الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(354) مسند عبد الرحمن بن عوف
(1)
(4305)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بشر بن المُفَضّل عن عبد الرحمن ابن إسحق عن الزهري عن محمد بن جُبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "شهِدْتُ حلفَ المُطَيِّيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أُحِبُّ أن لي حُمْرَ النّعَمِ وإني أنْكُثُه"(2).
قال الزّهري: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لم يُصِبِ الإسلامُ حِلفًا إلَّا زاده شِدَّةً، ولا حِلفَ في الإسلام" وقد ألَّفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار (3).
(4306)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثني محمد بن إسحق عن مكحول عن كُريب عن ابن عبّاس أنّه قال له عمر:
يا غلام، هل سَمِعْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو من أحدٍ من أصحابه: إذا شكّ الرجل في صلاته، ماذا يصنع؟ قال: فبينا هو كذلك إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف فقال: فيمَ أنتما؟ فقال عمر: سألْتُ هذا الغلام: هل سمعْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو من أحد من أصحابه: إذا شكَّ الرجل في صلاته، فلم يدر أواحدةً صلّى أم ثنتين، ماذا يصنع؟ فقال عبد الرحمن:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا شكَّ أحدُكم في صلاته، فلم يَدْرِ أواحدةً صلّى أم ثنتين، فليجعلْها واحدة، وإذا لم يَدْرِ صلّى ثنتين أم ثلاثًا فليجعلهما ثنتين، وإذا لم يدر
(1) الآحاد 1/ 173، ومعرفة الصحابة 4/ 1810، والاستيعاب 2/ 385، والتهذيب 4/ 451، والسير 1/ 68، والإصابة 2/ 408.
ومسنده الخامس في الجمع، له حديثان متّفق عليهما، وخمسة للبخاري وحده. وفي التلقيح 365 أنّه أُخرج له خمسة وستّون حديثًا.
(2)
المسند 3/ 193 (1655)، وأبو يعلى 2/ 157 (845). قال الهيثمي 8/ 175: رجاله رجال الصحيح. وصحّح المحقّقون إسناده.
(3)
المسند 3/ 194 وهذا مرسل صحيح كما قال الهيثمي. وذكر محقّقو المسند شواهده في أحاديث موصولة.
أثلاثًا صلّى أم أربعًا، فليجعلها ثلاثًا، ثم يسجدُ إذا فرغ من صلاته وهو جالس قبل أن يُسَلِّمَ سجدتين" (1).
(4307)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو سمعَ بَجالةَ يقول:
كنتُ كاتبًا لجَزء بن معاوية عمِّ الأحنف بن قيس، فأتانا كتابُ عمرَ قبل موته بسنة: أن اقتلوا كلّ ساحر - وربما قال سفيان: وساحرة، وفرقوا بين كلّ مَحْرَم من المجوس، وانهَوهم عن الزّمزمة. فقتلْنا ثلاثةَ سواحر، وجعلْنا نفرّق بين الرجل وحريمه في كتاب اللَّه. وصنع عمر طعامًا كثيرًا، وعرضَ السيف على فخذه، ودعا المجوس فألقَوا وِقْرَ بغلٍ أو بغلين من وَرِق، وأكلوا بغير زمزمة. ولم يكن عمرُ أخذ -وربما قال سفيان قَبِلَ- الجزية من المجوس حتى شَهِد عبدُ الرحمن بن عوف أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هَجَرَ.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4308)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن الزّهري عن مالك بن أوس:
سمعت عمر يقول لعبد الرحمن وطلحة والزّبير وسعد: نشدتُكم باللَّه الذي تقوم به السماء والأرض: أعَلِمْتُم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنا لا نورث، ما تَرَكْنا صدقة" قالوا: اللهمّ نعم (3).
(4309)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام الدَّستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن قارظ أن أباه حدّثه:
(1) المسند 3/ 1194 (1656)، وأبو يعلى 2/ 152 (839)، ومن طريق ابن إسحق صحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/ 324. وقد صرّح ابن إسحق بالتحديث عند أبي يعلى، وأخرج المسند منه الترمذي 2/ 244 (398) وقال: حسن غريب صحيح، وابن ماجة من طريق ابن إسحق 1/ 381 (1209). وقد علّق الشيخ أحمد شاكر في الترمذي طويلًا على الحديث، ومال إلى تصحيحه، وصحّحه الألباني. وينظر تعليق محقّقي المسند.
