الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مؤخر وما عطف على السموات والأرض والظرف متعلق بمحذوف صلة ما. (فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ) الفاء الفصيحة أي هي جواب شرط مقدر تقديره إن زعموا ذلك فليصعدوا في المعارج الموصلة الى العرش حتى يستووا عليه، واللام لام الأمر ويرتقوا فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وفي الأسباب متعلقان بيرتقوا.
(جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) اختلف المعربون في إعراب هذه الآية اختلافا كثيرا لأنها تحمل عدة وجوه نورد أهمها فيما يلي:
جند خبر لمبتدأ محذوف أي هم جند وما نكرة تامة صفة لجند على سبيل التحقير أي هم جند حقير فإن ما إذا كانت صفة تستعمل للتعظيم أو التحقير والثاني هو المراد ولك أن تعربها زائدة وهنالك اسم إشارة في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف صفة لجند ومهزوم نعت ثالث لجند أو خبر ثان للمبتدأ المحذوف ويجوز أن يكون جند مبتدأ ساغ الابتداء به لوصفه وهنالك خبره واختار هذا الوجه أبو البقاء وسنورد لك عبارته في باب
الفوائد
ومن الأحزاب جار ومجرور متعلقان بمهزوم.
الفوائد:
1-
الفرق بين لمّا ولم:
ونثبت هنا الفرق الدقيق بين لمّا ولم وبه يتبين لماذا أوثرت لمّا في قوله «بل لمّا يذوقوا عذاب» فهما تشتركان في أمور وهي الحرفية والاختصاص بالمضارع والنفي والجزم والقلب للمضي وجواز دخول همزة الاستفهام عليهما، وتنفرد لم عن لمّا بمصاحبة أداة الشرط
نحو «وإن لم تفعل فما بلغت رسالته» لأن الشرط يليه مثبت لم ولا يليه مثبت لمّا، وتنفرد لم عن لما أيضا بجواز انقطاع نفي منفيها نحو «هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا» لأن المعنى أنه قد كان بعد ذلك شيئا مذكورا، وتنفرد لمّا عن لم بجواز حذف مجزومها كقاربت المدينة ولما، أي ولمّا أدخلها، ولا يجوز ذلك في لم وحملوا قول إبراهيم بن علي بن محمد الهرمي على الضرورة وهو:
احفظ وديعتك التي استودعتها
…
يوم الأعازب إن وصلت وان لم
أي وإن لم تصل، وتنفرد لما عن لم أيضا بتوقع ثبوت منفيها كقوله تعالى «بل لما يذوقوا عذاب» أي الى الآن ما ذاقوه وسوف يذوقونه، وفرق سيبويه بينها وبين لم في هذا الصدد بأن لم نفي لفعل يتوقع وجوده لم يقبل مثبته قد، ولما نفي لما يتوقع وجوده أدخل على مثبته قد، ومن الفرق الدقيق أنه لا يجوز أن تقول الحجر لم يتكلم ويجوز أن تقول الحجر لا يتكلم لأنه ما بعد لم يفيد التوقع وذلك مستحيل.
2-
قصة إسلام عمر:
يروي التاريخ أن هذه الآيات نزلت بعد إسلام عمر، ولإسلام عمر قصة محبوكة الحلقات فيها متعة، وفيها طرافة، ولكن لها روايات كثيرة وطرقا مختلفة نجتزىء منها برواية عطاء ومجاهد التي نقلها ابن اسحق عبد الله بن أبي نجيح وهي تذكر ان عمر قال: كنت للإسلام تباعدا، وكنت صاحب خمر في الجاهلية أصبها وأشربها وكان
لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش، فخرجت أريد جلسائي أولئك فلم أجد منهم أحدا فقلت لو أنني جئت فلانا الخمار، فجئته فلم أجده، قلت لو أنني جئت الكعبة فطفت بها سبعا أو سبعين، فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة فإذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قائم يصلي وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام واتخذ مكانه بين الركنين: الركن الأسود والركن اليماني، فقلت حين رأيته والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول وقام بنفسي أنني لو دنوت منه أسمع لأروعنه فجئت من قبل الحجر، فلما سمعت القرآن رقّ قلبي فبكيت ودخلني الإسلام. ولما أسلم عمر شقّ ذلك على قريش فاجتمع خمسة وعشرون من صناديدهم فأتوا أبا طالب فقالوا أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، يريدون الذين دخلوا في الإسلام، وجئناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فأحضره وقال له: يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألونك السواء والانصاف فلا تمل كلّ الميل على قومك فقال النبي: ماذا تسألونني؟
فقالوا ارفضنا وأرفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك فقال: أرأيتم إن أعطيتكم ما سألتم أمعطيّ أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم العجم قالوا: نعم وعشر أمثالها فقال: قولوا لا إله إلا الله، فقاموا وانطلق الملأ منهم. وقد تبيز بذلك العطف الذي ألمعنا إليه في اعراب وانطلق الملأ منهم إلخ
…
3-
نص عبارة أبي البقاء:
وعدناك بنقل نص عبارة أبي البقاء في إعراب قوله «جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب» قال: «جند مبتدأ وما زائدة