الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(334) مسند عبد اللَّه بن مسعود
(1)
(3999)
الحديث الأوّل: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد اللَّه قال:
حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن أحدَكُم يُجْمَعُ في بطن أمّه أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مُضغة مثلَ ذلك، ثم يُرسَلُ إليه المَلَكُ، فيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ، ويُؤمَرُ بأربع كلمات: رزقُه، وأجلُه، وعملُه، وشقيٌّ أو سعيد. فوالذي لا إله غيرُه، إنّ أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنّة حتى ما يكونُ بينها وبينه إلّا ذراعٌ، فيسبِقُ عليه الكتابُ، فيُخْتَمُ له بعمل أهل النّار فيدخُلُها، وإن الرجل ليعملُ بعمل أهل النّار حتى ما يكونُ بينه وبينها إلّا ذراع، فيسبِقُ عليه الكتابُ، فيُخْتَمُ له بعمل أهل الجنّة فيدخلُها"
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4000)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوّام عن محمد بن أبي محمد (3) مولى لعمر بن الخطّاب عن أبي عُبيدة بن عبد اللَّه عن عبد اللَّه قال:
(1) ينظر الآحاد 1/ 186، ومعرفة الصحابة 4/ 1765، ومعجم الصحابة 2/ 62، والاستيعاب 2/ 308، والسير 1/ 461، والإصابة 2/ 360.
وجعله الحميدي في الجمع أول المُقَدّمين بعد العشرة. وقد أخرج الشيخان له أربعة وستين حديثًا، وانفرد البخاري بإخراج واحد وعشرين حديثًا، ومسلم بخمسة وثلاثين. وذكر ابن الجوزي أن له ثمانمائة وثمانية وأربعين حديثًا، وقيل غير ذلك - التلقيح 363.
(2)
المسند 6/ 125 (3624)، ومسلم 4/ 2036 (2643). ومن طريق الأعمش في البخاري 6/ 303 (3208).
(3)
في هذا الموضع في المسند أثبت: العوّام عن أبي محمد. وفي مواضع أُخر: عن محمد بن أبي محمد. وذكر المحقّقون الخلاف في اسمه. ينظر حاشية 6/ 15، 16.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من مُسلمَين يموتُ لهما ثلاثةٌ من أولادهما لم يبلغوا الحِنْثَ إلّا كانوا لهما حِصنًا حصينًا من النّار" فقال أبو ذرّ: مضى لي اثنان يا رسول اللَّه. قال: "واثنان" فقال أُبيّ بن كعب أبو المنذر سيِّدُ القرّاء: مضي لي واحد يا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وواحد، وذلك في الصَّدْمة الأُولى"(1).
(4001)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشَيم قال: أخبرنا العَوّام عن جَبَلة بن سُحيم عن مُؤْثِر بن عَفازةَ عن ابن مسعود:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لقيتُ ليلة أُسري بني إبراهيمَ وموسى وعيسى" قال: "فتذاكروا أمرَ الساعة، فردُّوا أمرَهم إلى إبراهيم، فقال: لا عِلمَ لي بها، فردُّوا أمرَهم إلى موسى، فقال: لا علمَ لي بها، فردُّوا الأمر إلى عيسى، فقال: أما وَجْبَتُها (2) فلا يعلم بها أحدٌ إلّا اللَّه عز وجل، وفيما عَهِدَ إليَّ ربّي أن الدَّجّال خارج. قال: ومعي قضيبان، فإذا رآني ذابَ كما يذوبُ الرّصاص. قال: فيُهْلِكه اللَّهُ عز وجل إذا رآني (3)، حتى إن الحجر والشجر ليقول: يا مسلم، إن تحتي كافرًا، فتعالَ فاقتلْه. قال: فيُهلكهم اللَّهُ عز وجل، ثم يرجعُ الناسُ إلى بلادهم وأوطانهم. قال: فعند ذلك يخرج يأجوجُ ومأجوجُ وهم من كلّ حَدَبٍ ينسِلون، فيطؤون بلادَهم، لا يَأتون على شيءِ إلّا أهلكوه، ولا يمرُّون على ماءٍ إلّا شربوه، ثم يرجع الناسُ إليّ فيَشْكُونهم، فأدعو اللَّهَ عز وجل عليهم فيُهلكهم ويميتُهم حتى تجوَى الأرضُ من نتن ريحِهم" - أي تنتن. قال: "فيُنزل اللَّه عز وجل المطرَ فيجترفُ أجسادَهم حتى يقذفَهم في البحر". قال أحمد: قال يزيد بن هارون: "ثم تُنْسَفُ الجبالُ،
(1) المسند 7/ 339 (4314). مع اختلاف في بعض الألفاظ، ونقل ابن كثير في الجامع 27/ 420: أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده لانقطاعه، ولجهالة مولى عمر. ومن طريق أبي محمد مولى عمر أخرجه ابن ماجة 1/ 512 (1606)، والترمذي 3/ 337 (1061)، وقال الترمذي: حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وتحدّث ابن حجر في الفتح 3/ 119 وهو يشرح الأحاديث التي وردت في الباب: في فضل من مات له ثلاثة من الأولاد، أو اثنين، وذكر ما ورد من:"واحد"، ومنها هذا الحديث، قال: وليس في شيء من هذه الطرق ما يصلح للاحتجاج، ولكنه ذكر بعد ذكر حديث روي عن أبي هريرة، وفيه:". . . إذا قبضْتُ صفيّه". قال: وهذا يدخل فيه الواحد فما فوقه، وهو أصح ما ورد.
(2)
الوجبة: الوقوع.
(3)
"إذا رآني" ليست في المسند.
وتُمَدُّ الأرضُ مدَّ الأديم" ثم رجع إلى حديث هشيم، قال: "ففيما عهد إليَّ ربِّي أن ذلك إذا كان كذلك، فإن الساعة كالحامل المُتِمّ التي لا يدري أهلُها متى تفجؤهم بولادتها، ليلًا أو نهارًا" (1).
(4002)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن خُصيف قال: حدّثنا أبو عبيدة عن عبد اللَّه قال:
صلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاة الخَوف، فقاموا صفَّين، فقام صفٌّ خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصفٌّ مستقبلَ العدوِّ، فصلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالصفّ الذي يلونه ركعة، ثم قاموا فذهبوا، فقاموا مقامَ أولئك مستقبل العدوِّ، وجاء أولئك فقاموا مقامهم، فصلّى بهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلّمَ، ثم قاموا فصلَّوا لأنفسهم ركعة ثم سلَّموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مُستقبلَ العدوّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلَّوا لأنفسهم ركعة ثم سلّموا (2).
(4003)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال:
كنتُ أمشي مع عبد اللَّه بمنى، فلَقِيه عثمان، فقام معه يحدّثه، فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن، ألا نُزَوِّجُك جاريةً شابّة، لعلّها أن تذكِّرَك ما مضى من زمانك. فقال عبد اللَّه: أما لئن قلت ذلك، لقد قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا معشرَ الشبابِ، من استطاعَ منكُم الباءةَ فليتزوّجْ، فإنَّه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنّه له وِجاء".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(1) المسند 6/ 19 (3556). ومن طريق العوّام أخرجه ابن ماجة 2/ 1365 (4081)، وأبو يعلى 9/ 196 (5294)، وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 488. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، ومؤثر به عفازة ذكره ابن حِبّان في الثقات، وباقي رجال الإسناد ثقات. ومُؤثر قال عنه ابن حجر في التقريب 2/ 607: مقبول. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده، لأن مؤثرًا لم يوثّقه غير العجلي، وابن حِبّان، وضعّف الألباني الحديث.
(2)
المسند 6/ 26 (3561). وإسناده منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه. ومن طريق ابن فضيل أخرجه أبو داود 2/ 16 (1244)، وأبو يعلى 9/ 239 (5353). وضعّف المحقّقون إسناده، وصحّحوه لغيره. وينظر الفتح 2/ 430، 431.
(3)
المسند 6/ 71 (3592)، ومسلم 2/ 1018 (1400)، وهو في البخاري من طريق الأعمش 4/ 119 (1905).
والوِجاء: رضّ الأنثيين، وأراد أن الصوم يقطع الشهوة.
(4004)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبيدة عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّى لأعْرِفُ آخرَ أهلِ النارِ خروجًا من النّار: رجلٌ يخرج منها زَحفًا، فيقال له: انطلق فادخل الجنّة. قال: فيذهب يدخلُ، فيجدُ النّاس قد أخذوا المنازل، قال: فيرجعُ فيقول: يا ربّ، قد أخذَ النّاسُ المنازل. قال: فيقال له: أتذكرُ الزّمان الذي كنتَ فيه؟ قال: فيقول: نعم، فيُقال له: تَمَنَّه (1). فيقال: إنَّ لك الذي تَمَنَّيْتَ وعشرة أضعاف الدنيا. قال: فيقول: أتسخرُ بي وأنتَ المَلِك؟ " قال: فلقد رأيتُ رسول اللَّه يضحك حتى بَدَتْ نواجذُه.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أنس ابن مالك عن عبد اللَّه بن مسعود:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ آخرَ من يدخلُ الجنّة رجل يمشي على الصراط، فيكبو مرّةً، ويمشي مرَّةً، وتَسْفَعُهُ النارُ مَرّةً، فإذا جاوَزَ الصِّراط التفَتَ إليها، فقال: تباركَ الذي نجَّاني منك، لقد أعطاني اللَّهُ ما لم يُعْطِ أحدًا من الأوّلين والآخِرين، قال: فتُرْفَعُ له شجرةٌ، فينظرُ إليها، فيقولُ: يا ربِّ، أدْنِني من هذه الشجرةِ، فأسْتَظِل بِظلِّها، وأشربَ من مائها، فيقولُ: أيْ عبدي، فلعلّي إنّ أدنَيْتُك منها سألْتَني غيرَها، فيقول: لا يا رَبّ، ويُعاهِدُ اللَّه أن لا يَسْألَهُ غيرَها، والرَّبُّ عز وجل يَعْلَمُ أنّه سيسألُه، لأنّه يرى ما لا صبرَ لهُ -يعني: عليه- فيُدْنِيه منها، ثم تُرْفَعُ له شجرةٌ، وهي أحسنُ منها، فيقول: يا ربِّ أدْنِني من هذه الشَّجرة، فأسْتَظِلَّ بِظلها، وأشْرب من مائها، فيقول: أيْ عبدي، ألم تُعاهِدْني - يعني: أنَّكَ لا تسأَلُني غيرَها؟ فيقول: يا ربِّ، هذه، لا أسأَلُكَ غيرَها، ويُعاهده، والربُّ يعلمُ أنَّه سيسألُه
(1) في المسند ومسلم بعدها: "فيتمنّى".