(2)
المسند 3/ 196 (1657)، والبخاري 6/ 257 (3156، 3157). وينظر الفتح 6/ 261.
(3)
المسند 3/ 197 (1658). ورجاله رجال الشيخين. وهو من حديث عمر. وقد أخرجه الشيخان من طريق الزهري: البخاري 6/ 197 (3094)، ومسلم 3/ 1378 (1757). وينظر مسند عمر.
أنّه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصَلَتكَ رَحِمٌ، إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"قال اللَّه عز وجل: أنا الرحمن، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وشَقَقْتُ لها من اسمي، فمن يَصِلْها أصِلْه، ومن يقطَعْها أقطَعْه فأَبُتَّه" وقال: "من يبُتّها فأبُتَّه"(1).
(4310)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا القاسم بن الفضل قال: حدّثنا النضر بن شيبان قال:
لقيتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن، قلت: حدِّثْني عن شيءٍ سَمِعْتَه من أبيك سَمِعه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان. قال: نعم، حدَّثَني أبي:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل فرض صيامَ رمضان، وسَنَنْتُ قيامه. فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من الذّنوب كيوم ولَدَتْه أُمُّه"(2).
(4311)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: حدّثنا ابنُ لهيعة عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر أن ابن قارظ أخبره عن عبد الرحمن بن عوف قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّتِ المرأةُ خمسها، وصامت شهرَها، وحَفِظَتْ فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادْخُلي الجنّة من أيّ أبوابِ الجنّة شئتِ"(3).
(1) المسند 3/ 198 (1659)، وأبو يعلى 2/ 155 (841). وأخرجه الحاكم 4/ 157 في أحاديث الباب، حكم عليها بأن أسانيدها واضحة، وأنها صحيحة، وصحَّحها الذهبي على شرط مسلم، ورجال الحديث رجال الصحيح، غير إبراهيم بن عبد اللَّه بن قارظ وأبيه. وينظر تخريج محقّقي المسند للحديث.
(2)
المسند 3/ 198 (1660)، ومن طرق عن القاسم بن الفضل أخرجه ابن ماجة 1/ 421 (1328)، والنسائي 4/ 158، وأبو يعلى 2/ 168 - 170 (863 - 865). وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث أبي سلمة عن أبي هريرة. وجعله الألباني في ضعيف النسائي. وقد ضعّف محقّقو المسندين إسناده لضعف النضر بن شيبان، ولأن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يصح سماعه من أبيه. وصحّحوا حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
(3)
المسند 3/ 199 (1661). وأخرجه الطبراني في الأوسط 9/ 372 (880) من طريق ابن لهيعة عن جعفر ابن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة عن ابن قارظ. قال: لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن ابن عوف إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به ابن لهيعة. ونسبه الهيثمي لهما - المجمع 4/ 309، وقال: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وسائر رجاله رجال الصحيح. وسبقه إلى ذلك المنذري في الترغيب 2/ 671 (2887). وحسّن محقّقو المسند لغيره.
(4312)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخُزاعي ويونس قالا: حدّثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي الحُوَيرث عن محمد بن جُبير بن مطعم عن عبد الرحمن بن عوف قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاتَّبَعْتُه حتى دخل نخلًا، فسجدَ فأطال السجود حتى خِفتُ أو خشيتُ أن يكونَ اللَّهُ قد توفّاه أو قبضه. قال: فجئتُ أنظرُ، فرفع رأسَه فقال:"مالك يا عبد الرحمن؟ " قال: فذكرْتُ ذلك له، قال: فقال: "إنّ جبريل قال: ألا أُبَشِّرك؟ : إنّ اللَّه عز وجل يقول لك: من صلّى عليك صَلَّيْتُ عليه، ومن سلّم عليك سلَّمْتُ عليه"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتوجّه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخرّ ساجدًا، فأطال السجود، حتى ظننتُ أن اللَّه عز وجل قد قبضَ نَفْسَه فيها، فدنوتُ منه ثم جلسْتُ، فرفع رأسه فقال:"من هذا؟ " قلتُ: عبد الرحمن. قال: "ما شأنك؟ " قلت: يا رسول اللَّه، سجدْتَ سجدةً خشيتُ أن يكون اللَّهُ عز وجل قبضَ نَفْسَك فيها: فقال: "إن جبريل أتاني فبشَّرَني فقال: إنّ اللَّه عز وجل يقول: من صلّى عليك صلَّيتُ عليه، ومن سلَّمَ عليك سلَّمْتُ عليه، فسَجَدْتُ للَّهِ عز وجل شُكْرًا"(2).
