الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيات الطبقة السابعة والثلاثون:
وفيَّات إحدى وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
1-
أحمد ابن المحدِّث محمد بن العبَّاس1 بن نجيح البغدادي، أبو الحسن، رئيس المعتزلة ببغداد.
ورَّخَه طلحة في ربيع الآخر، وقال: كان رئيس المعتزلة.
2-
أحمد بن محمد بن سعيد2 بن سهل بن شبّرة -بالمُعْجَمَة والتثقيل، أبو حامد النَّيْسَابُوري الصّيْرفي الزّاهد الثّبْت، نزيل سمرقند.
روى عن: عمر البحتري، وأبن خُزَيمَةَ، والسّرّاج.
قال الإدريسي: ثقة، كتبنا عنه، ومات بسمرقند في شعبان.
3-
أحمد بن مستور3 الأمير، ولي دمشق للحسن بن أحمد القرمطي، المعروف بالسيد عند تغلّبة ثانيًا على الشام، وذلك في رمضان، ومات بعد عشرة أشهر، أعنى: أحمد.
4-
إبراهيم بن أحمد4 بن إبراهيم البغدادي البُزُوري5، أبو إسحاق المقرئ.
قرأ عليه: إسحاق الخُزَاعي، والحسن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بن فرج، وجماعة.
وكان من أئمّة هذا الشأن، وحدَّث عن البغوي وغيره.
قرأ عليه: محمد بن عمر بن بكير، وعلي بن محمد الحدّاد، وعبد الباقي بن الحسن.
مات في ذي الحجّة.
1 انظر نشوار المحاضرة "5/ 122".
2 أحد الزهاد الثقات.
3 انظر أمراء دمشق "7".
4 انظر تاريخ بغداد "6/ 16"، والإكمال "1/ 474"، ومعرفة القراء "1/ 262".
5 نسبة إلى البزور.
حرف الباء:
5-
بكَّار بن محمد بن أحمد1 بن إسحاق، أبو الحسن المعافري المصري الزّاهد.
وقد حدَّث وسمع منه أبو القاسم يحيى بن أبي الطحان.
حرف الحاء:
6-
حامد بن محمد بن عبد الله النيسابوري، الحناط.
7-
الحسن بن الخضر بن عبد2 الله الأَسْيُوطي3.
حدَّث عن: أبي عبد الرحمن النّسائيّ، وأبي يعقوب المَنْجَنيِقي، وجماعة، وكان صاحب حديث.
وعنه: محمد بن الفضل بن نظيف، ويحيى بن علي بن الطحّان، وأبو القاسم بن بشران، وغيرهم.
وتوفِّي في ربيع الأول.
حرف الخاء:
8-
خلف بن محمد بن إسماعيل4 بن إبراهيم بن نصر البخاري، أبو صالح الخيّام، وهو الذي يخيط الخِيَم. كان بندار الحديث.
روى عن: صالح بن محمد جَزَرَةَ، ونُصَيْر بن أحمد الكندي، وموسى بن أفلح، ومحمد بن علي بن عثمان، وعمر بن هنّاد، وفرح بن أيّوب، وحامد بن سهل، وطائفة بُبخَارى، ولم يَرْحَل.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار، وآخرون.
1 في عداد المجهولين.
2 انظر العبر "2/ 324"، واللباب "1/ 61".
3 نسبة إلى أسيوط وهي مدينة من مدن مصر.
4 انظر اللباب "1/ 475"، وميزان الاعتدال "1/ 662"، وسير أعلام النبلاء "16/ 70".
وتوفِّي فِي جُمادى الأولى وله ستُّ وثمانون، وقد تكلَّم فيه أبو سعيد الإدريسي وليَّنَه.
حرف العين:
9-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عِمْران1، أبو القاسم الدّيَنَورِي الواعظ، نزيل دمشق، سكن قرية قتيبة.
وحدَّث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدّينَوَرِي، وأحمد بن عبد الرزَّاق، والعسَّال، وأبي جعفر الغنجاري، وابن عَرُوبة الحرّاني، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، وسعيد بن أحمد بن فُطَيْس، وجماعة.
توفِّي في آخرها.
10-
عُبَيْد الله بن أحمد بن الحسين2، القاضي أبو عمر بن السّمسار، الفقيه الدّاوودي الظّاهري، تلميذ أبي بكر محمد بن داود الظاهري.
روى عن: محمد، وعن أبيه داود بن علي، وإسماعيل القاضي، وغيرهم، والأوّل أشبه.
قال المحسّن بن علي التَّنُوخيّ في "النشوار": وعليّ بن نصر الكاتب نزيل مصر، وذكر عليّ أنّه قرأ عليه كل مصنّفات أبي بكر بن داود، وأنَّه كان إمامًا كبيرًا يتردَّد إلى الرؤساء.
وقال هلال بن المحسّن: توفِّي فجأة في رجب، ثم جَزَمْتُ بأنّه لم يلق داود ولا إسماعيل.
11-
عثمان بن عمر بن خفيف3، أبو عمرو المقرئ المعروف بالدرَّاج.
حدَّث عن: هارون بن علي المزوّق، وعلي بن حمَّاد العسكري، وابن المُجَدّر.
وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.
1 لا بأس به.
2 انظر نشوار المحاضرة "8/ 186".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 305"، والمنتظم "7/ 58"، والبداية والنهاية "11/ 272".
وكان ثقة.
قال البَرْقاني: كان بَدَلًا من الأبدال.
وقال غيره: مات فجأة في رمضان، رحمة الله عليه.
12-
عثمان بن محمد بن إبراهيم1 المادَرائي أبو عمر، نزيل مصر.
سمع أبا مسلم الكجّي.
وعنه أبو محمد بن النّحاس.
13-
علي بن أحمد بن فَرُّوخ2 البغدادي الواعظ، ويعرف بغلام المصري.
حدَّث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومُحَمَّد بْن محمد الباغَنْدِي، وجماعة.
قال الخطيب: ثنا عن ابن بُكَيْر قال: قال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل.
حرف الفاء:
14-
فردوس بن أحمد3 بن محمد بن سعيد بن فردوس البزاز أبو بكر.
حرف الميم:
15-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد4 بْن عَليّ بن شاهويه، القاضي أبو بكر الفارسي الحنفي أحد الأعلام.
سمع: أبا خليفة زكريّا السّاجي، ودرّس بَنْيسابور، ثم درّس بُبخَاري بمدينة أبي حفص صاحب محمد بن الحسن مدّة.
ومات بنَيْسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
16-
محمد بن أحمد5 بن موسى بن يزداد، القاضي أبو عبد الله القمي.
1 انظر اللباب "3/ 142".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 324".
3 لم يترجم له المؤلف.
4 انظر وفيات الأعيان "1/ 584"، والوافي بالوفيات "2/ 44".
5 في عداد المجهولين.
تُوُفّي بفَرْغانة في صفر، وحُمل تابوته إلى سمرقَنْد.
سمع: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني1.
وولي قضاء سمرقند، وكان من كبار الحنفيّة، ثقة في الحديث.
روى عنه أبو سعد الإدريسي وغيره.
17-
محمد بن حارث بن أسد2، أبو عبد الله الخُشَني3 القيرواني الحافظ.
أخذ عن أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد، ودخل الأندلس فسمع قاسم ابن أصبغ، وأحمد بن عبادة، وسكن قرطبة، وتمكَّن من صاحبها الحَكَم بن النّاصر لدين الله، وصنَّف له كُتُبًا منها:"الاتفاق والاختلاف" في مذهب مالك، وكتاب "الفتيا"، وكتاب "تاريخ الأندلس"، و"تاريخ الإفريقيّين"، وكتاب "النَّسَب".
قال ابن الفَرَضيّ: بلغني أنّه صنَّف للحَكَم مائة ديوان، وكان شاعرًا بليغًا لكنَّه يَلْحَن، وكان يتعاطى الكيميا، واحتاج بعد موت الحَكَم إلى أن جلس في حانوتٍ يبيع الأَدهان.
روى عنه أبو بكر بن حوئيل، وغيره. وتُوُفّي في صفر.
18-
محمد بن الحسن بن سعيد أبو العبّاس4 بن الخشّاب المخرمي الصُّوفي الزّاهد.
صاحب حكايات عن الشبلي وغيره.
وعنه السُّلَمي والحاكم.
19-
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين الوزير ظهير الدين أبو شجاع، حفيد الوزير أبي شجاع الروذراوري5 ثم البغدادي.
وَزَر قليلًا، ثم عُزِل، ولزم بيته دهرًا في نعمة وعافية.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ.
1 نسبة إلى قرية من قرى الريّ.
2 انظر الأنساب "5/ 13"، والوافي بالوفيات "2/ 315"، وسير أعلام النبلاء "15/ 165".
3 نسبة إلى خشن قرية بإفريقية.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 112".
5 نسبة إلى بلدة بنواحي همذان. انظر اللباب "2/ 42".
20-
محمد بن حُمَيْد1 بن سهل المخرمي، أبو بكر.
سمع: أبا خليفة، وجعفر الفِرْيابي، والهَيْثَم بن خلف الدوري، وغيرهم.
عنه: الدَّارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
قال البَرّقاني: ضعيف.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل شديد.
21-
محمد بن عمر بن محمد2 بن الفضل، أبو عبد الله الْجُعْفي البغدادي.
سمع: أبا شُعَيْب الحرّاني، وموسى بن هارون، وأبا العبّاس بن مسروق.
وعنه: ابن رزقَوَيْه، وأبو نُعَيم.
قال ابن أبي الفوارس: كان كذَّابًا.
22-
محمد بن فارس3 بن حمدان، أبو بكر العطشي4، يُعرف بالمَعْبَدِي، يقال: إنّه من ولد أمّ مَعْبَد الخُزَاعيّة.
حدَّث عن: جعفر بن محمد القَلانَسي، والحسن بن علي المعمري.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نُعَيم.
قال أبو نُعَيم: كان غاليًا في الرفض غير ثقة.
مات فِي ذي الحجَّة.
23-
مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عوانة5 بن عبد الرحيم الثعلبي القُرطُبي، أبو عبد الله.
سمع من: أحمد بن خالد الحُباب، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وجماعة.
1 انظر المنتظم "7/ 59"، والبداية والنهاية "11/ 272".
2 انظر تاريخ بغداد "3/ 31".
3 انظر تاريخ بغداد "3/ 161".
4 نسبة لسوق العطش بالجانب الشرقي من بغداد.
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 71"، وبغية الملتمس "145".
وكان ثقةً صالحًا، أمَّ بجامع قُرْطُبَة، وأكثر الناس عنه.
24-
نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي، الكوفي، أبو القاسم.
وفيَّات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
25-
أحمد بن إبراهيم بن بكر القفْطي1. روى عن النّسَائي بمصر.
26-
أحمد بن بِشْر بن عامر2، أبو حامد المرورذي الفقيه الشافعي، نزيل البصرة، تفقَّه على أبي إسحاق المَرْوَزي، وصنَّف "الجامع" في المذهب، وشرح "مختصر المُزَني"، وصنَّف في الأصول، وكان إمامًا لا يُشَقُّ غُبارُهُ. وعنه أخذ فُقَهاء البصرة.
27-
أحمد بن عثمان، أبو سعيد3 البغدادي الفقيه، ويُعرف بابن البقَّال.
حدَّث بدمشق عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود.
وعنه ابن جُمَيْع، وأبو نصر بن الْجَبَّان.
حدَّث في هذه السنة وانقطع خبره.
28-
أحمد بن محمد بن زكريا4 الأموي، مولاهم الأندلسي الرُّصافي5 المالكي، مفتي ناجية ومحدّثها.
روي عن أحمد بن خالد وغيره، وتوفِّي في صفر.
29-
أحمد بن همّام، أبو عمرو النَّيْسَابُوري6، العبد الصالح.
رحل وسمع ببغداد من يوسف القاضي وطبقته.
وعنه: الحاكم، وعاش بِضعًا وثمانين سنة.
1 في عداد المجهولين.
2 انظر العبر "2/ 326"، وطبقات الشافعية للسبكي "2/ 82"، والبداية والنهاية "11/ 209".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 300".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس"1/ 48".
5 نسبة إلى بلدة بالأندلس عند قرطبة.
6 لَا بأس به.
30-
أحمد بن محمد بن أحمد1 بن عقبة بن مضرس، أبو الحسن، قاضي أرّجان.
روى عن البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وورَّخه هكذا في تاريخ أصبهان، وقال في مُعْجَمه: قَدِمَ علينا أصبهان سنة خمس وستّين، فيجوز هذا.
31-
أحمد بن محمد بن عُمارة2 بن أحمد، أبو الحارث اللّيْثي الكنانيّ مولاهم الدمشقي.
سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا السّجْزِي، ومحمد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم بن دُحَيْم، وجماعة.
وعنه: ابن جُمَيع، وتمَّام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن الحاجّ الإشبيلي، وعبد الوهاب المَيْدَاني.
وتوفِّي في ربيع الآخر في عُشْر التّسعين.
32-
إبراهيم بن عُبَيْد الله المَعَافِري الإشبيلي3.
سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن فُطَيْس، وكان محدّثًا لُغَوّيًا بصيرًا بالشعر. قاله ابن الفرضي.
33-
إبراهيم بن محمد بن يحيى4 بن سخْتَوْيه النَّيْسَابُوري، الشيخ أبو إسحاق المُزكّي.
قال الحاكم: هو شيخ نَيْسَابُور في عصره، وكان من العبَّاد المجتهدين الحجّاجين المُنْفِقِين على العلماء والفقراء.
سمع: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وأبا العبّاس الأزهري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرّازي، ومحمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، وأبا العبّاس الدَّغُوليّ، وخلقًا سواهم.
1 انظر أخبار أصبهان "1/ 154".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 300"، وشذرات الذهب "3/ 40"، وسير أعلام النبلاء "16/ 70".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 18".
4 انظر تاريخ بغداد "6/ 168"، والمنتظم "7/ 61"، والبداية والنهاية "11/ 274".
وأملى عدّة سنين، وكنَّا نَعُدُّ في مجلسه أربعة عشر محدّثًا، منهم: أبو العبّاس الأَصَمّ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم.
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتًا مُكْثِرًا مُوَاصِلًا للحجّ، انتخب عليه الدَارقُطْنيّ، وكتب النّاس عنه عِلْمًا كثيرًا مثل:"تاريخ السّرّاج" وغير ذلك، و"تاريخ البخاري"، وعدّة كُتُب لمُسْلم. وكان عند البَرْقَانيّ سقط أجزاءٍ وكُتُب، لكن ما رُوي عنه في صحيحة قال في نفسي منه لكثرة ما يُغْرِب، ثم إنّه قوّاه وقال: عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلة، إلّا أنّي لا أقدر على إخراجها لِكبَر السنّ.
قال الخطيب: وثنا الحسين بن شيطا: سمعت أبا إسحاق المُزكّي يقول: أنفقت على الحديث بِدَرًا من الدنيانير، وقدمت بغداد سنة ستّ عشرة ومعي بخمسين ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نَيْسَابور ومعي أقلّ من ثُلُثِها، أنفقت ما ذهب على أهل الحديث.
توفِّي في شعبان، وقد خرج من بغداد، فَنُقِلَ إلى نَيْسَابور، وعاش سبعًا وستيّن سنة.
وهو والد علي، ويحيى، ومحمد، وعبد الرحمن، وقد رَوَوُا الحديث.
34-
إسماعيل بن عبد الله بن محمد1 بن ميكال، الأديب أبو العبَّاس شيخ "خراسان" ووجهها وعَيْنُها، من ولد يَزْدَجِرْد بن بهرام جور ملك الفُرْس.
استعمل المقتدر أباه على الأهواز، فاستدعى أبا بكر بن دُرَيْد لتأديب إسماعيل.
وفي ابنه يقول ابن دُرَيْد مقصورته التي يقول فيها:
إن ابن ميكال الأمير انتاشني
…
من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا
ومد ضبعي أبو العباس من
…
بعد انقباض الذرع والباع الوزا2
نفسي الفِدا لأميريَّ ومَنْ
…
تحت السّما لأميريّ الفدا
1 انظر شذرات الذهب "3/ 41"، ووفيَّات الأعيان "4/ 323"، وسير أعلام النبلاء"16/ 156".
2 أي: القصد.
قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوَضّاحي، سمعت أبا العبّاس يذكر صِلَة أبيه لابن دُرَيْد لمَّا عمل هذه القصيدة، قال الوضّاحي: فقلت: ما وصل إليه من خاصّتك؟ قال: لم تصل يدي إذْ ذاك إلّا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه.
سمع أبو العبّاس من: عَبْدان الأهوازي كتابًا خصَّه به، فسمعت أبا عليّ الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة حديث. وسمع أيضًا من السرَّاج، وابن خُزَيْمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدّةً.
روى عنه أبو علي الحافظ، وهو أسْندَ منه، وأبو الحسين الحجَّاجي، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة.
وقد عُرِضَت عليه ولايات جليلة فامتنع.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ زَيْنَبَ الْمِشْعَرِيَّةِ، أنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ مُظَفَّرٍ أَخْبَرَتْهَا قَالَتْ: أنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ محمد الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَالِيقِيُّ سنة ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا زَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعَائِدُ قي هبته كالعائد في قيئه"1.
توفِّي أبو العبّاس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.
حرف الحاء:
35-
حَفْص بن جُزّي2، أبو عمر الأندلسي، من أهل فحص البلّوط3.
سمع من: عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز، وسعيد بن حميد، وجماعة، وكان عارفًا بالعربية.
سمع منه غير واحد بقرطبة، وعُمَّر دهرًا.
توفِّي ابن ثمانٍ وتسعين، سنة اثنتين أو ثلاث وستين.
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "3/ 215"، ومسلم "الهبات 2 رقم 8"، وأبو داود "3538"، والنسائي "6/ 266"، والترمذي "1298"، وابن ماجه "2386"، وأحمد "1/ 327".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 119".
3 موضع قريب من قرطبة.
حرف السين:
36-
سعيد بن القاسم بن العلاء1، أبو عمرو البرذعي الطّرازي المرابط، نزيل مدينة طَرَاز من أول التَّرْك.
سمع: محمد بن حِبّان بن الأزهر الباهلي، وعبد الله بن الحسين الشّاماتي، وأبا خليفة الفضل بن الحُبَاب، وسهلان بن محمد بن مردَوَيه الأهوازي صاحب سليمان الشاذكُوني، وأحمد بن محمد بن ياسين الهَرَوِي، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعبدان.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الورَّاق، والدَارقُطْنيّ، وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفِّي غازيًا بأسبيجاب.
حرف العين:
37-
عبد الله بن أحمد الفرغاني. تقدَّم.
38-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ2 بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد اللَّه بن الحسن الهمداني الذّكْواني3، أبو محمد الأصبهاني القاضي.
سمع: عَبْدان بن أحمد حاجب بن أركين الفَرْغَاني، وجعفر بن أحمد بن سِنان، وعبد الله بن محمد بن العبّاس.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي. قرأ عليه ابنه، وأبو نُعَيم.
39-
عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد4 بْن حجّاج بن رِشْدين، أبو جعفر المصري.
يروي عن أبيه وعمومته.
1 انظر المنتظم "7/ 62"، وتاريخ بغداد "9/ 110، وسير أعلام النبلاء "16/ 72، 73".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 88".
3 نسبة إلى ذكوان وهي بطن من سليم بن منصور.
4 في عداد المجهولين.
40-
عبد الملك بن الحسن بن يوسف1 المعدّل البغدادي، أبو عمرو بن السّقَطي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبا بكر الفِرْيابي.
وعنه: محمد بن راشد الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم.
وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
وشهد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة عند قاضي بغداد أبي عمرو محمد بن يوسف، وعاش خمسًا وثمانين سنة.
41-
علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي2 الزملكاني3.
سمع: الباغندي، وابن خزيمة، وجماهير.
وعنه: الحاكم، وأبو نعيم. توفِّي بمكة.
42-
عمر بن أحمد بن عمر4، القاضي أبو عبد الله القَصَبَاني، عُرِفَ بابن شقّ.
روى عن: علي بن العبّاس المقانعي، وابن المنذر الفقيه، وعلي بن سارج المصري.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، والبَرْقاني، وقال: قلت: حدَّث في هذا العام.
43-
عمرو بن أَحْمَد بن محمد5 بن الحسن، أبو أحمد الاستراباذي الفقيه.
سمع: أباه، وهُمَيْم بن هَمّام، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبا خليفة، وعبدان، وعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد اللَّه بْن مسلم المقدسي، وابن قُتَيْبَة العسقلاني، ودرس الفقه بمصر على منصور بن إسماعيل الفقيه.
يروي عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي، وقال: أنا تولَّيت الصلاة عليه.
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 430"، والمنتظم "7/ 63"، وسير أعلام النبلاء "16/ 167، 168".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/72".
3 نسبة إلى قريتين إحداهما بدمشق والثانية ببلخ.
4 انظر تاريخ بغداد "11/ 251".
5 انظر تاريخ جرجان "534".
حرف الميم:
44-
محمد بن أحمد بن خالد1 بن يزيد القُرْطُبي، أبو بكر ابن مصنّف كتاب "فضل العلم".
له رواية عن أبيه وغيره.
45-
محمد بن أحمد بن علي2 بن شاهَوَيْه، أبو بكر الفارسي الفقيه الشافعي، قاضي بلاد فارس.
أقام مدّة ببُخارى ثم بنَيْسَابور، وبها مات، وله في المذهب وجوهٌ بعيدة تفرَّد بها.
توفِّي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وستيّن.
وحدَّث عن أبي خليفة، وزكريا السّاجي.
وعنه: الحاكم.
46-
محمد بْن أحمد بْن كثير3 بْن دَيْسَم، أبو سعيد الهَرَوِيّ.
سمع: أحمد بن مقدام الهَرَوِيّ، وَهُوَ آخر من حدَّث في الدُّنْيَا عَنْهُ، وعاش بعده اثنتين وتسعين سنة، ولعلّه ممّن جاوز المائة.
يروي عنه ابن العالي، وتوفِّي في جمادى الآخرة.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْهَاشِمِيِّ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رُوزْبَهْ، أنا أَبُو الْوَقْتِ، أنا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ مَنْصُورٍ بِبُوسَنْجَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَثِيرٍ بِهَرَاةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مِقْدَامٍ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِي لَهُ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِي لَهُ فِي وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلاهَا"4.
قال شيخ الإسلام في كتاب "ذمّ الكلام": هذا الحديث أعلى حديث عندي.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 72".
2 انظر الوافي بالوفيات "2/ 44"، ووفيات الأعيان "4/ 211"، وطبقات الفقهاء "144".
3 لا بأس به.
4 إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي "1993"، وابن ماجه "2078"، والخطيب "5/ 309"، والحديث في ضعيف الجامع "5522".
47-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1 بْن طالب بن أيمن، أبو عبد الله القيسي المؤدّب القبري.
رحل وسمع بمصر من أبي قتيبة بن الفضل، وأبي محمد بن الورد، والعبَّاس بن الرافقي.
وسمع النّاس منه كثيرًا، وقبره في مدينة صغيرة بالأندلس.
48-
محمد بن أحمد بن منبه2 السمسار، أبو أحمد النَّيْسَابُوري.
روى عن مُطَيْن.
وعنه: الحاكم وغيره.
49-
محمد بن إبراهيم بن حَسْنَوَيْه3، أبو بكر النَّيْسَابُوري الورَّاق الزّاهد العابد.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وجعفر بن سوار.
وعنه: الحاكم، وقال: عاش خمسًا وتسعين سنة، وبكى من خشية الله حتى عَمِيَ.
50-
محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبرَوَيْه، أبو أحمد الأستراباذي. فاضل ثقة عابد4.
سمع الكثير ورحل، وحدَّث عن: محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن يزداد، والضَّحَّاك بن الحسين، وأحمد بن حفص السّعْدي، وجاوز التّسعين.
روى عنه أبو سعد الإدريسي وقال: تُوُفّي فجأة.
51-
محمد بن الحسن بن كوثر5، أبو بحر البَرَبَهَاري6، بغداديّ معمر.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 72".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.
4 وثقه الذهبي.
5 انظر تاريخ بغداد "2/ 209"، والمنتظم "7/ 63"، والوافي بالوفيات "2/ 338"، والبداية والنهاية "11/ 275".
6 نسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تجلب من الهند.
حدَّث عن: محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب، ومحمد بن سليمان الباغَنْدِي، وجماعة.
انتخب عليه الدَارقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
قال أبو نُعَيم: كان يقول لنا الدَارقُطْنيّ: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
وقال البَرْقَاني: حضرت يومًا عند أبي بحر، فقال لنا ابن السّرَخْسي: سأريكم أنَّ الشيخ كذَّاب، ثم قال له: فلان بن فلان ينزل المكان الفُلانيّ، سمعتَ منه؟ قال: نعم. قال البَرْقَانيّ: ولم يكن له وجود.
قال ابن أبي الفوارس: توفِّي لأربع بَقِين من جُمادى الأولى. قال: ومولده سنة ستّ وستّين ومائتين، قال: وكان مُخَلّطًا، وله أصول جِياد، وله شيء "رديء".
قلت: روى عبد الدايم حديثه بعلوٍّ عن ابن المعطوس.
52-
محمد بن أبي الهيثم1 خالد بن الحسن المطوّعي البُخَاري.
سمع: شيخ بن محمد، وابن خُزَيْمَة، والباغَنْدِي، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم وطائفة.
53-
محمد بن العبّاس بن أحمد2، أبو بكر المسعودي الاستراباذي الفقيه، رحَّال.
وسمع: أبا يعلى المَوْصِليّ، ومحمد بن الحسين الخثعمي الكوفي، وطبقتهما.
وعنه: أبو سعد الإدريسي، وقال: لا يُحْتَج به، بقي إلى هذه السنة.
54-
محمد بن عبد الله بن محمد3، الفقيه أبو جعفر البَلْخي الحنفي. وكان يقال له من كماله في الفقه:"أبو حنيفة الصغير".
1 لا بأس به.
2 في عداد الضعفاء.
3 انظر العبر "2/ 328"، والوافي بالوفيات "3/ 347"، واللباب "3/ 393"، وسير أعلام النبلاء "16/ 131".
يروي عن محمد بن عَقيل وغيره.
وتوفِّي ببُخارى في ذي الحجّة سنة اثنتين وستّين، وقد تفقَّه على أبي بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه.
أخذ عنه جماعة. كان يعرف بالهنْدواني1، من محلّة باب هندوان، وعاش اثنتين وستيّن سنة، وكان من أعلام أئمّة مذهبه.
55-
مُحَمَّد بن عَبْد الملك بن مُحَمَّد2 بن عَدِيّ، أبو بكر الاستراباذي، أخو نُعَيم، نزل جُرْجَان، وكان خبيرًا بالشروط فقيهًا.
رحل وسمع من البَغَوِي، وابن أبي داود.
56-
محمد بن محمد بن داود3 بن سعيد، أبو بكر السّجْزي النَّيْسَابُوري العدل.
سمع بَهَراة: محمد بن مُعَاذ الماليني، وحاتم بن محبوب، ومعدان البَغَوِي، وطبقته، وبنَيْسَابور مؤمّل بن الحسن، وأبا عمرو الحيري، وبجُرْجان أبا نُعَيم، وبالرّيّ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
روى عنه الحاكم وقال: كان من خيار التُّجَّار الأَمناء، ما رأينا منه إلّا ما يليق بأهل الصدق.
57-
محمد بن موسى بن فَضَالَةَ4 بن إبراهيم بن فضالة بن كثير، أبو عمر القُرَشي، مولى عبد العزيز بن مروان بن الحَكَم.
شيخ مُسْنِد، دمشقي.
سمع: أحمد بن أنس، وأبا قُصَيّ الْعُذْرِيَّ، والحسين بن محمد بن جمعة، وحاجب بن أركين، وعبد الرحمن بن القاسم الروّاس، ويزيد بن عبد الصمد،
1 نسبة إلى محلة ببلخ.
2 انظر تاريخ جرجان "415".
3 لا بأس به.
4 انظر ميزان الاعتدال "4/ 51"، وسير أعلام النبلاء "16/ 157-159"، ولسان الميزان "5/ 400، 401".
والحسن بن الفرج الغزّي، ومحمد بن محمد بن التّياح، وأبا القاسم البَغَوِي لقيه بمكة.
وعنه: تمّام، وأبو نصر بن الجندي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن رزق الله، وجماعة آخرهم محمد بن عبد السلام بن سعدان.
قال أبو محمد الكتّاني: تكلّموا فيه، وتوفِّي في ربيع الآخر.
58-
محمد بن هاني، أبو القاسم1 وأبو الحسن الأَزْدي الأندلُسي.
قيل: إنّه من ذرّية المهلّب بن أبي صُفْرَةَ.
كان أبوه شاعرًا أديبًا، وأمَّا هو فحامل لواء الشعر بالأندلس، وُلد بأشبيلية، واشتغل بها، وكان حافظًا لأشعار العرب وأخبارها، اتّصل بصاحب أشبيلية وحظي عنده، فمن شعره:
ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا
…
وأعلن شق الوشي ما الْوَشْيُ كاتمُ
تنفُس أنسيّ من الخِدْر ناشق
…
فأسْعِدَ وحْشيّ من السّدر باغمُ
وقلن قطًا سارٍ سمعتُ حَفيفه
…
فقلت: قلوب العاشقين الحوائمُ
عَشِيّةَ لا آوي إلى غير ساجع
…
ببنيك حتى كلُّ شيءٍ حَمائمُ
وكان مُنْهمِكًا في اللّذّات والمُحرّمات، متَّهمًا بدين الفلاسفة، ولقد هَمُّوا بقتّله، فأشار عليه مخدومه بالاخُتفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه، ثم اتّصل بالمعزّ أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله وأنعم عليه، ثم إنّه شرب عند أناسٍ وأصبح مخنوقًا.
وقيل: لم يُعْرَف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستّين عن نيّفٍ وأربعين سنة.
وله ديوان كبير في المدْح، وقد يفضي به المديح إلى الكفر، وليس يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي.
59-
منصور بن محمد البغدادي2 المقرئ الحذاء.
1 انظر شذرات الذهب "3/ 41"، وسير أعلام النبلاء "16/ 131"، والبداية والنهاية "11/ 274".
2 انظر تاريخ بغداد "13/ 84".
حدَّث عن البَغَوِي، وابن أبي داود.
قال الخطيب: ثنا عنه أبو الفرج بن سميكة، وسمعت أبا نعيم يوثقه، ثمَّ ورَّخ وفاته.
حرف الياء:
60-
يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد1، أبو بكر القُرْطُبي المعروف بالمِغيلي.
سمع: محمد بن محمد بن عبد الملك بن أنس، وجماعة، وحجَّ وسمع من ابن الأعرابي.
وكان بارعًا في الآداب، بليغًا ذا فنون، والله أعلم.
وفيات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
61-
أحمد بن محمد بن عبد البرّ2، أبو عثمان التُّجَيْبي القُرْطُبي، يُعرف بابن الكَشْكيناني3.
حجَّ وسمع أبا سعيد بن الأعرابي ورجع، وتُوُفّي في شوّال.
62-
أحمد بن علي بن إبراهيم4 النّرسي البغدادي. توفِّي بالرملة وله إحَدى وثمانون سنة.
63-
إبراهيم بن سليمان5 بن عدّي الشافعي العسكري المصري. توفِّي في رجب.
سمع أبا عبد الرحمن النسائي.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 190".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 49".
3 نسبة إلى قرية بنواحي قرطبة.
4 في عداد المجهولين.
5 انظر السابق.
64-
إسماعيل بن محمد1 بن علان الخَوْلاني المصري المؤدّب.
يروي عن النّسائي، والحسن بن غُلَيْب.
65-
أصبغ بن قاسم2 بن أصبغ، أبو القاسم، من أهل إسْتِجة.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحجّ فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، وابن الأعرابي، وسمع صحيح البخاري من صالح بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم بن معقل النّسَفي.
وَلِي قضاء إسْتِجَة، فأساء السّيرة وشَكَوه. وكان جسيمًا وسيمًا.
توفِّي في رمضان.
حرف الثاء:
66-
ثابت بن سِنان بن ثابت بن قُرّة3، أبو الحسن الحَرّاني الأصل، الصّابي ثم البغدادي.
كان يلحق بأبيه في صناعة الطّبّ، وصنَّف تاريخًا كبيرًا على الحوادث والوقائع التي تمَّت في زمانه، وخدم بالطبّ الراضي بالله وجماعة من الخُلَفاء قبله.
وقال في تاريخه: لما سُلِّم أبو علي بن مُقْلَة إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى من جهة الراضي بالله، في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، حمله إلى داره، ثم ضُرب ابن مُقْلَة بالمَقَارع في دار عبد الرحمن، وأُخذ خطه بألف دينار، وأنّه أُدْخِل عليه ليفصده فذكر من خبره فصلًا.
توفي إبراهيم بن سِنان أخو ثابت في أول خمس وثلاثين وثلاثمائة، ولم يستكمل أربعين سنة، وكان من الأذكياء البارعين في صناعة الطب كأخيه وأبيه.
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 80"، ولسان الميزان "1/ 460".
3 انظر الكامل في التاريخ "8/ 221"، والوافي بالوفيات "10/ 463"، وشذرات الذهب "3/ 44".
حرف الحاء:
67-
الحارث بن سعيد بن حمدان1، أبو فراس، الشاعر المشهور الأمير، وقد ذكرناه في سنة سبعٍ وخمسين.
وأمَّا ابن الْجَوْزي فقال في "المنتظم": توفِّي هذا في سنة ثلاثٍ وستّين، ثم ذكر أنّه قُتِل وما بلغ الأربعين، وأنَّ سيف الدولة رثاه.
قلت: هذا متناقض، فمن شعره:
المَرْءُ نُصْبَ مصائبَ لا تنقضي
…
حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يَلْقَى الرّدَى في غيره
…
ومُعَجّل يَلْقَى الرَّدَى في نفسه
وله:
مرام الهوى صعب وسل الهَوَى وَعْرُ
…
وأوعر ما حاولته الحبّ والصّبْرُ
أواعِدَتي بالوعد والموتُ دونَهُ
…
إذا متّ عطشانًا فلا نزل القَطْرُ
بدوت وأهلي حاضرون لأنّني
…
أرى أنّ دارًا لست من أهلها نَفْرُ
وما حاجتي في المال أبغي وُفُورَهُ
…
إذا لم يفْر عرض فلا وفَرَ الوَفْرُ
وقال أصحابي الفِرارُ أو الرّدَى
…
فقلت: هما أمران أحلاهُما مُرّ
سيذكرني قومي إذا جدَّ جِدُّها
…
وفي الليلة الظَّلْماء يُفْتَقَد البدْرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكتفوا به
…
وما كان يغلو التِّبْرُ لو نَفَق الصُّفْرُ
ونحن أُناسٌ لا تَوَسُّط عندنا
…
الصَّدْرُ دون العالمين أو القبْرُ
تهون علينا في المعالي نفوسُنا
…
ومن خَطَبَ الحسناءَ لم يغلها مَهْرُ
68-
جُمَحُ بن القاسم بن عبد الوهاب2، أبو العبّاس الْجُمَحي المؤذّن، دمشقيّ محدّث، يُعرف قديمًا بابن أبي الحواجب.
روى عن: عبد الرحمن بن الرَّواس، وأبي قصي إسماعيل العذري، وإبراهيم بن
1 انظر المنتظم "7/ 68"، وسير أعلام النبلاء "16/ 196"، وشذرات الذهب "3/ 24".
2 انظر العبر "2/ 330"، وشذرات الذهب "3/ 45"، وسير أعلام النبلاء "16/ 77".
دُحَيْم، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، ومحمد بن العبّاس بن الدَّرَفْس، وطبقتهم.