(2)
المسند 6/ 77 (3595)، ومسلم 1/ 174 (186). ومن طريق إبراهيم النَّخعيّ عن عبيدة في البخاري 11/ 418 (6571).
غيرَها، فيُدْنيه منها، فتُرفعُ له شجرةٌ عندَ باب الجنّة، هي أحسنُ منها، فيقول: ربِّ أدْنِني من هذه الشجرة أسْتَظلَّ بظِلِّها، وأشْرَبَ من مائها، فيقول: أيْ عَبدي، ألَمْ تَعاهِدني أن لا تسألَني غيرَها؟ فيقول: يا ربِّ، هذه الشجرةُ، لا أسأَلُك غيرها، ويُعاهِدُه، والرَّبُّ يَعْلَمُ أنّه سيسألُه غيرها، لأنَّهُ يَرى ما لا صبرَ له عليها، فيُدْنيه منها، فيسمعُ أصَواتَ أهلِ الجنَّةِ، فيقول: يا ربّ، الجنةَ، الجنةَ، فيقول: أيْ عبدي، ألم تعاهِدْني أنَّكَ لا تسألني غيرَها؟ فيقول: يا ربِّ أدْخِلْني الجنّةَ، قال: فيقول عز وجل: ما يَصْريني منكَ، أيْ عبدي؟ أيُرْضِيكَ أن أُعطيَكَ من الجنّة الدنيا ومثلَها معها؟ قال: فيقول: أتَهْزَأُ بي، أيْ ربِّي وأنتَ رَبُّ العِزّة؟ ". قال: فضَحِكَ عبدُ اللَّه حتى بَدَتْ نَواجِذُه، ثم قال: ألا تَسأَلُوني لِمَ ضَحِكْتُ؟ قالوا له: لِمَ ضَحِكْتَ؟ قال: لِضَحِكِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم قال لنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا تَسأَلُوني لِمَ ضَحِكْتُ؟ " قالوا: لِمَ ضَحِكْتَ يا رسول اللَّه؟ قال: "لضَحِكِ الرَّبِّ، حين قال: أتَهْزَأُ بِي وأنتَ ربُّ العِزّة".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد. . . بمعناه وزاد:
"أتستهزىءُ مِنّي وأنت ربُّ العالمين؟ فيقول: إنّي لا أستهزىءُ منك، ولكنّي على ما أشاء قدير"(2).
(4005)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: حدّثني عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود قال:
كنتُ أرعى غنمًا لعُقبة بن أبي مُعيط، فمرَّ بي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال:"يا غُلام، هل من لبن؟ " فقلت: نعم، ولكنّي مؤتَمن، قال:"فهل من شاة لم يَنْزُ عليها الفحل؟ " فأتيته بشاة فمسح ضَرعَها، فنزل لبنٌ، فحلَبه في إناء، فشرب وسقى أبا بكر، ثم قال للضَّرع:"اقلِصْ" فقلَصَ. قال: ثم أتَيْتُه بعد هذا فقلتُ: يا رسول اللَّه علِّمْني من هذا القول. قال: فمسح رأسي وقال: "يرحمُك اللَّه، فإنَّك غُلَيِّمُ مُعَلَّم"(3).
(1) المسند 6/ 253 (3714) وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(2)
المسند 7/ 14 (3899). ومن طريق عفّان في مسلم 1/ 174 (187).
(3)
المسند 6/ 82 (3598). ورجاله رجال الصحيح، عدا عاصم بن بهدلة، وهو حسن الحديث. وقد صحّحه ابن حِبّان 15/ 536 (7061).
قال أحمد: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عاصم بإسناده، قال:"فأتاه أبو بكر بصخرة منقورة، فاحتلبَ فيها، فشرب وشرب أبو بكر وشرِبْتُ. قال: ثم أتيتُه بعد ذلك فقلت: علِّمْني من هذا القرآن. قال: "إنَّك غلامٌ مُعَلَّم" قال: فأخذْتُ من فيه سبعين سورة (1).
* طريق مختصر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا سليمان الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: خَطَبَنا عبد اللَّه بن مسعود فقال:
لقد أخذتُ من في رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِضعًا وسبعين سورة وزيدُ بن ثابت غلامٌ له ذؤابتان يلعبُ مع الغلمان (2).
(4006)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير عن الرُّكين عن القاسم بن حسّان عن عمِّه عبد الرحمن بن حَرملة عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يكرَهُ عشر خِلال: تختُّم الذهب، وجرّ الإزار، والصُّفْرة -يعني الخَلوق، وتغيير الشَّيب، قال جرير: إنما يعني بذلك نتفه. وعزل الماء عن محَلّه، والرُّقَى إلّا بالمعوِّذات، وفساد الصبيّ، غير مُحَرِّمه (3)، وعقد التَّمائم، والتبرُّج بالزِّينة لغير مَحَلِّها، والضرب بالكِعاب (4).
(1) المسند 6/ 83 (3599). وإسناده كسابقه، ومن طرق عن عاصم أخرجه أبو يعلى 9/ 211 (5311). والطبراني في الكبير 9/ 79 (8455، 8456)، وابن حِبّان 14/ 432 (6501).
(2)
المسند 7/ 23 (3906). ورجاله رجال الصحيح. وقد أخرج البخاري 9/ 46 (5000) من طريق الأعمش: لقد أخذت من في رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين صورة. وقريب منه في مسلم 4/ 1912 (2462).
(3)
أي لم يصل به إلى التحريم.
(4)
المسند 6/ 92 (3605). ومن طريق الرُّكين أخرجه أبو داود 4/ 89 (4222)، والنسائي 8/ 141، وأبو يعلى 8/ 9 (5074)، وابن حِبّان 12/ 495 (5682). وقد حكم عليه الذهبي بأنّه منكر - الميزان 2/ 556 ترجمة عبد الرحمن بن حرملة. وضعّفه المحقّقون استنادًا إلى قول العلماء بضعف عبد الرحمن ابن حرملة.
الرُّكين ضعيف، وكان مغفّلًا (1).
وفساد الصبي: لا نعلمه إلّا إتيان الرُّضَّع (2).
(4007)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة قال:
جاء رجل إلى عبد اللَّه، من بني بَجيلةَ، يقال له نَهيك بن سنان، فقال: يا أبا عبد الرحمن، كيف تقرأُ هذه الآية: أياءً أم ألفًا: (من ماءٍ غيرِ آسِنٍ)، فقال له عبد اللَّه: أوَ كُلَّ القرآنِ قد أحصيْتَ غيرَ هذه؟ قال: إنّي لأقرأُ "المفصَّل" في ركعة. فقال عبد اللَّه: هذًّا كهذّ الشِّعر. إنّ من أحسن الصلاة الركوعَ والسجودَ، وليقرأنَّ القرآنَ أقوامٌ لا يُجاوِزُ تراقيَهم، ولكنَّه إذا قرأه فَرَسَخَ في القلب نفعَ. إنّي لأعرفُ النّظائر التي كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورتين في ركعة. قال:[ثم قام فدخل، فجاء علقمة فدخل عليه فقلنا له: سَلْه عن النظائر التي كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ سورتين في ركعة قال](3). فدخل فسأله، ثم خرج إلينا فقال: عشرون سورة من أوّل المفصّل"، في تأليف عبد اللَّه.
أخرجاه في الصحيحين (4).
(4008)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قسمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ قَسْمًا، فقال رجلٌ من الأنصار: إنّ هذه قسمةٌ ما أُريد بها وجهُ اللَّه عز وجل. قال: فقلتُ: َ يا عدوّ اللَّه، أما لأُخْبِرَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بما قُلْتَ. قال: فذكرْتُ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم. قال: فاحمرَّ وجهُه ثم قال: "رحمةُ اللَّه على موسى، قد أُوذِيَ بأكثرَ من هذا فصبر".
(1) هذه من أوهام المؤلّف. وسيتكرّر في الحديث الثالث والأربعين من هذا المسند، فالرّكين بن الربيع بن عميلة الذي روى عن القاسم بن حسّان - هذين الحديثين، وروى عنه جرير وشريك، ثقة، من رجال مسلم، وأخرج له البخاري في المفرد، وأصحاب السنن، ولم يُقل فيه إنّه ضعيف أو مغفّل. ولكن المؤلّف التبس عليه الأمر بالركين بن عبد الأعلى الضبّي، والذي وُصف بما قال المؤلّف، وأورده هو في الضعفاء 1/ 286.
(2)
والضرب بالكعاب: اللعب بالنّرد، وهي لعبة.
(3)
تكملة من المسند.
