المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ) الجملة تعليل لما سبق من ابتلائهم بأفانين العذاب، - إعراب القرآن وبيانه - جـ ٨

[محيي الدين درويش]

فهرس الكتاب

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 28 الى 33]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌إجمال أسماء زوجاته:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 34 الى 37]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 38 الى 40]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 41 الى 48]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 49 الى 52]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : آية 53]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 54 الى 56]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 57 الى 59]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 60 الى 63]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 64 الى 68]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 69 الى 73]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌(34) سورة سبإ مكيّة وآياتها اربع وخمسون

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 1 الى 6]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 7 الى 9]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 10 الى 13]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : آية 14]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 15 الى 19]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 20 الى 22]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 23 الى 27]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 28 الى 33]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 34 الى 37]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 38 الى 42]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 43 الى 45]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 46 الى 49]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 50 الى 54]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(35) سورة فاطر مكّيّة وآياتها خس وأربعون

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 1 الى 3]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 4 الى 7]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : آية 8]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 9 الى 10]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 11 الى 14]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌اللغة:

- ‌ الإعراب

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 29 الى 31]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 32 الى 35]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 36 الى 38]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 39 الى 40]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 41 الى 43]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 44 الى 45]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌(36) سورة يس مكيّة وآياتها ثلاث وثمانون

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 1 الى 9]

- ‌اللغة:

- ‌الاعراب

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 10 الى 12]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 13 الى 19]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 20 الى 29]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 30 الى 32]

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 33 الى 36]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 37 الى 40]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 41 الى 46]

- ‌اللغة:

- ‌ الإعراب

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 47 الى 50]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 51 الى 54]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 55 الى 61]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 62 الى 67]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 68 الى 76]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 77 الى 83]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌(37) سورة الصّافات مكيّة وآياتها ثنتان وثمانون ومائة

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 1 الى 10]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 11 الى 19]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 20 الى 26]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 27 الى 34]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 35 الى 49]

- ‌اللغة:

- ‌ الاعراب

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 50 الى 61]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 62 الى 74]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 75 الى 82]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 83 الى 113]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 114 الى 122]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 123 الى 132]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 133 الى 138]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 139 الى 156]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 157 الى 164]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 165 الى 173]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 174 الى 182]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(38) سورة ص مكية وآياتها ثمان وثمانون

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 1 الى 5]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 6 الى 11]

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 12 الى 15]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 16 الى 20]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 21 الى 25]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 26 الى 29]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 30 الى 40]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 41 الى 44]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 45 الى 48]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 49 الى 60]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 61 الى 66]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 67 الى 78]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 79 الى 88]

- ‌الإعراب:

- ‌(39) سورة الزمر مكية وآياتها خمس وسبعون

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 1 الى 3]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 4 الى 6]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 7 الى 8]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 9 الى 10]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 11 الى 18]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 19 الى 21]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 22 الى 23]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 24 الى 28]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 29 الى 32]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 33 الى 38]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 39 الى 42]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 43 الى 46]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 47 الى 49]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 50 الى 52]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 53 الى 59]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 60 الى 66]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 67 الى 75]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(40) سورة غافر مكية وآياتها خمس وثمانون

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 1 الى 6]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 7 الى 9]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 10 الى 12]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 13 الى 18]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 19 الى 22]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 23 الى 27]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 28 الى 29]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 30 الى 35]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 36 الى 46]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 47 الى 52]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 53 الى 59]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 60 الى 63]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 64 الى 68]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 69 الى 76]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 77 الى 78]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 79 الى 85]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(41) سورة فصلت مكية وآياتها اربع وخمسون

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 1 الى 7]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 8 الى 12]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 13 الى 16]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 17 الى 25]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 26 الى 29]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 30 الى 36]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 37 الى 39]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 40 الى 44]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 45 الى 48]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

الفصل: أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ) الجملة تعليل لما سبق من ابتلائهم بأفانين العذاب،

أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ)

الجملة تعليل لما سبق من ابتلائهم بأفانين العذاب، وان واسمها وجملة ألفوا خبرها وآباءهم مفعول ألفوا الأول وضالين مفعول ألفوا الثاني. (فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ) الفاء تعليلية وهم مبتدأ وعلى آثارهم متعلقان بيهرعون وجملة يهرعون خبر هم والاهراع السير الشديد بحثّ وانزعاج. وفي المصباح هرع وأهرع بالبناء للمفعول فيهما إذا أعجل. (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ) اللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق وضل فعل ماض مبني على الفتح وقبلهم ظرف متعلق بمحذوف حال وأكثر الأولين فاعل.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ) الواو عاطفة واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق وأرسلنا فعل وفاعل وفيهم جار ومجرور متعلقان بأرسلنا ومنذرين مفعول به. (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) الفاء الفصيحة وانظر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وكيف اسم استفهام في محل نصب خبر كان المقدم وعاقبة اسمها المؤخر والمنذرين بفتح الذال مفعول به. (إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) إلا أداة استثناء بمعنى لكن لأن الاستثناء منقطع وعباد الله مستثنى والمخلصين صفة.

