الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقدهما، ثم قال: يقرأ كتابه، خار الله لك ولنا وللمسلمين، آمرك بما أمرك الله به، وأنهاك عمَّا نهاك الله عنه، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك، انهض على اسم الله، ثم أخذ الطائع سيفًا كان بين المخدَّتين فقلَّده به مضافًا إلى السيف الذي قلّده مع الخلْعة، وخرج من باب الخاصَّة، وسار في البلد، ثم بعث إليه الطائع هديّة فيها غلالة قصب، وصينيّة ذهب خرداذي بلّوْر فيه شراب، وعلى فم الخرداذي خرقة حرير مختومة، وكأس بلّور، وأشياء من هذا الفنّ، فجاء من الغد أبو نصر الخازن ومعه من الأموال نحو ما ذكر في دخوله الأول في السنة الماضية.
ولمَّا عاد عضُدُ الدولة جلس للهناء، فقال أبو إسحاق الصابي قصيدة منها:
يا عَضُد الدّوْلة الذي علقت
…
يداه من فخره بأعرقهْ
يفتخر النّعل تحت أَخْمَصِهِ
…
فكيف بالتّاجِ فوق مفرقه
زواج الطائع لله:
وفيها: تزوَّج الطائع لله ببنت عضُدُ الدولة على مائة ألف دينار، وكان الوكيل عن عضُدُ الدّولة أبو علي الفارسي النّحوي، والذي خطب القاضي أبو علي المُحَسّن بن علي التّنوخي1.
وفي هذا الوقت كان قسَّام متغلِّبًا على دمشق كما هو مذكور في ترجمته.
1 انظر المنتظم "7/ 101".
أحداث سنة سبعين وثلاثمائة:
تزيين بغداد لعضد الدولة:
وفيها: خرج من همذان عضُدُ الدولة وقَدِمَ بغداد، فتلقَّاه الطائع، وزُيِّنَت بغداد.
قال عبد العزيز حاجب النعمان: لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقِّي أحدٍ من الأمراء، فلمَّا توفّيت فاطمة بنت مُعِزّ الدّولة ركب المطيع لله فعزَّاه، فقبَّل الأرض.
قال حاجب النّعمان: وجاء رسول يطلب من الطائع أن يتلقَّها، فما وسِعَه التَّاخُّر، وتلقّاه في دجلة، ثم أمر عضُدُ الدولة بأن يُنادي قبل دخوله بمنع العَوَامّ من الدعاء له والصّيْحَة، وتوعَّد على ذلك بالقتل، قال: فما نطق أحد، فأعجبه ذلك من طاعة العوامّ. والله أعلم1.
1 انظر المنتظم "7/ 104"، والعبر "2/ 354".