِعابي وهو مريض، فقلت له: من أنا؟ فقال: سُبْحانَ الله ألستم فلان وفلان، وسمّانّا، فدَعَوْنا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته، فرجعنا إلى داره فرأينا كُتُبَه تَلَّ رَمَاد.

وقال الأزهريّ: كانت تبكيه نائحة الرافضة تنوح مع جنازته.

قال أبو نعيم: قَدِمَ علينا الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

ولأبي الحسن محمد بن سُكّرة في ابن الجعابي:

ابن الجعابي ذو سجايا

محمودةٌ منه مُسْتَطَابَهْ

رأي الرّيا والنّفاقَ حظًا

في ذي العصابة وذي العصابةِ

يعطي الإماميّ ما اشْتَهاه

ويثبت الأمرَ في القرابهْ

حتى إذا غاب عنه أنمى

يثبت الأمر في الصحابة

وإنْ خلا الشيخُ بالنّصَارَى

رأيت سمعان أو مرابهْ

ص: 87

قد فطن الشيخ للمعاني

فالغَرُّ مَن لامه وعابه

أنبأ المسلّم بن علان، والمؤمّل بن محمد، ويوسف بن يعقوب، أن أبا اليُمْن الكِنْدي أخبرهم: أنبأ أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حدّثني الحسن بن محمد الأشتر، سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشم غير مرة يقول: سمعت ابن الْجِعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستمائة ألف حديث. وبه قال الخطِيب: حدّثني الأزهريّ، ثنا أبو عبد الله بن بُكَيْر عن بعض أصحاب الحديث وأظنّه -ابن درّان- قال: رآني أبن الْجِعابي وقد جئت من مجلس المظفّر فقال: كم أمْلَى؟ فسميت، فقال: أيّما أحبّ إليك، تذكر أسانيد الأحاديث وأذكر مُتُونها، أو تذكر المتونَ وأذكر أسانيدها؟ فقلت: بل المتون. فجعلت أقول: روى حديثًا سنة كذا وكذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان بن فلان، فلم يُخطئ في جميعها.

وبه سمعت التنوخي يقول: تقلّد ابن الْجِعابي قضاء الموصل، فلم يُحمد في ولايته.

وذكر الخطيب عن رجاله أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد.

قلت: لم يُبَيَّن ما كان يشرب هل هو نبيذ أو خمر.

وقال السّلمي: سألت عنه الدارقطني، فقال: خلّط، وذكر مذهبه في التشيّع.

وكذا ذكر الحاكم عن الدارقُطْني وذكر عنه، فقال: قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشر ابن الْجِعابي: إنّه كان نائمًا فكتبت على رِجْله، فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسّه الماء.

وبالإسناد المذكور إلى الخطيب: ثنا الأزهري أنّ ابن الْجِعابي لما مات أوصى بأن تُحرق كُتُبْه، فكان معها كتب للناس، فحدّثني أبو الحسين بن البوّاب أنَّه كان له عنده مائة وخمسون جزءًا، فَذَهَبَتْ في جملة ما أُحْرِق.

وقال مسعود السِجْزي: سمعت الحاكم، سمعت الدارقُطْني يقول: أخْبرْتُ بعِلّة أبي بكر الْجِعابيّ، فقمت إليه في الوقت، فأتيته فرأيته يحرِق كُتُبَهُ بالنّار، فأقمت عنده حتى ما بقي منه بيّنة، ثم مات من ليلته.

قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرك يوسف الحافظ، أنا أبو المكارم المعدّل، وأنا أحمد بن سلامة وغيره إجازةً، عن أبي المكارم، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو

ص: 88

نُعَيم، ثنا محمد بن عمر بن مسلّم، ثنا محمد بن النُّعْمان السّلمي، ثنا هديّة، ثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بئس الرّفيق الدّينار والدّرهم، لا ينفعان حتى يفارقاك.

168-

محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد1 بن ربيعة، الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي صاحب التصانيف.

قال القاضي عِياض: هو من ولد عمَّار بن ياسر رضي الله عنه، ويعرف أيضًا بابن القرطي، نسبة إلى بيع القُرْط، كان رأس المالكية بمصر، وأحفظهم للمذهب، مع التَفَنُّن من التاريخ والأدب مع الدّين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنّحْو، وكان واسع الرواية.

له كتاب "الزاهي الشعباني في الفقه" وهو مشهور، وكتاب "أحكام القرآن"، وكتاب "مناقب مالك"، وكتاب "المنسك".

روى عنه: محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخَلَف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العّطار، وطائفة.

تُوُفّي لأربع عشرة بقيت من جُمادى الأولى.

قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإنّي وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوّله:"بديت فيه بحمد الله الحميد، ذي الرّشد والتسديد، الحمد لله أحقّ ما بُدئ، وأَولَى مَن شُكِر، الصّمَد الواحد ليس له صاحبة ولا ولد، جلَّ عن المثل، فلا شبيه له ولا عدْل عادل، فهو دان بعلمه، أحاط عِلْمُهُ بالأمور، ونفذ حُكْمُهُ في سائر المقدور"، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمُتْقِن للأثر مع سعة علمه.

روى ابن حزم له في "المحلَّى" قال: ثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، ثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، ثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثًا ساقطًا، ثم قال ابن حزْم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأمّلنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكَذِب البَحْت والوضع، فإمّا تغيّر حفظهما وإما اختلطت كتبهما.

1 سير أعلام النبلاء "10/ 163"، والديباج المذهب "248"، وإيضاح المكنون "2/ 300".

ص: 89

169-

محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه1 بن عمرو، أبو عبد الله الْجُرْجاني الواعظ المقرئ، وقيل: كنيته أبو الحسين، ويُلقّب بفضله. كان كثير الأسفار.

سمع: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وحامد بن شعيب، وعِمران بن موسى، وأبا بكر بن خُزَيْمة، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن شيروَيْه، وابن جَوْصا الدمشقي.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيْم.

وقال: أخرج عنه أبو الشيخ.

وتُوُفّي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وَهِمَ الحاكمُ في قوله: توفِّي سنة أربعٍ وأربعين.

170-

محمد بن مَعْمَر بن ناصح2، أبو مسلم الذُّهلي الأصبهاني الأديب.

سمع أبا بكر بن عاصم، وأبا شعيب الحرّاني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون.

وعنه: علي بن عبد ربّه، وأبو بكر الذّكواني، وأبو نُعَيم الحافظ، وأهل أصبهان.

171-

منذر بن سعيد بْن عَبْد اللَّه3 بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الحاكم البَلُّوطي الكُزْني، وكُزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة.

سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمان وثلاثمائة، فأخذ عن أبي المنذر كتاب "الأَشراف"، وأخذ العربية عن ابن النحّاس.

كان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، ووُلّي القضاء في الثغور الشرقية، ثم وُلّي قضاء الجماعة سنة تسعٍ وثلاثين، وطالت أيامه وحُمدت سيرته، وكان بصيرًا بالْجَدَل والنظر والكلام، فَطِينًا بليغًا متفوّهًا شاعرًا، وله مُصَنَّفات في القرآن والفِقْه، أخذ النّاس عنه.

1 انظر تاريخ جرجان "423".

2 انظر أخبار أصبهان "2/ 284"، وشذرات الذهب "3/ 17".

3 انظر العبر "2/ 302"، وشذرات الذهب "3/ 17"، والكامل في التاريخ "8/ 674، 675"، واللباب "1/ 176".

ص: 90

تُوُفّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوَّالًا بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن.

قيل: إنَّ أول معرفته بالنّاصر أنَّ النّاصر احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قُرْطُبَة الاحتفال الذي اشتهر، فأحبَّ أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدَّموا لذلك أبا علي القالي رصيف الدولة، فقام وحَمَد الله تعالى وأثنى عليه، ثم أترج عليه وبُهِت وسكت، فلمَّا رأي ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر العقول جزالةً، وملأ الأسماع جلالةً، فقال: أمّا بعد، فإنَّ لكل حادثة مقامًا، ولكلّ مقامٍ مقالًا، وليس بعد الحقّ إلّا الضلال، وإنّي قد قمت في مقامٍ كريم بين يدي ملك عظيم، فاصْغوا لي بأسماعكم، إنّ من الحقّ أنْ يُقال للمُحِقّ: صدَقت، وللمُبِطْلِ: كَذَبتَ، وإنّ الجليل تعالى في سمائه، وتَقدّس بأسمائه، أمر كَلِيمَه موسى أن يذكّر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكّركم نِعَمَ الله عليكم، وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمَنَتْ سربكم، ورفعت خوفكم، وكنتم قليلًا فكثّركم، ومُسْتَضْعَفِينَ فقوّاكم، ومُسْتَذَلّين فنصركم، ولاه الله أيّامًا ضربت الفتنة سُرادقها على الآفاق، وأحاطت بكل شُعَلُ النفاق، حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستُبْدِلتم من الشدّة بالرخاء. فناشدتُكُمُ اللَّهَ أَلم تكن الدماء مسفوكةً فَحَقَنها، والسُبُلُ مَخُوفَةً فأَمَّنها، والأموال مُنتَهَبَةً فأحرزها، والبلاد خرابًا فعمّرها، والثغور مهتَضَمَة فحماها ونصرها؟ فاذكروا آلاء الله عليكم1. وذكر كلامًا طويلًا وشعرًا، فقطب "العِلْج"، وصلّب وتعجّب الأمير عبد الرحمن منه، وولاه خَطابة الزّهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يُحفظ له قضية جَوْر، وقد استعفى غير مرّة فلم يُعف، والله أعلم.

وَفَيَات سنة ست وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

172-

أحمد بن أسامة بن أحمد2 بن أسامة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

1 انظر معجم الأدباء "19/ 175".

2 انظر معرفة القراء "1/ 240"، وغاية النهاية "1/ 38"، وحسن المحاضرة "1/ 488".

ص: 91

السّمْح بن أسامة، أبو جعفر التّجَيبي، مولاهم المصري المقرئ.

قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النّحاس، عن أبي أيّوب الأزرق صاحب ورش.

وتصدَّر للإقراء، فقرأ عليه خَلَفُ بن إبراهيم بن خاقان، شيخ أبي عمرو الدّاني وغيره.

وسمع الحديث من بكر بن سهْل الدِمياطي، وغيره.

روى عنه: أبو القاسم يحيى بن علي بن الطّحان في تاريخه، وقال: تُوُفّي في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين، وقيل: ستٍ وخمسين.

وأمّا أبو عمرو الدّاني فروى عن خَلَف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنّه نَيّفَ على المائة.

قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.

173-

أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي1، السلطان مُعِزّ الدولة أبو الحسين بن فناخسرو بن تمَّام بن كوفي بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شبستان شاه بن سَسَن فرو بن شروزيل بن سَسْناد بن بهْرامَ جُور.

أحد ملوك بني ساسان، كذا ساق نَسَبَه القاضي شمس الدين، وَعَدَّ ما بينه وبين بهْرام ثلاثة عشر أبًا، وقابلته على نسختين.

كان بُوَيْه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا رُبَّما احتطب، فآل أمره إلى المُلْك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربعٍ وثلاثين، وكان موته بالبَطَن، فَعَهِد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بَخْتيار بن أحمد.

وقيل: إنّه لمَّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، كلّما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تُصلّي هنا؟ قال: إن الصلاة في هذه الدار لا تصحّ، وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم، وأنّ عليًا زوّج بنته من فاطمة بعمر رضي الله عنه، فاستعظم وقال: ما علمت بهذا، وتصدق بأموال عظيمة، وأعتق

1 انظر المنتظم "7/ 38"، والكامل "8/ 573-580"، وسير أعلام النبلاء "16/ 189، 190".

ص: 92

غلمانه، وأراق الخمور، وردَّ كثيرًا من المظالم، وكان الرفض في أواخر أيامه ظاهرًا ببغداد، وكان يقال: إنه بكى حتى غشي عليه، وندم على الظلم.

توفِّي في سابع عشر ربيع الآخر عن ثلاث وخمسين سنة، ومات بعلة الذرب.

وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة، وكان قد ردَّ المواريث إلى ذوي الأرحام.

ويقال: إنه من ذرية سابور ذي الأكتاف، وهو أخو ركن الدولة وعماد الدولة، وعمّ عضد الدولة.

وكان يقال لمعز الدولة: الأقطع؛ لأنه كان تبعًا لأخيه عماد الدولة، فتوجَّه إلى كرمان بإشارة أخيه، فلمَّا وردها سمع صاحبها به فرحل عنها وتركها، فملكها معز الدولة، وكان بتلك الجبال طائفة من الأكراد يحملون لصاحب كرمان حملًا، بشرط أن لا يطأوا بساطه، فلما ملك هذا هادنهم، ثم غدر بهم وبيَّتهم، فعلموا وقعدوا له على مضيق، فلما دخله أحاطوا به وبجيشه قتلًا وأسرًًا، ووقع في معز الدولة عدة ضربات، وطارت يساره في حرب، وطارت بعض اليمنى، وسقط بين القتلى ثم نجا، وتملّك بغداد بلا كلفة، ودانت له الأمم، وكان في الابتداء تَبَعًا لأخيه الملك عماد الدولة.

مات فِي ربيع الآخر سنة ستًّ وخمسين وثلاث مائة، وله ثلاث وخمسون سنة.

وقد أنشأ دارًا غرِم عليها أربعين ألف ألف درهم، فبقيت إلى بعد الأربعمائة ونُقِضت، فاشتروا جردَ ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار.

174-

أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أبو محمد المزني المغفلي الهروي.

قال الحاكم: كان إمام أهل خراسان بلا مدافعة، سمع علي بن محمد الجكاني، وأحمد بن نجدة بن العريان، وجماعة بهراة، وإبراهيم بن أبي طالب بنيسابور، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعمران بْن مُوسَى بْن مُجاشِع، والحسن بْن سُفْيَان، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، ومطينًا، وعبدان، وعبيد غنام، وعلي بن أحمد علَّان المصري، وطائفة سواهم بالشام ومصر والعراق.

وعنه من شيوخه: أبو العباس بن عقدة، وعمرو بن الربيع بن سليمان، ومن هو أكبر منه، أبو بكر بن إسحاق الصبغي. وروى عنه الحاكم، وأبو بكر القفال، وأبو عبد الله الخازن.

ص: 93

قال الحاكم: وقد حج بالناس، وخطب بمكة، وقدم إليه المقام وهو قاعد في جوف الكعبة، ولقد سمعتهم بمكة يذكرون أنَّ هذه الولاية لم تكن قط لغيره، ومن شعره:

نزلنا مكرهين بها فلما

ألفناها خرجنا كارهينا

وما أحب الديار بنا ولكن

أمر العيش فرقة من هوينا

وذكر الحاكم من عظمة أبي محمد المزني أنَّه كان فوق الوزراء، وأنهم كانوا يصدون عن رأيه، وجاور مرة بمكة، قال: وكنت ببخارى أستملي له، فذكر أنه حصل له وجد وشيء من غشي بسبب إملاء حكاية وأبيات، وتوفِّي بعد جمعة في سابع عشر رمضان سنة ست وخمسين، ورأيت الوزير أبا على البلعمي وقد حَمَلَ في تابوته، وأحضر إلى باب السلطان، يعني ببخارى، للصلاة عليه، ثم حمل تابوته إلى هراة فدفن بها، فسمعت ابنه بشرًا يقول: آخر كلمة تكلم بها: أن قبض على لحيته ورفع يده اليمنى إلى السماء وقال: ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفطرة.

قال الحاكم: وسمعت أبا الفضل السليماني، وكان صالحًا، يقول: رأيت أبا محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عالٍ: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [القصص: 60] .

وقال أبو النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفامي في "تاريخ هراة": أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن محمد بن بشر بن مغفل بن حسان بن عبد الله بن مغفل المزني الملقب بالباز الأبيض. كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم، مع رتبة الوزراة، وعلوّ القدر عند السلطان. لم يذكر له مولدًا، ولعله في حدود السبعين ومائتين.

175-

أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بن عبد الله بن صفوان، أبو بكر بن أبي دجانة النصري الدمشقي العدل.

سمع أباه، وعبد الملك بن محمود بن سميع، وإبراهيم بن دُحَيْم، وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، والحسن بن الفرج الغزي، وابن سلم المقدسي، ومحمد بن النفاح الباهلي، ومحمد بن زبان، وطائفة كبيرة بمصر والشام، وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعلي بن موسى السمسمار، وانتقى عليه الحافظ ابن منده سعبة أجزاء.

ص: 94

ومولده سنة ثمانين ومائتين. وأبو زرعة هو عم أبيه.

قال الكتاني: كان ثقة مأمونًا، توفِّي في رمضان كالذي قبله.

176-

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الجارود، الحافظ أبو بكر الرقي، نزيل عسكر مكرم.

كذَّاب، زعم أنه سمع هشام بن عمار، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، والحسن بن عرفة، وعيسى بن أحمد البلخي، وأبا إبراهيم المزني، ومحمد بن عوف الحمصي، والحسن بن محمد الزعفراني، وحدَّث عنهم؛ فروى عنه إبراهيم بن أحمد الطبري، وعلي بن الحسن الإستراباذي، وأبو عَلِيّ منصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ، ومحمد بن أحمد الأندلسي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ. سمع منه في هذا العام فانقطع خبره.

كذَّبه أبو بكر الخطيب.

وقال ابن طاهر المقدسي: كان يضع الحديث ويركبه على الأسانيد المعروفة.

وقال أبو نعيم: حدثنا ابن الجارود وفي القلب منه.

177-

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن صالح السمرقندي، أبو يحيى الكرابيسي، راوية محمد بن نصر المروزي.

وسمع أيضًا يحيى بن أفلح، والليث بن حبروية، وعنه الحاكم وأهل بخارى.

توفي في شوال.

178-

أحمد بن محمود بن زكريا1 بن خرّزاذ، القاضي أبو بكر الأهوازي.

سمع: أبا مسلم الكجّي، وأبا جعفر الحضرمي مُطَيّنًا، ونحوهما.

توفِّي فِي ذي القعدة.

179-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف2 بن أبي حُجَيْرة، أبو بكر القُرْطُبّي.

سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وجماعة، ودخل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعين.

1 انظر تاريخ بغداد "8/ 157".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 48".

ص: 95

وكان زاهدًا متبتّلًا فقيهًا. توفِّي في جُمادى الأولى.

180-

إبراهيم بن محمد بن شهاب1، أبو علي العطّار الحنفي، كان من متكلّمي المعتزلة.

روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلّم الكجّي.

وعنه محمد بن طلحة النّعاليّ.

عِدادُهُ في البغداديين. عاش بِضْعًا وثمانين سنة.

181-

إسماعيل بن القاسم بن هارون2 بن عَيذون، العلَّامة أبو علي الغدادي القالي.

سألوه عن هذه النسبة فقال: إنه وُلد بمَنَازِكِرْد3، فلما انحدرنا إلى بغداد كان رفقته فيها جماعة من أهل قالي قَلاء، فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمَّا دخلت بغداد انتسبت إلى قالي قَلا، وهي قرية من قرى منازكرد من أرمينية، ورجوت أن انتفع بذلك عند العلماء، فمضى عليَّ القالي.

وقيل: إنّ مولده سنة ثمانين ومائتين.

أخذ العربية واللغة عن ابن دُرَيْد، وابن أَبِي بكر بن الأنباري، وابن دَرَسْتَوَيْه، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وابن عرفة نفْطَوَيْه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو بن أبي بكر بن مجاهد، وأوّل دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة.

حكى هارون النّحْويّ قال: كنَّا نختلف إلى أبي علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مُبْتَلّة، وحوله أعلام أهل قرطبة، فقال لي: مهلًا يا أبا نصر، هذا هيِّن وتبدّله بثياب أُخَر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي نُدُوبًا. كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدْلَجْتُ، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مغلقًا، فقلت: أبكر هذا البكور

1 انظر تاريخ بغداد "6/ 167".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 69"، والأنساب "10/ 33"، وسير أعلام النبلاء "16/ 45-47".

3 بلد بين خلاط وبلاد الروم.

ص: 96

وتفوتني النّوُبَة، فنظرت إلى سَرَبٍ هناك فاقتحمته، فلما أنْ توسّطْتُه ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشدَّ اقتحام، فنجوت بعد أن تخرّقَت ثيابي وتزلَّع جِلْدي حتى انكشف العَظْم، فأين أنت ممّا عرض لي.

ثم أنشد:

ثَبَتَّ للمجد والسَّاعونَ قد بلغوا

جَهْدَ النُّفُوس وألقوا دونه الأزرا

فكابَدُوا المجِدَ حتى مَلَّ أَكْثَرهُم

وعانق المجدَ مَن أوفى ومَن صَبَرا

لا تَحْسِبِ المجدَ تمرًا أنت آكَلُه

لن تَبْلُغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَّبْرا

قال: ودخل الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبَها عبدَ الرحمن النّاصر لديَن الله فأكرمه، وصنَّف لولده الحَكَم تصانيف، وبثَّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن دَرَسْتَويْه الفارسي كتاب سيبَويه، ودقّق النظر وانتصر للبصْرِيّين، وأملى أشياء من حفظه ككتاب "النوادر"، وكتاب "الأمالي" الذي اشتُهر اسمه، وكتاب "المقصور والممدود"، وله كتاب "الإبل"، وكتاب "الخيل"، وله كتاب "البارع في اللغة"، نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلف أحد مثله في الإحاطة والجمع، لكن لم يتممّه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان، ولهذا قصد بني أمَيّة ملوك الأندلس، فَعَظُم عندهم وكانت كتبه على غاية الاتقان.