‌البلاغة:

حفلت هذه الآيات بضروب من البلاغة سنبسط القول فيها وسننقل لك خلاصات وافية لما أورده أساطين البلاغة في صددها فأول ما فيها من فنون:

1-

التشبيه برؤوس الشياطين:

وهو تشبيه طلع شجرة الزقوم برؤوس الشياطين وهو تشبيه

ص: 277

خيالي وقد سبق ذكره فيما قدمناه من أقسام التشبيه، ونورد لك هنا خلاصة ما قاله ابن رشيق فيه:

«واعلم أن التشبيه على ضربين: تشبيه حسن وتشبيه قبيح فالتشبيه الحسن هو الذي يخرج الأغمض الى الأوضح فيفيد بيانا والتشبيه القبيح ما كان خلاف ذلك» قال الرماني: «وشرح ذلك ما تقع عليه الحاسة أوضح مما لا تقع عليه الحاسة، والمشاهد أوضح من الغائب فالأول في العقل أوضح من الثاني، والثالث أوضح من الرابع وما يدركه الإنسان من نفسه أوضح مما يعرفه من غيره، والقريب أوضح من البعيد في الجملة، وما قد ألف أوضح مما لم يؤلف» ثم انتقل ابن رشيق الى التشبيه الوارد في الآية فقال:

«قال الله عز وجل: «طلعها كأنه رؤوس الشياطين» فقال قوم إن شجرة الزقوم وهي أيضا الأستن لها صورة منكرة وثمرة قبيحة يقال لها رؤوس الشياطين» والأستن كما يقول المجد:

«الأستن والأستان بفتح الهمزة وسكون السين فيهما، أصول الشجر يغشو في منابته فإذا نظر إليه الناظر شبهه بشخوص الناس» الى أن يقول: «والأجود الأعرف انه شبه بما لا يشك انه منكر وقبيح لما جعل الله عز وجل في قلوب الإنس من بشاعة صور الجن» .

فصل رائع للجاحظ:

وكم كنا نتمنى أن يكون كتاب «نظم القرآن» موجود بين أيدينا لنطلع على الفصل الرائع الذي كتبه الجاحظ بصدد هذا التشبيه ولكن الكتاب فقد مع ما فقد من آثارنا العربية فلا بد لنا من أن ننقل شذرات منه وردت في كتبه الأخرى، فقد جاء في كتاب الحيوان ما نصه: «وليس ان الناس رأوا شيطانا قط على صورة ولكن لما كان

ص: 278

الله تعالى قد جعل في طباع جميع الأمم استقباح جميع صور الشياطين واستسماجه وكراهيته وقد أجرى على ألسنة جميعهم ضرب المثل في ذلك رجع بالإيحاش والتنفير وبالإخافة والتقريع إلى ما قد جعله الله في طباع الأولين والآخرين وعند جميع الأمم على خلاف طبائع جميع الأمم وهذا التأويل أشبه من قول من زعم من المفسرين أن رؤوس الشياطين نبات ينبت باليمن» .

وتعرض الجاحظ لهذا التشبيه مرة أخرى فقال: «فزعم ناس أن رؤوس الشياطين ثمر شجرة تكون ببلاد اليمن لها منظر كريه والمتكلمون لا يعرفون هذا التفسير وقالوا: ما عنى إلا رؤوس الشياطين المعروفين بهذا الاسم من فسقة الجن ومردتهم فقال أهل الطعن والخلاف: لس يجوز أن يضرب المثل بشيء لم نره فنتوهمه ولا وصفت لنا صورته في كتاب ناطق أو خبر صادق، ومخرج الكلام يدل على أن التخويف بتلك الصورة والتفزيع منها، وعلى أنه لو كان شيء أبلغ في الزجر من ذلك لذكره فكيف يكون الشأن كذلك والناس لا يفزعون إلا من شيء هائل شنيع قد عاينوه أو صوّره لهم واصف صدوق اللسان بليغ في الوصف ونحن لم نعافيها ولا صوّرها لنا صادق، وعلى أن أكثر الناس من هذه الأمم التي لم تعايش أهل الكتابين وحملة القرآن من المسلمين، ولم تسمع الاختلاف لا يتوهمون ذلك، ولا يقفون عليه، ولا يفزعون منه فكيف يكون ذلك وعيدا عاما؟ قلنا: وإن كنا نحن لم نر شيطانا قط ولا صور رؤوسها لنا صادق بيده ففي إجماعهم على ضرب المثل بقبح الشيطان حتى صاروا يضعون ذلك في مكانين أحدهما أن يقولوا: لهو أقبح من الشيطان، والوجه الآخر أن يسمى الجميل شيطانا على جهة التطيّر له كما تسمى

