الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سكر الهوى
خرجت بزينتها لعرض جمالها
…
بعباءة زعمت ستستر حالها
شغلت عيوناً مع قلوب أسلمت
…
داعي الهوى أرسانها ورِحالها
شعرت بأن الكل ينظر نحوها
…
راع الخلائق حسنها وجمالها
يا فرحة غمرت فؤاد غريرة
…
ظنت سعادتها يهل هلالها
فرحت بسخط إلهها وتنعمت
…
بشقاوة حلت بها أثقالها
لقد رأوك في السوق، بملابس الفجور والفسوق، خالعة جلباب الحياء، مسخطة من في السماء، مرضية من يجري منك في العروق، علموا أنك تزينت وتبرجت للناظرين، فاستجابت لك عيون الفاسقين، وتمنوا لو رأوك عارية كيوم تولدين، ليشبع منك نهمهم، ويقضوا منك وطرهم، وأنت وهم في غفلة عن عواقب هذا الأمر العظيم، وكأن من عصى الإله لم يُتوعد بنار الجحيم، إنك في سكر الهوى غاوية،
وعن ربك لاهية، ولدينك ناسية، والله لقد أصبت بداهية، ولكنك لا تشعرين.
دعي داع دعاك إلى السعير
…
أفيقي قبل قاصمة الظهور
أما للقبر سعيك كل يوم
…
وبعد القبر صانحة النشور
جمالك قشرة وإلى زوال
…
ولا تدرين عاقبة الأمور
جمالك صار مجلبة لداء
…
هو الإعجاب داعية الغرور
سيذبل بعد يوم ثم يوم
…
ويأتي الغم من بعد السرور
لبست البنطلون، ووقفت ساعات أمام المرأة، ولسان حالها يقول هذه الكلمات، أين أنتم يا من ينظرون؟! لقد خرجت المسكينة من الوقار والسكينة إلى هَوَج يشبه الجنون!!.
برزت في الأسواق تتبختر، قال لها إبليس لم يرك أحد إلا هام وتحيّر، أنت من الحور ولست من البشر، هي غافلة عن الغَرور (1)، ونفسها الأمارة بالشرور، ولو عاد لها عقلها ساعة، لتفكرت في قبح البضاعة، وأنها قشرة على أنجاس في غاية الفضاعة!!.
(1) الغرور: الشيطان.