(3)
المسند 6/ 96 (3607)، ومسلم 1/ 564 (822). وهو في البخاري من طريق الأعمش 9/ 39 (4996) باختصار.
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حَجَّاج قال: سمعْتُ إسرائيل بن يونس عن الوليد بن أبي هشام مولى الهَمْداني عن زيد بن زائد (2) عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "لا يُبْلِغْني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئًا، فإنّي أحِبُّ أن أخرجَ إليكم وأنا سليمُ الصَّدر". قال: فأتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم مالٌ فَقَسَمه، قال: فمررتُ برجلين وأحدُهما يقول لصاحبه: واللَّهِ ما أرادَ محمدٌ بقسمته وجهَ اللَّه عز وجل ولا الدارَ الآخرة، فتَثَبَّتُّ حتى سمعتُ ما قال، ثم أتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إنَّك قد قُلْتَ لنا:"لا يُبْلِغْني أحدٌ عن أحدٍ من أصحابي شيئا"، وإني مررتُ بفلان وفلان وهما يقولان كذا وكذا. فاحمرّ وجهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وشقَّ عليه، ثم قال:"دَعْنا منك، فقد أُوذِيَ موسى بأكثرَ من ذلك فصبر"(3).
(4009)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
كنّا نمشي مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فمرّ بابن صيّاد فقال:"إنّي قد خبَأْتُ لك خَبْأً". فقال ابن صيّاد: دُخّ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اخْسَأ، فلن تعدوَ قَدْرَك" فقال عمر: يا رسول اللَّه، دَعْني فأضرِبَ عُنُقه. قال:"لا، إن يَكُنِ الذي تخافُ فلا تستطيع قتله"(4).
انفرد بإخراجه مسلم. وفيه أنّه قال له: "أتشهدُ أنّي رسول اللَّه؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول اللَّه؟ (5).
(1) المسند 6/ 99 (3608). ومن طريق الأعمش في البخاري 6/ 436 (3405)، ومسلم 2/ 739 (1062)، وأبو معاوية محمد بن خازم، من رجال الشيحين.
(2)
أثبت محقّقو المسند: الوليد بن أبي هشام مولى لهمدان عن زيد بن أبي زائد. وتحدّثوا عن اختلاف النسخ والمصادر والروايات في زيد.
(3)
المسند 6/ 301 (3759). ومن طريق إسرائيل باختصار أخرجه أبو داود 4/ 265 (4860)، وأخرجه الترمذي 5/ 667 (3896) وقال: غريب من هذا الوجه. وقد زيد في هذا الإسناد رجل، ثم رواه من طريق إسرائيل عن السّدّي عن الوليد. وجعل الألباني الحديث في ضعيف الترمذي، وأبي داود. وفصّل محقّقو المسند الكلام في طرقه. وضعّفوا إسناده بهذه السياقة، وذكروا شواهد لبعضه.
(4)
المسند 6/ 101 (3610)، ومسلم 4/ 2240 (2924).
(5)
مسلم - السابق، من طريق جرير عن الأعمش، وفيه الزيادة.
(4010)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
سُئل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّ الذَّنب أكبر؟ قال: "أن تجعلَ للَّه نِدًّا وهو خلقك". قال: ثم أيّ: قال: "أن تقتلَ ولدَك أن يطعمَ معك؟ " قال: ثم أيّ؟ قال: "أن تُزانِيَ حليلةَ جارك".
قال عبد اللَّه: وأنزل اللَّه تصديق ذلك: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (1). [الفرقان: 68].
أخرجاه في الصحيحين من حديث عمرو بن شُرَحْبيل عن ابن مسعود. وليس فيه ذكر الآية (2).
(4011)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق قال:
جاء رجل إلى عبد اللَّه فقال: إنّي تركْتُ في المسجد رجلًا يُفَسِّرُ القرآن برأيه، يقول في هذه الآية:{يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلى آخرها [الدخان: 10]: يغشاهم يومَ القيامة دُخانَ يأخذُ بأنفاسهم حتى يصيبَهم منه كهيئة الزُّكام. فقال عبد اللَّه: من عَلِمَ علمًا فليقلْ به، ومن لم يعلمْ فليقلْ: اللَّهُ أعلمُ، فإنَّ من فقه الرجل [أن يقول] لما لا يعلم: اللَّه أعلم.
إنما كان هذا لأن قُريشًا لما استعصت على النبيِّ صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قَحْطٌ وجَهْدٌ حتى أكلوا العظام، وجعل الرجلُ ينظرُ إلى السماء، فينظُرُ ما بينَه وبينَ السماء كهيئة الدُّخان من الجَهد، فأنزل اللَّه تعالى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} فأُتي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقيل له: يا رسول اللَّه، اسْتَسْقِ اللَّهَ لمُضَر، فإنَّهم قد هَلَكوا. قال: فدعا لهم، فأنزل اللَّه عز وجل: {إِنَّا
(1) المسند 6/ 104 (3612). وإسناده صحيح. وينظر تخريج المحقّقين للحديث.
(2)
أخرج الشيخان الحديث كما قال المؤلّف من طرق عن عمرو بن شرحبيل، ولكنه ليس كما قال: ليس فيه ذكر الآية. وهذا دليل بيِّن على أن ابن الجوزي اعتمد تمامًا في عمله على الحميديّ، فقد ذكر الحميديّ في الجمع 1/ 225 (264) طريقًا واحدة لهذا الحديث على غير عادته، وليس فيها ذكر الآية، فأوقع هذا في ظنّ ابن الجوزي أنّها ليست في روايات الشيخين. وقد أخرج مسلم الحديث 1/ 90، 91 (86)، والبخاري في مواضع منها 8/ 163، 492 (4477، 4761)، وفي الثانية عند الشيخين ذكر الآية.
كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا} [الدخان: 15] فلمّا أصابَهم المرّة الثانية عادوا، فنزلت [الدخان: 16]: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [يوم بدر](1).
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4012)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد اللَّه قال:
كنت مُسْتَتِرًا بأستار الكعبة، فجاء ثلاثةُ نَفَر: قرشيٌّ وخَتَناه ثَقَفِيّان، أو ثَقَفيّ وخَتَناه قرشيّان، كثيرٌ شحمُ بطونهم، قليلٌ فقهُ قلوبهم، فتكلّموا بكلام لم أسمعْه، فقال أحدُهم: أتَرَون اللَّهَ يسمع كلامَنا هذا؟ فقال الآخر: أُرانا إذا رفعْنا أصواتنا سَمِعَه، وإذا لم نرفعْها لم يسمعْه. فقال الآخر: إن سَمعَ منه شيئًا سَمِعَه كلَّه. قال: فذكرْتُ ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللَّه عز وجل:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ. . .} إلى: {. . مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 22، 23].
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4013)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن يحيى بن الجزّار عن ابن أخي زينب عن زينب امرأة عبد اللَّه قالت:
كان عبد اللَّه إذا جاء من جادّة (4) فانتهى إلى الباب تَنَحْنَح وبزق، كراهية أن يهجُمَ منّا على أمر يكرهُه. قالت: وإنّه جاء ذات يومٍ فتنحنحَ. قالت: وعندي عجوزٌ تَرْقيني من الحُمْرة (5)، فأدخلْتُها تحت السرير. قالت: فدخل مجلسي إلى جنبي فرأى في عُنُقي خيطًا، قال: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت: خيط أُرْقِيَ لي فيه. قالت: فأخذه فقطعَه، ثم
(1) التكملة من المصادر.
(2)
المسند 6/ 106 (3613). ومسلم 4/ 2155، 2156 (2798). وفي البخاري 8/ 571 (4821) باختصار، وينظر أطرافه في البخاري 2/ 492 (1007).
(3)
المسند 6/ 108 (3614). وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه من طريق مجاهد عن أبي معمر عبد اللَّه بن سخبرة عن ابن مسعود. البخاري 8/ 561 (4816)، ومسلم 4/ 2141 (2775).
(4)
في المسند: "من حاجة".
(5)
الحمرة: ورم يصيب الجلد.
قال: إنّ آلَ عبد اللَّه لأغنياءُ عن الشِّرك، سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ الرُّقَى والتّمائمَ والتِّوَلة شِرك" قالت: فقلتُ: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذِفُ، فكنتُ أختلفُ إلى فلان اليهوديِّ يَرقيها، فكان إذا رقاها سكَنَتْ؟ قال: إنّما ذلك عملُ الشيطان، كان يَنْخَسُها بيده، فإذا رقيْتِها كفّ عنها. إنما كان يكفيكِ أن تقولي كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أذْهِبِ الباس، ربَّ النّاس، اشفِ وأنت الشافي، لا شفاءَ إلّا شفاؤك، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا"(1).
التمائم: خَرَزات كانت العربُ تُعَلِّقُها على الصبيان، يزعمون أنها تقي من العين.
والتِّوَلَة: ما يُحَبِّبُ المرأةَ إلى زوجها، من السِّحر.
(4014)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أبو معاوية ويعلى ومحمد ابنا عبيد قالوا: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم التّيمي عن الحارث بن سُويد عن عبد اللَّه قال:
دخلْتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَكُ، فمَسِسْتُه فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنَّك لتوعَكُ وَعْكًا شديدًا. قال:"إني أُوعَكَ كما يُوعَكُ رجلان منكم" فقلتُ: إنّ لك أجرَين. قال: "نعم، والذي نفسي بيده، ما على الأرض مسلمٌ يُصيبه أذًى من مرض فما سواه، إلّا حطَّ اللَّه عنه خطاياه كما تَحُطُّ الشجرةُ ورقها".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4015)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا إبراهيم بن مُسلم الهَجَريّ عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
من سرَّه أن يلقى اللَّهَ غدًا مُسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات حيثُ يُنادى بهنّ، فإنّهن من سُنَن الهدى، وإن اللَّه شَرَعَ لنبيّكم سنن الهدى، وما منكم إلّا وله مسجد في بيته، ولو صلَّيْتُم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلِّفُ في بيته لترَكْتُم سنّة
(1) المسند 6/ 110 (3615). وأبو داود 4/ 9 (3883)، وأبي يعلى 9/ 133 (5208). ومن طريق الأعمش أخرجه ابن ماجة 2/ 1166 (3530). وعند ابن ماجة وأبي يعلى: ابن أخت زينب. وهو مجهول، وسائر رجال الإسناد ثقات. وقد صحّح الألباني الحديث. وصحّحه محقّقو المسند لغيره.