ص: 279

الفرس الكريمة شوهاء، والمرأة الجميلة صمّاء وقرناء وخنساء وجرباء وأشباه ذلك على جهة التطيّر له، ففي إجماع المسلمين والعرب وكل من لقيناه على ضرب المثل بقبح الشيطان دليل على أنه في الحقيقة أقبح من كل قبيح» .

لقد فصل الجاحظ في المقال وجوه التشبيه وتصرف الأسلوب القرآني في المشبه به ووجه الشبه ينتزعه من غير مدرك بالحس اعتمادا على ثبوته في الإدراك عن طريق العادة والعرف وتناقل الناس له، وقد أجاز الجاحظ مثل هذا التشبيه وبين وجهته وناقش آراء غيره في التشبيه في ضرورة الاعتماد على الحس البصري لتصوير المعنى في الذهن، ومنذ ذلك العهد أو قبله بقليل اهتم الناس بهذين النوعين من التشبيه وتابعوهما في القرآن وفي البيان عامة ودارت بحوث البلاغة حول هذه النقطة وتفرعت من هذين النوعين أنواع أخرى، وهكذا كان لهذه الآبة ومثلها أثر في تنبيه الناس إلى التشبيه، فبحثه فيها أبو عبيدة وجدّد الجاحظ البحث وتوسّع فيه وظلت الآية على رأس الشواهد في التشبيه المعنوي في كتب النقد والبلاغة بعدهما.

ورفض الجاحظ تفسير اللغويين الحسي، وهو يتفق ووجهة نظر أهل الظاهر في التفسير ويعارض وجهة أهل النظر من المتكلمين والمعتزلة أيضا وقد فسر أولئك رؤوس الشياطين برؤوس نبات ينبت باليمن أو شجر كريه المنظر أو حيات قبيحة الشكل وكلها مدلولات مادية لكلمة شيطان قد يكون لها أصل من الواقع وقد تكون من ابتكار هؤلاء، وهي على الحالين لا تبلغ في أثرها في النفس مبلغ صورة الشيطان التي تثب الى الخيال وتجمع كل سمات الفزع والقبح وإن تكن غير واضحة وضوح النبات والشجر والحيات وهذا الغموض يضفي عليها مزيدا من التخويف.

ص: 280

لهذا كان تفسير الجاحظ أكثر إدراكا لمرمى التعبير القرآني في النفوس وهو إدراك له قيمته من الوجهة النقدية ذلك هو أثر الأدب في النفس وهي لفتات جاءت عابرة في كتب الأقدمين وأولاها النقد الحديث عنايته، وهو يذكر أمثلة من التشبيه بالحيوان في القرآن وذلك لغلبة صفة ما في كل نوع منها أراد السياق إبرازها فيضرب الله مثلا بالعنكبوت في وهن البيت وضعفه والحمار في الجهل والغفلة وفي قلة المعرفة وغلظ الطبيعة والقرد في القبح والتشويه ونذاله النفس.

ولعل هذه الآية أو قل هذا التشبيه هو الذي حدا بأبي عبيدة الى تأليف كتابه «مجاز القرآن» الذي لم نطلع عليه ولكن ذكره ابن النديم صاحب «الفهرس» والخطيب صاحب «تاريخ بغداد» وابن الأنباري في «نزهة الألباء» وياقوت في «إرشاد الأريب» وابن خلكان في «الوفيات» والسيوطي في «بغية الوعاة» ويذكر ياقوت أن أبا عبيدة ألف كتاب «المجاز» عام ثمانية وثمانين ومائة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم يذكر على لسان أبي عبيدة:

