يُطَافُ عَلَيْهِمْ والمعنى يشربون ويتحادثون على الشراب كعادة الشرب قال الصافات - تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل - جـ ٣

يُطَافُ عَلَيْهِمْ والمعنى يشربون ويتحادثون على الشراب كعادة الشرب قال

الصافات (64 - 51)

{قائل منهم إني كان لي قرين}

…

وما بقيت من اللذات إلا

…

أحاديث الكرام على المدام

…

فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم وعليهم في الدنيا إلا أنه جىء به ماضيا على ماعرف في اخباره

قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ‌

‌(51)

{قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ}

يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ‌

‌(52)

{يقول أئنك} بهمزتين شامي وكوفي {لَمِنَ المصدقين} بيوم الدين

أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ‌

‌(53)

{أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لَمَدِينُونَ} لمجزيون من الدين وهو الجزاء

قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ‌

‌(54)

{قَالَ} ذلك القائل {هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ} إلى النار لأريكم ذلك القرين قيل إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى أهل النار أو قال الله تعالى لأهل الجنة هل أنتم مطلعون إلى النار فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار

فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ‌

‌(55)

{فاطلع} المسلم {فرآه} أي قرينة {فِى سَوَآءِ الجحيم} في وسطها

قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ‌

‌(56)

{قَالَ تالله إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ} إن مخففة من الثقيلة وهي تدخل على كاد كما تدخل على كان واللام هي الفارقة بينها وبين النافية والإرداء الإهلاك وبالياء في الحالين يعقوب

وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ‌

‌(57)

{وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّى} وهي العصمة والتوفيق في الاستمساك بعروة الإسلام {لَكُنتُ مِنَ المحضرين} من الذين أحضروا العذاب كما أحضرته أنت وأمثالك

أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ‌

‌(58)

إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)

{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَاّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} الفاء للعطف على محذوف تقديره أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين