المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المرأة الصالحة أما المرأة الصالحة فالشيطان عنها بعيد، يقترب من قلبها - جالب السرور لربات الخدور

[عبد الكريم الحميد]

الفصل: ‌ ‌المرأة الصالحة أما المرأة الصالحة فالشيطان عنها بعيد، يقترب من قلبها

‌المرأة الصالحة

أما المرأة الصالحة فالشيطان عنها بعيد، يقترب من قلبها ليدعوها لحزبه ولكنه يندحر لما يرى فيه من آثار الوعد والوعيد، هذه أيقنت بوعد الله ووعيده، وأنها من جملة إمائة وعبيده، علمت أنها مملوكه ومالكها أمرها بالحجاب، صيانة لها عن الكلاب والذئاب، وحماية لها عن مواطن الارتياب.

علمت أن في طاعة مالكها كل ما تسمو إليه النفوس الشريفة، وكل ما تصبو إليه الصالحة العفيفة.

أليس أسمى المطالب وأعلاها مطلب السعادة؟!، وهل تدرك بغير طاعة من ثواب طاعته الحسنى وزيادة؟، إن هذا في الآخرة أما في الدنيا فعزة الإيمان وشرفه وسموه، وسرور المطيع وعلوه.

ص: 14

أثر المعاصي على القلوب

إن للمعاصي آثار سوء في القلوب هي أعظم من آثار الآلام على الأبدان، إنها مجلبة للهموم والغموم والأحزان، إن لها عقوبات معجلة ذكر أهل العلم منها:

نسيان العبد لنفسه فينسيه الله عيوب نفسه ونقصها وآفاتها فلا يخطر بباله إزالتها وإصلاحها.

ويسيه أمراض نفسه وقلبه وآلامها فلا يخطر بقلبه مداواتها ولا السعي في إزالة عللها وأمراضها التي تؤول إلى الفساد والهلاك، فهو مريض مثخن بالمرض ومرضه مترام به إلى التلف ولا يشعر بمرضه ولا يخطر بباله مداواته، وهذا من أعظم العقوبة للعامة والخاصة.

ومن تأمل هذا الموضع تبين له أن أكثر هذا الخلق قد نسوا أنفسهم حقيقة وأضاعوا حظها من الله وباعوها رخيصة

ص: 15

بثمن بخس بيع الغبن، وإنما يظهر لهم هذا عند الموت. ويظهر هذا كل الظهور يوم التغابن.

ومن عقوباتها: أنها تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة. فتزيل الحاصل وتمنع الواصل.

ومن عقوباتها: أنها تباعد عن العبد وليه وأنصح الخلق له وأنفعهم له، ومن سعادته في قربه منه، وهو الملك الموكل به، وتدني منه عدوه وأغش الخلق وأعظمهم ضرراً له وهو الشيطان.

فإن العبد إذا عصى الله تباعد منه الملك بقدر تلك المعصية، فليس شيء أنفع للعبد من صحبة الملك، وإذا اشتد قربه من العبد تكلم على لسانه وألقى على لسانه القول السديد.

وإذا بَعُد منه وقرب الشيطان من العبد تكلم على لسانه قول الزور والفحش حتى يُرى الرجل يتكلم على لسان الملك والرجل يتكلم على لسان الشيطان.

وإذا آذى العبد الملك بأنواع المعاصي والظلم والفواحش

ص: 16

دعا عليه ربه وقال: (لا جزاك الله خيراً) كما يدعو له إذا أكرمه بالطاعة والإحسان.

قال بعض الصحابة رضي الله عنه: (إن معكم من لا يفارقكم فاستحيوا منهم وأكرموهم).

ومن عقوباتها: أنها تستجلب مواد هلاك العبد في دنياه وآخرته، فإن الذنوب هي أمراض القلوب متى اسْتحكمت قتلت ولا بد.

ص: 17