الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الباء الموحدة
فِي أسماء الحكماء
بُرقلس ديدوخس أفلاطوني من أهل أطاطولة وهو بُرقلس القائل بالدهر الَّذِي تجرد للرد عَلَيْهِ يحيى النحوي بكتاب كبير صنفه فِي ذَلِكَ وهو عندي ولله الحمد والمنة عَلَى كل خير وذكر يحيى النحوي فِي المقالة الأولى من الرد عَلَيْهِ أنه كَانَ فِي وكان دقلطياتوس القبطي وَكَانَ برقلس متكلماً عالماً بعلوم القوم أحد المتصدرين فِيهَا.
وله تصانيف كثيرة فِي الحكمة منها. كتاب حدود أوائل الطبيعيات. كتاب شرح أفلاطون أن النفس غير مائتة ثلاث مقالات. كتاب الثاؤلوجيا وهي الربوبية. كتاب تفسير وصايا فيثاغورس الذهبية. كتاب برقلس ويسمى ديادوخس أي عقيب أفلاطون فِي العشر المسائل. كتاب فِي المثل الَّذِي قاله أفلاطون فِي كتابه المسمى غرغياس سرياني. كتاب برقلس الأفلاطوني الموسوم باسطوخوسيس الصغرى وغيرها.
قال المختار بن عبدون بن بطلان الطبيب النصراني البغدادي أن برقلس هَذَا كَانَ من أهل اللاذقية وابن بطلان كثير المطالعة لعلوم الأوائل وكتبهم وأخبارهم غير منهم فيما ينقله.
بطليموس الغريب هَذَا رجل حكيم فِي وقته فيلسوف ببلاد الروم فِي زمانه لَيْسَ هو مؤلف المجسطي وَكَانَ هَذَا يوالي أرسطوطاليس ويحبه وينتصر لَهُ عَلَى من عاداه ويفيد علومه لمن طلبها وَكَانَ لَهُ ذكر فِي أوانه واشتهار بهذا الشأن والبطالسة من الملوك والعلماء جماعة وكانوا يخصصون كل واحد بصفة زائدة عَلَى التسمية ليتميز بِهَا ومن كثرة عناية هَذَا الحكيم بأرسطوطاليس صنف. كتاب أخبار أرسطوطاليس ووفائه ومراتب كتبه.
برانيوس هَذَا فيلسوف رومي مذكور فِي زمانه بهذا الشأن بَيْنَ أهل عصره يتعرض لشرح كتب أرسطوطاليس وذكره المترجمون فيمن شرح شيئاً من ذَلِكَ.
بقراط بن إبراقلس إمام فهم معروف مشهور معنى ببعض علوم الفلسفة وهو سيد الطبعيين فِي عصره وَكَانَ فبل الإسكندر بنحو مائة سنة وله فِي الطب تآليف شريفة موجزة الألفاظ مشهورة فِي جميع العالم بَيْنَ المتعنين بعلم الطب ويقال أنه من أهل اسقلبياذس قلت إن كَانَ من ولد اسقلبيوذس الثاني فممكن وإن كَانَ من الأول فمستحيل لأن الجم الغفير من المؤرخين عَلَى أن النسل انقطع بالطوفان إِلَاّ من ولد نوح وهم سام وحام ويافث وإذا صح مَا ذكر بَيْنَ زمن اسقلبيوس الأول وبين زمن بقراط وهو آلاف سنين كَانَ اسقلبيوس قبل الطوفان وَقَدْ انقطع نسله بِهِ فلا سبيل لأحد أن ينسب إِلَيْهِ بوجه إِلَاّ من ينكر عموم الطوفان من الطوائف القائلة بذلك والله أعلم وَكَانَ مسكنه بمدينة فيروها وهي مدينة حمص من بلاد الشام وَكَانَ يتوجه إِلَى دمشق ويقيم فِي غياضها للرياضة والتعلم والتعليم وَفِي بساتينها موضع يعرف بصفة بقراط إِلَى الآن وَكَانَ فاضلاً متألهاً ناسكاً يعالج المرضى احتساباً طوافاً فِي البلاد جوالاً