(4313)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الهيثم بن خارجة قال: عبد اللَّه: وسمعتُه أنا من الهيثم، قال: حدّثنا رِشدين عن عبد اللَّه بن الوليد أنّه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدّث عن أبيه:
(1) المسند 3/ 200 (1662، 1663) وأخرجه الحاكم 1/ 222 من طريق الليث. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولا أعلم في سجدة الشكر أصحَّ من هذا الحديث. ووافقه الذهبي. ولم يوافقهما محقّقو المسند -وهم على صواب- فأبو الحويرث، عبد الرحمن بن معاوية، صدوق سيء الحفظ، روى له أبو داود وابن ماجة -ولم يرو له الشيخان- التقريب 1/ 350، ومحمد بن جبير لم يسمع عبد الرحمن.
(2)
المسند 3/ 201 (1664) وعبد الواحد بن محمد وثّقه ابن حبّان، وهو من رجال التعجيل 267. ومن طريق سليمان صحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 1/ 550، ووافقه الذهبي. وحسّنه محقّقو المسند لغيره.
أنه كان مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفر، فذهب النبيُّ صلى الله عليه وسلم لحاجته، فأدركهم وقتُ الصلاة، وأقاموا الصلاة فتقدَّمهم عبدُ الرحمن بن عوف، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم فصلّى مع النّاس خلفَه ركعةً، فلمّا سلَّم قال:"أصبْتُم" أو "أحسنْتُم"(1).
(4314)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: أخبرني مالك. وعبدُ الرزّاق قال: أخبرنا معمر، كلاهما عن الزُّهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللَّه بن عباس:
أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، حتى إذا كان بِسَرْغ لَقِيَه أُمراءُ الأجناد: أبو عبيدة ابن الجرّاح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام. . . فذكر الحديث: قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيّبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علمًا أو خبرًا، سمعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا كان بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه، وإذا سَمِعْتُم به بأرض فلا تَقْدَموا عليه" فحمد اللَّه عمرُ ثم انصرف.
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج ويزيد - المعنى قالا: أخبرنا ابنُ أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة أنَّ عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو يسير في طريق الشام:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أن هذا السُّقْمَ عُذّبَ به الأُمَمُ قبلَكم، فإذا سَمِعْتُم به في أرض فلا تدخُلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منه". قال: فرجع عمر من الشام (3).
(1) المسند 3/ 202 (1665). وفي إسناده ضعف، لضعف رشدين، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه. والحديث بمعناه بإسناد آخر صحيح عن عبد الرحمن بن عوف أخرجه أبو يعلى 2/ 161 (853). وذكر محقّقو المسندين شواهد تقوّي الحديث.
(2)
من طريق عبد الرزّاق عن معمر 3/ 212 (1679)، ومن طريق إسحق عن مالك 3/ 214 (1682) وبالإسنادين في مسلم 4/ 1740، 1741 (2219)، ومن طريق مالك في البخاري 10/ 179 (5729).
(3)
المسند 3/ 211 (1678). وهو حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين. وقد صحح الحديث ابن حبّان من طريق يزيد بن هارون 7/ 74 (2912).
* وقد روي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا محمد بن أبي حَفصة قال: حدّثنا الزّهري عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال: سمعْتُ عبد الرحمن بن عوف يقول:
سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان الوباءُ بأرض ولسْتَ بها فلا تَدْخُلْها، وإذا كان بأرض وأنت فيها فلا تخرج منها"(1).