(2)
المسند 6/ 116، 117 (3618، 3619) من طريق أبي معاوية ويعلى بن عُبيد، 7/ 363 (4346) من طريق محمد بن عبيد. وكلُّهم ثقات. وأخرجه مسلم 4/ 1991 (2571) من طريق أبي معاوية وغيره عن الأعمش. والبخاري عن الأعمش 10/ 110 (5647).
نبيّكم، ولو تَرَكْتُم سنّة نبيّكم لَضَلَلْتُم. ولقد رأيتُني وما يتخلَّفُ عنها إلّا منافقٌ معلومٌ نِفاقه، ولقد رأيتُ الرجل يُهادَى بين الرجلين حتى يقامَ في الصفّ.
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من رجلٍ يتوضّأ فيُحسنُ الوضوءَ، ثم يأتي مسجدًا من المساجد فيخطو خطوة إلّا رُفع بها درجة، أو حُطَّ عنه بها خطيئة، أو كُتبتْ له بها حسنة" حتى إنْ كنّا لنُقاربُ بين الخُطا. "وإن فضلَ صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحدَه بخمس وعشرين درجة".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4016)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم التَّيمي عن الحارث بن سُوَيد عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّكم مالُ وارثه أحبُّ إليه من ماله"؟ قال: قالوا: يا رسول اللَّه، ما منّا أحدٌ إلّا مالُه أحبُّ إليه من مال وارثه. قال:"اعْلَموا أنّه ليس منكم أحدٌ إلّا مالُ وارثِه أحبُّ إليه من ماله، ما لَكَ من مالِك إلّا ما قَدَّمْتَ، ومالُ وارثك ما أخَّرْتَ".
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تَعُدّون فيكم الصُّرَعة؟ " قال: قُلنا: الذي لا يَصْرَعُه الرّجال. قال: قال: "لا، ولكن الصُّرَعة الذي يملك نفسَه عند الغضب".
قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تَعُدُّونَ فيكم الرَّقوب؟ " قال: قلنا: الذي لا ولد له. قال: "لا، ولكنّ الرَّقوب الذي لم يقدِّم من ولده شيئًا".
أخرج البخاري في إفراده الحديث الأوّل إلى قوله: "ومال وارثك ما أخّرْتَ". وأخرح الحديثين بعده مسلم في أفراده (2).
(1) المسند 6/ 123 (3623). ورجاله رجال الصحيح عدا إبراهيم بن مسلم، ليّن، روى له ابن ماجة فقط، ولكنّه متابع، فقد أخرج الحديث مسلم من طريق أبي الأحوص 1/ 453 (654) وليس فيه:"وإن فضل صلاة الرجل. .".
(2)
المسند 6/ 129 (3626). وأخرج لمسلم الثاني والثالث 4/ 2014 (2608) من طريق أبي معاوية وغيره عن الأعمش. وأخرج البخاري القسم الأول 11/ 260 (6442) من طريق الأعمش. ومن طريق أبي معاوية أخرجه البخاري في الأدب بتمامه 1/ 82، 83 (153 - 155).
(4017)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم التَّيمي عن الحارث بن سُوَيد قال: حدّثنا عبد اللَّه حديثين: أحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
قال: قال عبد اللَّه: إنّ المؤمن يرى ذنوبَه كأنّه في أصل جبلٍ يخاف أن يقعَ عليه. وإنّ الفاجرَ يرى ذنوبَه كذُبابٍ وقع على أنفه، فقال له هكذا، فطار.
قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أفرحُ بتوبة أحدكم، من رجل خرج بأرضٍ دَوِّيّةٍ (1) مَهْلَكةٍ، معه راحلتُه عليها طعامُه وشرابُه وزاده وما يُصْلِحُه، فأضلَّها، فخرج في طلبها، حتى إذا أدركَه الموتُ فلم يَجِدْها قال: أرجعُ إلى مكاني الذي أضْلَلْتُها فيه فأموت فيه. قال: فأتى مكانَه، فغَلَبَتْه عينُه، فاستيقظ فإذا راحلتُه عند رأسه عليها طعامه وشرابُه وزاده وما يُصْلِحه".
أخرجه البخاري بطوله، وأخرج مسلم المسند منه (2).
(4018)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي عُبيدة عن عبد اللَّه قال:
لما كان يوم بدر قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ " قال: فقال أبو بكر: يا رسولَ اللَّه، قومُك وأهلُك، اسْتَبْقِهم واستَأنِ بهم، لعلّ اللَّه أن يتوبَ عليهم. قال: وقال عمر: يا رسولَ اللَّه، أخرجوك وكذّبوك، قَرِّبهم فاضْرِبْ أعناقَهم. قال: وقال عبد اللَّه بن رواحة: يا رسول اللَّه، انظرْ واديًا كثيرَ الحطب فأدْخِلْهم فيه ثم أضْرِمْ عليهم نارًا. قال: فقال العبّاس: قطعْتَ رَحِمَك. قال: فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يَرُدَّ عليهم شيئًا. فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناسٌ: يأخذ بقول عبد اللَّه بن رواحة.
(1) الدّوّيّة: الصحراء التي لا نبات فيها.
(2)
المسند 6/ 131 (3627). وبعده: عن أبي معاوية عن الأعمش عن عمارة -بن عمير- عن الأسود عن عبد اللَّه، مثله. والإسنادان على شرط الشيخين ومن طريق الأعمش عن عمارة عن الحارث أخرج مسلم:"للَّهُ أفرحُ. . . " 4/ 2103 (2744). ومن طريق الأعمش عن عمارة عن الحارث أخرجه البخاري بطوله 11/ 102 (6308). قال البخاري: وقال أبو معاوية: حدّثنا الأعشم عن عمارة عن الأسود عن عبد اللَّه، وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد اللَّه.
قال: فخرج عليهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إنّ اللَّه لَيُلِينُ قلوبَ رجال فيه حتى تكونَ ألينَ من اللّبَن، وإن اللَّه ليشُدُّ قلوبَ رجال فيه حتى تكونَ أشدَّ من الحِجارة، وإن مَثَلَكَ يا أبا بكرِ كَمَثَل إبراهيم عليه السلام، قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36]. ومَثَلَك يا أبا بكر كمثل عيسى، قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]. وإنَّ مَثَلَكَ يا عمرُ كَمَثَلِ نوحٍ، قال: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]. وإن مَثَلَك يا عمر كمَثَل موسى، قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88]. أنتم عالة، فلا يَنْفَلِتَنَّ أحدٌ منكم إلّا بفداء أو ضربة عُنُق". قال عبد اللَّه: فقلت: يا رسول اللَّه، إلّا سُهيلَ بن بيضاء، فإني قد سمعتُه يذكر الإسلام. قال: فسكت، قال: فما رأيْتُني في يومٍ أخوفَ أن تقعَ عليَّ حجارةٌ من السماء في ذلك اليوم، حتى قال:"إلّا سُهيلَ بن بيضاء" قال: فأنزل اللَّه عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (1)[الإنفال: 67، 68].
(4019)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإنّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرجل يصدقُ حتى يُكتَبَ عند اللَّه صِدّيقًا، وإياكم والكذبَ، فإن الكذبَ يهدي إلى الفجور، وإن الفجورَ يهدي إلى النّار، وما يزال الرجلُ يكذب (2) حتى يُكْتَبَ عند اللَّه كذابًا".
(1) المسند 6/ 138 (3632). وأخرجه الترمذي 4/ 185 (1714) من طريق أبي معاوية مقصرًا على صدره: . . . "ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ " قال: فذكر قصة في هذا الحديث طويلة. ولم يَسُقها، وقال: وفي الباب عن عمر وأبي أيوب وأنس وأبي هريرة. وهذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وذكر الهيثمي الحديث 6/ 89 وقال: وفيه أبو عبيدة، لم يسمع من أبيه، ولكن رجاله ثقات. أما أبو نعيم فأورده في الحلية 4/ 207، وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي عبيدة، لم يروه عنه إلا عمرو بن مرّة. وأطال محقّقو المسند في تخريجه وذكر مظانّه وشواهده.
(2)
في المسند "ويتحرّى الكذب" ومثلها في مسلم في إحدى الروايات، وزاد فيها عند ذكر الصدق:"وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق. . . ".
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق لبعضه مع زيادة:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن بشّار قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعتُ أبا إسحاق يحدّث عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
إنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أُنَبِّئكم ما العِضَهُ؟ هي النميمة، القالة بين النّاس" فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الرجل يَصْدُق حتى يُسمّى صِدِّيقًا، ويكذِبُ حتى يُكْتَبَ كَذّابًا"(2).
