الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
45-[عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ رُخَامٍ، أَبُو حَفْصٍ الْكَاتِبُ، الْخُوجِسْتَانِيُّ الأَصْلِ، الدنيسري المولد]
.. .. .. وأن أذكر هاهنا شيئاً من غير رِوَايَتِي عَنْهُ:
نَقَلْتُ مِنْ خَطِّهِ رحمه الله وَتَجَاوَزَ عَنْهُ، مِنْ شعره:
أَمِنْتُ بدارٍ خَوْفُهَا دُونَ أَمْنِهَا
…
وَمَنْ ذَا الَّذِي فِي الْخَوْفِ يعتاده الأمن
وقد شعفت نَفْسِي بِحُسْنِ محجبٍ
…
أَحَسَّتْ بِمَعْنَاهُ وَمَا ظَهَرَ الْحُسْنُ
فَمَنْ عَلَّمَ الْقَلْبَ الْمَحَبَّةَ وَالْهَوَى
…
وَلا نَظَرَتْ عينٌ، وَلا سَمِعَتْ أُذْنُ
فَهَلْ عِنْدَهُ مِنْ لَمْحَةِ الْغَيْبِ خطرةٌ
…
أَفَادَتْهُ هَذَا أَمْ أُطِيفَتْ بِهِ الْجِنُّ
وَحَرَّكَتْنِي بِالذِّكْرِ حَتَّى كَأَنَّنِي
…
حَمَامَةُ غصنٍ يَرْجَحِنُّ بِهَا الْغُصْنُ
فَلا تُفْسِدَنْ مِيزَانَ فِكْرِي بِذِكْرِهِمْ
…
فَفِي كَثْرَةِ الأَلْفَاظِ يَنْفَسِدُ الْوَزْنُ
وَلا تُحْزِنَنِّي بِالْغِنَاءِ فَإِنَّنِي
…
أَرَى طَرَبَ الْعُقَّالِ غَايَتُهُ الْحُزْنُ
وَنَقَلْتُ مِنْ خَطِّهِ فِي ذَمِّ الْغُرْبَةِ له أيضاً:
إِذَا كُنْتَ فِي دارٍ فَلا تَبْغِ غَيْرَهَا
…
فَفِي غُرْبَةِ الْمَرْءِ الْمَذَلَّةُ وَالْخَسْفُ
فَلَوْلا مَسِيرُ الْبَدْرِ مَا عَادَ نَاقَصًا
…
وَلَوْلا اضْطِرَابُ الشَّمْسِ مَا شَانَهَا الْكَسْفُ
وَلَهُ، نقلته من خطه:
إِذَا لَمْ تَكُنْ ذَا قوةٍ وشجاعةٍ
…
وبطشٍ، فَلا تَبْرُزْ لخلقٍ معاديا
ولا ترم بالبغضاء شهماً وَإِنْ بَدَا
…
لَكَ اللِّينُ مِنْهُ مُسْتَسِرًّا وَبَادِيَا
وَلا تَحْسَبَنْ لِينَ الْكَلامِ مَذَلَّةً
…
فَكَمْ مازجٍ بِالشُّهْدِ سُمَّ الأَفَاعِيَا
وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ، لَهُ أَيْضًا، وَأَنْشَدَنِيهَا بَعْضُ أَصْدِقَائِي عنه:
بَدَتْ فِي سَمَاءِ الْقَلْبِ أَقْمَارُ حُبِّكُمْ
…
فَفَاضَتْ لَهُ الأَنْوَارُ مِنْ غَيْرِ مَطْلَعِ
تَخَيَّرْتُ فِي الدُّنْيَا هُوَاكُمْ وَإِنَّنِي
…
إِلَيْكُمْ غَدًا فِي مَوْقِفِ الْحَشْرِ مَرْجَعِي
عَلِمْتُ بِأَنَّ الْمَرْءَ مَعَ مَنْ أَحَبَّهُ
…
فَأَحْبَبْتُكُمْ حَتَّى تَكُونُوا غَدًا مَعِي
وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ، لَهُ أَيْضًا:
قَالُوا: نَرَاكَ عَلَى الصَّبَابَةِ سَاكُنًا
…