عَلَيْهَا وَكَانَ فِي زمن اردشير من ملوك الفرس وهو جد دارا وذكر جالينوس فِي رسالته الَّتِي ترجمها عن الفاضل بقراط أن اردشير دعاه إِلَى معالجته من مرض عرض لَهُ فأبى عَلَيْهِ إذ كان أردشير عدواً لليونانيين وأن ملكين من ملوك يونان دعاه كل واحد منهما إِلَى علاج نفسه فأجابهما إِلَى ذَلِكَ إذ كانا حسني السيرة ولما عوفيا من مرضيهما لَمْ يقم عندهما تنزهاً عن الدنيا وأهلها وقيل أن أردشير لما اشتد مرضه بذل لبقراط ألف قنطار من الذهب عَلَى أن يحضر إِلَيْهِ ويعافيه من مرضه فأبي عَلَيْهِ بقراط وَلَمْ يجب سؤاله وذكر أن أفليمون صاحب الفراسة كَانَ يزعم فِي زمانه أنه يستدل بتركيب الأسنان عَلَى أخلاق نفسه فاجتمع تلاميذ بقراط وقال بعضهم لبعض هل تعلمون فِي زماننا هَذَا أعلم من هَذَا المرء يعنون بقراط فقالوا لا
فقالوا تمتحن بِهِ أفلاطون فيما يدعي من الفراسة فصوروا صورة بقراط ثُمَّ نهضوا بِهَا إِلَى أفليمون وكانت يونان تحكم الصورة بحيث تحكيها عَلَى الوجه فِي قليل أمرها وكثيره وسبب ذلك أنهم كانوا يعظمون الصورة ويعبدونها فأحكموا لذلك التصوير وكل الأمم تبع لهم فِي ذَلِكَ ويظهر التقصير من التابعين فِي التصوير ظهوراً بيناً فلما حضروا عند أفليمون وقف عَلَى الصورة وتأملها وأنعم النظر فِيهَا ثُمَّ قال هَذَا رجل يحب الزنا وهو لا يدري من هو المصور فقالوا كذبت هَذِهِ صورة بقراط فقال لا بد لعلمي أن يصدق فاسألوه فلما رجعوا إِلَى بقراط أخبروه الخبر فقال صدق أفليمون أحب الزنا ولكنني أملك نفسي.
ولبقراط فِي صدور كتبه وصايا جميلة من التحنن والشفقة عَلَى النوع وتطهير الأخلاق من الكبر والعجب والحسد ولما كَانَتْ كتب بقراط أقدم كتب الطب المنقولة إلينا وهو أشهر الأطباء الَّذِين انتهت إليهم صناعة الطب وَكَانَ بعده فِي الشهرة جالينوس رأيت أن أذكر أول الطب ومن تكلم عَلَيْهِ وَمَا قاله الناس فِي أوليته ثُمَّ أسوقه إِلَى زمن بقراط إن شاء الله تعالى.
اختلف فِي أول من استنبط الطب وَفِي أول الأطباء قال إسحاق بن حنين فِي تاريخه قال قوم ان أهل مصر استخرجوا الطب والسبب فِي ذَلِكَ أن امرأة كَانَتْ بمصر وَكَانَتْ شديدة الحزن والهم مبتلاة بالغيظ ومع ذَلِكَ كَانَتْ ضعيفة المعدة وصدرها مملوء أخلاطاً وَكَانَ حيضها محتبساً فاتفق أن أكلت الراسن بشهوة منها لَهُ فذهب عنها جميع مَا كَانَ بِهَا ورجعت إِلَى صحتها وجميع من كَانَ بِهِ شيء مما بِهَا استعمله وبرأ بِهِ واستعمل الناس التجربة عَلَى سائر الأوجاع.
وقال آخرون أن هرمساً استخرج جميع الصنائع والفلسفة والطب مما استخرجه هو وبعضهم يقول أن أهل قوس ويقال استخرجوها وبعضهم يقول ذَلِكَ أن الأدوية الَّتِي ألفتها القابلة للملك الذي كَانَ لَهَا وبعض يقول المستخرج لَهَا السحرة وقيل أهل بابل وقيل أهل فارس وقيل الهند وقيل اليمن وقيل الصقالبة.