(4020)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن حُميد بن هلال عن أبي قتادة عن أُسير بن جابر قال:
هاجت ريحٌ حمراءُ بالكوفة، فجاء رجلٌ ليس له هِجِّيرَى (3) إلّا: يا عبد اللَّه بن مسعود، جاءتِ الساعة. قال: وكان متّكئًا فجلس، فقال: إنّ الساعة لا تقوم حتى لا يُقسَمَ ميراث، ولا يُفْرَحَ بغنيمة. ثم قال: عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهلُ الإسلام، ونحَّى بيده نحو الشام، قلت: الرّوم تعني؟ قال: نعم. وقال: ويكون عند ذاكم القتالِ رِدّةٌ شديدة. قال: فيشترط المسلمون شُرْطة للموت لا ترجعُ إلّا غالبة، فيقتتلون حتى يَحجِزَ بينهم الليل، فيفيءُ هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غيرُ غالب، وتفنى الشرطةُ، ثم يشترط المسلمون شُرْطة للموت لا ترجع إلّا غالبة، فيقتتلون حتى يحجزَ بينهم [الليلُ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالب، وتفنى الشُّرطة](4). ثم يشترط المسلمون شُرطة للموت لا ترجع إلّا غالبة، فيقتتلون حتى يُمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نَهَدَ (5) إليهم بقيّةُ أهل الإسلام فيجعلُ اللَّه عز وجل الدائرة (6) عليهم، فيقتتلون مَقتلةً لا يُرى مثلُها، حتى إنّ الطائر لَيَمُرُّ بجَنَباتهم فما يخلُفُهم حتى يَخِرَّ ميِّتًا. قال: فيتعادُّ
(1) المسند 6/ 147 (3638)، ومسلم 4/ 2012، 2013 (2607)، ومن طريق شقيق أبي وائل في البخاري 10/ 507 (6094).
(2)
مسلم 4/ 2012 (2606)، وبالإسناد نفسه في المسند 7/ 227 (4160).
(3)
الهجّيرى: الشأن والأمر.
(4)
ما بين المعقوفين من المسند ومسلم.
(5)
نهد: نهض وتقدّم.
(6)
ويروى "الدَّبرة" أي الهزيمة.
بنو الأب كانوا مائه فلا يجدونه بقي منهم إلّا الرجل الواحد، فبأيِّ غنيمةٍ يُفْرَحُ؟ أو أيّ ميراث يُقاسَمُ؟ قال: فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، جاءهم الصريخُ: أنّ الدّجّال خَلَفَ في ذراريِّهم، فيرفُضُون ما في أيديهم ويُقْبلون، فيبعثون عشرة فوارسَ طليعةً". قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّي لأعلمُ أسماءهم وأسماءَ آبائهم وألوانَ خيولهم، هم خيرُ فوارس على ظهر الأرض يومئذ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4021)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثني أبي عن أبي يعلى عن ربيع بن خُثيم عن عبد اللَّه بن مسعود:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه خطَّ خطًّا مربّعًا، وخطًّا خارجًا من الخطِّ المربّع. قال:"هل تدرون ما هذا؟ قالوا: اللَّه ورسولًه أعلم. قال: "هذا الإنسان الخطُّ الأوسط، وهذه الخطوط التي إلى جنبه الأعراض تَنْهَشُه من كلّ مكان، إنّ أخطأَه هذا أصابَه هذا، والخطُّ المربّع الأجلُ المحيط به، والخطُّ الخارج الأملُ".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4022)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثني جامع بن شدّاد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة قال: سمعْتُ ابن مسعود يقول:
أقبلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الحديبية ليلًا، فنزلنا دَهاسًا من الأرض، فقال:"من يكلؤنا؟ " قال بلال: أنا. قال: "إذًا تنام" قال: لا. قال: فنام حتى طلعتِ الشمس، فاستيقظ فلان وفلان وفيهم عمر، فقال: أهْضِبوا، فاستيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:"افعلوا كما كنتم تفعلون" فلما فعلوا قال: "هكذا فافعلوا، لمن نام منكم أو نسي"(3).
الدَّهاس: كلِّ لين ليس بتراب ولا طين، ولا يبلغُ أن يكون رملًا.
(1) المسند 7/ 211 (4146)، ومسلم 4/ 2223 (2899).
(2)
المسند 6/ 163 (3652)، والبخاري 11/ 235 (6417).
(3)
المسند 6/ 170 (3657)، والمعجم الكبير 10/ 266 (10549). قال الهيثمي 1/ 324: رجاله موثّقون. وقد حسّن محقّقو المسند إسناده، فرجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي علقمة، وثّقه ابن حِبّان. وذكر المحقّقون شواهده من الصحيحين وغيرهما.
ومعنى أهْضِبوا: تكلّموا حتى ينتبه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
* طريق آخر:
فيه أن الحارس كان ابن مسعود:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا المسعوديّ عن جامع بن شدّاد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة الثقفي عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
لما انصَرفْنا من غزوة الحديبية قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من يحرسُنا الليلة؟ " قال عبد اللَّه: فقلت: أنا. قال: "إنّك تنام". ثم أعاد: "من يحرسُنا الليلة؟ " قلت: أنا. حتى عادَ مرارًا، قلت: أنا يا رسول اللَّه. قال: "فأنت إذًا" قال: فحرسْتُهم، حتى إذا كان وجه الصبح أدركَني قولُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أنَّك تنام" فنمتُ، فما أيقظَنا إلّا حرُّ الشمس في ظهورنا. فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فصنع كما كان يصنع من الوضوء وركعتي الفجر، ثم صلّى بنا الصبح، فلمّا انصرف قال:"إنّ اللَّهَ لو أراد ألّا تناموا عنها لم تناموا، ولكنْ أرادَ أن تكونَ لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي".
قال: ثم إنّ ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإبلَ القوم تَفرَّقت، فخرج الناسُ في طلبها، فجاءوا بإبلهم إلّا ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال عبد اللَّه: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خذ هاهنا" فأخذتُ حيث قال لي، فوجدْت زِمامها قد التوى على شجرة ما كانت لتَحُلَّها إلّا يدٌ (1).
قال: ونزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سورة "الفتح": {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (2).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن جامع. . فذكر معناه، وأنّ الحارس كان بلالًا (3).
(1) في المسند بعدها: "فقال: فجئت بها النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، والذي بعثك بالحقِّ نبيًّا، لقد وجدت زمامها قد التوى على شجرة، ما كانت لتحلّها إلا يد".
(2)
المسند 6/ 243 (3710). ومن طريق ابن مهدي عن المسعودي أخرجه أبو يعلى 9/ 187 (5285) باختصار. وأخرجه الطبراني 10/ 225 (10548) من طريق قرّة بن حبيب عن المسعودي. وقال الهيثمي بعد أن نسبه إليهم 1/ 323: وفيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعودي، وقد اختلط في آخر عمره. وينظر تخريج محقّقي المسند، ومسند أبي يعلى 8/ 426.
(3)
المسند 7/ 426 (4421) وفيه: أقبلنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من غزوة الحديبية. . . وحسّن المحقّقون إسناده، وذكروا طرقه ومظانّه.
(4023)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن عبد اللَّه بن مُرّة. قال وكيع: وحدّثنا سفيان عن زُبيد عن إبراهيم كلاهما [عن مسروق](1) عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من ضَرَبَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4024)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني عمرو بن مرّة عن عبد اللَّه بن سلمة قال: قال عبد اللَّه:
أُوتي نبيُّكم مفاتيحَ كلِّ شيء غير خمس: (إنّ اللَّهَ عندَه عِلْمُ السّاعة، ويُنَزِّلُ الغيثَ، ويعلمُ ما في الأرحام، وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غدًا، وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت، إنّ اللَّه عليمٌ خبير)(3).
(4025)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة. ومحمدُ بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، قال: حدّثنا أبو إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد اللَّه قال:
كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في قُبّة نحوًا من أربعين، فقال:"أترضَون أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنّة؟ " قلنا: نعم. قال: "أترضَون أن تكونوا ثُلُث أهل الجنّة؟ " قلنا: نعم. قال: "فوالذي نفسي بيده، إنّي لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنّة. وذلك أن الجنّة لا يدخلُها إلّا نفسٌ مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلّا كالشّعرة البيضاء في جلد ثورٍ أسودَ، أو السوداء في جلدِ ثورٍ أحمر"(4).
(1) تكملة من المسند.
(2)
المسند 7/ 184، 262 (4111، 4215). وأخرجه البخاري 3/ 163 (1294) من طريق سفيان عن زُبيد. وفي 3/ 166 (1297) من طريق سفيان عن الأعمش. وفي مسلم 1/ 991، 100 (103) من طريق وكيع وغيره عن الأعمش.
(3)
المسند 6/ 172 (3659). ومن طريق عمرو بن مرّة أخرجه أبو يعلى 9/ 86 (5153). قال الهيثميّ في المجمع 8/ 266 رجالهما رجال الصحيح. وعبد اللَّه بن سلمة ليس من رجال الصحيح، لكنه من رجال السنن. وقد حسّن المحقّقون إسناده.
(4)
المسند 6/ 176 (3661) من طريق يحيى وحده 70/ 231 (4166) من طريق محمد بن جعفر ويحيى. وأخرجه البخاري 11/ 378 (6528)، ومسلم 1/ 200 (221) كلاهما من طريق محمد ابن جعفر.
أخرجاه في الصحيحين.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا الحارث ابن حَصيرة قال: حدّثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم ورُبُع أهل الجنّة؟ لكم رُبُعها ولسائر النّاس ثلاثة أرباعها" قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "فكيف أنتم وثلثها؟ " قالوا: فذاك أكثر. قال: "فكيف أنتم والشَّطْر؟ " قالوا: فذاك أكثر. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنّة يوم القيامة عشرون ومائة صفّ، أنتم منها ثمانون صفًّا"(1).