أخذ عنه: عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزّبِيدي اللّغَوي، وغيرهم.

توفِّي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة.

حرف الجيم:

182-

جعفر بن محمد بن الحارث، أبو محمد المراغي1.

طوَّف الأقاليم وسمع محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يَعْلَى الموصلي، وطائفة بعد الثلاثمائة، وعاش نيفًا وثمانين سنة.

1 لا بأس به في عداد المستورين.

ص: 97

روى عنه الحاكم وقال: كان من أصدق الناس في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج، وآخرون.

183-

جعفر بن مطر النَّيْسَابُوري1.

رحل وسمع محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة.

وعنه الحاكم وغيره.

حرف الحاء:

184-

حامد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ معاذ، أبو علي الرفا الهوري المحدِّث الواعظ.

سمع: الفضل بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن سعيد الدّارمي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن بهَرَاة، وبهَمَذَان محمد بن المغيرة السُّكّري، ومحمد بن صالح الأشجّ، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى ببغداد، وسمع أيضًا بَنْيسابور داود بن الحسين البَيْهَقي، وخليفة، وسمع محمد بن أيّوب البجلي بالرّيّ وبالكوفة.

وعنه: الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القرشي، وهو آخر من حدَّث عنه.

عاش إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وحدَّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدارقُطْني.

وثَّقَه الخطيب وغيره، وكان موته بَهَراة في رمضان.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الخلَّال، أنا أَبُو الْمِنْخَالِ اللُّتِّيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، أنا محمد بْنُ يُوسُفَ، أنا حَامِدُ بْنُ محمد، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن

1 انظر السابق.

2 انظر تاريخ بغداد "8/ 172"، والمنتظم "7/ 39"، والأنساب "6/ 141، 142"، وسير أعلام النبلاء "16/ 16".

ص: 98

مَسْلَمَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيٍّ رضي الله عنه: اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَى كَلِمَةِ الْعَدْلِ وَالْهُدَى وَالصَّوَابِ، وَقِوَامِ الْكِتَابِ، هَادِينَ مَهْدِيِّينَ، رَاضِينَ مرضيين، غير ضالين ولا مضلين.

حرف السّين:

185-

سعيد بن أحمد بن محمد1 بن عبد ربّه، أبو عثمان الفقيه ابن شاعر الأندلس.

سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.

وكان مقدَّمًا في الفتوى، ثقة عالمًا، أخذ الناس عنه.

حرف العين:

186-

العبَّاس بن محمد بن نصر2 بن السّرِيّ، أبو الفضل الرافضي.

سمع: هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مُصْعَب الزُّبَيْري، ومحمد بن الخَضِر بن علي، وحفص بن عمر بن سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصباح بن محمد بن صباح صاحب المعافى بن سليمان، وغيره.

ولعلَّه آخر من روى عن هلال بن العلاء.

روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف، وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة.

وتوفِّي بمصر، قال يحيى بن علي الطحاوي: تكلموا فيه.

187-

عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد3 بْن حبان، أبو الطيب قاضي طوس.

قال الحاكم: روى عن مسدَّد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة.

وخُرّجت له الفوائد، وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي.

توفِّي سنة ست وخمسين.

1 انظر تاريخ الأندلس "1/ 170"، وبغية الملتمس "307".

2 انظر شذرات الذهب "3/ 19"، وميزان الاعتدال "3/ 245".

3 لا بأس به، في عداد المستورين.

ص: 99

188-

عبد الخالق بن الحسن بن محمد1 بن نصر بن أبي رُوبا السقطي العدّل ببغداد.

سمع: محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمام، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني.

وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز، وعبد الله بن يحيى السُّكّري، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النّعالي.

وثَّقه البَرْقاني.

189-

عثمان بن محمد بن بشر، أبو عمرو2 السَّقَطي البغدادي، سَنَقه.

سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم.

وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثَّقه.

روى عن: ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله السُّكّري، وطلحة بن الصقر، ومحمد بن طلحة النّعالي.

توفِّي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانين سنة.

190-

علي بن إبراهيم بن حمّاد3 بن إسحاق، أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي.

سمع: محمد بن يوسف الكديمي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدارقطني.

وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز.

وثَّقه الخطيب، قال: ولي قضاء الأهواز.

1 انظر تاريخ بغداد "11/ 124"، والمنتظم "7/ 40"، وسير أعلام النبلاء"16/ 81".

2 انظر تاريخ بغداد "11/ 304"، والمنتظم "7/ 40"، وسير أعلام النبلاء "16/ 81".

3 انظر تاريخ بغداد "11/ 339".

ص: 100

191-

عليّ بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد1 بن أحمد بن الهيثم، أبو الفرج الأصبهاني، الكاتب، مصنِّف كتاب "الأغاني".

سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضْرمي، ومحمد بن جعفر القتّات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العبّاس المقانعي الكوفيّين، وأبا خُبيب بن البرتي، فمن بعدهم.

والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.

روي عنه: الدارقُطْني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وآخرون.

واستوطن بغداد من صباه، كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنّفيها، روى عن طائفة كثيرة، وكان إخباريًّا نَسَّابةً شاعرًا، ظاهر التشيُّع.

قال أبو علي التنوخيّ: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمُسْنَدات والأنساب ما لم أر قطّ من يحفظ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أُخَر، منها: اللغة والنحو والمغازي والسّير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد كُتُب صنّفها لبني أُمَيّة ملوك الأندلس أقاربه، سيَّرَها إليهم سِرًّا، وجاءه الإنعام سرا، فمن ذلك:"نسب بني عبد شمس"، وكتاب "أيام العرب ألف وستمائة يوم"، وكتاب "جَمْهرة النَّسَب"، وكتاب "نسب بني شَيْبان"، وكتاب "نسب المهالبة"؛ لكونه كان منقطعًا إلى الوزير المُهَلّبي، وله فيه مدائح، وله كتاب "أخبار الشواعر"، وكتاب "مقاتل الطالبيّين"، وكتاب "الزّيارات"، وهذا عجيب إذ هو مروانيّ يتشيّع.

قال ابن أبي الفوارس: قد خلّط قبل أن يموت. قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين.

قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعّفه ويتّهمه في نقله، ويستهول ما يأتي به، وما علمتُ فيه جرحًا إلّا قول ابن أبي الفوارس: خلّط قبل أن يموت، وقد أثنى على كتابه "الأغاني" جماعة من جلية الأدباء. ومن تواليفه كتاب "أخبار الطفيلين"، وكتاب "أخبار جحظة"، كتاب "أدب السماع"، كتاب "الخمّارين".

1 انظر تاريخ بغداد "11/ 398"، والمنتظم "7/ 40"، وميزان الاعتدال "3/ 123"، والكامل "8/ 581".

ص: 101

قال هلال بن المحسّن الصّابي، كان أبو الفرج صاحب "الأغاني" من نُدماء الوزير المهلَّبي، وكان وسِخًا قذِرًا لم يُغْسَلْ له ثوب أبدًا منذ فصّله إلى أنْ يتقطّع، وشِعْره جيّد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتّقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته.

ذكر ابن الصابي أنَّ أبا القاسم الْجُهَني مُحتِسب البصْرة كان من نُدَماء المهلّبي، وكان يُورِد الطّامّات من الحكايات المُنْكَرة، فجرى مرّة حديث النَّعْنَع فقال: في البلد الفُلاني نعنع يطُول حتى يصير شجرًا، ويُعمل من شجره سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني وقال: نعم، عجائب الدنيا كثيرة ولا يُنكَر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زَوْج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمَسين، فإذا فرغ زمان الحضان انفقست النسجتان عن طشْت وأبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الْجُهَنيّ لِما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته.

ومن نظْم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:

أبا محمد المحمود يا حسن الإ

حسان والْجُودِ يا بحرَ النّدى الطّامي

حاشاك من عَوْدِ عُوّادٍ إليك ومن

دواء داءٍ ومن إلمام آلام

192-

علي بن عبد الله بن حمدان1 بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد، الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجْزري صاحب حلب وغيرها، وأخو ناصر الدولة الحسن.

كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبه الأمال، ومحط الرحال، وكان أديبًا شاعرًا.

ويقال: إنه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كلٌّ من عبد الله بن الفيّاض الكاتب، وأبي الحسن علي الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.

ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان قبلها قد استولى على واسط ونواحيها، وتقلّبت به الأحوال، وملك

1 انظر المنتظم "7/ 41"، وسير أعلام النبلاء "16/ 187- 189"، والكامل في التاريخ "8/ 580".

ص: 102

دمشق أيضًا، وكثيرًا من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنَّه توجَّه من حلب إلى حمص، فلقيه جيش الإخشيد وعليهم كافور الإخشيد المتوفَّى أيضًا في هذه السنة، فكان الظّفَر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع، وكان الإخشيد قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قِنَّسرين، فلما ظفر أحدهما بالآخر تقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورد الإخشيد إلى دمشق، ثم ردّ سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيد بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها، فذكروا أنّه كان يساير الشريف العقيقي فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلّا لرجلٍ واحدٍ، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير، لئن أخذتها القوانين ليتبرّأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافور فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور.

وُلد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال: سنة ثلاث وثلاثمائة، ومدحه الخالديّان بقصيدة أولها:

تَصُدُّ ودارُها صدَدُ

وتُوعدُه ولا تعِدُ

وقد قتلته ظالمَةً

ولا عقل ولا قَوْدُ

بوجهٍ كلّه قمرٌ

وسائر جسمه اسَدُ

وكان موصوفًا بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغرًا لهم، ومن شعره.

وساقٍ صَبيح للصّبُوح دعوتُه

فقام وفي أجفانه سنة الغُمْضِ

يطوف بكاساتِ العُقار كأنْجُم

فمِنْ بين مُنْقَضٍّ علينا مُنْقَضِ

وقد نَشَرَت أيدي الجنوب مَطارفًا

على الجوّدُ كنَّا والحواشي على الأرض

يطرِّزها قوسُ السحاب بأصفَرٍ

على أحمرٍ في أخضر إثر مُبْيَضِّ

كأذيال خَوْدٍ أقبلت في غَلائلٍ

مُصَبَّغةٍ، والبعضُ أقصَرُ من بعضِ

وله:

أُقَبِّلهُ على جَزعٍ

كشُرْب الطائر الفزع

ص: 103

رأى ماء فأطمعه

وأخاف عواقب الطمعِ

ومما نُسِبَ إليه:

قد جرى في دمعه دمُه

فإلى كم أنتَ تَظْلِمُهُ

ردّ عنه الطّرفَ منك فقد

جَرَحَتْه منكَ أسهمه

كيف يستطيع التَّجَلُّدَ من

خَطَرَاتُ الوَهْم تؤلِمُهُ؟

وبقلبي من هوى رشاء

تائه ما الله يعلمه

ما دوَائي غير ريقته

خمرة لتُقلب مرهَمُهُ

يقال: إنّه مات بالفالج1، وقيل: بعُسْر البَوْل، بحلب في عاشر صفر، وحمل إلى ميافراقين فدُفن عند أمّه، وكان قد جُمع من نقض الغُبار الذي يتجمَّع عليه أيام غزواته ما جاء من لَبِنة بقَدْر الكَفّ، وأوصى أن يوضع خدُّه عليها في لَحده، ففُعِل ذلك به، وملك بعده حلبَ ابنُه سعيد الدولة، وهلك سنة إحدى وثمانين كما يأتي.

فذكر ابن محمد الشمشاطي في تاريخه قال: ورد سيف الدولة إلى حلب عليلًا، فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم والكبار، فأخذ عليهم الأَيْمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعاتٍ من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولَّى أمرَه القاضي أبو الهيثم بن أبي حُصَين، وغسّله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسله بالبدر ثم الصَّنْدل، ثم بالذّريرة، ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونُشَّف بثوب دبيقيّ بنيّف وخمسين دينارًا، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبَّره بصبر ومُرّ ومَنٍّ من كافور، وجعل على وجهه وبَخْره مائة مِثْقال غالية، وكفِّن في سبعة أثواب تساوي ألفَ دينار، وجُعل في التابوت مُضَرَّبة ومخدَّتان، وصلّى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبَّر خمسًا. وعاش أربعًا وخمسين سنة شمسية.

وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بلغ معزّ الدولة خبرُ موته جزع عليه وقال: أنا أعلم أن أيّامي لا تطول بعده، وكذا كان.

1 مرض يصيب الجسم بالشلل طولًا.

ص: 104

وذكر النّجار أنَّ سيف الدولة حضر عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا ألوفًا، فبعث إليهم ما يُضَحُّون به، فأكثر مَن ماله مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأسارى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ستّمائة ألف دينار، وفي ذلك يقول البَبَّغَاء:

كانوا عبيد نَدَاك ثم شريتهم

فَغَدوا عبيدك نعمة وشراء

وكان سيف الدولة شيعيًّا متظاهرًا مِفْضالًا على الشيعة والعلويّين.

193-

علي بن محمد بن خُلَيع1، أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقرئ، أحد القرّاء، أخذ القراءة عن: يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد.

تصدَّر للإقراء ببغداد.

قرا عليه الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، وأحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويُعرف بابن بنت القَلانسي.

قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بَلَغْت على أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى "الكوثر" فقال لي: اخْتِمْ، فختمت، ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سُلّم فكُسِر ومات، وذلك في ذي القعدة وهو في عُشْر الثّمانين، رحمة الله.

194-

عُمَر بن جعفر بن محمد بن سَلْم، أبو الفتح الختلي البغدادي، أخو أحمد.

سَمِعَ الحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، ومعاذ بن المثنَّى. وعنه: ابن رزقويه، وأبو نصر بن حسنون، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وطلحة الكناني، وعبد العزيز الستوري.

قال الخطيب: كان ثقة صالحًا، مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين.

حرف الكاف:

195-

كافور الخادم الأسود الحبشي2.

1 انظر معرفة القراء "1/ 313"، وغاية النهاية "1/ 566".

2 انظر المنتظم "7/ 50، 51"، وسير أعلام النبلاء "16/ 190-193"، والكامل في التاريخ "8/ 581".

ص: 105

الأستاذ أبو المِسْك الإخشِيدي السلطان، اشتراه الإخشيدي من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصًا1، فيقال: أنه اُبْتِيع بثمانية عشر دينارًا، ثم إنه تقدَّم عند الإخشيد صاحب مصر لعقله ورأيه وسَعْده، إلى أن كان من كبار القوّاد، وجهّزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثمّ إنَّه لما مات أستاذه صار أتابك2 ولده أبي القاسم أَنُوجُور وكيله صبيًّا، فَغَلَبَ كافورُ على الأمور وبقي الاسمُ لأبي القاسم، والدَّسْت3 لكافور، حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتوفِّي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية.

وأَنُوجُور معناه بالعربي محمود، ولي مملكة مصر والشام إلّا اليسير منها بعقد الراضي بالله، والمدبِّر له كافور. مات في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن ثلاثين سنة، وأُقيم مكانه أخوه أبو الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيّامه حلب وطَرَسُوس والمَصّيصة، وذلك الصقْع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقلَّ كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصِغَره، وركب في الدَّسْت بخلعٍ أظهر أنّها جاءته من الخليفة وتَقَليده، وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتمَّ له الأمر.

وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغبًا في الخير وأهله، ولم يبلُغْ أحدٌ من الخُدّام ما بلغ كافور، وكان ذكيًا له نظرٌ في العربيّة والأدب والعِلم، وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي النَّحوي صاحب الزجَّاج، فدخل يومًا على كافور أبو الفضل بن عيّاش فقال: أدام الله أيّامِ سيّدنا -بخفض أيّام، فتبسَّم كافور ونظر إلى النجيرمي وقال ارتجالًا:

ومثل سيّدنا حالتْ مهابَتُه

بين البليغ وبين القول بالحَصَرِ

فإنْ يكن خَفَضَ الأيام من دَهَشٍ

وشدّة الخوف لا من قلّة البَصَر

فقد تَفَاءَلْتُ في هذا لسيدنا

والفأل مأثورة عن سيّد البَشَر

فأمر له بثلاثمائة دينار.

1 أي يلمع.

2 أي الولد الأمير.

3 لفظ فارسي من معانيه: صدر المجلس.

ص: 106

وكان كافور يُدْني الشعراء ويُجِيزُهُم، وكان يُقرأ عنده كل ليلة السيَّر وأخبار الدولة الأموّية والعبّاسية، وله نُدَماء، وكان عظيم الحِمّيَة يمتنع من الأسواق، وعنده جَوَارٍ مُغَنّيات، وله من الغلمان الرُّوم والسُّود ما يتجاوز الوصف، زاد ملكه على ملك مولاه الإخشيد، وكان كريمًا كثير الخِلَع والهِبات، خبيرًا بالسياسة، فطِنًا ذكيًّا جيّد العقل داهيةً، كان يُهادي المُعِزّ صاحب المغرب ويُظْهِر مَيْلَه إليه، وكذا يُذْعن بطاعة بني العباس ويُداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء.

ولما فارق المتنّبي سيفَ الدولة مُغَاضِبًا له سار إلى كافور وقال:

قواصدَ كافورٍ تَوَارِكَ غيرِهِ

ومن قصد البحرَ استقَلَّ السَّوَاقيا

فجاءت بنا أنسانَ عين زمانه

وخلّت بياضًا خلفها ومآقيا

فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه، وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقوله:

مَن علَّم الأسودَ المَخْصِيّ مَكرُمَةً

أَقَومُه البيضُ أَمْ آباؤُه الصيد

وذاك أنّ الفُحُولَ البِيض عاجزةٌ

عن الجميل فكيف الخصْية السُّود

وهرب ولم يسلك الدّرْبَ، ووُضِعت عليه العيون والخيل فلم يُدْرِكوه، وسار على البّرّية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عَضُدَ الدولة.

وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يُدْعى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثغور وطروسوس والمَصَّيصة، واستقلَّ بمُلك مصر سنتين وأربعة أشهر.

قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل إمام مسجد الزبير، كان حيًّا في سنة بِضعٍ وخمسين وخمسمائة، قال: كان كافور شديد السَّاعد لا يكاد واحد يمدّ قوسه، فإذا جاءوه بِرَام دعا قومه، فإذا أظهر العجز ضحك وقدَّمه وأثبته، وإنْ قوى على مدّه واستهان به عَبس، ونقصت منزلتُه عنده، ثم ذكر له حكايات تدل على أنَّه مُغْرًى بالرَّمْي، قال: وكان يداوم الجلوسَ للناس غدوة وعشيّة، وقيل: كان يتهجّد ثم يمرّغ وجهه ساجدًا ويقول: اللهمّ لا تسلّط عليَّ مخلوقًا.

تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ستَّ، وقيل: سنة سبعٍ وخمسين، عاش بِضعًا وستّين سنة.

ص: 107

ويقال: إنّه وُجِد على ضريحه منقورًا:

ما بالُ قبرِكَ يا كافور مُنْفَرِدًا

بالصّحصح المَرْت1 بعد العسكر اللجب

تدوس قبرك أفناء الرجاء وقد

كانت أُسُودُ الثَّرى تخشاك في الكُتُب

حرف الميم:

196-

مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل بن إسحاق2، أبو بكر المُعيْطي، من ولد عُقبة بن أبي مُعَيط.

شاعر مشهور، عاش أربعًا وسبعين سنة.

197-

محمد بن أحمد بن حمدان3 بن عليّ، أبو العبّاس الزاهد، أخو أبي عمرو ومحمد.

نزل خوارزم.

سمع: محمد بن أيّوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القبّاني، والحسن بن السَّريّ صاحب سَعْدَوَيْه الواسطي.

وحدَّث سنة ثلاثٍ وخمسين بخوارزم وغيرها، وكان من الثّقات.

مات في صفر سنة ستًّ.

198-

محمد بن إبراهيم بن محمد4 بن الشيرجي المروزي ثم البغدادي.

سمع: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن جرير.

وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه.

وكان ثقة.

1 أي مفازة لا نبات فيها.

2 أحد الشعراء، لم نقف عليه.

3 لا بأس به، في عداد المجهولين.

4 انظر تاريخ بغداد "1/ 412"، والمنتظم "7/ 41".

ص: 108

199-

محمد بن علي بن حسين البلْخي1:

سمع إسحاق بن هياج، وأهلَ تِرمَذ.

200-

موسى بن مَرْدَوَيْه بن فُورَك2، أبو عِمران الأصبهاني والد الحافظ أحمد.

روى عن: إبراهيم بن متّوَيه.

وعنه: ابنه أبو بكر أحمد.

