الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما قبلت شهادتهم على الناس لسائر الأنبياء، لأنهم لم يفرقوا بين أحد منهم وعلموا أخبارهم من كتابهم على لسان نبيهم، ولاعتراف سائر الأمم يومئذ بفضلهم على سواهم، وقد تقدم ذكر هذا فى سورة الأنعام عند قوله:«وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً» الآية.
ولما ندبهم لأداء الشهادة على الأمم جميعا طلب منهم دوام عبادته والاعتصام بحبله المتين فقال:
(فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ) أي فقابلوا هذه النعم العظيمة بالقيام بشكرها، فأدّوا حق الله عليكم بطاعته فيما أوجب وترك ما حرم، ومن أهم ذلك إقامة الصلاة التي هى وصلة بينكم وبين ربكم، وإيتاء الزكاة التي هى طهرة أبدانكم، وصلة ما بينكم وبين إخوانكم، واستعينوا بالله فى جميع أموركم، وهو ناصركم على من يعاديكم.
ثم علل الاعتصام به بقوله:
(فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) أي إن من تولاه كفاه كل ما أهمه، وإذا نصر أحدا أعلاه على كل من خاصمه، إذ لا ناصر فى الحقيقة سواه ولا ولىّ غيره، فله الحمد وهو رب العالمين.
خلاصة ما تضمنته السورة من الحكم والأحكام
(1)
وصف حال يوم القيامة وما فيه من شدائد وأهوال تشيب منها الولدان.
(2)
جدال عبدة الأصنام والأوثان بلا حجة ولا برهان.
(3)
إثبات البعث وإقامة الأدلة عليه.
(4)
وصف المنافقين المذبذبين فى دينهم وعدم ثباتهم على حال واحدة.
(5)
ما أعد الله لعباده المؤمنين من الثواب المقيم فى جنات النعيم.
(6)
بيان أن الله ناصر نبيه ومظهر دينه على سائر الأديان.
(7)
بيان أن الله يحكم يوم القيامة بين عباده من أرباب الديانات المختلفة ويجازى كلا بما يستحق.
(8)
إقامة الأدلة على وجود خالق السموات والأرض وبيان أن العالم كله خاضع لقدرته.
(9)
أمر المؤمنين بقتال المشركين الذين أخرجوهم من ديارهم، وبيان أن هذا القتال لا بد منه لنصرة الحق فى كل زمان ومكان وأن الله ينصر من يدافع عنه.
(10)
تسلية الرسول على ما يناله من أذى قومه وأنهم ليسوا بدعا فى الأمم، فكثير ممن قبلهم كذبوا رسلهم ثم كانت العاقبة للمتقين، وأهلك الله القوم الظالمين، والعبرة ماثلة أمامهم فى حلهم وترحالهم.
(11)
بيان أن المفسدين يلقون الشبهات على الحق ليزلزلوا عقائد المؤمنين، لكنها لا تلبث أن تزول وينكشف نور الحق ويزيل ظلام الباطل.
(12)
الثواب على الهجرة لله ورسوله سواء قتل المهاجر أو مات.
(13)
وصف حال الكافرين إذا تلى عليهم القرآن، بما يظهر على وجوههم من أمارات الغضب.
(14)
بيان أن الله يرسل رسلا من الملائكة ورسلا من البشر وأن الله عليم بمن يصلح لهذه الرسالة.
(15)
أمر المؤمنين بدوام الصلاة والزكاة وفعل الخيرات والجهاد حق الجهاد فى سبيل الحق.
(16)
بيان أن الدين يسر لا عسر، وأنه كمّلة إبراهيم سمح لا شدة فيه.
(17)
بيان أن الرسول شهيد على أمته يوم القيامة وأن هذه الأمة تشهد على الأمم السالفة بأن رسلهم قد بلغوهم شرائع الله وما قصّروا فى ذلك.
اللهم ألهمنا الحق، واهدنا سبيل الرشاد، وتقبل أعمالنا، إنك أنت السميع المجيب.
قد انتهى تفسير هذا الجزء فى اليوم الثامن عشر من ذى الحجة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وألف بعد الهجرة بمدينة حلوان من أرباض القاهرة قاعدة الديار المصرية، وفقنا الله لإتمام تفسير كتابه الكريم.