روى عنه: أبو عبد الله بن مَنْده، وتمَّام بن عبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن عَوْف المُزَني، ومحمد بن عبد السلام.
وكان ثقة نبيلًا.
69-
الحسن بن موسى بن بُنْدار1، أبو محمد الدَّيْلمي.
حدَّث ببغداد عن: أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وأحمد بن الحسين صاحب البَصْرى.
وعنه البَرْقَاني وغيره، وكان ثَبْتًا حافظًا. حدَّث في هذه السنة.
70-
حمزة بن أحمد بن مخْلَد2 البغدادي القطّان.
سمع: أبا شُعَيْب الحرَّاني، وموسى بن هارون.
وعنه: البَرْقاني، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.
حدّث في هذه السنة. صدوق.
حرف السين:
71-
سيد أبيه بن داود3، أبو الأصبغ المرشاني الأندلُسي.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحُباب.
وكان شيخًا صالحًا موصوفًا بالفقه، وحدَّث.
حرف العين:
72-
العبَّاس بن الحسين بن الفضل4 الشّيرازي، وَزَرَ لعزِّ الدولة بختيار بن
1 انظر تاريخ بغداد "7/ 430".
2 انظر تاريخ بغداد "8/ 183".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 193"، والوافي بالوفيات "16/ 63، 64".
4 انظر الوافي بالوفيات "16/ 689"، والمنتظم "7/ 73"، وسير أعلام النبلاء "16/ 222".
مُعِزّ الدّولة، وكان ظالمًا جبَّارًا، فقبض عليه ثم قتله في حبْسه، وله تسعٌ وخمسون سنة.
73-
عبد الله بن عديّ1، أبو عبد الرحمن الصَّابوني.
توفِّي ببُخَارى في ذي الحجّة.
مشى في الردِّ على أبي حاتم بن حبّانِ فيما تأوَّل من الصِّفات.
أخذ عن يحيى بن عمَّار وغيره.
روى عنه ابن خُزَيْمة وطبقتهم.
74-
عبد الحميد بن أحمد بن عيسى2.
سمع النّسائي، وتوفِّي في شعبان.
75-
عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد3 بْن أُسَيد، أبو بكر المدني المعدّل.
روى عن: محمد بن نُصَيْر، وزكريّا السّاجي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وغيرهما.
توفِّي في سلْخ ذي القعدة.
76-
عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر4، أبو القاسم الزَّيدي البغدادي.
ذكره ابن أبي الفوارس فقال: كان له مذهب خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك، سمعت منه أجزاء فيها أحاديث رَدِيّة.
قلت: يُعرف بابن البقّال، حدّث عن: الباغَنْدي، وعلي بن العباس المقانعي.
قال التنوخي: كان من متكلمي الشيعة، له مصنَّفات على مذهب الزَّيدِيّة، يجمع حديثًا كثيرًا، وله أخ شاعر مشهور.
1 انظر الوافي بالوفيات "17/ 318".
2 لا بأس به.
3 السابق.
4 انظر تاريخ بغداد "10/ 458"، ولسان الميزان "4/ 25".
77-
عبد العزيز بن جعفر بن أحمد1 بن يزداد، أبو بكر الفقيه الحنبلي، غلام الخلال شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور.
تفقَّه بأستاذه أبي بكر الخلال، وسَمِعَ من عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل فيما قيل، وسمع من محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وموسى بن هارون، والحسين بن عبد الله الخَرْقي، وأحمد بن محمد بن الْجَعْد الوشّاء، وأبي خليفة الفضل بن الحُبَاب، وجعفر الفِرْيابي، وجماعة.
وعنه: الْجُنْيد الخطبي، وبِشْرى الفاتني، وغيرهما. وتفقَّه عليه أبو عبد الله ابن بُطَّة، وأبو إسحاق بن شاقْلا، وأبو حفص العُكْبُري، وأبو الحسن التميمي، وأبو حفص البَرْمكي، وأبو عبد الله بن حامد.
وكان كبير القدْر، صحيح النقل، بارعًا في نقل مذهبهِ.
قال أبو حفص البرمكي: سمعت أبا بكر عبد العزيز يقول: سمع منّي شيخنا أبو بكر الخلال نحو عشرين مسألة وأثبتها في كتابه.
وقال أبو يَعْلَى القاضي: كان لأبي بكر عبد العزيز مصنّفات حَسنة منها: "المقنع"، وهو نحو مائة جزء، وكتاب "الشّافي" نحو ثمانين جزءًا، وكتاب "زاد المسافر"، وكتاب "الخلاف مع الشافعي"، وكتاب "مختصر السنة".
توفِّي في شوّال سنة ثلاثٍ وستين، وله ثمانٍ وسبعون سنة في سن شيخه الخلال، وسنّ شيخ شيخه المَرْوَزي، وسنّ أحمد بن حنبل.
ورُوي عنه أنّه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فمات يوم الجمعة، رحمه الله تعالى. ويُذكَر عنه زُهْدُ وقُنُوع.
وقد ذكر أبو يَعْلَى أنّه كان معظَّمًا في النُّفُوس، متقدِّمًا عند الدولة، بارعًا في مذهب أحمد.
أَنْبَأَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْبَالِسِيِّ، أنا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الْخُطَبِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا علي بن طيفور، نا قتيبة، نا
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 459"، والمنتظم "7/ 71"، والكامل في التاريخ "8/ 647".
عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ تعلَّم الْقُرْآَنَ وَعَلَّمَهُ"1.
علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي2، أبو الحسين.
حدَّث بمصر عن: جعفر الفرِيابي، وأبي خليفة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني الأزدي.
79-
عيسى بن موسى بن أبي3 محمد بن المتوكّل على الله، أبو الفضل الهاشمي العبّاسي.
سمع: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة.
وعنه: أبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا. حدّثني الأزهري أنَّ أبا الفضل لازم ابنَ أبي داود في سماع الحديث نيّفًا وعشرين سنة، ووُلد سنة ثمانين ومائتين، وأوّل سماعه من أبي بكر سنة تسعين.
حرف الغين:
80-
غالب بْن عَبد اللَّه بْن موسى4 بن قليج، أبو بكر البزّاز، مصري.
توفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
حرف الميم:
81-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهل5 بن نصر، أبو بكر الرَّمْلي، الشهيد المعروف بابن النّابلسي.
1 إسناده حسن لغيره، والحديث صحيح من حديث عثمان وهو المشهور، أخرجه عن عثمان الخباري "9/ 74"، وأبو داود "1452"، والترمذي "2907"، وابن ماجه "211"، وأحمد "1/ 57، 58".
2 انظر تاريخ بغداد "12/ 7".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 178"، والمنتظم "7/ 74".
4 في عداد المجهولين.
5 انظر العبر "2/ 330"، وسير أعلام النبلاء "16/ 148-150".
حدَّث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن أحمد بن شَيْبان الرّملي.
وعنه: تمَّام الرّازي، والدَارقُطْنيّ، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم.
قال أبو ذرّ الهَرَوي: سجنه بنو عُبَيْد وصلبوه على السنة. سمعت الدَارقُطْنيّ يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يُسْلخُ: كان ذلك في الكتاب مَسْطُورًا.
وقال أبو الفرج بن الْجَوْزي: أقام جوهر لأبي تميم صاحب مصر الزّاهد أبا بكر النّابلسي، وكان ينزل الأكواخ من الشّام، فقال: بلغنا أنَّك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وَجَبَ أنْ يرمي في الرُّوم سهمًا وفينا سبعة، فقال: ما قلت هكذا، فظنَّ أنّه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: إذا كان معه عشرة وَجَب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضًا، فإنّكم قد غيّرتم الملّة، وقتلتم الصالحين، وادَّعَيتم أمور الإلهيّة، فشهّره ثم ضربه، ثم أمر يهوديًا بسَلْخه.
وقال هبة الله بن الأكفاني: سنة ثلاثٍ وستين توفِّي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النّابلسي، كان يرى قتال المغاربة -يعني: بني عُبَيْد- وكان قد هرب من الرَّمْلَة إلى دمشق، فقبض عليه متولّيها أبو محمود الكُتامي، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلمَّا وصلها قالوا له: أنت الذي قلت: لو أنَّ معي عشرة أسهم لرميت تسعةً في المغاربة وواحدًا في الرّوم، فاعترف بذلك، فأمر أبو تميم بسلْخه فسُلخ، وحُشِي جلْده تبنًا، وصُلب.
وقال معمر بن أحمد بن زياد الصّوفي: إنّما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنُصرة الدّين، لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غُرْبة السنة إلّا ما كان من أمر أبي بكر النّابلسي لمَّا ظهر المغربيّ بالشام واستولى عليها، فأظهر الدّعِوة إلى نفسه، قال: لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحدًا إلى الروم، وإلى هذا الطاغي تسعة، فبلغ المغربيَّ مقالتُهُ، فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك لأنّك فعلتَ وفعلت، فأخبرني الثّقة أنّه سُلِخَ من مفرِق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العَضُدَ، فرحِمَهُ السّلاخ، فوكز السّكَين في موضع القلب فقضى عليه، وأخبرني الثّقة أنَّه كان إمامًا في الحديث والفقه، صائم الدّهر، كبير الصَّوْلة عند
الخاصّة والعامّة، ولما سُلِخَ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرّديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضُّحَى، وأمر بالقُنوت في الظُّهْر بالمساجد.
وقُتِلَ النابلسيّ في سنة ثلاثٍ وستين، وكان نبيلًا جليلًا، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق فأخذ منها، وبمصر سُلخ.
وقيل: إنّه لمَّا أُدخِل مصر قال له بعض الأشراف ممّن يعانده: الحمد لله على سلامتك، فقال: الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دُنياك.
قلت: كانت محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولمَّا استولوا على الشام هرب الصُّلحاء والفقراء من بيت المقدس، فأقام الزاهد أبو الفرج الطَّرَسُوسي بالأقصى، فخوّفوه منهم، فبيّت، فدخلت المغاربة وغَشَوْا به، وقالوا: إلعن كيت وكيت، وسموا الصحابة وهو يقول: لا إله إلا الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرّهم.
وذكر ابن الشَّعشاع المصري أنَّه رآه في النَّوم بعدما قُتِل وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:
حباني مالِكِي بدوامِ عِزٍّ
…
وواعَدَني بقُربِ الانتصارٍ
وقرَّبَنِي وأدْناني إِلَيْهِ
…
وقال: انْعَمْ بعَيْش فِي جِوَارِي
82-
محمد بن أحمد بن عيسى2، أبو بكر القُمّي.
سمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن قُتَيْبة العسقلاني.
سمع منه في هذا العام السَّكَن بن جُمَيْع بصيدا.
83-
محمد بن إسحاق3 بن مُطَرّف، أبو عبد الله الأندلسي الإسْتِجِي.
سمع من: عُبَيْد الله بن يحيى بن محمد بن عمر بن لُبابة، وأحمد بن خالد.
وكان شاعرًا عالمًا باللغة والعربية. روى عنه إسماعيل وغيره.
مات في شوال.
1 فرحمه الله رحمة واسعة، ونسأل الله أن نعيش على السنة ونموت عليها، وأن نكون كسلفنا الصالح.
2 انظر تاريخ دمشق "36/ 367".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 73، والوافي بالوفيات "2/ 196".
84-
محمد بن الحسين بن إبراهيم1 بن عاصم، أبو الحسن الآبرّي ثم السّجسْتاني.
رحل وطوَّف، وسمع: أبا العبَّاس بن السّرّاج، وابن خُزَيْمة، ومحمد بن الربيع الجزيري، وأبا عروبة الحراني، ومحمد بن يوسف الهوري، وزكريّا بن أحمد البلْخي، ومكحولًا البيروتي، وهذه الطبقة.
يروي عنه: علي بن بشريّ، ويحيى بن عمار السجستانيان.
وصنَّف كتابا كبيرا في مناقب الشافعي.
وآبر من قرى سجسْتان. توفِّي في شهر رجب.
85-
محمد بن سعيد العصفري القُرْطُبي.
سَمِعَ قاسم بْن أصبغ، وغيره، وكان فقيهًا مفتيًا.
86-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس2، أبو الحسين الشيرازي اللالكائي.
ثقة يروي عن حمَّاد بن مدرك، وغيره.
87-
محمد بن علي بن حسين3، أبو بكر بن الفأفاء الرّازي، قاضي الدّيَنَور.
حدَّث بهَمَذَان سنة ثلاثٍ وستّين بكتاب "الْجَرْح والتَّعديل" عن ابن أبي حاتم، ويروي عن جماعة.
روى عنه الكتاب: أبو طاهر بن سَلَمة، وابن فَنْجَوَيْه، وابن تركان، وغيرهم.
88-
محمد بن محمد الفياضي الهروي الإمام.
يروي عن: أبي قريش محمد بن جمعة، وعنه: يحيى بن عمَّار السجستاني.
89-
محمد بن موسى بن الحسين، أبو العبّاس4 بن السّمسار الدّمشقي الحافظ، أخو أبي الحسن علي.
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 229-301"، وطبقات الشافعية "2/ 149، 150".
2 وثقه الذهبي.
3 لا بأس به.
4 انظر العبر "2/ 331"، وشذرات الذهب "3/ 47".
سمع: أحمد بن عُمَير بن جَوْصا، ومحمد بن خُزَيم، وعلي بن محمد بن كاس، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الدّحْداح أحمد بن محمد، وعبد الله بن السّريّ الحمصي الحافظ، وسمع ببغداد من المحاملي، ومحمد بن أحمد بن مخلد.
وعنه: أخوه أبو الحسن، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وجماعة.
قال المَيْدَاني: توفِّي في شهر رمضان.
وقال أبو محمد الكتّاني: كان ثقة نبيلًا حافظًا، كتب القناطير، وحدَّث باليسير، وقد سمع أيضًا بمصر. مات عن بضْعٍ وستّين سنة.
90-
مروان بن عبد الملك1 القُرْطُبي الزّاهد.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن بِشْر، وحجّ فسمع من محمد بن الصّمُوت بمصر.
وكان زاهدًا عابدًا خيِّرًا. توفِّي في ربيع الآخر.
91-
المظفَّر بن حاجب أرَّكين2، أبو القاسم الفَرغاني.
روى عن: أبي يَعْلَى الموصلي، وإسماعيل بن قيراط، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وأبي عبد الرحمن النّسائي، وجعفر الفِرْيابي.
رحل به أبوه واعتنى به.
روى عنه تمَّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وأبو نصر بن الجندي، وآخرون.
حدَّث في هذا العام.
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عُذَيْرٍ، أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ حُضُورًا، أنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْمُسْلِمِ، أَخْبَرَهُمْ فِي سنة سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى السِّمْسَارُ، أنا الْمُظَفَّرُ بْنُ حَاجِبٍ، أنا محمد بْنُ يَزِيدَ، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النُّصَيْبِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَكَلَ لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ، فَبَدَأَ بِالْوُسْطَى، ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا، ثُمَّ الإبهام"3.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 124".
2 انظر العبر"2/ 331"، وشذرات الذهب "3/ 47".
3 الحديث صحيح: أخرجه مسلم "أشربة 136"، وأبو داود "أطعمة 49"، والترمذي "أطعمة 11"، وأحمد "3/ 290".
حرف النون:
92-
نافع بن عبد الله1، أبو صالح الخادم، مولى القاضي عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني.
يروي عن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرّازي.
وعنه أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
وقال أبو نُعَيم: كان يصوم النّهار، ويقوم اللّيْل، ويتصدَّق بِمُغَلّه، ويقتصر في فِطْرِهِ على ما يُطْلِق له مولاه.
توفِّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وستّين.
93-
النُّعْمان بن محمد بن منصور2، أبو حنيفة المقرئ القاضي.
قال المسبّحي في "تاريخ مصر": كان من أهل الفقه والدّين والنُّبل، وله كتاب "أصول المذاهب".
قال غيره: كان مالكيًّا، ثم تحوَّل إلى مذهب الشّيعة لأجل الرياسة، ودَاخَل بني عُبَيْد، وصنّف لهم كتاب "ابتداء الدعوة"، وكتابًا في الفقه، وكُتُبًا كثيرة في أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، وردَّ على الأئمة، وتصانيفة تدلّ على زَنْدَقَتِه وانْسِلاخه مِن الدّين، وأنّه منافق، نافَقَ القوم، كما ورد أنّ مغربيًّا جاء إليه فقال: قد عزم الخادم على الدّخول في الدّعوة، فقال: ما يحملك على ذلك؟ قال: الذي حمل سيّدنا. قال: يا ولدي، نحن أدخلنا في هواهم حَلْواهم، فأنت لماذا تدخل؟ وللنُّعْمان كتاب "دعائم الإسلام" ثلاثون مجلَّدًا في مذهب القوم، ومنها:"شرح الآثار" خمسون مجلّدًا، وغير ذلك، وكان ملازمًا للمعزّ أبي تميم، وولي القضاء له على مملكته، وقَدِمَ مصر معه من الغرب.
وتوفِّي بمصر في رجب سنة ثلاثٍ وستّين، فأشرك المُعِزّ في القضاء بين ولده أبي الحسن علي، وبين الذُّهْلي أبي الطّاهر، فلما عجز الذُّهْلي وشاخ استقلَّ أبو الحسن بالقضاء، واستناب أخاه أبا عبد الله.
وكان أبو الحسن شاعرًا محسنًا.
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 327".
2 انظر الولاة والقضاة "586، 587"، ومرآة الجنان "2/ 379"، وسير أعلام النبلاء "16/ 150".
حرف الياء:
94-
يَعْلَى بن موسى البربري1 الصُّوفي الزّاهد.
وكان من سادات المغاربة. رأى ربَّ العِزَّةِ في المنام.
توفِّي في هذه السنة.
وفيَّات سنة أربع وستين وثلاثمائة:
حرف الألَف:
95-
أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن محمود2 بن شابور، أبو العبّاس الأصبهاني الفقيه المغربي، ولقبُه خَرْطَبة.
كتب الكثير بأصبهان والرّيّ، وحدَّث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن إبراهيم بن زياد، وجماعة.
96-
أحمد بن القاسم3 بن عُبَيْد الله بن مهدي، أبو الفرج بن الخشّاب البغدادي الحافظ، نزيل ثغر طَرَسُوس.
حدَّث بدمشق عن: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والبَغَوِي، ومحمد بن الرَّبيع الجيزي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب المدائني، وبقاء الخَوْلاني، ومحمد بن عوف المزني، ومكّي بن الغَمْر.
وتوفِّي في صفر سنة أربع.
قال ابن النَّقُّور: ثنا عيسى بن الوزير، كتب إليَّ أحمد بن القاسم بن الخشاب قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة قال: سمعت محمد بن أبي عمران يقول: قال هلال الرّائي: أَوْثَقُ المَوَدَّات ما كان في الله عز وجل.
1 أحد الصوفية الزهاد، ولا رواية له.
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 158".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 353"، وسير أعلام النبلاء "16/ 151"، وشذرات الذهب "1/ 48".
97-
أحمد بن القاسم1 بن يوسف بن فارس الميانَجي، أخو القاضي يوسف.
يروي عن: إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشّر، وعثمان بن محمد الذَّهبي، وجماعة.
وعنه: ابنه صالح، وحمزة الأطْرَابُلُسي، وحمزة بن محمد البَعْلَبكّي، وأبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار.
وعاش إلى سنة أربعٍ وستّين، وانقطع خبره.
98-
أحمد بْن مُحَمَّد2 بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن أسباط، مولى جعفر بن أَبِي طالب، أبو بكر بن السُّنّي الدَّينَوَري الحافظ.
سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وعمر بن أبي غيلان البغدادي، وأبا خليفة زكريّا السّاجي، وأبا يعقوب المَنْجَنِيقي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وجماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وطبقتهم بمصر والشّام والعراق والجزيرة.
وعنه: أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني، ومحمد بن علي العلوي، وعلي بن محمد عمر الأسداباذي، وأحمد بن الحسين الكسّار.
وقال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سِبْط ابن السّنّي: سمعت عمّي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي رحمه الله يكتب الحديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات رحمه الله، وذلك في آخر سنة أربع وستيّن.
قلت: كان دَيِّنًا خيَّرًا، صنَّف في "القناعة"، وفي "عمل يومٍ وليلة"، وغير ذلك، واختصر "سُنَنَ النَّسَائي"، وعاش بِضْعًا وثمانين سنة.
99-
أحمد بن محمد بن إبراهيم3، أبو حامد النَّيْسَابُوري الواعظ المقرئ، رجل فاضل عالم.
ذكره الحاكم فقال: كان يُعْطي كلَّ نوع من أنواع العلوم حقه، وكتب الحديث
1 انظر تهذيب تاريخ دمشق "1/ 439".
2 انظر العبر "2/ 332"، وطبقات الشافعية "2/ 96"، وتذكرة الحفاظ "3/ 939".
3 لا بأس به.
الكثير، ولم يحدّث تَوَرُّعًا، ولزم مسجده ثلاثين سنة، وكانت شمائله تشبه شمائل السَّلَف.
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن خُزَيْمَة، والسَرّاج.
وله مصنَّفات تدلّ على كماله. توفِّي في شوّال، وله ستًّ وسبعون سنة، ولم يحدّث قطّ، فقال: روى عنه الحاكم حكاية.
100-
أحمد بن محمد بن أيّوب1، أبو بكر الفارسي الواعظ المفسِّر، نزيل نيسابور.
كان له أتْباع ومُريدون. وعظ ببخارى، وخاف الحنفيّة من تغلُّبه عليهم. كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف.
كتب عنه أبو عبد الله الحاكم.
101-
أحمد بن محمد بن فَرْجُون2، أبو القاسم الأندلُسي.
سمع: عُبَيْد الله بن يحيى، وأيّوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز، وحدَّث، وكان ضابطًا، وفيه لين.
102-
أحمد بن محمد3 بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرْجِسِيّ النَّيْسَابُوري، أبو الحسن، من بيت عِلْمٍ ورواية، وكان رجلًا صالحًا.
روى عن: جدّه، وابن عَمْرو، وأحمد بن محمد الجيزي.
وعنه الحاكم.
103-
أحمد بن مسلم بن شُعَيب4، أبو العبّاس المَدِيني الأديب.
سمع على: سعيد العسكري ومحمد بن جرير الطَّبَرِي.
وعنه: ابن أبي علي، وأبو نعيم.
1 انظر طبقات المفسرين للداودي "1/ 70"، وطبقات المفسرين للسيوطي "5".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 46".
3 انظر اللباب "3/ 147".
4 لا بأس به.
104-
أحمد بن هلال1 بن زيد، أبو عمر الأندلسي العّطار.
رحل وسمع من محمد بن الرّبيع الْجِيزي، وغيره، وكان حافظًا للشروط، مُتْقِنًا عارفًا بقَوْل مالك.
105-
أحمد بن يوسف2، أبو حامد الإسكاف النيسابوري الأشقر. أحد الزهاد.
سحب أبا عثمان الحِيري، ورأى ابن أبي عطاء، والجريري، وصحِب أبا عمر الدّمشقي وجماعة. وله سياحة وأحوال وكلام نافع. أُخْرِجَ في آخر عمره من بُخارى، فحَجَّ ومات بمكّة.
106-
إبراهيم بن أحمد3 بن محمد بن رجاء، أبو إسحاق النَّيْسَابُوري الأَبزاري الورّاق، وأبزار من قُرَى نَيْسَابور.
سمع: مسدَّد بن قُطْن، وجعفر بن أحمد الحافظ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وهذه الطبقة.
وعنه: ابن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: كان ممّن سَلِم المسلمون من لسانه ويده. وطلب الحديث على كِبَر السِّنّ، ورحل فيه. وسمعت أبا عليّ الحافظ يقول له: أنت يا أبا إسحاق "بَهْز بن أسد"، يعني: لَثَبْته وإتقانه. وسمعت أبا علي يمازحه غير مرّة يقول: هذا الشيخ ما اغتسل من حلالٍ قط. فيقول: ولا من حرام يا أبا عليّ، وذلك أنّه ما تأهّل.
تُوُفّي في رجب، وله ستٌّ وتسعون سنة. وحدَّث بَمْروِيَّاته على القبول.
107-
إسحاق بن محمد بن إسحاق4 النَّعالي البغدادي، أبو يعقوب.
سمع: أبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية.
قال الخطيب: ثنا عن البَرْقَاني، وابن أبي الفوارس، وابن دوما النعالي.
1 انظر السابق.
2 انظر السابق.
3 انظر الإكمال "1/ 146"، وشذرات الذهب "3/ 48"، والعب "2/ 33".
4 انظر تاريخ بغداد "6/ 400".
وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونًا. مات يوم النَّحْر.
108-
إسحاق الأمير، أبو منصور1 ابن الإمام المتَّقي لله إبراهيم بن المقتدر جعفر العباسي.
زوَّجَه أبو بابنة ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان على مهرٍ مائة ألف دينار. وتوفِّي في هذا العام في المحرَّم عن إحدى وخمسين سنة.
وكان ممّن ترشَّح للخلافة.
109-
إسماعيل بن أحمد بن محمد2 الخلالي التّاجر، أحد الجوَّالين في طلب العلم.
سمع من: عمران بن موسى بن مُجَاشع، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبي يَعْلَى المَوْصِلي، والهَيْثم بن خَلَف، وأحمد بن عمرو البزّار.
وعنه: الحاكم، وأبو الفضل الجارودي، وجماعة.
وقد انتقى عليه رفيقه أبو علي النَّيْسَابُوري الحافظ.
وهو جرجاني نزل نيسابور.
حرف الجيم:
110-
جعفر بن علي بن أحمد3 بن حمدان، أبو علي الأندلُسي صاحب المسيلة، وأمير الزّاب من أعمال إفريقية.
كان شيخًا كثير العطاء، مؤثرًا للعلماء، ولابن هانيء الأندلسي فيه مدائح، ومنها:
المُدْنَفان من البريّة كلّها
…
جسمي وطرفُ بابليَّ أحْوَرُ
والمُشْرِقَاتُ النَّيِّراتُ ثلاثة
…
الشمس والقمر المنير وجعفر
المسيلة مدينة من أعمال الزاب.
1 انظر الوافي بالوفيات "8/ 396".
2 انظر تاريخ جرجان "151".
3 انظر وفيات الأعيان "1/ 360"، والوافي بالوفيات "11/ 116".
وكان بين جعفر وبين زيري بن مَنَاد عداوة وحُرُوب، جرت بينهما معركة هائلة، ثم قام بعده ابنه بُلُكّين، واستظهر على جعفر، فهرب منه إلى الأندلس، فقُتِلَ في هذه السنة.
وأبوه علي هو الذي بنى المَسِيلَة. وزيري هو جد المعز بن باديس.
حرف الحاء:
111-
الحسن بن سعيد القرشي1، سمع أصحاب هشام بن عمَّار.
112-
الحسن بن علي2 بن أبي السّلاسل، أبو القاسم البَجَلي.
حدَّث عن: أحمد بن علي القاضي المَرْوَزي.
وعنه: تمَّام، وأبو نصر المزّي، ومحمد بن عَوْف المُزَني.
توفِّي في رجب.
حرف السين:
113-
سبكتكين الأمير3، حاجب معز الدولة بن بويه. خلع عليه الطائع وطَوَّقه وسَوَّرَه نصر الدولة، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس فانكسرت ضلعه، فاستدعى ابن الصلت لمجبر فردَّه، وبقي لا يمكنه الانحناء للرّكُوع، وكان يقول للمجبّر: إذا ذكرتُ عافيتي علي يدك فرحت بك ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك.
توفِّي في أواخر المحرّم، وكانت مدّة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف دِرْهَم، وصندوقين فيهما جواهر، وستين صندوقا قماش، وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون في كل واحد ألف دينار حلية، وستمائة سَرْج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدل
1 في عداد المجهولين.
2 انظر السابق.
3 انظر المنتظم "6/ 76"، وتاريخ بغداد "1/ 105"، والبداية والنهاية "11/ 282".
فيها فَرْش وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعة وأربعين خادمًا، وكان له دار هي دار المملكة اليوم، يعني: صارت دار السلطنة، وقد غَرِم عليها أموالا لا تُحْصَى.
وممّا رُوي عن المحسّن التَّنُوخيّ، عن أبيه قال: بلغت النفقة على عمل البستان -يعنى: الذي للدار- وسوق الماء إليه خمسة آلاف ألف درهم.
قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن.
حرف العين:
114-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو أحمد1 بن الحريص البغدادي.
عن ابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي.
حدّث بدمشق، فروى عنه أبو نصر بن الجبّان، وابن دُوما النّعالي.
أملي من حفظه في هذه السنة.
115-
عبد الله بن محمد بن عثمان2 بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل، أبو محمد الأندلسي.
سمع: سعيد بن جمير، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان محدّثًا ضابطًا ثقة. سمعه جماعة، وتوفِّي في ربيع الآخر.
116-
عبد الجبَّار بن عبد الصّمد3 بن إسماعيل، أبو هاشم السّلمي المؤدّب المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي عُبَيْدة أحمد بن ذِكْوان، وسمع محمد بن خريم، وجعفر بن أحمد بن عاصم، والقاسم بن عيسي القَصّاب، ومحمد بن المُعافَى الصَّيْداوي، وسعيد بن عبد العزيز، وأبا شيبة داود بن إبراهيم، وعلي بن أحمد بن علان، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر، وطائفة سواهم بالشّام ومصر والحجاز.
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 232".
3 انظر شذرات الذهب "3/ 48"، وسير أعلام النبلاء "16/ 52، 53".
وعنه: تمَّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وعبد الوهاب الميداني، وأبو الحسن بن جَهْضَم، وعلي بن بِشْر بن العطّار، ومحمد بن عَوْف المُزَني.
ووُلد سنة ستَّ وثمانين ومائتين.
قال عبد العزيز الكتّاني: توفِّي في صفر سنة أربعٍ وستّين، وجمع من المصنَّفات شيئًا كثيرًا، وكان ثقة مأمونًا، انتقى عليه أحمد بن القاسم بن الخشّاب بدمشق.
117-
عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر1، أبو القاسم اليزدي القاضي الحارث ابن أبي شيخ، أبو محمد الغَنَوِي.
حدّث عن: جعفر الفِرْيابي، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وَمحمد بْن جرير الطْبري.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، ومحمد بن بكر، وبِشْر الفاني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، بغدادي.
118-
عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر2، أبو بكر الأصبهاني الكسَائي.
سمع أبا بكر بن أبي عاصم.
119-
عبد الرحمن بن محمد بن إدريس3 بن كامل، أبو محمد القُهُنْدُزي، شيخ كبير.
سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو أحمد المعلّم، وأبو منصور الديباجي، وأهل هَرَاة.
ذكره أبو النضر الفامي.
120-
عبد السّلام بن محمد بن أبي موسى4 البغدادي، أبو القاسم المخرمي الصوفي.
1 لا بأس به.
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 120".
3 لا بأس به.
4 انظر المنتظم "7/ 79"، والكامل في التاريخ "8/ 662".
سمع: أبا بكر بن أبي داود وأبا عَرُوبة الحرّاني وابن جَوْصا وأحمد بن عبد الوارث العَسّال.
وعنه: علي بن سعيد البَغَوي، وابن جَهْضم، وأبو نُعَيم.
ووثَّقه الخطيب، وجاور بمكّة مدّة، وكان شيخ الحرم في زمانه، رحمه الله. ممّن جمع بين علم الشريعة وعلم الحقيقة، جاور زمانًا.
121-
عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خَلَف الْجُنْدَيْسَابُوري1، أبو الحسين.
وكان مولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
122-
عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ2، أَبُو الحَسَن المَصَّيصي.
حدّث ببغداد عن: أحمد بن خُليْد الحلبي، ومحمد بن معاذ ذرّان.
وعنه: البَرْقاني، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نُعَيم.
توفِّي، وكان فيه تساهل، في جُمادى الآخرة سنة أربعٍ وستّين.
123-
علي بن محمد بن المُعَلَّى3، أبو الحسن الشُّونيزي4 البغدادي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والحسين بن شيطا، وأبو علي بن دُوما.
قال الخطيب: كان ثقة صالحًا.
124-
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه5، أبو القاسم التَّرْمِذي البزّار. بغدادي فيه ضعف.
1 نسبة إلى مدينة خوزستان يقال لها جنديسابور.
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 324"، والعبر "2/ 334".
3 انظر تاريخ بغداد "12/ 84".
4 موضع معروف ببغداد.
5 انظر تاريخ بغداد "12/ 254".
روَى عن: جدّه لأمّه محمد بن عبد الله بن مرزوق الخلال صاحب عفّان، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وبِشْر بن الفاتني، ومحمد بن دِرْهَم، وأبو نُعَيم.
قال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
حرف الفاء:
125-
الفضل، أبو القاسم أمير المؤمنين المُطِيع لله بن المقتدر بن جعفر بن المعتضد العبّاسي الهاشمي.
ولي الخلافة بعد المُسْتَكْفي، وأُمُه أمّ ولد اسمها مَشْغَلَة، أدركت خلافته، وبُويع في سنة أربعٍ وثلاثين، ومولده في أوّل سنة إحدى وثلاثمائة.
قال ابن شاهين: وخلع نفسه غير مُكَره فيما صحَّ عندي في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وستّين، ونزل عن الأمر لولده أبي بكر عبد الكريم، ولقّبوه "الطائع لله"، وسنّ أبي بكر يومئذ ثمان وأربعون سنة، ثم إنَّ الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه، فمات في المحرّم سنة أربعٍ وستيّن.
أنبأنا المسلّم بن محمد، أنا أبو النّعمان الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، حدّثني محمد بن يوسف القطّان، سمعت أبا الفضل التميمي، سمعت المطيع لله، سمعت شيخي ابن منيع، سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذُلّ.
126-
الفضيل بن محمد بن أبي الحسين1، أبو عصام بن الشهيد الحافظ أبي الفضل الهَرَوِي الفقيه، وإليه يُنْسَب الفَضْليّون بهَرَاة.
كان فقيهًا حاذقًا.
حرف القاف:
127-
القاسم بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم2 بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بن موسى بن
1 لا بأس به.
2 من آل البيت، ولا رواية له.
جعفر الصادق بن محمد البقر بن زين العابدين، أبو محمد الحُسَيْني -رحمه الله تعالى.
توفِّي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة.
حرف الميم:
128-
محمد بن إبراهيم بن الخضر القاضي، أبو الفجر البصْري الشافعي، ويُعْرَف بابن سُكَّرَة.
سمع: عَبْدان الأهوازي، وتوفِّي بمصر في ربيع الآخر، وقد ولي قضاء طبرية.
129-
محمد بن إبراهيم بن أحمد1، أبو طاهر الأصبهاني المحدِّث، ابن عمّ أبي نُعَيم الحافظ.
سمع بمكّة محمد بن إبراهيم بن المنذر، وببغداد ابن عيّاش القطّان.
130-
محمد بن إبراهيم2 بن مقبل، أبو الفتح.
حدّث عن محمد بن سعيد القُشَيْري.
131-
محمد بن بدر الحمامي3 الطَّولوني، أبو بكر، أمير بلاد فارس وابن أميرها.
حدّث ببغداد عن: بكر بن سَهْل الدَّمْياطي، وأبي عبد الرحمن النّسَائي.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وبشرى الفاتني، وأبو نُعَيم.
وقال أبو نُعَيم: كان ثقة. توفِّي في رجب ببغداد.
وقال محمد بن العبّاس بن الفُرات: كان له مذهب في الرفض، وما كان يدري من الحديث.
132-
محمد بن الحسن بن القاسم4 بن دُحَيْم الدمشقي، يُكَنَّى أبا زرعة.