حرف الياء:

201-

يوسف بن عمر بْن محمد3 بْن يوسف بْن يعقوب، أبو نصر القاضي ابن قاضي بغداد.

وُلّي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقلَّ به بعد أبيه، وكان عفيفًا جميلًا متوسّطًا في الفقه، حاذقًا بالقضايا، بارعًا في الأدب، واسع العلم باللغة والشعر، تامَّ الهيبة، ولا نعلم ممن تقلّد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين، وكان يعقوب جدَّهم قاضي المدينة أيام الراضي بالله.

وذكر ابن حَزْم أنَّ أبا نصر كان مالكيًا، ثم رجع عن ذلك إلى مذهب داود بن علي الظاهري.

وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات، وكان فصيحًا بليغًا شاعرًا ولي القضاء وله عشرون سنة، فكُتِبَ العَهْدُ بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قَبله الحسين بن أبي زُرْعَة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي بالله سنة تسعٍ بأخيه الحسين، وأقرّه على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام، ثم عُزل عن القضاء من الجانب الشرقي، ومن شعره:

يا محنة الله كُفّي

إن لم تكفي فخفي

1 في عداد المجهولين.

2 انظر أخبار أصبهان "2/ 314".

3 انظر تاريخ بغداد "14/ 322"، والمنتظم "7/ 42".

ص: 109

ما آن أنْ ترحمينا

... من طُولِ هذا التَشَفّي

ذهبتُ أطلبُ بَخْتي

وَجَدْتُهُ قد تُوُفّي

ومن قوله الذي في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن مذهب مالك إلى مذهب داود: "لسنا نجعل من تصديره في كتبه ورسائله، بِقَوْل سعيد بن المسيّب والزُّهْري وزمعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هَيْهَات هَيْهَات".

- سيف الدولة بن حمدان1، قد تقدَّم قريبًا.

وَفَيَات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

202-

أحمد بن الحسن بن إسحاق2 بن عُتْبَة، أبو العبّاس الرّازي ثم المصري.

سمع: مقدام بن داود، وأبا الزّنْباع رَوح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيّوب، وطبقتهم.

وعنه: عبد الغني المصري، وعبد الرحمن بن عمر البزّاز بن النحاس، وشعيب بن عبد الله بن المنهال، ومحمد بن الفضل بن نظيف الفرّاء، وآخرون.

وُلد سنة ثمانٍ وستّين ومائتين، وأوَّل سماعه سنة ثمانين، وتوفي في جمادى الآخرة بمصر، وكان صدوقًا.

203-

أحمد بن سعيد بن نصر3 بن بكّار، أبو بكر البخاري الفقيه الزاهد.

قَدِمَ بغداد وحدَّث عن صالح جزرة، وحامد بن سهل.

وعنه: ابن رزقويه، والحاكم، وغيرهما.

1 تقدم.

2 انظر العبر "2/ 307"، وشذرات الذهب "3/ 22".

3 انظر تاريخ بغداد "4/ 184".

ص: 110

204-

أحمد بن القاسم بن كثير1 بن صدقة بن الريّان، أبو الحسن المصري اللُّكّي2.

حدَّث بالبصرة في هذه السنة عَنْ أحمد بْن محمد بن البرتي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، والحارث بن أسامة، وعبد الله بن محمد، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.

وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم، وغيرهم.

وقال ابن ماكولا: فيه ضعف.

قلت: له جزء سمعناه، وفيه ما يُنكر، وقد ذكره الدارقُطْني وقال: ضعيف.

205-

أحمد بن محبوب3، أبو الحسن البغدادي الرملي الفقيه المعروف بغلام أبي الأديان.

سمع: أبا مسلم الكجّي، وأبا عقيل أنس بن المسلم.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن الحاج الإشبيلي، وجاور بمكة.

قال الخطيب: ثقة.

206-

أحمد بن محمد بن رميح4 ن عصمة، أبو سعيد النخعي الفَسَوي، ثم المَرْوَزي الحافظ.

طوَّف وسمع الكثير وصنَّف، وحدَّث عن: أبي خليفة، وعمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبي العبّاس السرّاج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله بن شيروَيْه، وعبد الله بن محمود المَرْوَزي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومَكْحول البيروتي، وابن قنيبر، وعلي بن أحمد علان، وطبقتهم، وصنّف وجمع وأكثر الترحال.

قال الحاكم: قَدِمَ نيسابور سنة خمس، فَعَقَدْتُ له المجلس وقرأت عليه صحيح

1 أحد الضعفاء، ضعَّفَه الدارقطني وغيره.

2 بلدة من بلاد ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس المغرب.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 172"، والتهذيب للحافظ "2/ 86".

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 6"، وشذرات الذهب "3/ 22"، والعبر "2/ 207".

ص: 111

البخاري، وقد أقام بصَعْدَة باليمن مدّة، ثم خرج من عندنا إلى بغداد، وقبله الناس وأكْثَرُوا عنه، وما المُقِلّ فيه إلّا كما قال عباس العشيري: سألت يحيى بن مَعين عن عبد الرزّاق فقال: يا عباس، والله لو تهوَّد عبد الرزاق لما تركنا حديثه. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على مَنْ أقيم، فو الله لو قدرت لم أفارق سُدَّتَك، ثم قال: ما النّاس بخُراسان اليوم إلّا كما أنشدني بعضهم:

كَفَى حُزْنًا أنَّ المُرُوءةَ عُطِّلَتْ

وأَنَّ ذَوي الألباب في النّاس ضُيَّعُ

وأنّ مُلوكًا ليس يُحظَى لديهم

من النّاس إلّا من يغنّي ويُصْفَعُ

روى عنه: الحاكم، والدارقُطني قبله، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن درما، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم السرّاج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد، فأدركتْه المنَّيةُ بالبادية، فتُوُفّي بالْجُحْفَة.

وثَّقه الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.

وقال أبو زُرْعة محمد بن يوسف الكشّي، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله: كان ضعيفًا.

وقال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك، فإنّ ابن رُمَيْح كان ثقةً ثبتًا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.

207-

أحمد بن أبي موسى بن عيسى الجرجاني، أبو الحسن1 الفَرَضي.

عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وطبقته.

208-

إبراهيم بن المقتدر2 بالله جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفّق المتّقي لله أمير المؤمنين أبو إسحاق. توفي في السجن في شعبان، وقد ذكرناه في سنة ثلاثٍ وثلاثين عامَ خلعوه وسَمَلُوا عينيه، وبقي إلى هذا العام كالميت.

209-

إبراهيم بن عبد الله، أبو إسحاق الزبيدي3 الإفريقي المعروف بالقلانسي.

1 في عداد المجهولين.

2 انظر المنتظم "7/ 43"، وسير أعلام النبلاء "15/ 104"، والكامل في التاريخ "8/ 588"، والبداية والنهاية "11/ 265".

3 لا بأس به في عداد المستورين.

ص: 112

كان فاضلًا صالحًا عابدًا عارفًا بمذهب مالك، صنَّف تصنيفًا في الإمامة والرَّدِّ على الرافضة، فامتُحن على يد أبي القاسم الرافضي العُبَيْدي الملقب بالقائم، ضربه سبعمائة سوط وحبسه أربعة عشر شهرًا بسبب هذا التصنيف.

توفِّي سنة سبعٍ وخمسين.

210-

إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن1 القطّان النَّيْسَابُوري، أبو إسحاق العابد.

سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة.

حرف الباء:

211-

بكَّار بن بكر بن أحمد، أبو قُتيْبة السّدُوسي العراقي2. حدَّث بمصر، وبها وُلد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

حرف الحاء:

212-

الحارث بن سعيد بن حمدان، الأميري3 أبو فراس التغلبي الشاعر المشهور.

كان شجاعًا كامل الأدب بارع الشعر، حتى كان الصاحب بن عبَّاد يقول: بُدِئَ الشِعر بملك وخُتِمَ بملك، يعني بهما أمرأ القيس، وأبا فراس، وقد أسرته الروم في وقعة وهو جريح في سنة ثمانٍ وأربعين، وأخذته إلى القسطنطينية، وفداه ابن عمّه سيف الدولة منهم بعد سنين، وكانت مَنبِج إقطاعًا له. وعاش سبعًا وثلاثين سنة، وله ديوان مشهور.

قُتل في هذه السنة ببرّيّة تَدْمُر، وكان خرج على إثر أخيه صاحب حلب.

قال أبو علي التَّنُوخيّ: كان أبو فِراس قد برع في كل فضيلة، وحُسْن خُلُق وخَلْق، وفروسية تامّة، وشجاعة كاملة، وكرم مُسْتَفيض، وترسُّل، وشعْر في غاية الْجَوْدة، وديوانه كبير. تملك حمص.

1 في عداد المجهولين.

2 انظر السابق.

3 انظر المنتظم "7/ 68"، ووفيات الأعيان "2/ 58"، والبداية والنهاية لابن كثير.

ص: 113

213-

الحسن بن محمد بن حليم، أبو محمد1 المروزي.

عن أبي الموجّه محمد بن عمرو، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة.

وتوفِّي في المحرّم.

214-

الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن أبي ثابت، أبو عبد الله البغدادي.

أملى بدمشق بعد موت عمّه إبراهيم، عن زكريّا بن يحيى خيّاط السنة، وغيره، وسمع أحمد بن علي المروزي، وأنسًا بن السَّلم. وكان ثقة.

روى عنه: تمّام، وجماعة.

215-

الحسين أحمد بن عتّاب، أبو عبد الله السَّقطيَّ3.

سمع: الحسين بن عبد الله القطّان الرّقّي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم الأنطاكي، ويحيى بن علي بن أبي سكينة.

وعنه: الدارقُطني، وأبو القاسم الثّلاج.

وثّقه الخطيب.

216-

حمزة بن محمد بن عليّ4 بن العبّاس، أبو القاسم الكتاني المِصري الحافظ.

سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، والحسن بن أحمد بن الصَّيْقَل، وعِمران بن موسى الطبيب، ومحمد بن سعيد السرّاج، وسعيد بن عثمان الحرّاني، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن داود بن عثمان الصدقي، وجماعة كثيرة. ورحل وطوّف وجمع وصنف.

1 لا بأس به في عداد المستورين.

2 يراجع "تاريخ دمشق" لابن عساكر.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/8".

4 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 179-181"، وشذرات الذهب "3/ 23".

ص: 114

وعنه: ابن مَنْدَه، والدارَقُطْنيّ، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عمر بن الخطاب، والحسين الموّاس، والفقيه أبو الحسن علي بن أحمد القابسي، وأحمد بن الحاج الإشبيلي، وطائفة آخرهم علي بن عمر بن حِمَّصَة الحّراني.

وقال أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان: تُوُفّي في ذي الحجة وسمعت منه.

قلت: وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس، وكان ثقةً ثبْتًا صالحًا ديَّنًا.

وقال أبو عبد الله الحاكم: حمزة المصري كان على تقدّمه في معرفة الحديث أحد مَن يذكر بالزُّهد والوَرَع والعبادة. سمع أبا خليفة والنَّسَائي وأقرانهما.

وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة في سنة خمس، وُلد في سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وأول ما سمع سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاثمائة.

قال الصُّوري: كان حمزة رحمه الله ثبْتًا حافظًا.

قال ابن عساكر: أنا هبة الله بن الأكْفاني، أنا سهل بن بِشْر، سمعت علي بن عمر الحراني، سمعت حمزة بن محمد الحافظ، وجاءه غريب، فقال: إنّ عسكر المعزّ المغاربة قد وصلوا إلى الإسكندرية، فقال: اللَّهُمّ لا تُحْيِني حتى تُرِيني الرّايات الصُّفْر، فمات حمزة، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام.

قال ابن زُولاق: حدّثني حمزة الحافظ قال: رحلت سنة خمس وثلاثمائة، فدخلت حلب وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبده، فكتبت عنه، فكان يقول: لو عرفتك بمصر لَمَلأتُ ركائبك ذَهَبًا.

قلت: يعني كان على قضاء مصر، فقيل: أنّه أعطى حمزة الحافظ مائتي دينار تَرَحَّلَ بها إلى العراق.

وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: "وسلّم"، "بعد صلّى الله عليه"، فرأيت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ فقال لي: أما تختم الصلاة عليّ في كتابك"؟ 1.

1 خبر صحيح: إلى ابن منده.

ص: 115

حرف الدال:

217-

دَرّاس بن إسماعيل، أبو ميمونة الفاسي.

سمع ببلده وبإفريقية من ابن اللّباد، ورحل فسمع من ابن مطر كتاب ابن الموّاز، قلت: إنَّ مطر هو علي بن عبد الله بن مطر الإسكندرانيّ، وكان أبو ميمونة فقيهًا عارفًا بنصوص مالك.

أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو الفرج بن عبدوس، وخلف بن أبي جعفر، وأبو عبد الله بن شيخ السبتي.

وكان رجلًا صالحًا، دخل الأندلس مجاهدًا، وتردَّد إلى الثغور رحمه الله، وتوفِّي في ذي الحجة بفاس، قاله عياض.

حرف العين:

218-

عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن الحسن1 بن أحمد بن النَّضر بن حكيم القاضي، أبو العباس المَرْوَزِي النضري، نسبة إلى جدّه النضر.

وَلِيَ قضاء مرو، وكان أسند المحدّثين بها، فإنّه سمع ببغداد في صباه: الحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل الترمذي، وغيرهما.

مولده في حدود الستّين ومائتين، وكان أبوه قد سمع من أبي داود صاحب السُنَن، ومن عبّاس الدُّوري، وحدّث.

روى عن عبد الله: أبو عبد الله الحاكم، وأبو تمّام الكراعي المَرْوَزي، وعاش سبعًا وتسعين سنة، ومات في شعبان.

219-

عبد الحميد بن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسين القاضي أبو الحسين النَّيْسَابُوري، أحد رجال الدهر علمًا ورياسة وسؤددًا2.

قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والمروءة، أطال المقام بالرّيّ وبأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع، وراسله غير مرة فلم يجب.

1 انظر شذرات الذهب "3/ 24"، وسير أعلام النبلاء "16/ 60".

2 لا بأس به، في عداد المستورين.

ص: 116

مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم:

كان عبدُ الحميد يدعى أديبًا

فانمحى ذكْرُهُ بعبد الحميدِ

ولَشَتّانَ بين ذاك وهذا

إنْ تأَمَّلْتَ في النَّدَى والْجُودِ

220-

عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن العبّاس1 بن زكريّا البغدادي، المعروف بأبي القاسم بن الفامي والد المخلص.

سمع الكديمي، وإبراهيم الحربي، وابن سُنَيْن الخُتَّلي، وأبا شُعَيب الحّراني.

وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن حمدويه، وأبو نُعَيم وهو آخر من روى عنه، وكان أصمّ أطرشًا.

وثَّقه ابن أبي الفوارس، وورَّخ موته في رمضان.

221-

عبد العزيز بن محمد بن زياد2 بن أبي رافع العبدي بن البغدادي.

نزل مصر وحدّث عن: إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وتُوُفّي في هذه السنة عن تسعين سنة.

وثَّقه محمد بن علي الصُّوري، وأثنى عليه الحافظ عبد الغني بن سعيد.

222-

علي بن بندار بن الحسين، أبو الحسن3 الصُّوفي العابد، ويُعرف بالصَّيرفي.

صحب مشايخ خراسان، وأبا عثمان الحربي، ومحمد بن الفضل السَّمرْقَنْدي، وصحِب ببغداد الْجُنَيْد، ورُؤيْم بن أحمد، وسمع محمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبا خليفة الجمحي.

روى عنه: الحاكم وقال: من الثقات في الرواية، أملى مدّة، ومات غريقًا شهيدًا.

وقيل: مات سنة تسع.

1 انظر تاريخ بغداد "10/ 295"، والمنتظم "7/ 44".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 457".

3 انظر المنتظم "7/ 52"، وسير أعلام النبلاء "16/ 109، 110".

ص: 117

223-

علي بن الفضل بْن محمد1 بن عقيل بْن خُوَيْلد، أبو الحسن الخُزَاعي النَّيْسَابُوري.

سمع ببغداد أبا شعِيب الحرّاني، ومُطَيّنًا، وجماعة.

وعنه: الحاكم أبو عبد الله.

224-

عمر بن أكثم بن أحمد2 بن حيّان بن بِشْر الأسدي القاضي، من بيت قضاء ورئاسة ببغداد.

ولي القضاء في أيام المطيع لله نيابةً، ثم ولي قضاء القضاة، وكان فقيهًا شافعيّ المذهب.

قال الخطيب: لم يل القضاء ببغداد من الشافعية أحد قبله غير أبي السائب القاضي.

توفِّي أبو بِشْر في عشر الثمانين، وولي قضاء العراق بعده أبو محمد عبيد الله بن معروف.

225-

عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السريي3 البصْرِي الحافظ الورّاق، أبو حفص.

كتب الناس بإفادته الكثير، وانتخب على جماعة شيوخ ببغداد، وحدّث عن: الحسن بن المثنَّى، وأبي خليفة، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بن جرير الطّبري.

وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزّاز، وغيرهما.

قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البصري ببيت عبدان عقده، فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: يا أبا العبّاس، أيش عند أيّوب عن الحَسَن؟ فذكر حديثين، فَقُلْتُ: يُحْفَظُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَجُلا أَغْلَظَ لأَبِي بَكْرٍ فَقَالَ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله، دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَقَالَ:"مَهٍ مَا كَانَتْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"4، فَبَقِيَ وَكَبَّرْتُ وَسَكَتُّ، فَقَالَ: اذْكُرْ لِي

1 لا بأس به في عداد المستورين.

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 249"، والمنتظم "7/ 17، 18"، وسير أعلام النبلاء "16/ 111".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 244"، والمنتظم "7/ 44"، وسير أعلام النبلاء "16/ 172".

4 خبر صحيح: إلى الحاكم.

ص: 118

سَمَاعَكَ، فَقُلْتُ: ثنا عَبْدَانُ، ثنا محمد بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَيُّوبَ. وَكَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ يتَّبع خُطَى عُمَرَ البصري فيما انْتَقَاهُ عَلَى أَبِي الشَّافِعِيِّ خَاصَّةً، وَعَمِلَ فِيهِ رِسَالَةً.

وقد كان أبو محمد الحسن السّبيعي يقول: هو كذّاب، وقال: مولده سنة ثمانين ومائتين. قال: وحدَّث بشيء يسير، وكانت كتبهَ رديّة.

حرف الفاء:

226-

الفضل بن محمد بن العبّاس1، أبو العبّاس الْهَرَوِيُّ الواعظ الصالح.

سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وعاش زمانًا ولم يحدِّث لاختلاف عقله.

227-

فنك الخادم2، مولى الأستاذ كافور ملك مصر.

خرج من مصر بعد موت مولاه في هذه السنة إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبد الله بن طُغْج أمير الرملة أميرًا على دمشق فدخلها وأقام بها، فلمَّا اتصل به علم أنّ الروم -لعنهم الله- أخذوا حمص يوم عيد الأضحى، نادى في البلد النفير إلى ثَنِيّة3 العُقاب، فخرج الجيش والمُطَوَّعة وغيرهم، وانتشروا إلى دُومة4 وحَرَسْتا5، وأنتهز هو الفرصة في خلو البلد، فرحل بثقله نحو عَقَبة دُمَّر6، وسار بعسكره وخواصّه، وطلب نحو الساحل، فطمع الناس فيه ونهبوا بعض أثقاله، وقتلوا من تأخَّر من رجاله، وذلك في آخر السنة.

حرف الكاف:

228-

كافور الأستاذ7 أبو المِسْك الأخشيدي أمير مصر والشام.

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 انظر أمراء دمشق "66".

3 ثنية مشرفة على غوطة دمشق.

4 من قرى غوطة دمشق.

5 قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق.

6 قرية مشرفة على غوطة دمشق في طريق بعلبك.

7 سبق ذكره.

ص: 119

قيل: توفِّي فيها، وقيل: في الماضية كما ذكرناه، والله أعلم، ثم رأيت في تاريخ علي بن محمد الشمشاطي وفاته في سنة سبع في ثامن عشر جُمَادَى الأولى.

حرف الميم:

229-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد1 بن حاجب، أبو نصر الكشّاني.

روى عن عمر بن محمد بن بجير، والفربري، ومحمد بن إبراهيم الرازي.

وهو ولد إسماعيل الكشّاني المشهور.

230-

محمد بن أحمد بن إبراهيم2 بن عبد المؤمن بن إسحاق الإسكافي، الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير.

كان كاتبًا لمحمد بن رائق الأمير وزير المتّقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، بعد أبي عبد الله البريدي، ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يومًا، وأخذ منه مائتان وأربعون ألف دينار "ثم وزَرَ بعد أشهُر، وقُبض عليه بعد ثمانية أشهر، فنزح إلى الشام، وكتب لصاحبها سيف الدولة ابن حمدان، ثم قدم بغداد في وزارة المُهَلّبي فأكرمه ووصَلَه.

وقد روى عن علي بن سليمان الأخفش، وغيره.

روى عنه: محمد بن أحمد المفيد، وأبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وغيرهما آثارًا.

