المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

اسم الله وقد تقدم هذا الإعراب في سورة التوبة ونزيد - إعراب القرآن وبيانه - جـ ٨

[محيي الدين درويش]

فهرس الكتاب

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 28 الى 33]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌إجمال أسماء زوجاته:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 34 الى 37]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 38 الى 40]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 41 الى 48]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 49 الى 52]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : آية 53]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 54 الى 56]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 57 الى 59]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 60 الى 63]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 64 الى 68]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الأحزاب (33) : الآيات 69 الى 73]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌(34) سورة سبإ مكيّة وآياتها اربع وخمسون

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 1 الى 6]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 7 الى 9]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 10 الى 13]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : آية 14]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 15 الى 19]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 20 الى 22]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 23 الى 27]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 28 الى 33]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 34 الى 37]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 38 الى 42]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 43 الى 45]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 46 الى 49]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة سبإ (34) : الآيات 50 الى 54]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(35) سورة فاطر مكّيّة وآياتها خس وأربعون

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 1 الى 3]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 4 الى 7]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : آية 8]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 9 الى 10]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 11 الى 14]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌اللغة:

- ‌ الإعراب

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 29 الى 31]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 32 الى 35]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 36 الى 38]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 39 الى 40]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 41 الى 43]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فاطر (35) : الآيات 44 الى 45]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌(36) سورة يس مكيّة وآياتها ثلاث وثمانون

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 1 الى 9]

- ‌اللغة:

- ‌الاعراب

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 10 الى 12]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 13 الى 19]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 20 الى 29]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 30 الى 32]

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 33 الى 36]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 37 الى 40]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 41 الى 46]

- ‌اللغة:

- ‌ الإعراب

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 47 الى 50]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 51 الى 54]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 55 الى 61]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 62 الى 67]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 68 الى 76]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة يس (36) : الآيات 77 الى 83]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌(37) سورة الصّافات مكيّة وآياتها ثنتان وثمانون ومائة

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 1 الى 10]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 11 الى 19]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 20 الى 26]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 27 الى 34]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 35 الى 49]

- ‌اللغة:

- ‌ الاعراب

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 50 الى 61]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 62 الى 74]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 75 الى 82]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 83 الى 113]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 114 الى 122]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 123 الى 132]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 133 الى 138]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 139 الى 156]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 157 الى 164]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 165 الى 173]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الصافات (37) : الآيات 174 الى 182]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(38) سورة ص مكية وآياتها ثمان وثمانون

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 1 الى 5]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 6 الى 11]

- ‌الإعراب:

- ‌ الفوائد

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 12 الى 15]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 16 الى 20]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 21 الى 25]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 26 الى 29]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 30 الى 40]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 41 الى 44]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 45 الى 48]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 49 الى 60]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 61 الى 66]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 67 الى 78]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 79 الى 88]

- ‌الإعراب:

- ‌(39) سورة الزمر مكية وآياتها خمس وسبعون

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 1 الى 3]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 4 الى 6]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 7 الى 8]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 9 الى 10]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 11 الى 18]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 19 الى 21]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 22 الى 23]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 24 الى 28]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 29 الى 32]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 33 الى 38]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 39 الى 42]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 43 الى 46]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 47 الى 49]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 50 الى 52]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 53 الى 59]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 60 الى 66]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة الزمر (39) : الآيات 67 الى 75]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(40) سورة غافر مكية وآياتها خمس وثمانون

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 1 الى 6]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 7 الى 9]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 10 الى 12]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 13 الى 18]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 19 الى 22]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 23 الى 27]

- ‌الإعراب:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 28 الى 29]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 30 الى 35]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 36 الى 46]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 47 الى 52]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 53 الى 59]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 60 الى 63]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 64 الى 68]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 69 الى 76]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 77 الى 78]

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة غافر (40) : الآيات 79 الى 85]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌الفوائد:

- ‌(41) سورة فصلت مكية وآياتها اربع وخمسون

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 1 الى 7]

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 8 الى 12]

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 13 الى 16]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 17 الى 25]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 26 الى 29]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 30 الى 36]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 37 الى 39]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌الفوائد:

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 40 الى 44]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌ البلاغة

- ‌[سورة فصلت (41) : الآيات 45 الى 48]

- ‌اللغة:

- ‌الإعراب:

- ‌الفوائد:

الفصل: اسم الله وقد تقدم هذا الإعراب في سورة التوبة ونزيد

اسم الله وقد تقدم هذا الإعراب في سورة التوبة ونزيد هنا أنه يجوز أن يكون منصوبا بنزع الخافض متعلق بأحق واختار أبو البقاء وجها ثالثا وهو أن يكون أن تخشوه مبتدأ وأحق خبره مقدم عليه والجملة خبر عن اسم الله.