فأما يحيى النحوي الإسكندري فإنه ذكر فِي تاريخه عَلَى الولاء من تولي
الطب رئاسة إِلَى زمن جالينوس ومانوا ثمانية وهم اسقلبيوس الول. غورس. ميلس. برمانيذس. أفلاطون الطبيب. اسقلبيوس الثاني. بفراط. جالينوس.
قال يحيى النحوي وعدد السنين منذ وقت ظهر فِيهِ اسقلبيوس الأول إِلَى وفاة جالينوس خمسة آلاف وخمسمائة وستون سنة وبين هَذِهِ السنين فترات بَيْنَ كل واحد من الرؤساء الثمانية وبقراط رأس الأطباء فيزمانه وهو من تلاميذ اسقلبيوس الثاني لما مات اسقلبيوس خلف ثلاثة تلاميذ وهم ماغاريس وفارخس وبقراط فلما مات ماغاريس وفارخس انتهت الرئاسة إِلَى بقراط قال يحيى النحوي الإسكندري الأسقف بِهَا فِي أول الإسلام بقراط وحيد دهره الكامل الفاضل المبين المعلم لسائر الأشياء الَّذِي يضرب بِهِ المثل الطبيب الفيلسوف وبلغ بِهِ الأمر إلى أن عبده الناس وسيرته طويلة وقوى صناعة القياس والتجربة قوة عجيبة لا يتهيأ لطاعن أن يتكلم فِيهَا وهو أول من علم الغرباء الطب وجعلهم شبيهاً بأولاده لما خاف عَلَى الطب أن يفنى من العالم كما ذكر ذَلِكَ فِي كتاب عهده إِلَى الأطباء الغرباء الذين علمهم مَا دعاه إِلَى ذَلِكَ وذكر غير يحيى النحوي أن بقراط كَانَ فِي أيام بهمن بن أردشير وَكَانَ بهمن قَدْ اعتل فأنفذ إلى أهل بلد بقراط يستدعيه فامتنعوا من ذَلِكَ وقالوا إن خرج بقراط من مدينتنا خرجنا بأجمعنا وقتلنا فرق لهم بهمن وأقره عندهم وظهر بقراط سنة ست وتسعين لبخت نصر وهي سنة عشرة لملك بهمن.
وقال يحيى النحوي وبقراط هو السابع من الثمانية الذين من اسقلبيوس الأول مخترع الطب على الولاء وجالينوس الثامن وإليه انتهت الرئاسة وَلَمْ يلقه جالينوس بل كَانَ بَيْنَهما ستمائة وخمس وستون سنة وعاش بقراط خمساً وتسعين سنة منها طبياً ومتعلماً. ست عشرة سنة وعالماً ومعلماً تسعاً وسبعين سنة وخلف من الأولاد لصلبه ثلاثة وهم ناسلوس. دارقن. ماثاريسا. وهي ابنته وَكَانَتْ أبرع من ابنيه ومن ولد ولد بقراط من ناسلوس وبقراط بن دارقن ونقل من خط إسحاق عاش بقراط اسعين سنة.
ومن تلاميذ بقراط لاذن. ماسرجس. ساوري. فولوس. وهو أجل تلاميذه وخليفته اسطاث غورس.
أسماء المفسرين لكتب بقراط بعده إِلَى أيام جالينوس سنبلقيوس. نسطاس. ديقوريدس الأول. طيماؤس الفلسطيني. مانطياس. ارسراطس الثاني القياسي. بلاذيوس. ونقل تفسير الفصول جالينوس.