وكان ظالمًا عسوفًا3، توفِّي فِي المحرَّم وله ستُّ وسبعون سنة.

231-

محمد بن أحمد بن عليّ4 بن مَخْلَد، أبو عبد الله البغدادي الجوهري، المحتسِب المعروف بابن مُحْرِم الفقيه، أحد تلامذة محمد بن جرير.

سمع: محمد بن يوسف بن الطبّاع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وأبو إسماعيل التّرْمِذي، وكان أسند من بقي.

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 انظر الوافي بالوفيات "2/ 41"، والكامل في التاريخ "8/ 249"، وسير أعلام النبلاء "16/ 111".

3 عسف فلان: أخذه بالعنف والقوة وظلمه.

4 انظر تاريخ بغداد "1/ 320"، والمنتظم "7/ 45"، وسير أعلام النبلاء "16/ 60"، وميزان الاعتدال "3/ 462".

ص: 120

روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهم.

وقال عبيد الله بن عمر بن النّعال: تزوَّج شيخنا ابن المُحْرِم قال: فجلست على العادة أكتب، فجاءت أمّ الزوجة في بعض الأيام فرمت بالمحبرة كسرتها، وقالت: بئس هذه شرّ على بنتي من ثلاثمائة ضرة1.

قال ابن أبي الفوراس: لم يكن عندهم بذاك.

وقال البرقاني: لا بأس به. توفِّي في ربيع الآخر من السنة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة.

قلت: وحديثه بعلوٍّ عند أبي جعفر الصيدلاني.

232-

محمد بن أحمد بن شعيب2 بن هارون، أبو أحمد الشُّعَيْبي النَّيْسَابُوري العدل الفقيه.

سمع: البوشنجي، وإبراهيم الذُهَلي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي الهروي، وطبقتهم، وجمع كتاب "الزهد" في أربعين جزءًا، و" فضل أبي حنيفة" في مُجَلَّدٍ، وكان على مذهبه.

مات فِي ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة.

233-

محمد بن الحسين بن علي3 بن سليمان الحرّاني نزيل بغداد.

روى: عن أبي خليفة، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.

انتخب عليه: الدارقُطْني، وروى عنه أبو الحسن الحمامي، ومكّي بن علي الجريري، وأبو علي بن شاذان، وجماعة.

قال ابن أبي الفوارس: كان ثقةً، حَسَنَ المذهب. تُوُفّي في رمضان.

قلت: وَقَعَ لنا الجزءُ الثالث من حديثه.

1 وهكذا أهل العلم. العلم عندهم أولى من كل شيء نسأل الله أن نكون منهم.

2 انظر معجم المؤلفين "8/ 269"، والأنساب "7/ 347".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 242"، والمنتظم "7/ 46"، وشذرات الذهب "3/ 26".

ص: 121

234-

محمد بن علي بن محمد1 بن سهل، أبو بكر البغدادي، ويُعرف بابن الإمام.

حدَّث عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن المعمري، وأحمد بن علي الأبَّار، وجماعة.

روى عنه: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وتوفِّي في شعبان.

قال الخطيب: كان فيه تساهل.

235-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد2 بْن خالد بن إسحاق بن آدم، أبو علي الفزاري الدمشقي، القاضي العدْل، مولى يزيد بن عمر بن هُبَيْرة الفَزَاري.

سمع: أحمد بن علي المَرْوَزي القاضي، وأحمد بن أنس بن مالك، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن يحيى بن حامل كَفَنِه، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم، وطبقتهم بدمشق.

وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وعلي بن بِشْر بن العطّار، وعبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن رزق الله المُتَنَبّي، وأبو الحسن علي بن السّمسار، وهو آخر من حدَّث عنه.

تُوُفّي في جُمادى الآخرة.

قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة.

236-

محمد بن محمد بن الحسن3 بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن الرشيد هارون بن المهديّ، أبو العبّاس الهاشمي العبّاسي البغدادي.

حدّث ببُخارى وسَمَرْقند، وقد كتب الكثير.

سمع: البَغَوِي، ومحمد بن جرير، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عَرُوبة الحرّاني.

قال أبو عبد الله غُنْجار: توفي بفرغانة سنة سبع وخمسين.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 58".

2 انظر العبر "2/ 310"، وشذرات الذهب "3/ 26".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 220".

ص: 122

237-

محمد بن نصر1، أبو صادق الطّبري.

حدَّث في هذه السّنة عن أبي القاسم البَغَوي، وأبي عَرُوبة الحرّاني، وطائفة.

وعنه: السّكَنُ بن جُمَيْع.

238-

مُطرَّف بن عيسى بن لبيب2، أبو القاسم الغسّاني، إلبِيري نزيل غرناطة.

سمع ببجانة من: فضل بن سلمة، ومحمد بن خالد.

وكان لغويًّا إخباريًّا مؤرِّخًا مصنفًا.

حرف الهاء:

239-

هارون بن محمد بن هارون بن أحمد، أبو موسى العنزي الطحَّان الدمشقي، ويُعرف بالمَوْصِلي.

سمع: عبد الرحمن بن الرَّوَّاسّ، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبا عليّ إسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم.

وعنه: تمّام، وابن مَنْدَه، والحافظ عبد الغني، وعبد الوهاب المَيْداني، وجماعة.

وفيَّات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

240-

أحمد بن إسماعيل بن يحيى3 بن خازم أبو الفضل الإسماعيلي النَّيْسَابُوري:

سمع: عبد الله بن شيرويه، وعمر بن محمد بن بجير.

وعنه: أبو حازم العبدوي.

241-

أحمد بن حسن بن منده4، أبو عمرو الأصبهاني الورّاق، نزيل نيسابور.

1 انظر تاريخ دمشق "40/ 114".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 137".

3 لا بأس به في عداد المستورين.

4 انظر السابق.

ص: 123

سمع: أبا القاسم البَغَوي، والوليد بن أبان، وطبقتهما، وكان ممّن يُضْربَ المثل بخطّه.

242-

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن1 بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحسين بن حفص الهمداني الذكواني، أبو علي المعدّل الأصبهاني.

كان صاحب سنة وصلابة في دينه.

حدّث عن: أبي مسعود عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري صاحب لُوين.

وعنه: ابنه أبو بكر محمد بن أبي علي، وأبو نُعَيم الحافظ.

243-

أحمد بن القاسم، أبو بكر2 محمد بن أبي السمّاك البغدادي الدّقّاق المعدّل.

روى عن: الهيثم بن خلف، ومحمد بن المجذّر.

وعليه: أبو سعيد النقّاش، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.

قال طلحة الشاهد: توفِّي في سلخ ذي الحجّة.

224-

أحمد بن محمد بن3 سهل الفقيه، أبو الحسين الطَّبَسِي4 الشافعي، أحد الأعلام، صاحب أبي إسحاق المَرْوَزي.

سمع: ابن خُزَيْمة، وابن صاعد، وله تعليقة عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء. توفِّي بالطَّبَسين. روى عنه الحاكم.

245-

أحمد بن يعقوب بن أحمد5 بن المهرجان البغدادي المعدّل.

حدّث عن: الحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي.

1 انظر أخبار أصبهان "1/ 155".

2 لا بأس به، في عداد المستورين.

3 انظر أخبار أصبهان "1/ 127"، والإكمال "5/ 266"، والأنساب "8/ 210".

4 مدينة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان.

5 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 227".

ص: 124

وعنه: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الحافظ.

246-

إبراهيم بن أحمد بن الحسن1، أبو أسحاق القِرمِيسِيني2 المقرئ، طوَّف شرقًا وغربًا وكتب بعدّة أقاليم.

سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبِشْر بن موسى، وعبد الرحمن بن القاسم بن الروّاس، وأبا عبد الرحمن النسائي.

وعنه: الدارقطني، والحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم، وتوفِّي بالموصل.

قال الخطيب: كان ثقة صالحًا.

247-

إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب3، أَبُو الفضل الهَرَوي الْجَوزَقي الحافظ.

سمع: عبد الله بن عروة الفقيه، وحاتم بن محبوب، وببغداد من البَغَوي، ويحيى بن صاعد.

وكان ثقة عدْلًا من جَوْزَق هَرَاة، نزل سمرقند وحدّث بها.

حرف الثاء:

248-

ثوابه بن أحمد بن عيسى4 بن ثوابة، أبو الحسين الموصلي.

سمع: أحمد بن عبد الله بن ذكوان بدمشق، وأبا يَعلَى بالموصل، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة.

وعنه: الدارقُطْني، وأبو الحسن بن رزقويه، وطلحة بن الصقر، وأبو محمد بن النحاس، واحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.

تُوُفّي بمصر.

قال الخطيب: كان صدوقًا.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 14".

2 مدينة بجبال العراق.

3 انظر اللباب "1/ 309"، والأنساب "3/ 366".

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 149".

ص: 125

حرف الجيم:

249-

جعفر بن محمد الجوهري1.

سمع أحمد بن زغبة، والنسائي.

كأنَّه مصري.

حرف الحاء:

250-

الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله2 بن حمدان بن حمدون بن الحارث، الأمير ناصر الدولة أبو محمد التغلبي صاحب الموصل ونواحيها.

كان أكبر من أخيه سيف الدولة، وأرفع منزلة عند الخلفاء، وكان سيف الدولة كثير التأدّب معه، وكان هو شديد المحبّة لسيف الدولة، فلمَّا توفِّي سيف الدولة تغيَّرت أحواله وساءت أخلاقه وضَعُف عقلُه، إلى أن لم يبق له حزم عند أولاده، فقبض عليه ولده أبو تغلب الغضنفر بالموصل، وحبسه مُكْرَمًا في حصن في سنة ست وخمسين، فلم يزل محبوسًا حتى تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وخمسين.

وكتب إليه سيف الدولة مرة:

رضيتُ لك العَلْيا وقد كنتَ أهلَها

فقلت لهم بيني وبين أخي فَرْقُ

ولم يكُ بي عنها نكولٌ وإنّما

تجافيتُ عن حقي فتمّ لك الحقُّ

ولا بدَّ لي من أن أكون مصلّيًا

إذا كنت أرضى أن يكون لك السَّبْقُ

251-

الحسن بن علان3، أبو علي البغدادي القاضي الخطّابي.

سمع: جعفر الفريابي، وأبا خليفة.

وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس وقال: كتبنا عنه أشياء، وكان ثقة، وتُوُفّي في ذي الحجّة.

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 انظر الكامل في التاريخ "8/ 593"، والوافي بالوفيات "12/ 89، 90"، وسير أعلام النبلاء "16/ 186".

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 399"، والمنتظم "7/ 49".

ص: 126

252-

الحَسَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد1 بن كَيْسان، أبو محمد الحربي النّحوي، أخو علي.

سمع: إسماعيل القاضي، وبِشْر بن موسى، وموسى بن هارون.

وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وغيرهما، وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نُعَيم. تُوُفّي فِي شوال.

253-

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى2 بْنِ الْحَسَنِ بْن جعفر بن عبد الله بن الحسين بْن زين العابدين بْن عليّ بْن الْحُسَيْن، أبو محمد ابن أخي أبي طاهر العلوي.

سمع: إسحاق الدَّبَري وغيره من أهل اليمن:

وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وابن شاذان وقال: إنّه وُلِدَ سنة ستّين ومائتين.

روى حديثًا موضوعًا عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ قَالَ:"عليٌّ خير البشر فمن أبَى فقد كفر"3.

وهذا ممّا اتُّهِم بوضعه أبو محمد هذا، وكان نسّابة شيعيًّا.

254-

الحسن بن أحمد، أبو علي4 الفارسي.

سمع البوشنجي، وحمزة الكاتب، وابن ناجية.

وعُمّر تسعين سنة.

255-

حيدرة بن عمر، أبو الحسن5 الزندوردي، الفقيه الظاهريّ.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 422"، والمنتظم "7/ 49"، وسير أعلام النبلاء "6/ 136".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 421"، وميزان الاعتدال "1/ 521"، ولسان الميزان "2/ 252، 253".

3 حديث موضوع: أخرجه الخطيب "7/ 275"، برقم "3763"، في تاريخ بغداد، وقال الخطيب: هذا حديث منكر، لا أعلم رواه سوى العلوي بهذا الإسناد، وليس بثابت.

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 275".

5 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 273"، والمنتظم "7/ 50"، والأنساب "6/ 338"، والفهرست "1/ 219".

ص: 127

أخذ عن عبد الله بن الغلس الظاهري.

تفقّه به البغداديون.

256-

الخليل بن أحمد، أبو القاسم1 الشاعر.

تُوُفّي في جُمادى الأولى.

حرف الزاي:

257-

زيد بن علي بن أحمد2 بن محمد بن عمران بن أبي بلال العجْلي الكوفي، أبو القاسم المقرئ المجوَّد نزيل بغداد.

قرأ القرآن على: أحمد بن فرج بن جبريل، وابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الدّاجوني، وعبد الله بن جعفر السوّاق، وسمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعلي بن العبّاس، وعبد الله بن زيدان، وغيرهم.

قرأ عليه القرآن جماعة، منهم: الحسن بن علي الصَّقْر الكاتب، وبكر بن شاذان الواعظ، وعلي بن محمد بن موسى الصّابوني من شيوخ الهَرّاس، وعبد الباقي بن الحسن.

وحدّث عنه الحمامي، وأبو نُعَيم.

قال الخطيب: كان صدوقًا توفِّي في جمادى الأولى.

حرف السين:

258-

سِيَبَوَيْه المصري3، الملقَّب أيضًا بالفصيح، اسمه: أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكِنْدي الصَّيْرفي المعروف بابن الْجُبّي.

وُلِدَ سنة أربع وثمانين ومائتين، وسمع من: المنجنيقي، والنّسَائي، والطّحاوي، وتفقّه للشافعي، وجالس أبا بكر بن الحدّاد وتلمذ له في الفقه، وكان معتزليًا متظاهرًا به، ويتكلّم في الزَّهْد وفي عبادات الصُّوفّية بعبادة خلوة، وله شِعْر وفضائل.

مات في شهر صفر، قاله ابن ماكولا.

1 في عداد المجهولين.

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 449"، والعبر "2/ 311"، وشذرات الذهب "3/ 37".

3 انظر معجم الأدباء "19/61"، والوافي بالوفيات "5/ 90".

ص: 128

حرف العين:

259-

عبد الملك بن علي1، أبو عمر الكازَرُوني2، الزاهد المُجاب الدّعوة، كان يُعدّ من الأبدال.

سمع: أبا مسلم الكجّي وغيره، ورُحِل إليه لتفرُّده بكازَرُون.

روى عنه: أبو القاسم الدهّان، وأحمد بن محمد بن عبدون النسائي، وكان ثقة.

260-

عبد الوهاب بن محمد بن سهل بن منصور، أبو الحسين النصيبي الملطي البزّار.

تُوُفّي بدمياط.

261-

علي بن عبد الله بن علي3 الفارسي.

عن: عبد الله بن ناجية، وزكريّا السّاجي.

وعنه: ابنه محمد.

وكان ثقة فَرَضِيًّا.

262-

علي بن إبراهيم بن الفضل4 الكُشَاني5.

سمع: عمر البحتري، وإبراهيم بن نصر بن عنترة.

263-

علي بن عبد الله6 بن معنّ الفارسي الفرضي.

سمع: عبد الله بن ناجية، وزكريّا السّاجي.

وعنه: ابنه محمد.

وثقه الخطيب.

1 انظر الأنساب "10/ 318"، واللباب "3/ 74".

2 إحدى بلاد فارس.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 6".

4 انظر الإكمال "7/ 185".

5 بلدة بنواحي سمرقند.

6 تقدمت ترجمته.

ص: 129

264-

علي بن الفضل بن شَهْريار1، أبو الحسن التاجر الأصبهاني المُعَدَّل.

سمع: محمد بن أيّوب الرازي.

وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وقال: ثقة.

265-

علي بن محمد بن أحمد بن حمَّاد زُغْبة2 بن مسلم، أبو الحسن التجيبي، مصري.

حرف الميم:

266-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأبْرِيسَم3، أبو بكر النَّيْسَابُوري التّاجر.

سمع: أبا عبد الله البوسنجي وغيره، ولم يحدّث. قال: قصدناه غير مرّة فلم يحدّثنا.

267-

محمد بن أحمد بن إسماعيل4 بن خالد، أبو بكر الصَّرّام السَّخْتِياني.

جُرْجانّي عالي الرواية.

روى عن: محمد بن أيّوب الرازي، وهُمَيْم، وابن مجاشع.

روى عنه: حمزة السهمي وغيره.

توفِّي في ربيع الآخر.

268-

محمد بن أَحْمَد بن الحسن، أبو عمر الضبي5 الهيستاني.

سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، وغيره.

وتوفِّي في عشر التسعين.

وعنه: أبو بكر بن أبي علي.

1 انظر أخبار أصبهان "2/ 18".

2 انظر الإكمال "4/ 81".

3 انظر اللباب "1/ 25".

4 انظر الأنساب "8/ 55".

5 انظر الأنساب "8/ 144".

ص: 130

269-

مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن1 بْن عَبْد الملك بْن مروان القُرَشي الدمشقي، أبو عبد الله، محدّث دمشق في وقته.

سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وأحمد بن إبراهيم بن البسري، وإسماعيل بن قيراط، وزكريّا خيّاط السنة، وأبا عُلاثة المصري، وأنس بن السَّلم، وجماعة.

وعنه: تمّام، وابن مَنْدَه، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله القاضي، وحُوَيّ بن علي السَّكْسكي، وآخر من حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن السمسار، وانتقى عليه أبو عبد الله بن مَنْدَه ثلاثين جزءًا، وأملى مدّةً بجامع دمشق.

قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة مأمونًا جوادًا، توفِّي في شوّال وهو في عشر التّسعين.

270-

مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه2 بْن هارون الحَضْرَميّ المصري، جَدّ الحافظ يحيى بن علي بن الطّحّان.

يروي عن: أبي بكر بن سهل الدّمياطي، وأحمد بن شعيب النّسائي.

توفِّي في المحرَّم.

271-

محمد بن إسماعيل3، أبو بكر البغدادي القاضي.

سمع: أحمد بن الحسن الصوفي.

وعنه: أبو نُعَيم وغيره.

272-

محمد بن جعفر بن دُرّان، أبو الطيب المصري غُنْدَر4.

روى عن: أبي خليفة المصري، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.

وعنه: الدَارقُطْنيّ، وابن جُمَيع، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.

ويقال: توفي في العام الماضي.

1 انظر شذرات الذهب "3/ 27"، وسير أعلام النبلاء "16/ 59"، والوافي بالوفيات "1/ 342".

2 لا بأس به، في عداد المستورين.

3 انظر السابق.

4 انظر المغني في أسماء الرجال "191".

ص: 131

273-

محمد بن الحسين بن مهران1 النَّيْسَابُوري الكاتب، أخو الأستاذ أبي بكر.

سمع: عبد الله بن شيرويه، وابن خُزَيمة.

وعنه: الحاكم، وقال: كان يصحب الملوك والوزراء.

وعاش نيّفًا وثمانين سنة.

274-

محمد بن العباس بن الوليد2 بن كُوذَك، أبو عمر مولى القعقاع بن خُلَيّد العنسي الدمشقي.

سمع: محمد بن العبّاس بن الدرَفس، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، وعبد الرحمن بن القاسم الروّاس، وجعفر بن أحمد الروّاس، وإبراهيم بن دُحَيّم، والمفضل بن محمد الْجُنْدي.

وعنه: تمَّام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله بن محمد، وأبو الحسن بن السمسار.

توفِّي في آخر العام.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمحمد بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنْبَلِيُّونَ قِرَاءَةً، قَالُوا: أنا محمد بْنُ السَّيِّدِ بْنِ فَارِسٍ، أنا الْخَضِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَانَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وخمسمائة، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ محمد الْمِصِّيصِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ، أنا أَبُو عُمَرَ محمد بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ كُوذَكَ، ثنا عِيسَى بْنُ إِدْرِيسَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي ذِيبٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ"3.

275-

محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد، أبو علي العسكري4 نزيل أصبهان.

1 لا بأس به، في عداد المستورين.

2 انظر الوافي بالوفيات "3/ 191".

3 حديث صحيح: أخرجه أحمد "2/ 164، 194، 212، 388"، وأبو داود "الأقضية/ 4"، والترمذي "الأحكام/ 9".

4 لا بأس به، في عداد المستورين.

ص: 132

سمع: عبدان، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد الباغندي.

وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.

276-

محمد بن عديّ بن حَمْدَوَيْه1 السَّجْزي الصّابوني.

سمع ابن إدريس وغيره، وهو جدّ أبي عثمان الصّابوني لأمّه.

وعنه: يحيى بن عمّار وغيره.

تُوُفّي في ذي القعدة، وكنيته أبو عبد الله، وهو أخو عبد الله الذي يأتي.

277-

محمد بن محمد بن إسحاق2، أبو عمرو السّرّاج الحاكم.

توفِّي بالشاش في جمادى الأخرة، وحمل إلى هراة فدُفن بها.