1 لا بأس به.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر المنتظم "7/ 79"، وميزان الاعتدال "3/ 31"، وتاريخ بغداد "2/ 108"، وشذرات الذهب "3/ 49".
4 لا بأس به.
سمع عمّ أبيه: إبراهيم اللخْمي الحَضري، من أهل قُرُطُبة. كان زاهدًا صالحًا.
سمع منه: الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القُرَشي.
133-
محمد بن يحيى بن خليل اللخمي القرطبي، المعروف بالعصفري.
سمع قاسم بن أصبغ وجماعة، وكان فقيهًا مفتيًا، يشغل الناس، ويناظرون عليه. مات في صفر.
134-
محمد بن سعيد اللخمي الخضري، من أهل قُرُطُبة.
كان زاهدًا صالحًا.
سمع من: الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القُرَشي.
135-
محمد بن عبد الله بن يعقوب1، الشيخ أبو بكر النَّيْسَابُوري.
سمع: محمد بن إبراهيم الوشنجي، والحسين بن محمد العبّاني، وإبراهيم بن أبي طالب.
وكان يُؤَمّ في الجامع، قاله الحاكم. وحدَّث عنه في تاريخه، وقال: مات سنة أربعٍ وستّين.
136-
محمد بن عبد الله بن إبراهيم2 بن عَبْدَة، أبو الحسن التميمي السَّلِيطي النيسابوري.
سمع: محمد بن إبراهيم الوشنجي، وجعفر بن أحمد التّرك، وإبراهيم بن علي الذّهلي، وخشنام بن بِشْر.
وحجَّ في آخر عمره، فأكثر عنه العراقيّون.
روى عنه: الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثَّقه الخطيب، وتوفِّي في المحرّم، وله اثنان وتسعون سنة.
وسمع منه بهَمَذان: أبو بكر بن لال، وابن تركان.
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 459"، وميزان الاعتدال "3/ 613"، وسير أعلام النبلاء "16/ 75".
137-
محمد بن عبد الملك بن عديّ1 بن زيد، أبو بكر الْجُرْجاني الفقيه الشُّرُوطي.
روى عن: أبيه، وأبي بكر بن أبي داود البَغَوِي، وابن صاعد.
روى عنه: القاضي أبو بكر الشَّالَنْجِي، وغيره.
138-
محمد بن عبد الملك الخَوْلاني2 الأندلُسي، المعروف بالنَّحْوي.
كان فقيهًا مُنَاظِرًا عارفًا بالمذهب. اختصر "المُدَوَّنَة".
139-
محمد بن محمد بن جعفر3 الْجُرْجَاني الشَّيْبَاني السّرّاج، أبو الحسن.
روى عن عِمران بن مَجَاشع.
وعنه: أبو سعيد الماليني.
140-
مُطَهَّر بن سليمان4، أبو بكر بن أبي نواس الأنّباري الفَرَضيّ العَدْل.
عن: أبيه، وعبد الله بن ناجية، والباغَنْدي، والفِرْيَابي، وجماعة.
وعنه: النقّاش، وأبو نُعَيم.
توفِّي في ربيع الآخر، وقد رماه الدَارقُطْنيّ بالكذِب، قال: سمعته يقول: حملني أبي إلى الفِرْيابي سنة أربع وثلاثمائة. والفريابي مات سنة إحدى وثلاثمائة.
حرف الهاء:
141-
هارون بن أحمد بن هارون بن بُنْدار بن الحريش، أبو سهل الإسْتِراباذي5.
سمع: أبا خليفة، وإسحاق بن أحمد الخُزَاعي، وأبا عمران الجوني، وجماعة.
وحدَّث بسمرقند ونيسابور.
1 انظر تاريخ جرجان "415".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 75".
3 في عداد المجهولين.
4 متَّهم بالكذب، كما قال الدارقطني.
5 نسبة إلى بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان، انظر اللباب "1/ 51".
قال الحاكم: صحيح الأُصُول.
روى عنه: هو، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وقال: توفِّي ببخارى في رمضان، وكان شَرِهًا، حدَّث من غير أصل.
وفيَّات خمس وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
142-
أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أبي توبة، أبو الحسن الفَسَوي1 الزّاهد. كان أوحد عصره في التَّصَوُّف وفي الحديث ببلده، وكانت الرّحلة إليه.
روى عن: علي بن سعيد الرّازي، وأحمد بن إبراهيم الرَّبَضِي، وعلي بن سميع الفارسي، وطائفة من أهل العراق والرّيّ.
توفِّي في ذي الحجّة، وكان وِرْدُه فيما قال ابن السمعاني في " الأنساب: في اليوم والليلة ألف ركعة، رحمه الله.
143-
أحمد بن جعفر بن محمد2 بن سَلْم، أبو بكر الخُتُّليّ، أخو محمد وعمر، وهو الأصغر.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن علي الأبّار.
قال الخطيب: وكان صالحًا ثقة ثبْتًا، كتب عنه الدَارقُطْنيّ، وثنا عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرُقَاني، وكتب من القراءات والتفاسير أمرًا عظيمًا. ووُلِدَ سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
قال أحمد بن جعفر بن سَلْم الفِرْسَاني الأصبهاني: شيخ من طبقة الخُتَّلي، سمع أحمد بن عمرو البزّار.
روى عنه: أبو سعيد النقاش، وقال: توفِّي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
1 نسبة إلى مدينة فسا من بلاد فارس، انظر اللباب "2/ 432".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 71"، والمنتظم "7/ 81"، وسير أعلام النبلاء "16/ 82".
144-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عُمَر، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري المُذكّر1.
سمع أباه، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي.
وعنه: الحاكم.
تُوُفّي في ربيع الآخر. من أبناء الثمانين.
145-
أحمد بن موسى بن الحسين2 بن علي، أبو بكر بن السّمْسار الدمشقي.
سمع: محمد بن خُرَيم، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومَكْحُول البَيْروُتي، وابن جَوْصَا بإفادة أخيه أبي العبّاس.
وعنه: عبد الوهاب الميداني، وعلي بن الغَمْر، وأخوه أبو الحسين علي بن السّمسار، ومحمد بن عوف المُزني، وغيرهم.
146-
أحمد بن نصر بن دينار الأصبهاني3.
عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
ورَّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه.
147-
أحمد بن نصر بن عبد الله4 بن الفتح، أبو بكر البغدادي الذَّرّاع.
حدَّث بالنّهْرَوَان وغيرها عن الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي، وجدِّه لأمّه صَدَقَة بن موسى بن تميم، وثعلب.
وعنه: ابن دُوما.
قال الخطيب: في حديثه نكرة يدلّ على أنّه ليس بثقة.
وسمع منه ابن دُوما في هذه السنة، ولم يؤرِّخ موته فيما أعلم، وهو مُتَّهم، يأتي بالطامات، فليحذر منه.
1 نسبة إلى من يذكر الناس ويعظهم.
2 انظر تهذيب تاريخ دمشق "2/ 100".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 184"، والعبر "2/ 335، 336".
148-
إبراهيم بن عبد الله بن عُبَيْد البغدادي الثّلاج1.
عن: محمد بن محمد بن سليمان الباغَنْدي.
وعنه: أبو نصر بن الْجَبَّان، وابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن الثلَّاج.
149-
إسماعيل بن نُجَيْد بن أحمد2 بن يوسف بن خالد، أبو عمرو السَّلَمي النَّيْسَابُوري الصُّوفي الزّاهد، شيخُ عصْرِه في الصّوفيّة والمعاملة، ومُسْنَدُ مِصْره.
قال الحاكم: وَرِثَ من آبائه أموالًا كثيرة، فأنفق سائرها على الزهَّاد والعلماء.
سمع: أبا عثمان الحِيري والْجُنَيْد. وسمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وأبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن أيّوب الرّازي، وعلي بن الحسين بن الْجُنَيْد، وجماعة.
وعنه: سبْطه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصّفّار، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان، وعبد القاهر بن طاهر الفقيه، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قَتَادَة، وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي، وأبو نصر بن عبدش، وطائفة، آخرهم أبو حفص عمر بن مسرور.
ومن مناقبه أنَّ شيخه أبا عثمان طلب شيئًا لبعض الثّغُور، فتأخَّر ذلك، فضاق صدره، وبكى على رءوس النّاس، فجاءه أبو عمرو بن نُجَيْد بأَلْفَيْ دِرْهَم، فدعا له، ثم قال لمَّا جلس: أيُها الناس، إنّي قد رَجَوْتُ لأبي عمرو الجنَّة بما فعل، فإنّه ناب عن الجماعة وحمل كذا، فقام ابن نُجَيْد على رءوس النّاس وقال: إنّما حملت ذلك من مال أُمّي وهي كارهة، فينبغي أن يُرَدَّ عليّ لأَرُدّه عليها، فأمر أبو عثمان الحِيري بالكيس، فرُدَّ إليه، فلمَّا جنَّ عليه الليل جاء بالكيس، وطلب من أبي عثمان سَتْرَ ذلك، فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همّة أبي عَمْرو.
وقال السُّلَمي: جدِّي له طريقة ينفرد بها من صَوْن الحال وتلبيسه، وسمعته يقول: كلّ حال لا يكون عن نتيجة عِلْمٍ فإنّ ضَرَرَه على صاحبه أكبر من نَفْعه.
وسمعته يقول: لا تَصْفُو لأحدٍ قَدَمٌ في العُبُوديّة حتى تكون أفعالهُ عنده كلّها رِياءً، وأحواله كلّها عنده دعاوى3.
1 انظر اللباب "1/ 246".
2 انظر المنتظم "7/ 84"، وسير أعلام النبلاء "16/ 146"، والبداية والنهاية "11/ 288".
3 نسأل الله السلامة، بيد أن ليس على الدوام حتى لا يقنط العبد، ولكن بين الخوف والرجاء.
وقال جدّي: من قدر على إسقاط جاهه عند الخَلْق سهل الإعراض عن الدّنيا وأهلها.
وسمعت أبا عمرو بن مطر، سمعت أبا عثمان الحِيري يقول - وخرج من عند ابن نجيد: يلومني النّاس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه. ورُبّما كان أبو عثمان يقول: أبو عمرو خَلَفِي من بعدي.
قال لي ابن أبي زرقاء: قال فلان: جدّك من أوتاد الأرض.
توفِّي ابن نُجَيْد في ربيع الأوّل عن ثلاثٍ وتسعين سنة، وقد سمعنا خبره بالإجازة العالية.
حرف الحاء:
150-
الحسن بن منير1، أبو علي التَّنُوخي الدّمشقي.
سمع: عُبَيْد الله بن محمد بن سالم المقدسي، ومحمد بن خُرَيْم، وهذه الطبقة.
وعنه: محمد بن عَوْف المُزَني، ومحمد بن عبد السّلام بن سعدان.
توفِّي في ربيع الأول.
قال الكتاني: كان ثقةً نبيلًا.
151-
الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن الْحُسَيْن بن عيسى بن ماسَرْجِس ابن علي الماسَرْجِسي النَّيْسَابُوري الحافظ. كان كثير السّماع والرّحلة.
سمع: جدّه أحمد بن محمد سِبْط ابن ماسَرْجس، وإليه نسبه.
وابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وسمع بمصر والشام، ورحل في حدود الثلاثين وثلاثمائة.
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المُزَني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمّار، وما صُنّف في الإسلام أكبر من مُسْنَدِه، فصنّف
"المُسْنَدَ الكبير" مُهَذَّبًا معللًا في ألف وثلاثمائة جزء.
1 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 254".
2 انظر المنتظم "7/ 81"، وتذكرة الحافظ "2/ 955، 956"، والعبر "2/ 336".
جمع حديث الزُّهْري جَمْعًا لم يسبقه إليه أحدٌ، وكان يحفظه مثل الماء، وصنَّف الأبواب والشيوخ والمَغَازي والقبائل، وصنَّف على البُخَاري كتابًا، وأدركَتُه المَنِيّة قبل إنجاحه إلى إسناده، ودُفِن عِلْمٌ كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحَجّاج يقول: صنَّفت هذا المسند -يعني صحيحه- من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
قال الحاكم: في موضع آخر: صنَّف حديث الزهري. قرأه على محمد بن يحيى الذُّهْلي، وعلى التخمين يكون مُسْنَدُه بخطوط الورَّاقين في أكثر من ثلاثة آلاف جُزْء، إلى أن قال: تُوُفّي في رجب وله ثمان وستّون سنة.
152-
الحَكَمُ بن عبد الرحمن بن محمد1، المستنصر بالله الأمَوي صاحب الأندلس. توفِّي في المحرّم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج، مُنْصَرِفًا من بلاد إفْرنْجَة.
وقيل: توفِّي سنة ستَّ، كما سيأتي.
حرف السين:
153-
سعيد بن محمد بن عثمان2.
سمع ابن أبي شيبة، والفِرْيابي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبن نعيم، ووثقاه.
يكنَّى أبو إسحاق. توفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
حرف الْعَيْنِ:
154-
عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إسحاق3 بن موسى بن مِهْران الأصبهاني، أبو محمد، سِبْط الزّاهد محمد بن يوسف البنّا، ومِهران مولى عبد الله بن معاوية بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الجعفري.
1 الكامل "8/ 677"، وسير أعلام النبلاء "16/ 230، 231".
2 أحد الثقات.
3 انظر العبر "2/ 337"، وسير أعلام النبلاء "16/ 281".
رحل وسمع: أبا خليفة، وعبد الله بن ناجية، وإسحاق الخُزاعي المكي، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متويه الإمام، وعَبْدان بن أحمد الأهوازي، وجماعة كثيرة.
وعنه: ابنه أبو نعيم، وأبو بكر بن علي الذكواني، وغيرهما.
وتُوُفّي في رجب. وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أُنْبِئْتُ عن ابن مسعود ابن أبي منصور، أنا الحدّاد، أنا أبو نُعَيم، أنا أبي، ثنا أبو خليفة سنة ثلاثمائة، ثنا أبو الوليد، فذكر حديثًا.
155-
عبد الله بن عديّ بن عبد الله1 بن محمد بن مُبَارك، أبو أحمد الْجُرْجاني الحافظ، ويُعرف بابن القطّان.
رحل إلى الشّام ومصر رحلتين، أولاهما سنة سبْعٍ وتسعين، فسمع من الكبار، عبد الرحمن بن القاسم الرّوّاس، وأبا عقيل أنس بن السُّلْم، وأبا خليفة، والحسن بن سفيان، وبهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن سليمان بن أبي سُوَيْد، وعمران بن موسى بن مُجَاشع، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، ومحمد بن يحيى المَرُوزي، وعبدان، وأبا يَعْلَى، والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير، والحسن بن الفرج الغَزّي، وأبا عَرُوبَة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، والباغَنْدِي، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي، وجعفر بن محمد بن اللّيث صاحب أبي الوليد، وعلي بن العبّاس البَجَلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، وأممًا سواهم.
وعنه: أبو العبّاس بن عُقْدَةَ، وهو من شيوخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبدكويه، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو الحسين ابن العالي، وآخرون.
وكان مصنَّفًا حافظًا، له كتاب "الكامل في معرفة الضعفاء" في غاية الحُسْن، ذكر فيه كلَّ من تكلمَ فيه، ولو كان من رجال الصَّحيح، وذكر في كل ترجمة حديثًا، فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره، ويتكلّم على الرّجال بكلام منصف.
قال الحافظ ابن عساكر: كان ثقةً على لَحْنٍ فيه. ولد سنة سَبْعٍ وسبعين ومائتين، وكتب الحديث ببلده سنة تسعين، وصنّف "الكامل في الضعفاء" نحو ستين جزءًا.
1 انظر الكامل في التاريخ "8/ 668"، وسير أعلام النبلاء "16/ 154، 156".
قال حمزة السَّهْمي: سألت الدَارقُطْنيّ أنْ يصنِّف كتابًا في الضعفاء فقال: أليس عندك كتاب ابن عَدِي؟ قلت: نعم. قال: فيه كفاية لا يُزاد عليه.
وقد صنَّف ابن عَدِي على مختصر المُزْني كتابًا سمّاه "الانتصار".
قال حمزة السَّهَمي: كان حافظًا مُتْقِنًا، لم يكن في زمانه مثله، تفرَّد بأحاديث وهب منها لابنيه: عَدِيّ، وأبي زُرْعَة، وتفرَّدَا بها.
وقال أبو الوليد السّاجي: ابن عَدِيّ حافظ لا بأس به.
قال حمزة: تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وصلّى عليه أبو بكر الإسماعيلي.
قلت: كان لا يعرف العربية، مع عُجْمَه فيه، وأمّا في العِلَل والرّجال فحافظٌ لا يُجَارَى.
156-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ1 بن النّاصح بن شُجاع، أبو أحمد، المفسّر الفقيه الشّافعي الدمشقي، نزيل مصر.
سمع: أحمد بن علي بن سعيد المَرْوَزي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن محمد بن علي البلْخيّ الحافظ، وجُنَيْد بن خَلَف السَّمرْقَنْدِي، لقي هؤلاء الثلاثة في الحجّ.
وانتقى: عليه أبو الحسن الدَارقُطْنيّ، وحدَّث عنه الحفّاظ: عبد الغني، وابن مَنْدَه، وأحمد بن محمد بن أبي العوّام، وأبو النّعمان تراب، وإسماعيل بن عبد الرحمن النَحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وعلي بن محمد بن علي الفارسي، وآخرون.
وتُوُفّي في رجب.
157-
عبد الرحمن بن جعفر بن محمد2 بن داود.
أبو سعيد المصري الورَّاق البرذعي.
توفي في رمضان.
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 282، 283"، والعبر "2/ 338"، وشذرات الذهب "3/ 51".
2 لا بأس به.
158-
عبد العزيز بن محمد بن حسن بن محمد بن أحمد بن خلاد، أبو محمد التميمي الْجَوْهَري الضّرير، قاضي الصعيد، ويعرف بابن بنت نعيم.
يروي عنه: محمد بن زبّان، وأبي جعفر الطّحاوي.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، وغيره.
159-
عثمان بن محمد بن عثمان1 بن محمد بن عبد الملك، أبو عمرو العثماني.
روى عن جماعة.
أكثر عنه أبو نُعَيم الحافظ في تواليفه، وهو ليس صاحب حديث، لكنّه راوية للموضوعات والعجائب.
روى بدمشق وأصبهان، عن: محمد بن الحسين بن مَكْرَم، ومحمد بن عبد السلام، وخَيْثَمة بن سُلَيْمان، وأبي الحُسين الرّازي، ومحمد بن أحمد بن إسحاق، وخلق.
وعنه: أبو نُعَيم، وتمّام الرّازي، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر بن علي الذّكواني، وآخرون.
160-
عصام بن محمد بن أحمد2، أبو عاصم القَطْري، الذي روى عن سلم ابن عصام، ومحمد بن عمر بن حفص الجوزجيري.
وعنه: أبو نُعَيم. القَطْري بفتح القاف.
161-
علي بن الحسين بن إبراهيم3 بن سعد، أبو طالب الحمصي، بالرَّمْلة.
162-
علي بن الحسين بن عبد الرحمن القالني، أبو الحسن البخاري، المعروف بالسَّدِيوَري4، من كبار أصحاب أبي الحسن الكرخي.
1 انظر حلية الأولياء "2/ 196".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.
4 نسبة إلى سديور وهي إحدى قرى مرو. انظر اللباب "2/ 110".
وُلّي قضاء مَرْوَ، وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن نجدة.
حدَّث عنه الحاكم، وأرَّخ عنه فيها.
163-
علي بن عبد الله بن وَصِيف1، أبو الحسن النّاشئ، شاعر مُحْسِن.
أخذ عِلْم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نُوبَخْت النّاشئ، وأملى ديوان شعره بالكوفه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان المتنبي يحضر الإملاء وهو شابّ، وقصد النّاشئ سيفَ الدَّولة وامتدحه بحلب، فأجازه، وعُمِّر وبقي إلى هذه السنة.
وله:
كأنّ سِنان ذابِلِهِ ضميرٌ
…
فليس عن القُلُوب له ذَهَابُ
وصَارِمُهُ كَبَيْعَتِهِ بخُمٍّ
…
معاقدها من الخَلْقِ الرَّقاب
164-
علي بن عبد الله بن العبّاس الجوهري، أبو محمد.
سمع: الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، والباغَنْدِي.
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.
وعاش نيّفًا وسبعين سنة.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ شديد.
165-
علي بن هارون2، أبو الحسن الحربي السَّمْسار.
سمع: موسى بن هارون، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو نُعَيم.
حرف الميم:
166-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله الرّازي الصُّوفي المقرئ.
صحب يوسف بن الحسين الزّاهد، والمشايخ الكبار، وكان من أعيان المشايخ. أنفق أمواله على الفقراء. وله حكايات.
1 انظر لسان الميزان "4/ 238"، وفيات الأعيان "3/ 369".
2 انظر تاريخ بغداد "12/ 120".
167-
محمد بن أحمد بن محمد1 بن يزيد العْدل، أبو بكر الأصبهاني ثم النَّيْسَابُوري.
سمع: عبد الله بن شيرَوَيْه، وجعفر الحافظ.
وعنه: الحاكم.
168-
محمد بن إبراهيم بن موسى2، أبو غانم السهمي الصائغ.
يروي عن: أبو نعيم الحافظ نُعَيم الإسَتِراباذي، وغيره.
وعنه: أبو سعيد الماليني.
169-
محمد بن إبراهيم3 بن حسن بن موسى النَّيْسَابُوري، أبو العبّاس المناشكي المَحَامِلِيّ.
سمع: محمد بن عمرو الحَرَشِي، والمُسَيّب بن زُهَيْر، وطبقتهما.
مات في رمضان عن أربعٍ وتسعين سنة.
وعنه: الحاكم.
170-
محمد بن طاهر، أبو نصر الوزيري4 المفسّر الأديب.
سمع: عبد الله بن الشّرفي، وأبا حامد بن بلال.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
تُوُفّي بهَراة، وكان من أئمّة الشافعية.
171-
محمد بن علي بن إسماعيل5، الإمام أبو بكر الشّاشي الفقيه الشافعي، المعروف بالقَفَّال الكبير.
كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهًا محدّثًا أُصُوليًّا لُغَوِيًّا شاعرًا، لم يكن للشافعيّة بما وراء النهر مثله في وقته.
1 لا بأس به.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر اللباب "3/ 258"، والأنساب "11/ 484".
4 انظر طبقات الشافعية الكبرى "3/ 175"، وميزان الاعتدال "3/ 586".
5 انظر طبقات الشافعية الكبرى "3/ 200"، وسير أعلام النبلاء "16/ 283"، والعبر "2/ 338".
ودخل إلى خُراسان وإلى العراق والشّام، وسار ذِكْرُه، واشتهر اسمه، وصنَّف في الأُصُول والفروع.
قال الحاكم: كان أَعْلَمَ ما وراء النّهر -يعني في عصره - بالأصول، وأكْثَرَهُمْ رِحلةً في طلب الحديث.
سمع: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة، ومحمد بن جرير الطَّبَري، وعبد الله المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وطبقتهم.
وقد قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: إنّه توفِّي سنة ستًّ وثلاثين وثلاثمائة، وهذا وَهْمٌ، ولعلّه تصحَّف عليه ثلاثين بلفظة ستّين، فإنّ أبا عبد الله ذكر وفاته في آخر سنة خمسٍ وستّين بالشاش.
وكذا ورَّخه أبو سعد السَّمْعَاني، وزاد أنّه وُلِد سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وقال الشيخ أبو إسحاق: إنّه درس على أبي العبّاس بن شُرَيْح.
قلت: ولم يدركه، فإنّه رحل من الشاش سنة تسع وثلاثمائة، وأبو العباس فقد ذكرنا وفاته سنة ستًّ وثلاثمائة.
قال أبو إسحاق: له مصنّفات كثيرة، ليس لأحدٍ مثلها، وهو أوّل من صنَّف الْجَدَل الحَسَنَ من الفقهاء، وله كتاب في أُصُول الفقه، وله شرح الرّسالة، وعنه انتشر فقه الشّافعيّ فيما وراء النَّهر.
قلت: ومن غرائب وجوه القفَّال هذا ما ذكره في "الروضة" أبو زكريّا: إنَّ المريض يجوز له الجمع بين الصلاتين بعُذْر المرض، ومن ذلك أنَّه يستحبّ أنَّ الكبير يعُقّ عن نفسه، وقد قال لا يُعَقّ عن كبير.
وممن روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن مَنْدَه، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر عمر بن قتادة، وغيرهم.
وابنه القاسم هو مصنّف "التّقريب"، نقل عنه صاحب "النّهاية" وصاحب "الوسيط".
وقال ابن السّمعاني في أبي بكر القفَّال: إنّه صنَّف كتاب "دلائل النُّبُوَّة"، وكتاب "محاسن الشّريعة".
قال أبو زكريّا النّواوي: إذا ذُكر القفَّال الشّاشي فالمُرَاد هو، وإذا ورد القَفّال المَرُوزي، فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة. قال: ثم إنَّ الشّاشي يتكرَّر ذِكْرُهُ في التّفسير والحديث والأصول والكلام، وأمَّا المَرْوَزي فيتكرَّر ذِكْره في الفِقْهِيّات.
وقال أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القفَّال أعْلَمَ مَن لَقيتُهُ من علماء عصره. فقال البَيْهَقيّ في "شُعَب الإيمان": أنشدنا ابن قَتَادة، أنشدنا أبو بكر القَفَّال:
أَوَسَّع رَحْلي على مَن نَزَل
…
وزادي مباح على من أكل
نقدِّم حاضر ماعندنا
…
وإنْ لمَ يكن غير خُبْزٍ وخَلّ
فأمّا الكريم فيرضى بِهِ
…
وأمّا اللّئيمُ فمن لم أَبَلْ
قال أبو الحسن الصّفّار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر، فقال: قدَّسه من وجهٍ ودنَّسه من وجه. ودنَّسه من وجه أي: دنسه من جهة مذهب الاعتزال.
172-
مُطَهّر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي1 بْن أحمد بن مجاهد، أبو عمر الحَنْظَلي، شيخ أصبهانيّ.
سمع: محمد بن العبّاس الأخرم، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، ونوح بن منصور.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وقال: تُوُفّي في رجب.
173-
مَعَدّ المُعِزّ لدين الله2، أبو تميم.
ابن المنصور إسماعيل القائم بن المهدي العُبَيْدي، صاحب المغرب، والذي بُنِيَتْ له القاهرة المعزّيَّة، وهو أول من تملّك ديار مصر من بني عُبَيْد الرّافضة المدَّعين أنّهم عَلَويّون.
وكان ولي عهد أبيه، فاستقلَّ بالأمر في آخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وسار في نواحي إفريقية يمهّد مملكته، فذلَّلَ العصاة، واستعمل غلمانه على المدن،
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 324".
2 انظر المنتظم "7/ 82"، والكامل في التاريخ "8/ 663"، وسير أعلام النبلاء "15/ 159".
واستخدم الْجُنْدَ، ثم جهزّ مولاه جوهر القائد في جيش كثيف، فسار فافتتح سِجِلْمَاسَة، وسار حتى وصل إلى البحر المحيط، وصِيدَ من سمكه، وافتتح مدينة فاس، وأرسل بصاحبها وبصاحب سَبْتَة أسيرين إلى المُعّز.
ووطَّدَ له من إفريقية إلى البحر، سوى مدينة سبّتة، فإنّها بقيت لبني أميّة أصحاب الأندلس.
وذكر هذا القفْطي أنَّ المُعِزّ عزم على تجهيز عسكر إلى مصر، فسألته أمّه تأخير ذلك لتحجَّ خفية، فأجابها، وحجَّت، فلمَّا حصلت بمصر، أحسَّ بها الأستاذ كافور الإخشيدي، فحضر وخدمها وحمل إليها هدايا، وبعث في خدمتها أجنادًا، فلمَّا رجعت من حجّها منعت ولدها من غزو بلاده، فلمَّا تُوُفّي كافور بعث المُعِزّ جيوشه، فأخذوا مصر.
قال غيره: ولمَّا بلغ المُعِزّ موت كافور صاحب ديار مصر، جهّز جَوْهَر المذكور إليها، فجبي جوهر القطائع التي على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار، وسار المُعِزّ بنفسه إلى المهديّة في الشتاء، فأخرج من قصور آبائه من الأموال خمسمائة حِمْل، ثم سار جوهر في الجيوش إلى مصر في أوّل سنة ثمانٍ وخمسين، وأنفق الأموال. وكان في أُهْبَةٍ هائلة، وصادف بمصر الغلاء والوباء، فافتتحها، وافتتح الحجاز والشام، ثم أرسل يعرِّف المُعِزّ بانتظام الحال، فاستخلف على إفريقية بُلُكّين بن زيري الصَّنْهاجي، وسار في خزانته وجيوشه في سنة إحدى وستّين.
ودخل الإسكندريّة في شعبان سنة اثنتين وستّين، فتلقّاه قاضي مصر أبو الطّاهر الذُهْلي والأعيان، فطال حديثه معه، وأعلمهم بأنّ قَصْدَه القصد المبارك من إقامة الجهاد والحق، وأنْ يختم عمره بالأعمال الصالحة، وأن يعمل بما أمره به جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ووعظهم وطوَّل حتى بكى بعضهم، ثم خلع على جماعة، ثم سار فنزل بالجيزة، فأخذه جيشه في التَّعْدِية إلى مصر، ثم دخل القاهرة، وقد بُنيت له بها دُور الإمرة. ولم يدخل مصر، وكانوا قد احتفلوا وزيّنوا مصر، فلمَّا دخل القصر خرَّ ساجدًا وصلّى ركعتين.
وكان عاقلًا حازمًا أديبًا سريًا جوادًا مُمَدّحًا، فيه عدل وإنصاف، فمن ذلك، قيل: إنّ زوجة الإخشيد لمَّا زالت دولتهم أودعت عند يهودي بغلطان كلّه جوهر، ثم فيما بعد طالبته، فأنكر، فقالت: خُذْ كُمَّ البغلطان، فأبي، فلم تزل حتى قالت: هات
الكُمَّ وخُذِ الجميع، فلم يفعل. وكان فيه بضع عشرة درّة، فأتت قصر المُعِزّ فإذِن لها، فأخبرته بأمرها، فأحضره وقرَّره، فلم يقرّ، فبعث إلى داره من خرب حيطانها، فظهرت جرة فيها البغلطان، فلمَّا رآه المعز تحيِّر من حُسْنه، ووجد اليهوديّ قد أخذ من صدره دُرّتين، فاعترف أنّه باعهما بألف وستمّائة دينار، فسلّمه بكماله، فاجتهدت أن يأخذه هديّة أو بثمن، فلم يفعل، فقالت: يا مولانا، هذا كان يصلح لي وأنا صاحبة مصر، فأمَّا اليوم فلا، ثم أخذته وانصرفت.
وجاء أنَّ المنجّمين أخبروه أنّ عليه قطْعًا، وأشاروا عليه أن يتّخذ سردابًا ويتوارى فيه سنة، ففعل، فلمَّا طالت غيبته ظنَّ جُنْدُهُ المغاربة أنَّه قد رُفِع، فكان الفارس منهم إذا رأى الغمام ترجّل ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. ثم خرج بعد السنة، وتوفِّي بعد ذلك بيسير.
وكان قد قرأ فنونًا من العلم والأدب، والله أعلم بسريرته.
قيل: أنّه أحضر إليه بمصر كتاب فيه شهادة جدّه عُبَيْد الله بسَلَمِيّة، وكتب:"شهد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الباهلي". وفي الكتاب شهادة جماعة من أهل سَلَمِيَّةَ وحمص، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأراد بقوله: الباهلي أنّه من أهل المُبَاهَلَة لا أنّه من باهِلَة.
وكان المُعِز أيضًا ينظر في النجوم.
وقيل: إنَّه قال هذين البيتين:
أَطْلَعَ الحُسْنُ من جبينك شَمْسًا
…
فوق ورْدٍ من وجنتيك أطلَّا
وكأنَّ الجمال خاف على الور
…
د ذُبُولًا فمدَّ بالشَّعْرٍ ظلًا
وله فيما قيل:
لله ما صَنَعَتْ بنا
…
تلك المحاجِرُ في المعاجر
أمضى وأقضى في النفو
…
س من الخناجر في الخناجر
ولقد تعبت ببينكم
…
تعب المهجر في الهواجِرُ
توفِّي فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وستّين، وله ستّ وأربعون سنة، وكان مولده بالمهدية.
174-
منصور بن عبد الملك بن نوح1 بن نصر بن أحمد بن إسماعيل، أبو صالح الأمير السَّاماني، أمير بُخَارَى وسَمَرْقَنْد، وأبن أمرائها السّامانيّة.
توفِّي في شوّال، وتملَّك بغداد بعده ولده أبو القاسم نوح إحدى وعشرين سنة.
حرف الياء:
175-
يوسف بن يعقوب النجيرمي.
حدث في هذا العام.
وفيَّات ست وستين وثلاثمائة:
176-
أحمد بن جعفر2، أبو الفرج النّسَائي.
حدَّث ببغداد عن: يوسف القاضين وجعفر الفريابي.
وعنه: البرقاني، وأبو نعيم.
قال محمد بن العبّاس بن الفُرات: ليس بثقة.
177-
أحمد بن الصقر3، أبو الحسن المنبجي المقرئ.
قرأ عَلَى أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وأبي عيسى بكَّار بن أحمد، وأبي مقسم.
صنَّف كتاب "الحُجَّة في القراءات السّبْع".
روى عنه: عَبْدان بن عمر الْمَنْبِجِي، وعلي بن مَعْيُوف العين ثَرْمَائي.
178-
أحمد بن محمد4 بن فرج الْجَيَّاني.
روى عن قاسم بن أصْبَغ، وغيره.
وجمع في اللغة والشَّعْر. ألَّف كتاب "الحدائق"، عارض به كتاب " الزَّهْرة " لابن داود الطاهري.
سُجِنَ سنوات من قِبَل الدّولة لسِعَايةٍ لَحِقَتْه حتى مات.
1 انظر الكامل في التاريخ "8/ 673"، والبداية والنهاية "11/ 285".
2 انظر ميزان الاعتدال "1/ 87"، ولسان الميزان "1/ 144".
3 معرفة القراء الكبار "1/ 270"، وغاية النهاية"1/ 63".
4 انظر جذوة المقتبس "104"، وبغية الملتمس "151".
179-
أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم1 بن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الغفّار بن داود الحَرَّاني ثمّ المصري، أبو صالح.
توفِّي فِي شَعْبان.
180-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بن بُندار، أبو بكر الإسْتِراباذي، نزيل سمرقند، شيخ صالح وَرِعٌ، كثير المعروف.
رحل وسمع: عبد الله بن زيدان، ومحمد الخَثْعَمي، وأبا العبّاس السّرّاج، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وعنه: أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي.
181-
أحمد بن محمد بن جمعة3 بن السَّكَن، أبو الفوارس النَّسَفِي.
سمع: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وإبراهيم بن معقل النّسَفي، وزكريّا بن حسين.
وعنه: خَلَفُ بن أحمد الأمير، والحسن بن أبي الحَجَّاج، وغيرهما.
توفِّي أوّل السنة، وكان مُسْنَد وقته بنَسف.
182-
أحمد بن محمد بن حمدون4 بن بُندار، أبو الفضل الشَّرْمَقَاني، الفقيه الأديب الحافظ. وشرمقان: بليدة من ناحية نَسَا.
رحل وسمع: الحسن بن سفيان، ومسدّد بن قَطَن النَّيْسَابُوري، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة، وابن جَوْصَا، وطائفة سواهم.
وعنه: الحاكم، وأبو سعد الماليني.
عندي مجلّد من حديثه.