ذكر مَا فسره جالينوس من كتب بقراط. كتاب عهد بقراط تفسير جالينوس ترجمه حنين من اليونانية وأضاف إِلَيْهِ شيئاً من جهته وعيسى ين يحيى إِلَى العربية. كتاب الفصول تفسير جالينوس ترجمه حنين إِلَى العربية وترجم عيسى التفير إِلَى العربية. كتاب الكسر تفسير جالينوس ترجمه حنين إِلَى العربية لمحمد بن موسى أربع مقالات. كتاب الأمراض الحادة تفسير جالينوس وهو خمس مقالات والذي ترجمه إِلَى العربي عيسى بن يحيى ثلاث مقالات. كتاب جراحات الرأس مقالة واحدة. كتاب ابيذيميا سبع مقالات وفسره جالينوس الأولى فِي ثلاث مقالات والثانية فِي ثلاث مقالات والثالثة فِي ثلاث مقالات والرابعة والخامسة والسابعة لَمْ يفسرها جالينوس فأما السادسة وهي ثمان مقالات فسر ذَلِكَ إِلَى العربي عيسى بن يحيى. كتاب الأخلاط تفسير جالينوس ثلاث مقالات نقلها عيسى بن يحيى إِلَى العربي لأحمد بن موسى. كتاب قاصيطرون تفسير جالينوس ثلاث مقالات ترجمه حنين إِلَى العربية لمحمد بن موسى. كتاب الماء والهواء تفسير جالينوس ثلاث مقالات ترجم حنين اثنتين إِلَى العربية والتفسير حُبيش بن الحسن. كتاب طبيعة الإنسان تفسير جالينوس ثلاث مقالات فسر الفص حنين إِلَى العربي وتولى التفسير عيسى بن يحيى.
بواس حكيم يوناني طبيعي قديم العهد مشهور الذكر نقل الأطباء قوله فِي كتبهم إِلَاّ أنه كَانَ ضعيف النظر فِي ذَلِكَ لأن هَذِهِ الصناعة فِي وقته لَمْ تكن محققة كتحقيقها فِي الزمن الأخير وقد رد عَلَيْهِ أرسطوطاليس كلامه فِي أثناء كتبه فِي الطبيعيات بحجج واضحة وتبعه فِي الرد عَلَيْهِ جالينوس أيضاً وأوضح حجج الرد ووجوه البراهين.
بطليموس القلوذي هو صاحب كتاب المجسطي وغيره إمام فِي الرياضة كامل فاضل من علماء يونان كَانَ فِي أيام أندرياسيوس وَفِي أيام أنطميوس من ملوك الروم وبعد أبرخس بمائتين وثمانين سنة وكثير من الناس ممن يدعي المعرفة بأخبار الأمم بخيله أحد البطالسة وربما قيل البطالمة اليونانيين الذين ملكوا الإسكندرية وغيرها بعد الإسكندر وذلك غلط بَيْنَ وخطأ واضح لأن بطليموس ذكر فِي كتاب المجسطي فِي النوع الثامن من المقالة الثالثة منه الجامعة لجميع حركات الشمس وأرصادها وسائر أحوالها أنه رصد فِي سنة تسع عشرة من سني اذريانوس فذكر أنه تجمع فِي أول سني بخت نصر إِلَى وقت هَذَا الاعتدال الخربقي ثمانمائة سنة وتسع وسبعون سنة وستة وستون يوماً وست ساعات وجزأ هَذِهِ السنين فقال أنه يجتمع من أول سني بخت نصر إِلَى موت الإسكندر يعني أول ملوك الروم مائتي سنة وأربع وتسعون سنة ومن أول سنة من سني ملك أوغسطس إِلَى وقت الرصد الخربقي المذكور مائة سنة وإحدى وستون سنة وسن وستون يوماً وساعتان فبين هَذَا التفصيل والتجميل حقيقة وقته وأن عصره كَانَ بعد عصر أوغوسطس بمائة سنة وإحدى وستين سنة وأجمع أهل العلم بأخبار الأمم السالفة والمعرفة بتواريخ الأجيال الخالية أن أوغوسطس هَذَا ملك رومي وأنه تغلب عَلَى قلوبطرة آخر ملوك البطالسة اليونانيين وَكَانَ امرأة أعني قلوبطرة وإن بتغلبه عَلَيْهَا انقرض ملك اليونانيين من الدنيا وَفِي هَذَا بيان خطأ من ظن أنه من الملوك البطالسة وَفِي هَذَا كفاية إِن شاء الله تعالى وإلى بطليموس هَذَا انتهى علم حركات النجوم ومعرفة أسرار الفلك وعنده اجتمع مَا كَانَ متفرقاً من هَذِهِ الصناعة بأيدي اليونانيين والروم وغيرهم من ساكني أهل الشق المغربي من الأرض وبه انتظم شتيتها وتجلى غامضها وَمَا أعلم أحداً بعده تعرض لتأليف مثل كتابه المعروف بالمجسطي ولا تعاطي معارضته بل تناوله بعضهم بالشرح والتبيين كالفضل بن أبي حاتم النيريزي
وبعضهم بالاختصار والتقريب كمحمد بن جابر التباني وأبي الريحان البيروني الخوارزمي مصنف كتاب القانون المسعودي ألفه المسعود بن محمود بن سبكتسكين وحذا إِلَيْهِ حذو بطليموس وكذلك كوشيار بن لبان الجيليّ فِي ويجه وإنما غاية العلماء بعد بطليموس الَّتِي يجرون إليها وثمرة عنايتهم الَّتِي يتنافسون فِيهَا فهم كتابه عَلَى مرتبته وإحكام جميع أجزائه عَلَى تدريجه ولا يعرف كتاب ألف فِي علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل عَلَى جميع ذَلِكَ العلم وأحاط بأجزاء ذَلِكَ الفن غير ثلاثة كتب أحدها كتاب المجسطي هَذَا فِي علم هيئة الفلك وحركات النجوم والثاني كتاب أرسطوطاليس فِي علم صناعة المنطق والثالث كتاب سيبويه البصري فِي علم النحو العربي.
قال محمد بن إسحاق النديم فِي كتابه بطليموس صاحب كتاب المجسطي فِي أيام أذريانوس وأنطونيس الملكين المستوليين عَلَى مملكة يونان فِي زمانهما رصد الكواكب ولأحدهما عمل كتاب المجسطي وهو أول من عمل الاصطرلاب الكري والآلات النجومية وسطح الكرة والمقاييس وآلات الأرصاد ويقال رصد النجوم قبله جماعة منهم ابرخس وقيل أنه أستاذه وهو قول واهم فإن بَيْنَ الرصدين تسعمائة سنة وَكَانَ بطليموس أجل راصد وأتقن صانع لآلات الرصد والرصد لا يتم إِلَاّ بآلة والمبتدي بالرصد هو الصانع للآلة.
فأما كتاب المجسطي فهو ثلاثة عشر مقالة وأول من عُي بتفسيره وإخراجه إِلَى العربية يحيى بن خالد بن برمك وفسره لَهُ جماعة فلم يتقنوه وَلَمْ يرضَ بذلك فندب لتفسيره أبا حسان وسلمان صاحبا بيت الحكمة فأتقناه واجتهدا فِي تصحيحه بعد أن أحضرا النقلة المجودين فاختبر نقلهم وأخذ بأفصحه وأوضحه وَقَدْ قيل أن الحجاج بن مطر نقله أيضاً وَمَا نقله النبريزي وأصلح ثابت الكتاب كله بالنقل القديم غير مرضي ونقل إسحاق هَذَا الأول لأن إصلاحه الأول أجود.
ومما اشتهر من كتب بطليموس وخرج إِلَى العربية كتاب كتبه إِلَى سوري تلميذه نقله إبراهيم بن الصلت وأصلحه حنين بن إسحاق وفسر المقالة الأولى الطرقيوس وجمع المقالة الأولى ثابت وأخرج معانيها وفسره أيضاً عمر بن الفرحان وإبراهيم بن الصلت والتبريزي والبناني. كتاب المواليد. كتاب الحرب
والقتال. كتاب استخراج السهام. كتاب تحويل سنى العالم. كتاب المرض وشرب الدواء. كتاب سير السبعة. كتاب الأسرى والمحبسين. كتاب فِي اشتراء السعود واصطناعها. كتاب الخصمين أَيُّهما يفلح. كتاب القرعة مجدوَل. كتاب اقتصاص أحوال الكواكب. كتاب الجغرافيا فِي المعمورة من الأرض وهذا الكتاب نقله الكندي إِلَى العربية نقلاً جيداً ويوجد سريانياً.
