الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دِمْشَقَ، بِوَصِيَّةِ الْمَلَكِ أَحْمَدَ بْنِ الْمَلِكِ النَّاصِرِ صَلاحِ الدِّينِ، وَمَرَّ بها عَلَى دُنَيْسَرَ، فَأَقَامُوا بِهَا مُدَّةً، وَسَمِعَ أَهْلُ دُنَيْسَرَ مِنْهُمَا وَمِنْهُ.
هُوَ مِنْ رُفَقَائِنَا، لَمْ يتَّفِقْ لِي مَا أَرْويِهِ عَنْهُ.
21- أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُبَارَكُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ مُحَمَّدِ] بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، الْمَعْرُوفُ بِابْنَ الأَثِيرِ:
عالمٌ فاضلٌ ذُو فُنُونٍ فِي عُلُومِ الْحَدِيثِ؛ وَالآدَابِ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ التَّرْتِيبُ وَالتَّصْنِيفُ، ذُو الْمَنَاصَبِ وَالْمَرَاتِبِ، وَالْكِتَابَةِ عِنْدَ الْمُلُوكِ وَالسَّلاطِينِ.
كَانَ فِي خِدْمَةِ السُّلْطَانِ نُورِ الدَّينِ أَتَابِكْ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ، وَقَدِمَ فِي عَسْكَرِهِ إِلَى دُنَيْسَرَ، فَسَمِعْتُ مِنْهُ بِظَاهِرِهَا، وَتَأَخَّرَ ذِكْرُهُ إِلَى هَاهُنَا لِنُزُولِ رِوَايَتِهِ لَنَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُبَارَكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِظَاهِرِ دُنَيْسَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَبْدِ الله محمد بن مُحَمَّدُ بْنُ سَرَايَا، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ الصُّوفِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبُرُجُودِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْقَبْرِ وَالرَّوْضَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ بِهَمَذَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ الْبُوشَنْجِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ الْحَمَوِيُّ السَّرْخَسِيُّ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفِرْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ.
أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جاريةٍ، فَعَرَضُوا الأَرْشَ، وَطَلَبُوا الْعَفْوَ؛ [فَأَبُوا] فَأَتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ بِالْقَصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا. قَالَ: يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقَصَاصُ. فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ أَبَرَّهُ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ عَوَالِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ.
وَقَدْ سَمِعْنَاهْ أَعْلَى مِنْ طريقٍ آخَرَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْعَطَّارُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْحَرِيمِ الطَّاهِرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَايِمِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَاسِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ النَّضْرِ عَمَّتَهُ لَطَمَتْ جَارِيَةً، فَكَسَرَتْ سِنَّهَا، فَعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الأَرْشَ، فَأَبُوا، فَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبُوا، فَأَتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُمْ بِالْقَصَاصِ.
فَجَاءَ أَخُوهَا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُكْسَرُ سِنُّ الرُّبَيِّعِ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا تُكْسَرُ سِنُّهَا. قَالَ:((يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقَصَاصُ)) ، فَعَفَا الْقَوْمُ.