المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌كسوف شمس الهدى

‌كسوف شمس الهدى

شمس الهدى كسفت وغاب ضياؤها

وغشى الظلام مرابع الإيمان

فسق الشباب وزاد طغيان النسا

وتوافر الأشرار في البلدان

يا ربنا نشكو إليك مُصابنا

أنت الرحيم ودائم الإحسان

النهج أصبح غير نهج محمد

بقي التسمي دونما برهان

قامت نساء حظهن من الهدى

والعقل حظاً كامل النقصان

يطلبن أمراً منكراً بل جائراً

بعداً لهن حبائل الشيطان

درك الشقا جهدُ البلا سوء القضا

وشماتة الأعداء والخسران

نطق الرُّوَيْبض والترجل للنسا

وسفورهن كسائر الذكران

يا من تنكّر للديانة والهدى

بعداً وسحقاً سائر الأزمان

الدين صانك أن يُناوشك الردى

لكن أبَيْت بنخوة الشيطان

الذي حُصْنك عن مكايدة العِدى

لكن أبيت حماية الرحمن

إن السفور رذيلة ومشيعه

يبغي الفساد وشِرْعة الأخدان

إن السفور وسيلة لمفاسد

تربو على الإحصاء والتبيان

من يرض فيه فإنما لِدَياثة

تأبى العفاف وصحة الإيمان

ما شاع في بلد وأفلح أهله

أنظر ترى ما حل في البلدان

كثر الزنا فيها وأصبح أهلها

صرعى وأسرى في حمى الشيطان

قل للذين تظاهروا في إفكهم

زوراً آتيتم ظاهر البطلان

إن التظاهر بالمناكر جالب

لمصائب تربو على الحسبان

هذا ونحن بحالة تدعو إلى

طلب الرضى من ربنا الديّان

ص: 50

كي يدفع الأعداء عنا رحمة

منه وفضلاً فهو ذو إحسان

فأتيتمو بموانع وقواطع

تُدني العذاب وتوجب الحرمان

لا حقّق الله المراد لمن طغى

وبغى وصال براية الشيطان

ربي توعّد من عصاه بنقمة

عَجْلى وبعد مماته النيران

خافوا عباد الله ما حُذِّرتموا

أنسيتمو التهديد في القرآن

أنسيتمو ما حل فيمن قبلنا

من شؤم ما عملوا من العصيان

أنسيتموا لا تحسبن إلهنا

في غفلة عن فاعل النكران

أنسيتمو قوا أهلكم ونفوسكم

ناراً تلظّى دائم الأزمان

هذا ونسأل ربنا بجلاله

أن يكبت الأعداء بالخذلان

ويقِرّ عين نبينا في قبره

بصلاح أمته ونصر داني

صلى عليه إلهنا فهو الذي

شرع الحجاب صيانة النسوان (1)

(1) كتبت هذه القصيدة في ربيع الآخر سنة 1411 هجرية. بمناسبة ما تقدم ذكره في الحاشية السابقة.

ص: 51