برقطوس الإسكندري فاضل عالم بعلم العدد مذكور فِي وزمانه مشهور فِي مدارس علم الرياضة وهو صاحب كتاب المقالات الأربع فِي طبائع العدد خواصه ومن وقف عَلَى تصنيفه علم بِهِ مقداره فِي العلم ومحله من هَذِهِ الصناعة.
بطليموس بدلس ملك من ملوك اليونان بعد الإسكندر وهو واحد البطالسة وَكَانَ حريصاً عَلَى العلم وَكَانَ كثير البحث عن أمر الملوك وسيرهم وحرص عَلَى علم أولية بليان بابل وخبر خلقة العالم وجد النمروذ ونسبته فبحث عن ذَلِكَ فوجد رغبته عند بني إسرائيل فِي بيت المقدس وذلك فِي دولتهم الثانية فترجموا لَهُ التوراة من العبراني إِلَى اليوناني فوجد فِيهَا ذكر النمروذ وهي الَّتِي ترجمها حنين بن إسحاق من اليونانية إِلَى العربية وبث فِي جميع عمله الفلاسفة ليأخذوا لَهُ قطر الأرض وجهاتها المعمورة وغيرها ونظر فِي النجوم وتكلم فِي الهيئة حَتَّى وهم قوم وقالوا هو بطليموس صاحب المجسطي وهو خطأ وَقَدْ بينا فِي ترجمة بطليموس ذَلِكَ وإنما هَذَا كَانَ يعرف من البطالسة بمحب الحكمة والله أعلم وملك تمانياً وثلاثين سمة وَكَانَ معلمه أرسطوس المنجم.
باذينوس رومي تكلم فِي علم الفلك وَمَا تحدث الكواكب وَلَهُ تصانيف منها كتاب الطوفان. كتاب الكواكب المذنبة.
بنس الرومي كَانَ عالماً بعلم الرياضة خبيراً بغوامض الهندسة مقيماً بالإسكندرية وزمنه بعد زمن بطليموس القلوذي ومن تصانيفه تفسير. كتاب بطليموس فِي تسطيح الكرة نقله ثابت إِلَى العربي. تفسيرر المقالة العاشرة من كتاب إقليدس مقالتان.
ثاذروغوغيا هندي رومي جيلي لَهُ كتاب استخراج المياه وهو ثلاثة أبواب كل باب مقالتان.
البقراطزن سئل ثابت بن قرة الحراني كم البقراطون فقال الأول الَّذِي من نسل اسقلبيوس وهو المشهور المذكور وبقراط الثاني وهو ابن أبرقليدس وبينه وبين الأول تسعة آباء وقيل بينه وبين اسقلبيوس تسعة آباء وَكَانَ بقراط الثاني قَدْ أدرك فِي منتهى سنة حرب القوم المعروفين بكبولونيساس وبقراط الثالث هو ابن دراقن بن بقراط الثاني ومنه إِلَى اسقلبيوس أحد عشر جدّاً وبقراط الرابع هو ابن عم بقراط الثالث ولما وقف المترجمون عَلَى كتبهم مزجزها وشرحوها وفسروها وَلَمْ يميزوا واحداً منهم من الآخر لتقارب علمهم وأخذ الخلف عن السلف منهم وَقَدْ قيل أن أول من كتب الطب بقراط الأول وهو ابن اغنوبهوهوس.
بختيشوع بن جورجيس بن بختيشوع الجد يسابوري كَانَ نصرانياً فِي أيام أبي العباس السفاح وصحبه وعالجه وعاش إِلَى أيام الرشيد وَكَانَ جليلاً فِي صناعة الطب موقراً فِي بغداد لعلمه وصحبته للخليفة ويكنى أبا جبرائيل.