كَالصَّخْرِ أَعْيَتْ قَارِعِيهِ صَفَاتُهُ
دَعْوَى الْمُحِبِّ هَوًي وَصَبْرًا باطلٌ
…
وَدَلِيلُهُ شَكْوَاهُ أَوْ زَفَرَاتُهُ
كَالْبَحْرِ إِنْ شُحِنَتْ حُشَاهُ حَرَارَةً
…
جَاشَتْ عَلَى صَفَحَاتِهِ مَوْجَاتُهُ
فَأَجَبْتُهُمْ: إِنْ كُنْتُ أَسْتُرُ عَنْكُمُ
…
وَجْدِي، فَقَدْ ظَهَرَتْ لَكُمْ آيَاتُهُ
حُمِّلْتُ أَثْقَالَ الْغَرَامِ فَسَكَّنَتْ
…
قَلَقِي، فَلَمْ تَظْهَرْ عَلَيَّ صِفَاتُهُ
وَكَذَلِكَ الشَّيْءُ الْقَوِيُّ إِذَا طَرَا
…
فَوْقَ الضَّعِيفِ تَعَطَّلَتْ حَرَكَاتُهُ
ونقلته من خطه:
عَرِيتُ كَمَا تَعْرَى الْغُصُونُ مِنَ الصِّبَا
…
فَهَلا مُصَابِي فِي الْخُطُوبِ مُصَابُهَا
وَلَكِنَّهَا تُكْسَى وَتَزْدَادُ جِدَّةً
…
وَجِدَّةُ عُمْرِي لا يُرَامُ اكْتِسَابُهَا
وَتَشْدُو عَلَيْهَا السَّاجِعَاتُ وَهَامَتِي
…
عَلَى هَامَتِي تَبْلَى وَيَنْعَى غُرَابُهَا
وَيُسْكِرُهَا صَوْبُ الْغَمَامِ، وَسَكْرَتِي
…
مِنَ الْحُزْنِ لا يَنْجَابُ عَنِّي سَحَابُهَا
وَتُطْرِبُهَا رِيحُ الصَّبَا فَتَهُزُّهَا
…
وَهَزَّةُ عِطْفِي عَزَّ لِلدَّهْرِ بَابُهَا
وَقَدْ خَالَفَتْنِي فِي الأُمُورِ وَخَالَفَتْ
…
مُخَالَفَتِي، حَتَّى مشيبي شبابها
ومن شعره:
لِي بِالْحِمَى النَّجْدِيِّ أَشْجَانُ
…
وَفِي الْهَوَى الْعُذْرِيُّ لِي شَانُ
يَا شَجَرَ الرَّنْدِ وَبَانَ الْغَضَا
…
أَيْنَ الْغَضَا وَالرَّنْدُ وَالْبَانُ؟
لَمْ يَبْقَ لِي بَعْدَ لَيَالِي الْحِمَى
…
إِلا صباباتٌ وَأَشْجَانُ
يَا دَهْرُ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ غلطةٍ
…
تُعِيدُ أَحْبَابِي كَمَا كَانُوا
مَا رَجَّعَتْ وَرْقَاءُ في بانةٍ
…
تندب أخباباً لَهَا بَانُوا
إِلا بَكَيْتُ الْحَيَّ حَتَّى لَقَدْ
…
سَالَ مِنَ الآمَاقِ غُدْرَانُ
إِنْ كَانَ لِلوُرْقِ عَلَى دَوْحِهَا
…
سجعٌ وترجيعٌ وَأَلْحَانُ
فَلِي عَلَى سُكَّانَ وَادِي الْغَضَا
…
وَجْدٌ وتفجيعٌ وَأَشْجَانُ
آهٍ عَلَى عيشٍ لَنَا بِالْحِمَى
…
وَلَّى وَعُودُ الْوَصْلِ رَيَّانُ
سَقَى لَيَالِينَا عَلَى رامةٍ
…
أَوْطَفَ هَامِي النَّوُّ هَتَّانُ
فَلِي بِأَعْلَى السَّفْحِ مِنْ رامةٍ
…
أَحْوَى غَرِيرُ الطَّرْفِ فَتَّانُ
كَأَنَّمَا أَتْحَفَهُ لِلْوَرَى
…
مِنْ جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ رَضْوَانُ
فَآهًا له من تائهٍ معرضٍ
…
تَفَنِّي اللَّيَالِي وَهْوَ غَضْبَانُ