(4315)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن محمد بن إسحق عن يزيد بن عبد اللَّه بن قُسيط عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف:
أن قومًا من العرب أتَوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأسلموا، وأصابَهم وباءُ المدينة: حُمّاها، فأُرْكِسوا (2) فخرجوا من المدينة، فاستقبلَهم نَفَرٌ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا لهم: ما لكم رجعْتُم؟ قالوا: أصابنا وباءُ المدينة فاجتوَينا (3) المدينة. فقالوا: أما لكم برسول اللَّه أُسوة؟ فقال بعضُهم: نافَقوا، وقال بعضهم: لم يُنافقوا، هم مسلمون، فأنزل اللَّه عز وجل:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} (4)[النساء: 88].
(4316)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا شريك عن عاصم بن عبيد اللَّه بن عامر بن ربيعة قال:
سمع عمر بن الخطاب صوت ابن المُغْتَرِف -أو ابن الغَرِف- الحادي، وهو في جوف الليل وهم منطلقون إلى مكّة، فأوضعَ عمرَ راحلته حتى دخلَ مع القوم، فإذا هو مع عبد الرحمن، فلما طلع الفجر قال عمر: هَيْءَ، الآن، اسكت الآن، قد طلع الفجر، اذكروا اللَّه.
(1) المسند 3/ 203 (1666). والحديث صحيح المتن والإسناد.
(2)
أركسوا: رجعوا.
(3)
اجتوى الشيء: كرهه، ولم يوافقه.
(4)
المسند 3/ 203 (1667). وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده لانقطاعه بين أبي سلمة وأبيه، ولعنعنة ابن إسحق، وينظر تخريجهم له.
قال: ثم أبصر علي عبد الرحمن خُفَّين. قال: وخُفّان! فقال: قد لَبِسْتَهما مع من هو خير منك، أو مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال: عزمتُ عليك إلَّا نَزَعْتَهما، فإني أخافُ أن ينظر النّاس إليك فيقتدون بك.
قال أحمد: وحدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا شريك. . فذكره، وقال: لبستُهما مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
(4317)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد ابن سلمة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن عروة أن عبد الرحمن بن عوف قال:
أقطَعني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعمرَ بن الخطاب أرضَ كذا وكذا، فذهب الزبير إلى آل عمر فاشترى نصيبه منهم، وأنى عثمانَ بن عفّان، فقال: إنّ عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أقطعه وعمرَ بن الخطاب أرض كذا وكذا، وإنّي اشتريتُ نصيب آل عمر. فقال عثمان: عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه (2).
(3418)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش عن ضَمضم بن زُرعة عن شُريح بن عبيد يرُدّه إلى مالك بن يخامِر عن ابن السَّعدي:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنقطعُ الهجرةُ ما دام العدوُّ يقاتل" فقال معاوية وعبد الرحمن ابن عوف وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجُرَ السيّئاتِ، والأخرى أن تهاجِرَ إلى اللَّه ورسوله. ولا تنقطع الهجرة ما تُقُبِّلَتِ التوبة، ولا تزالُ التوبةُ مقبولةً حتى تطلعُ الشمسُ من المغرب، فإذا طلعت طُبع على كلّ قلبٍ بما فيه، وكُفِي الناسُ العمل"(3).
(1) المسند 3/ 204، 205 (1668، 1669)، ومن طريق شريك أخرج أبو يعلى قريبًا منه 2/ 156 (842، 843) وشريك بن عبد اللَّه سيّء الحفظ. وعاصم بن عُبيد اللَّه ضعيف. وصعّف المحقّقون إسناده.
(2)
المسند 3/ 205 (1670).، رجاله ثقات، لكن عروة ولد سنة 23 هـ، عبد الرحمن بن عوف توفّي سنة 32 هـ، فسماع عروة من عبد الرحمن فيه كلام.
(3)
المسند 3/ 206 (1671). وحسّن المحقّقون إسناده. وذكره الألباني في الصحيحة 4/ 240 (1674) وصحّح إسناده، ووثّق رجاله.