(4026)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا عاصم بن أبي النَّجود عن زِرّ عن عبد اللَّه:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتاه بين أبي بكر وعمر، وعبد اللَّه يصلّي، فافتتح سورة النساء، فسحَلَها (2)، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"من أحبَّ أن يقرأ القرآنَ غَضًّا كما أُنْزِل فليقرأْه على قراءة ابن أمِّ عبد". ثم تقدَّم يسألُ، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول:"سلْ تُعْطه"(3). فقال فيما سأل: اللهمّ إنّي أسألُك إيمانًا لا يَرْتَدّ، ونعيمًا لا يَنْفَد، ومرافقة نبيّك محمّد في أهل جنّة الخُلد. قال: فأتى عمرُ عبد اللَّه لِيُبَشِّرَه فوجدَ أبا بكر قد سبقه، فقال: إنْ فعلْتَ، لقد كنتَ سبّاقًا بالخير (4).
(4027)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابنُ نُمير قال: أخبرنا مالك بن مِغوَل عن الزّبير بن عديّ عن طلحة عن مرّة عن عبد اللَّه قال:
(1) المسند 7/ 349 (4328)، وأبو يعلى 9/ 241 (5358)، والمعجم الأوسط 1/ 327 (543). قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد اللَّه إلا الحارث، تفرّد به عبد الواحد بن زياد. وقال الهيثميّ في المجمع 10/ 406: رجاله رجال الصحيح، غير الحارث بن حصيرة، وقد وُثّق.
(2)
سحل: قرأ قراءة متتابعة. ويروى "فسجلها" وهما بمعنى. النهاية 2/ 344، 348.
(3)
في المسند "سل تعطه" مرّتين.
(4)
المسند 7/ 287 (4255). والمعجم الكبير 9/ 68 (8417)، ومن طريق زائدة في أبي يعلى 8/ 469 (5058)، وصحيح ابن حِبّان 15/ 543 (7067)، وباختصار أخرجه ابن ماجة من طريق عاصم 1/ 49 (138)، وحسّن المحقّقون إسناده، لأن رجاله رجال الصحيح عدا عاصم، وهو حسن الحديث. وينظر المجمع 9/ 290، 291، والصحيحة 5/ 379 (2301).
لما أُسري برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم انتُهِي به إلى سدرة المُنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يُعْرَجُ به من الأرض، فيُقْبَضُ منها، وإليها ينتهي ما يُهْبَط به من فوقها فيُقْبَضُ منها {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16]، قال: فَراشٌ من ذهب. قال: فأُعْطِيَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: أُعطِيَ الصلوات الخمس، وأُعْطِيَ خواتيم سورة البقرة، وغُفِرَ لمن لا يشرك باللَّه شيئًا من أُمَّته، المُقْحِمات.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4028)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا أبان بن إسحق عن الصَّبّاح بن محمد عن مُرّة الهَمْداني عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "استحيوا من اللَّه حقّ الحياء" قال: قلنا: يا رسول اللَّه، إنا نستحيي والحمد للَّه. قال:"ليس ذلك، ولكن من استحيا من اللَّه حقّ الحياء فليحفظِ الرأسَ وما حوى، وليحفظِ البطنَ وما وعى، وليذكرِ الموتَ والبِلى. ومن أرادَ الآخرةَ تركَ زينَة الدُّنيا، فمن فعلَ ذلك فقد استحيا من اللَّه حقَّ الحياء"(2).
(4029)
الحديث الحادي والثلاثون: وبالإسناد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل قَسَمَ بينكم أخلاقَكم كما قَسَم بينكم أرزاقَكم، وإن اللَّه عز وجل يُعطي الدنيا من يُحِبُّ ومن لا يُحِبُّ، ولا يعطي الدِّينَ إلّا من أحبَّ، فمن أعطاه اللَّه الدِّين فقد أحبَّه. والذي نفسي بيده، لا يُسلمُ عبدٌ حتى يَسْلَمَ قلبُه ولسانُه، ولا يؤمنُ حتى يأمنَ جارُه بوائقه". قال: قُلنا: وما بوائقه يا نبيّ اللَّه؟ قال: "غِشّه (3) وظلمه. ولا يكسِبُ عبدٌ مالًا من حرام فيُنفقُ منه فيبارَك له فيه، ولا يتصدَّقُ به
(1) المسند 6/ 81 1 (3665)، ومسلم 1/ 157 (73 1).
والمقحمات: الكبائر، التي تُقحم صاحبها في النار.
(2)
المسند 6/ 187 (3671)، والترمذي 4/ 550 (2458) وقال: هذا حديث إنّما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحق عن الصبّاح بن محمد. ونقل محقّقو المسند، ومسند أبي يعلى، والألباني في صحيح الترمذي أن الترمذي قال: هذا حديث غريب. . . وليس في الطبعة التي اعتمدتُها. ومن طريق أبان أخرجه أبو يعلى 8/ 461 (47 50)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 323، ووافقه الذهبي. والصبّاح ضعيف - التقريب 1/ 252. وقد ضعّف المحقّقون إسناده لضعف الصبّاح، وحسّن الألباني الحديث.
(3)
في المسند "غشمه" وفي المجمع كما عندنا.
فيُقْبَلُ منه، ولا يترك خلفَ ظهره إلّا كان زادَه إلى النّار. لا يمحو اللَّه السيّءَ بالسيّء، ولكنه يمحو السَّيّءَ بالحسَن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث" (1).
(4030)
الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمّار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري وعَبيدة، المعنى، كلاهما عن إبراهيم بن مُسلم عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يبعثُ يوم القيامة مناديًا (2): يا آدم، إنّ اللَّه يأمُرُك أن تبعثَ بَعثًا من ذرّيّتك إلى النّار. فيقول آدم: يا ربّ، ومن كم؟ فيقال له: من كلّ مائةِ تسعةً وتسعين". فقال رجل من القوم: من هذا الناجي منّا بعد هذا يا رسول اللَّه؟ قال: "هل تدرون ما أنتم في النّاس؟ ما أنتم في النّاس إلّا كالشّامة في صدر البعير"(3).
(4031)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
كنتُ أمشي مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في حَرْث بالمدينة وهو متوكّىءٌ على عسيب، قال: فمرّ بقوم من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سَلُوه عن الروح. فقال بعضهم: لا تسألوه. قال: فسألوه عن الرُّوح، فقالوا: يا محمّد، ما الرّوح؟ فمال متوكّئًا على العسيب، قال: فظننتُ أنّه يُوحَى إليه، فقال:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، قال: فقال بعضهم لبعض: قد قُلْنا لكم: لا تسألوه.
أخرجاه في الصحيحين (4).
والعسيب هو جريد النّخل.
(1) المسند 6/ 189 (3672) وإسناده كسابقه. قال الهيثميّ 1/ 58: رجال إسناده بعضهم مستور، وأكثرهم ثقات. وأخرجه الحاكم مختصرًا، وصحّح إسناده 2/ 447، ووافقه الذهبي، مع ضعف الصبّاح. وضعّف محقّقو المسند إسناده، وصحّحوا وقفه، وذكروا طرقه.
(2)
في المسند زيادة "ينادي".
(3)
المسند 6/ 199، 200 (3677، 3678)، ومسند أبي يعلى 9/ 60 (5124) بنحوه من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، قال الهيثمي 10/ 396: فيه إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف. وضعّف المحقّقون إسناده، وصحّحوه لغيره.
(4)
المسند 6/ 214 (3688). والبخاري 13/ 440 (7456)، ومسلم 4/ 2152 (2794).
(4032)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي قيس عن الهُزيل بن شُرَحبيل قال:
جاء رجل إلى أبي موسى وسلمان بن ربيعة فسألهما عن ابنة، وابنة ابن، وأخت لأب وأمّ. فقالا: للابنة النصف، وللأخت النصف. وائت ابن مسعود فإنّه سيتابعُنا. فأتى ابنَ مسعود فسأله، وأخبره بما قالا: فقال ابن مسعود: لقد ضَلَلْتُ إذًا وما أنا من المهتدين، سأقضي فيها بما قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت (1).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي قيس. . فذكر معناه، إلّا أنّه لم يذكر سلمان بن ربيعة. وذكر أنهم رجعوا إلى أبي موسى فأخبروه فقال: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحَبر (2) بين أظهركم.
أخرجه البخاري في أفراده (3).
(4033)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا المسعودي. وحدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا سفيان، كلاهما عن سِماك عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه قال:
جمَعَنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون. قال عبد اللَّه: فكنتُ آخر من أتاه، فقال:"إنّكم مُصيبون ومنصورون ومفتوحٌ لكم، فمن أدرك ذلك منكم فلْيَتَّقِ اللَّه عز وجل، وليأمُرْ بالمعروف وليَنْهَ عن المنكر. ومن كَذَب عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأ مقعَدَه من النّار".
زاد مؤمّل: "ومثل الذي يعين قومه على غير الحقِّ كمثل بعيرٍ تردّى في بئر نهر ينزع فيه بذنبه"(4).
(1) المسند 6/ 217 (3691)، ومن طريق سفيان الثوري عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان أخرجه البخاري 12/ 24 (6742).
(2)
الحبر: العالم.
(3)
المسند 7/ 425 (4420)، ومن طريق شعبة في البخاري 12/ 17 (6736).
(4)
المسند 6/ 221 (3694) من طريق وكيع عن المسعودي. وفي 6/ 350 (3081) من طريق مؤمّل عن سفيان. ومن طريق سفيان عن سماك أخرجه أبو يعلى 9/ 250 (5304) بتمامه. وحسّن محقّقو المسند إسناده للخلاف في سماع عبد الرحمن بن عبد اللَّه بى مسعود من أبيه.