قَرَأْتُ عَلَى محمد بْنِ أَبِي الْعِزِّ بِطَرَابُلْسَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أنا الْجُعْفِيُّ، أنا أَبُو مسعد الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ محمد الشرمقاني
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر الوافي بالوفيات "7/ 371".
4 انظر معجم البلدان "3/ 338"، والوافي بالوفيات "8/ 77"، وسير أعلام النبلاء "16/ 287".
الثَّانِي، ثنا أَبُو محمد، هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا شجاع بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وأبو خيثمة قالوا: أنا ابن عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِهِ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه مرفوعًا:"مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ"1.
183-
أحمد بن محمد بن علي2 الخزاعي، أبو علي بن الزَّفْتي الدمشقي.
سمع: أبا عُبَيْدة بن ذِكْوان، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومَكْحُولا البَيْرُوتي، وأبا جعفر محمد بن عمرو العُقَيْلي.
وعنه: تمَّام، وعبد الوارث المَيْداني، ومكّي بن الغَمْر، وجماعة.
184-
إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري3، رئيس المؤذّنين بمصر، توفِّي فجأة، وقد حدَّث في هذا العام عن محمد بن زَبَان.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، وقال: توفِّي في ذي الحجّة.
185-
إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع4، أبو سعيد الْجُرْجَاني.
عن: عِمْران بن موسى بن مُجَاشِع، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وابن عبد الكريم الوزّان، وجماعة.
قال حمزة السّهْمي: كان ثقة صالحًا، ثم روى عنه في تاريخه وقال: توفِّي في جُمادي الأولى.
حرف الثاء:
186-
ثابت بن إبراهيم بن هارون5، أبو الحسن الحراني الطبيب، من كبار الأطباء ببغداد.
1 الحديث صحيح: أخرجه مسلم "955"، وأحمد "1/ 65، 69".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 67".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ جرجان "146".
5 الفهرست "303"، والوافي بالوفيات "10/ 465".
كان نظير ثابت بن سِنان، وكان أبو الحسن هذا أَسَنّ من ابن سنَان، وله إصابات عجيبة مذكورة في تاريخ الموفق ابن أبي أصيبعة.
عاش ستًا وثمانين سنة.
حرف الجيم:
187-
جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر1، أبو محمد اليَزْدِيّ التّاجر.
سمع: محمد بن بصير، وحاجب بن أركين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأهل أصبهان.
حرف الحاء:
188-
الحارث بن عبد الجبَّار2، أبو الأصبغ الأندلسي.
سمع بإِلِبيرَة من محمد بن فُطَيْس، وبقُرْطُبة من أحمد بن خالد بن الحُبَاب. وكان ثقة.
189-
الحسن بن أحمد بن أبي سعيد3، أبو محمد الجنابي القُرْمُطي، المعروف بالأعصم. مولده بالأَحْسَاء، ومات بالرَّمْلة، وله شعر جيّد وفضيلة.
غلب على الشام، وكان كبير القرامطة، ورأسهم في زمانه، واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله، وقَدِمَ نائبًا إلى دمشق سنة ستّين. وكسر جيش المصريين، وقتل مُقَدَّمهم جعفر بن فلاح، وكانوا قد أخذوا دمشق، ثم إنَّه توجَّه إلى مصر وحاصرها شهورًا، واستخلف على دمشق ظالم بن موهوب العُقَيْلي، وكان يُظْهر دولة أمير الطائع لله.
أخباره في تاريخ دمشق، وفي الحوادث.
190-
الحسن بن بُوَيْه فناخسرو4 السلطان.
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 105".
3 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 274-276"، ودول الإسلام "1/ 227"، واللباب "1/ 238".
4 انظر المنتظم "7/ 185"، والكامل في التاريخ "8/ 241"، والوافي بالوفيات "11/ 411".
رُكْن الدولة أبو علي الدّيْلَمي، صاحب أصبهان والرّيّ وهمذان وعراق العجم كلّه، والد السلطان عَضُد الدولة وفخر الدولة ومُؤيّد الدولة.
كان ملكًا جليلًا سعيدًا في أولاده، قسم عليهم الممالك، فقاموا بها أحسن قيام، وملك أربعًا وأربعين سنة وأشهرًا، وكان أبو الفضل بن العميد وزيره، فلمَّا مات ابن العميد استوزر ولَدَه أبا الفتح بن العميد، وأمَّا الصاحب إسماعيل بن عبَّاد فكان وزير ولديه مؤيّد الدولة وفخر الدولة.
توفِّي ركن الدولة في المحرَّم عن نيّف وثمانين سنة بِقُولَنْجٍ أصابه، ووجد بعده عضُدُ الدولة طريقًا إلى ما كان يُخفيه من قَصْد العراق، وهو أخو مُعِزّ الدولة أحمد وعماد الدّولة علي.
191-
الحَكم المستنصر بالله1، صاحب الأندلس أبو العاص بن النّاصر لدين الله عَبْد الرَّحْمَن الأمويّ.
بقي في المملكة بعد أبيه ستّة عشر عامًا، وعاش ثلاثًا وستّين سنة.
وكان حَسَنَ السّيرة، مُكْرِمًا للقادمين عليه، جَمَع من الكتب ما لا يُحَدّ، ولا يوصف كثرة ونَفَاسةُ، مع العلم والنَّبَاهة، وحُسْن السّيرة وصفاء السّريرة.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دُحَيْم، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، وزكريًا بن خطّاب، وأكثر منه، وأجاز له ثابت بن قاسم، وكتب عن خلق كثير سوى هؤلاء.
وكان يستجلب المصنَّفات من الأقاليم والنّواحي، باذلًا فيها ما أمكن من الأموال، حتّى ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذات الملوك، فاستودع عِلْمُهُ، ودقّ نظره، وجمّت استفادته. وكان في المعرفة بالرجال والأنساب والأخبار أُحْوَذيّا نسيجَ وحْدِه.
وكان أخوه عبد الله المعروف بالولد على هذا النَّمط من محبّة العلم، فقتل في أيّام أبيه.
وكان الحَكَم ثقة فيما ينقله.
1 الكامل في التاريخ "8/ 677"، وسير أعلام النبلاء "16/ 23"، والبداية والنهاية "11/ 285".
قال ابن الأبار: هذا وأضعافه فيه. وقال: عجبًا لابن الفَرَضيّ، وابن بَشْكَوال كيف لم يذكراه.
كنيته أبو العاص، وولي الأمر في سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقلَّ ما نجد له كتابا من خزانته إلا وله فيه قراءة أو نظر في أيّ فنٍّ كان، ويكتب فيه نَسَبَ المؤلّف ومَوْلِدَه ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلّا عنده لعنايته بهذا الشأن.
توفِّي بقصر قُرْطُبة في ثاني صفر، رحمه الله.
وقد شدَّد في إبطال الخمور في مملكته تشديدًا مُفْرِطًا، ومات بالفالج1، وولي الأمر بعده ابنه المؤيّد بالله هشام، وسنُّه يومئذ تسع سنين، وقام بتدبر المملكة الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر العامري القَحْطَاني الملقَّب بالمنصور، فكان هو الكل.
حرف العين:
192-
عبد الله بن غانم، أبو محمد2 الطويل النيسابوري الصيدلاني.
سمع أبا عبد الله الوشنجي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: عاش مائة وسنتين.
193-
عبد الله بن موسى بن كُرَيْد3، أبو الحسن السلامي.
غلط من سمَّى وفاته فيها، إنَّمَا توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
194-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ4 بْنِ زياد، أبو محمد النَّيْسَابُوري المعدّل.
سمع: جدّه أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بنت نصر بن زياد، وعبد الله بن محمد بن شِيرَوَيْه، وحدَّث عنهما بمُسْنَد إسحاق، وموسى بن جعفر بن الملك الحافظ، ومن مُسدّد بن قَطَن، وفي الرّحلة من أحمد بن الحسن الصُّوفي الحرَّاني، والهَيْثَم بن خَلَف الدُّوري، والمُفَضّل بن محمد الْجُنْدي، وغيرهم.
1 مرض يصيب الجسد بالشلل طولًا.
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 148، 149"، وميزان الاعتدال "2/ 508"، ولسان الميزان "3/ 368.
4 انظر العبر "2/ 342"، وشذرات الذهب "3/ 56".
وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وقال: توفِّي سنة ست وستين، وله ثلاث وثمانون سنة، وروى عنه مُسْنَد إسحاق: أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النَّصْروي.
195-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِيّ1 بْن مَخْلَد، أبو الحسن القُرْطُبي.
سمع من: أبيه، ومحمد بن عمر بن لُبَابة، وأسلم، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان ثِقَةً ضابطًا فصيحًا بليغًا وَقُورًا، سمع النّاس منه كثيرًا.
قال ابن الفَرَضي: أخبرني مَن سمعه يقول: الإجازة عندي وعند أبي وجدي كالسماع، أريد عليَّ الصّلاة بقُرْطُبة واستعفى عن ذلك، وتوفِّي في ربيع الأوّل، وله أربعٌ وستُّون سنة.
196-
عبد الرحمن بن إسماعيل2 بن عبد الله بن سليمان، أبو عيسى الخَوْلاني المصري الفُرُوضي.
يروي عن: أبي عبد الرحمن النَّسَائي، وأبي يعقوب المَنْجَنِيقي.
وعنه: علي بن منير الخلَّال، ويحيى بن علي الطحَّان، وقال: توفِّي فِي صَفَر.
197-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن محبور3، أبو الفرج الميمي النَّيْسَابُوري، بقيّة الكراميّة، ومُحَدَّثهم.
سمع: الحسين بن محمد القَبَّاني، وأبا يحيى البزّاز وطائفة.
روى عنه: الحاكم وغيره.
توفِّي في شعبان عن ثمانٍ وثمانين سنة.
198-
عثمان بن الحجَّاج بن يعقوب بن يوسف4، أبو عَمْرو الخَوْلاني المصري الشاعر.
توفِّي في صفر.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 263".
2 لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 في عداد المجهولين.
199-
عصام بن العبّاس1، أبو محمد الضَّبّي الهَرَوي.
روى عن: محمد بن مَخْلَد العطّار، وغيره.
وعنه: ابنه رافع، وأبو عثمان القُرشي الهروي.
200-
علي بن أحمد بن عبد العزيز2، أبو الحسن الْجُرْجاني المُحْتَسِب، نزيل نَيْسَابور.
سمع: عمر بن محمد بن بُجَيْر، وعمران بن موسى بن مُجَاشِع الحافظ، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي، وحدَّث بنَيْسَابور.
أخذ عنه: أبو عبد الله الحاكم، وقال: توفِّي في صفر. وقال أيضًا: كثير السَّمَاع معروف بالطَّلَب، إلّا أنّه وقع إلى أبي بِشْر المصعبي الفقيه، فكانّه أخذ سيرته في الحديث، فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فتُرِك.
قال: وسمع "صحيح البُخَاري"، وثنا بالعجائب عن أبي بشر المروزي، يعني: المصعبي.
201-
علي بن أحمد بن المَرْزُبان3، أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي.
كان إمامًا ورِعًا.
أخذ الفقه عن أبي الحسين بن القطّان.
وعنه أخذ الشيخ أبو حامد الإسْفرايني أوَّل ما قَدِم العراق.
وهو صاحب وجهٍ في المذهب.
وبلَغَنَا عنه أنَّه قال: ما لأحدٍ عليَّ مَظْلِمَة.
توفِّي في رجب من السنة.
202-
عيسى بن العلاء بن نذير4، أبو الأصْبَغِ السبتي.
1 لا بأس به.
2 انظر سير أعلام النبلاء ""16/ 247"، ولسان الميزان "4/ 194، 195".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 325"، وطبقات الشافعية الكبرى "3/ 346"، والبداية والنهاية "11/ 289".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 337".
دخل الأندلس، وسمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ.
ولي قضاء سَبْتة وخطابَتَها، وعاش سَبْعًا وثمانين سنة.
203-
عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب1، أبو الأصبغ المَصْمُودِي الأندلسي.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، ورحل مع عبد الرحمن بن عبد الله بن المقرئ، وابن الأعرابي، وجماعة كثيرة.
وكان أحد الفقهاء.
توفِّي في جُمادى الآخرة بأُشونة.
204-
علي بن محمد بن الحسين2، ويلقّب ذو الكِفَايتين، أبو الفتح ابن الوزير أبي الفضل محمد بن العميد.
وُلّي الوزارة بعد موت والده لبني بَوَيْه، وكان شاعرًا محسِنًا مفلِقًا. مدح عَضُدَ الدَّولة بن بُوَيْه وغيره.
وله من مَطْلَع قصيدة بديعة:
أُفِيضَتْ عُقُودٌ أَمْ أُفِيضَتْ مَدَامِعُ
…
وهذي دُمُوعٌ أَمْ نُفُوسٌ هوامع
ومنها في وصف العدو المخذول:
بطرتم فَطِرْتُمْ والعَصَا زَجْرُ مَن عَصَى
…
وتَقْوِيمُ عبدِ الهُونِ بالهُونِ رادِعُ
وقد وَزَرَ وعظُم قدره، ومات في ربيع الآخر سنة ستَّ وستّين تحت العذاب.
حرف القاف:
205-
القاسم بن غانم بن حَمَوَيْه، 3 أبو محمد الطّيب الصّيْدَلاني. شيخ نَيْسَابُوريّ معْمَر.
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، وجماعة.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 334".
2 انظر معجم الأدباء "14/ 191- 240".
3 لا بأس به.
وعنه: الحاكم وقال: لم تعجبني منه رواية تاريخ يحيى بن بكير بن البُوشنجي.
قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وله مائة وخمس سنين، فإنِّي لم أزل أسمع أنَّ مولده سنة ستين ومائتين.
حرف الميم:
206-
محمد بن أحمد1 بن شَبَّوَيْه، أبو عبد الله الأصْبَهَاني الورّاق.
قال أبو نُعَيم: كتب بالشام والعراق، وثنا قال: ثنا علي بن محمد بن زيد بحرَّان، ثنا هشام بن القاسم الحرَّاني، فذكر حديثًا.
207-
محمد بن بَطّال بن وهب2 بن عبد الله التميمي اللُّورَقي.
رحل إلى المشرق مرّتين، أولاهما سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فسمع من أبي: سعيد بن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وأحمد بن مسعود الزُّبَيْرِي، وطبقتهم، وعُنِيَ بالحديث والتَّقْييد.
سمع منه غير واحدٍ من علماء قُرْطُبَة، وتوفِّي بِلْورَقَة، رحمه الله.
208-
محمد بن جعفر بن محمد3 بن كنانة، أبو بكر البغداديّ المؤدّب.
روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وابن مسلم الكَجّي، ومحمد بن سهل العطّار.
وعنه: علي بن أحمد الرّزّاز، وبشري الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُل، لم يكن عندي بذاك.
209-
محمد بن الحسن بن أحمد4 بن إسماعيل، أبو الحسن النَّيْسَابُوري السّرّاج المقرئ الزّاهد.
رحل وسمع: أبا شُعَيْب الحَرّاني، والحسين بن المثنَّى العَنْبَرِي، ومُطَيّنًا، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وطبقتهم.
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 294".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 75"، وبغية الملتمس "64".
3 انظر تاريخ بغداد "2/ 151".
4 انظر المنتظم "7/ 86"، وشذرات الذهب "3/ 57".
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو سعيد الماليني، وأبو الحسين بن العاني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشّاط، والأستاذ محمد بن القاسم الماوَرْدِي القُلُوسي، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجزري، وخَلْقٌ من النَّيْسَابُوريّين، وغيرهم.
قال الحاكم: قلَّ ما رأيت اجتهادًا وعبادة منه. وكان يعلَّم القرآن، وما أشبِّه حاله إلّا بحال أبي يونس الفسوي الزاهد، صلى حتى أقعد، وبكى حتى عمي. حدَّث أبو الحسن من أُصُول صحيحة، وتوفِّي يوم عاشوراء، وسمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المنام، فتبعته حتى وقف على قبر يحيى، وتقدّم، وصفَّ خلفه جماعة من الصحابة، فصلَّى عليه، ثم التفت فقال:"هذا القبر أمان لأهل المدينة".
210-
محمد بن عبد الله بن زكرّيا1 بن حَيَّوَيْه، أبو الحسن القاضي النَّيْسَابُوري المصري.
قَدِمَ مصر في صِغَره، أو وُلِدَ بها. وسمع: بكر بن سهل الدَّمْياطي، وأحمد بن عمرو البزّار، وأحمد بن شُعَيْب النّسائي، وعبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفَّاف، وغيرهم.
وهو ابن أخي يحيى بن زكريّا بن حَيَّوَيْه الحافظ الأعرج، صاحب قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، فروى عن عمّه أيضًا، وأحسبه هو المدني. رحل به إلى مصر.
روى عنه: الحافظ عبد الغني المصري، وعلي بن محمد الخُراساني القيّاس، وهارون بن يحيى الطّحّان، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وجماعة آخرهم محمد بن الحسين النَّيْسَابُوري المصري الطّفّال.
توفِّي في رجب من السنة، وكان شافعيّا رأسًا في الفرائض.
وثَّقه ابن ماكولا وقال: وكان ثقة نبيلًا. قال: مولدي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
قال ابن عساكر: روى عنه: النّسَائي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم المَنْجَنيقي، ومحمد بن جعفر بن أَعْيَن، وسمَّى جماعة.
قال الدَارقُطْنيّ: كان رحمه الله لا يترك أحدًا يتحدَّث، وقال: جئت إلى شيخ
1 انظر الكامل في التاريخ "8/ 688"، وشذرات الذهب "3/ 57".
عنده "الموطَّأ"، وكان يقرأ عليه وهو يتحدّث، فلمَّا فرغ قلت: أيها الشيخ، تقرأ عليك الحديث وأنت تتحدّث؟ فقال: كنت أسمع، فلم أعد إليه.
211-
محمد بن علي بن عبد الله1 الوَزْدُولي الْجُرْجَاني النهرواني.
روى عن: أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزَّان، ومات ببغداد.
212-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مَنْصُور2، أَبُو منصور القَزْوِيني الفقيه.
رحل وسمع: عمران بن موسى بن مُجَاشِع، وأبا يَعْلَى المولى، وعمران بن أبي غيلان، وحامد بن شعيب، وحدَّث ببلده.
213-
محمد بن محمد بن يعقوب3، أبو بكر المصري السّرّاج.
روى عن أبي يعقوب المنجنيقي، والنسائي.
وتوفِّي في آخر السنة، وله ثمانون سنة.
214-
النَّاشئ الصغير، هو أبو الحسين علي بن عبد الله بن وصيف البغدادي الحلّاء الشيعي المتكلم.
من عتق الشيعة، وله شعر رائق، أخذ عن ابن المعتز، والمبرد، وعنه: أبو الحسين أحمد بن فارس، وعبد الواحد بن أحمد العكبري، وعبد السلام بن الحسين البصري.
وكان من كبار المتكلِّمين، مدح سيف الدولة، وصاحب مصر كافور، وعضد الدولة، وكان بديع الصنعة بالمرة في تخريم النحاس.
مات في صفر سنة ست وستين وثلاث مائة.
قال الخالع: أنشدنا الناشئ لنفسه:
بآل محمد عُرِفَ الصواب
…
وفي أبياتهم نزل الكتاب
ومنها:
كأنّ سِنان ذابِلِهِ ضميرٌ
…
فليس عن القُلُوب له ذهاب
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 87"، والأنساب "12/ 258".
2 لا بأس به.
3 في عداد المستورين، لا بأس به.
وصارمه كبيعته بخمٍّ
…
مقاصدها من الخلق الرقاب
215-
يحيى بن مجاهد بن عوانة، أبو بكر الفزاريّ الأندلسي الألبيري الزاهد.
قَالَ ابن الفَرَضيّ: كَانَ منقطع القرين فِي العبادة، بعيد الاسم في الأحوال والزهد. حجَّ وعُنِيَ بعلم القراءات والتفسير. وسمع بمصر من الأسيوطي، وأبي محمد بن الورد، وأخذ نصيبًا من الفقه، ولا أعلمه حدَّث. توفِّي في ثالث جمادي الأولى، ودفن بمقبرة الرَّبض، رضي الله عنه.
216-
يحيى بن وصيف الخوَّاص.
بغدادي صحيح السماع، عن أبي شعيب الحرَّاني، وأحمد بن علي الخزاز، وعنه البرقاني، وأبو العلاء الواسطي، وغيرهما.
ورَّخه الخطيب.
217-
يعقوب بن القاسم بن قعنب، أبو يوسف التميمي الطبري.
قدِمَ جرجان في سنة ست هذه، فأملى عن عمران بن موسى بن مجاشع، وأبي القاسم البغوي، وجماعة. روى عنه حمزة السهمي، وأبو الحسن الحَناطي، وجماعة.
وفيَّات سنة سبع وستين وثلاثمائة:
218-
أحمد بن إبراهيم بن بِشْر1، أبو بكر اللّحياني المصري.
يروي عن النّسَائي.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، وقال: توفِّي في أوّل السنة.
219 أحمد بن عيسى بن النّعْمان2، أبو عمرو الصّائغ.
روى عنه أبو سعد الإدريسي في تاريخ إسْتِراباذ، قال: هو محدّث ثقة.
سمع: محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي وغيره، ومات سنة سبع أو ثمان وستين.
1 انظر السابق.
2 أحد الثقات، وثَّقه الذهبي.
220-
أحمد بن يعقوب1، أبو بكر الجرْجاني الأديب.
روى عن أَبِي خليفة.
كان كذَّابًا.
221-
إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن محموَيْه، أبو القاسم النَّصْرابَاذِيّ، الواعظ الصُّوفي الزّاهد.
ونَصْراباذ محلّة بنَيْسَابور.
سمع: ابن خُزَيْمة، والسرَّاج، ويحيى بن صاعد، وابن جَوْصَا، ومَكْحُولا البَيْرُوتيّ، وأحمد بن عبد الوارث العسَّال، هذه الطبقة بالعراق والشّام ومصر.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العَبْدَرِي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
وقال السُّلَمي: كان شيخ الصُّوفيّة بنَيْسَابور، له لسان الإشارة، مقرونًا بالكتاب والسنة. كان يرجع إلى فنون من العلم، منها: حِفْظ الحديث وفهمه، وعِلْم التاريخ وعلوم المعاملات والإشارة.
الْتَقَى الشّبْلي، وأبا علي الرُّوذْبَاري، قال: ومع مُعْظَم حاله كم مرّة قد ضُرِب وأُهين وكم حُبس، فقيل له: إنّك تقول: الرُّوح غير مخلوق، قال: لست أقول ذا، ولا أقول إنَّ الرُّوح مخلوق، ولكنّ أقول ما قال الله:{قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] ، فَجَهِدوا به، فقال: ما أقول إلّا ما قال الله.
قلت: هذا كلام زيْف، وما يَشُكُّ مسلم في خلْق الأرواح، وأمّا سؤال اليهود لنبيّنا صلى الله عليه وسلم عن الروح، فإنّما هو عن ماهيّتها وكيفيّتها لا عن خلْقِها، فإنَّ الله خالق كلّ شيء، وخالق أرواحنا ودَوَابّنا، وموتنا وحياتنا.
قال السُّلَمي: وقيل له: إنَّك ذهبت إلى النّاوُوس وطفْت به وقلتَ: هذا طوافي، فقالوا له: إنّك نقصت محلّ الكعبة، فقال: لا، ولكنّهما مخلوقان، لكن جعل ثم فضل ليس ههنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنَّه خلْقُ الله، فعوتِب في ذلك سنين.
1 أحد الكذابين، اتهمه المصنف.
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 169" والمنتظم "7/ 89"، وسير أعلام النبلاء "10/ 212".
قلت: وهذه سقْطَة أخرى له، والله يغفر له، أَفَتَكُونُ قِبْلَةُ الإسلام مثل القبور التي لُعِنَ من اتَّخَذَها مسجدًا؟ قال السُّلَمي: وسمعت جدي ابن بجيد يقول: منذ عرفت النَّصْراباذي ما عرفت له جاهليّة.
وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان جمَّاعة للرّوايات ومن الرّحالين في الحديث، وكان يُوَرَّق قديمًا، فلمَّا وصل إلى علم الحقيقة ترك الورَاقَةَ وغاب عن نَيْسَابُور نَيِّفًا وعشرين سنة، وكان يَعِظُ ويذكّر، ثم إنَّه في سنة خمسٍ وستّين حجَّ وجاور بمكّة، ثم لِزم العبادة حتى توفِّي فيها في ذي الحجّة سنة سبعٍ، ودُفن عند الفُضَيْل بن عِيَاض.
قال الحاكم: وبِيعَت كُتُبُهُ وأنا في بغداد، وكشفتْ تلك الكتبُ عن أحوالٍ، والله أعلم. وسمعته يقول: وعُوتب في الرُّوح، فقال لمن عاتبه: إنْ كان بعد الصَّدَّيقين مُوَحّدٌ فهو الحلَّاج.
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو سعيد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يُعْطِكُم محاكم، فشتَّان ما بين الحبا والحِمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك جَمَّلَك.
وقال السلمي: قال النَّصْرآباذي: إذا أخبر الله عن آدم بصفة آدم قال: {وَعَصَى آدَم} [طه: 121، وإذا أخبر الله عنه بفضله عليه قال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَم} [آل عمران: 3] .
وقال: أصْل التَّصَوُّف ملازمة الكتاب والسنة، وترْك الأَهْواء والبِدعَ، وتعظيم حُرْمة المشايخ، ورؤية أعْذار الخَلْق، وحُسْن صُحْبة الرُّفَقَاء، والقيام بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة علي الأوراد، وترْك ارتكاب الرُّخَص.
وقال: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء.
وقال: المحبّة مُجَانَبَة السُّلُوِّ علي كل حال، ثم أنشد:
ومَن كان في طول الهوى ذاق سلوة
…
فإني من ليلى بها غير ذائِقِ
وأكبر شيءٍ نِلْتُه وِصَالها
…
أَمَانيُّ لم تَصْدُقْ كَلَمْحَةِ بَارِقِ
قال السلمي: كان أبو القاسم النَّصْراباذي يحمل الدَّواة والوَرَق، وكلَّما دخلنا بلدًا قال لي: قم حتى نسمع، وذلك في سنة ست وستين وثلاثمائة، فلما دخلنا بغداد قال: قم بنا إلى القَطِيعي، وكان له ورَّاق قد أخذ من الحاجّ شيئًا ليقرأ لهم، فدخلنا، فأخطأ الورَّاق غير مرة، والنصرباذي يردُّ عليه، وأهل بغداد لا يحملون هذا من الغُرَباء، فلمَّا ردّ عليه الثالثة قال: يا رجل، إنْ كنت تُحْسِن تقرأ فتعال، كالمُستهزِئ به، فقام الأستاذ أبو القاسم وقال: تأخَّر قليلًا، وأخذ الجزء فقرأ قراءة تحيَّر منها القَطِيعيّ ومَن حوله، فقرأ ثلاثة أجزاء، وجاء وقت الظُّهر، فسألني الورَّاق: مَن هذا؟ قلت: الأستاذ أبو القاسم النَّصْراباذي، فقام وقال: أيُّها النّاس، هذا شيخ خُراسان.
قال السُّلمي: وقد خرج بنا نسْتسقي مرّة، فعمل طعامًا كثيرًا، وأطعم الفقراء، فجاء المطر كأفواه القِرَب، وبقيتُ أنا وهو لا نقدر على المُضِيء بحالٍ. قال: فأومأ إلى مسجد، فكان يكفّ، وكنَّا صِيامًا، فقال: لعلّك جائع؟ تريد أنْ أطلب لك من الأبواب كَسْرة؟ قلت: معاذ الله.
وكان يترنَّم بهذا:
خرجوا لِيَسْتَسْقُوا فقلت لهم: قِفُوا
…
دمعي ينوب لكم عن الأَنْواءِ
قالوا: صَدَقْتَ ففي دموعك مقنعُ
…
لكنّها ممزوجة بِدِمَاء
قلت: ومن مُرِيديه أبو علي الدّقّاق شيخ أبو القاسم القُشَيري، رحمهم الله تعالى.
222-
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو إسحاق السَّرْخَسي1 ثم الهَرَوي، والد الشيخين إسماعيل، وإسحاق أبي يعقوب الحافظ، ويعرف بالقرّاب.
223-
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهوري الورَّاق2.
روى عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القَرْاب، وغيره.
وعنه: شُعَيْب البوشنجي.
1 نسبة إلى سرخس بلدة قديمة بخراسان.
2 في عداد المجهولين.
حرف الباء:
224-
بَخْتِيَار عزّ الدولة1 بن مُعِز الدولة أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي، أَبُو منصور.
ولي المُلْك بالعراق بعد أبيه، وتزوَّج الخليفة بابنته "شاه ناز" على مائة ألف دينار، وخطب وقت العَقْد القاضي أبو بكر بن قُرَيْعَة، وذلك في سنة أربعٍ وستّين.
وكان عزّ الدولة ملكًا سَرِيًّا شديد القوى، قيل: إنّه كان يُمْسِك الثَّوْر العظيم بقَرْنَيْه فيَصْرَعه، وكان متوسِّعًا في النَّفقات والكُلَف.
حكى بِشْر الشمعي أنَّ راتبه من الشمع كان في كلّ شهر ألف مَنٍّ.
وكان بين عزّ الدَّولة وبين ابن عمّه عَضُد الدَّوْله منافسات في المُلْك أدَّت إلى التَّنازع، وأفضَتْ إلى القتال بينهما، فالتقيا في شوّال من السنة، فقُتل عزّ الدّولة في المعركة، وحُمِل رأسه إلى يَدَيْ عَضُد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى، وتملّك بعده، واستقلّ بالممالك، وعاش عزّ الدّولة سِتًّا وثلاثين سَنَةً.
وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ.
حرف التاء:
225-
تامش بن تَكِين2، أبو منصور المُعْتَمِدي. حدَّث بمصر.
حرف الحاء:
226-
حسن بن وليد3، أبو بكر القُرْطُبي الفقيه النَّحْوي، المعروف بابن العريف.
كان بارعًا في النّحْو، خرج إلى مصر في أواخر عمره، ورَأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها، وبها توفي.
حرف الدال:
227-
دارم بن أحمد بن السَّريّ4 بن صقْر، أبو معن الرّفّا المصري.
يروي عن: ابن زبّان.
1 انظر المنتظم "7/ 89"، والكامل في التاريخ "8/ 575"، والبداية والنهاية "11/ 291".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 112".
4 في عداد المجهولين.
حرف الراء:
228-
رحيم بن مالك، أبو سعيد الخزرجي المُعَبِّر بمصر.
قال الحافظ عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة الدمشقي، وكان شيخًا كبيرًا.
وقال يحيى الحضرمي: سمعنا منه في سنة سبع وستين فقال لنا: لي مائة سنة وسبع سنين. قال: وعاش بعد ذلك يسيرًا، وقد قيل: إنَّ ذلك قاله سنة تسع، كما يأتي.
حرف العين:
229-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد1 بْن جعفر، أبو محمد الهامشي الْجُرْجاني ثم النَّيْسَابُوري الغازي المرابط.
سمع أبا العبَّاس السَّرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه: الحاكم. وكان من المُطَوُّعَة.
230-
عبد الله بن علي بن حسن2، أبو محمد القومسي الفقيه، قاضي جُرْجان.
روى عن أبيه، والبَغَوِي، وابن صاعد، وتفقَّه على أبي إسحاق المَرْوَزي.
توفِّي في ربيع الآخر، وقد قارب الثمانين.
231-
عَبْدِ اللَّهِ3، وَيُقَالُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن عبد الله، الإمام أبو القاسم القرشي الحراني، إمام جامع دمشق.
روى عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الحَرَّاني.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا. توفِّي في جُمادى الآخرة، ودُفِن بمقبرة باب كيسان.
1 انظر تاريخ جرجان "259".
2 انظر تاريخ جرجان "274".
3 لا بأس به.
232-
عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه1 بْن مُحَمَّد بْن أبي سمرة البُنْدَار البَغَوِي، ثم البغدادي.
سمع محمد بن محمد الباغنْدِي، وطبقته.
وعنه البَرْقَاني، ووثَّقه، وعلي بن عبد العزيز الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان ذا معرفة وعِلم.
233-
عبد الغفَّار بن عبيد الله بن السّريّ2، أبو الطيّب الحُضَيْني الواسطي المقرئ النَّحْوي.
رأيت له مصنَّفًا في القراءات.
قرأ على: ابن مجاهد، ومحمَّدٍ بن جعفر بن الخليل، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن الضَّرير.
قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره.
وحدَّث عن عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطّبري، وأحمد بن حمَّاد بن سفيان، وجماعة.
حدَّث عنه: أبو العلاء الواسطي، والصّحناني، وإبراهيم بن سعيد الرّفاعي، وأحمد بن محمد بن علان المعدل، وغيرهم.
وأصله كوفي، سكن واسطًا وأقرأ بها الناس.
قال خميس الحوزي: أظن أنه توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة.
وكان ثقة.
قلت: وقرأ عليه القراءات أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي، وأقرأها ببغداد بعد الأربعمائة.
234-
عبد الملك بن العبّاس3، أبو علي القَزْوِيني الزاهد.
1 انظر المنتظم "7/ 90".
2 انظر الأنساب "4/ 165، 166"، والإكمال "3/ 38".
3 لا بأس به.
قال الخليلي: سمعت شيوخنا يقولون: إنَّه كان من الأبدال.
سمع الحسن بن علي الطَّوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
235-
عثمان بن الحسن1 بن عزرة، أبو يَعْلَى البغدادي الورَّاق المعروف بالطوسي.
سمع: أبو القاسم البَغَوِي، والحسين بن عفير، وابن أبي دواد، وأخا أبي اللَّيْث الفرائضي.
روى عنه: عبد الله بن يحيى السُّكَّري، والبرْقَاني، وقال: كان ثقة ذا معرفة، له تخريجات وجُمُوع.
توفِّي في ربيع الآخر.
236-
عثمان بن أحمد بن سمعان2، أبو عمرو المَجَاشي.
سمع: الحسن بن عُلْوِيَة، والهَيْثَم بن خَلَف، وأحمد بن فرج.
روى عنه: محمد بن طلحة بن عمير بن بكير، وجماعة.
وثَّقه الخطيب.
237-
عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن القاسم البغدادي بن وكيع البَغَوِي3.
238-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله4 بن هارون، أبو الحسن الحَضْرَمي المصري الطحان، والد المحدِّث أبو القاسم يحيى.
سمع: ابن عبد الله الوارث، والطّحَاوي.
239-
علي بن مُضَارب بن إبراهيم، أبو القاسم النَّيْسَابُوري القارئ الزّاهد.
1 تاريخ بغداد "11/ 306".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 306".
3 في عداد المجهولين.
4 لا بأس به.
سمع: أبا عبد الله البُوشَنْجي، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي، وغيرهما.
توفِّي في ذي الحجّة، وعنه: الحاكم.
240-
عمر بن محمد بن بهته1، أبو حفص المناشر.
سمع من: أبي مسلم الكَجّي حديثًا واحدًا، وسمع أبا بكر الفِرْيَابي، ومحمد بن صالح الصائغ.
وعنه: محمد بن عمر بن بكير.
وعاش مائةً وسنتين.
241-
عبد الله بن محمد2، الشيخ القدوة، أبو محمد الراسبي البغدادي الزّاهد، تلميذ أبي محمد الجريري، وابن عطاء.
أخذ عنه: أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وقال: أقام بالشّام مدّةً، ثم رجع إلى بغداد ومات بها.
ومن كلامه: البلاء صُحْبَةُ مَن لا يوافِقُكَ ولا تستطيع تَرْكَهُ.
وقال: الهمومُ عقوباتُ الذُّنُوب.