«أرسل إليّ الفضل بن الربيع في الخروج إليه سنة ثمان وثمانين ومائة فقدمت الى بغداد واستأذنت عليه فأذن لي وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه وفي صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسي ثم دخل علي رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه الى جانبي وقال له: أتعرف هذا قال: لا، قال هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه فدعا له الرجل وقرّظه لفعله هذا وقال: إني كنت مشتاقا إليك وقد سألت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ فقلت:

هات، قال: قال الله عز وجل: «طلعها كأنه رؤوس الشياطين» وانما يقع الوعد والإيعاد بما عرف مثله وهذا مما لم يعرف، فقلت: إنما

ص: 281

كلم الله تعالى العرب على قدر كلامهم أما سمعت قول امرئ القيس:

أيقتلني والمشرفي مضاجعي

ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وهم لم يروا الغول قط ولكنهم لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به. فاستحسن الفضل ذلك واستحسنه السائل وعزمت في ذلك اليوم أن أضع كتابا في القرآن في مثل هذا وأشباهه وما يحتاج إليه من علمه فلما رجعت الى البصرة عملت كتابي الذي سميته «المجاز» .

وعبارة السمين بهذا الصدد: «قوله: كأنه رؤوس الشياطين، فيه وجهان أحدهما أنه حقيقة وأن رأس الشياطين شجر بعينه بناحية تسمى الاستن وهو شجر مرّ منكر الصورة سمته العرب بذلك تشبيها برؤوس الشياطين في القبح ثم صار أصلا يشبه به وقيل الشياطين: صنف من الحيات، وقيل: هو شجر يقال له الصرم فعلى هذا قد خوطب العرب بما تعرفه وهذه الشجرة موجودة فالكلام حقيقي والثاني أنه من باب التمثيل والتخيل وذلك أن كل ما يستنكر ويستقبح في الطباع والصورة يشبه بما يتخيله الوهم وإن لم يره، والشياطين وإن كانوا موجودين لكنهم غير مرئبين للعرب إلا أنه خاطبهم بما ألفوه من الاستعارات» .

أما الزمخشري فقد جمع بين الأقوال كلها ولكنه قدم ما هو أولى فقال بأسلوبه الممتع: «والطلع للنخلة فاستعير لما طلع من شجر الزقوم من حملها إما استعارة لفظية أو معنوية وشبه برؤوس الشياطين دلالة على تناهيه في الكراهة وقبح المنظر لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس لاعتقادهم أنه شر محض لا يخلطه خير فيقولون في

ص: 282

القبيح الصورة كأنه وجه شيطان، كأنه رأس شيطان وإذا صوره المصورون جاءوا بصورته على أقبح ما يقدروا هوله كما أنهم اعتقدوا في الملك انه خير محض لا شرّ فيه فشبهوا به الصورة الحسنة قال الله تعالى:«ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم» وهذا تشبيه تخييلي، وقيل الشيطان حية عرفاء لها صورة قبيحة المنظر هائلة جدا، وقيل إن شجرا يقال له الأستن خشنا مرا منتنا منكر الصورة يسمى ثمره رؤوس الشياطين وما سمت العرب هذا الثمر برؤوس الشياطين إلا قصدا الى أحد التشبيهين ولكنه بعد التسمية بذلك رجع أصلا ثالثا يشبه به.

2-

سر العطف ب «ثم» :

وفي قوله «ثم ان لهم عليها لشوبا من حميم» سر لطيف المأخذ، دقيق المسلك، قلّ من يتفطن إليه، فإن في معنى التراخي وجهين:

أحدهما: انهم يملئون البطون من شجر الزقوم وهو حارّ يحرق بطونهم ويزيد في عطشهم وغلتهم فلا يسقون إلا بعد ملي تعذيبا بذلك العطش ثم يسقون ما هو أحر من العطش وهو الشراب المشوب بالحميم، والوجه الثاني أنه ذكر الطعام بتلك الكراهة والبشاعة ثم ذكر الشراب بما هو أوغل في الكراهة وأبعد في البشاعة فجاء بثم للدلالة على تراخي حال الشراب عن حال الطعام ومباينة صفته لصفته في الزيادة عليه ومعنى الثاني انه يذهب بهم عن مقارهم ومنازلهم في الجحيم وهي الدركات التي اسكنوها الى شجرة الزقوم فيأكلون إلى أن يملئوا بطونهم ويسقون بعد ذلك ثم يرجعون الى دركاتهم، ومعنى التراخي في ذلك واضح المفهوم.

ص: 283