المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سفور وفجور من كان يدعو للسفور … فهو الحريص على الفجور وهو - جالب السرور لربات الخدور

[عبد الكريم الحميد]

الفصل: ‌ ‌سفور وفجور من كان يدعو للسفور … فهو الحريص على الفجور وهو

‌سفور وفجور

من كان يدعو للسفور

فهو الحريص على الفجور

وهو الذي يبني وما

يبني سوى صرح الشرور

وهو الذي في هدمه

للدين ليس له نظير

وهو الوكيل حقيقة

لعدونا ذاك الغرور

وهو المعين له بما

يرضيه وهو له وزير

وهو العدو لديننا

وعدوه أبداً حقير

دارت عليه دوائر

للسوء تجعله أسير

ورماه رب العرش في

جُنح المساء أو البكور

بقوارع تودي به

وتزيره ظلم القبور

يا ويل من نسي الذي

بعث الرسول لنا نذير

وأقام ديناً قيماً

فيه السعادة والحبور

فيه النساء مكرمات

ومحصنات في الخدور

إن النساء بديننا

مثل الرجال بلا نكير

لكن بطاعة ربنا

ما ذاك في كل الأمور

ترجو جنان الخلد مع

خوف التردي في السعير

مستورة في خدرها

إذ هن ربات الخدور

جعل القوامة ربنا

في شأنهن على الذكور

ص: 42

ما علمهن سوى الذي

جبريل جاء به البشير

يعملن فيه على التقى

متجنبات للشرور

ورجاؤهن سعادة

وتجارة ليست تبور

ما علمهن رياضة

أو أرضنا صارت تدور

ما علمهن طبيعة

أو هندسات للكفور

ما علم غير محمد

في دينهن سوى حقير

ما نهج غير محمد

إلا كأعمى والبصير

خفن العذاب مخلدات

ومؤبدات في السعير

أما النساء بوقتنا

فمشابهات للذكور

متبرجات مثلما

عهد الجهالة والشرور

متعلقات بالسفول

همم على هذا تدور

جعلت سعادتها بما

تشقى به يوم النشور

استدبرت ريح الصبا

واستقبلت ريح الدّبور

يا ويحها ما ساقها

أوقادها إلا خبير

بالمكر والكيد الذي

يبديه ألْين من حرير

لتخِرّ من عليائها

صيد بلا تعب كبير

من ذا يحسّن ظنه

بمهيج ذات الخدور

أن أُخرجي .. أن إركبي ..

أن إعملي مثل الذكور

من كان يعقل فهو ذو

علم بعاقبة الأمور

من ذا يقول بأن من

يدعو النساء إلى السفور

ص: 43

خيراً يريد بقوله

لا والذي مرج البحور

لا والذي خلق السما

والشمس والقمر المنير

خاف النبي منافقاً

علم اللسان له غُرور

في زخرف من قوله

جعل الضرير هو البصير

وبزخرف من قوله

جعل العسير هو اليسير

وبزخرف من قوله

جعل الحجارة كالحرير

خاف النبي نساؤنا

أن يختلطن مع الذكور

إذ أن هذا ضامن

للموبقات بلا نكير

يا فتنة إشعالها

لا كالحريق غشى القصور

كلا ولا إشعالها

كالمال أتلفه السعير

فالأمر أعظم هوْله

مما يحيط به الضمير

هو في الحقيقة مهلك

ومدمر وهو الخطير

لا سيما في وقتنا

هذا الذي عدم النظير

من شك في هذا فما

يدري بديهات الأمور

مخدوعة تلك التي

نهقت لها جُرْب الحمير

هي صدّقت هذيانهم

إذ عقلها فيه القصور

مظلومة في بيتها

محبوسة مثل الأسير

هي كالرجال فما لها

تبقى محطّمة الشعور

الذئب نادى أرنباً

هيا إلى نيل السرور

ص: 44

نسعى جميعاً للذي

فيه السعادة والحبور

هي صدّقته وغادرت

جحراً يُكِنُّ من الحَرور

يا للسعادة أدركت

من نابه ذاك الطرير

يا من نسي معبوده

مستبعداً يوم النشور

من ربنا وعظٌ أتى

بكتابه وهو المنير

وبسنة الداعي إلى

سبل الرشاد من الأمور

من كان ينسى فالذي

يُحصي عليه هو الخبير

يجد الكتاب مدون

فيه الصغير مع الكبير

يوم المعاد مصيرنا

إما الجنان أو السعير

والقبر إما روضة

من جنة فيها السرور

أو حفرة النيران مع

قمع يشيب له الصغير

والساعة اقتربت وما

هذا التمرد والغرور

إلا لأن قلوبنا

صارت إلى مرض خطير

إن الديار جوارنا

كانت على خير كثير

فتقوضت أركانها

لما فشا فيها السفور

فاجتاحها هذا الذي

طوفانه مثل البحور

هدم لدين المصطفى

عند المساء وفي البكور

حتى عفت تلك الرسوم

وتبدلت تلك الأمور

ولقد سلكنا دربهم

شبراً بشبر في المسير

حتى تحوّل حالنا

من يُسرنا نحو العسير

ص: 45

ومن الهداية للضلال

ومن الظلال إلى الحرور

برق الحضارة غرّنا

يا بارق ليس المطير

بل عارض بخداعنا

بزخارف كُسِيَت غرور

إن التشبه ماحق

للخير جالب الشرور

دنياً تخالف طبعنا

والدين تجعله نكير

لم يبق فينا سالم

إما قتيل أو كسير

يا عزة كانت لنا

قبل التشبه بالكفور

يا ذلة حلّت بنا

لما تهتكت الستور

ما ديننا إلا حمى

وسياجه تقوى الغفور

ما ديننا إلا هدى

نقفوا به أثر البشير

وهو الكفيل بنصرنا

والعز في كل الأمور

فالعز قارن ديننا

والذل يُلْبسَه الكفور

وعلى النبي صلاتنا

حين العشيّ وفي البكور

ص: 46