وقال: المحبَّةُ إن ظهرت فضحت، وإن كتمت قتلت.
حرف الغين:
242-
الغَضَنْفَر عز الدولة، أبو تَغْلب فضل الله بن ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي.
وثب على أبيه صاحب الموصل، فاعتقله مكرمًا، واستبدَّ بالأمر، ثم جرت له مع عضد الدولة بن بويه قضايا وأمور، وقصده عضد الدولة فهرب إلى الشام، وأتى ظاهر دمشق، والغالب عليها قسَّام العيَّار، فكتب إلى العزيز صاحب مصر يسأله أن يوليه الشام، فأجابه في الظاهر، فنزل الرملة في سنة سبع في المحرم، وبها مفرّج الطائي، فجمع له جموعًا، والتقيا في صفر، فأُسِرَ الغَضَنْفَر كهلًا.
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 307".
2 انظر طبقات الصوفية "513".
حرف القاف:
243-
القاسم بن علي بن جعفر1، أبو أحمد البغدادي البَلاذُرٍيّ.
عن صاحب أرْكين الفَرَغَاني.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، ووثَّقه، والمقرئ أبو الحسن الحذّاء.
وكان مُعْتَزِلِيًّا، ورَّخه ابن أبي الفوارس.
حرف الميم:
244-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله2 بن نصر بن بُجَيْر القاضي، أبو الطّاهر الذُّهْلي البغدادي، نزيل مصر وقاضيها.
ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حَذْلَم، وأبا علي بن هارون.
وحدَّث عن: بِشْر بن موسى، وأبي مسلم الكَجيّ، وأبي العبّاس ثعلب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وموسى بن هارون، ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وأبي خليفة، وخلقٍ سواهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وتمَّام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاجّ الإشْبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد بن الحسين الطّفّال، وآخرون.
ووثَّقه الخطيب.
قال ابن ماكولا: أنا أبو القاسم بن ميمون الصَّدَفي، أنا عبد الغني الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطّاهر كتاب "العلم" ليوسف بن يعقوب، فلمَّا فرغ قال: كما قُرئ عليك؟ قال: نعم، إلا اللّحنة بعد اللّحنة. قلت: أيّها القاضي فسَمِعْتَه معربًا! قال: لا. قلت: هذه بهذه. وقمت من ليلتي فجلست عند اليتيم النّحْوِي.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقصى المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد الذُّهْلي، وله أبوة في القضاء، سديد المذهب، متوسط
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 450".
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 313"، والمنتظم "7/ 90"، وسير أعلام النبلاء "16/ 204- 210".
الفقه، على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسّط الفقه بينهم، ويتكلّم بكلام سديد، ثم صُرِف بعد أربعة أشهر، ثم استُقْضِيَ على الشرقيّة سنة أربعٍ وثلاثين، وعُزِل منذ نحو خمسة أشهر.
وقال عبد الغني: سألت أبا الطَّاهر عن أوّل ولايته القضاء فقال: سنة عشرٍ وثلاثمائة، وقد كان ولي البصرة، وقال لي: كتبت العلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، ولي تسعُ سنين.
قال: وقرأ القرآن كلّه وله ثمان سنين، وكان مفوَّهًا حَسَنَ البديهة، شاعرا، حاضر الحُجّة، علَّامة عارفًا بأيّام النّاس، غزير الحِفْظ، لا يَمَلُّه جليسه من حُسْن حديثه، وكان كريمًا، ولي قضاء مصر سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة، وأقام على القضاء ثماني عشرة سنة.
قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: اجتمع بالقاضي أبو بكر البغدادي الطاهر فسلّمْ عليه، وقُلْ له: إنَّه بلغني أنّك تَنْبَسِط مع جُلَسَائك، وهذا الانبساط يُقِلُّ هَيْبَةَ الحُكم، فَأَعْلَمْتُهُ بذلك، فقال لي: قُلْ للأستاذ: لستُ ذا مالٍ أفيض به على جُلَسائي، فلا يكون أقلّ من خُلُقي، فأخبرتُ الأستاذَ فقال: لا تعاوِدْه، فقد وضع القَصْعَة.
قال عبد الغني: سمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنه سمع أبا بكر بن مُقَاتل يقول: أنفق القاضي أبو طاهر بيت مالٍ خلَّفَه له أبوه.
قال عبد الغني: لمَّا تلقَّى أبو الطّاهر القاضي المُعِزَّ أبا تميم بالإسكندريّة سأله المُعِزّ فقال: يا قاضي، كم رأيت من خليفة؟ قال واحدًا. قال: مَن هو؟ قال: أنت، والباقون مُلُوك، فأعجبه ذلك. ثم قال له: أحَجَجَتَ؟ قال: نعم. قال: وسلَّمت على الشَّيْخَيْن: قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما شغلني "الخليفة" عن وليّ عهده، فازداد به المُعِزّ إعجابًا، وتخلّص من وليّ العهد؛ إذ لم يسلّم عليه بحضرة المُعِزّ، فأجازه المُعِزُّ يومئذ بعشرة آلاف دِرْهَم.
وحدّثني زيد بن علي الكاتب: أنشدنا القاضي أبو الطّاهر السَّدُوسي لنفسه:
إنّي وإنْ كنتُ بأمر الهَوَى
…
غِرًّا فسِتْري غير مهتوك
أكني عن الحبّ ويبكي دَمًا
…
قلبي ودمعي غير مَسْفُوكِ
فظاهري ظاهرُ مُسْتملكٍ
…
وباطني باطنُ مَمْلُوكٍ
أخبرني أبو القاسم حُمار بن علي بصُور قال: أتيت القاضي أبا الطّاهر بأبيات قالها في ولده، فبكى وأنشدناها وهي:
يا طالبًا بعد قتل
…
ي الحج لله نسكًا
تركتني فيك صبّا
…
أبيك عليك وأبكي
وكيف أسْلُوك قُلْ لي
…
أمْ كيف أصبر عَنْكا
روحي فِداؤك هذا
…
جزاء عبدِك مِنْكا
حدّثني محمد بن علي الزَّيْنَبي، ثنا محمد بن علي بن نوح قال: كنّا في دار القاضي أبي الطّاهر نسمع عليه، فلمَّا قمنا صاح بي بعض من حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقَّب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطّاهر، فأنفذ إلينا حاجبه فقال: من القاضي فيكم؟ فأشاروا إليَّ، فلمَّا دخلت عليه قال لي: أنت القاضي؟ فقلت: نعم. فقال لي: فأنا ماذا؟ فسكتُّ، ثم قلتُ: هو لقب لي، فتبسَّم، فقال لي: تحفظ القرآن؟ قلت: نعم. قال: تَبِيتُ عندنا الليلة أنت وأربعةُ أنْفُسٍ معك، وتواعِدُهم مِمَّن تَعْلَمه يحفظ القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتيت المغرب فقدَّم إلينا ألوانٌ وحلوى، فلم يحضر القاضي، فلمَّا قارَبْنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستْر، ومَنَعَنا من القيام، وقال: كُلُوا معي، فلم آكل بَعْدُ، ولا يجوز أن تَدَعُوني آكُل وحدي، فَعَرَفُنا أنّ الذي دعاه إلى بيتنا عنده غَمُّهُ على ولده أبي العبّاس، وكان غائبًا بمكّة، ثم أمر من يقرأ منّا، ثمّ استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول. وقام جماعة منّا وتَوَاجَدُوا بين يديه، ثم قال شِعْرًا في وقته، وألقاه على ابن المقارعي يغنّي به، والشعر هو:
يا طالبًا بعد قتْلي
فبكى القاضي بكاءً شديدًا، وقدم ابنه بعد أيّام يسيرة، فقلت: هذا وما قبله من خطّ أمين الدّين محمد بن أحمد بن شهيد. قال: وجدت بخطّ عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر ذلك.
قال ابن زُولاق في "أخبار قُضاة مصر": وُلِدَ أبو الطّاهر الذُّهْلي ببغداد في ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين ومائتين، وكان أبوه يلي قضاءَ واسط، فصُرف بابنه أبي طاهر من واسط، وولي موضعه، واخبرني أبو طاهر أنَّه كان يَخْلِف أباه على البصْرة سنة أربعٍ وتسعين.
قال: وولي قضاءَ دمشق من قِبَل المطيع، فأقام بها تِسْعَ سِنين، ثم دخل مصر زائرًا لكافور سنة أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعُملت عليه محاضر فعُزل، وأقام بمصر إلى آخر أيّام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابنُ وليد وبذل ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك الخادم، فمدح الشُّهود أبا الطّاهر وقاموا معه، فولَّاه كافور، وطلب له العهد من ابن أمّ شَيْبان، فولاه القضاء، وحُمدت سيرته بمصر. واختصر "تفسير الجبائي"، و"تفسير البَلْخي"، ثم إنَّ عبد الله بن وليد ولي قضاء دمشق.
وكان أبو طاهر قد عُني به أبوه، فسمّعه سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، فأدرك الكبار.
قال: وقد سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبِشْر بن موسى، وإبراهيم الحربي، ولم يُخَرّج عنهم شيئًا لصِغَره، وحصل للنّاس عنه إملاء وقراءةً، نحوُ مائتي جُزْء.
وحدَّث بكتاب "طبقات الشعراء" لمحمد بن سلَّام، عن أبي خليفة الْجُمَحي، عن ابن سلام.
ولم يزل أمره مستقيمًا إلى أنْ لحقته عِلَّة عطَّلت شقّه سنة ست وثلاثمائة، فقلَّد العزيز حينئذ القضاء عليَّ بن النُّعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ستَّ عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام عليلًا، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه، وتوفِّي آخر يومٍ من سنة سبعٍ وستّين.
قلت: وقيل: كان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَخْبَرَكَ الْمُسْلِمُ الْمَازِنِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَانِيُّ سنة إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا سَهْلُ بْنُ بِشْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد الْفَارِسِيُّ، أنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ، ثنا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا
محمد بن أبي بكر، أنا وهب بن جرير، أنا أَبِي، سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حُكَيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزٌ قَالَ:
"وَيْحَكَ لَعلَّكَ قبَّلت أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ"؟ قَالَ: لا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أنِكْتَهَا"؟ لا يكنِّي، قَالَ: نَعَمْ. فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ1.
245-
محمد بن إسحاق بن منذر2 بن إبراهيم بن محمد بن السليم، ابن الدّاخل إلى الأندلس أَبِي عكرمة جعفر، أبو بكر القُرْطُبي، قاضي الجماعة.
ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وَوُلِّيَ قضاء الجماعة بالأندلس في أوّل سنة ست وخمسين.
سمع: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وحجّ فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر من جماعة، ورجع فأقبل على التدْريس والزُّهْد والعبادة.
وكان من كبار المالكية، حافظًا للفقه، بصيرًا باختلاف العلماء، عالمًا بالحديث والعربية.
قال ابن الفَرَضِي: توفِّي في رمضان سنة خمسٍ وستّين. كذا نقل القاضي عِيَاض. ولم أر ابنَ الفَرَضي ذكر وفاته في تاريخه إلّا في سنة سبعٍ في جمادى الأولى.
وقال أبو حَيَّان: توفِّي سنة سبع وستين.
246-
محمد بن حسَّان بن محمد، أبو منصور ابن العلَّامة أبي الوليد، الفقيه النَّيْسَابُوري.
كان يصوم صَوْمَ داود ثلاثين عامًا.
سمع: السّرّاج، وأبا العبّاس الماسرْجسي.
وكان من كبار الفقهاء. رَفَسَتْه دابَّته فاستُشْهِد يوم الأضحى.
روى عنه: الحاكم. وله أخ باسمه عاش بعده مدّة.
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "12/ 119، 120"، ومسلم "1693".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 77"، والعبر "2/ 345"، وشذرات الذهب "3/ 60".
247-
محمد بن الحسن بن علي بن يقطين1، أَبُو جعفر اليقطيني البغدادي البزّاز.
سمع: أبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، والباغَنْدي، وجماعة. وسافر وكتب بالشام والجزيرة والبصْرة، وكان صَدُوقًا فهمًا. قاله الخطيب.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
توفِّي في ربيع الآخر.
248-
محمد بن الحسن2 بن خالد، أبو بكر الصّدَفي المصري الورَّاق.
روى عن: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وغيره.
249-
محمد بن الحسين3 النَّيْسَابُوري الفقيه، أبو الحسين الحنفي.
سمع: السرَّاج، وأبا عمرو الحيري.
وعنه: الحاكم.
250-
محمد بن المظفَّر4 الجارُودي الهَرَوي.
سمع: الفقيه عبد الله بن عروة.
وعنه: أبو عثمان سعيد القُرَشي.
251-
محمد بن عبيد الله بن الوليد5، أبو بكر المُعَيْطي القُرْطُبي.
سمع: أباه، ووهب بن مسرَّة، وجماعة.
وكان عارفًا بمذهب مالك واختلاف أصحابه، بارعًا في ذلك، زاهدًا وَرِعًا مُتَبّتلًا، ولي رتبة الشُّورى، ثم ترك ذلك، ورفض الخَلَق، ولبس الصُّوف، فصام نهارة وقام ليله، وأكل من كَدَّه وتَعَبِه، وقد صنَّف في مذهب مالك، وتُوُفّي في ذي القعدة، وعاش أقلَّ من أربعين سنة.
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 211"، والمنتظم "7/ 91"، واللباب "3/ 416".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.
4 في عداد المجهولين.
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 78".
252-
محمد بن عبد الرحمن القاضي1، أبو بكر بن قُرَيْعة البغدادي.
سمع: أبا بكر بن الأنْباري، ولا تُعْرَف له رواية حديثٍ مُسْنَد.
وقد قَيِّدَه ابن ماكولا بقاف مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب.
ولَّاه القاضي أبو السّائب قضاء السندية وغيرها من أعمال بغداد. وكان من عجائب الدّنيا في سُرعة الجواب في أمْلًح سجْع، وكان مختصًّا بالوزير أبي محمد المهلّبي، وله مسائل وأجوبة مدوَّنة في كتابٍ موجود، وكان الفُضَلاء يداعبونه برسائل هزْليّة، فيجيب من غير توقُّف.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة وهو في مُعْتَرَك المَنَايا، رحمه الله.
253-
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز2 أبو بكر بن القُوطِيّة القُرْطُبي اللُّغَوي.
سمع: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لُبَابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان علَّامة زمانه في اللغة والعربية، حافظًا للحديث والفقه، وإخباريًّا، لا يُلحق شَأُوُهُ، ولا يُشَقُّ غُبارُهُ، ولم يكن بالماهر في الفقه والحديث.
صنَّف كتاب "تصاريف الأفعال"، فتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القَطَّاع، وله كتاب حافل في " المقصور والممدود"، وكان عابدًا ناسكًا خيّرًا، دقيق الشعر، إلّا أنّه تزهَّد عنه.
وكان أبو علي يبالغ في تعظيمه.
توفِّي في ربيع الأوّل.
والقوطيّة: هي جدَّة أبي جدّه، وهي سارة بنت المنذر بن غيطشة، من بنات الملوك القوطية الذين كانوا بإقليم الأندلس، وهم من ذُرِّيّة قوط بن حام بن نوح أبي السُّودان والهند والسَّنْد.
وفَدَت سارةُ هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلّمةً من عمها أرْطباس، فتزوَّجها بالشّام عيسى بن مُزَاحِم، مولى عمر بن عبد العزيز -رحمة الله عليه، ثم
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 317"، والمنتظم "7/ 91"، والكامل في التاريخ "8/ 694".
2 انظر الوافي بالوفيات "4/ 242"، ولسان الميزان "5/ 324".
سافر معها إلى الأندلس، فولدت له إبراهيم والد عبد العزيز، كذا نقل القاضي شمس الدين ابن خلّكان، والله أعلم.
وقد صنَّف تاريخًا في أخبار أهل الأندلس، وكان يُمْليه عن ظهر قلبه في كثير من الأوقات.
وقد طال عمره، وأخذ الناس عنه طبقةً بعد طبقة.
سمع منه ابن الفرضي.
254-
محمد بن فرج بن سبعون1، أبو عبد الله النحلي، ويُعرف بابن أبي سهل الأندلسي البجّاني.
رحل وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وجماعة.
255-
محمد بن محمد بن بقيّة2 بن علي، نَصِير الدولة، أبو الطّاهر وزير عزّ الدَّوّلة بَخْتيار بن مُعِزّ الدَّولة.
كان أحد الأجواد والرؤساء، أصله من أَوَانا من عمل بغداد، استوزر سنة اثنتين وستيّن، وقد تقلّب به الدهر ألوانًا، حتى بلغ الوزارة، فإنَّ أباه كان فلاحًا، وآل أمره إلى ما آل، ثم خَلَعَ عليه المطيع لله، واستوزره أيضًا، ولقّبه النّاصح، مُضافًا إلى نصير الدولة، فصار له لَقَبَان، وكان قليل العربيّة، ولكنّ السَّعْد والإقبال غطَّى ذلك، وله أخبار في الْجُود والأَفَضال، وكان كثير التّنَعم والرَّفاهية. وله أخبار في ذلك. وقُبِضَ عليه بواسط في آخر سنة ست وستين، وسملوا عينيه، وكان يولب لمُعِزّ الدَّولة على عضُدُ الدولة، فلما قُتِل عزُّ الدولة بختيار ملك عضُدُ الدولة وأهلكه، فقال: إنّه ألقاه تحت أرجل الفِيَلَة، ثم صُلِب عند البيمارستان العضُدِي في شوّال سنة سبعٍ، ويقال: إنّه خَلَعَ في وزارته في عشرين يومًا عشرين ألف خلعة.
قال بعضهم: رأيته شرب ليلة، فَخَلَعَ مائة خلعة على أهل المجلس، وعاش نيّفًا وخمسين سنة.
ورثاه أَبُو الحسن محمد بن عمر الأَنْباريّ بكلمته السّائرة:
عُلُوٌّ في الحياة وفي الممات
…
لحق أنت إحدى المعجزات
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 78".
2 انظر النجوم الزاهرة "4/ 130"، وشذرات الذهب "3/ 63-65".
كأنَّ النّاس حَوْلَكَ حين قاموا
…
وُفُودُ ذَاكَ أيّام الصَّلاتِ
كأنّك قائمُ فيهم خطيبًا
…
وكُلُّهُمُ قِيامٌ للصّلاة
ولمَّا ضَاقَ بطنُ الأرض عن أنْ
…
يَضُمَّ عُلاك من بعد المَمَات
أصاروا الْجَوَّ قَبْرَكَ واستنابوا
…
عن الأكفان ثَوْبَ السَّافِياتِ
لِعِظَمِكَ في النُّفُوس تبيت تُرْعَى
…
بحُفّاظٍ وحُرّاسٍ ثِقَات
ولم أر قبل جذْعِكَ قَطّ جذْعًا
…
تمكَّن من عِنَاق المَكْرُمات
في أبيات أخر:
وبقي مصلوبًا إلى أن توفِّي عضُدُ الدولة، ولما بلغ عضُدُ الدّولة هذا الشَّعْرُ قال: عليَّ بقائله، فاختفى، ثم سافر بعد عامٍ إلى الصّاحب إسماعيل بن عبَّاد، فقال: أَنْشِدْني القصيدة، فلمَّا أتى هذا البيت الأخير، قام إليه وعانقه، وقبَّل فاهه، وأنفذه إلى عضد الدولة، فلمَّا مَثُلَ بين يديه قال: ما الذي حملك على مَرْثِيّة عدُوّي؟ قال: حقوُقُ سَلَفَتْ وأيادٍ مَضَتْ، فجاش الحزنُ في قلبي، فرَثَيْت. فقال: هل يحضُرُكَ شيءُ في الشُّموع، والشُّموع تُزْهِر بين يديه، فقال:
كأنَّ الشُّموعَ وقد أَظْهَرَتْ
…
من النّار في كلّ رأسٍ سِنانا
أصابعُ أعدائك الخائفين
…
تَضْرَعُ تَطْلُبُ منك الأَمانا
قال: فأعطاه بِدْرَةً وفَرَسًا، وهو من المقلِّين في الشَّعْر.
256-
محمد بن محمود1 بن إسحاق النَّيْسَابُوري، أبو بكر.
حدَّث في العام بهمذان عن ابن خزيمة، ومحمد بن الصبّاح صاحب قتيبة بن سعيد.
يروي عنه: عبد الله بن عمر الصَّفَار، وأبو الحسن بن عَبْدُوس.
257-
محمد بن يوسف بن موسى2، أبو الحسن بن الصبّاغ.
بغداديّ، يروي عن أبي بكر بن داود، وجماعة.
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 261".
2 انظر تاريخ بغداد "3/ 408".
وعنه: علي بن عبد العزيز. وقال: كان حافظًا.
258-
محمد بن يوسف بن يعقوب1 الصوَّاف، أبو بكر البغدادي.
سمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وأحمد بن جَوْصَا.
وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير.
حرف الياء:
259-
يحيى بن زكريا2، أبو سعيد المصري.
يروي عن أَبِي يعقوب المنجنيقي.
260-
يحيى بن عبد الله3 بن يحيى، أبو عيسى اللَّيْثي القُرْطُبي.
سمع المُوَطَّأ من عمِّ أبيه عُبَيْد الله بن يحيى، ومن محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وأبيه عبد الله، وسمع من علي بن الحسن المرّيّ بَبجَّانَةَ، ومن جماعة.
وكان قاضيًا ببجّانَةَ وإلْبِيَرَة، وكان أخوه بقُرْطُبَة فولاه أحكام الرّدّ، وطال عمره حتى انفرد بالرواية عن عُبَيد الله، ورحل النّاس إليه من جميع كُور الأندلس.
وروى عن عُبَيْد الله سوى المُوَطَّأ حديث اللّيْث، وشجاع بن القاسم، وعشرة يحيى بن يحيى، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسْلم، ونُتَفًا من حديث الشيوخ.
تَرْجَمَهُ ابن الفَرَضيّ وقال: اختلفت إليه في سماع الموطّأ سنة ست وستّين، وكانت الدَّولة في أيّام الجمع، فتمَّ لي سماعه منه، وسمعت منه التّفسير لعبد الله بن نافع، ولم أَشْهَدْ بقُرْطُبة مجلسًا أكثر بِشْرًا من مجلسنا في المُوَطّأ، إلّا ما كان من بعض مجالس يحيى بن مالك، وهو أوّل من سمعت عليه، ثمّ اشتغلت بالعربيّة عن مواصلة الطَّلَب إلى سنة تسعٍ وستّين، ثم اتصل طلبي وسماعي.
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 403".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 191"، والعبر "2/ 346"، وشذرات الذهب "3/ 65".
وسمع منه يحيى أمير المؤمنين المُؤَيَّد بالله -أبقاه الله- سنة أربعٍ وستّين، وجماعةٌ من الشيوخ والكُهُول، وطبقات النّاس.
توفِّي في ثامن رجب.
قلت: روى عنه أبو عمر الطّلَمنْكِي، ويونس بن مغيث، وأبو عبد الله بن يحيى بن الحذَّاء، والحافظ أبو عبد الله بن عمر بن الفخّار، وخَلَف بن عيسى الوشقي، وعثمان بن أحمد، وخَلْق.
261-
يحيى بن هلال بن زكريا1 الأندلسي.
سمع: عمّه يحيى، وأحمد بن خالد بن محمد بن أيمن، وحدّث ورحل إلى بَجّانة، فسمع من سعيد بن فحلون.
وكان سَمْحًا ينشر عِلْمه، فقيهًا بالشُّرُوط، فسمع منه جماعة كثيرة.
توفِّي في جمادى الأولى.
وفيَّات سنة ثمان وستين وثلاثمائة:
262-
أحمد بن جعفر بن حمدان2 بن مالك بن شبيب، أبو بكر القطِيعي البغدادي. كان يسكن قطيعة الدّقيق.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، وأحمد بن علي الأبَّار، وعبد الله بن أحمد، سمع منه "المُسْنَد"، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحرّاني، وطائفة كثيرة. وكان مُسْنَد العراق في زمانه.
روى عنه عبد الله "المسند"، و"التاريخ"، و"الزهد"، و"المسائل".
قال الخطيب: وكان قد غرق بعض كُتُبِه، فاستحدث نُسَخًا من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه النّاس. لم نر أحدًا ترك الاحتجاج به.
روى عنه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو الفتح
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 191".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 73"، والمنتظم "7/ 92"، وميزان الاعتدال "1/ 41، ولسان الميزان "1/ 145".
بن أبي الفوارس، وأبو برك البَرْقَاني، وأبو نُعَيم، ومحمد بن الحسين بن بكير، والحسن بن علي بن المذهّب، وآخر من روى عنه في الدّنيا أبو محمد الجوهري.
وُلِدَ في أوّل سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال محمد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا، فيقرأ عليه أبو عبد الله بن الجصَّاص عمّ والدتي ما يريد، ويُقعدني في حِجْره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إنّي أحبه.
وقال أبو الحسن محمد بن العبَّاس بن الفرات: كان القَطِيعي كثير السّماع من عبد الله بن أحمد، إلّا أنّه خَلَطَ في آخر عمره، وكُفَّ بَصَرُهُ، وخَرِف، حتّى كان لا يعرف شيئًا مما يُقْرَأ عليه.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، في بعض المُسْنَد أصُولُ فيها نَظَر، ذكر أنّه كتبها بعد الغَرَق، نسأل الله سَتْرًا جميلًا، وكان مستورًا صاحب سنة.
وقال البَرْقاني: كان شيخًا صالحًا، وكان لأبيه اتّصال ببعض السّلاطين، فعُزِي لابن ذلك السّلطان على عبد الله بن أحمد المُسْندي، وحضر ابن مالك القَطِيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كُتُبه فنسخها من كتاب، وذكروا أنّه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثَبُتَ عندي أنّه صَدُوق، وإنّما كان فيه بَلَهٍ. ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله ليَّنت ابنَ مالك، فأنكر عليّ وقال: كان شيخي، وحسَّن حاله. قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبْعٍ وستّين ثاني مرّة، وسمع "المُسْنَد" من ابن مالك القطِيعي، واحتجَّ به في "الصحيح".
وقال أبو القاسم الأزهري: توفِّي أبو بكر بن مالك ودُفِنَ يوم الإثنين لسبعٍ بقين من ذي الحجّة.
قلت: ومن طبقته:
263-
أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان1 السَّقَطي. بصريّ معروف.
سمع: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن المثنَّى العنبري.
1 انظر الأنساب "7/ 92".
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن صَخْر الأَزْدي، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيلي.
264-
أحمد بن حمزة بن حمدان1، أبو الحسن الطّرَسُوسي.
حدَّث بالسّاحل عن: عبد الله بن جابر الطّرَسُوسي، ومحمد بن حصن الرّسّي.
وعنه: الحسن بن محمد بن جُمَيْع، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم.
265-
أحمد بن خالد بن يزيد2 بن أبي هاشم، أبو القاسم الأسدي الأندلسي، خطيب بَجّانة.
حدَّث عن: فضل بن سلمة، ومحمد بن فُطَيْس.
وتوفِّي في شوّال، رحمه الله.
266-
أحمد بن سَيَّار، القاضي أبو بكر الصَّيمريّ.
ولي القضاء ببعض ببغداد في سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وحمدت سيرته.
ثم ولي قضاء الحريم وغيره، وكان له يد طولى في الآداب والشعر.
روى عنه: أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي الحنفي، وأبو علي المحسن التنوخي، وغيرهما، ولم يرو شيئًا من الحديث.
قال محمد بن عيسى الجيلي: أنشدني أبو بكر بن سَيَّار القاضي لنفسه:
لا تستهن عالمًا وإن قَصُرت
…
أحواله في لحاظ رامقه
وانظر إليه بعين ذي أدب
…
مهذَّب الرأي في طرائقه
فالمسك تيسًا تراه ممتهنًا
…
بفهر عطّاره وساحقه
حتَّى تراه في عارضي ملك
…
أو موضع التاج من مفارقه
قال عبد الكريم بن محمد الشيرازي: سمعت أبا حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني الفقيه يقول: كان ببغداد قاضٍ يعرف بأحمد بن سَيَّار، وكان له هيئة وجثة
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 74".
مهولة ولحية طويلة، فقدِمَ إليه امرأتان ادَّعت إحداهما على الأخرى، فقال: ما تقولين في دعواها؟ قالت: أفزع، أيَّد الله القاضي! قال: مماذا؟ قالت: لحية طولها ذراع، ووجه طوله ذراع، ودنية طولها ذراع، فأخذتني هيبتها، فوضع القاضي دنيته، وغطَّى بكمه لحيته، وقال: قد نقصتك ذراعين، أجيبي عن دعواها.
قال هلال الصابي: توفِّي في نصف رمضان سنة ثمان وستّين وثلاث مائة.
276-
أَحْمَد بن محمد بن صالح1، أبو العباس البروجودي الخطيب.
نزل ببغداد، وحدَّث عن: إبراهيم بن الحسين بن ديزيل.
وعنه: هلال الحفَّار، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن محمد السّوّاق.
حدَّث في شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
268-
أحمد بن محمد بن مهران2 الأصبهاني المعدّل.
روى عن: محمد بن العبّاس الأخرم، وحاجب بن أركين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
توفِّي فِي شوال.
269-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف3، أبو القاسم المَعَافِريّ القُرْطُبي.
سمع من: عبد الله بن يونس، وقاسم بن أصْبغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين، فسمع من أبي محمد بن المُوَرّد، وآخرين، وأدَّب المُؤَيُد بالله بن المُسْتَنْصِر الحَكم.
270-
أحمد بن موسى بن عيسى4 الجرجاني، الوكيل على أبواب القُضاة.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن حفص السَّعْدِي، وكتب الكثير، وصنَّف وهو ضعيف. اتَّهَمه بعضُهم.
وقال حمزة: له فَهْمٌ ودراية، أتي بمناكير عن شيوخ مجاهيل.
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 38".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 156".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 49".
4 انظر تاريخ جرجان "103"، وشذرات الذهب "3/ 67".
271-
إبراهيم بن محمد بن سهل1 الْجُرْجَاني المؤدِّب.
يروي عن أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وعنه: حمزة السَّهمْي.
وله رحلة إلى دمشق لقِيَ فيها ابن عتّاب الزَّفْتي.
272-
إسحاق بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ2 بْن إِبْرَاهِيم بْن قُولُوَيْه، أبو يعقوب الأصبهاني التاجر.
سمع: إبراهيم بن يوسف الهِسْنجاني، وأهل الرّيّ.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
توفِّي في ربيع الأول.
حرف الجيم:
273-
جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر3 بن موسى بن قُولُويه، أبو القاسم السَّهْمي الشّيعي.
قلت: كان ابن قولويه هذا من كبار الشّيعة، ومن علمائهم المشهورين، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد. وقال فيه المفيد: كما يُوصَفُ النّاسُ من جميلٍ وِفقْهٍ ودينٍ وثِقَةٍ، فهو فوق ذلك.
وله كُتُبٌ حِسان، منها:"كتاب الصلاة"، و"كتاب الجمعة والجماعة"، و"كتاب قيام الليل"، و"كتاب الصداقة"، و"كتاب قسمة الزكاة"، و"كتاب الشُّهور والحوادث"، وغير ذلك من كُتُب الفقه.
حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النّعمان المفيد، وأبو جعفر محمد بن يعقوب، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عُبيد الله الغضائري، وحيدرة بن نُعَيم السَّمَرْقَنْدي، ومحمد بن سليم الصَّابُوني بمصر.
1 انظر تاريخ جرجان "137".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 121".
3 انظر لسان الميزان "2/ 125".
وأحسبه من أهل مصر، ذكر ابن أبي علي وفاته في هذه السنة.
274-
جعفر بن محمد1، أبو العبّاس البابوي الهَرَوي.
روى عن: الحسين بن إدريس.
وعنه: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد المقرئ القراب.
توفِّي في جُمَادَى الْأولى.
حرف الحاء:
275-
الحَسَن بْن عَبْد الله2 بْن المَرْزُبان، أبو سعيد السَّيرافي النَّحوي القاضي، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أبي الأزهر، وابن دُرَيْد.
وعنه: علي بن أيّوب القُمي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وغيرهما.
وكان مَجُوسيًا أسلم وسَمُّوه "عُبَيْد الله".
وكان أبو سعيد إمامًا كبير الشّأن، تصدَّر لإقراء القراءات والنّحّو واللُّغة والفرائض والحساب والعَرُوض، وكان من أعلم النّاس بنحو البَصْريّين، عارفًا بفقه أبي حنيفة.
قرأ القرآن على: أبي بكر من مُجاهد، وأخذ اللغة عن ابن دُرَيْد، والنّحّو عن أبي بكر بن السّرّاج.
وكان لا يأكل إلّا من كسْب يمينه تَدَيُّنًا، وكان لا يجلس للقضاء ولا للاشتغال حتى يَنْسَخَ كرَّاسًا يأخذ أَجْرَته عشْرة دراهم.
قال ابن أبي الفوارس: وكان يُذْكَر عنه الاعتزال، ولم يظهر منه شيء.
قلت: ومن تصانيفه "شرح كتاب سيبويه"، و"كتاب ألفاظ القطع والوصل"، و"كتاب الإقناع" في النحو، لكن كمَّله وَلَدُهُ يوسف، وجزء "أخبار النُّحاة".
وتوفِّي في رجب، وله أربعٌ وثمانون سنة. وكان نحوي العراق.
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "7/ 341"، والمنتظم "7/ 95" والكامل "8/ 698"، ولسان الميزان "2/ 218".
أخبرنا سُنْقُر الحلبي بها، أنا يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد الدّامغاني في رمضان سنة أربعٍ وعشرين وستّمائة، قَدِمَ علينا، أَنَا أَبِي، أَنَا أحمد بْن علي بْن سوار المقرئ، أنا محمد بن عبد الواحد بن رزق، أنا الحسن بن عبد الله بن المرزبان، ثنا محمد بن منصور بن أبي الأزهر، ثنا الزُّبَيْر بن بكّار، حدّثني أنس بن عِيَاض قال: حدّثني من سمع يحيى بن أبي كثير اليمامي يقول: لا يُدرَك العِلْم براحة الجسم.
276-
الحسن بن عبد الله بن محمد1، الإمام أبو محمد البغدادي، ويعرَفُ بابن الكاتب، وبابن القُريق.
تلا بالروايات على: ابن محمد، وابن تومان، وأبي بكر النّقّاش.
قرأ عليه: منصور بن محمد بن إبراهيم، ويروي عنه في كتابه الملقَّب بـ "الإشارات" بالقراءات من جمعه.
قال منصور: كان من عبَّاد الله الصالحين الفاضلين.
قلت: ويروي عنه ولده أبو الفتح محمد بن الحسن بالأهواز، مات في ذي الحجّة سنة ثمان. ذكره ابن النجار.
277-
الحسن بن إبراهيم بن جابر2 بن أبي الزّمّام، أبو علي الدمشقي الفَرَضي.
روى عن: محمد بن المُعَافَى، ومحمد بن خُرَيّم، وأصحاب هشام بن عمّار.
وعنه: عبد الوهاب الدّاراني، ومحمد بن عوْف المُزَني، وعلي بن بِشْري، ومكّي بن الغَمْر، وثريّا بن أحمد الألهاني.
وثَّقه عبد العزيز الكتّاني، وهو آخر من حدَّث عن محمد بن يزيد بن عبد الصمد.
278-
حامد بن أحمد بن العبّاس، أبو بكر الصّرّام3. من شيوخ همذان.
سمع ببلده، ورحل إلى بغداد فسمع من: محمد بن حَمْدَويْه المَرْوَزي، والقاضي المَحَاملي، وأبي بكر بن الأنباري، وطبقتهم.
1 انظر الوافي بالوفيات "12/ 90".
2 انظر التهذيب "4/ 290".
3 انظر الأنساب "2/ 238".
روى عنه: أحمد بن تركان، وأبو منصور بن المحتسِب، وجماعة كثيرة.
توفِّي في شوّال سنة ثمانٍ وستّين.
279-
حُمَيْدان بن خراش1 العُقَيْلي، ولِيَ إمرة دمشق في هذا العام للعزيز العُبَيْدي، وكان قسَّام يأخذ الأمر بالبلد، فوقع بينه وبينه، ثمّ طرده قَسّام والعَيَّارُون، ونُهِبَت داره، وهرب واستفحل شأن قسام.
حرف الصاد:
280-
صالح بْن علي بْن مُحَمَّد2 بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن علي، أبو بكر الحرَاني.
عن ابن قتيبة العسقلاني.
حرف العين:
281-
عبد الله بن إبراهيم بن يوسف3، أبو القاسم الْجُرْجَاني الآبنْدُوني الحافظ. وآبنْدُون من قُرى جُرّجان. رفيق ابن عَدِيّ في الرّحلة.
سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، والحسن بن سفيان، وأبي العبّاس بن السراج، والقاسم المطرّز، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبَة.
قال الخطيب: كان ثقةً ثبتًا له تصانيف، ثنا عن البَرْقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكان عَسِرًا في الحديث.
وقال البرقاني: كان محدِّثًا زاهدًا متقلِّلًا من الدنيا، لم يكن يحدِّث غير واحد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسّماع تحدّثوا، وأنا لا أصبر على ذلك.
وأخذ البَرْقَاني يصف أشياء من تقلّله وزُهُده، وأنّه أعطاه وقال: أحملها إلى
1 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 457".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 407"، والمنتظم "7/ 95"، وسير أعلام النبلاء "16/ 261-263".
الباقلاني ليطرح عليها ماء الباقلاء، فوقعت على الكسر باقلانان، فرفعهما وقال: هذا الشيخ يعطيني كلّ شهر دانقًا حتى أبلّ له الكِسَر.
قلت: وقد روى عنه ابن قُتَيْبة الإمام أبو بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن شاه المروزي، وأبو نُعَيم الأصبهاني.
قال الحاكم: خرج الآبندوني إلى بغداد سنة خمسين، وسكنها إلى أن مات.
وقال غيره: عاش خمسًا وتسعين سنة رضي الله عنه.
282-
عَبْد الله بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد الملك1 الأصبهاني الواعظ، أبو محمد.
روى عن: البَغَوِي، وأبي عَرُوبة الحرّاني.
وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي.
تُوُفّي في رجب.
283-
عبد الله بن الحسن بن سليمان2، أبو القاسم بن النخّاس، بالمعجمة، البغدادي المقرئ.
سمع: عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وأبا القاسم البَغَوِي، وجماعة.
وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وهو أكبر منه، وأبو الحسن الحمّامي، وأبو بكر البَرْقَاني، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
وقال أبو الحسن بن الفرات: قلَّ ما رأيت في الشيوخ مثله.
وقال الخطيب: كان ثقة، وُلِدَ سنة تسعين ومائتين.
قلت: قرأ على الحسن بن الحسين الصّوّاف، وغيره.
284-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن حيّان3، أبو العباس الجنابي البوشنجي الهروي.
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "9/ 438"، والمنتظم "7/ 96".
3 لا بأس به.
روى عن: محمد بن القاسم بن زكريَّا الكوفي، وطائفة كابن عُقْدَةَ، وهو سميّ أبي الشيخ وعصْريّه.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو الفضل الجارودي، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القُرَشي، وغيرهم.
توفِّي في هذا العام.
285-
عبد الله بن محمد بن محمد1 الأصبهاني المارستاني الخازن.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس، ومحمد بن عبد الله بن رستم.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وغيرهما.
286-
عبد الله بن الإمام زكريَّا بن يحيي2 بن محمد العَنْبَرِي النَّيْسَابُوري، أبو محمد. رجل صالح.
روى عن: أبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه: الحاكم.
287-
عبد الصّمد بن محمد بن حَيَوَيْه3، أبو محمد البخاري، الحافظ الأديب.
سمع: محمد بن محمد بن حاتم السّجِسْتاني، ومَكْحُولا البَيْرُوتي.
وعنه: تمَّام الرّازي، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان واسع الرّحلة، له صحيح مخرَّج على البُخَاري، جوَّده. وتوفِّي بالدّينَوَر.
وقد روى عنه الحاكم قال: سمعت أبا بكر بن حرب شيخ أهل الرأي ببلدنا يقول: كثيرًا ما أرى أصحابنا يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العَتَكي، فدخل عليه شيخ من أهل الرأي فقال: أنت الذي تروي أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَّرَ بقراءة الفاتحة
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 88".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ دمشق "24/ 161".
خلف الإمام؟ فقال: قد صحَّ الحديث "لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب"1. فقال له: كَذَبْتَ، إنَّ فاتحة الكتاب لم تكن فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إنّما نزلت في عهد عمر.
قلت: إسناده صحيح.
288-
علي بن محمد بن صالح بن داود2، أبو الحسن الهاشمي المقرئ الضّرير، مقرئ البصرة.
قرأ القرآن على: أبي العبَّاس أحمد بن سهل الأشناني.
قرأ عليه: طاهر بن غلبون.
289-
علي بن محمد بن أحمد3 الْجُرْجاني الزّاهد الفقيه، المعروف بأبي الحسن القَصْري.
كان مُفْتيًا عارفًا بمذهب الشافعيّ.
روى عن: البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود أحمد بن عبد الكريم الوزَّان، وعبد الرحيم بن عبد المؤمن.
توفِّي يوم عاشوراء.
روى عنه: حمزة السّهمي، والْجُرْجَانيّون.
390-
عمر بن عُبَيْد الله بن إبراهيم4 بن أحمد الأصبهاني بن الوزَّان، إمام الجامع.
سمع أبو القاسم البَغَوِي، وأحمد بن محمد بن شَبه.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
291-
عيسى بن حامد بن بِشْر5 القاضي، أبو الحسين الرخجي ثم البغدادي، المعروف أيضًا بابن بنت القنبيطي.
1 حديث صحيح بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأمِّ القرآن". أخرجه البخاري "2/ 756"، ومسلم "الصلاة 34".
2 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 259"، وغاية النهاية "1/ 568".
3 انظر تاريخ جرجان "316".
4 لا بأس به.
5 انظر تاريخ بغداد "11/ 178"، والمنتظم "7/ 97"، والعبر "2/ 348".
سمع من: جدّه محمد بن الحسين القُنَّبيطي، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية.
وكان من تلامذته: محمد بن جرير السَّوَّاق، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظاهريّ، وأبو علي بن دُوما.
وثَّقه ابن أبي الفوارس وقال: توفِّي في ذي الحجّة.
حرف الغين:
292-
الغضنفر أبو تغلب بن ناصر الدّولة1، الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلِبِيُّ صاحب المَوْصِل وابن صاحبها.
مرَّ في ترجمة أبيه، وكيف قبض على أبيه، واستبدَّ بالأمر، ثم إنّه حارب عضُدُ الدولة ابن بُوَيْه، وصار إلى الرّحْبة، ثم هرب منها خوفًا من ابن عمِّه سعد الدولة صاحب حلب، ومن بني كِلاب، فإنَّ عضُدُ الدولة كاتَبَهُم وجَبَّرَهُم عليه، فوصل إلى مَرْج دمشق، وأراد دخولَها، فمانَعَهُ صاحبُها قسَّام، فأنفذ أبو تَغْلِب كاتبه إلى العزيز يستنجد به، ثم نزل بِحَوْران، وفارق ابن عمّه الغطْرِيف، وردّ إلى خدمته عضُدُ الدولة، فجاء الخبر من كاتبه بأن يُقْدِم على العزيز، فخاف وتوقف، ثم نزل بأرض طبريّة، وبعث العزيز مولاه الفضل ليأخذ له دمشق، فاجتمع به أبو تَغْلِب، ثم تفرّقا عن وَحْشَةٍ.
وكان مُفرّج الطائي قد استولى على الرّمْلة، فاتّفق مع فضْلٍ على حرب أبي تَغْلِب وبني عَقيِل النّازلين بالشّام، فوقع التّصَافُّ بظاهر الرَّملة في سنة تسعٍ، مُسْتَهل صفر، فانهزم بنو عقيل، وأسر مُفَرّج أبا تغلب، ثم قتله صبْرًا، وبعث برأسه إلى العزيز. ذكر ذلك القفْطي.
ولم يذكر ابن عساكر أبا تغلب في تاريخه، والله أعلم.
1 انظر الكامل في التاريخ "حوادث 369"، وسير أعلام النبلاء "16/ 306، 307".
حرف الميم:
293-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ1، أبو الحسن الواعظ الصوفي، صاحب ابن الجلاء.
وحدَّث بدمشق في هذه السنة عن: أحمد بن المعلَّى الدّمشقي، والعبَّاس بن يوسف الشّكَلي، وعبد الله البغوي.
وعنه: الحسين بن جعفر الْجُرْجاني، وعبد الوهاب المَيْداني.
394-
محمد بن أحمد بن طاهر2، أبو طاهر الصّوفي شيخ الملاشة.
كان كثير الاجتهاد والتلاوة، أنفق على الفقراء ما لا يُحْصَى.
295-
محمد بن إبراهيم بن محبّ3، أبو عبد الله الزُّهْري الأندلسي.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر.
وعاش ستّين سنة.
296-
محمد بن عبد الرحمن4 بن عَمْرو، أبو بكر الرّحَبي الحمصي القاضي.
سمع: أباه، ومحمد بن جعفر بن رزِين، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومحمد بن يوسف الهَروي، وجماعة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، والمُسَدّد الأملوكي، وعلي بن السّمْسار.
حدَّث أيضًا بدمشق في هذه السنة.
297-
محمد بن عُبَيْدُون بن فهد5 الأندلسي القُرُطُبي.
سمع: من أبيه، وروى عن: محمد بن وضَّاح جُزءًا سمعه منه، وهو ابن إحدى عشرة سنة.
1 في عداد المجهولين.
2 انظر النجوم الزاهرة "4/ 131، 132".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 79".
4 انظر اللباب "2/ 19".
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 79".
وروى عنه المدوَّنة بالإجازة، وهُوَ آخِرُ من حدَّث في الدُّنيا عن ابن وضَّاح.
قال ابن عفيف: وقد طُعِنَ في عدالته.
وقال ابن الفَرَضي: كان ذاهِبَ السَّمْع، لم أروِ عنه. وُلِدَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
298-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه1 بْن إسحاق، أبو علي الْجُرْجاني الوَزْدُولي، ووزْدول من قُرى جُرْجان.
نزل بغداد، وحدَّث عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد، وأبي عَرُوبة.
وعنه: أبو سعيد الماليني، وأحمد بن علي البادي، سمع منه فِي هذا العام.
299-
مُحَمَّد بْن عيسى بن عَمْرَوَيه2، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الْجُلُودي الزّاهد، راوي "صحيح مسلم".
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيَان الفقيه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبا بكر بن زنْجَويْه القُشَيْري، ومحمد بن المسيّب الأرغَيَاني، وغيرهم بنَيْسَابور، ولم يرحل منها.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأحمد بن الحسن بن بُنْدَار الرّازي، وأبو سعيد عمر بن محمد السّجْزي، وأبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وأبو محمد بن يوسف، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وآخرون، وآخرهم عبد الغافر.
قال الحاكم في تاريخه: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الْجُلُودي، كذا سمَّى أباه وجدّه، وقال: هو من كبار عُبَّاد الصُّوفية، صحِب أصحاب أبي حفْص، وكان يورّق بالأجْرة، ويأكل من كسْب يده، وكان ينتحل مذهب سُفيان الثَّوْري ويعرفه. توفِّي فِي الرّابع والعشرين من ذي الحجّة. قال: وخُتم بوفاته سماع "كتاب مُسْلم"، فإنَّ كل من حدَّث به بعده عن إبراهيم بن سفيان فإنه غير ثقة.
1 انظر تاريخ جرجان "75"، وتاريخ بغداد "3/ 87".
2 انظر المنتظم "7/ 97"، والكامل "8/ 711"، والبداية والنهاية "11/ 294".
وقال الحاكم: وقد سُئل عن الْجُلُودي: كان من أعيان الفقراء الزهَّاد، من أصحاب المعاملات في التّصَوّف، ضاعت سماعاته من أبي سفيان، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع.
وقال ابن دِحْيَة: اختُلِفَ في الْجُلُوديّ، فقيل: بفتح الجيم التفاتًا إلى ما ذكره يعقوب في "الإصلاح"، ونقله ابن قُتَيْبة في "الأدب"، وليس هذا من ذاك في شيء؛ لأنّ الذي ذكره يعقوب رجل منسوب إلى جَلُود من قرى إفريقية، بينه وبين هذا أعوام عديدة، وهذا متأخِّر، كان يحكم في الدار التي تباع فيها الْجُلُود للسُّلطان، وكان الصّواب عند النَّحويّين أن يقال "الْجُلْدي"؛ لأنّك إذا نَسَبْتَ إلى الجمع ردَدْت إلى الواحد، كقولك:"صحفي" و"فرضي".
وقال ابن نُقْطَة: رأيت نَسَبَه بخطّ غير واحد من الحُفَّاظ: "محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيْه بن منصور".
قال الحاكم: ودُفِن في مقبرة الحيرة، وهو ابن ثمانين سنة.
300-
محمد بن محمد بن يعقوب1 بن إسماعيل بن حجّاج النَّيْسَابُوري الحافظ أبو الحافظ أبو الحسين الحجّاجي، المقرئ العبد الصالح الصّدُوق.
قرأ القرآن ببغداد على: ابن مجاهد، وسمع عمر بن أبي غيلان، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن جرير الطبري، وببلده أبا العباس الثقفي، وأبا بكر بن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسِرجِسي، ومحمد بن المسيّب. وبالرّيّ محمد بن جعفر بن نصر الرازي، والكوفة عليّ بن العباس المَقَانِعي، وبمصر علان بن الصّيْقَل، وأُسامة بن علي الرّازي، وبدمشق أبا الجهم بن طِلاب، وابن جَوْصَا.
مصنّف العِلَل والشَّرْحِ وَالأبواب.
وعنه: أبو علي الحافظ، وهو أكبر منه، وأبو بكر بن المقرئ، وهو من طبقته، بل أقدم منه، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، والحاكم، وأبو بكر البَرْقَاني العَبْدَوِي.
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين، وأنا ألقِّبُه بعَفافٍ لثبته.
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 223"، والوافي بالوفيات "1/ 128"، وسير أعلام النبلاء "16/ 240، 243".
قال الحاكم: وَلَعمْرِي أنَّه لَكَمَا قال الحافظ أبو علي، فإنَّ فَهْمَه كان يزيد على حِفْظِه.
قال الحاكم: وكان يمتنع عن الرواية وهو كهّل، فلمَّا بلغ الثمانين لازمه أصحابُنَا بالليل والنهار، حتى سمعوا منه كتابه في "العِلَل" وهو نيّف وثمانون جُزْءًا، وسمعوا منه "الشيوخ" وسائر المصنَّفات. صَحِبْتُهُ سِتًّا وعشرين سنة باللّيل والنّهار، فما أعلم أنّي علمت أنّ الْمَلَكَ كتب عليه خطيئة.
وثنا أبو علي الحافظ في مجلس إملائه قال: حدّثني أبو الحسين بن يعقوب، وهو أثبت من حدَّثنا عنه اليوم، فذكر حديثًا.
توفِّي خامس ذي الحجّة، عن ثلاثٍ وثمانين سنة.
301-
محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق1 بْن محمود بن إسحاق، أبو حاتم الهَرَوِي.
يروي عن: محمد بن اللَّيْثِ الْقُهُنْدُزِي، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو محمد، ومحمد بن المنتصر، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وكان فقيهًا فاضلًا. وتوفِّي في رجب.
حرف الهاء:
302-
هَفْتَكِن أبو منصور2 التُرْكي الشَّرَّابي الأمير.
هرب من بغداد خوفًا من عضُدُ الدولة، ونزل بنواحي حمص، فسار إليه ظالم العُقَيْلي من بَعْلَبَكّ ليأخذه فلم يقدر، وكاتبوا هفتكين من دمشق، فقَدِمَها وغلب عليها في سنة أربعٍ وستّين، وأقام الدَّعوة العبَّاسية، وأزال دعوة بني عُبيْد، ثم تأهَّب لقتالهم وتَوَجَّه في شعبان من السنة، فنزل على صيْدا، ودافع جُنْدُ بَنِي عُبَيد، فقَتَلَ منهم مقتلة عظيمة، وأخذ مراكب لهم في ساحل صيدا، فسار لحربه من مصر
1 لا بأس به.
2 انظر شذرات الذهب "3/ 67"، وسير أعلام النبلاء "16/ 307، 308".
جوهر، فحصَّن هو دمشق، فنازلها جوهر المُعِزّي بجيوشه في ذي القعدة سنة خمس وستّين، وحاصرها سبعة أشهر، ثم ترحَّل لمّا بلغه مجيء القُرْمُطيّ من الأَحساء، فسار هفتكين في طلب جوهر، فأدركه بعَسْقَلان، فكسر جوهرًا وتحصَّن جوهر بعسقلان، فحاصرها هفتكين سنة وثلاثة أشهر، ثم أمَّنه فنزل وراح، فصادف صاحبَ مصر العزيز نِزَارًا، وقد خرج في جيوشه قاصدًا دمشق، فردَّ في خدمته، فكانوا سبعين ألفًا، فالتقاهم هفتكين وثبت، ثم أنكسر، وأسروه في أول شعبان سنة ثمانٍ وستّين، وحُمِلَ إلى مصر، ثم مَنَّ عليه العزيز وأطلقه، وصار له موكب، فخافه الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس فقتله، دسَّ عليه من سقاه السمَّ، وقيل: بل هلك في سنة إحدى وسبعين، وكان إليه المُنْتَهَى في الشّجاعة.
وفيَّات سنة تسع وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
303-
أحمد بن إسحاق بن محمد1 بن أحمد بن الحسين بن شيبان، أبو محمد البغدادي الشَّيْباني ثم الهَرَوي الضَّرير.
سمع: مُعَاذ بن نَجْدَة، وعلي بن محمد الجكاني، وأقرانهما.
روى عنه: أبو الفضل بن أبي عصمة، وأبو عثمان سعيد القُرَشي، وأبو حازم العبدوي.
توفِّي في جُمادي الآخرة.
304-
أحمد بن الحسين بن أحمد2 بن المؤمّل الصّيّرفي البغدادي، ابن أخي عُبَيْدِ بْنِ المؤمّل.
تُوُفّي في المحرّم.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه نظر.
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 106".
305-
أحمد بْن عَبْد الوهّاب1 بْن مُحَمَّد بْن أبي صِدام، أبو بكر اللهْبي الصّابوني، دمشقيّ مستور الحال.
روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وابن الدُّرَفْس، وجماهر الزَّمْلَكاني، ومحمد بن خريم.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن السمسار، وجماعة.
توفِّي فِي ربيع الأول.
306-
أَحْمَد بْن عبد الوهاب بن يونس2، أبو عمر القرطبي، الفقيه الشافعي، تلميذ عبيد الشافعي الفقيه.
كان ذكيا عالما بالاختلاف، كيسا مناظرا نحويا لغويا، وكان ينسب إلى الاعتزال.
توفِّي فيها وفي صدور سنة سبعين.
307-
أحمد بن عطاء بن أحمد3 بن محمد بن عطاء، أبو عبد الله الصوفي الكبير، نزيل صور.
حدَّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
وعنه: ابن جميع، وأبنه السكن، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الله بن باكويه، وعلي بن جهضم، وعلي بن عياض الصوري، وآخرون.
قال حمزة السهمي: سمعت أبا طاهر الرّقّي، سمعت أحمد بن عطاء يقول: كلَّمني جمل في طريق مكة، رأيت الجمال والمحامل عليها، وقد مدَّت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان الله، من يحمل عنها ما هي فيه، فالتفتَ إليَّ جمل فقال لي: قُلْ: جلَّ الله، فقلتُ: جلَّ الله.
وقال السُّلَمي: أحمد بن عطاء هذا ابن أخت أبي الروذباري، يرجع إلى
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 47"، والوافي بالوفيات "7/ 162".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 336"، وحلية الأولياء "10/ 383"، وسير أعلام النبلاء "16/ 227، 228".
أنواع من العلوم، منها: علم القراءات، وعلم الشريعة، وعلم الحقيقة، وإلى أخلاق يختصّ بها ويُربي على أقرانه، وهو أوحد مشايخ وقته في بَابَتهِ وطريقته.
توفِّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وستّين.
وقال الخطيب: روى أحاديث غلط فيها غلطًا فاحشًا، فسمعت الصّوري يقول: حدَّثونا عن الرُّوذْبَاري، عن إسماعيل الصَّفّار، عن ابن عَرَفَة أحاديث لم يُروِها الصَّفّار، قال: ولا أظنّه معتمد الكذِب، لكن شُبِّه عليه.
وقال الْقُشَيْرِيُّ: كان شيخ الشام في وقته.
ومن كلام أحمد بن عطاء: "الذَّوْقِ أَوّل المواجيد، فأهل الْغَيْبَةِ إذا شربوا طاشوا، وأهل الحُضُور إذا شربوا عاشوا".
وقال: "ما من قبيح إلّا وأقبح منه صُوفيٌّ شحيح".
وقال: "التّصَوُّف ينفي عن صاحبه البُخْل، وكتب الحديث ينفي عن صاحبه الجهْل، فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به نُبْلًا".
وقال: "ليس كلّ من يَصْلُحُ للمُجالسَة يَصْلُحُ للمُؤانَسَة، وليس كلّ من يَصْلُح للمؤانَسة يؤتَمَن على الأسرار".
308-
أحمد بن محمد بن حَسنَوَيْهِ1 بْنِ يونس، أبو حامد الهَرَوِي العدْل.
سمع: الحسين بن إدريس، وغيره.
وعنه: إسحاق القرّاب، وأبو بكر البَرْقاني، وأبو حازم العَبْدَوِي، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وقال أبو النَّضْرِ الْفامي: كان ثقة.
قلت: توفِّي فِي رَمَضَان.
309-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دلان بن هارون الفقيه، أبو حامد الزوزني2.
توفِّي في جمادى الآخرة.
1 لا بأس به.
2 انظر اللباب "2/ 80".
310-
أحمد بن أبي منصور، أبو حامد الأزهري الهروي.
لعلَّه الذي تقدَّم.
311-
إبراهيم بن أحمد بن عمر1 بن حمدان بن شاقلا، أبو إسحاق البغدادي البزَّار، شيخ الحنابلة وفقيههم.
كان إمامًا في الأصول والفروع.
سمع من: دعلج بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَلِيّ بن الصوَّاف، وتفقَّه على أبي بكر عبد العزيز.
وكان يُشْغِل الناس، وله حلقة بجامع المنصور.
توفِّي في رجب وله أربعُ وخمسون سنة، لم يبلغ سنُ الرواية.
312-
إبراهيم بن ثابت2، أبو إسحاق الدعاء المذكر، يقال: إنّه لقي الْجُنَيْد.
قال السُّلمي: كان من أورع المشايخ وأزهدهم وأحسنهم حالًا وألزمهم للشريعة، وكان له حلقة ببغداد، تقدَّمت إليه وسألته أن يدعُوَ لي فقال: يا أخي اخْتَر ما جرى لك في الأَزَل خيرٌ لك من معارضته الوقت.
وكان يقول: كان الْجُنَيْدُ يَأْتي إلى دارنا.
وقال إبراهيم: دع ما تندم عليه.
حرف الحاء:
313-
الحسن بن أحمد بن دُليف الأزركاني3.
حدَّث عن ابن الجارود.
314-
الحسن بن علي بن شعبان4، أبو علي المصري.
روى عن ابن المنذر.
1 انظر تاريخ بغداد "6/ 17"، وسِيَر أعلام النبلاء "16/ 292"، والوافي بالوفيات "5/ 310".
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 49".
3 انظر اللباب "1/ 47".
4 في عداد المجهولين.
315-
الحسن بن علي البصري1 الحنفي، المعروف بالجعل.
كان مقدَّمًا في الفقه والكلام، عاش ثمانين سنة، وكان من كبار المُعْتَزِلة، وله تصانيف على قواعدهم.
ذكره أبو إسحاق في "طبقات الفقهاء" فقال فيه: رأس المعتزلة.
وكنَّاه: أبا عبد الله.
قال الخطيب: له تصانيف كثيرة في الاعتزال. قال لي أبو عبد الله الصّيْمَرِي: كان مقدَّمًا في الفقه والكلام مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما.
قال: وتوفِّي في ذي الحجّة، وحدَّثني التَّنُوخيّ أنَّه ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. قيل: وصلَّى عليه أبو علي الفارسي النّحّوي.
316-
الحسين بن كَهْمَس2، أبو علي الجوهري المصري المعدّل.
سمع أبا العلاء الكوفي، وتوفِّي في شعبان.
317-
الحسن بن محمد بن علي3، أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني.
كان -فيما ذكر أبو نُعَيم- بندار البلد في كثرة الأصول والحديث، صاحب معرفة وإتقان، صنَّف المُسْنَد والتّفسير والشيوخ، وله من المصنَّفات شيء كثير.
سمع: أبو القاسم البَغَوِي، ويحيى بن صاعد، والحسين بن علي بن زيد.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وأهل أصبهان.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ إِجَازَةً، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الجمَّال، أنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ محمد، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثنا محمد بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ أمان كل خائف"4.
1 انظر تاريخ بغداد "8/ 73"، والمنتظم "7/ 101"، وطبقات المفسرين "1/ 155".
2 انظر اللباب "3/ 121".
3 انظر تاريخ أصبهان "1/ 283"، وتذكرة الحفاظ "2/ 956"، وسير أعلام النبلاء "16/ 517، 518".
4 حديث ضعيف: أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان "1/ 283"، وعنه الديلمي "2/ 91"، وإسناده ضعيف مسلسل بالعلل انظرها في الضعيفة "3094".
حرف الخاء:
318-
خالد بن هاشم، أبو زيد القُرْطُبي1 الوزير.
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الحُباب.
وتوفِّي في صفر، ووَزِر قليلًا للمؤيد بالله.
حرف الراء:
319-
رُحَيم بن سعيد بن مالك2 الضّرير، أبو سعيد العابر.
سمع: أبا زُرْعَة الدّمشقي، وهو آخر من حدَّث عنه، وحاجب بن أُركين.
روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ويحيى بن علي بن الطحَّان، وأحمد بن عمر الجهازي.
قال عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة.
وقال ابن الطحان: سمعنا منه سنة تسعٍ وستّين، وعاش بعد ذلك يسيرًا. قال: عُمْري مائةٌ وسَبْعُ سِنين.
حرف السين:
320-
سعيد بن أَبِي سعيد محمد3 بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان الصُّوفي النَّيْسَابُوري.
قال الحاكم: رفيقي، لعلَّه كتب بانتخابي على الشيوخ نحو مائة ألف حديث بخُراسان والعراق، فقد وصل إليَّ من سماعي بخطّه الدقيق أكثر من ستّمائة جزء.
سمع الأصمّ وغيره، وببغداد أحمد بن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني. ومات كهلًا.
وروى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 132".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "5/ 321".
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 111"، والمنتظم "7/ 102".
حرف العين:
321-
عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن راشد بن شُعيْبٍ1، أَبُو محمد بن أخت وليد البغداديّ الفقيه الظّاهري، قاضي دمشق.
حدَّث عن: ابن قُتَيْبة العَسْقَلانِي، وعلي بن عبد الله الرَّمْلي.
وعنه: ابن منير، وابن نظيف الفرَّاء، ومحمد بن جعفر بن المذكّر، وغيرهم.
ذكره ابن عساكر، فقال: وكان خيَّاطًا فوُلّي قضاء مصر في دولة الأخشيد. قال: وقيل: وكان سخيفًا أخذ الرّشوة، وهَجَوْهُ بقصيدة، ووُلّي قضاء دمشق سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطال عمره. توفِّي في ذي القعدة، ووُلّي قضاء مصر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وعُزِلَ سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وقال أبو محمد بن حَزْم: أبو محمد عبد اللَّه بْن محمد بْن شُعَيْب المعروف بابن أخت وليد، ولي قضاء دمشق ومصر، وله مصنَّفات كثيرة. أخذ عن أبي الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس الداوودي، ثم قرأت في كتاب "قضاة مصر" لابن زُولاق قال: كان محمد بن بدر قاضي مصر قد أوقف من الشهود عبد الله بن وليد، فدخل يومًا على محمد بن بدر، فلم يُوَسَّع له أحد.
فقال ابن بدر: عندي يا أبا محمد، فأبى، وجلس قليلًا وانصرف، ثم كتب إلى بغداد إلى ابن أبي السّوار يطلب أن يولّيه قضاء مصر، وبذل له، وأعانه جماعة ببغداد، فكتب إليه بالقضاء، فجاءه العهد في رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وكان قاضي الرّملة الحسين بن هارون بمصر، فركب إليه ابن الوليد يُعَرّفه بالأمر، وأراه عَهْدَه، والتمس معونته، فطمع ابن هارون في الأمر، وقوي قوم نفسه، فأعانه الإخشيد، ففتر أمر ابن وليد، ولم يُعِنْهِ الإِخْشيد، وتمرَّض، فكان النّاس يقولون:"عبد الله بن وليد أبرد من الجليد، عبد الله بن وليد تحت القضاء الشديد، عبد الله بن وليد هو ذا يموت شهيد".
ثم بعد سنة ولي مصر ابن وبر فلم يلبث أنْ مات، وبقي ابن وليد في القضاء، فتولَّى من جهة ابن هارون قاضي الرملة المذكور، وقُرئ عهد الرّاضي بالله إلى أبن هارون بقضاء مصر، ثم عُزِل ابن وليد عن الحكم بعد ستة أشهر، وحكم بعده أبو
1 انظر ميزان الاعتدال "2/ 390"، ولسان الميزان "3/ 251"، وسير أعلام النبلاء "16/ 225".
المذكّر محمد بن يحيى المالكي عشرة أيام، وصُرِف، وقد وُلّي ابن وليد مرّةً ثانية وثالثة بمصر، والثالثة كانت من جهة المستكفي بالله، فكانت أجلَّ ولاياته، ثم تكبَّر وتجبَّر، فاستهان بالنّاس، وكان يَهْزِل في مجلسه ويلعب، وطالت ولايته، وخُلع المستكفي فجاءه تقليد القضاء من المُطيع.
ثم إنَّ المطيع ردَّ قضاء مصر إلى محمد بن الحسن الهاشمي، فكتب إلى ابن وليد بالعهد من قِبَلَه، ثم إنّه أخذ في تكثير الشُّهود وتعديل من لا يليق، فَقَتّره، وكان قبل ذا تاجرًا بزّازًا كثير الأموال، ثم عُزِلَ ووُلّي بعد مدة قضاء دمشق، وله أخبار يطول ذِكُرها، نسأل الله أن يسامحه.
وحُفِظَ عنه أنَّه كان يقول لحاجبه: أين اليهود، يعني الشُّهود، والكُمَنَاء، يعني الأُمناء.
وقالت له امرأة: خذ بيدي، فقال: وبِرِجِلك.
وكان يُنْقَم عليه هَزْلُه المقذع، وببسطه في الأحكام والارتشاء، وكان أبو طاهر الذّهْلي لا ينفِّذ له حُكْمًا.
322-
عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب1 بن مَاسِي، أبو محمد البغدادي البزّاز.
سمع: أبا مسلم الكَجّي، وأبا شعيب الحرّاني، وخَلَف بن عمرو العُكْبَرِي، ويوسف القاضي، وأحمد بن أبي عَوْفٍ الْبُزُوري، وغيرهم.
وعنه: أبو الحسين بن رزقَوَيْهِ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، والبَرْقَاني، وإبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه، وآخرون.
ووُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبتًا، سألت البَرْقَاني: أيّما أحبّ إليك، ابن مالك القَطِيعي، أو ابن مَاسِي؟ فقال: ليس هذا مما يُسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلم فيه.
قلت: مات ابن ماسي في رجب، وله خمسٌ وتسعون سنة.
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 408"، والمنتظم "7/ 102"، وسير أعلام النبلاء "16/ 252".
323-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر1 بْن حبّان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ صاحب التصانيف.
وُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
وسمع في صِغره جدّه لأُمَّه محمود بن الفرج الزّاهد، وإبراهيم بن معدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المَدِيني، وأحمد بن محمد بن علي الخُزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وإبراهيم بن رُسُتَة، وأبا بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمر البزَّاز، وإسحاق بن إسماعيل الرّمْلي.
وأوّل سماعه سنة أربعٍ وثمانين، ورحل فسمع بالبصْرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصُّوفي وطبقته، وبمكة المفضَّل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يَعْلَى، وبحرَّان من أبي عَرُوبة، وبالرّيّ وأماكن أُخَر.
وكان حافظًا عارفًا بالرّجال والأبواب، كثيَر الحديث إلى الغاية، صالحًا عابدًا قانتًا لله، صنَّف تاريخ بلده، والتاريخ على السّنين، وكتاب "السنة"، وكتاب "العظمة"، وكتاب "ثواب الأعمال"، وكتاب "السُّنَن".
وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه.
روى عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نُعَيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدّب، وسفيان بن حَسَنكَوَيْه، وأبو بكر محمد بن علي بن برد، والفضل بن محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وخلق سواهم.
قال أبو بكر بن مردويه: ثقة مأمون، صنَّف "التفسير" والكتب الكثيرة في الأحكام وغيره.
وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظًا ثبتًا متقنًا.
وعن بعضهم قال: ما دخلت على الطبراني إلّا وهو يمزح ويضحك، وما دخلت على أبي الشيخ إلّا وهو يصلي.
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 90"، والوافي بالوفيات "17/ 585"، واللباب "1/ 331".
وقال أبو نُعَيم: كان أحد الأعلام، صنَّف الأحكام والتّفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنِّف لهم ستّين سنة، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن عبد الغني المعدّل في كتابه، أنَّه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النَّوم كأنِّي دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخًا طُوَالًا لم أر قطّ أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا؟ قلت: لا. فقيل لي: هو أبو محمد بن حيَّان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حَيّان؟ فقال: أنا أبو محمد.
قلت: أليس قد مِتَّ؟ قال: بلى. قلت: فبالله، ما فعل الله بك؟ قال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} [الزمر: 74]، إلى آخر الآية. فقلت: أنا يوسف بن خليل الدّمشقي، جئت لأسمع حديثك وأُحَصّل كُتُبَك. فقال: سلّمك الله، وفَّقك الله، ثمّ صافحته، فلم أر شيئًا قطّ ألْيَن من كفِّه، فقبَّلْتثها ووضعتها على عيني.
توفِّي أبو الشيخ -فيما ذكر أبو نُعَيم- في سَلْخِ الْمُحَرَّم من السنة.
324-
عبد الرحمن بن أحمد بن حَمْدَوَيْهِ1، أَبُو سعيد النَّيْسَابُوري المقرئ المؤذّن.
كان خيِّرًا مجتهدًا من أولاد المحدّثين.
حجَّ به أبوه سنة ثلاثمائة، وجاور به، فسمَّعه من: أحمد بن زيد بن هارون القزَّاز صاحب إبراهيم بن المنذر الخزامي، ومن جماعة، ثم رجع وسمع من عبد الله ابن شِيَرَوَيْه، ومحمد بن شادل، والسرَّاج، وابن خُزَيْمَة، وببغداد من البَغَوِي، وجماعة.
وخرَّج له الحاكم فوائد، وحدَّث بأصبهان وبالبصرة وغيرهما.
روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
325-
عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى2، أبو المطرَّف بن الزامر القرطبي.
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 264".
سمع: أحمد بن يحيى بن الشامة، ووهب بن مَسَرَّة، ومحمد بن معاوية القُرَشي، وخلقًا، ورحل فسمع من الآجُريَّ وطبقته، وكان كثير الجمع للحديث.
عاش خمسين سنة.
326-
عَبْد العزيز بن مُحَمَّد بن الْحَسَن بن1 محمد التّميمي الْجَوْهَري، أبو محمد قاضي الصعيد.
روى عن: ابن زبان، وأبي جعفر الطّحاوي.
327-
عبيد الله بن العبّاس بن الوليد2 بن مسلم، أبو أحمد الشطوي البغدادي، ثقة.
سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن حسن الصُّوفي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو علي بن دُوما.
وقال ابن أبي الفوارس: توفِّي في شوّال، وكان فيه تَسَاهُل.
328-
علي بن حفص الأَرْدُبيلي3 الحافظ.
سمع: الحسن بن علي الطُّوسي، ومحمد بن إبراهيم الأصبهاني، وجماعة.
وكان حافظًا كأبيه.
329-
عمر بن أحمد بن السرَّاج4 الشاهد، أبو حفص، بغداديّ ثقة.
أخذ عن أبي بكر بن الأنباري.
330-
عمر بن أحمد بن يوسف5، أبو حفص البغدادي، وكيل الخليفة المُتَّقي لله، يُعْرَف بأبي نُعَيم.
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 359".
2 أحد الثقات، وثقه الذهبي.
3 انظر اللباب "1/ 41".
4 انظر تاريخ بغداد "11/ 258".
5 انظر تاريخ بغداد "11/ 257".
روى عنه: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وغيره.
روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وبشري الفاتني.
وثَّقَه الخطيب.
حرف الميم:
331-
محمد بْن أَحْمَد بْن جعفر، أبو عمر الأَرْغِيَاني1 المؤذّن. ثقة.
حدَّث بسمرقند عن أبي العبّاس السرَّاج، وعلي بن الفضل البلْخي.
وعنه: أبو سعيد الإدريسي.
توفِّي بسَمَرْقَنْدَ فِي ذي القِعْدَة.
332-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حامد2 بن حميرويه، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحافظ.
سمع: السّرّاج، ومُؤمّل بن الحسن، وطبقتهما، ورحل فسمع من أبي حاتم، وأبي عُقْدَةَ، وطبقتهما.
قال الحاكم: كان يرجع إلى عرفة وفَهْم. سمع الكثير، وصنَّف وثنا3.
توفِّي في صفر.
333-
محمد بن أحمد بن حامد4، أبو جعفر بن المُيَتَّم البغدادي، مولى الهادي.
قال ابن أبي الفوارس: كتبنا عنه، عن الفِرْيابي وغيره، وكان لا بأس به، وكان فيه دعابة.
توفِّي في شوال.
1 انظر اللباب "1/ 43".
2 لا بأس به.
3 كذا بالأصل، وهي اختصار: حدثنا، والقائل هو العلامة الحاكم.
4 لا بأس به.
334-
مُحَمَّد بْن سُليمان بْن مُحَمَّد1 بْن سُليمان بن هارون، الإمام أبو سهل الحنفي العجلي الصعلوك النَّيْسَابُوري.
الفقيه الشّافعي الأديب اللُّغَوي المتكلّم المفسّر النّحوي الشّاعر المفتي الصُّوفي، حَبْرُ زمانه بقيّة أقرانه. هذا قول الحاكم فيه.
وقال: وُلِدَ سنة ست وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة خمس وثلاثمائة. واختلف إلى أبي بكر بن خُزَيْمَة، ثم إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثَّقَفي، وناظَرَ وبرع، ثم استُدْعى إلى أصبهان، فلمَّا بلغه نعيُّ عمّه أبي الطّيّب خرج متخفيًا، فورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ثم نقل أهله من أصبهان، وأفتى ودرَّس بنَيْسَابور نيّفًا وثلاثين سنة.
سمع: ابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا العبّاس أحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وأبا قريش محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمداباذي، وبالرّيّ أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد إبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر بن الأنباري، والمَحَاملي.
وكان يمتنع من التحديث كثيرًا إلى سنة خمسٍ وستّين، فأجاب للإملاء، وقد سمعت أبا بكر بن إسحاق الضُّبَعي غير مرّة يعود الأستاذَ أبا سهل ويقول: بارك الله فيك، لا أصابك العين.
وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سُئِلَ أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفَّال وأبي بكر الصّعلوكي أيّهما أَرْجَح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل.
وقال الصّاحب إسماعيل بن عبَّاد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأي مثل نفسه.
وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأَجْدل من رأينا من الشّافعيّين بخُراسان، ومع ذلك أديب شاعر نَحْوِيّ، كاتب عَرُوضِيّ، مُحِبٌّ للفقراء.
وقال أبو إسحاق الشّيرازي: أبو سهل الصّعلوكي الحنفي من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المَرْوَزي، مات في آخر سنة تسعٍ وستّين، وكان فقيهًا، أديبًا، شاعرًا،
1 انظر طبقات الشافعية الكبرى "3/ 167"، والأنساب "8/ 63"، وسير أعلام النبلاء "16/ 235- 239".
متكلمًا، مفسِّرًا، صوفيًّا، كاتبًا. وعنه أخذ ابنه أبو الطّيّب، وفُقَهاء نَيْسَابُور.
قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنَّه قال: إذا نوى غسْلَ الْجَنَابة والجمعة معًا لا يجزئه لواحد. وقال بوجوب النّية لإزالة النّجاسة.
وقد نقل الماوَرْدِيّ، وأبو محمد البَغَوِي للإجماع أنّها لا تُشْتَرَط.
وقال أبو العبَّاس الفَسَوي: كان أبو سهل الصّعلوكي مقدَّمًا في علم الصُّوفيّة، صحِب الشِّبْلِيَّ، وأبا علي الثقفي، والمُرْتَعِش، وله كلام حَسَنُ في التّصوُّف.
قلت: مناقبه جمَّة، ومنها ما رواه القُشَيْري أنّه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سُئِلَ الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال:"الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مُفْرِطة، والإرادة لا تتعلّق بمُحَال".
وقال السُّلَمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قطّ، وما كان لي قُفْلٌ ولا مفتاح، ولا صَرَرْتُ على فضة ولا ذَهَب قط.
وسمعته يسأل عن التصوف فقال: الإعراض من الاعتراض.
وسمعته يقول: من قال لشيخه: لِمَ، لا يفلح أبدًا.
وقد حضر أبو القاسم النَّصْراباذي وجماعة، وحضر قوّال، فكان فيما عني به، هذا: جعلت تَنَزّهي نظري إليكا.
فقال النَّصراباذي: "جَعَلْتَ"، فقال أبو سهل: بل جَعَلْتُ، فرأينا النَّصْراباذي ألْطَفَ قولا منه في ذلك، فرأى ذلك فينا، فقال: ما لنا وللتفرقة، أليس يمين الجمع أحقّ؟ فسكت النَّصْراباذي ومن حضر.
وقال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبع سنين، فما مرَّت بي جمعة إلّا ولي علي الشِّبْلِيِّ وقفة أو سؤال، ودخل الشِّبْلِيُّ على أبي إسحاق المَرْوَزي فرآني عنده، فقال: ذا المجنون من أصحابك؟ قال: لا بل من أصحابنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أنا محمد بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ، أنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي الْقَاسِمِ الشِّعْرِيِّ أَخْبَرَتْهُ.
"ح" وَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ، أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَيْهِ تُخْبِرُهُ، أنَّ إِسْمَاعِيلَ بن أبي القاسم أخبرها، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، ثنا أَبُو سَهْلٍ محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ إِمْلاءً،
ثنا أَبُو قُرَيْشٍ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، نا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ"1.
وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه:
أنام على سهوٍ وتبكي الحمايمُ
…
وليس لها جُرمٌ ومنّي الجرايمُ
كذبتُ وبيتٍ الله لو كنتَ عاقلًا
…
لما سَبَقتني بالبكاء الحمايمُ
وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:
تمنَّيتُ شهرَ الصَّوْمِ لا لِعبادةٍ
…
ولكنْ رجاءَ أنْ أرى ليلة القدر
فأدعو له النَّاس دعوة عاشقٍ
…
عسى أن يُريحَ العاشقين من الهجْر
فكتب أبو سهل في الحال:
تمنّيت ما لو نلته فَسَدَ الهَوَى
…
وحلَّ به للحين قاصمة الظَّهْر
فما في الهَوَى طبٌّ ولا لَذَّةٌ سوى
…
مُعَاناةِ ما فيه يقاسي من الهجر
قال الحاكم: فتوفِّي أبو سهل في ذي القعدة سنة تسعٍ وستين بنَيْسَابور.
335-
محمد بن صالح بن علي2 بن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بْن عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن عَبْد اللَّه بن العبَّاس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العبّاسي البغدادي، الكوفيّ الأصل، المعروف بابن أمّ شَيْبَان قاضي بغداد.
سمع: عبد الله بن زيدان البَجَلي، ومحمد بن عُقْبَة.
وروى عنه: أبو بكر البَرْقَاني، وغيره.
ووُلّي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقَدِمَ بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه القاضي محمد، الذي مرَّ بعد ثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهَرَ أبا عمر محمد بن يوسف القاضي على بنت بنته.
1 الحديث صحيح: أخرجه البخاري "7/ 92"، ومسلم "أشربة 182"، والترمذي "1818"، وابن ماجه "2356"، وأحمد "2/ 21، 318".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 363"، والمنتظم "7/ 102"، وسير أعلام النبلاء "16/ 226، 227".
قال طلحة بن جعفر: هو رجلّ عظيمُ القَدْر، واسعُ العلم، كثيرُ الطلب، حَسَن التّصنيف، ينظر في فنون، متوسِّط في مذهب مالك. قال: ولا أعلم هاشميًّا تقلَّد قضاء بغداد غيره، جُمعت له بغداد، ثم قُلِّد معها قضاء مصر، وقطعة من الشام.
وقال ابن أبي الفوارس: كان نبيلًا فاضلًا، ما رأينا في معناه مثلَه، وفي الصدق نهاية.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين. قال: وتوفِّي فجأة لِلَيْلَةٍ من جُمادى الأولى.
قلت: كان من خِيار القُضاة في زمانه مع الشَّرف والعِلْم.
336-
محمد بن عبد الرحمن بن سهل1 بن مَخْلَد، أبو عبد الله الأصبهاني الغزَّال. محدِّث رحَّال جوَّال.
سمع عَبْدان الأَهوازي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، والقاسم بن عيسى القصّار الدمشقي وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وقال: هو أحد من يُرْجَعُ إلى حِفْظٍ وَمَعْرفة، وله مصنّفات.
توفِّي في ذي الحجَّة.
وروى عَنْهُ أيضًا: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن الحارث الأصبهاني، وطائفة.
وله تصانيف في القراءات والحديث.
337-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن الْحُسَن2 بْن أَحْمَد، أبو بكر النّقّاش الحافظ المصري نزيل تنّيس.
وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو راوي نسخة فُلَيْح.
توفِّي في شعبان.
روى عن: محمد بن جعفر الإمام، نزيل دِمْياط صاحب إسماعيل بن أبي أُوَيْس، وأحد شيوخ النَّسَائي أيضًا، وأبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي يعقوب إسحاق
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 294"، وسير أعلام النبلاء "16/ 217".
2 انظر العبر "2/ 353"، وشذرات الذهب "3/ 70"، وتذكرة الحفاظ "2/ 957".
المنْجَنيِقي. ورحل من مصر، فسمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، وببغداد عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن أبي صالح بن ذَرِيح، وبالمَوْصِل أبا يَعْلَى، وبالأهواز عبدان، في خلقٍ سواهم.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، والحسين بن جعفر الكاملي، ويحيى بن علي الطّحّان، وعلي بن إبراهيم بن علي الغازي، والحسن بن جماعة الإسْكَنْدَرَاني، وعلي بن الحسين بن جابر التنّيسي القاضي، وغيرهم. ورحل إليه الدَارقُطْنيّ إلى تنّيس.
توفِّي النّقّاش رابع شعبان، وكان أحد أئمّة الحديث.
338-
محمد بن محمد بن إسماعيل1، أبو نصر الكرابيسي النَّيْسَابُوري.
يروي عن: علي بن عَبدان، وابن الشّرقي.
ما كأنّه شاخ.
339-
محمد بن المهلّب بن محمد2، أبو بكر المصري الصَّيْدلاني العدل.
توفِّي في صفر، وله مائةٌ وتسعُ سنين.
340-
محمد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز3، أَبُو عَبْد الله القُرْطُبي بن الخراز.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وعمر بن حفص، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
ووُلّي قضاء طُلَيْطِلَة وباجة، ووُلّي الصلاة بقُرطُبَة، وزَمِنَ في الآخر سبعة أعوام، فأكثروا عنه.
قال ابن الفَرَضي: لزِمتُهُ عامًا، وكان ثقة مأمونًا. توفِّي في شوال.
341-
مَخْلَد بن جعفر بن مَخْلَد4 بن سُهَيْلٍ، أبو علي الفارسي الدقاق الباقرحي.
1 لا بأس به.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 79"، وبغية الملتمس "145".
4 انظر تاريخ بغداد "13/ 176"، وميزان الاعتدال "4/ 82"، وسير أعلام النبلاء "16/ 254".
سمع: يحيى بن محمد البحتري، ويوسف القاضي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، وأبا العبّاس بن مسروق، وأحمد بن يحيى الحَلَواني.
وله مَشْيَخَةٌ سمعناها.
روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن علي العلَّاف، ومحمد بن الحسين بن بكير.
قال أحمد بن علي البَادَا: كان ثقةً صحيحَ السّماع، غير أنه لم يعرف شيئًا من الحديث.
وقال ابن أبي الفوارس: كان له "أصول" كثيرة عن الفِرْيابي، ويوسف القاضي، وغيرهما جياد بخطّه.
وقال أبو نُعَيم: بَلَغَنَا أنَّه خَلّط بعد سفري.
وقال أبو الحسن محمد بن العبّاس بن الفُرَات: كان مخلد بن جعفر أصولُهُ صحيحة، ثم إنَّ ابنه حمله في آخر عمره على ادِّعاء أشياء، منها "المغازي" عن المروزي، و"المبتدأ" عن ابن علويه، و"تاريخ الطبري" الكبير، وغير ذلك. فشرِهَت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب، فحدَّث بها، فانْهَتَكَ.
وقال ابن أبي الفوارس: حدَّث بالتاريخ والمبتدأ من كتاب ليس فيه سماع له، أسأل الله السَّتْرَ الجميل، ولعلَّ أنّه ظنَّ أنّ هذا يجوز عند أصحاب الحديث، إذا سمع كتابًا معروفًا أن يقرأه من كتاب غيره. قال: وتوفِّي لِلَيْلَةٍ بقيت من ذي الحجّة.
حرف الياء:
342-
يحيى بن يعقوب بن حامد1، أبو زكريّا القَزْويني البزّاز.
سمع: محمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وأبا خليفة الْجُمَحي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان.
وكان فقيهًا مالكيّ المذهب. عاش دهرًا.
أحسبه توفِّي بقزوين.
1 لا بأس به.
وفيَّات سنة سبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
343-
أحمد بن سعيد1، أبو الحسين البغدادي الذَّهبي وكيل دعلج.
روى عن: جعفر الجلدي، وأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، وعبد الكريم بن النّسَائي، سمع منه كتاب والده في الضُّعفاء، وسمع من هذا الشيخ أبو الحسن الدَارقُطْنيّ هذا الحديث.
وروى عنه: عبد الغني بن سعيد، وأبو بكر البَرْقاني.
وذكر البَرْقاني أنّه كان فاضلًا، وتوفِّي بطريق مكة.
344-
أحمد بن عبد الكريم الحلبي2 راوي جزء الرافعي عنه.
روى عنه: المسدّد الأَمْلُوكي3، وغيره.
345-
أحمد بن علي، أبو بكر الرّازي4، العلَّامة صاحب التصانيف، وتلميذ أبي الحسن الكَرْخي، وإليه انتهت رئاسة الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها.
وكان مشهورًا بالزُّهْدِ وَالفقه.
عُرِض عليه قضاء القضاة فامتنع منه.
روى في تصنيفه عن: أبي العبّاس الأصمّ، وعبد الباقي بن قانع، والطّبراني.
وعاش خمسًا وستّين سنة. قَدِمَ بغداد في صباه وسكنها. وتصانيفه تدلّ على حِفْظه للحديث وبصره به، وكان رأسًا في الزّهد.
قال أبو بكر الخطيب: ثنا أبو العلاء الواسطي قال: لما امتنع القاضي أبو بكر الأبهري المالكي من أن يَلِيَ القضاء قالوا: فمن يَصْلُح؟ قال: أبو بكر الرّازي، وكان الرّازي يزيد حاله على منزلة الرّهبان في العبادة، فأُريد للقضاء فامتنع، وكان يميل إلى الاعتزال، وفي تصانيفه ما يدلّ على ذلك في مسألة الرؤية وغيرها.
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 172".
2 لا بأس به.
3 نسبة إلى أملوك بطن من ردمان.
4 انظر تاريخ بغداد "4/ 314"، والمنتظم "7/ 105"، والفهرست "208".
وتوفِّي في ذي الحجّة، وعاش خمسًا وستّين سنة. قَدِمَ بغداد في صباه.
346-
أحمد بن محمد بن بشر1، أبو بكر بن الشّارب، المقرئ.
قرأ برواية قُنْبُل على: أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزَّينَبِي صاحب قُنْبُل.
قرأ عليه: أبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، ومحمد بْن الحسين الكارَزِيني.
توفِّي في المحرَّم.
347-
أحمد بن محمد، أبو العبّاس2 الدّارمي المَصَّيصي، الشّاعر المشهور بالنّامي، أحد شعراء سيف الدّولة الخَوَاصّ، وكان تِلْوَ المتنبّي في الرُّتْبة عند سيف الدّولة.
وكان عرَّافًا باللّغة، أملى آدابًا بحلب عن: علي بن سليمان الأخفش، وابن دَرَسْتَوَيْهِ الْفارسي، وأبي بكر الصُّولِيِّ، وجماعة.
روى عنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه، وأبو بكر الخالدي، والقاضي أَبُو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي.
وله في سيف الدّولة.
أميرَ العُلَى أنّ العَوَالي كواسبُ
…
عَلاءكَ في الدُّنيا وفي جنّة الخُلْدِ
يمرُّ عليك الحَوْلُ سيفُك في الطّلى
…
وطرْفُكَ ما بين الشّكيمة واللْبد
ويمضي عليك الجهر فعلُك للعُلى
…
وقولُك للتَّقْوَى وكفُّك للرُفْدِ
وله مع المتنبّي وقائع ومعارضات في الأناشيد، وليس هو من رجال المتنّبي، ولكنَّه شاخ، وبقي شيخ الأُدباء بالشام.
ذكر أبو الخَطَّاب بن عَوْن قال: دخلت عليه فوجدت رأسه كالثُغَامة بياضًا، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيّدي في رأسك شعرة سوداء، فقال: نعم، هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها:
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 401".
2 انظر وفيات الأعيان "1/ 125"، والوافي بالوفيات "8/ 96".
رأيتُ في الرأس شعرةً بَقِيَتْ
…
سوداءَ تَهوى العيونُ رؤيتهَا
فقلتُ للبيضِ إذ تُروَّعها
…
بالله إلّا رحمتِ غربتها
فقلَّ لَبْثُ السوداء في وطَنٍ
…
تكونُ فيهِ البيضاء ضَرَّتها
ثم قال لي: بيضاء واحدة تروّع ألف سوداء، فيكف حال سوداء بين ألف بيضاء.
وتوفِّي النامي عن تسعين سنة. وشعره قليل، كان بطيء الخاطر، ربّما بقي أشهرًا في عمل القصيدة، وكان يَحْدُث لسيف الدّولة الحادثة أو الفتح فيُهَنّيه بذلك بعد أشهر.
والمَصّيصة مجاورة لَطَرسُوس على ساحل بحر الرُّوم، بناها صالح بن علي عمّ المنصور سنة أربعين ومائة، وهي اليوم بيد صاحب سيس.
348-
أحمد بْن محمد بْن هارون1، أبو بَكْر الرّازي الدَّيْبُلي.
ذكر أنّه قرأ القرآن بحرف عاصم على حسنون بن الهيثم الدُّوَيْري صاحب هُبَيْرَة، وسمع من إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي.
ومولده سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
قال أبو العلاء الواسطي: قرأت عليه القرآن، وختمت عليه في جُمادي الآخرة سنة سبعين، وتُوُفّي لسبْعٍ بقين من رجب في السنة. وقال لي: قرأت على حسنون في سنة ثمانٍ وثمانين، وسنة تسعٍ وثمانين ومائتين، ثلاث ختْمات. وتوفِّي سنة تسعين.
وسمع منه: أبو العلاء، وأبو علي بن دُوما. وكان يكون بالحربية.
349-
أحمد بن منصور بن الأغَر2 اليَشْكري الدِّينَورِي.
سكن بغداد، وروى عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن دُرَيْد، والصُّولي، والغالب عليه الأخبار.
أدَّبَ الأمير حسن بن عيسى بن المقْتدر، فسمع من اليَشْكُرِيّات.
350-
أحمد بن نصر بن خالد، أبو عمر الطليطلي ثم القرطبي.
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 113".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 154"، والعبر "2/ 355".
سمع: أحمد بن خالد، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
سمع منه الموطَّأ الأمير هشام وغيره.
351-
إبراهيم بن ثابت1، الزّاهد القُدْوَة، أبو إسحاق الدّعّاء، بغداديّ كبير، لقي الْجُنَيْد وحَفِظَ عنه.
حكى عن: يوسف القوَّاس، وعلي بن الحسن القزويني، وغيرهما.
قال السلَمي: لقي الْجُنَيْدِ وَصَحب المشايخ، وكان من أورع الشيوخ وأزهدهم وألزمهم لطريقة الشريعة. قلت له: أوَصِني، قال: دَعْ ما تندم عليه.
وقال هلال بن المحسّن: بلغ المائة، ومات في صفر سنة سبعين.
352-
إبراهيم بن جعفر2، أبو محمود الكُتامي المغربي، أحد قُوّاد المُعِزّ.
قَدِمَ دمشق مقدَّمًا على جيوش المصريين في رمضان سنة ثلاثِ وستّين، فرحّل عن دمشق ظالمًا العُقَيْلي، واستعمل على البلد جيش بن الصَّمْصامة ابن أخيه، ثم عزله وولَّى غيره، وعزله أيضًا، حتى قَدِمَ ريَّان الخادم بعزْلِ أَبي محمود، وجرت بين أبي محمود وبين الدماشقة حروب كثيرة وفِتَنٌ وأراجيف، فخرج إلى طبريّة، ثم إنَّه ولي دمشق بعد حُمَيْدان العُقَيْلي، وكان بها قسَّام، وقد قوي بها، وله أتباع وجُمُوع، فلم يكن لأبي محمود الكُتَامي معه أمر، وبقي ذليلًا مُسْتَضْعَفًا مع قسَّام، وكان ضعيفَ العقل سيّء التدبير.
توفِّي في صفر سنة سبعين.
353-
إسحاق بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق3 بْن إِبْرَاهِيم بْن مُطرَّف، أبو بكر النَّضري الأندلسي، من أهل إسْتِجة.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن.
وكان نَحْوِيًّا لُغَويًّا شاعرًا بليغا فصيحًا.
توفِّي في شعبان.
1 انظر تاريخ بغداد "6/ 49".
2 انظر الكامل في التاريخ "9/ 9"، والوافي بالوفيات "5/ 340".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 72".
354-
إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل1، أبو القاسم الحلبي.
حدَّث في هذه السنة بحمص في ذي القعدة عن: علي بن عبد الحميد الغضايري، ويعقوب بن إسحاق العسقلاني، وأبي أحمد العبَّاس بن الفضل المكّي، ويحيى بن علي الكنْدي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدَّوْرَقِي، لقيه بطَرَسُوس وحدَّثه عن بِشْرِ بن معاذ، وغيره.
روى عن: المسدّد بن علي الأملوكي.
حرف الباء:
355-
بِشْرِ بْن أحمد بن بِشْرِ2 بْنِ محمود، أبو سهل الإسْفراييني الدَّهْقَان، شيخ تلك النّاحية في عصره، أحد المذكورين بالشَّهامة.
سمع: محمد بن محمد بن رجا، وأحمد بن سهل، وجعفر السّاماني، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي، ورحل إلى الحسن بن سُفْيان فقرأ عليه المُسْنَد، وسمع ببغداد محمد بن يحيى المَرُوزي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وسمع بالموصل من أبي يَعْلَى مُسْنَدَه، وأملى زمانًا.
قال الحاكم: انتخبتُ عليه وأملي زمانًا من أصولٍ صحيحة.
روى عنه: العلاء بن محمد بن سعيد، وشريك بن عبد الملك المهرجاني، ومحمد بن حميم الفقيه، محمد بن محمد بن أبي المعروف، وهم من شيوخ البيهقي، وعمر بن أحمد بن مسرور الزّاهد.
توفِّي في شوال وله ستٌّ وتسعون سنة.
حرف الحاء:
356-
الحسن بن إسحاق بن إبراهيم3 بن زيد، أبو محمد الأصبهاني المعّدل.
رحل وحدَّث عن العراقيين والشاميين.
1 لا بأس به.
2 انظر العبر "2/ 355"، وشذرات الذهب "3/ 71"، وسير أعلام النبلاء "16/ 228".
3 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 273".
قال أبو نُعَيم: كثير الحديث، له معرفة وإتقان، ثنا عن: محمد بن سعيد البُرجُمي الحمصي، وعمر بن سهل، والحسن بن علي الشعراني الطَّبَراني.
وعنه: أبو بكر، وأبو نُعَيم، وآخرون.
357-
الحسن بن بِشْرِ بْنِ يحيى1، أبو القاسم الآمدي النَّحْوي الكاتب.
سمع من إبراهيم بن عَرَفة نَفْطَوَيْهِ النّحوي وغيره، وله كتاب "المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء"، وكتاب "نثر المنظوم"، وكتاب "الموازنة بين أبي تمّام والبُحْتُرِي" وهو كتاب مشهور. وكتاب "شدّة حاجة المرء إلى أن يعرف نفسه"، وكتاب "فعلت وأفعلت" وهو كتاب نفيس في معناه، وكتاب "ديوان شعره" وله سوى ذلك من التّصانيف الأدبية.
ذكره التّنُوخي فقال: وُلِدَ بالبصرة وأخذ ببغداد عن: الأخفش، والزَّجّاج، وابن دُرَيْد، وغيرهم، وانتهت رواية القديم والأخبار في آخر عمره إليه بالبصرة، ومات سنة سبعين وقد وَلِي قضاء البصرة، وكان من أئمّة الأدب.
358-
الحسن بن رَشيق2، أبو محمد العسكري، عسكر مصر، المعدل الحافظ.
روى عن: أبي عبد الرحمن النَّسَائي، وأحمد بن حمّاد زُغَبَة، وأحمد بن إبراهيم أبي دجانة المَعَافِري، والمفضّل بن محمد الجندي، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن عثمان بن سعيد السّرّاج العنزي، ومحمد بن خالد البرذعي، وأحمد بن محمد بن يحيى الأنماطي، وأبي الرَّقْراق صاحب يحيى بن بكير، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلّم، ويموت بن المُزَرَّع، وخلق كثير.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني، وأبو محمد بن النّحّاس، وإسماعيل بن عمرو المَقْبُرِي، ويحيي بن علي بن الطحان، ومحمد بن مغلس الداوودي، ومحمد بن جعفر بن أبي المذكّر، وعلي بن ربيعة التميمي، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين بن الطّفّال، وآخرون من المصريّين والمغاربة وأهل الأندلس.
وكان محدِّث ديار مصر في زمانه.
1 انظر الكامل في التاريخ "9/ 9"، والوافي بالوفيات "11/ 407"، والفهرست "155".
2 انظر العبر "2/ 355"، وميزان الاعتدال "1/ 490"، ولسان الميزان "2/ 207"، واللباب "2/ 137".
قال أبو القاسم يحيى بن الطّحّان في تاريخه: روى عن النّسَائي وأحمد بن حمَّاد، وخلقٍ لا أستطيع ذِكْرهم، ما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه، قال لي: وُلدت في صفر سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وتوفِّي في جُمادى الآخرة سنة سبعين.
359-
الحسن بن محمد بن يحيى1 بن المغيرة:
أبو علي الثَّقَفي الْجُرْجاني.
سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السرَّاج.
وعنه: القاضي أبو بكر الْجُرْجاني، وحمزة السَّهْمي، وأبو الحسن الحناطيّ.
وقد سمع من البَغَوِي ببغداد.
360-
الحسين بن أحمد2 بن حمدان بن خالويه:
أبو عبد الله الهمذاني النَّحْوي اللّغوي.
قَدِمَ بغداد فأخذ عن: أبي بكر بن الأنباري، وأبي بكر بن مجاهد، وقرأ عليه، وأبي عمر الزّاهد غلام ثَعْلَب، ونفْطَوَيْه، وأبي سعيد السّيرافي، وقيل: إنّه أدرك ابن دُرَيْدٍ وَأَخذ عنه، ثم إنَّه قَدِمَ الشّام وصَحِبَ سيف الدولة بن حمدان، وأدَّب بعض أولاده، ونفق شوقه بحلب، واشتُهِرَ ذكره، وقصده الطُّلاب من الآفاق.
أخذ عنه: عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
وكان صاحب سنة، وصنَّف في اللغة كتاب "ليس"، وكتاب "شرح الممدود والمقصور"، وكتاب "أسماء الأسد" ذكر له خمسمائة اسم، وكتاب "البديع في القراءات"، وكتاب "الْجُمَل في النّحو"، وكتاب "الاشتقاق"، وكتاب "غريب القرآن"، وله مصنَّفات سوى ما ذكرنا.
ومات بحلب سنة سبعين، وقيل: سنة إحدى وسبعين.
361-
حَكَم بن محمد بن هشام3:
أبو القاسم القُرَشي القَيْرَواني المقرئ.
قرأ القران بالقَيْروان على الهوَّاري أبي بكر صاحب ابن خَيْرُون، ثم دخل مصر فجالس بنان الحمَّال الزّاهد، وسمع من الحسين بن محمد بن داود، وقرأ على قرائها،
1 أحد الثقات الأثبات.
2 انظر العبر "2/ 356"، وطبقات المفسِّرين "1/ 148"، ولسان الميزان "2/ 267".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 121".
ودخل العراق فقرأ بها القراءات، وصحب أبا عمرو الزّاهد، وقدِم الأندلس فأكرمه المستنصِر.
وكان فيه صلابةٌ في السُّنَّة وإنكارُ على المُبْتَدِعَة، وكان يقرِئُ القرآن.
توفِّي في ربيع الآخر، عن ثنتين وثمانين سنة.
حرف الزاي:
362-
الزبير بن عبيد الله بن موسى1:
أبو يعلى التوزي البغدادي، نزيل نيسابور.
سمع البَغَوِي، وابن صاعد، وطائفة، ورحل وحصّل، وتعاني التجارة.
وتوفِّي بالمَوْصِل سنة سبعين رحمه الله.
حرف العين:
363-
عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن جعفر2 بن أحمد بن زياد بن مهران: أبو محمد الشَّيْبَاني.
سمع: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
توفِّي في جُمادى الآخرة بنَيْسَابور، وقيل: مات سنة إحدى وسبعين.
364-
عبد الله بن أحمد بن الصدّيق3 المَرْوَزي:
سمع حديثًا من محمد بن إبراهيم البوسنجي، وسمع ممّن بعده.
وروى عنه: أبو بكر البَرْقاني، ومحمد بن عبيد الله الحنّائي، وجماعة من أبناء التّسعين.
365-
عبد الله بن محمد الأصبهاني4:
أبو محمد الصائغ.
1 انظر تاريخ بغداد "8/ 473"، والمنتظم "7/ 106"، والكامل في التاريخ "9/ 9".
2 انظر تاريخ بغداد "9/ 391".
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 390".
4 انظر أخبار أصبهان "2/ 76".
سمع: الحسين بن إدريس بَهَراة، وجعفر الفِرّيابي ببغداد، وعلي بن سعيد العسكري بأصبهان، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الأسود الشُّرُوطي، وغيرهما.
توفِّي في رجب سنة سبعين.
366-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد1 بْن فُورَك بن عطاء:
أبو بكر الأصبهاني المقرئ القبَّاب، هو الذي يعمل المحارة.
كان مُسْنَد أصبهان في عصره ومقرئها.
سمع: محمد بن إبراهيم الجيزاني في سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وأبا بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمد بن النّعمان، وعلي بن محمد الثَّقَفي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وطائفة.
وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنَّبود.
وعنه: أبو نُعَيم الفضل بن أحمد بن الخياط، وعلي بن أحمد بن مهران الصحَّاف، وأبنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الكاتب، وآخرون.
وتوفِّي في ذي القعدة.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن عبد الله بن المَرْزُبَان، وآخرون.
367-
عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم2:
أبو عمر الأصبهاني القطّان.
رحل وسمع أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
368-
عُبيد الله بن علي بن جعفر:
أبو الطيّب3 الدّقّاق.
عن: محمد بن سليمان الباهلي، وعبد الله بن الحسن الطيبي.
وعنه: البرقاني.
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 90"، وسير أعلام النبلاء "16/ 257"، والعبر "2/ 356".
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 120".
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 359"، والمنتظم "7/ 106".
369-
عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم1 الشَّطَوِي:
سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن الحسن الصّوفي.
روى عنه: علي الظّاهري، وأبو العلاء الواسطي، وابن بكير، وأبو علي ابن دُوما.
وكان ثقة.
370-
عبيد الله بن الحسين2:
أبو القاسم الحذَّاء قاضي المَوْصِل.
سمع: أبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخي، وإبراهيم بن عمر البرْمَكيّ.
وهو أقدم شيوخ التَّنُوخي وفاة.
371-
عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد3 بْن عبيد:
أبو الحسن البغدادي الزجَّاج الشّاهد.
روى عن: أبي العلاء الْجَوْزَجَاني، وحسنون بن موسى.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وقَالَ: كَانَ نبيلًا، قرأ على أحمد بن سهل الأَشْنَاني.
وقال العتيقي: ثقة مأمون، مات في رجب وله خمسٌ وسبعون سنة.
372-
علي بن عيسى بن محمد بن المُثَنَّى4:
أبو الحسن الهَرَوِي الماليني.
سمع: الحسن بن سُفَّيان، ومحمد بن المنذر بن شكر، وغيرهما.
وعنه: أبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وتوفِّي في المحرم.
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 359"، والمنتظم "7/ 106".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "12/ 7".
4 لا بأس به.
373-
عمر بن أحمد بن ريطة الأصبهاني1:
توفِّي فِي ربيع الأوَّل.
حرف الميم:
374-
مُحَمَّد بْن جعفر:
أبو الحسين2 الأصبهاني الواعظ الأبحّ.
يروي عن: محمد بن سهل، وأبي عمرو بن عُقْبَة، وأحمد بن محمد بن أسيد، والهُذَيْلِ بْنِ عبد الله.
وكان كثير الحديث حَسَن المعرفة به.
روى عنه: أبو بكر ابن أُبيّ، وأبو نُعَيم.
وتوفِّي في شعبان.
375-
محمد بن أحمد بن الأزهر3 بن طلحة:
أبو منصور الهَرَوِي الأزهَرِي النَّحْوِي اللُّغَوي الشّافعي.