* وقد روي بعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعت عاصمًا يحدّث عن زِرّ عن ابن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوأ مقعدَه من النّار"(1).
(4034)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا إسرائيل عن مُخارق عن طارف بن شهاب قال: قال عبد اللَّه:
لقد شهدتُ من المقداد مشهدًا لأن أكونَ أنا صاحبَه أحبُ إليَّ مما عُدِلَ به: أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، فقال: واللَّه يا رسول اللَّه، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن نُقاتل عن يمينك، وعن يسارك، ومن بين يَدَيك، ومن خلفِك. فرأيتُ وجهَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُشرق لذلك، وسَرَّه ذلك.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4535)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن مِسْعَر عن علقمة بن مَرْثَد عن المغيرة بن عبد اللَّه اليَشْكُريّ عن المَعرور بن سُوَيد عن عبد اللَّه قال:
قالت أمُّ حبيبة ابنة أبي سفيان: اللهمّ أمتِعْني بزوجي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وبأخي معاوية. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّكِ سألْتِ اللَّه عز وجل لآجالٍ مضروبة، وأيّام معدودة، (3) لن يُعَجَّلَ شيء قبل حِلّه، أو يؤخَّر شيء عن حِلّه، ولو كنتِ سألْتِ اللَّه أن يُعيذَك من عذابٍ في النّار وعذابٍ في القبر، كان خيرًا" أو قال: "أفضل".
قال: وذُكِرَ عنده القِرَدةُ: قال: مِسعر: أُراه قال: والخنازير: أنّه ممَّا مُسخ. فقال صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه لم يَمسخٌ شيئًا فيدعَ له نَسْلًا أو عاقبة، وقد كانت القردة والخنازيرُ قبل ذلك".
(1) المسند 4/ 366 (3814) ورجاله ثقات غير عاصم، وهو حسن الحديث. ومن طريق عاصم أخرجه الترمذي 5/ 34 (2659)، وأبو يعلى 9/ 162 (5251) وقال الألباني: صحيح متواتر. والحديث صحيح، له شواهد.
(2)
المسند 6/ 227 (3698)، والبخاري 7/ 287 (3952) من طريق إسرائيل.
(3)
في المسند "وأرزاق مقسومة" عن نسخ مخطوطة، وهي في مسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق لذكِر المُسوخ:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد ويونس قالا: حدّثنا داود عن محمد بن زيد عن أبي الأعيَن العَبْدي عن أبي الأحوص الجُشَمي عن ابن مسعود قال:
سألْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن القِردة والخنازير: أهي من نسل اليهود؟ . فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل لم يلعن قومًا قطٌّ فمسخَهم فكان لهم نَسْلٌ حين يُهلِكُهم، ولكن هذا خلق كان، فلمّا غَضِبَ اللَّه على اليهود مسخَهم فجعلهم مثلَهم"(2).
(4036)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي إسحق عن حارثة بن مُضَرِّب قال:
قال عبد اللَّه لابن النَّوَّاحة: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لولا أنَّك رسولُ لقتَلْتك" فأما اليومَ فلسْتَ برسول. يا خَرَشةُ، قم فاضربْ عُنُقه. فقام إليه فضربَ عُنقه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا المسعودي قال: حدّثني عاصم عن أبي وائل قال:
قال عبد اللَّه حيث قَتَلَ ابن النوّاحة: إنَّ هذا وابنَ أثالٍ كانا أتَيا النبيَّ صلى الله عليه وسلم رسولين لمسيلمة الكذّاب، فقال لهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتشهدان أنّي رسول اللَّه؟ " قالا: نشهدُ أن مسيلمة رسول اللَّه. فقال: "لو كنتُ قاتلًا رسولًا لضربتُ أعناقكما" قال: فَجَرَتْ سُنّةٌ إلّا يُقتلَ الرسول، فأمَّا ابن أُثال فكفاناه اللَّه، وأما هذا فلم يزل ذلك فيه حتى أمكنَ اللَّه منه الآن (4).
(1) المسند 6/ 230 (3700)، ومسلم 4/ 2050 (2663).
(2)
المسند 6/ 292 (3747)، ومن طريق داود بن أبي الفرات في مسند أبي يعلى 5/ 219 (5314)، والمعجم الكبير 10/ 106 (10110). وقد ضعّف المحقّقون إسناده لضعف أبي الأعين. ولكنّهم حسّنوه لغيره.
(3)
المسند 6/ 151 (3642). ورجاله ثقات. وأخرجه بهذا الإسناد أبو يعلى 9/ 141 (5221)، وبنحوه من طريق أبي إسحق أخرجه أبو داود 3/ 84 (2762)، وصحّحه الألباني والمحققون.
وابن النوّاحة كانّ من أتباع مسيلمة الكذّاب.
(4)
المسند 6/ 240 (3708). وبنحوه في مسند أبي يعلى 9/ 31 (5097) من طريق سلام أبي المنذر عن عاصم. وحسّن الهيثمي إسناده - المجمع 5/ 317. وحسّنه محقّقو المسندين.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: حدّثنا عاصم عن أبي وائل عن أبي مُعَيْز (1) السَّعدي قال:
خرجتُ أسقي فرسًا لي في السَّحَر، فمررتُ بمسجد بني حَنيفةَ وهم يقولون: مسيلمة رسول اللَّه، فأتيتُ عبد اللَّه فأخبرْتُه، فبعث الشُّرطة فجاءوا بهم، فاستتابهم فتابوا، فخلّى سبيلَهم، وضربَ عنق عبد اللَّه بن النَّوّاحة. فقالوا: آخذْتَ قومًا في أمرٍ واحدٍ، فقَتَلْتَ بعضَهم وتركْتَ بعضهم. قال: إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقَدِم عليه هذا وابنُ أُثال بن حَجْر، فقال:"أتشهدان أنّي رسول اللَّه؟ " فقالا: نشهدُ أن مسيلمة رسول اللَّه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "آمنْتُ باللَّه ورسله، ولو كنتُ قاتلًا وفدًا لقتلْتُكما" قال: فلذلك قتلْتُه (2).
(4037)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا المسعوديّ عن عمرو بن مُرّة عن إبراهيم النخعيّ عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
اضطجعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على حصير فأثّر في جنبه، فلما استيقظَ جعلْتُ أمسحُ جنبه، فقلتُ: يا رسول اللَّه، ألَا آذَنْتَنا حتى نَبْسُطَ لك على الحصير شيئًا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مالي وللدّنيا (3). إنّما مَثَلي ومَثَل الدّنيا كراكبٍ ظلّ تحت شجرة ثم راح وتركَها"(4).
(4038)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا فُضَيل بن مرزوق قال: حدّثنا أبو سلمة الجهَنيّ عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أصابَ أحدًا قطٌّ همٌّ ولا حَزَن فقال: اللهمَّ إنّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أَمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألُك بكلّ
(1) ينظر تعليق محقّقي المسند على الاسم، والاختلاف فيه.
(2)
المسند 6/ 386 (3837). وهو في المجمع 7/ 315، وفيه: عن "ابن معيز السعدي قال الهيثميّ: وابن معيز، لم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات. وقد صحح محقّقو المسند الحديث، وضعّفوا إسناده لجهالة ابن معيز.
(3)
في المسند زيادة: "وما أنا والدُّنيا".
(4)
المسند 6/ 241 (3709)، ومسند أبي يعلى 9/ 195 (5292). ومن طريق المسعودي أخرجه ابن ماجة 2/ 1376 (4109)، والترمذي 8/ 504 (2377) وقال: حسن صحيح. وساقه الحاكم 4/ 310 شاهدًا على حديث صحّحه عن ابن عبّاس. وذكر الألباني حديث ابن مسعود وابن عبّاس، وصحّحهما - الصحيحة 1/ 80 (438، 439).
اسم هو لك، سمّيْتَ به نفسَك، أو علّمْتَه أحدًا من خَلقِك، أو أنزَلْتَه في كتابك، أو استأثرْتَ به فيِ علم الغيب عندَك، أن تجعل القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حُزني، وذهاب هَمّي، إلّا أذهبَ اللَّه همَّه وحُزنه، وأبدلَ مكانَه فرحًا". قال: فقيل: يا رسول اللَّه ألا نَتَعلَّمُها؟ فقال: "بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلَّمَها"(1).
(4039)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا شريك بن عبد اللَّه عن علي بن بَذيمة عن أبي عُبيدة عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نَهَتْهُم علماؤُهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم -قال يزيد: أحسِبُه قال: وأسواقهم- وآكلوهم وشاربوهم، فضرب اللَّه عز وجل قلوبَ بعضِهم ببعض، ولعنَهم على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصَوا وكانوا يعتدون". وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متّكئًا فجلس فقال: "والذي نفسي بيده، حتى تأطِروهم على الحقِّ أطْرًا"(2).
(4040)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحق يحدّث عن أبي عُبيدة عن عبد اللَّه:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: عَلَّمَنا خُطبةَ الحاجة: "الحمدُ للَّه، تستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللَّه من شرور أنفسنا، من يهدِ اللَّهُ فلا مضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهدُ أن محمّدًا عبده ورسوله". ثم يقرأ ثلاث آيات: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَاأَيُّهَا
(1) المسند 6/ 246 (3712)، ومسند أبي يعلى 9/ 198 (5297)، وصحيح ابن حِبّان 3/ 253 (972). وأخرجه الحاكم 1/ 509 من طريق فُضيل، قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، إن سَلِمَ من إرسال عبد الرحمن بن عبد اللَّه عن أبيه، فإنّه مختلف في سماعه عن أبيه. وعلّق الذهبي: وأبو سلمة لا يُدرى من هو، ولا رواية له في الكخب الستة، وزاد محقّقو المسند على ذلك: القاسم لم يخرج له مسلم، وهو من رجال البخاري وحده - وينظر الترغيب 2/ 600 (2719)، والمجمع 10/ 139، 189، وتعليق محقّقي المسند الطويل على الحديث.
