الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحداث سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة ست وسبعين وثلاثمائة:
أحداث سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة:
ظهور وفاة عضد الدولة:
في ثاني عشر محرّم أَظْهِرت وفاة عضُدُ الدولة، وحُمِلَ تابوته إلى المَشْهَد، وجلس صَمْصَام الدولة ابنه للعَزَاء، وجاءه الطائع لله مُعَزِّيا، ولُطِم عليه في الأسواق أيّامًا عديدة، ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة، وخلع عليه الطائع سبع خُلَعٍ، وتَوَّجه، وعقَد له لواءين، ولُقِّب "شمس الملة".
موت مؤيد الدولة:
وفيها: ورد موت مؤيّد الدّولة بن أبي منصور بن رُكْنِ الدولة بجُرْجان، فجلس صمصام الدولة للعزاء، وجاءه الطائع معزّيا، ولمَّا مات كتب الصّاحب إسماعيل بن عبّاد إلى أخيه فخر الدولة بالإسراع ليقْدِم. واستوزَرَ الصّاحبَ ورفع منزلته.
الغلاء المفرط:
وكان فيها غلاء مُفْرِط بالعراق، وبلغ كرّ الحنطة أربعة آلاف دينار وثمانمائة درهم، ومات خَلْقٌ على الطُّرق جوعًا، وعَظم الخطب.
خطلخ يتولى دمشق:
وفيها: وُلّي أمر دمشق خَطْلُخ القائد للعزيز بالله العبيدي.
أحداث سنة أربع وسبعين وثلاثمائة:
فيها: شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصلح بن صمصام الدولة وفخر الدولة.
وفيها: كان عُرْسٌ ببغداد، فوقعت الدّار وهلك كثير من النّساء، وأُخْرِجن من تحت الهدْمِ بِالْحُليّ والزّينة، فكانت المصيبة عامة.
أحداث سنة خمس وسبعين وثلاثمائة:
صمصام الدولة يهمّ بوضع المكس:
فيها: همَّ صمصام الدولة أن يجعل المَكْسَ1 عَلَى الثّياب الحرير والقطن، مما يُنْسَج ببغداد ونواحيها، ودُفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع النّاس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان ذلك.
أحداث سنة ست وسبعين وثلاثمائة:
كثرة الموت بالحميات:
فيها: كثُرَ الموت بالحُمّيّات الحادة، فهلك كثير من الناس ببغداد، وزُلْزِلَت المَوْصِل، فهدِّمت الدُّور، وهَلَكَ خلقٌ من الناس.
1 أي الضريبة.
ميل العسكر إلى شرف الدولة:
وفيها: مال العسكر إلى شَرَف الدّولة أبي الفوارس شِيرَوَيْه، وكان غائبًا بكَرْمان، فلمَّا بلغه موتُ أبيه عضُدُ الدولة ردّ إلى فارس، وقبض على وزير أبيه نصر النَّصراني، وجبى الأموال، وملك الأهواز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على البصْرة، واستعدَّ لقصْدِ بغداد وأخْذِها من أخيه صَمْصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة، فانحدر مسافرًا إلى شَرَف الدولة راضيا بما يعامله به، فلمَّا وصل قبَّل الأرض بين يديه مرّات، فقال له شَرَف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك؟ ثم سجنه، واجتمع عسكر شَرَف الدولة من الدَّيْلَم تسعة عشر ألفًا.
قتال الأتراك والديلم:
وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم الدَّيْلم وقُتِلَ منهم ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الدَّيلم يذكرون صَمْصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: أقتله، فأمنه سنة.
قدوم شرف الدولة إلى بغداد:
وقَدِمَ شَرَف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئّه بالسّلامة، ثم خفي خبر صَمْصَام الدولة، وذلك أنّه حُمل إلى القلعة، ثم نفّذ إليه شَرَف الدولة بفَرّاش ليكحّله، فوصل الفرّاش وقد مات شرف الدولة، فكحّله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات.
وكان شَرَف الدولة قد ردَّ على لناس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبَغَته الموتُ، وإنّما جرى ذلك في سنة تسعٍ وسبعين، ولكن سُقناه استطرادًا.