وَقَدْ ذكر محمد بن إسحاق النديم فِي كتابه بختيشوع فقال هو مشهور مقدم عند الملوك خدم الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل وكسب بالطب مَا لَمْ يكسبه أحد وَكَانَتْ الخلفاء تثق بِهِ عَلَى أمهات أولادهم وَلَهُ من الكتب. كتاب التذكر عمله لابنه جبرائيل والحقيقة من أمر بختيشوع بن جورجيس أنه من أهل جند يسابورة وأنه مَا رأى السفاح ولا المنصور وإنما أيوه جورجيس رأى المنصور وعالجه عَلَى مَا يرد فِي بره وأما بختيشوع بن جورجيس فما زال مقيماً بجند يسابور والمارستان نيابة عن غيبته وحضوره إِلَى أيام المهدي ومرض ولده الهادي بن المهدي فاستدعى بختيشوع من جند يسابور وداواه وعز عَلَى أم الهادي الهيزران أن استدعاه وَلَمْ يستطب أبا قريش طبيبها وأخذت هي وأبا قريش فِي مناكدة بختيشوع ومضاربته وعلم المهدي بفعلها ذَلِكَ فأعادوه مكرماً إِلَى جند يسابور فأقام عَلَى حالته فِي تدبير المارستان هناك وَلَمْ يزل عَلَى ذَلِكَ إِلَى سنة إحدى وسبعين ومائة مرض الرشيد من صداع لحقه فقال ليحيى بن خالد هؤلاء
الأطباء ليسوا يفهمون شيئاً فقال لَهُ يحيى يَا أمير المؤمنين أبو قريش طبيب والدك ووالدتك قال الرشيد لَيْسَ هو بصيراً بالطب وإنما استطببناه إكراماً لَهُ لتقدم حرمته وينبغي أن تطلب لي طبيباً ماهراً فقال لما مرض أخوك الهادي أرسل والدك إِلَى جند يسابور وأحضر رجلاً يعرف بختيشوع فقال لَهُ كَيْفَ أعاده وتركه قال لما رأى والدتك وعيسى أبا قريش يحسدانه أذن لَهُ بالانصراف إِلَى بلده قال لَهُ أرسل البرد فِي مله إِن كَانَ حياُ ولما كَانَ بعد أيام ورد بختيشوع بن جورجيس ودخل عَلَى الرشيد فأكرمه وخلع عَلَيْهِ خلعة سلية ووهب لَهُ مَالاً وافراً وقال لَهُ تكون رئيس الأطباء ولك يسمعون ويطيعون.
بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع كَانَ طبيباً حاذقاً ابن ابن طبيب ولما ملك الواثق الأمر كَانَ محمد بن عبد الملك الزيات وابن أبي داود يعاديان بختيشوع لسراته وظهور مروءته ونبله وحسن معرفته وكثرة وصلاته وكانا يضرمان عَلَيْهِ الواثق حَتَّى نكبه وقبض أملاكه ونفاه إِلَى جند يسابور ولما اعتل الواثق بالاستسقاء وبلغ الشدة فِي مرضه أنفذ من يحضر بختيشوع فمات الواثق قبل أن يوافى بختيشوع ولما ولي المتوكل صلحت حال بختيشوع حَتَّى بلغ فِي الجلالة والرفعة وعظم المنزلة وحسن الحال وكثرة المال وكمال المروءة ومباراة الخليفة فِي اللباس والزي والطيب والفرش والضيافات والتفسح فِي النفقات مبلغاً يفوق الوصف.
