الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدمستق يهدي سيف الدولة:
وفيها جاء الدُمُسْتُق إلى طَرَسُوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج.
عمل خيمة لسيف الدولة:
وفيها: عُمِلَ لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعًا.
الوَفَيَات:
وفيها: توفي بُنْدار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأزَّجان1، وأبو بكر محمد بن أحمد بن خروف المحدّث بمصر، والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهانيّ بها، والحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السَكَن البغداديّ بمصر، والمحدّث أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي الغوث الدمشقيّ بها، وأبو على محمد بن هارون بن شُعيب الأنصاري بدمشق، وأبو عيسى بكار بن أحمد، أحد القُرَّاء المُتْقِنين ببغداد.
1 مدينة كبيرة بين حدِّ فارس والأهواز.
أحداث سنة أربع وخمسين وثلاثمائة:
الاحتفال بعاشوراء:
فيها: عُمِلَ يوم عاشوراء ببغداد مأَتَمُ الحسين كالعام الماضي1:
وثوب غلمان سيف الدولة على غلامه:
وفيها: وثبت غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير وضربوه بالسيوف، وكان أكبر غلمانه ومقدّم جيشه.
سيف الدولة يملك خلاط:
وسار سيف الدولة إلى خِلاط2 فملكها وكانت لنجا.
1 المنتظم "7/ 23".
2 وهي قصبة أرمينية الوسطى.
وفاة أخت معز الدولة:
وفيها: تُوُفِّيت أخت مُعِزّ الدولة ببغداد، فنزل المطيع في طيّارة إلى دار مُعِزّ الدولة يعزّيه، فخرج إليه معزّ الدولة ولم يكلّفه الصعودَ من الطيّارة، وقبّل الأرض مَرات، ورجع الخليفة إلى داره1.
بناء ملك الروم لقيسارية:
وفيها: بنى نقفور ملك الروم قَيْساريّة، بناها قريبًا من بلاد المسلمين، وسكنها ليُغِيرَ كلَّ وقت، وترك أبناءه بالقسطنطينية، فبعث أهل طرسوس والمصيصة إليه يسألوه أن يقبل منهم حِمْلًا كل سنة، ويُنْفِذ إليهم نايبًا له يقيم عندهم، فأجابهم، ثم رأي أنّ أهل البلاد قد ضَعُفوا جدًّا، وأنّهم لا ناصر لهم، وأنّهم من القحط قد أكلوا الميتة والكلاب، وأنّه يخرج كل يوم من طرسوس ثلاثمائة جنازة، فبدا له في الإجابة، ثم أحضر رسولهم وقال: مَثَلُكُمْ مِثْل الحّية في الشتاء إذا لحقها البرد ضعُفَتْ وذبلت حتى يظنّ الظانّ أنّها ميّتة، فإذا أخذها إنسان وأحسن إليها ودفّاها انتعشت فلذعته وقتلته، وأنا إنْ أترككم حتى تستقيم أحوالكم تأذَّيت بكم، ثم أحرق الكتاب على رأس الرسول فاحترقت لحيته، وقال: قم، ما لهم عندي إلّا السيف. ثم سار بنفسه إلى المَصِّيصة ففتحها بالسسيف في رجب، وقتل وسبى وأسر ما لا يُحصَى، ثم سار إلى طَرَسوس فحاصرها، فطلب أهلُها أمانًا، فأعطاهم، ففتحوا له، فدخلها، ولقي أهلَها بالجميل، وأمرهم بالخروج منها، وأن يحمل كل واحد من ماله وسلاحه ما أطاق، ففعلوا، وبعث من يَخْفُرُهم إلى أنطاكية، وجعل الجامع إصطَبْلًا لدوابّه، وعمل فيها وفي المَصِّيصة جيشًا يحفظونهما، وأمر بتحصينهما. وقيل: رجع جماعة من أهل المَصِّيصة إليها وتنصّروا2.
وكان السبب في فتح المَصّيصة أنهّم هدموا سُورها بالثقوب، فأشار عليهم رجل بحيث أن يُخْرِجوا الأسارى؛ ليعطف عليهم الملك نقفور، فأخرجوهم، فعَّرفه الأسارى بعدم الأقوات، وأطمعوه في فتحها، فزحف عليها، ولقد قاتل أهلها في الشوارع حتى أبادوا من الروم أربعة آلاف، ثم غلبوهم بالكثرة وقتلوهم، وأخذوا من أعيانهم
1 انظر المنتظم "7/ 23".
2 انظر الكامل "8/ 560".
مائة ضربوا رقابهم بإزاء طرسوس، فأخرج أهل طَرَسُوس مَن عندهم من الأسرى فضربوا أعناقهم على باب البلد، وكانوا ثلاثة آلاف1.
خروج ركب الحج:
وفيها: حجّ الركب من بغداد.
وفاة أبي الطيب المتنبي:
وفيها: تُوُفّي شاعر زمانه أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المتنّبي، عن نيّف وخمسين سنة، قُتِلَ بين شيراز وبغداد، وأُخِذَ ما معه من الذهب.
اشتداد الحصار على أهل طرسوس وسقوطها:
ومن بقايا سنة أربع اشتدّ الحصار كما ذكرنا على مدينة طَرَسُوس، وتكاثرت عليهم جموع الروم، وضعُفَتْ عزائمهم بأخذ المَصِّيصة، وبما هم عليه من القِلّة والغلاء، وعجز سيف الدولة عن نجدتهم، وانقطعت الموادّ عنهم، وطال الحصار وخُذِلوا، فراسلوا نقفور ملك الروم في أن يُسلّموا إليه البلد بالأمان على أنفسهم وأموالهم، واستوثقوا منه بأيمان وشرائط.
ودخل طائفة من وكلاء الروم فاشتروا منهم من البَزّ الفاخر والأواني المخروطة، واشتروا من الروم دوابَّ كثيرة تحملهم، لأنه لم يبق عندهم دابّة إلا أكلوها، وخرجوا بحريمهم وسلاحهم وأموالهم، فوافى فتح الثمليّ من مصر في البحر في مراكب، واتّصل بملك الروم خبرُهُ، فقال لأهل طَرَسوُس: غدرتم! فقالوا: لا والله، لو جاءت جيوش الإسلام كلها، فبعث إلى الثمليّ: يا هذا لا تُفْسِد على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل نقفور دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة، وَخَفرهم بجيشه حتى حصّلوا ببغراس، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها، ثم دخلت الروم مدينة طَرَسُوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إِصْطَبْلًا2.
غزو سيف الدولة في بلاد الروم:
وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرْزَن3 وأرمينية، وحاصر بَدْلِيس وخلاط، وبها أَخَوَا نجا غلامه عَصَيَا عليه، فتملّك المواضع ورَدَّ إلى مَيّافارقين. وعمد أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا: نُداري ببيت المال ملكَ الروم، أو ننزح عن أنطاكية، فلا مُقام لنا بعد طَرَسُوس، ثمّ إنّهم أمَّروا عليهم رشيق النَّسَيْمِيّ الذي كان على طَرَسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقرّر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهمًا، والأمر لله.
1 انظر المنتظم "7/ 24".
2 انظر المنتظم "7/ 24".
3 مدينة قرب خلاط من أعمر نواحي أرمينية.