الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَابِ السَّادِسُ فِي ذِكْرِ بَعْضِ أَهْلِ الأَدَبِ مِمَّنْ سَكَنَهَا، أَوْ نَزَلَ أَوْ مَرَّ بِهَا
وَفِيهِ فصولٌ ثَلاثَةٌ:
الْفَصْلُ الأَوَّلُ فِي ذِكْرِ نُخبَةِ مَنْ نَزَلَ بِهَا مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ وَالإِنْشَاءِ
41- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْتَرِ بْنِ ثَابِتٍ الْحَلَّوِيُّ:
قَرَأَ الْكَثِيرَ مِنَ اللُّغَةِ عَلَى أَبِي الفتح ابن النَّقِيبِ التِّكْرِيتِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَقَدْ أَنْشَأَ الْكَثِيرَ مِنْ أَنْوَاعِ الإِنْشَاءِ، كَالْخُطَبِ وَمَجَالِسِ الْوَعْظِ، وَالرَّسَائِلِ وَالشِّعْرِ الْكَثِيرِ فِي الْمَدْحِ وَالْغَزَلِ، وَمَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَالْهِجَاءِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، عَلَى
طَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ، كَالتَّجْنِيسِ وَلُزُومِ مَا لا يَلْزَمُ، وَغَيْرِهِمَا؛ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ إِنْشَائِهِ، أَوْ قُرِئَ عَلَيْهِ، أَظْهَرَ الْفَرَحَ وَصَفَّقَ، وَرُبَّمَا نَهَضَ قَائِمًا أَوْ سَجَدَ، والذي ظهر لي أن ذَلِكَ لَيْسَ لفرطٍ إِعْجَابِهِ بِإِنْشَائِهِ، بَلْ هُوَ شيءٌ كَانَ يَتَكَلَّفُهُ، وَلَمْ أَعْلَمْ غَرَضَهُ مِنْهُ.
سَمِعَ غَرِيبَ الْحَدِيثَ لأَبِي عُبَيْدٍ مِنْ أبي عبد الله ابن خَمِيسٍ الْمَوْصِلِيِّ.
سَكَنَ دُنَيْسَرَ مُدَّةً، فَقَرَأْنَا عَلَيْهِ بِهَا كَثِيرًا مِنَ اللُّغَةِ، وَمِنْ إِنْشَائِهِ فِي الْخُطَبِ وَالْوَعْظِ وَالرَّسَائِلِ، وَأَنْشَدَنَا كَثِيرًا مِنْ شِعْرِهِ، وَعَلَّقْنَا مِنْهُ فَوَائِدَ، وَرَوَى لَنَا الْحَدِيثَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَلَّوِيِّ، بِالْمَدْرَسَةِ الشِّهَابِيَّةِ بِدُنَيْسَرَ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَمِيسٍ الْمَوْصِلِيُّ، قِرَاءَةً عَلِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِي بْنِ زَكَرِيَّا الطُّرَيْثِيثِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَادَا، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
((مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَايَعُوا فِي الْكَذِبِ، كَمَا يَتَتَايَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ)) .
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ((التَّتَايُعُ: التَّهَافُتُ فِي الشَّرِّ، وَالْمُتَايَعَةُ عَلَيْهِ، يُقَالَ لِلْقَوْمِ: قَدْ تَتَايَعُوا فِي الشَّرِّ، إِذَا تَهَافَتُوا فِيهِ، وَسَارَعُوا إِلَيْهِ)) .
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي الْخَيْرِ، إِنَّمَا سَمِعْنَاهُ فِي الشَّرِّ.
وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّ عَلِيًّا أَرَادَ أَمْرًا فَتَتَايَعَتْ عَلَيْهِ الأُمُورُ فَلَمْ يَجِدْ مَنْزَعًا، يَعْنِي فِي أَمْرِ الْجَمَلِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ فِي الرَّجُلِ يُوجَدُ مَعَ الْمَرْأَةِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَاهُ هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ:
لَمَّا نَزَلَتْ {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شهادةً أبداً} قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ رَأَى رجلٌ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا، فَقَتَلَهُ تَقْتُلُونَهُ [بِهِ] ؟ وَإِنْ أَخْبَرَ بِمَا رَأَى جُلِدَ ثَمَانِينَ؟ أَفَلا يَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
((كَفَى بِالسَّيْفِ شا)) .
قَالَ: أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: شَاهِدًا، ثُمَّ أَمْسَكَ، فَقَالَ:
لَوْلا أَنْ يَتَتَايَعَ فِيهِ السَّكْرَانُ وَالْغَيْرَانُ.
قَالَ: أَبُو عُبَيْدٍ: كَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ السَّيْفَ شَاهِدًا، فَيَحْتَجُّ بِهِ الْغَيْرَانُ وَالسَّكْرَانُ فَيَقْتُلُوا.. .. ..