278-

محمد بن معاوية بن عبد الرحمن3 بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله بْن معاوية بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان، أبو بكر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر.

سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن حِمْيَر، ورحل إلى المشرق سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، فسمع من النّسائي، وأسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابن المنذر، وجعفر الفِريابي، ومحمد بن يحيى المَروَزي، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وأبي خليفة الْجُمحي، والبَغَوي، وطائفة. ورحل إلى أرض الهند تاجرًا، وكان يقول: خرجت من أرض الهند وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار، فلما قاربت أرض الأسلام غرقت وما نجوت إلّا سِباحةً لا شيء معي، ورجع إلى الأندلس، وحمل الناس عنه الكثير، وكان شيخًا جميلًا ثقة، وكان معمّرًا.

توفِّي في رجب.

روى عنه خلق منهم: محمد بن إبراهيم بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن حكم شيخًا ابن عبد البَّرّ، وآخر من روى عنه: يونس بن عبد الله بن مغيث، وعبد الله بن الربيع.

1 انظر السابق.

2 في عداد المجهولين.

3 انظر تاريخ الأندلس "2/ 67"، وسير أعلام النبلاء "16/ 68"، وشذرات الذهب "3/ 27".

ص: 133

279-

محمد بن يحيى بن عبد السلام1 الأزدي الأندلسي النّحوي المعروف بالرباحي.

سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمكّة من ابن الأعرابي، وأخذ كتاب سِيبَوَيْه عن أبي جعفر بن النّحاس.

وكان عارفًا بالعربية حاذقًا ذكيًّا فقيهًا عالمًا، أدَّب المغيرة بن النّاصر لدين الله.

توفِّي في رمضان.

280-

محمد بن موسى بن عبد العزيز2، أبو بكر الكِنْدي الصَّيّرفي المصري الفقيه الملقَّب سِيبَوَيْه.

مرَّ، ويُعْرف بابن الْجُبّي.

سمع: أبا عبد الله النَّسائي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وكان فقيهًا شافعيًا يُرْمَى بالاعتزال. تفقَّه عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن الحدّاد.

281-

موسى بن إبراهيم بن النّضْر3، أبو القاسم العطّار المقرئ.

سمع: أبا مسلم الكجّي، وغيره.

وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن رزقويه.

قال الخطيب: ما علمت من حاله إلّا خيرًا.

282-

منصور بن محمد بن منصور4 بن بحر، مولى بني هاشم.

أصبهانيّ، سكن بغداد، وحدَّث عن: حمّاد بن مدرك، وإسحاق بن زيرك.

وعنه: ابن أبي الفوارس، ومحمد بن علّان.

1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 69"، وبغية الملتمس "144".

2 تقدمت ترجمته.

3 انظر تاريخ بغداد "13/ 63".

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 83".

ص: 134

وفيَّات تسع وخمسين وثلاثمائة:

حرف الألف:

283-

أحمد بن بُنْدار بن إسحاق1، أبو عبد الله الأصبهاني الشعَّار الفقيه.

سمع: إبراهيم بن سَعْدان، وعبيد بن الحسن الغزّال، ومحمد بن زكريا، وأبا بكر بن أبي عاصم، وأكابر أهل أصبهان، مثل عُمَير بن مرداس وغيرهم.

وعنه: ابن مردويه، وعلي بن جعفر العبدكوي، وأبو بكر بن أبي علي، والحافظ أبو نُعَيم، وجماعة آخرهم موتًا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. وكان شيخ أصبهان ومسنده.

قال أبو نُعَيم: درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم، وسمع كتبه، وكان ثقة ظاهريّ المذهب.

قلت: وكان أبو بكر شيخه ظاهريّ المذهب مجتهدًا من طبقة داود بن علي، وتأخّر عنه قليلًا.

أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ الْجَمَّالِ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنَ محمد الْكُرْدِيِّ، أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أنا مَسْعُودٌ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْحَدَّادِ، أنا أَبُو نُعَيم، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثنا محمد بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا سُلَيْمَانُ بْنَ كَرَّازٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ الأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ"2.

توفِّي في ذي القعدة عن بضعٍ وتسعين سنة.

284-

أحمد بن جعفر3 بن بلال، أبو جعفر الأصبحي المصري.

روى عن النسائي.

1 انظر أخبار أصبهان "1/ 151"، والوافي بالوفيات "6/ 7-27".

2 حديث ضعيف: أخرجه أبو نعيم "3/ 156"، في الحلية، وقال: غريب من حديث جابر، لم نكتبه إلّا من حديث سليمان عن عمر.

3 في عداد المجهولين.

ص: 135

285-

أحمد بن السّندي بن1 حسن، أبو بكر البغدادي الحذّاء.

سمع: الحسن بن علوية، وموسى بن هارون.

وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.

قال الخطيب: كان ثقة فاضلًا.

وقال أبو نُعَيم. كان يُعَدّ من الأبدال.

286-

أحمد بن طاهر، أبو علي2 النَّيْسَابُوري.

سمع ابن جَوْصا، ومكحول البيروتي، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وورَّخ موته.

287-

أحمد بن عبد العزيز3 بن بُدْهين المقرئ البغدادي نزيل مصر.

حدّث عن: إبراهيم بن عبد الله المُخَرَّمي، وغيره، كنيته أبو الفتح.

أخذ القرآن عَرْضًا عن أحمد بن سهل الأشناني، وسعيد بن عبد الرحيم الضّرير، ومحمد بن موسى، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن الأخرم الدمشقي، وسمع الحروف من أبي حبيب بن البرتي وغيره.

روى عنه: عبد المنعم بن غلبون، وابنه طاهر بن غلبون، وكان من أحسن النّاس صوتًا بالقرآن، وأصحّهم إذا أقرأ الناس بمصر، وكان يصلي بالوزير جعفر بن الفرات.

قال الدّاني: ثنا عنه محمد بن علي بن محمد المالكي، والحسن بن سليمان، وغيرهما.

288-

أحمد بن محمد بن القطّان4، أبو الحسين البغدادي الفقيه الشافعي، تلميذ ابن سُرَيج، عمَّر وشاخ ودرّس وأفتى، وله وجه في المذهب.

وعليه تفقّه علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي وغيره، وله مصنّفات كثيرة.

توفي في جمادى الأولى.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 187"، وشذرات الذهب "3/ 28".

2 لا بأس به في عداد المستورين.

3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 257".

4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 365"، والوافي بالوفيات "7/ 321".

ص: 136

289-

أحمد بن محمد بن يحيى1، أبو بكر النَّيْسَابُوري الأشقر، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور.

قال الحاكم: صدوق في الحديث، سمع إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن سوار، ويوسف بن موسى المَرْوَزي، وأقرانهم، وتوفِّي في آخر سنة تسع وخمسين.

قلت: روى صحيح مسلم عن أحمد بن علي القلانسي عنه.

روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء عبد الوهاب بن ماهان، وغيرهما.

290-

أحمد بن يوسف بن خلاد2 بن منصور، أبو بكر النّصيبي ثم البغدادي العطّار.

رجل قليل الفضيلة، لكنّه عالي الإسناد، رحَّالة بغداد.

سمع: محمد بن الفرج الأزرق، والكديمي، ومحمد بن غالب بن حرب، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وتفرَّد بالرواية عن غير واحد.

روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، وهلال الحفّار، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن زُرْعة، وأبو نُعَيم.

قال الخطيب: كان لا يعرف شيئًا من العلم غير أنّ سماعه صحيح.

سأل الدَارقُطْنيّ فقال: أيّما أكبر الصّاع أو المُدّ؟ فقال للطلبة، أنظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه.

قال أبو نُعَيم: كان ثقة، وكذا وثّقه ابن أبي الفوارس. قال: تُوُفّي في صفر، ولم يكن يعرف من الحديث شيئًا.

291-

أحمد بن يوسف، أبو حامد3 النيسابوري الصوفي الأشقر.

جاور بمكة زمانًا، ويروي عن ناجية، والحسن بن شعبان.

وعنه الحاكم، وتوفي بمكة.

1 انظر الإكمال "1/ 95".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 220"، وسير أعلام النبلاء "16/ 69، 70".

3 لا بأس به.

ص: 137

حرف الحاء:

292-

حبيب بن الحسن بن داود1 بن محمد، أبو القاسم القزّاز، بغداديّ صَدُوق.

سمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان العبسي، وخلف بن عمرو العكبري، والحسن بن علوية.

وعنه: الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، والحمامي، وأبو القاسم الحربي، وأبو نُعَيم.

وثّقه ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، والخطيب. وكان رجلًا صالحًا.

وضعّفه البرقاني.

قال الخطيب: ما أدري ما حجّته في تضعيفه، تُوُفّي في جُمادي الأولى وهو عندنا من الثّقات الصُّلَحاء.

293-

الحسن بن أحمد بن الحسن2، القاضي أبو علي البيهقي الأديب، قاضي نَسَا.

سمع: ابن خُزَيمة، وابن صاعد، وطبقتهما.

وعنه: الحاكم وغيره.

حرف الشين:

294-

شمول3 أبو الحسين الأمير، مولى صاحب كافور.

ولي نيابة دمشق في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، فلما بلغه مسير جعفر بن فلاح من قِبَل جوهر المُعِزّي إلى الشام ليملكها استخلف غلامه إقبال، وتوجَّه لقتال جعفر منحازًا إلى الأمير حسن بن عبيد الله بن طُغْج الإخشيدية، والتقى الجمعان، فانهزم حسن وجنوده، وانضمَّ في الحال شمول إلى جعفر بن فلاح مخامرًا.

ويقال: إنّه كان كاتَبَه فأمَّنه واستعمله على دمشق، وبقي ينوب عنه غلامه إقبال

1 انظر: تاريخ بغداد للخطيب "8/ 253"، والمنتظم "7/ 52"، وشذرات الذهب "3/ 28".

2 لا بأس به.

3 انظر أمراء دمشق "14"، والنجوم الزاهرة "4/ 26".

ص: 138

بها، فلما كان في آخر هذه السنة سنة تسعٍ غلب على البلد أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشميّ، وردَّ دعوة بني العبّاس، وهرب إقبال، ثم لم يدم ذلك.

حرف الصاد:

295-

صالح بن عمر العُقَيلي1 الأمير.

وُلّي دمشق نيابة للحسن بن عبيد الله بن طُغج في سنة سبعْ وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري، فبعث إليه عند ذلك شيوخ دمشق، وهو يومئذ متولّي حَوْران، فجاءهم وضبط البلد، فجاء ظالم بن موهوب العُقَيْلي ليأخذ منه البلد فمنعه أهل دمشق.

ثم بعد ذلك غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي واختفى صالح، وولي دمشق للقرامطةُ وشاح السّلمي، وسار صالح إلى الرملة، فلمَّا رجع القرمطي إلى الإحساء وفارق الشام في صفر سنة ثمانٍ وخمسين، رجع صالح إلى دمشق، وتعصّب معه شبابها، وأخرجوا وُشاحًا، ثم جمع ظالم العُقَيلي جموعًا، ونزل داريًا، وحاصر داريًا خمسين يومًا، فلما بلغه مجيء الحسن بن عبيد الله الإخشيذي سار عن البلد.

قال ابن عساكر الحافظ: بلغني أنّ صالحًا تُوُفّي بِنَوا سنة تسعٍ وخمسين.

حرف الطاء:

296-

طلحة بن محمد2 بن إسحاق، أخو سعد الصَّيرفي.

قال الخطيب: سمع العمري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.

نا عنه أبو نُعَيم، وكان صدوقًا. أرَّخه ابن الثلاج.

حرف العين:

297-

عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إسحاق3، أبو محمد الأصبهاني الفقيه.

توفِّي في رمضان.

1 انظر أمراء دمشق "43"، والنجوم الزاهرة "4/ 56".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 350".

3 في عداد المجهولين.

ص: 139

298-

عبد الرحمن بن أحمد1 بن سعي، أبو بكر المَرْوَزي الأنماطي.

قدم حاجًّا وحدَّث ببغداد عن: يحيى بن ماسويه، ومحمد بن شاذان.

وعنه: ابن حيّويه، والحسن بن الحسن بن المنذر.

قال الخطيب: كان ثقة حافظًا.

299-

عبد الرحمن بن محمد بن جَعْفَر2 بن الأصبهاني، أبو مسلم المؤدّب، أخو أبي الشيخ الحافظ.

سمع: محمد بن زكريا البزّاز الحافظ، وأحمد بن علي الخُزاعي.

وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن مردويه، والحفّاظ.

توفِّي فجأة.

300-

عبد الصمد بن محمد بن حيّويه3، الحافظ أبو محمد البخاري الأديب. أحد الرّحّالة.

جمع صحيح البخاري على عمر بن ملك المَرْوَزي، وكتب ببغداد وبنيسابور.

روى عنه الحاكم وقال: توفِّي في رمضان.

301-

علي بن بُنْدار4 شيخ الصوفية. ذكرته في سنة سبع، وقيل: توفِّي في هذه السنة، وكأنّه الأصحّ.

وقد روى عنه: أبو يعلى حمزة المهلبي، وأبو سعد عبد الملك بن محمد، وكامل بن أحمد العزائمي.

قال الحاكم: ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، وقد أملى سنين، وكان من الثقات.

قال السُّلمي: وكان ابنه أبو القاسم أوحد وقته في طريقته، سمعته يقول: سمعت

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 296".

2 انظر أخبار أصبهان "2/ 120".

3 لا بأس به.

4 انظر المنتظم "7/ 52".

ص: 140

الوالد يقول: يا بُنيّ إيّاك والخلاف على الخلق، فمن رضي الله به لنفسه عبدًا فارْض به أخًا.

قد ذكرنا أنّه صِحب الْجُنَيْد وطبقته، وأكثر من الحديث.

302-

علي بن محمد سيبويه1 بن مسرور بن الحسن الفقيه المالكي القيرواني الدّبّاغ.

سمع من أحمد بن أبي سليمان وعوّل عليه.

أخذ عنه: أبو الحسن القابسي، وعبد الرحمن بن محمد الربعي، وجماعة كثيرة من المالكية.

وكان إمامًا عبَّادًا عاقلًا كثير الحياء.

303-

عَليّ بن مُحَمَّد بن سَعيد، أَبُو الحَسَن2 الموصلي نزيل بغداد.

روى: عن الحسن بن فيل، وأبي يعلى، وشاهين بن السّمِيدع، وعدّة.

وعنه: علي بن أحمد الرزّاز، وأبو نُعَيم، وقال: هو كذّاب.

وقال ابن الفرات: مخلّط غير محمود، مات في جمادى الآخرة.

حرف الفاء:

304-

الفتح بن عبد الله الفقيه3، أبو نصر الهَرَوي العابد.

سمع: الحسين بن إدريس، والحسن بن شيبان، وغيرهما.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: عاش خمسًا وثمانين سنة. قرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي، إلى أن صار من مشايخ المتكلّمين. حدّثني بعضهم أنَّه رآه ليلة بكى إلى الصياح.

1 لا بأس به.

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 82".

3 ابن العميد، من الكتاب الأدباء، في عهد الدولة البويهية.

ص: 141

حرف الميم:

305-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهل1، أبو عبد الله الإستراباذي، خال أبي الحسن المطرفي.

روى عن: الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيّب البلْخي.

306-

محمد بن أحمد بن الحسن2 بن إسحاق، أبو علي بن الصّوافّ، محدّث بغداد.

سمع: محمد بن إسماعيل التِرْمذِي، وإسحاق الحربي، وبِشْر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.

وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين وعبد الملك ابنا بِشْران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نُعَيم، وجماعة.

قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي الصّوّاف، وآخر بمصر نسيه ابن أبي الفوارس.

وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأمونًا، ما رأيت مثله في التّحدُّث.

تُوُفّي في شعبان وله تسعٌ وثمانون سنة.

قلت: آخر من روى حديثه بعلوٍّ عفيفة الفارِقانّية، سمعت من الأشجّ آخر أصحاب أبي نُعَيم.

307-

محمد بن أحمد بن حمدون3 بن الحسن الذُّهْلي، أبو الطّيّب النَّيْسَابُوري المذكّر.

صحيح السماع كثير الكتب، وكان يُوَرَّق.

سمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومسدَّد بن قُطْن، وصنَّف تصانيف.

وعنه: الحاكم، وقال: عندي بخطّه زيادة على ثلاثمائة جزء، وعاش أربعًا وثمانين سنة.

1 لا بأس به.

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "1/ 289"، والمنتظم "7/ 52"، وسير أعلام النبلاء "16/ 184".

3 لا بأس به.

ص: 142

308-

محمد بن الحسين الوزير الكبير1، أبو الفضل بن العميد.

وزير ركن الدولة الحسن بن بُوَيه، وكان أحد بُلَغاء الرجال ونُبلائهم، توفِّي سنة 36.

309-

محمد بن حاتم بن زنجويه2، أبو بكر الفقيه الفرَضي،

حدَّث بدمشق عن: محمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، ويعقوب بن محمد بن ثوابة، وجماعة.

وعنه: تمَّام، وأبو نصر بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن ياسر، وغيرهم.

تُوُفّي في ذي القعدة، وكان إمامًا في السنة.

310-

محمد بن طاهر بن علي، أبو يعلى3 الأصبهاني.

سمع: الوليد بن أبان، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا القاسم البَغَوي، وأبا عَرُوبة.

وعنه: الحاكم بن البيع، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج.

قال الحاكم: كان يحفظ سؤالات الشيوخ، وتوفِّي بنَيْسَابُور.

311-

محمد بن عبد العزيز بن حسنون4، أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي، شيخ جليل معمَّر. حدَّث بدمشق عن: مقدام بن داود الرّعيني، وأبي بكر بن سهل الدَّمياطي، وصالح بن شعيب، وجعفر الفريابي، وجماعة.

وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ، ومحمد بن عبد الله المنيني، وغيرهم.

توفِّي في شهر رجب.

1 في بعض المراجع زيرك بالزاي، والصواب ما أثبتناه كما في تاريخ بغداد "2/ 405".

2 نسبة إلى بلدة بين همذان والكرج، كما في معجم البلدان "1/ 404".

3 لا بأس به.

4 انظر السابق.

ص: 143

312-

محمد بن علي بن حُبَيْش1، أبو الحسن الناقد، بغداديّ جليل.

سمع: أبا شعيب الحرّاني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله مُطَيَّنًا، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وجماعة.

وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم.

وقال أبو نُعَيم: ثقة، وكذا وثَّقه ابن أبي الفوارس وورَّخ موته.

313-

محمد بن عيسى بن ديزك2، العلامة أبو عبد الله البَرُوجِرْدي3 النحوي.

نزيل بغداد ومعلّم ابن الخليفة.

سمع: عمر بن مرداس، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، وانتحب عليه ابن المظَفَّر.

روى عنه: سلامة بن عمر النَّصيبي، وأبو نُعَيم وغيرهما.

وثَّقه أبو نُعَيم. ويقال: إنَّ أبا سعيد السّيرافي درس عليه الأدب.

قال أبو الحسن بن الفرات: كان ثقة مستورًا جميل المذهب.

مات في جُمادى الآخرة.

314-

محمد بن موسى بن أزهر4، أبو بكر الأندلسي الأسِتجي.

روى عن أبيه، وعبيد الله بن يحيى، وكان فقيهًا شروطيًّا.

توفِّي في جُمادى الآخرة.

315-

المنذر بن محمد بن المنذر5، أبو سعيد السّلمي الهَرَوِي.

روى عَنْ أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الشامي.

وعنه أبو الفضل الجارودي.

1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 86"، وشذرات الذهب "3/ 28".

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 405".

3 نسبة إلى بلد بين همذان وبين الكرج.

4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 70".

5 لا بأس به.

ص: 144

316-

المؤمَّل بن يحيى، أبو الحسن1 المصري المعدّل.

سمع أبا الرقراق.

317-

هاشم بن أحمد بن غانم2، أبو خالد الغافقي القُرْطُبي.

كان فقيهًا مشاوَرًا، نظر الأحباس أيام منذر القاضي، وكان نحويًّا شاعرًا.

وفيَّات ستين وثلاثمائة:

حرف الألف:

318-

أحمد بن طاهر النَّيْسَابُوري3:

سمع ابن خُزَيْمة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا القاسم البَغَوي، وأبا عَرُوبة، وعلي بن أحمد بن علان المصري، والهيثم بن كلب الشاشي.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وقال: كان من الرَّحَّالة المجوَّدين.

319-

أحمد بن محمد بن أبي الفتح4 بن خاقان، أبو العباس بن النّجاد الدمشقي، إمام جامع دمشق وأحد الصالحين.

قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش.

ولعلَّه آخر من قرأ عليه عبد القاهر الصائغ، وبقي إلى سنة عشر وأربعمائة.

320-

أحمد بن ثابت بن الزُّبَير5، أبو عمر التَّغْلِبِيُّ القُرْطُبِي.

سمع من عبيد الله بن يحيى، وحدّث عنه بالموطأ، وسمع من سعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.

روى عنه جماعة، وكان صالحًا ثقة، توفِّي في ذي القعدة.

1 في عداد المجهولين.