ومن أخباره أن المعتز بالله اعتل فِي أيام أبيه المتوكل علة من حرارة امتنع معها من أخذ شيء من الأدوية والأغذية فشق ذَلِكَ عَلَى المتوكل كثيراً واغتم لع غماً شديداً فَصار إِلَيْهِ بختيشوع والأطباء عنده وهو عَلَى حاله فِي الامتناع وقوة المرض فحادثه ومازحه فأدخل المعتز يده فِي كم جبة وشيء يماني مثقلة كَانَتْ عَلَى بختيشوع وقال مَا أحسن هَذَا الثوب فقال لَهُ بختيشوع يَا مولانا مَا لَهُ والله نظير فِي الحسن وثمنه عليّ ألف دينار كُل تفاحتين وخذ الجبة فدعا المعتز بتفاحتين وأكلهما فقال بختيشوع
تحتاج الجبة إِلَى ثوب يكون معها وعندي ثوب هو أخ لَهَا فاشرب شربة سكنجبين وخذه فشرب شربة سكنجين وأخذهما فوافق ذَلِكَ اندفاع طبيعة المعتز وبرئ وَكَانَ المتوكل يشكر هَذَا الفعل أبداً لبختيشوع ويعتقد بِهِ لَهُ قال بعض الرواة ومما يدل عَلَى لطف منزلة بختيشوع عند المتوكل وانبساطه لديه مَا حدثنا بِهِ بعض شيوخنا قال دخل بختيشوع يوماً إِلَى المتوكل وهو جالس عَلَى سدة فِي وسط دار الخاصة فجلس بختيشوع عَلَى عادته معه عَلَى السدة وَكَانَ عَلَيْهِ دراعة ديباج رومي وَكَانَ قَدْ انفتق ذيلها قليلاً فجعل المتوكل يحادث بختيشوع ويعبث بذلك الفتق حَتَّى بلغ إِلَى حد النيفق ودار بينهما كلام اقتضي أن سأل المتوكل بختيشوع بماذا تعلمون أن الموسوس يحتاج إِلَى الشد والقيادة قال بختيشوع إذَا بلغ فِي فتق دراعة طبيبه إِلَى حد النيفق شددناه فضحك المتوكل حَتَّى استلقى عَلَى ظهره وأمر لَهُ فِي الوقت بخلع حسنة ومال جزيل وَكَانَ بختيشوع يهدي البخور ومعه فِي درج آخر فحم يتخذ لَهُ من قضبان الكرم والأترج والصفصاف المرشوش عليه عند إحراقه ماء الورد المخلوط بالمسك والكافور وماء الخلاف والشراب العتيق ويقول أنا أكره أن أهدي بخوراً بغير فحم فيفسده فحم العامة ويقال هَذَا عمل بختيشوع وقال الكتوكل يوماً لبختيشوع ادعني قال نعم وكرامة فأضاف المتوكل وَكَانَ الوقت صائفاً واطهر من التجمل والثروة وأنفق فِي الإضافة مَا أعجب المتوكل والحاضرين واستكثر المتوكل لبختيشوع مَا رآه من نعمته وكمال مروءته فانصرف من داره وأخذ شيئاً وجده من ثياب بدنه وحقد عَلَيْهِ ونكبه بعد أيام يسيرة فأخذ لَهُ مالاً كثيراً ووجد لَهُ فِي جميع كسوته أربعة آلاف سراويل ديبقي فِي جميعها يكك أبريسم أرمني وحضر الحسين بن مخلد فختم عَلَى خزانته وحمل إِلَى دار السلطان مَا صلح منها وباع شيئاً كثيراً وبقي بعد ذَلِكَ خطب وفحم ونبيذ وأمثال ذَلِكَ فاشتراه الحسين بن مخلد بستة آلاف دينار وذكر أنه باع من جملته باثنتي عشرة ألف دينار ثُمَّ حسده حمدون ووشى إِلَى السلطان وبذل فيما بقي فِي يده مما ابتاعه ستة آلاف دينار فأجيب إِلَى ذَلِكَ وسلم إِلَيْهِ فباعه بأكثر من الضعف وَكَانَ هَذَا فِي سنة أربع وأربعين ومائتين للهجرة
وتوفي بختيشوع يوم الأحد لثمان بقين من صفر سنة ست وخمسين ومائتين ولما توفي خلف عبيد الله ولده وخلف معه ثلاث بنات وَكَانَ الوزراء يضادونهم ويطالبونهم بالأموال فتفرقوا وسأذكر حديث عبيد الله بن بختيشوع وبختيشوع هَذَا كَانَ طبيباً مشهوراً فِي وقته وكان من أطباء المتقي وَكَانَ هو وعلي ابن الراهبة وأتوش وثابت ب سنان بن ثابت مشتركين فِي طب المتقي.
بختيشوع بن يحيى من بني بختيشوع كَانَ طبيباً حاذقاً خدم المقتدر الخليفة واختص بِهِ وارتفعت منزلته لديه واشترك فِي طبه هو وسنان بن ثابت بن قرة الصابي والد ثابت بن سنان صاحب التاريخ وَلَمْ يكن فِي أطباء المقتدر أخص بِهِ من هذين.