(4319)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يوسف بن يعقوب الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جدّه عبد الرحمن ابن عوف أنّه قال:
إني لواقف يوم بدرٍ في الصّفّ نظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثةٍ أسنانُهما، فتمنَّيْت لو كنتُ بين الأضلعِ منهما، فغمَزَني أحدهما فقال: يا عمّ، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، وما حاجتُك يا ابن أخي؟ قال: بلغَني أنّه سبَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لو رأيْتُه لم يفارقْ سَوادي سوادَه حتى يموت الأعجلُ منا. قال: فغمزَني الآخر فقال لي مثلَها. قال: "فتعجَّبْت لذلك. قال: فلم أنْشَبْ أن نَظَرْتُ إلى أبي جهل يزول في النّاس، فقلت لهما: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فابتدَراه فاستقبلاه فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "أيُّكما قتلَه؟ " فقال كُلُّ واحدٍ منهما: أنا قتلْتُه. فقال: "مَسَحْتُما سيفَيكما"؟ قالا: لا. فنظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السيفين فقال: "كلاكما قتلَه" وقضى بسلَبه لمعاذ بن عمرو ابن الجَموح.
وهما معاذ بن عمرو بن الجَموح، ومُعاذ بن عَفراء.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(4320)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال: حدّثنا قاضي أهل فلسطين قال: سمعتُ عبد الرحمن بن عوف يقول:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثٌ والذي نفسُ محمد بيده، إن كنت لحالِفًا عليهنّ: لا يَنْقُص مالٌ من صدقة، فتصدَّقُوا. ولا يعفو عبدٌ عن مَظلمة يبتغي بها وجه اللَّه إلَّا رفعه اللَّه بها عِزًّا يوم القيامة. ولا يَفْتحُ عبدٌ باب مسألةٍ إلَّا فتح اللَّه عليه باب فقر"(2).
(1) المسند 3/ 207 (1673)، والبخاري 6/ 246 (3141)، ومسلم 3/ 1372 (1752).
(2)
المسند 3/ 208 (1674)، وأبو يعلى 2/ 159 (849) من طريق أبي عوانة. وقاضي فلسطين مجهول، قال الهيثمي 3/ 108: فيه رجلٌ لم يُسَمّ. وذكر محقّقو المسندين شواهد تحسّنه.
(4321)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد الدراوديّ عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن عبد الرحمن ابن عوف:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أبو بكر في الجنّة، وعمر في الجنّة، وعليّ في الجنّة، وعثمان في الجنّة، وطلحة في الجنّة، والزبير في الجنّة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنّة، وسعد بن أبي وقاص في الجنّة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل في الجنّة، وأبو عُبيدة بن الجرّاح في الجنّة"(1).
(4322)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه قال: حدّثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جدّه قال:
لما قَدِموا المدينة آخى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن وسعد بن الربيع، فقال لعبد الرحمن: إنّي أكثرُ الأنصار مالًا، فأقْسِمْ مالي نصفين، ولي امرأتان، فانْظُرْ أعجَبَهما إليك، فسَمِّها لي أُطَلِّقْها، فإذا انقضَتْ عدَّتُها فتزوَّجْها. فقال: بارك اللَّه لك في أهلِك ومالك، أين سوقُكم؟ فدَلُّوه على سوق بني قَيْنُقاع، فما انقلب إلَّا ومعه فَضْلٌ من أقِط وسمن، ثم تابع الغُدُوَّ، ثم جاء يومًا وبه أَثَرُ صُفرة، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَهْيَم؟ " قال: تزَّوجْتُ؟ . قال: "كم سُقْتَ إليها؟ " قال: نواةً من ذهب، أو وزن نواة - شكَّ إبراهيم.
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
ومهيم: بمعنى: ما أمْرُك؟
وقوله وزن نواة: يعني خمسة دراهم. وقال الأزهريّ: تزوّجها على ذهب قيمته خمسة دراهم (3).
* * * *
(1) المسند 3/ 209 (1675). ورواه الترمذي 5/ 605 (3747). ثم رواه من طريق عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد (3748) ونقل عن الإمام البخاري: هو أصح من الحديث الأوّل. وأخرجه أبو يعلى 2/ 147 (835). وصحّح محقّق أبي يعلى إسناده، وصحّحه الألباني.
(2)
البخاري 7/ 112 (3780). وينظر 4/ 288 (2048).
(3)
ينظر تهذيب اللغة - 15/ 558.