لِلَّهِ مَا أجورٍ حُكْمَ الْهَوَى
…
لَهُ عَلَى الْعُشَّاقِ سُلْطَانُ
أَهْوَنُهُ الْمَوْتُ وَيَا رُبَّمَا
…
هَوَّنَ خَطْبَ الْمَوْتِ هجران
وله أيضاً:
إِنَّ مَنْ أَيْمَنِ السَّدِلَّةِ رِيمًا
…
سَاخِيَ اللَّفْظِ سَاحِيَ الْمُقْلَتَيْنِ
مَشْرَفِيَّ الْقَوَامِ مُخْتَصَرَ الْخَصْرِ
…
رَشِيقًا قَدْ قُدَّ قَدَّ الرُّدَيْنِيِّ
طَالِعًا لِلأَنَامِ مِنْ لَيْلٍ صَدَّ
…
غَيَّهُ هلالٌ عَلَى قَضِيبِ اللُّجَيْنِ
حَلَّ مِنِّي في الطَّرْفَ وَالْقَلْبَ لا الطَّرْفَ
…
وَلا الْقَلْبَ لا وَلا الشُّرْطَيْنِ
وله أيضاً:
لَوْ أَنَّ رِقَّةَ خَدِّهِ فِي قَلْبِهِ
…
لانَتْ عَوَاطُفُ حُبِّهِ لِمُحِبِّهِ
لَكِنَّهُ فِي تِيهِهِ وَدَلالِهِ
…
نَشْوَانُ من سكرات خمرة عجبه
كيف السَّبِيلُ إِلَى عِتَابِ محجبٍ
…
عَنْ عَاشِقِيهِ، مُغَيَّبٍ فِي حُجْبِهِ
سِيَّانَ عِنْدِي وَالْحَبِيبُ ممنعٌ
…
تَرْكُ الْعِتَابِ لَهُ وَكَثْرَةُ عُتْبِهِ
مَنْ مُنْصِفِي فِي تَائِهٍ دَانِي الْجَفَا
…
نَائِي الْوَفَا حُلْوِ التَّعَذُّبِ عَذْبِهِ
متجنبٌ فِي قُرْبِهِ وَبِعَادِهِ
…
فَالْمَوْتُ مِنْ بُعْدِ الْمَزَارِ وَقُرْبِهِ
يَا لَلْعَجَائِبِ مِنْ ظلومٍ جائرٍ
…
يَجْنِي فَيَطْلُبُ عَفْوَةً مِنْ ذَنْبِهِ
ومتيمٍ سَهْلِ الْقِيَادِ مُهَانِهِ
…
مُغْرًى بِمُمْتَنِعِ التَّوَاصُلِ صَعْبِهِ
مَا زَالَ يَسْقِيهِ الْغَرَامَ بِكَأْسِهِ
…
حَتَّى اسْتَطَارَ الْحُبُّ حَبَّةَ لُبِّهِ
يَا قَلْبُ إِنْ عَزَّ الْحَبِيبُ فَدَارُهُ
…
هَذَا الْهَوَى وَالْمَوْتُ أَيْسَرُ خَطْبِهِ
كَمْ قَدْ نَهَيْتُكَ عَنْهُ عِنْدَ حُلُولِهِ
…
فَوَقَعْتَ فِيهِ فَذُقْ مَرَارَةَ غَيِّهِ
وَاخْضَعْ لِمَنْ تَهْوَى وَذِلَّ لَعَلَّهُ
…
عِنْدَ الْخُضُوعِ تَلِينُ قَسْوَةُ قَلْبِهِ
وَلَهُ أَيْضًا حجازي:
سَلِ الْبَانَ عَنْ مَنْ بَانَ مِنْ جِيرَةِ النَّقَا
…
هَلِ اخْضَرَّ عودٌ مِنْ سُلَيْمَى وَأَوْرَقَا
وَقُلْ لأُصَيْحَابِي عَلَى عَذْبِ الْحِمَى
…
عزيزٌ عَلَى الأَيَّامِ أَنْ نَتَفَرَّقَا
أَحِنُّ إِلَى جَوِّ الْحِمَى وَيَشُوقُنِي
…
بُرَيْقٌ عَلَى وَادِي الْعَقِيقِ تَأَلُّقَا
وأَذْكُرُ أَيَّامِي بمنعرجٍ اللِّوَى
…
فَأَبْكِي وَأَسْتَبْكِي الْحَمامَ الْمُطَوَّقَا
أَجِيرَانَنَا بِالأَجْرَعِ الْفَرْدِ إِنَّنِي
…
حَفِظْتُ لَكْمُ عَهْدًا قَدِيمًا وموثقا
