المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة المجادلة عن عمر رضي الله عنه أنه مرَّ بعجوز فاستوقفته، - تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة - جـ ١٢١

[ابن أبي العز]

الفصل: ‌ ‌سورة المجادلة عن عمر رضي الله عنه أنه مرَّ بعجوز فاستوقفته،

‌سورة المجادلة

عن عمر رضي الله عنه أنه مرَّ بعجوز فاستوقفته، فوقف معها يحدثها، فقال رجل يا أمير المؤمنين حبست الناس بسبب هذه العجوز؟. فقال: ويلك أتدري من هذه؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة التي أنزل الله فيها {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} 1. أخرجه الدارمي2.

1سورة المجادلة، الآية:1.

2شرح العقيدة الطحاوية، ص (379) . والأثر أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية، ص (53، 54) من طريق أبي يزيد المدني عن عمر رضي الله عنه، وأخرجه أيضاً ابن أبي حاتم في تفسيره (10/3342) قال الإمام ابن كثير ـ بعد أن أورد هذا الأثر في تفسيره (4/319) ـ: هذا منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب، وقد رُوي من غير هذا الوجه. قلت: أصل القصة ثابت من غير هذا الوجه. انظر التفسير الصحيح (4/453، 454) ، والصحيح المسند من أسباب النزول، ص (152) .

ص: 50

‌سورة الحشر

قال - في الفيء -: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} 3 الآيات. وقال - في الخمس -: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} 4 الآية. واللام في قوله: {لِلَّهِ وَلِلرَّسُول} في الخمس والفيئ كاللام في قول-هـ: {قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُول} 5 فالإضافة إلى الرسول؛ لأنه هو الذي

3 سورة الحشر، الآية:7.

4 سورة الأنفال، الآية:41.

5 سورة الأنفال، الآية:1.

ص: 50

يقسم هذه الأموال بأمر الله، ليست ملكاً لأحد1. وذكر البخاري في صحيحه أن معنى قوله تعالى:{وَلِلرَّسُول} يعني الرسول له ذلك انتهى2.

وتحقيق ذلك أن اللام في آية الخمس وآية الفيء، مذكورة في ثلاثة مواضع. في قوله {لِلَّهِ} وفي قوله:{وَلِلرَّسُول} وفي قوله: {وَلِذِي الْقُرْبَى} . وفي آية الصدقات لم تذكر إلاّ في أولها فقط3، ولم تذكر مع بقية أنواع المصارف - في الآيات الثلاث - وليس ذلك لغير معنى، بل لمعان متغايرة وهي: أنها في قوله: {لِلَّهِ} بمعنى أن أمرها إليه، لم يجعله إليكم، بل أخرجها عن حكمكم وجعل لها مصارف عينها لهم4. وفي قوله:{وَلِلرَّسُول} بمعنى أنه هو المنفذ لأمر مرسله، وهو الذي يتولى أمر قسمها بإذنه، وله فيها نصيب لاحتياجه إلى ما يحتاج إليه البشر ولما كانت منزلته أعلى من منزلة بقية المصارف أُعيدت اللام مع بقية المصارف5 تنبيهاً

1 ما ذكره المؤلف هو أحد الأقوال. انظر أحكام القرآن للجصاص (4/ 224، 244)

(5/ 319) ، وأحكام القرآن للكيا الهراسي (3/ 152، 158)(4/ 406) ، وأحكام القرآن لابن العربي (2/ 839، 855، 856) ، (4/ 1172، 1773) .

2 صحيح البخاري ـ مع الفتح ـ (6/ 217) كتاب فرض الخمس. وفيه النص هكذا (يعني للرسول قسم ذلك) . قال ابن حجر ـ في الفتح (6/ 217، 218) معلقاً على تفسير البخاري ـ: (هذا اختيار منه لأحد الأقوال في تفسير هذه الآية، والأكثر على أن اللام في قوله: {وَلِلرَّسُول} للملك، وأن للرسول خمس الخمس من الغنيمة، سواء حضر القتال أو لم يحضر، وهل كان يملكه أو لا؟ وجهان للشافعية، ومال البخاري إلى الثاني واستدل له) .

3 في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ.} سورة التوبة، الآية:60.

4 هذا المعنى مختلف فيه في بعض الآيات. انظر المحرر الوجيز (8/ 6، 70)(15/ 466) ، والجامع لأحكام القرآن (7/ 361)(8/10)(12/ 11-14) .

5 يعني مع بعض المصارف، كما هي في الآية (41) من سورة الأنفال، وفي الآيتين

(7)

و (8) من سورة الحشر.

ص: 51