المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وصلاة وغير ذلك1. - تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة - جـ ١٢١

[ابن أبي العز]

الفصل: وصلاة وغير ذلك1.

وصلاة وغير ذلك1.

ص: 57

‌سورة القيامة

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} 2 إضافة النظر إلى الوجه الذي هو محلُّه - في هذه الآية - وتعديته بأداة (إلى) الصريحة في نظر العين، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلاف حقيقته وموضوعه، صريح في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله.

فإن النظر له عدة استعمالات، بحسب صلاته وتعدِّيه بنفسه، فإن عُدِّي بنفسه، فمعناه التوقف والانتظار، كقوله تعالى:{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} 3. وإن عدي ب- (في) فمعناه التفكر والاعتبار، كقوله: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} 4 وإن عُدِّي ب- (إلى) فمعناه المعاينة بالأبصار، كقوله تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} 5 فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو

1 التنبيه على مشكلات الهداية، ص (111، 112، 165) تحقيق عبد الحكيم والمؤلف يريد من قوله ويؤيد ذلك. الخ دفع استدلال صاحب الهداية بقوله: (وثيابك فطهر) على وجوب تطهير الثياب من النجاسات للصلاة. وليس ما قاله بمانع من الاستدلال بالآية، وقد ذكر الحافظ في الفتح (8/679) ما يؤيد احتجاج صاحب الهداية بالآية. وانظر أحكام القرآن للجصاص (5/369) ، وللكيا الهراسي (4/427) ، ولابن العربي (4/ 1887، 1888) فكلهم احتج بالآية على ما ذهب إليه صاحب الهداية.

2 سورة القيامة، الآية: 22، 23.

3 سورة الحديد، الآية:13.

4 سورة الأعراف، الآية:185.

5 سورة الأنعام، الآية:99. وقد تكلم علماء العربية وأئمة التفسير في الفرق بين التعدية بـ (إلى) ، وبغيرها، وأبانوا أن التعدية بـ (إلى) لا تكون إلا بالعين الحاسة، كما ذكر المؤلف هنا. انظر إعراب القرآن للنحاس (5/84) ، وتهذيب اللغة (14/371)(نظر) وبحر العلوم (3/427) ، وتفسير القرآن للسمعاني (6/108) ، والجامع لأحكام القرآن (19/109) .

ص: 57

محل البصر!.

وروى ابن مردويه بسنده إلى ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} - قال: (من البهاء والحسن){إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: (في وجه الله عز وجل 1.

عن الحسن، قال: نظرت إلى ربها فَنُظِّرَتْ بنوره2.

وقال أبو صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: تنظر إلى وجه ربها عز وجل3.

1 أورده السيوطي ـ في الدر المنثور (6/260) ـ بنحوه، ونسب إخراجه إلى ابن مردويه وغيره. وأخرجه ابن جرير ـ في جامع البيان (24/73) ـ بنحوه عن ابن عمر، وكذلك أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من مسنده، ص (260) برقم (819) ، والآجري في الشريعة، ص (269) كلهم من طريق ثوير بن أبي فاخته. وسنده ضعيف؛ لضعف ثوير هذا. قال الحافظ: ثوير بن أبي فاخته. ضعيف رُمي بالرفض. التقريب برقم (862) .

2 أخرجه الآجري في الشريعة، ص (256)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/464) وبنحوه أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/261) وقال محققه: رجاله ثقات. وأخرجه ابن جرير في جامع البيان (24/72) بنحوه أيضاً. وأورده السيوطي في الدر المنثور (6/260) ونسب إخراجه إلى بعض هؤلاء وإلى غيرهم.

3 أورده السيوطي في الدر المنثور (6/260) ونسب إخراجه إلى ابن مردويه. ولم أقف له على سند. وأورد اللالكائي ـ في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/463) ـ نسبة القول إلى ابن عباس فقال: (فرُوي عن ابن عباس أنه النظر إلى وجه الله عز وجل . قلت: كأنه يشير إلى ما رواه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة (1/262، 263) ، والآجري في الشريعة، ص (256) كلاهما من طريق عطية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} يعني حسنها {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: نظرت إلى الخالق عز وجل. وأبو صالح ـ الراوي عن ابن عباس ـ اسمه باذام، ويقال: باذان، مولى أم هانئ، ضعيف يرسل. انظر التقريب برقم (634) وعطية العوفي ضعيف.

ص: 58