عليلكم هل تعلون لَهُ شَفًا
…
وَمَجْنُونُكُمْ هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ رُقَى
أَبَتْ نَارُهُ فِي الْقَلْبِ إِلا تَسَعُّرًا
…
وَمَدْمَعُهُ فِي الْخَدِّ إِلا تَدَفُّقَا
فَمَا حَيلَتِي إِنْ أَصْبَحَ الْقَلْبُ عِنْدَكُمُ
…
أَسِيرًا وَدَمْعُ الْعَيْنِ فِي الْخَدِّ مُطْلَقَا
وَأَصْبَحْتُ أَجْتَابُ الْفَيَافِي مُغَرِّبًا
…
وَأَصْبَحَ وَجْدِي فِي هُوَاكُمْ مُشَرِّقَا
وَلَمْ تُرْضِنِي عَنْكُمْ لُيَيْلاتُ قُرْبِكُمْ
…
فأدعوا إِلَى الرَّحْمَنِ بِالْعَوْدِ وَاللِّقَا
وَلَكِنَّنِي أَرْجُو مِنَ اللَّهِ عَطْفَكُمْ
…
عَلَى مستهام ماله بعدكم بقا
وله أيضاً، ورأيت ذلك بخطه:
أَرُومُ سَتْرًا وَثَوْبُ الْعِشْقِ منخرقٌ
…
وَالدَّمْعُ فِي صَفْحَةِ الْخَدَّيْنِ مُسْتَبِقُ
هَا فَانْظُرُوا سَقَمِي لَمْ يَبْقَ لِي رمقٌ
…
وَالصَّادِقُ الْحُبِّ لا يَبْقَى لَهُ رَمَقُ
لا تُنْكِرُوا فِي الْهَوَى إِنْ صِحْتُ وَاقْلَقِي
…
أَقَلُّ فِعْلِ جِنَايَاتِ الْهَوَى الْقَلَقُ
سُلِبْتُ ثَوْبَ اصْطِبَارِي فِي مَحَبَّتِكُمْ
…
وَاعْتَادَنِي الْمُزْعِجَانِ: الْحُزْنُ وَالأَرَقُ
وَثِقْتُ مِنْكُمْ بِحِفْظِ الْعَهْدِ مِنْ قدمٍ
…
فَإِنْ نَكَثْتُمْ فَوَاوَيْلِي بِمَنْ أَثِقُ
لولا نسيتم الصَّبَا يَجْرِي بِنَشْرِكُمُ
…
عِنْدَ السُّحَيْرِ لَكَادَ الْقَلْبُ يَحْتَرِقُ
تَعَطَّفُوا وَقِفُوا ثُمَّ انْصِفُوا وَصِفُوا
…
وَاسْتَوْصِفُوا كَيْفَ يَصْفُو الْمَشْرَبُ الرَّنِقُ
يَا عَاذلِي أَيْنَ صَبْرِي وَالسُّلُوُّ لَقَدْ
…
ضَاعَ السُّلُوُّ وَسُدَّتْ دُونَهُ الطُّرُقُ
أَنْتَ الخلي وقلبي مغرمٌ دنفٌ
…
إِلَيْكَ عَنِّي كِلانَا لَيْسَ نَتَّفِقُ
مَا تَفْعَلُ الْبِيضُ وَالسُّمْرُ الدِّقَاقُ إِذَا
…
قَامَتْ صُفُوفُ الْوَغَى مَا تَفْعَلُ الْحَدَقُ
عَشِقْتُ مَنْ لا رَأَى تِمْثَالَ صُورَتِهِ
…
بَيْنَ الأَنَامِ بَنُو الدُّنْيَا وَلا عَشِقُوا
خُوَيْطُ بانٍ رَشِيقُ الْقَدِّ طَلْعتُهُ
…
تَكَادُ مِنْ لَمَعَانِ الْحُسْنِ تَأْتَلِقُ
إِذَا تَبَدَّا رَأَيْتُ الشَّمْسَ طَالِعَةً
…
تُضِيءُ مِنْ دُونِهَا الأَقْطَارُ وَالأُفُقُ
وَإِنْ تَثَنَّى رَأَيْتُ الْغُصْنَ مُنْعَطِفًا
…
رَيَّانَ نَمَّ عَلَيْهِ الزَّهْرُ وَالْوَرَقُ
وَإِنْ رَنَا خِلْتُ رِيمَ الرَّمْلِ مُلْتَفِتًا
…
قَدْ رَاعَهُ صائدٌ يَقْتَادُهُ فَرَقُ