2 لا بأس به.

3 انظر السابق.

4 انظر البداية والنهاية "11/ 271".

5 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 45".

ص: 145

321-

إبراهيم بن يحيى1 الطُلَيْطِليّ، أبو إسحاق.

سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وولي قضاء طليطلة.

روى عنه خَلَف بن قاسم، وعبد الرحمن بن عبيد الله.

توفِّي حدود الستين أو قبلها.

322-

إبراهيم بن هارون بن خلف2 بن الزُّبير المصمودي:

سمع بقرطبة من أبن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وحدَّث.

توفِّي سنة ستّين.

323-

أسد بن حيون بن منصور3 الجذامي، أبو القاسم الأسِتِجي الأندلسي.

سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، ورحل فسمع من أبي القاسم البغوي ببغداد، ومن أبي جعفر الديلي بمكة.

وكان بصيرًا بالطّبّ.

روى عنه إسماعيل.

324-

أسهم بن إبراهيم بن موسى4، أبو نصر القُرَشي السَّهْمي الزّاهد الْجُرْجاني، عمّ الحافظ حمزة بن يوسف.

روى عن: أبي نُعَيم عبد الملك بن عدي، وموسى بن العباس الأزدواري.

وعنه: أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي.

حرف الجيم:

325-

جعفر بن فلاح5، الأمير الذي ولي دمشق للمُعِزّ العُبَيّدي، وهو أوّل أمير وليها لبني عبيد.

1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 17".

2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 17".

3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 74".

4 انظر تاريخ جرجان "168".

5 انظر الكامل في التاريخ "8/ 615"، ووفيات الأعيان "1/ 361"، والبداية والنهاية "11/ 270".

ص: 146

وكان قد خرج مع القائد جَوْهَر، وافتتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين، وبعد أيامٍ غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أيّامًا، واستقرَّ بها، ثم في سنة ستيّن هذه سار لحربه الحسن بن أحمد القرمطي، وكان مريضًا على نهر يزيد، فظفر به القرمطي وقتله، وقتل من خواصِّه خلقًا، وذلك في ذي القعدة.

حرف الحاء:

326-

الحَسَن بن علي ابن الإمام أبي1 جعفر.

سمع: أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي.

حرف الزاي:

327-

زيري بن مناد الحِمْيَري2 الصَّنْهاجي جدّ العزيز بن باديس.

أوّل من ملك من بيتهم، وهو الذي بنى أَشِير وحصَّنها، وأعطاه المنصور تاهرت، وكان شجاعًا حَسَن السيرة.

جرت بينه وبين جعفر بن علي الأندلسي حرب، قُتِل زِيري في المصافّ في رمضان، وكانت مدّة إمرته ستًا وعشرين سنة.

حرف السين:

328-

سعيد بن عميرة، أبو عثمان الهَرَوي. يروي عن جعفر الفريابي.

329-

سليمان بن أحمد بن أيّوب3 بن مطير، أبو القاسم اللخمي الطّبَراني، الحافظ المشهور مُسْنَد الدَّنيا.

سمع: هاشم بن مرثد الطبراني، وأبا زُرْعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، وأبا زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأحمد بن إسحاق البلدي الخشاب، وأحمد بن خُلَيد الحلبي، وأحمد بن شعيب النسائي، وإبراهيم بن برة

1 في عداد المجهولين.

2 انظر الكامل في التاريخ "8/ 524"، والوافي بالوفيات "15/ 59".

3 انظر المنتظم "11/ 54"، والبداية والنهاية "11/ 270"، وسير أعلام النبلاء"16/ 119-130".

ص: 147

الصّنَعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وإبراهيم بن إبراهيم الشَّباي، وإدريس بن جعفر العطّار صاحب يزيد بن هارون، وبِشْر بن موسى الأسدي، والحسن بن سهل المجوّز، وحفص بن عمر سنجه، وحَبُّوش بن رزق الله، وخير بن عرفة، وأبا الزنْباع رَوْح بن الفرج، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وعبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم، وعبد الله بن الحسين المَصّيصي، وعمارة بن وثيمة، وعبيد الله بن رماحس، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن حيّان المازني، ومحمد بن حيّان الباهلي، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، ومحمد بن زكريّا الغلابي، ومحمد بن أسد الأصبهاني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ومقدام بن داود الرّعيني، وهارون بن مَلّول، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن أيّوب العلاف وغيرهم، وأوّل سماعه بطبريَّة سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين، وله ثلاث عشرة سنة.

سمّعه أبوه ورحل به؛ لأنّه كان له ماسَّة بالحديث، وقد سمع من دُحَيْم لما قَدِمَ عليهم طبريّة، وزار به أبوه القدس سنة أربع وسبعين فسمَّعه من أحمد بن مسعود الخياط، حدثه عن عمرو بن أبي سَلَمَةَ التنّيسي، ثم رحل إلى قيسارية فسمع من إبراهيم بن أبي سفيان، وعمرو بن ثور أصحاب الفريابي، وسمع بعكَّا من أحمد اللحياني صاحب آدم بن أبي إياس، ثم إنّه رحل سنة ثمانٍ وسبعين إلى حلب، وسمع بحمص وجَبَلة ودمشق والشام في هذا القُرْب، ثم حجّ ودخل اليمن مع أبيه في نحو من سنة ثمانين، فسمع كُتُب عبد الرزّاق، وسمع بمصر في رجوعه فيما أحسب أو في ذهابه من محدّثيها، وسمع بعد ذلك من أهل بغداد والبصرة والكوفة، وأصبهان، وغير ذلك.

وكان مولده بعكّا في صفر سنة ستّين ومائتين، وكانت أمّه من عكّا.

وصنّف مُعَجَم شيوخه وهو مجلد مروي، و"المعجم الكبير" في عدَّة مجلَّدات على أسماء الصّحابة، و"المعجم الأوسط" وفيه الأحاديث الأفراد والغرائب، صنَّفه على ترتيب أسماء شيوخه، وصنَّف كتاب "الدعاء"، وكتاب "عشرة النساء"، وكتاب "حديث الشاميّين"، وكتاب "المناسك"، وكتاب "الأوائل"، وكتاب

"السنة"، وكتاب "الطوالات"، وكتاب "الرمي"، وكتاب "النوادر"، مجلّد، "ومُسْنَد أبي هريرة" كبير

ص: 148

وكتاب "التفسير"، وكتاب "دلائل النُّبُوَّة"، وكتاب "مسند شُعْبَة"، وكتاب "مسند سفيان"، ومسانيد طائفة، وغير ذلك مما غاب عنّي ذكره ولم أعرف به.

روى عنه: أبو خليفة الفضل بن الحُباب، وأبو العبّاس بن عُقْدة، وأحمد بن محمد الصحَّاف وهو من شيوخه، وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد البسطامي فقيه نيسابور، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وأبو بكر بن أبي عَليّ الذكواني، وأبو الفضلّ أحمد بن محمد الجارودي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسين بن فاذشاه، ومحمد بن عبيد الله بن شهريار، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفّار، وآخر من حدَّث عنه بالسماع أبو بكر بن رِيذَة، وبقي بعده بسنتين عبد الرحمن بن أبي بكر الذَّكْواني يروي عنه بالإجازة.

قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبو القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري1 ثلاثين سنة.

وقال أبو نعيم: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، وخرج ثم قدمها فأقام بها محدّثًا ستّين سنة.

وذكر الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني أنَّ أبا أحمد العسّال قاضي أصبهان قال: أنا سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، وسمع منه إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألفًا، وسمع منه أبو الفتح أربعين ألف حديث كملنا.

قلت: وهؤلاء من شيوخ أصبهان في أيام الطبراني.

وقال أبو نُعَيم: سمعت أحمد بن بُنْدار يقول: دخلت العسكر سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليُمْلي، فجعل المستملي يقول له: إن رأيت أن تملي عليَّ فيقول: حتى يحضر الطبراني، قال: فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متَّزرًا بإزار مرتديًا بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو عشرين نفسًا من الغرباء من بلدانٍ شتَّى حتى يفيدهم الحديث.

وقال أبو بكر بن مَرْدَوَيْه في تاريخه: لما قدم الطبراني قِدْمَتَه الثانية سنة عشرٍ وثلاثمائة إلى أصبهان قبَّله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمَّه إليه،

1 أي: الحصير المنسوج.

ص: 149

وأنزله المدينة وأحسن معونته، وجعل له معلومًا من دار الخراج، فكان يقبضه إلى أن مات، وقد كنَّى ولده محمدًا أبا ذَرّ، وهي كنية والده.

وقال أبو زكريا يحيى بن مَنْدَه الحافظ: سمعت مشايخنا ممّن يُعُتمد عليهم يقولون: أملى أبو القاسم الطّبراني حديث عِكّرمة في الرؤية، فأنكر عليه ابن طَبَاطَبَا العلويّ، ورماه بدواة كانت بين يديه، فلمَّا رأى الطبراني واجهه بكلام اختصرته، وقال في أثناء كلامه: ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا نذكر ما جرى يوم الحَرَة، فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم.

وقال ابن مَنْده المذكور: وبلغني أنه كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة، قرأ عليه يومًا أبو طاهر ابن لوقا حديث "كان يغسل حصى جماره " فصحَّفه وقال:" يغسل خُصى حماره "، فقال: وما أراد بذلك يا أبا طاهر؟ فقال: التواضع. وكان أبو طاهر هذا كالمغفّل. قال له الطبراني يومًا: أنت ولدي يا أبا طاهر، فقال: وإيّاك يا أبا القاسم، يعني: وأنت.

وقال ابن مَنْده: وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه، أنا أبو عمر بن عبد الوهاب السّلمي فقال: سمعت الطبراني يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكُتّاب، فصبَّ على رِجْله بخمسمائة درهم، فلمَّا خرج الكاتب قال لي أبو علي: ارفع هذا يا أبا القاسم، فرفعتها، فلمَّا دخلت أمّ عدنان صبّت على رِجْله خمسمائة، فقمت، فقال لي: إلى أين؟

فقلت: قمت لئلَّا يقول: جلست لهذا، فقال: ارفع هذه أيضًا، فلما كان آخر أمره تكلَّم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد.

وقال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان، وأبا الحسن المَدِيني، وغيرهما، يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني "المُعْجَم الأوسط".

وقال أبو الحسين ابن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظنّ أنّ في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وأبي بكر الْجِعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت مراتبهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هات، فقال:

ص: 150

ثنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدَّث بحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيّوب ومنّي سمعه أبو خليفة، فاسمع منّي حتى يعلوَ فيه إسنادك، فخجل الجعابيّ، فوددت أنّ الوزارة لم تكن، وكنت1 أبنًا للطبراني وفرحت لفرحه أو كما قال.

أنبئت عن اللّبان، عن غانم البرجي، أنّه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السّريّ قال: لقيت ابن عُقْدَةَ بالكوفة، فسألته يومًا أن يعيد لي فَوْتًا، فامتنع، فشدّدت عليه، فقال: من أيّ بلد أنت؟ قلت: من أصبهان. فقال: ناصبةً ينصِبُونَ العداوة لأهل البيت، فقلت: لا تقُلْ هذا، فإنّه فيهم متفقّهة وفُضلاء ومتشيّعة، فقال: شيعة معاوية؟ قلت: لا والله، بل شيعة عليّ، وما فيهم أحد إلّا وعليّ أعزّ عليه من عينه وأهله، فأعاد عليَّ ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي، فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى، بالكوفة ما أعرف لأبي القاسم نظيرًا، قد سمعت منه وسمع منّي، ثم قال: أَسَمعِت "مُسْنَدَ أبي داود"؟ فقلت: لا، قال: ضيّعت الحزم؛ لأن منبعه من أصبهان، وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم، قال: قلَّ ما رأيت مثله في الحفظ.

قال الحاكم: وجدت أبا عليّ الحافظ سيّء الرأي في أبي القاسم اللّخْمي، فسألته عن السبب، فقال: أجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرف حديث:"أُمِرْت أن أسجد على سبعة أعضاء" 2 فقلت له: يحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: بلى، رواه غندر، وابن أبي عَدِي، فقلت: من عنهما؟ قال: حدّثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنّه ما حدَّث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.

قال الحافظ ضياء الدين: هذا وَهِمَ فيه الطبراني في المذاكرة، أمّا في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلّا من طريق عثمان بن عمر، ولو كان كل من وَهَمَ في حديث واحد اتُّهِم لكان هذا لا يسلم منه أحد.

وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه الحافظ: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين، حدَّث عن

1 وفي رواية "أنا" وهكذا العلم يرفع به الله أقوامًا ويجعلهم رؤساء بغير وزارة، نسأل الله أن يجعلنا منهم.

2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "2/ 245، 246"، ومسلم "490".

ص: 151

أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنُّه لُقِيّه. تُوُفّي أحمد بن عبد الرحيم بمصر سنة ستٍ وستين ومائتين.

قلت: كذا ورّخَه ابن يونس في موضع، وقال: في موضع آخر: توفِّي سنة سبعين في رمضان، وعلى كلّ تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنّه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنّه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيّد هذا أنَّ الطبراني لم يُخَرّج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سَلَمَةَ ونحوه، إنّما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي السيرة.

وأخرى أنَّ الطبراني لم يسمّ عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه سفيان لما دخل مصر وسمع منه، لكنَّه سمّاه باسم أخيه وهمًا منه، ولهما أخٌ حافظ، توفِّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين من شيوخ النّبْل، وهذا وَهْم، وحسن من الطبراني قد تكرّر في كثير من معجمه قوله: نا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد تُوُفّي عبد الرحيم بن البرقي سنة ستَّ وثمانين.

وسئل أبو العبّاس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلّا أنّه كتب عن شيخ بمصر، وكان أخوين وغلط في اسمه "يعني: ابني البرقي".

وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلّبت حديث إدريس بن جعفر العطّار، عن يزيد بن هارون، ورَوْح بن عبادة، فلم أجد إلّا أحاديث معدودة، وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرًا.

قالت: هذا لا يدلّ على شيء، فإنّ الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده.

وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذَرّ لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتمَّ لذلك وسبّ الطبراني.

قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيّء الرأي فيه.

قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفَّظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزمٍ، فقال أبو نُعَيم: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئًا.

ص: 152

قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان جماعة وضعَّفهم، وذكر الطبراني فلم يضعّفه، ولو كان عنده ضعيفًا لضعفّه.

وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدّل: الطبراني أشهر من أن يدلّ على فضله وعلمه، وكان واسع العلم كثير التصانيف، وقيل ذهبت "عيناه في آخر" أيّامه، فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يومًا حسن العطّار تلميذه يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السّقْف؟ فقال: لا أدري، لكنّ نقش خاتمي "سليمان بن أحمد".

قلت: هذا على سبيل البسْط.

وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي؟ قال: أبو ذَرّ، يعني ابنه، وليس بالغِفَاريّ.

قال أبو نُعَيم: توفِّي لليلتين بقِيتا من ذي القعدة سنة ستّين وصلّيت عليه.

قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عاليًا بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن زهرة صاحب الطبراني.

330-

سهل بن أحمد بن عيسى، أبو الفضل المؤدِّب، هَرَوِيٌّ معمّر.

تُوُفّي يوم عرفة، وصلّى عيه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة. قاله ابن منده.

حرف العين:

331-

عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن معاوية1، أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي.

سمع عبيد بن غنّام، ومُطَيَّنًا، وجماعة.

وثّقه الحافظ محمد بن أحمد بن حمّاد.

وروى عنه أبو نُعَيم الحافظ وغيره.

332-

عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد2 بْن محمد، أبو القاسم البغدادي الفقيه الشافعي، ويُعرف بعُبَيْد الفقيه، نزيل قرطبة.

1 أحد الحفاظ الثقات.

2 انظر علماء الأندلس "1/ 253".

ص: 153

قال أبو الوليد الفَرَضي: قدِمَ الأندلس، وكان قد تفقَّه وناظر عند أبي سعيد الأصطخري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، وقرأ القرآن على ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن بن شنَّبوذ، وسمع من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الدّيلي، وأبي جعفر الطّحاوي، وأبي القاسم البَغَوي، وعبد الله بن أبي داود الدّحداح الدمشقي، وابن صاعد.

وكان عالمًا بالأصول والفروع، إمامًا في القراءات، صنَّف في الفقه والقراءات والفرائض.

قال: وقد ضعَّفه بعضهم برواية ما لم يسمع عن بعض الدمشقيين.

وُلد سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان المستنصر صاحب الأندلس قد أكرمه، وتوفِّي في ذي الحجّة بقرطبة.

قلت: لم يسمّ أحدًا روى عنه.

قال الفَرَضي: سمعت محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك.

333-

عمارة بن رفاعة بن عمارة1 بن وثيمة بن موسى، أبو العبّاس المصري. تُوُفّي في ربيع الأوّل.

334-

عمر بن أَحْمَد بن محمد2 بن ممّه الخلال، أبو حفص البغدادي المعدّل.

سمع: الحسين بن الأحوص، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي.

وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة.

وثّقه الخطيب، مات في ذي الحجّة، وهو والد عبد الرحمن شيخ ابن المهتدي بالله.

335-

عيسى بن محمد بن أحمد البغدادي3، أبو علي الطوماري من ولد ابن جريج.

1 في عداد المجهولين.

2 انظر تاريخ بغداد "11/ 250"، والمنتظم "7/ 54".

3 انظر تاريخ بغداد "11/ 176"، وميزان الاعتدال "3/ 322".

ص: 154

حدَّث عن: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وبِشْر بْن موسى، ومحمد بْن أحمد بْن البراء، ومحمد بن يونس الكديمي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وجماعة.

وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وابن داود الرزَّاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وكان قد شُهِر بصحبة ابن طومار الهاشمي.

قال ابن الفرات: لم يكن بذاك، حدَّث من غير أصول في آخر أمره.

وقال ابن أبي الفوارس: كان يذكر أنَّ عنده تاريخ ابن أبي خيثمة، وكُتُب ابن أبي الدنيا، ولم تكن له أصول، وكان يحفظ حكايات. وذكر أنّه قرئ عليه كتاب "الكامل" للمبّرد من غير كتابه، وذكر أنّ مولده في المحرّم سنة اثنتين وستين ومائتين، ومات في صفر.

قلت: تفرَّد بالسماع من غير واحد.

336-

الفضل بن الفضل بن العبّاس1 الكنْدي، إمام جامع همدان.

سمع الكثير من: عيسى بن هارون، وأبي خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.

وعنه: الحسين بن منجويه، وأبو طاهر بن سلمة، وعبد الرحمن بن شبانة، وجماعة.

وكان صدوقًا. قاله شيرويه، وقال: مات في ربيع الآخر.

قلت: وقع لنا حديثه في الثاني من حديث ابن شبانة.

حرف الميم:

337-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أبو علي2 بن زُبَارة العلوي النَّيْسَابُوري، شيخ الأشراف.

سمع: الحسين بن الفضل، وغيره.

وعنه: الحاكم، وعاش مائة سنة سوى شهرين.

1 لا بأس به.

2 انظر الإكمال "4/ 197".

ص: 155

338-

محمد بن إبراهيم الأصبهاني1:

سمع محمد بن علي الفرقدي، وجماعة.

وعنه: أبو نُعَيم، ووثَّقه، ومحمد بن أحمد الصابوني، وعلي بن أحمد ابن داود الرّزّاز.

339-

محمد بن جعفر2 بن إبراهيم الفسوي، الفقيه أبو جعفر.

سمع: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن الفرهاد، ومحمد بن جرير، والباغَنْدي، وأبا عَرُوبة، والمفضّل الجندي، وعلان بن الصَّيْقل، وابن جَوْصا، فطوَّف وأكثر التّرحال.

روى عنه الحاكم وقال: توفِّي في رجب.

340-

محمد بن جعفر بن محمد3 بن مطر النَّيْسَابُوري، أبو عمرو بن مطر المعدّل الزاهد.

شيخ العدالة ببلده، ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والإتقان، كذا قال فيه الحاكم.

سمع: أبا عمرو، وأحمد المُسْتَملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن علي الذُّهلي، ومحمد بن أيّوب الرازي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ثم البغدادي، والفريابي، وأبا خليفة، ومحمد بن جعفر بن حبيب الكوفي.

وعنه: أبو علي الحافظ مع تقدّمه، وأبو الحسين الحجّاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشّاط، وأبو نصر عمر بن قتادة، وآخرون.

وقد روى عنه أبو العباس بن عُقْدَةَ، وهو من صغار شيوخه.

قال الحاكم: وأعجب من ذلك ما: ثنا محمد بْن صالح بن هاني، نا أَبُو الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله بدهر، وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس فأحيا به علم الأصم بتلك الفوائد، فإنَّ الأصم أخذ أصوله واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر.

1 أخبار أصبهان "2/ 298".

2 لا بأس به.

3 انظر المنتظم "7/ 56"، وسير أعلام النبلاء "16/ 163".

ص: 156

قال الحاكم: وحدّثني أبو زيد بالكوفة، نا أبو عمرو محمد بن جعفر النَّيْسَابُوري بالكوفة سنة ستَّ وثلاثمائة، ثنا سليمان بن سلام فذكر حديثًا.