(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها) الفاء استئنافية ولما ظرفية حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط وقضى زيد فعل وفاعل ومنها متعلقان بقضى ووطرا مفعول به وزوجناكها فعل ماض وفاعل والكاف مفعول به أول والهاء مفعول به ثان والجملة لا محل لها. وقضاء الوطر في اللغة بلوغ منتهى ما في النفس من الشيء. (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً) اللام حرف جر للتعليل وكي حرف مصدري ويكون فعل مضارع منصوب بكي والمصدر المؤول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بزوجناكها على أنه تعليل للتزويج وعلى المؤمنين خبر يكون المقدم وحرج اسمها المؤخر وفي أزواج أدعيائهم صفة لحرج. (وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) كان واسمها وخبرها والجملة معترضة أو معطوفة على ما تقدم.

‌الفوائد:

وعدناك ببسط القول في قصة زواج زيد بن حارثة بزينب بنت جحش وبرا بالوعد ودحضا للأراجيف التي أثارها المتشككون والذين في قلوبهم مرض وهوى نقول: تقدم القول في ترجمة زيد بن حارثة وأن النبي صلى الله عليه وسلم زوجه زينب بنت جحش وكان قد خطبها عليه فكره عبد الله وزينب ذلك لظنهما قبل ذلك أن النبي خطبها لنفسه ثم

ص: 20

رضيا فأنكحها إياه وساق عنه إليها مهرها ستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وإزارا وخمسين مدا من طعام وثلاثين صاعا من تمر كما يروى، فمن الجدير بالملاحظة أن زينب كانت بنت عمة النبي وربيت تحت نظره وشملها من عنايته ما يشمل البنت من والدها ولو كان للجمال سلطان على قلبه صلى الله عليه وسلم كما يزعم المتشككون لكان أقوى سلطانه عليه جمال البكر في روائه ونضرة جدته وقد كان يراها ولم يكن بينه وبينها حجاب ولا يخفى عليه شيء من محاسنها الظاهرة بيد أنه لم يرغبها لنفسه ورغبها لمولاه فكيف يستهويه جمالها ويصيبه سهم حبها بعد أن صارت زوجا لعبد أعتقه وأنعم عليه بالحرية؟

هذا ولم يعرف في الطبائع أن تغلب الشهوة على الإنسان حتى يعشق من هو قريب منه أو من عايشه في صغره، فكيف يسوغ لنا أن ندعي وجود هذه الشهوة في رجل عرف بالعفة والاستقامة طوال عمره وصوت الله يهتف في أذنه:«ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا» بل كيف يسمح لنفسه بالانزلاق الى هذه الوهدة السحيقة وهو يتهيأ لبث رسالة ونشر تعاليم دين جديد يتغاير مع مألوف قومه ويهدم ما ألفوه من عادات وترسموه من نظم وطقوس؟

الواقع أنه، صلى الله عليه وسلم، لم يبال بإباء زينب الاقتران بزيد ورغبتها عنه، وقد كان يعلم حق العلم، أن زواجا يقوم على التنافر أمر يفقد طبيعة الانسجام بين الزوجين التي لا بد منها ليسود الوئام بينهما وتستقر الحياة الزوجية على أوطد الدعائم، ولكنه أراد تنفيذ أمر الله في محو عادة جاهلية رديئة درج عليها العرب آنذاك وهي إعطاء الدعي جميع حقوق الابن واجراء جميع الاحكام المعتبرة للابن

ص: 21

عليه وله حتى في الميراث وحرمة النسب وقد تقدم قوله تعالى بهذا الصدد ناعيا على العرب ما كانوا يدينون به: «ما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل» وليس أحد أجدر من النبي يختصه الله بهذا التكليف الذي يبطل تلك العادة ويحمل العرب على التقصي منها، فعمد بوحي منه تعالى الى خرق هذه العادة وإبطالها فأرغم زينب أن تتزوج بزيد وهو مولاه وصفيه تمهيدا لإقامة شرع جديد وتنفيذ حكم إلهي لا محيد عن تنفيذه، وبعد أن صارت زينب الى زيد لم يسلس قيادها ولم يلن إباؤها بل شمخت عليه وتعالت، وتعمدت إيلام قلب زوجها، بالتعالي عليه في النسب والحرية فاشتكى زيد ذلك إلى النبي المرة بعد المرة والنبي في خلقه السمح وسجاياه الطاهرة يهدهد من آلام زيد ويقول له «أمسك عليك زوجك واتق الله» إلى أن أتى أمر الله وغلب على ذلك كله فسمح لزيد بطلاقها بعد أن استحال جو البيت جحيما لا يطاق كما قال تعالى «لكيما يكون على المؤمنين من حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا» وأكد ذلك كما يأتي، بقوله:«ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما» .

