المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقال عكرمة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قال: من النعيم {إِلَى رَبِّهَا - تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة - جـ ١٢١

[ابن أبي العز]

الفصل: وقال عكرمة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قال: من النعيم {إِلَى رَبِّهَا

وقال عكرمة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قال: من النعيم {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: تنظر إلى ربها نظراً1. ثم حكى عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله2. وهذا قول كل مفسر من أهل السنة والحديث3.

1 أثر عكرمة أخرجه الإمام الطبري ـ في جامع البيان (24/72) ـ وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة (1/261) عن عكرمة {نَاظِرَةٌ} قال: تنظر إليه نظراً. وقال محققه: إسناده صحيح. وأخرجه الآجري في الشريعة، ص (256) . ووصف الحافظ ـ في الفتح (13/424، 425) ـ سند ابن جرير بالصحة.

2 لعله يعني الذي أخرجه الآجري في الشريعة، ص (257) عن عكرمة قال: قيل لابن عباس رضي الله عنهما: كل من دخل الجنة يرى الله عز وجل؟. قال: نعم. قلت: سنده ضعيف لضعف إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني. انظر التقريب رقم (166) .

3 شرح العقيدة الطحاوية، ص (208 -210) . ومن أول ما ذكر المؤلف ـ في تفسير هذه الآية ـ إلى هنا في كتاب حادي الأرواح، ص (336، 337) ومسألة الرؤية مجمع عليها بين أهل السنة لهذه الآية ولغيرها من الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة، ولم يخالف فيها إلا الجهمية والمعتزلة، ومن اتبع سبيلهما من المبتدعة. وإن شئت مزيد بيان حول هذه المسألة فانظر صحيح البخاري (13/419) ، وكتاب التوحيد وإثبات صفات الرب، ص (172) وما بعدها، وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد (1/229) وما بعدها، وجامع البيان (24/71-73) ، ومعاني القرآن وإعرابه (5/253) ، وإعراب القرآن (5/84-92) ، ونكت القرآن الدالة على البيان، ص (448) ، والشريعة للآجري، ص (251) وما بعدها، وتفسير القرآن لأبي الليث (3/427) ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/454) وما بعدها، والوسيط (4/393) ، وتفسير القرآن للسمعاني (6/106) وما بعدها، ومعالم التنزيل (4/424) ، وتفسير القرآن العظيم (4/451) .

ص: 59

4 سورة الدهر، الآية:3.

ص: 59

الهداية العامة1، وأعم منها الهداية المذكورة في قوله تعالى:{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} 2.

قوله تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} 3 لو قيل: (يشرب منها) لم يدل على الري، فضمن يشرب معنى (يروى) 4 فعُدي بالباء، فقيل:(يشرب بها) فأفاد ذلك أنه شرب يحصل معه الري. وباب تضمين الفعل معنى فعل آخر حتى يتعدى تعديته كثير، كما ضمّن قوله تعالى:{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} 5 معنى (الضم) 6 المع-دّى بإلى، فعدّي بها، وقوله تعالى:{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا} 7 معنى (خلصناه) 8، وقوله: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ

1 لعله يريد أن يقول: إن هذه الهداية مثل الهداية التي في قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} وبهذا نظَّرها السمعاني في تفسير القرآن (6/113) وفي الوسيط للواحدي (4/398، 399) : بينا له سبيل الهدى {إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} إما موحداً طائعاً لله، وإما مشركاً بالله في عمله، والمعنى: أنه بيّن له سبيل التوحيد بنصب الأدلة وبعث الرسل، شكر الإنسان فآمن، أو جحد فكفر.

2 سورة طه، الآية:50. وتفسير المؤلف في شرح العقيدة الطحاوية، ص (630) .

3 سورة الدهر، الآية:6.

4 انظر غرائب التفسير (2/1287) ، والبحر المحيط (8/387) ، والدر المصون (10/600) ففيها ما قال المؤلف. وهو أحد الأوجه ورجحه شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (20/474) ، وابن القيم. انظر بدائع التفسير (5/157) وقد استوفيت بحث هذه المسألة في (استدراكات الفقيه ابن جُزي على القاضي ابن عطية في تفسير القرآن الكريم) .

5 سورة ص، الآية:24.

6 انظر غرائب التفسير (2/997) ، والكشاف (3/370) ، والبحر (7/377) ، والدر المصون (9/370) ، ففيها ما ذكر المؤلف، وعبّر بعضهم بالإضافة بدل الضم، وهما بمعنى واحد.

7 سورة الأنبياء، الآية:77.

8 انظر النكت والعيون (3/456) ، فقد ذكر الماوردي هذا المعنى، وأشار أبو حيان في البحر (6/305) إلى أن (نصرناه) ضمن معنى (أخرجناه) ، وأشار السمين في الدر (8/184) إلى أنه ضمن معنى (منعناه وعصمناه) .

ص: 60