قال الحاكم: قلَّ ما رأيت أصبرَ على الفقر من أبي عمرو، فإنّه يتجمَّل بدَسْت ثياب الجمعة وحضور المجلس، ويلبس في بيته فروًا ضعيفة، ويأكل رغيفًا وبصلة أو جزرة، وبلغني انّه كان يُحْيى الليل، وكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المُنْكَر، ويضرب اللّبِنَ لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرًا، وتوفِّي في جمادي الآخرة سنة ستّين وهو ابن خمس وتسعين سنة رضي الله عنه.

341-

محمد بن أحمد بن موسى، القاضي1 أبو عبيد الله الرازي الخلال ابن أخي علي بن موسى القُمّي.

فقيه أهل الرّيّ وشيخ الحنفية.

سمع: محمد بن أيّوب بن الضُّريْس، وإبراهيم بن يوسف.

وعنه: الحاكم، وقال: وكان من أفصح من رأينا وأَدْيَنِهم، ولي قضاء سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الريّ.

قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله عشرين جزءًا، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها.

342-

محمد بن جعفر بن محمد2 بن الهَيْثَم بن عِمْران، أبو بكر الأنباري البُنْدار، ويُعرف بابن أبي أحمد.

سمع: أحمد بن الخليل البُرْجُلاني، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بن إسماعيل التَّرْمِذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدَّث عنهم.

روى عنه: ابن سُمَيكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبِشْر بن الفاتني، وعلي بن داود الرّزّاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم المزكّي، وأبو نُعَيم الحافظ، وآخرون، ومولده في شوّال سنة سبعٍ وستين ومائتين.

قال الخطيب: سألت البرقاني عنه فقال: كان سماعه صحيحًا بخطّ ابنه.

1 لا بأس به.

2 انظر تاريخ بغداد "2/ 150"، والمنتظم "7/ 55"، وسير أعلام النبلاء "16/ 63، 64".

ص: 157

قال ابن أبي الفوارس: توفِّي فجأة يوم عاشوراء. قال: وانتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخطّ ابنه.

343-

محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة، أبو بكر1 البغدادي المؤدَّب.

حدَّث عن: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وأبي مسلم الكَجّي، ومحمد بن سهل العطّار.

وعنه: علي بن أحمد الرّزّاز، وبِشر بن عبد الله الفاتني، وغيرهما.

قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.

وقال محمد بن العبّاس بن الفرات: كان قريب الأمر، وتوفي في جُمادي الأولى.

وقال ابن أبي الفوارس: توفِّي سنة ستّ وستيّن.

344-

محمد بن الحسين بن محمد2، أبو الفضل بن العميد الكاتب، وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بُوَيْه الدَّيْلميّ، كان آية في الترسُّل والإنشاء، وكان متفلسفًا متَّهمًا برأي الأوائل، حتى كان يسمَّى الجاحظ الثاني، وكان يُقَالُ: بُدِئَت الكتابة بعبد الحميد وخُتمت بابن العميد.

وقد مدحه المتنّبي وغيره، وأعطى المتنبي ثلاثة آلاف دينار.

وقيل: كان مع فنونه لا يدري الشَّرْع، فإذا تكلَّم أحد بحضرته في أمر الدين شقَّ عليه وخنس، ثم قطع على المتكلّم فيه.

وكان قد ألَّف كتابًا سماه "الخَلْق والخُلُق" فلم يُبَيّضه، ولم يكن الكتاب بذاك، ولكن جعس الروساء خُبيص وصُنان الأغنياء نَدّ. وتوفِّي بالرّيّ.

وكان الصّاحب بن عبَّاد يلزمه ويصحبه، فلذلك قيل له: الصاحب، وأقام في الوزارة ابنه بعده سنة ستّين وهو الوزير أبو الفتح ذو الكفايتين.

1 انظر تاريخ بغداد "2/ 151"، والعبر "2/ 317".

2 انظر تاريخ بغداد "5/ 266"، والمنتظم "7/ 56"، وسير أعلام النبلاء "6/ 274-282".

ص: 158

345-

محمد بن الحسين بن عبد الله1، أبو بكر الآجُرّي، مصنِّف "الشريعة" في مجلّدين.

سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحرَّاني، وخلف بن عمرو العكبري، وحفص بن محمد الفريابي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة.

وعنه: أبو الحسن الحمامي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو الحسين بن بشران، وأخوه أبو القاسم عبد الملك، وأبو نُعَيم، وجماعة كبيرة من حجّاج المشارقة والمغاربة؛ لأنّه جاور بمكة مدّة، وله تصانيف حسنة، وكان من الأئمة.

قال الخطيب: كان ثقة دَيِّنًا له تصانيف، توفِّي بمكة في المحرّم.

قلت: رفع لنا جماعة أجزاء من جمعه.

346-

محمد بن داود، أبو بكر الدُّقّي2 الدَّيَنَوري الزّاهد، شيخ الصوفية بالشام.

قرأ القرآن على: أبي بكر بن مجاهد، وحدَّث عن الخرائطي، وصحِب جماعة وحكى عنهم، منهم: أبو بكر محمد بن الحسن الدّقّاق، وأبو محمد الجريري، وأبو عبد الله بن الجلاء؛ وسعيد بن عبد العزيز الحلبي.

حكى عنه: عبد الوهاب الميداني، وبكر بن محمد، وأبو الحسن بن جهضم، وعبدان المنبجي، وعبد الواحد بن بكر، وطائفة كبيرة.

ذكره أبو عبد الرحمن السّلمي فقال: عمَّر فوق مائة سنة، وكان من أجَلِّ مشايخ وقته، وأحسنهم حالًا، كان من أقران الرُّوذَباري، سمعت عبد الواحد الوَرثاني يقول: سمعت الدُّقّي يقول: من ألِفَ الاتّصال ثم ظهر له عين الانفصال تنقَّص عيشه، وامتحق وقته، وصار متأنّسًا في محل الوحشة، وأنشأ يقول:

لو أنَّ الليالي عذبت بفراقنا

محا دمع عين اللَّيْلِ نورُ الكواكب

ولو جُرّع الأيّامُ كأسَ فراقنا

لأصبحت الأيام شيب الذوايب

وقال أَبُو نصر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ السّراج الصُّوفي: حكى أبو بكر الدُّقّي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة، فأضافني رجل، فرأيت غلامًا أسود مقيدًا هناك، ورأيت

1 انظر المنتظم "7/ 55"، والكامل في التاريخ "8/ 617".

2 انظر تاريخ بغداد "5/ 266"، والمنتظم "7/ 56"، وسير أعلام النبلاء "16/ 138، 139".

ص: 159

جِمالًا ميْتةً ثَمَّ، فقال الغلام: اشفَعْ لي فإنّه لا يردّك، قلت: لا آكل حتى تحلّه، فقال: إنّه قد أفقرني. قلت: ما فعل؟ قال: له صوت طيّب فَحَدَا لهذه الجمال وهي مُثْقَلَةٌ، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلمَّا حُطَّ عنها ماتتِ كلّها، ولكن قد وهبته لك، فلمَّا أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يُسْتَقَى عليه، فحدا، فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظنّ أني سمعت صوتًا أطيب منه، ووقعت لوجهي.

قال الميداني: توفِّي الدُّقّي في سابع جُمادي الأولى سنة ستّين.

347-

محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد1 بن ذِكْوان، أبو طاهر البعلبكي المؤدِّب نزيل صيدا.

قرأ القرآن على: هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وسمع أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا خيّاط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم.

قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السّقّا، وجعفر بن أحمد بن الفضل.

وروى عنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وابنه السّكَن، وابن مَنْدَه، وعليّ بن جَهْضَم، وصالح بن أحمد الميانجي، وآخرون.

وُلد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وتوفِّي سنة ستين وثلاثمائة.

قال ابن عساكر: وقيل: مات سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة.

قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلّم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج.

348-

محمد بن صالح2 بن علي، أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي، قاضي نَسَا، وأخو قاضي بغداد أبي الحسن محمد بن صالح بن أمّ شَيْبان.

سمع: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم.

1 انظر الأنساب "357"، الوافي بالوفيات " 3/ 125".

2 انظر تاريخ بغداد "5/ 362"، والمنتظم "7/ 56".

ص: 160

349-

محمد بن طاهر1 بن محمد، أبو طاهر النَّيْسَابُوري الصَّيْرفي الزاهد الصالح.

سمع: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج.

وعنه الحاكم وقال: كان من العُبَّاد الصابرين على الفاقة.

350-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أشْتَة، أبو بكر الأصبهاني المقرئ النّحوي، أحد الأعلام.

قرأ القرآن على: ابن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدّل، وأبي بكر النقاش، وقرأ بأصبهان على محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وطائفة، وبرع في القرآن وصنَّف التصانيف.

قال أبو عمرو صاعد: مشهور، ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة.

روى عنه جماعة من شيوخنا، وسمع منه: عبد المنعم بن غلبون، وخَلَف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن راشد الأندلسي، وتوفي في مصر سنة ستّين.

351-

محمد بن الفُرُّخان3 بن روزبه، أبو الطَّيّب الدُّوري.

حدَّث ببغداد عن أبيه، والفضل بن الحُباب أحاديث مُنْكَرَة.

وعنه: يوسف القوّاس، وابن السّوطي، وكان غير ثقة، وكان يحكي عن الجنيد وغيره.

توفِّي سنة ستين وثلاثمائة أو قريبًا منه.

الكنى:

352-

أبو القاسم بن أبي يعلى4 الشريف الهاشمي، قام بدمشق وقام معه خلق من الشباب وأهل الغوطة، وقطع دعوة المصريين، ولبس السواد، ودعا للمطيع

1 لا بأس به.

2 انظر الوافي بالوفيات "3/ 340"، وطبقات المفسرين "2/ 157".

3 انظر تاريخ بغداد "3/ 167"، والمنتظم "7/ 56".

4 انظر العبر "2/ 319"، وشذرات الذهب "3/ 35".

ص: 161

لله، وذلك في ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين، واستفحل أمره، ونفى عن دمشق أميرها إقبال نايب شمَّول الكافوري، فلم يلبث إلّا أيامًا حتى جاء عسكر المصريين وقاتلوا أهل دمشق، وقُتل منهم جماعة، ثم هرب أبو القاسم الشريف في الليل، فصالح أهل البلد، وطلب أبو القاسم البرّيّة يريد بغداد، فلحقه ابن عليان العدوي فأسره عند تَدْمُر وجاء به، فَشَهَّرَه جعفر بن فلاح في عسكره على جمل، وذلك في المحرَّم سنة ستّين، وسيّره إلى مصر.

قال ابن عساكر: قرأت بخط عبد الوهاب أنَّ أبا جعفر بن فلاح وعد لمن جاء بالشريف ابن أبي يَعْلى بمائة ألف دِرْهم، فجيء به، ففرح، وطيف به على جمل، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة يَهُوديّ، وفي لِحْيَيْه ريش، وبيده قصبة، ثمّ لان له ابن فلاح وقال: لأَكاتِبَنَّ مولانا بما يَسُرُّك، وأيش حَمَلّكَ على الخروج عن الطّاعة؟ قال: القضاء والقدر، وأغلظ لبني عدِيّ الذين جاءوا به، وقال: غدرتم بالرجل، ففرح أكثر الناس بهذا، ودعوا بالخلاص لابن أبي يعلى لحِلْمه وَكَرَمِهِ وجُوده.

من لم يُحفظ وفاته وله شهرة كتبنا تقريبًا:

حرف الألف:

353-

أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن جعفر، أبو بكر العطّار1، شيخ معمَّر.

سمع: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وغيره.

وعنه: أبو نُعَيم الحافظ.

354-

أحمد بْن إبراهيم بْن محمد2، أبو العبّاس الكِنْدي البغدادي، نزيل مكة.

حدّث عن: يوسف القاضي، ومحمد بن جرير الطّبري، والخرائطي.

وعنه: أبو الحسين بن بشُران، وأخوه عبد الملك، وأبو نُعَيم.

وثَّقه الخطيب.

1 في عداد المجهولين.

2 انظر تاريخ بغداد "4/ 18".

ص: 162

355-

أحمد بن إسحاق بن محمد1 بن شَيْبان، أبو محمد الهَرَوي الضّرير، بغداديّ الأصل.

سمع سنة بِضْعٍ وسبعين ومائتين من مُعاذ بن نجدة عمّ والدته، ومن علي بن محمد الْجِعابي.

روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن الفرات، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو من كبار شيوخ ابن الفرات.

توفِّي في حدود الستين وثلاثمائة، وله ترجمة في كتاب ابن النجّار، وهو المُعَاد في سنة تسعٍ وستّين.

- أحمد بن إسحاق:

مر في الطبقة الماضية، ويلقَّب بالجرذ.

356-

أحمد بن الحسن2 بن محمد بن سهل، أبو الفتح المالكي الواعظ، ويُعرف بابن الحمصي.

حدَّث ببغداد عن: أبي جعفر الطحاوي، وجعفر الطّيالسي.

وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وغيره.

367-

أحمد بن صالح3 بن عمر، أبو بكر المقرئ، بغداديّ نزل الرملة.

قرأ على: الحسن بن الخُباب، والحسن بن الحسين الصّوّاف، ومحمد بن هارون التمَّار، وابن مجاهد.

وعنه: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غَلْبُون، وعلي بن محمد بن بِشْر الأنطاكي، وخَلَف بن قاسم، وآخرون، بعضُهم تلاوةً.

وصفه أبو عمرو الدّاني بالثقة والضبط، وقال: مات بعد الخمسين.

358-

أحمد بن علي4 بن الحسين، أبو بكر الفارسي البيضاوي النخاس.

1 لا بأس به.

2 انظر تاريخ بغداد "4/ 90".

3 انظر تاريخ بغداد "4/ 205"، وشذرات الذهب "3/ 35".

ص: 163

حدّث عن: محمد بن هارون بن المجّدر، وعبد الله بن سعيد القُرَشي.

وعنه عمر بن أحمد البرمكي، وأبو سعيد النقّاش، والحافظ أبو نُعَيم.

359-

أحمد بن القاسم1 بن كثير بن صدقة بن الرّيّان المالكي، أبو الحسن المصري، نزيل البَصْرة، شيخ معمّر.

يروي عن: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وأحمد بن محمد البِرْتي، وعبد الله بن أبي مريم، وأبي عبد الرحمن النّسائي، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن إسحاق بن سبط، وغيرهم.

وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم، وغيرهم.

قال ابن ماكولا: فيه ضَعْف.

وقال حمزة السَّهْمي: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصْري مولى أحمد بن محمد بن القاسم بن الرَّيّان، ليس بالمَرْضِيّ، سمعت منه.

قلت: مرَّ في سنة سبع وخمسين، وهو راوي نسخة نُبْيط.

360-

أحمد بن طاهر2 بن النّجْم، أبو عبد الله المَيَانَجي الحافظ. محدِّث رحَّال.

سمع: أبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن محمد البحتري الحِنّائي، وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ، وجماعة، وأخذ هذا الشأن وتخرَّج بسعيد بن عمرو البردعي.

روى عنه: عبد الله بن أبي زُرْعَة القزْويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي، وجماعة، وآخر من بقي من أصحابه أحمد بن الحسين بن علي التَّرَّاسي بالمراغة.

وقال سعيد بن علي الرَّيْحاني: ومن شيوخ أبي الحسين أحمد بن فارس اللَّغوي: أحمد بن طاهر بن المنجم، فكان يقول عنه: إنّه ما رأي مثل نفسه، يعني ابن المنجم.

قال ابن فارس: وما رأيت مثله.

قال الخليلي في "الإرشاد": توفي بعد الخمسين وثلاثمائة.

1 انظر العبر "2/ 319"، والإكمال "4/ 112".

2 انظر العبر "2/ 320"، وشذرات الذهب "3/ 36".

ص: 164

361-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد1 بْن سهل، أبو بكر البغدادي المعروف ببُكَيْر الحدّاد:

جاور بمكّة، وحدّث عن: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وبِشْر بن موسى، والكَجّي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.

وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو محمد بن النّحّاس، وجماعة.

وثّقه الخطيب وقال: تُوُفّي بعد الخمسين.

362-

أحمد بن محمد2 بن بِشْر، أبو بكر بن الشارب المقرئ، خُرَاسَانيّ نزل بغداد وأدَّب بها، وقرأ بها على أبي بكر الزَّيْنبيّ، وهو من أثبت أصحابه وأنبلهم.

قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن عمر الحمامي، وأبو بكر بن شاذان الواعظ، وغيرهم.

363-

أحمد بن محمد بن أحمد3 بن السّدّيّ، أبو الطَيّب الدُّوري ابن أخت الهيثم بن خلف.

سمع: الكُدَيْمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، والحسن بن مَنْدَه، والحسن بن أبي المنذر.

ووثّقه الخطيب. توفِّي سنة نَيِّفٍ وخمسين.

364-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن عبد الله بن قيس، أبو الحسين التميمي الأحنفي الهمذاني الكوملاذي البزاز، والد صالح بن أحمد الحافظ.

سمع الكثير بهمذان، ورحل إلى بغداد فسمع من محمد بن حبان الباهلي، وحمزة بن محمد الكاتب، وعلي بن طيفور النسوي، وحامد بن شعيب، وطائفة في حدود الثلاث مائة. روى عنه ابنه، وطاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وأحمد بن تركان، وأبو الحسن بن جهضم.

1 انظر تاريخ بغداد "4/ 364".

2 انظر تاريخ بغداد "4/ 401".

3 انظر تاريخ بغداد "4/ 365".

ص: 165

وكان محدثًا صدوقًا؛ قَالَ ابنه صالح: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد الصّفّار يَقُولُ: كنَّا نشبِّه أباك أيّام كنّا نسمع بأحمد بْن حنبل لسكونه ووقاره، وما كان عليه رحمه الله.

365-

أحمد بن محمد1 بن منصور، أبو بكر الأنصاري الدّامغاني، الفقيه الحنفي، صاحب الطّحاوي.

تفقَّه على الطّحاوي، ولازَمَ ببغداد حلقة أبي الحسن الكَرْخي، فلمَّا فُلِجَ جعل الفتوى إليه، وكان كبير الشأن إمامًا ورِعًا، وُلّي مرَّة قضاء واسِط لِدُيونٍ رَكِبَته.

روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الأكفاني، وغيره، وتفقَّه به جماعة.

366-

أحمد بن محمد2 بن أحمد، أبو حامد السّرَخْسِي.

سمع: محمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وغيره.

وعنه: محمد بن جبريل بن ماج.

367-

أحمد بن محمد بن حسنوية، أبو الحسين النيسابوري اللباد التاجر. ثقة حجة، يروي عن محمد بن محمد الباغندي، والحسين بن إدريس، وابن خزيمة. وعنده كتاب "الجرح والتعديل" عن ابن أبي حاتم. روى عنه أبو بكر البرقاني، وغيره.

368-

أحمد بن محمد3 بن سالم، أبو الحسن البصري الصوفي ابن الصّوفي المتكلّم، صاحب مقالة السّالمية.

له أحوال ومُجَاهَدة وأتباع ومُجُون، وهو شيخ أهل البصرة في زمانه، عُمَّر دهْرًا، وأدرك سهل بن عبد الله التُسْتَرِيّ وأخذ عنه، لأنّ والده كان من تلامذة سهل، وبقي إلى قريب الستين وثلاث مائة، وكان من أبناء التسعين.

اانظر تاريخ بغداد "5/ 97".

2 في عداد المجهولين.

3 انظر الحلية "10/ 378".

ص: 166

قال أبو سعيد محمد بن النَقّاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئًا.

قلت: وكان دخول النقّاش البصْرة سنة نيّفٍ وخمسين وثلاثمائة.

روى عن أبي الحسن بن سالم: أبو طالب المكّي صاحب "القوت" وصَحِبَه، وأبو بكر بن شاذان الرّازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف المرجّي الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصّوُفي، ومنصور بن عبد الله الصُّوفي، ومعروف الرَّيْحاني.

وذكره أبو نُعَيم في الحلْية فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد بْن سالم البصري، صاحب سهل التُسْتَريّ وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب يُنْسَبُون إليه.

قلت: هكذا سمّاه وكناه في الحلية.

قال السَّلَمي في تاريخ الصوفيّة: محمد بن أحمد بن سالم، أبو عبد الله البصْري، والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، وهو من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يُسَمّون السالميّة، هجرهم النّاسُ لألفاظٍ هُجْنة أطلقوها وذكروها.

قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يَقُولُ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: لا يستقيم قلب عبدٍ حتى يقطع كلّ حيلة وكلُ سببٍ غير الله.

وقال: قال سهل: ما اطَّلَع الله على قلبٍ فرأى فيه همّ الدنيا إلّا مَقَتَه، والمَقْتُ أن يتركه ونفسه.

وقال أبو نصر الطُّوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: انتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العُجْب قال: أن يستحسن العبد عمله وترى طاعته. قلت: كيف يتهيّأ للعبد أنْ لا يستحسن صلاته وصومه وعبادته؟ قال: إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخُلُها فلا يستحسنه.

وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هبها هبها، فسألته: بِمَ أستعين على قوة نفسي؟ قال: أن تجعل حيث موضع نظر الله، إن مددت يدك قلت لِمَ، وإن مددت رجلك قلت لِمَ، وإن نطقت تقول: لِمَ.

هذا حبس النفس التي تنكسر به قوته، وتزول سُرْبته، لا لترك الطعام والشراب. قلت: السنة لهم نِحْلَة لا أحقّقها.

ص: 167

369-

أحمد بن محمد بن شارَك1، الفقيه أبو حامد الهروي الشافعي.

مفتي هَرَاة وأديبها وعالمها ومفسّرها ومحدّثها في زمانه.

سمع: محمد بن عبد الرحمن السَّامي، والحسن بن سفيان الفَسَوي النيسبابوري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وأبا يعلى الموصلي.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو إبراهيم النصر أبادي.

وقال الحاكم: كان حسن الحديث. توفِّي بَهَراة سنة خمسٍ وخمسين.

وكذلك قال أبو النضر الفامي، وذكره مرة أخرى قال: تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وخمسين.

370-

أحمد بن مطرف النصري2 المغربي، له ديوان تكلم فيه عن كثير من شيوخه في اللغة.

توفِّي بعد الخمسين ظنًّا، قاله السلفي.

371-

إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله3 بْن أبي العزائم، أبو إسحاق الكوفي.

آخر من حدّث عن أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ، وعن الخضِر بن أبان.

يروي عنه: أبو نُعَيم الحافظ، ومحمد بن أحمد الجواليتي الكوفي المتوفَّى بمصر سنة إحدى وثلاثين، وغيرُهما.

372-

إبراهيم بن محمد4 بن الخصيب الأصبهاني العَسَّال.

سمع ببغداد من يوسف بن يعقوب القاضي.

وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.

473-

إبراهيم بن محمد5 بن إبراهيم الورّاق الأصبهاني.

1 انظر طبقات الشافعية "2/ 98"، وسير أعلام النبلاء "16/ 273".

2 أحد الأدباء، وعلماء اللغة.

3 انظر العبر "2/ 321"، وشذرات الذهب "3/ 36".

4 انظر أخبار أصبهان "1/ 200".

5 انظر أخبار أصبهان "1/ 200".

ص: 168

سمع محمد بن العبّاس الأخرم. وعنه: أبو نعيم.

حرف الحاء:

374-

الحَسَن بْن عَبْد اللَّه1 بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الكاتب البغدادي المقرئ.

محقّق ضابط مشهور من كبار أصحاب ابن مجاهد.

قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذّاء.

375-

الحسن بن عبد الله النجاد2، الفقيه البغدادي، من كبار الحنابلة ببغداد، صنَّف في الأصول والفروع عن أبي محمد البربَهاري، وأبي الحسن بن بشّار.

تفقّه به عبد العزيز غلام الزّجّاج، وأبو عبد الله بن حامد وجماعة. وكان في هذا الزمان موجودًا.

376-

الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد3، أبو محمد الرامَهُرْمُزِي الحافظ القاضي، صاحب كتاب "المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي" حافظ مُتِقن واسع الرحلة.

سمع أباه محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وقاضي الكوفة أبا الحُصَيْن الوادعي، ومحمد بن حيّان المازني، وعُبَيد بن غنّام، وأبا خليفة الْجُمَحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والحسن بن المثنّى العنبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، وعبدان الأهوازي، وموسى بن هارون، وأبا شعيب الحرّاني.

وأوّل سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأوّل رحلته سنة بضعٍ وتسعين، وهؤلاء هم كبار من روى عنه من أهل فارس، ووقع لنا من تصنيفه كتاب "الأمثال".

روى عنه: القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النَّهاوندي، وأحمد بن موسى بن مردَوَيْه، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغسّاني في مُعْجَمِه، وطائفة من أهل رامَهُرْمُز وشِيرَاز.

1 انظر الوافي بالوفيات "2/ 90".

2 انظر العبر "2/ 321"، وطبقات الحنابلة "2/ 140".

3 انظر العبر "2/ 321"، والمنتظم "6/ 228"، وسير أعلام النبلاء "16/ 73-75".

ص: 169

قال أبو القاسم بن مَنْدَه في الوَفَيَات له: عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة برامَهُرْمُز.

377-

الحسن بن عبيد الله1 بن طُغج بن جُفّ، أبو محمد.

وُلّي إمرة دمشق سنة ثمانٍ وخمسين، فرحل بعد أشهر، واستخلف مكانه شموَّل الإخشيدي، ثم سار إلى الرملة، فالتقي هو وجعفر بن فلاح في آخر السنة، فانهزم جيشه، وأخذ الحسن أسيرًا، وحُمل إلى المغرب إلى المُعِزّ بن إسماعيل العُبيْدي الخليفة الخارجي، وولت دولة الإخشيذية، ولعله قتل سرًّا.

حرف السين:

378-

سعد بن محمد بن إبراهيم2 الناقدي الصيرفي.

عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو نعيم.

379-

سهل بن إسماعيل بن سهل، أبو صالح الطرسوسي الجوهري قاضي سهلان.

سمع عبد الرحمن بن الرَّوَّاس، وأنس بن السَّلْم بدمشق، ومحمد بن نصير بأصبهان، وأبا خليفة بالبصرة، وغيرهم. وعنه: أبو أحمد عبيد الله الفرضي، وعبد الله بن يحيى السكري، وأبو القاسم بن بشران، وأبو الحسين بن جميع، ومحمد بن طلحة النعالي، وغيرهم.

وثَّقه الخطيب، وتوفِّي بعد الخمسين فيما أحسب.

حرف الصاد:

380-

صِدَّيق بن سعيد، أبو الفضل3 الصُّوناخي، وصُوناخ قرية من عمل إسبيجاب.

قَدِمَ سمرقند، وسمع الكُتُب عن محمد بن نصر المَرْوَزي الفقيه، وببخارى عن

1 انظر الكامل "8/ 59"، والوافي بالوفيات"12/ 97"، وسير أعلام النبلاء "16/ 223".

2 لا بأس به.

3 انظر الأنساب "8/ 112"، وميزان الاعتدال "2/ 314"، وسير أعلام النبلاء "16/ 132".

ص: 170

سهل بن شاذويه، وحامد بن سهل، وصالح بن محمد.

مات بفرياب بعد الخمسين وثلاثمائة، قاله ابن السَّمْعانيّ.

حرف العين:

381-

عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ديزويه الفقيه، أبو عمر الدمشقي الحنبلي.

حدَّث بمصر ودمشق عن أبي يعلى الموصلي، والبغوي، وابن فيل البالسي. وعنه: أحمد بن محمد بن سدرة، ومحمد بْن أحمد بْن مفرج القُرْطُبي، وعبد الرحمن ابن عمر النحاس، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.

352-

عبد الله بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر بن الهيثم بن رشيد الجابري الموصلي.

سمع محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وعبد الله بن المعتز، وهو آخر من حدَّث عنهما، عمِّر دهرًا. وعنه: أبو نعيم الحافظ؛ سمع منه بالبصرة في أول سنة سبع وخمسين.

383-

عَبْد الله بْن عُبَيد الله بْن يحيى1، أبو القاسم العسكري، المقرئ البزّار.

روى عن: أحمد بن بِشْر الطيالسي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعليّ بن داود الرّزّاز.

384-

عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن علك، أبو عبد الرحمن المروزي الجوهري، مسند مرو في حدود الستين وثلاث مائة، ومحدثها.

رحل وسمع محمد بن أيوب البجلي، ومحمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية، وجماعة كثيرة. وعنه: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو بكر البرقاني، وطائفة.

385-

عبد الله بن محمد2 بن حمزة بن أبي كريمة، أبو يعلى الصيداوي.

1 انظر تاريخ بغداد "10/ 39".

2 انظر معجم الشيوخ "129، 130"، لابن جميع.

ص: 171

سمع أباه، ومحمد بن المُعَافَى الصيداوي، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبة.

ووُلّي قضاء بيت المقدس.

وعنه: ابن مَنْدَه، وتمَّام الرّازي، ومُعَاذ بن محمد الصَّيداوي، وأبن جُمَيْع، وابنه السّكَن.

386-

عبيد الله بن جعفر1 بن أحمد بن عاصم بن الرَّوَّاس الدمشقي.

روى عن أبيه والحسن بن الفرج الغزّي، وإسحاق المنجنيقي.

وعنه: تمَّام، ومحمد بن موسى السَّمْسار.

387-

عثمان بن أحمد2 بن شَنْبك، أبو سعيد الدَّيْنَوَرِي، ورَّاق خَيْثَمَة ونزيل طرابلس.

روى عنه: ابن صاعد، والبغوي، وابن ذَرِيح العُكْبُري، وأبو علي محمد بن سعيد الحمصي، ومحمد بن الربيع الجيزي.

وعنه: أبو الحسن بن جهضم، وتمَّام، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جُمَيْع، وعبد المنعم بن أحمد.

بقي إلى سنة خمسٍ وخمسين.

388-

عثمان بن حسين البغدادي3.

عن: جعفر الفريابي، وقاسم المطّرز، والباغَنْدي، وخلق.

وعنه: تمَّام، وأبو نصر بن الجندي، وأبو نصر بن الحبّان، ومحمد بن عوف الدمشقيّون.

وكان ثقة عارفًا بالحديث. حدَّث سنة سبعٍ وخمسين.

389-

عثمان بن محمد4 بن إبراهيم بن رستم، أبو عمر الماذرائي، ويعرف بابن الأطروش.

1 لا بأس به.

2 انظر الإكمال "4/ 262"، والتهذيب "2/ 58".

3 لا بأس به.

4 لا بأس به.

ص: 172

حدَّث بمصر عن أبيه، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.

روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وابن نظيف، وآخرون.

390-

عتيق بن ما شاء الله1 بن محمد، أبو بكر المصري المقرئ العسال.

قرأ عَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن هلال المصري.

روى عنه الحروف: أبو الطّيّب بن غلبون، وابنه طاهر، وذكر أنّه سمع من ابن هلال سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وتوفِّي في عَشْر الستّين.

391-

علي بن الحسن2 بن عبد العزيز الهاشمي.

عن: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وجعفر الفِرْيابي.

وعنه: أبو الفضل بن داود، وأبو نُعَيم الحافظ.

392-

علي بن حمد الواسطي3.

سمع بِشْر بن موسى.

وعنه: أبو نُعَيم.

393-

عمر بن علي بن الحسن4، أبو حفص العتكي5 الأنطاكي.

سمع الحسن بن فيل، وأبا جعفر العُقَيْلي، وابن جَوْصا، ومحمد بن يوسف الهروي، والحسن بن علي بن روح الكَفْربطناوي، وطائفة كثيرة.

وقَدِمَ دمشق مستنفرًا لنجدة أهل أنطاكية في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

وعنه: الحافظ عبد الغني، وابن نظيف الفرّاء، وعبد الوهاب الميداني، والمسدّد الأملوكي.

ولا أحسبه إلّا بقي إلى أيّام الطبقة الآتية، فإنَّ الأملوكي متأخر السماع.

1 انظر السابق.

2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 383".

3 لا بأس به.

4 انظر العبر "2/ 322"، وشذرات الذهب "3/ 38".

5 نسبة إلى بطن من الأزد.

ص: 173

حرف الكاف:

394-

كَشَاجَم1، أحد فحول الشعراء في عصر المتنبّي، اسمه: أبو نصر محمود بن الحسين.

قدم دمشق، وروى عنه الحسين بن عثمان الخِرَقي وغيره.

ومن شعره وهو القائل:

يقولون تُبْ والكأس في كفّ أغيد

وصوت المثاني والمَثَالِثِ عالي

فقلت لهم: لو كنت أضْمَرْتُ تَوْبَةً

وأبصرت هذا كله لبدا لي

وله في كافور:

أكافور قُبِّحْتَ من خادِمٍ

ولاقَتْكَ مسرِعَة جائحَه

حيث سَمِيّك في برده

وأخطأك اللون والرائحة

وشِعْرُ كشاجم سائر مُتَدَاول.

حرف الميم:

395-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن مُحَمَّد بن يعقوب، أبو بكر الشَّيْباني الأصبهاني القَمّاط، ثقة، صاحب أصول.

سمع: أبا بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن نائلة، وغيرهما.

وعنه: أبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم الأصبهانيّان.

396-

محمد بن أحمد3 بن أبي مطيع الهَرَوي.

سمع: عثمان بن سعيد الدّارمي.

وعنه: أبو الفضل الجاروي، وغيره.

1 انظر العبر "2/ 322"، وسير أعلام النبلاء "16/ 285، 286".

2 انظر العبر "2/ 323"، وشذرات الذهب "3/ 38".

3 لا بأس به.

ص: 174

397-

محمد بن أحمد بن يوسف1، أبو الطّيّب البغدادي المقرئ، صاحب ابن شنبوذ.

تغرَّب وجال، وتحدّث بجُرْجَان وأصبهان عن: إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، وغيره.

روى عنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو نُعَيم الحافظ.

قال أبو نعيم: قَدِمَ علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

398-

محمد بن إبراهيم2 الفروي.

سمع أبا مسلم الكجّي.

وعنه أبو نُعَيم، ووثَّقه.

399-

محمد بن إسماعيل بن موسى3 الرّازي.

آخر من حدَّث عن أبي حاتم الرّازي.

وعنه: علي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وتوفِّي بعد الخمسين وثلاثمائة.

400-

محمد بن الحسن بن الوليد4 بن موسى، أبو العبّاس الكلابي الدمشقيّ، أخو تبوك وعبد الوهاب.

سمع: القاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَني، وإسحاق بن أحمد القطّان، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي.

وعنه: شُعَيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومكّي بن محمد، ومكّي بن عوف المُزَنيّ.

سمع منه عبد الوهاب الميداني في سنة خمسٍ وخمسين.

401-

محمد بن صبيح5 بن رجا، أبو طالب المصفى.

1 انظر تاريخ بغداد "1/ 377"، وأخبار أصبهان "2/ 288".

2 أحد العلماء المشايخ، لا بأس به.

3 لا بأس به.

4 انظر السابق.

5 السابق.

ص: 175

سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطينا، وأحمد بن إبراهيم السري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وغيرهم.

وعنه: أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومحمد بن موسى السمسار.

وهو دمشقيّ.

402-

محمد بن عبد الله بن1 بَرّزَة، أبو جعفر الروذراوي الدَاوُودي.

حدَّث بهَمَذان سنة سبعٍ وخمسين عن: إسماعيل القاضي، وعُبَيْد بن شَرِيك بن دِيزيل.

قال صالح بن أحمد الحافظ: ولم يثبت في ابن ديزيل، وهو شيخ حَضَرْتُهُ، ولم أحمد أَمْرَه.

قلت: روى عنه ابن لال، وأبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن جهضم، وأحمد بن الحسن الإمام، وطائفة كثيرة.

حدّث في سنة سبعٍ وخمسين بَهَمَذَان.

403-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد2 اللَّه بْن أبي دَجَانَة عمرو بن عبد الله بن صَفْوَان البَصْري، أبو زُرْعَة الدمشقي، ابن أخي أبي زُرُعَة الكبير، وأخو أحمد.

يروي عن: الحسين بن جمعة، وإبراهيم بن دحيم، وجماعة، بعد سنة ثلاثمائة.

روى عنه: تمّام، وأبو علي بن مهنّا.

404-

محمد بن علي بن مسلم3 العَقِيليّ، بصريّ.

سمع محمد بن يحيى بن المنذر القزّاز.

وعنه أبو نُعَيم.

405-

محمد بن حامد4 الماليني.

1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 165"، والعبر "2/ 323"، وشذرات الذهب "3/ 38".

2 انظر تذكرة الحفاظ "3/ 1001".

3 انظر الأنساب "9/ 21".

4 في عداد المجهولين.

ص: 176

عن عثمان الدارمي.

وعنه: ابن منصور محمد بن جبريل الهَرَوِي.

406-

محمد بن عمر بن سلمة1 اللخمي القُرْطُبي، المعروف بابن سرّاج.

سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وطبقته، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزُّبَيْري، وجماعة.

سمع منه: محمد بن عبد الله بن سعيد البَلَوِي، وخَلَف بن القاسم وكان مُغَفَّلًا قليل الفهم.

توفِّي في حدود الستّين وثلاثمائة.

407-

محمد بن عمر بن عفّان الدُّوري2، نزيل مصر.

سمع محمد بن جرير، وحامد بن شعيب.

وعنه ابن نظيف. وثَّقه الخطيب.

408-

محمد بن عليّ بن محمد3، الحافظ أبو أحمد الكَرْخي القصّاب، أحد الأئمة، فيقال: إنّما قيل القصَّاب لكثرة ما أهرق من دماء الكفّار.

وله تصانيف، منها: كتاب "ثواب الأعمال"، وكتاب "عقاب الأعمال السّيّئة"، وكتاب "شرح السّيئَّة"، وكتاب "تأديب الأئمة".

وكان أبوه مِمَّن رحل وسمع من علي بن حرب، والرَّمادي.

وروى أيضًا أبو أحمد عن: محمد بن إبراهيم الطّيالِسي، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن العبّاس بن أيّوب الأخرم، ومحمد بن أحمد الثقفي، والحسن بن يزيد الدقاق، وطائفة.

1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 71".

2 انظر تاريخ بغداد "3/ 31".

3 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 213"، وتذكرة الحفاظ "3/ 938"، 939"، والوافي بالوفيات "4/ 114".

ص: 177

روى عنه ابناه أبو الحسن علي وأبو الفرج عمّار، وأبو منصور المُظَفّري محمد بن الحسين البروجردي، وغيرهم.

409-

محمد بن عيسى1 بن عبد الكريم بن حُبَيْش، أبو بكر التميمي الطْرَسُوسي، المعروف ببُكَيْر الخَزّاز.

روى عن: أبي القاسم البَغَوي، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الفيْض الغسّاني، وأبي الطّيّب أحمد بن عبد الله الدّارمي، وجماعة.

ورحل وصنَّف.

روى عنه: تمام، وابن جميع، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بِشْر بن العطّار. وسمع منه أبو نصر بن الجندي في سنة تسعٍ وخمسين، وهو آخر العهد به.

410-

محمد بن محمد2 بن أحمد بن حرانة بن مرادة، الفقيه أبو بكر الإبريْسَمِي السمرقنْدي الشّافعي.

روى عن: محمد بن صالح الكرابيسي، وأحمد بن الفضل البكري، ومحمد الأرزقاني، وجماعة.

وعنه: أبو سعيد الإدريسي، وورَّخه قبل الستّين.

411-

محمد بن محمد3 الهَرَوي، نزيل مكة، شيخ مُسِنٌّ يروي عن إسحاق الدَّبري.

وعنه: أبو منصور، ومحمد بن محمد بن الأزدي القاضي.

412-

محمد بن محمد، أبو جعفر4 البغدادي المقرئ، نزيل البصرة.

روى عن: أبي شُعَيّب الحرّاني، وخَلَف بن عمر العكبري، وغيرهما.

وعنه: أبو نعيم.

1 انظر تاريخ بغداد "2/ 405".

2 لا بأس به.

3 انظر السابق.

4 انظر تاريخ بغداد "3/ 221".

ص: 178

413-

محمد بن هارون، أبو الحسين1 الثقفي الزّنْجاني.

شيخ مُعَمّر، رحل وسمع علي بن عبد العزيز البَغَوي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم.

روى عنه الحسن الفلاكي.

حديثه بعلوٍّ عند جعفر الهَمَداني.

414-

محمد بن وصيف الفامي2 الهَرَوي.

روى عنه: محمد بن سهل العتكي، صاحب خلاد بن يحيى.

وعنه: البوسنجي.

415-

المُطّلِب بن يوسف بن3 ميزغة، أبو محمد الهَرَوي العقبي.

سمع عثمان بن سعيد الدارمي.

وعنه: أبو منصور بن ساج، وأحمد بن محمد البِشْري.

416-

مهلهل بن أحمد، أبو4 الحسين الرزَّاز المقري، غلام ابن مجاهد.

نسخ الكثير على طريقة ابن مُقْلة، وحدّث عن موسى بن هارون، والفِرْيابي.

روى عنه: أبو سعيد النقّاش، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهما.

حرف الياء:

417-

يعقوب بن مُسَدد5 القُلُوسِيُّ البصْري، نزيل طرابلس الشام.

روى عن: أبيه، وأبي يعلى الموصلي.

وعنه: ابن مَنْدَه، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحافظ عبد الغني المصري.

418-

يوسف بن معروف بن جُبَيْر6 النَّسَفي.

سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل النّسَفي وجماعة.

ومات بكس7 قبل الستين بقليل.

1 لا بأس به.

2 في عداد المجهولين.

3 انظر السابق.

4 لا بأس به.

5 انظر تاريخ بغداد "14/ 295"، الأنساب "461"، ومعجم البلدان "1/ 416".

6 لا بأس به.

7 مدينة تقارب سمرقند.

ص: 179