المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌طب الأبدان وطب الأديان

‌طب الأبدان وطب الأديان

وكما أن الجسم لا يكون صحيحاً إلا بغذاء يحفظ قُوته، واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة والأخلاط الردية التي متى غلبت عليه أفسدته جميعه، وحُمْية يمتنع بها من تناول ما يؤذيه ويخشى ضرره.

فكذلك القلب لا تتم حياته إلا بغذاء من الإيمان والأعمال الصالحة تحفظ قوته.

واستفراغ بالتوبة النصوح يستفرغ بها المواد الفاسدة والأخلاط الردية منه.

وحُمْية توجب له حفظ صحته واجتناب ما يضادها، وهي عبارة عن ترك استعمال ما يضاد الصحة.

والتقوى: اسم يتناول هذه الأمور الثلاثة فما فات منها فات من التقوى بقدره.

ص: 18

وإذا تبين هذا فالذنوب مضادة لهذه الأمور الثلاثة، فإنها تستجلب المواد المؤذية، وتستوجب التخليط المضاد للجميع. وتمنع الاستفراغ بالتوبة النصوح.

فانظر إلى جسم عليل قد تراكمت عليه الأخلاط ومواد المرض وهو لا يستفرغها ولا يحتمي لها كيف تكون صحته وبقاؤه؟، ولقد أحسن القائل:

جسمك بالحمية أحصنته

مخافة من ألم طاري

وكان أولى بك أن تحتمي

من المعاصي خشية الباري

فمن حفظ القوة بامتثال الأوامر، واستعمل الحمية باجتناب النواهي، واستفرغ التخليط بالتوبة النصوح لم يدع للخير مطلباً ولا من الشر مهربا.

ص: 19