وَإِنْ تَكَلَّمَ فَهْوَ الدُّرُّ منتثرٌ
…
وَإِنْ تَبَسَّمَ فَهْوَ الدُّرُّ مُتَّسِقُ
وَإِنْ لَوَى الصُّدْغَ خِلْتُ الْوَرْدَ جَلَّلَهُ
…
طَلٌّ عَلَيْهِ، وَدَارَ الْعَنْبَرُ الْعَبِقُ
أَوْ شَدَّ بَنْدَ الْقَبَا فَالْبَدْرُ فِي فلكٍ الأَزْرَارِ
…
مَنْطِقَةَ الْجَوْزاءِ مُنْتَطِقُ
قَدْ رُصَّعَ الدُّرُّ فِي شَرْبُوشِهِ نَسَقًا
…
فِي دائرٍ حَفَّهُ الإِبْرِيزُ وَالْوَرِقُ
كَأَنَّ نَجْمَ الثُّرَيَّا صِيغَ فَوْقَ سَنَا
…
بَدْرِ الدُّجُنَّةِ إِكْلِيلا لَهُ شَفَقُ
وَأَظْرفُ الظَّرْفِ ذَاكَ الْعَقْلُ مَعَ أدبٍ
…
وَأَحْسَنُ الْحُسْنِ ذَاكَ الْخَلْقُ وَالْخُلُقُ
فِيهِ جَمَالُ حِسَانِ الْحُورِ مجتمعٌ
…
وَحُسْنُهُ فِي حِسَانِ الْحُورِ مُفْتَرِقُ
وَلَهُ أَيْضًا مرثيةٌ يَرْثِي بِهَا قُطْبَ الدِّينِ سُكْمَانَ بْنَ قُرَا أَرْسِلانَ، صَاحِبَ آمِدٍ. أَنْشَدَنِيهَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يوسف الحاجي:
زُلْزِلَ الطَّوْدُ وَخَرَّ الْمَنَارُ
…
وَدَهَى الْبَدْرَ السُّرَى وَالسِّرَارُ
وَقَضَى رَبُّ الْمُنَى وَالَمَنَايَا
…
وَانْقَضَى الْمَجْدُ وَمَاتَ الْفَخَارُ
هَكَذَا تَهْوِي النُّجُومُ الدَّرَاري
…
مِنْ عُلاهَا وَتَغِيضُ الْبِحَارُ
يَا لَهَا دَاهِيَةً مصمئلٌ
…
خَطْبُهَا لَمْ يُغْنِ مِنْهُ الْحِذَارُ
أَظْلَمَتْ أَيَّامُهَا وَاللَّيَالِي
…
وَبَكَتْ أَنْوَاؤُهَا وَالْقِطَارُ
وَلِثَغْرِ الْخَطْبِ فِيهَا افترارٌ
…
وَلِطَرْفِ الْمَجْدِ فِيهَا انْكِسَارُ
إِنَّ سُكْمَانَ رَبِيبُ الْمَعَالِي
…
عَقَرَتْهُ الْخَنْدَرِيسُ الْعُقَارُ
مَلِكُ سَلَّ عَلَى الْخَطْبِ عَضْبًا
…
مُرْهَفًا فَانْفَلَّ مِنْهُ الْغِرَارُ
أَصْبَحَ الْمُلْكُ مداناً مهاناً
…
ماله مُذْ بَانَ عَنْهُ انْتِصَارُ
وَقُصُورُ الْمُلْكِ مِنْهُ خلاءٌ
…
وَرُبُوعُ الْمَجْدِ مِنْهُ قِفَارُ
عُلِّمَتْ آمِدُ مِنْ قَبْلِ هَذَا
…
فَقْدَهُ وَالْعُمْرُ ثوبٌ مُعَارُ
وَلِهَذَا أُلْبِسَتْ ثَوْبَ حُزْنٍ
…
فِيهِ لِلرَّائِي وقارٌ وَقَارُ
إِنَّ فِي لَئْلائِهَا شَمْسُ دُجًى
…
بَانَ مِنْهُ فِي دُجَاهَا نَهَارُ
قَدْ بَكَتْهُ الدَّارُ وَالْقَصْرُ بادٍ
…
حَزَنًا لِلْمَرْءِ فِيهِ اعْتِبَارُ
كَانَ لِلدُّنْيَا وَقَدْ بَانَ عَنْهَا
…
وَبَنُو الدُّنْيَا إِلَيْهِ افْتِقَارُ
غَابَ فَالْوَحْشَةُ فِيهَا لباسٌ
…
وَلُبَاسُ الْحُزْنِ فِيهِمْ شِعَارُ