وعلى هذا النحو يمكن القول بصورة جازمة أن الله تعالى ذكر نبيه بما وقع منه ليزيده تثبيتا على الحق وليدفع عنه ما حاك في صدور ضعاف العقول فقال: «وإذ تقول للذي أنعم الله عليه» بالإسلام «وأنعمت عليه» بالعتق والحرية والاصطفاء بالولاية والمحبة وتزويجه بنت عمتك وتعظه عند ما كان يشكو إليك من إيذاء زوجه: «أمسك عليك زوجك واتق الله» واخشه في أمرها فإن الطلاق يشينها وقد

ص: 22

يؤذي قلبها وارع حق الله في نفسك أيضا فربما لا تجد بعدها خيرا منها، تقول ذلك وأنت تعلم أن الطلاق أمر لا بد منه لما ألهمك الله أن تمتثل أمره بنفسك لتكون أسوة حسنة لمن معك ولمن يأتي بعدك وإنما غلبك في ذلك الحياء وخشية أن يقولوا: تزوج محمد مطلقة متبناه فأنت في هذا «تخفي في نفسك ما الله مبديه» من الحكم الذي ألهمك «وتخشى الناس والله» الذي أمرك بذلك كله «أحق أن تخشاه» فكان عليك أن تمضي في الأمر من أول وهلة تعجيلا بتنفيذ كلمته وتقرير شرعه ثم زاده بيانا بقوله: «فلما قضى زيد منها وطرا» أي حاجة بالزواج «زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا» لترتفع الوحشة من نفوس المؤمنين ولا يجدوا في أنفسهم حرجا من أن يتزوجوا نساء كنّ من قبل زوجات لأدعيائهم «وكان أمر الله مفعولا» .

هذا هو التعليل الصحيح، والتفسير القويم، لهذه القصة وأما ما رووه من أن النبي مرّ ببيت زيد وهو غائب فرأى زينب فوقع منها في قلبه شيء فقال: سبحان مقلب القلوب فسمعت زينب التسبيحة فنقلتها إلى زيد فوقع في قلبه أن يطلقها إلى آخر هذا الهراء الذي يترفع النبي عنه فقد فنده المحققون من العلماء وقال الإمام أبو بكر بن العربي: انه لا يصح وان الناقلين له المحتجين به على مزاعمهم في فهم الآية لم يقدروا مقام النبوة حق قدره، ولم تصب عقولهم من معنى الصحة كنهها، وأطال ابن العربي في ذلك إلى أن يقول:

«فأما قولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم رآها فوقعت في قلبه فباطل فإنه كان معها في كل وقت وموضع ولم يكن حينئذ حجاب فكيف تنشأ معه وينشأ معها ويلحظها في كل ساعة ولا تقع في قلبه إلا إذا كان لها

ص: 23

زوج وقد وهبته نفسها وكرهت غيره فلم يخطر ذلك بباله، فكيف يتجدد هوى لم يكن؟ حاشا لذلك القلب المطهّر من هذه العلاقة الفاسدة وقد قال سبحانه «ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه» والنساء أفتن الزهرات وأنشر الرياحين؟ ولم يخالف هذا في المطلقات فكيف في المنكوحات المحبوسات» إلى أن يقول:«فإن قيل لأي معنى قال له: أمسك عليك زوجك وقد أخبره الله أنها زوجته؟ قلنا أراد أن يختبر منه ما لم يعلمه الله به من رغبته فيها أو رغبة عنها فأبدى له زيد من النفرة عنها والكراهة فيها ما لم يكن علمه منه في أمرها، فإن قيل كيف يأمره بإمساكها وقد علم أن الفراق لا بدّ منه وهذا تناقض؟ قلت: بل هو صحيح للمقاصد الصحيحة كإقامة الحجة ومعرفة العاقبة، ألا ترى أن الله يأمر العبد بالإيمان وقد علم أنه لا يؤمن فليس في مخالفة متعلق الأمر لمتعلق العلم ما يمنع من الأمر به عقلا وحكما وهذا من نفيس العلم فاقبلوه» .

قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول: «إنما عتب الله عليه من أجل أنه قد أعلمه بأنه ستكون هذه من أزواجك فكيف قال بعد ذلك لزيد أمسك عليك زوجك وأخذتك خشية الناس أن يقولوا تزوج زوجة ابنه والله أحق أن تخشاه» . وقال النحاس: «قال بعض العلماء ليس هذا من النبي صلى الله عليه وسلم خطيئة، ألا ترى أنه لم يؤمر بالتوبة ولا بالاستغفار وقد يكون الشيء ليس بخطيئة إلا أن غيره أحسن منه وأخفى ذلك في نفسه خشية أن يفتتن به الناس» وروي عن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله إليه أن زيدا يطلق زينب وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها فلما شكا

ص: 24