سمع بهَرَاة من: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السّامي، وطائفة، ثم رحل إلى بغداد وسمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عَرَفَة، ونَفْطَوَيْه، وابن السّرّاج، وأبا الفضل المُنْذِري، ولم يأخذ عن ابن دريد تدينًا له، قال: دخلت داره غير مرّة فألفيته على كرسيّه سكرانًا.
أخذ عنه: أبو عبيد الهَرَوِي صاحب الغريبين، وحدَّث عنه أبو يعقوب القرَّاب، وأبو ذرّ عبد بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو الحسين الباشاني، وغيرهم.
وكان بارعًا في المذهب، ثقةً ورِعًا فاضلًا، وقيل: إنّه أُسِرَ فوجدوا بخطِّه قال: امتُحنتُ بالأسر سنة عارَضَتُ القرامطة الحاجّ بالهَبِير4، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عَرَبا نشأوا بالبادية يبتغون مساقط الغَيْثِ أَيام النَّجْع، ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمن القَيْظ، ويتكلّمون بطباعهم البدويّة، ولا يكاد يوجد في منطقهم
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر العبر "2/ 356"، وسير أعلام النبلاء "16/ 315".
4 رمل زرود في طريق مكة.
لحن أو خطأ فاحش، فبقيت في أسْرهم دهرًا طويلًا، وكنَّا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان1، وأسند منهم ألفاظًا جمَّة.
صنَّف كتاب "تهذيب اللُّغة" في عشْرِ مجلّدات، وكتاب "التقريب في التفسير"، وكتاب "تفسير ألفاظ كتاب المُزَني"، وكتاب "عِلَل القراءات"، وكتاب "الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنه"، وكتاب "تفسير الأسماء الحُسْنَى"، وكتاب "الردّ على الليث"، وكتاب "تفسير إصلاح المنطق"، وكتاب "تفسير السبع الطوال"، وكتاب "تفسير ديوان أبي تمّام"، وله سوى ذلك من المصنَّفات.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلالِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَوَيْهِ، ثنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ إِمْلاءً، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ، ثنا محمد بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا، فَنَهَى عُثْمَانُ عَنِ الْمُتْعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فلمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أهلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ! فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. إسناده صحيح، وهو شيء غريب؛ إذ فيه رواية علي بن الحسين عن مروان، وفيه تصويب مروان اجتهاد عليّ على اجتهاد عثمان، مع كون مروان عُثْمانيًّا، والله أعلم.
توفِّي في ربيع الآخر رحمه الله. وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
376-
محمد بن أَحْمَد بن طالب2:
أبو الحسن البغدادي نزيل طرابلس الشام.
حدَّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن الأَنْبارِي، وحرمي بن أبي العلاء، وجماعة.
وعنه: حمزة بن عبد الله بن الشامّ، وعُبَيْدُ اللَّهِ بن القاسم الطَّرَابُلُسِيّان.
377-
محمد بن أحمد بن محمد بن مسوّر3:
أبو عبد الله مولى بني هاشم القُرْطُبي.
1 جبل في أرض تميم أحمر.
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 310"، والوافي بالوفيات "2/ 47".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 80".
سمع من: من جدّه محمد بن مسوّر، وأحمد بن خالد، وجماعة، قال ابن الفَرَضي: كان شيخًا قليل العلم، سمعت منه أنا وغيري. توفِّي في صفر.
378-
محمد بْن أحمد بْن محمد بن حمَّاد بن المتيّم:
أبو جعفر1 الهاشمي مولى الهادي.
سمع من: محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن جعفر القَتّات، والفِرّيابي.
وعنه: البرقاني، وأبو طاهر العلّاف، وأبو نعيم.
ورَّخه ابن أبي الفوراس، وقال: كان لا بأس به.
379-
محمد بن إبراهيم بن الفرخان2:
أبو جعفر الأستراباذي الفقيه.
ثقة ثَبْتٌ مُتْقِن، نزل سمرقند، وبها توفِّي في ربيع الآخر.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: أبو سعد الإدريسي.
380-
محمد بن جعفر بن الحسين3:
أبو بكر البغدادي، الورَّاق الحافظ، غُنْدَر.
سمع: الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وابن دُرَيْد، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، ومَكّحُولا البَيْرُوتي، وأبا الْجَهم بن طِلاب، وأبا جعفر الطّحَاوي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن جُمَيْعٍ الْغَسّاني، وعبد الرحمن السُّلَمي، وعمر بن أبي سعد الهَرَوِي، وأبو نُعَيم.
قال الحاكم: بقي عندنا بنَيْسَابور سنتين، سنة ست وسبع وثلاثين يفيدنا، وخرج
1 انظر المنتظم "7/ 107".
2 انظر شذرات الذهب "3/ 73".
3 انظر ذكره أخبار أصبهان "2/ 296"، وتاريخ بغداد "2/ 152"، والمنتظم "7/ 107"، الكامل "9/ 9".
لي أفراد الخُرَاسَانيّين من حديثي في سنة ستّ وستين، ودخل إلى أرض التُرْك، وكتب من الحديث ما لم يتقدَّمه فيه أحدٌ كَثْرَةً، ثم استُدْعِيَ من مرو إلى الحضرة ببُخَارى ليحدِّث بها، فتوفِّي رحمه الله في المَفَازة سنة سبعين.
وقال الخطيب: كان حافظًا ثقة.
381-
محمد بن الحسن1:
أبو جعفر الفقيه الشافعي، المعروف بالباحث.
له ترجمة طويلة عند ابن الصَّلاح.
382-
محمد بن حسنام:
أبو عمرو النَّيْسَابُوري الكاغَذِي2.
سمع جعفر بن أحمد، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وعنه: الحاكم، وطائفة.
383-
محمد بن العبّاس بن موسى3 بن فسانجس:
الوزير الكبير أبو الفرج الشَّيرازي، كاتب مُعِزّ الدولة.
ردَّ إليه أمور الأموال، فلمَّا مات المُعِز لقِّب بالوزارة من خليفة المطيع، ووزِر لعزِّ الدولة، ثم عُزِل بعد سنة وحُبس.
توفِّي في ذي القعدة سنة سبعين، وله اثنتان وستّون سنة.
384-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الله4:
أبو جعفر المَرْوَزي، أحد الشّعراء بخُراسان، ويعرَفُ بالباحث.
أخذ عنه الحاكم وقال: سمع بعد الأربعين وثلاثمائة، ومات ببُخَارى.
385-
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن بالويه:
أبو الحسين المُزَكّي5 النَّيْسَابُوري.
1 لا بأس به.
2 انظر اللباب "3/ 76".
3 انظر الكامل في التاريخ "9/ 9"، والوافي بالوفيات "3/ 198"، وسير أعلام النبلاء "16/ 308".
4 لا بأس به.
5 انظر اللباب "3/ 204".
سمع: مُسَدّد بن قَطَن، وعبد الله بن شِيرَوَيْه، وجماعة.
وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
386-
محمد بن عبد الله بن سعيد1 البَلَوِي:
أبو عبد الله القُرُطُبي الغاسل.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وطائفة.
وكان محدِّثًا كثيرًا، له حِفْظٌ وفَهْم، سمع من غير واحد، وكان يقرأ للعامَّة بقُرْطُبَة.
387-
محمد بن عمرو2 بن سعيد:
أبو عبد الله الأندلسي.
حجَّ وسمع من: ابن الأعرابي، وحدَّث عنه، وكان يروي سُنَن أبي داود وأشياءً.
388-
محمد بن محمد بن جعفر3 بن مطر:
أبو بكر أخو أبي أحمد. وُلِد الشيخ أبي عمرو بن مطر ببغداد.
سمَّعه أبوه من عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله السرَّاج، وهذه الطبقة بنَيْسَابور، ولم يكن الحديث من شأنه.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان قديمًا من أعيان الشّهود، ثم سكتوا عنه.
توفِّي في رمضان سنة سبعين.
389-
محمد بن يحيى بن خليل4 القُرْطُبي:
روى عن أحمد بن خالد، وابن أيمن، وحجَّ فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره.
ووَلِي أحكام الشرطة، وتوفِّي في رجب.
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 80".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 81".
3 في عداد الضعفاء.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 80".
المتوفّون في عشر السبعين وثلاثمائة تقريبًا لا يقينًا:
حرف الألف:
390-
أحمد بن عبد الله البَغَوِي1 الأستراباذي:
شيخ مُعَمَّر. سمع: محمد بن جعفر بن طرخان الرواي، عن إسماعيل ابن ابنة السُّدّي، وطبقته.
روى عنه: أبو سعد الإدريسي، ومات بعد الستّين وثلاثمائة.
391-
أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شُقَيْرٍ2:
أَبُو العلاء البغدادي النَّحوي.
وحدَّث بدمشق عن: ابن المُجَدَّر، وحامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وأبي القاسم البَغَوِي، وابن دُرَيْد.
روى عنه: تمَّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وعبد الوهاب بن الجبّان، وغيرهم.
وصنَّف لسيف الدولة كتابًا في أجناس العِطْرِ وأنواع الطّيب، وكتابًا سمَّاه: المسلسل في اللغة؛ لأنّه كالسّلسلة، وله شِعْر.
392-
أحمد بن علي بن إبراهيم3:
أبو الحسين الأنصاري الدمشقي.
حدَّث عن: أحمد بن عامر بن المُعَمَّر، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وغيرهم.
وعنه: الحافظ عبد الغني الأَزْدي، وأبو سعد الماليني، وعلي بن السّمْسار، وغيرهم.
393-
أَحْمَد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه4 بْن سعيد:
أبو الخير الحمصي الحافظ.
قَدِمَ دمشق، وحدَّث عن محمد بن أحمد بن الأبحّ، ومحمود الرّافقي، وأحمد بن محمد بن خالد بن علي، ومحمد بن بركة، وأبي بكر الخرائطي، وخلق.
1 لا بأس به.
2 انظر بغية الوعاة "1/ 333".
3 انظر تهذيب ابن عساكر "1/ 398".
4 انظر تهذيب ابن عساكر "1/ 406".
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الوهاب الميداني، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وآخرون.
394-
أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة1 الأزدي الحاركي: أبو العبّاس البصريّ.
سمع: أحمد بن عمرو القَطِرانيِ، والبغدادي الصُّوفي.
وعنه: الحسن بن صَخْر.
395-
أحمد بن محمد بن العلاء2:
أبو الفرج الشّيرازي ثم البغدادي الصُّوفي، نزيل الرّيّ.
حدَّث بأصبهان عن: البَغَوِي، وابن صاعد، وحسين الحلاج، والشَّبْلي، وهو صاحب حكايات.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، والقاضي زيد بن علي الرّازي، والحسين بن محمد الفلاكي الزَّنْجاني، وغيرهم.
ذكره ابن النّجار.
396-
أحمد بن إسحاق بن محمد3 الحلبي:
القاضي أبو جعفر الملقَّب بالْجَرْد.
وُلّي قضاء حلب، وحدَّث عن أحمد بن خُلَيْد الحلبي، وعمر بن سِنان المَنْبِجي، وجماعة.
وعنه: القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي، وتمّام الرّازي، وابن نظيف، وآخرون.
397-
أحمد بن الصَّقْر:
أبو الحسن4 المنبجي المقرئ.
قرأ عَلَى أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وبكار، وأبي بكر النّقّاش.
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر الوافي بالوفيات "6/ 239"، وسير أعلام النبلاء "4/ 62".
4 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 270".
وصنَّف كتاب "الحُجَّة في القراءات السَّبْع".
روى عنه: ابن عمر المَنْبِجِي، وعلي بن معيوف العين ثَرْمَائي.
نقل ابن عساكر أنَّه توفِّي قبل الستين وثلاثمائة، وأحسبه بعد ذلك قليلًا.
398-
أحمد بن محمد بن علي1 بن الحَكَم:
أبو بكر النَّرْسِي.
سمع عمر بن أبي غيلان، وعبد الله المدائني بن زيدان البَجَلي، وأبا عَرُوبة، وعبد الله بن علي بن الأخيل الحلبي.
بقي إلى سنة ست وستّين، وانتقى عليه الدَارقُطْنيّ بمصر.
روى عنه: محمد بن الحسن النّاقد، وعلي بن منير الخلال، وعبد الجبّار بن أحمد الطَّرَسُوسي.
399-
أحمد بن محمد بن عليّ2 بن هارون:
أبو العبّاس البرذعي الحافظ.
حدَّث بدمشق عن: ابن أبي داود، ومكحول البَيْرُوتي، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، وابن عُقْدَةَ الحافظ.
وعنه: تمَّام، وأبو نصر بن الجبّان، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن شوّاش.
400-
أحمد بن محمد بن علي3 بن مُزاحِم:
أبو عمرو الصُّوري.
سمع: جماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي نزيل مصر.
وعنه: فتاه فاتك.
401-
أحمد بن محمد4 بن منصور:
الإمام أبو بكر الدَّامَغاني، شيخ الحَنَفيَّة ببغداد.
تفقَّه بمصر على الطَّحَاوي، وببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، فلمَّا فُلِجَ الكَرْخي جعل الفَتْوَى إليه، فأقام ببغداد وهراة دهرًا يدرِّس ويفتي.
1 تهذيب ابن عساكر "2/ 69".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 67".
3 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 66، 67".
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 97".
أخذ عنه القاضي أبو محمد الأَكْفاني وغيره.
402-
إسحاق بن إبراهيم1:
العَلامة الفارابي اللُّغوي.
صنَّف كتاب "ديوان الأدب" في اللّغة. كان من كبار أئمّة هذا الفنّ، وهو معاصر الأَزهريّ صاحب "التهذيب". سافر الكثير، ورحل إلى اليمن، فعزم فُضَلاؤها على قراءة ديوان الأدب عليه، فَبَغَتَهُ الأَجَلُ قبل ذلك.
وهو خال ابن نصر الْجَوْهَري صاحب " الصِّحَاح"، وهما تركيَّان، قاما بضبْط لسان العرب قيامًا لم تنهض به العرب العَرْباء.
وكان الْجَوْهَرِي من أبدع أهل زمانه كتابةً، فنسخ في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة نسخة بديوان الأدب.
وفيه يقول بعض الشعراء:
كتاب ديوان العرب
…
أحلى جَنًا من الضَّرَبْ
أَوْدَعَهُ مُنْشِئُه
…
أَكْثَرَ ألفاظِ العَرَب
ما ضَرَّ مَن يُحْسِنُه
…
خُمُولُ ذِكْرٍ في النَّسَب
وللفارابي من الكتب أيضًا كتاب "بيان الإعراب"، وكتاب "شرح أدب الكاتب".
توفِّي بزبيد في هذه الحدود أو بعدها، رحمه الله.
403-
إسماعيل بن علي بن محمد2:
أبو الطّيّب الفحّام، بغداديّ جليل.
وثَّقه البَرْقاني.
سمع: ابن ناجية، وأبا يعلى المَوْصِلي، وابن ذَرِيحْ، وطبقتهم.
وعنه: البَرْقَاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم.
404-
إسماعيل بن علي بن محمد:
أبو الطيِّب الفحَّام.
بغدادي جليل، وثَّقه البرقاني.
1 انظر الأنساب "2/ 415"، والوافي بالوفيات "8/ 395"، واللباب "2/ 402".
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 307".
سمع: ابن ناجية، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي، وابن ذَرِيحْ، وطبقتهم.
وعنه: البَرْقَاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم.
حرف الحاء:
405-
الحسن بن علي بن داود1:
أبو علي المصري المطرّز.
حدَّث ببغداد عن: أبي شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن النّفّاح الباهلي، وعلي بن أحمد بن علان.
وعنه: البَرْقَاني وجماعة. وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ سنة ثلاث وستين.
406-
الحسن بن علي بن عمر2 الحلبي:
أبو محمد بن كَوْجَك العَبْسي الأديب.
روى عن: الغضائري، وعبد الرحمن ابن أخي الإمام، ومحمد بن جعفر المَنْبجِي.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، ومكّي بن الغمْر، وآخرون.
407-
الحسن بن محمود بن أَحْمَد3 بن محمود:
أبو القاسم الرَّبعي الدَّمشقي.
روى عن: محمد بن خريم، وابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي.
وعنه: تمَّام، ومكّي بن الغمر، ومحمد بن عون المزين.
408-
الحسين بن محمد بن أسد4:
أبو القاسم الدَّيْبلي.
حدَّث بدمشق عن: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، والحَسَن بن عَلَوِيّة القطّان، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي.
وعنه: تمَّام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العبَّاس بن السمسار.
1 لا بأس به.
2 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 232".
3 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 251، 252".
4 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 358".
حرف السين:
409-
السَّريّ بن أحمد الكِنْدي1:
أبو الحسن المَوْصِلي، الشاعر المعروف بالرّفّا.
شاعر محسِنٌ، له مدائح في سيف الدّولة، وكان بين الرّفّا وبين الخالدين، هجاءٌ وأمورٌ، وآل بهما الأمر إلى أذِيَّته، حتّى قطع سيف الدّولة رسمه، فانحدر إلى بغداد ومدح الوزير أبا محمد المهلّبي، فقَدِم الخالِدِيّان، وهما محمد وسعيد ابنا هاشم إلى بغداد، وشرعا يُؤْذِيانه بِكلّ ممكن، حتى يُقال: إنّه عُدِمَ القُوت، فجلس يَنْسَخُ ويبيع شعره. وتوفِّي بعد الستين وثلاثمائة، وديوانه موجود بأيدي الفُضَلاء.
فمن شعره:
بنفسي من أَجُود له بنفسي
…
ويَبْخَلُ بالتحيّة والسلام
ويلقاني بعزّةِ مُسْتطِيلٍ
…
وألقاه بذِلّة مُسْتَهَامٍ
وَحَتفي كامن في مقلتيه
…
كموت المَوْتِ في حَدّ السّهامِ
وله:
بنفسي من رَدَّ التّحِيّة ضاحكًا
…
فجدّدَ بعد اليأس في الوَصْلِ مَطْمَعي
وحَالَتْ دُمُوعُ العينِ بيني وبينه
…
كأنَّ دموعَ العَيْن تَعْشَقُهُ معى
وله:
ولا وَصْلَ إلّا أنْ أَرْوح ملججًا
…
على أخضر من فوق أدْهم مُزْبدِ
شَوائل أَذْنابٍ يُخَيل أنها
…
عقارب دبَّت فوق صرح ممرد
410-
صالح بن إدريس بن صالح:
أبو سهل البغدادي المقرئ، نزيل دمشق. قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وعلي بن سعيد بن ذؤابة، والحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي. وحدَّث عن يحيى بن صاعد، وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن. قرأ عليه: أبو الفتح المظفَّر بن برهان، وعلي بن داود الدَّاراني، وعبد المنعم بن
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 194"، والمنتظم "7/ 62"، والأنساب "6/ 247"، وسير أعلام النبلاء "16/ 218".
غلبون الحلبي. وحدَّث عنه: تمَّام، وعبيد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس، وغيرهما.
حرف العين:
411-
عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أيوب1:
والد أبي محمد نصر بن الجبان الدّمشقي.
يروي عن: ابن خُرَيْم، وابن جَوْصَا، وغيرهما.
وعنه: ابنه، ومحمد بن عَوْف المُزَني، ومكّي بن محمد بن الغَمْر.
412-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي العجائز2:
أبو محمد الأزْدي الدّمشقي.
روى عن: أبي الجهمْ بن طِلاب، وأبي بكر الخرائطي، وجماعة.
وعنه: عبد الغني المصري، وأبو الحسين عبد الوهاب الميداني، وسعيد بن فطيس.
413-
عبد الجبَّار بن عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد3:
أَبُو عَليّ بن مهنّا الخَوْلاني الدّاراني، مصنّف "تاريخ داريا".
حدَّث عن: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، ومحمد بن جعفر الخرايطي، والحسن بن حبيب الحضايري، وجماعة غيرهم، ورحل فسمع بالرَّمْلَة وأنطاكية.
روى عنه: تمَّام، وعلي بن طوق، وأبو نصر بن الجبان، وعلي بن محمد الخراساني نزيل داريا.
414-
عبد الرحمن بن المظفر4 البغدادي:
نزيل هَرَاة.
1 انظر تاريخ دمشق "9-11".
2 انظر تاريخ دمشق "2/ 200".
3 انظر تاريخ دمشق "24/ 337".
4 تاريخ بغداد "10/ 298".
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن صاعد، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانيّ ووثَّقه.
415-
عبد العزيز بن محمد بن إسحاق1 الطبري المتكلّم:
روى عن: محمد بن جرير الطبري، وأخذ الكلام عن: أبي الحسن الأشعري.
قال ابن عساكر: سكن دمشق ونشر بها مذهب السُّنَّة، وله مصنَّف في الردِّ على المقتدر والملحد.
416-
عبد المؤمن بن عبد المجيد:
أبو يعلى النسفي2.
روى عن: محمد بن إبراهيم البوسَنْجِي، وإبراهيم بن معقل.
روى عنه: جعفر بن محمد التوبني.
417-
علي بن محمد بن أحمد بن عطيّة3 الحضْرمي البصْري:
سمع من: الحارث بن أبي أسامة.
وعنه: أبو عبد الله بن باكَوَيْه الشيرازي.
لا أعرفه.
418-
علي بن محمد بن أحمد القصّار4 الأصمّ:
عن: عبد الله بن ناجية، وغيره.
وعنه: علي بن عبد العزيز الطّاهري، والبَرْقَانيّ، وقال: ثقة.
419-
عمر بن أحمد بن عمر5:
القاضي أبو عبد الله القصباني، بغدادي ثقة.
روى عن: علي المَقَانِعي، وجماعة.
روى عنه: البَرْقَانيّ، وابن بكيرٍ، وأبو نُعَيم، ومن الكبار الدارقطني ووثَّقه.
1 انظر معجم البلدان "2/ 432".
2 انظر اللباب "3/ 371".
3 في عداد المجهولين.
4 أحد الثقات، وثقه البرقاني، وهو تلميذ الدارقطني.
5 انظر تاريخ بغداد "11/ 251".
420-
عمر بن بشران بن محمد1 بن حفص البغدادي السّكْري:
سمع: علي بن العبّاس المَقَانعي، وعبد الله بن زيدان، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والبَغَوِي، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانيّ، وقال: كان حافظًا كثير الحديث، وهو أخو جدّ أبي القاسم بن بشران.
مات قبل سنة ثمان وستين.
421-
عمر بن نوح بن خلف2 بن محمد بن الخصيب:
أبو القاسم البجلي البُنْدَار.
شيخ جليل من ثقات البغداديّين.
روى عن: أبي خليفة الْجُمَحي، ومحمد بن أبي سُوَيْد الذّارع، وجعفر الفِرْيابي، وزكريّا السّاجي، وطائفة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وبشري الفاتني، وعلي الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
سُئِلَ عنه البرقاني فقال: ذاك في قياس أبي علي الصّوّاف في الفضل والثّقة.
قيل: مولده سنة سبعٍ وسبعين ومائتين، ومات بعد سنة أربع وستين وثلاثمائة.
حرف الفاء:
422-
فاروق بن عبد الكبير بن عمر3:
أبو حفص الخَطابي البَصْري، محدِّث البصْرة ومُسْندها.
سمع: محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وعبد الله الكجي بن أَبِي يونس، وهشام بن علي السَّيرافي، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكَجّي، وجماعة.
وبقي إلى سنة إحدى وستين أو اثنتين وستين.
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 256".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 255".
3 انظر العبر "2/ 357"، وشذرات الذهب "3/ 74".
روى عنه: علي بن يحيى بن عبدكويه، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم أحمد بن محمد الصَّقْر البغدادي.
423-
فرج بن إبراهيم:
أبو القاسم النّصِيبي1 الصُّوفي الأعمش، يُعرَف بفرج.
روى عن: أبي بكر الخرايطي، وأبي سعيد بن الأعرابي.
وعنه: تمَّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو عبد الله بن باكَوَيْه الشّيرازي.
424-
محمد بن أحمد بن غريب2 بن طريف:
أبو المُنيب الطّبري الفقيه.
قَدِمَ أصبهان، ثم خرج إلى شِيراز، وحدَّث عن: يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر.
وعنه: أبو نُعَيم.
425-
محمد بن أحمد بن جعفر3 بن يزيد:
أبو بكر بن آذين الهمذاني الفامي، الرجل الصالح.
سمع الكثير بعد الثلاثمائة بهمذان، ورحل إلى بغداد، فسمع من: محمد بن محمد الباغَنْدي، وحامد بن شُعَيب البَلْخي، وأبي القاسم البَغَوِي، وطائفة كثيرة، وعُنِيَ بهذا الشأن.
روى عَنْهُ: عليّ بْن عَبْد الله بْن عبدوس، وأبو منصور المحتسب، وعبد الرحمن الإمام، وأبو العلاء رافع العدل، وعبد الله بن أحمد الغَضَايري.
426-
محمد بن أحمد بن جحوش4 الخُزَيْمي المُرّي الدّمشقي: كان من أهل العلم والبيوتات.
سمع: أحمد بن أنس بن مالك، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وابن خزيمة، وأبي العباس السرَّاج وخلقًا.
1 انظر اللباب "3/ 312".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 294".
3 لا بأس به.
4 انظر السابق.
وله رحلة إلى خراسان.
روى عنه: تمَّام، وعبد الوهاب المَيْداني، وقد ولي خطابة دمشق.
قال الميداني: كان مقصّرًا في صلاته وخطبته؛ لأنّه مقامٌ هائل.
427-
محمد بن أَحْمَد بْن محمد1 بْن يعقوب بْن مجاهد الطائي: أبو عبد الله المتكلّم، صاحب أبي الحسن الأَشْعري، وهو بَصْريّ.
قدِمَ بغداد ودرَّس بها عِلْم الكلام، وصنَّف التّصانيف، وعليه درس القاضي أبو بكر بن الطّيّب الباقِلاني هذا الفنّ.
قال الخطيب: ذكر لنا غير واحد أنَّه ثخين السّتْر، حَسَنَ التديّن، رحمه الله.
428-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه2:
أَبُو عبد الله النقوي اليمني الصنعاني، بعد العشرين وأربعمائة بمكّة.
ذكر حمزة السّهمي أنَّ رفيقه ابن دلّان رحل إلى اليمن ليسمع من النَّقَوِي في سنة سبْعٍ وستّين.
وروى عنه "جامع عبد الرّزّاق" أبو نصر أحمد بن محمد الباكوي النيسابوري في سنة أربعمائة.
429-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن3 عَبْد اللَّه بْن بُنْدار الحافظ:
أبو زُرْعَة الإسْتِراباذي، المعروف باليمني؛ لسّكْناه اليمنَ مدّةً.
سمع على: الحسن بن معدان الفارسي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة ومعرفة.
توفِّي سنة بضعٍ وستيّن.
روى عنه: أبو سعيد الإدريسي، وحمزة السَّهْميّ، وغيرهما.
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 343"، والعبر "2/ 358"، وشذرات الذهب "3/ 74".
2 انظر العبر "2/ 358"، واللباب "3/ 323".
3 انظر تاريخ جرجان "540".
430-
محمد بن حَميد بن مَعْيُوف1 بن بكر:
أبو بكر الهمذاني البيت سَوَا الدمشقي.
سمع: محمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي، والحسين بن علي بن عوانة الكَفْربَطنَائي، ومحمد بن حصن الآلوسي، ومضاء بن مقاتل الأدني صاحب لوين، وجماعة.
وعنه: تمَّام، ومكّي بن محمد بن الغَمْر، ومحمد بن عوف المُزَني، وعلي بن سمسار، وأبو الحسن المَيْداني، ووصفه بالصلاح.
431-
محمد بن زرعان2:
أبو بكر الأنماطي.
حدَّث عن: جعفر الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي.
روى عنه: البَرْقَانيّ ووثَّقه.
بقي إلى سنة أربع وستين.
432-
محمد بن زُرَيْق:
أبو منصور البَلَدِي3 المقرئ.
قرأ القرآن لابن كثير على محمد بن عبد العزيز بن الصّبّاح، وسمع من: أبي يَعْلَى المَوْصِلي، وابن المنذر الفقيه، وتصدَّر للإقراء بطَرَسُوس من الثّغْر.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وحدَّث عنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ.
433-
محمد بن سعيد بن عبدان4:
أبو الفرج الفارسي ثم البغدادي، نزيل طرابلس الشام، ويُعرف بابن أبي عثمان.
روى عن: حامد بن شُعَيْب، وعلي بن زاطيا، وعبد الله المدائني، والمفضّل الجندي، وطبقتهم.
وعنه: تمَّام، والحافظ عبد الغني، وأبو العبّاس بن الحاجّ، وشهاب الصُّوري.
1 انظر معجم البلدان "1/ 521".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 290".
3 انظر اللباب "1/ 173"، ومعجم البلدان "1/ 481".
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 312".
قال أبو الفتح بن مسرور: سألته عن مولده فقال: سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، وكان ثقة. سمعت منه سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
434-
مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد1 بْن أبي الخطّاب الحرّاني المَلَطيّ الأصل:
أبو عبد الله قاضي حمص.
سمع: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن سعيد الترخمي، ومحمود بن محمد الرّافقي، وأبا عبد الله نَفْطَوَيْه، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وعليّ بن بشري العطّار، وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر، وجماعة.
435-
محمد بن عبد الله بن شيرويه:
أبو بكر النيسابوري نزيل فسا2.
روى عن: أبيه، وأبوه صاحب إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعن: الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الدُّوَيْرِي.
وعنه: أبو سعد الماليني وغيره.
وثَّقه ابن نقطة.
436-
محمد بن عبد الرحمن بن الفضل3 بن الحسين:
أبو بكر التميمي الْجَوْهَري الخطيب، صاحب التّفاسير والقراءات، كذا قال فيه أبو نُعَيم.
سمع: أبا خليفة، وعَبْدان الأهوازي، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي المعّدل، وأبو نُعَيم، وقال: تُوُفّي بعد الستّين.
437-
محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الهاشمي4 البغدادي:
يروي عن: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وغيره.
وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو بكر البَرْقَانيّ، وقال البَرْقَانيّ: كان ثقةً زاهدًا.
1 انظر تاريخ دمشق "38/ 164".
2 انظر معجم البلدان "4/ 260، 261".
3 انظر ذكر أخبار اصبهان "2/ 293".
4 انظر تاريخ بغداد "3/ 359".
438-
مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد1:
أبو بكر المالكي الخراز.
سمع: أبا مسلم الكَجّي، وحامد بن شعيب البلخي.
وقال الخطيب: ثقة.
439-
محمد بن القاسم بن سعيد بن ناصح:
أبو بكر الكرجي، نزيل شيراز.
سمع محمد بن أيوب الرازي، روى عنه أبو عبد الله بن باكويه.
440-
محمد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه2:
أبو الحُسين الْجُرْجاني المقرئ الحافظ، ثقة رحّال جوَّال.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وابن خُزَيْمَة، وابن جَوْصَا، وأبا العبّاس السّرّاج، وطبقتهم، وأكثر الترحال في الشيخوخة.
روى عنه: أبو نُعَيم الحافظ.
441-
محمد بن محمد بن عمرو3:
أبو نصر النَّيْسَابُوري، المحدِّث الشاعر الملقَّب بالبَيْض.
نزل حلب ومدح سيف الدّولة.
ويروي عن: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وعَبْدان الأهْوازي، وأبي عَرُوبة، وزكريّا السّاجي، وابن نيروز الأنْماطي، وابن عُقدَة.
وعنه: حمزة بن الشّامّ، وأحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأطرابُلُسِيّان، وأبو الخير أحمد بن علي، ولاحق المَقْدِسي، وغيرهم.
وهو صاحب القصيدة المطبوعة التي أوّلها:
حَبَاؤُكَ مُعْتَادٌ وأَمْرُكَ نافِذٌ
…
وعبدُكِ مُحْتَاجٌ إلى ألفِ دِرْهَم
وقد أوردتُها في "مختصر دمشق".
رأيت له مجلَّدًا في أصول الفقه سمَّاه "المدخل إلى الاجتهاد" يدل على اعتزاله، وعلى حفظه للحديث وسعة رحلته.
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 87".
2 انظر ذكرأخبار أصبهان "2/ 292".
3 انظر تاريخ دمشق "39/ 308، 309".
442-
مُسْلِم بْن عُبَيْد اللَّه بْن طاهر1 بن يحيى بن الحسن، أبو جعفر العَلَوِي الحَسَني المَدَني.
سمع: من جدّه طاهر، ومحمد بن إبراهيم الدَّيْبُلي، وأبي بِشْرٍ الدُّولابي، والخضر بن داود.
سمع كتاب "النَّسب" للزُّبَيْر.
روى عنه: الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، ويحيى بن علي الطحان. وقال الدَارقُطْنيّ: هو حافظٌ نبيل.
443-
موسى بن عبد الرحمن2:
أبو عمران البَيْرُوتي الصّبّاغ المقرئ، إمام جامع بيروت.
كان أَسْنَدَ من بقي بالسّاحل، فإنَّه قرأ القرآن على هارون بن شريك الأخفش، وسمع من أبي زُرْعَة المَوْصِلي، وأحمد بن عبد الوهاب الحَوْطي، وأبي مسلم الكَجّي، والحسين بن السَّمِيدَع، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن منده، وأبو الحسين ابن جُمَيْع، وابنه الحسن بن جُمَيْع، وتمَّام الرّازي، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الوهاب المَيْداني، وصالح بن أحمد المَيَانجِي، وغيرهم.
ويُحْتَمَل أن تكون وفاته قبل الستّين، يُكْتَب هنا.
حرف الياء:
444-
يوسف بن يعقوب النّجيرَمي3:
أبو يعقوب، بصْري مشهور، عالي الإسناد.
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المثنَّى العَنْبري، والمفضل بن الحُبَاب الجُمَحَي، وزكريّا بن يحيى السّاجي، ومحمد بن حيّان المازني، وجماعة.
1 لا بأس به.
2 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 257، 258"، ومعجم الشيوخ لابن جميع "161، 162".
3 انظر العبر "2/ 358"، واللباب "3/ 300".
روى عنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو عبد الله محمد بْن عَبْد الله بن باكَوَيْهِ الشّيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان المطوّعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحَسَن محمد بْن علي بْن صخْرٍ الأَزْدي.
وقد حدَّث في سنة خمس وثلاثمائة.
الكُنَى:
445-
أبو الحسن بن عطيّة البصْري1:
روى عن: الحارث بن أبي أسامة التميمي.
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن باكويه الشيرازي.
446-
أبو الحسن الباهلي البصْري المتكلّم2:
أخذ عن الأشْعَرِي عِلْمَ الْمنْطقِ، وسمع وتقدَّم، وكان من أذكياء العالم، مع الدّين والتعبُّد.
قال ابن الباقلاني: كتبت أنا والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والأستاذ ابن فُورَك معنا في درس أبي الحسن الباهلي، كان يدرِّس لنا كل جمعة، وكان يرخي الستر بيننا وبينه، وكان من شدّة اشتغاله بالله مِثْلَ والهٍ أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ دَرسنا حتى نذكِّره، وكنَّا نسأل عن سبب الحجاب، فأجاب بأنّنا نرى السُّوقَة وهم أهل الغفلة، فيروني بالعين التي ترونهم، وكان يحتجب من جارية تحدثه.
قال أبو إسحاق الأسفراييني: أنا في جانب أبي الحسن الباهلي كقَطْرة في البحر.
447-
ابن نُباته الخطيب3:
هو الأستاذ البارع أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباته الفارقي.
ذكرته في سنة أربعٍ وسبعين، وسيأتي والله أعلم.
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر سير أعلام النبلاء "10/ 227"، وشذرات الذهب "4/ 83"، والبداية والنهاية "11/ 303".