(2)
المسند 6/ 250 (3713). وأبو عبيدة -كما سبق- لم يسمع أباه. وبنحوه أخرجه أبو داود من طريق ابن بذيمة 1/ 124 (4336)، وابن ماجة 2/ 327 (4006). وجعله ابن ماجة مرّة عن أبي عبيدة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ومرّة عن أبي عبيدة عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرجه الترمذي 5/ 235، 236 (3047، 3048) مرفوعًا وموقوفًا. وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني، وضعّف إسناده محقّقو المسند.
النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71] ثم تذكرُ حاجتك (1).
(4041)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: أخبرنا شريك عن الرُّكَين بن الربيع عن القاسم بن حسّان عن عبد اللَّه بن مسعود:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن، وفرس للشيطان، وفرس للإنسان:
فأمَّا فرس الرحمن فالذي يُرْتَبَطُ في سبيل اللَّه عز وجل، فعَلَفُه ورَوْثُه وبَوله، وذكرَ ما شاء اللَّه. وأما فرس الشيطان فالذي يُقامَرُ أو يُراهَنُ عليه. وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتَمِسُ بطنَها، فهي ستر من فقر" (2).
الرّكين ضعيف جدًا (3).
(4042)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر، وحسن بن موسى قالا: حدّثنا شيبان عن عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود قال:
أخّر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "صلاة العشاء، ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناسُ ينتظرون الصلاة، فقال: "أما إنّه ليس من أهل هذه الأديان أحدٌ يذكرُ اللَّهَ عز وجل هذه الساعةَ غيركم" قال: وأُنزلت هؤلاء الآيات: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. . .} حتى بلغ:
(1) المسند 6/ 262 (3720)، والنسائي 4/ 103، قال: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. ومن طريق شعبة وسفيان عن أبي إسحق أخرجه أبو يعلى 9/ 168 (257 5)، ومن طريق سفيان عن أبي إسحق أخرجه أبو داود 2/ 238 (2118)، وقد ضعّف المحقّقون إسناده، وصحّحوا الحديث، وجعله الألباني في صحيح النسائي وأبي داود.
(2)
المسند 6/ 298 (3756)، قال الهيثميّ في المجمع 5/ 263: رواه أحمد ورجاله ثقات، فإن كان القاسم بن حسّان سمع من ابن مسعود فالحديث صحيح. وزاد محقّقو المسند: لكن يبقى أن في إسناده شريكًا، وهو سيء الحفظ. وقال المنذري: إسناده جيد - الترغيب 2/ 220 (1877). وقد فصّل الألباني الكلام على الحديث في إرواء الغليل 5/ 338 (1508)، وضعّف إسناد الحديث، وصحّحه بطرقه وشواهده.
(3)
تكرّر هذا سابقًا في الحديث الثامن، وبيّنتَ وَهَمَ المؤلّف فيه.
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} (1)[آل عمران: 113 - 115].
(4043)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارِمُ بن الفضل قال: أخبرنا سعيد بن زيد قال: حدّثنا عليُّ بن الحكم البُناني عن عثمان عن إبراهيم عن عَلقمة والأسود عن ابن مسعود قال:
جاء ابنا مُلَيْكةَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالا: إنّ أُمَّنا كانت تُكرِمُ الزوجَ، وتَعطِفُ على الولد، قال: وذكر الضيف، غيرَ أنَّها كانت وَأَدَتْ في الجاهليّة. قال:"أُمُّكما في النَّار" قال: فَأدْبَرا والسُّوءُ يُرى فيِ وجوههما، فأمر بهما فَرُدّا، فرجعا والسرورُ يُرى في وجوههما، رجَيا أن يكونَ قد حدث شيءٌ، فقال:"أُمّي مَعَ أُمِّكما" فقال رجلٌ من المنافقين: وما يُغْني هذا عن أمّه شيئًا، ونحن نَطَأُ عَقِبيه.
فقال رجلٌ من الأنصار - ولم أرَ رجلًا قطٌّ أكثر سؤالًا منه: يا رسولَ اللَّه، هل وعَدَكَ ربُّكَ فيها، أو فيهما؟ قال: فظَنَّ أنّه من شيءٍ قد سَمِعَه، فقال:"ما سألتُه ربّي، وما أطمَعَني فيه، وإنّي لأقومُ المقامَ المحمودَ يومَ القيامة"، فقال الأنصاريّ يا رسول اللَّه: وما ذاك المقامُ المحمودُ؟ قال: "ذاك إذا جيء بكم عُراةً حُفاةً غُرْلًا، فيكونُ أولَ من يُكْسى إبراهيمُ عليه السلام، يقول: اكسوا خليلي، فيؤتَى برَيطتين بيضاوَين، فيلبَسُهما، ثم يقعد مستقبلَ [العرش]، ثم أُوتى بكِسوتي فألْبَسُها، فأقومُ عن يمينِه مقامًا لا يقومُه أحدٌ غيري، يَغْبِطُني به الأودلون والآخرون". قال: "ويُفْتَح نهرٌ من الكوثر إلى الحوض"، فقال المنافقون: فإنّه ما جرَى ماءٌ قطٌّ إلّا على حالٍ أو رَضراض. قال: "حالُه المِسْكُ، ورَضْراضُه التُّوم". قال المنافق: لم أسمع كاليوم، قلّما جرى ماءٌ قَط على حالٍ أو رضراضِ إلّا كان له نبتٌ. فقال الأنصاري: يا رسولَ اللَّه، هل له نَبتٌ؟ قال:"نعم، قضبانُ الذهب" قال المنافق: لم أسمع كاليوم، فإنّه قلَّما نَبَتَ قضيبٌ إلّا أورقَ، وإلّا كان له ثمرٌ. قال الأنصاري: يا رسولَ اللَّه، هل من ثمرٍ؟ قال: "نعم، ألوانُ الجَوهَرِ، وماؤه أشدُّ بياضًا من اللَّبَن، وأحلى
(1) المسند 6/ 304 (3760). ورجاله رجال الصحيح غير عاصم، وهو حسن الحديث. قال الهيثمي 1/ 317: رجال أحمد ثقات، ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود، وهو مختلف في الاحتجاج به. ومن طريق أبي النضر هاشم عن شيبان أخرجه أبو يعلى 9/ 206 (5306) - ومن طريق شيبان صحّحه ابن حسّان 4/ 397 (530 1).
من العسل، مَنْ شَرِبَ منهَ مَشربًا لم يَظْمَأْ بعدَهُ، ومَنْ حُرِمَه لم يَرْوَ بَعْدَه" (1).
(4044)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارم وعفّان قالا: حدّثنا معتمر قال: حدّثني أبي قال: حدّثني أبو تميمة عن عمرو - يعني البَكالي، يحدّثُه عمرو عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
استَتْبَعَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقنا حتى أتَيْنا مكان كذا وكذا، فخَطَّ لي خِطَّةً، فقال لي:"كُنْ بينَ ظَهْرَي هذه لا تخزجْ منها، فإنّك إنّ خرجْتَ هلَكْتَ"، قال: فكنتُ فيها، قال: فمضى رسول اللَّه، خَدَفَة (2)، أو أبعد شيئًا، أو كما قال، ثم إنّه ذكر هَنِينًا كأنَّهم الزُّطُّ، ليس عليهم ثيابٌ، ولا أرى سَوءاتِهم، طِوَالًا، قليلٌ لَحْمُهُم. قال: فأتَوا فجعلوا يركبونَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: وجعل نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأُ عليهم، قال: وجعلوا يأتوني فيحيلون حولي، ويعترضون لي، قال: فأُرْعِبْتُ منهم رُعبًا شديدًا. قال: فجلستُ، أو كما قال، قال: فلما انشقَّ عمودُ الصُّبحِ جعلوا يذهبون، أو كما قال. قال: ثم إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلًا وَجِعًا، أو يكادُ أن يكونَ وَجِعًا مما رَكِبوه. قال:"إني لأجدُني ثقيلًا"، أو كما قال، فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأسَه في حجري، أو كما قال، قال: ثمّ إنّ هَنينًا أتَوا، عليهم ثيابٌ بيض طِوالٌ، وقد أغفَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال عبد اللَّه: فأُرْعِبْتُ أشدَّ مما أُرْعِبتُ المرّة الأُولى، قال عارم في حديثه: قال: فقال بعضُهم لبعض: لقد أُعطي هذا العبدُ خيرًا، إن عينيه نائمتان وقلبه يقظان، ثم قال بعضهم لبعض. هلُمَّ فَلْنَضْرِب له مثلًا، قال بعضهم لبعض: اضربوا له مثلًا وَنؤوِّلُ نحنُ، أو نَضْرِب نحنُ وَتُؤَوِّلون أنتم. فقال بعضهم لبعضٍ: مَثَلَه كمَثَلِ سيد ابْتنى بُنيانًا حصينًا، ثم أرسلَ إلى النّاس بطعام، فمن لم يأْتِ طعامَهُ، أو قال: لم يَتَّبِعْه، عذَّبَهُ عذابًا شديدًا. قال الآخرون: أمَّا السّيدُ فهو ربُّ العالمينَ، وأمَّا البُنْيانُ فهو الإسلامُ، والطَّعامُ الجنةُ، وهو الدَّاعي، فمن اتَّبَعَهُ كان في الجنّة، ومن لم يَتَّبِعْه عُذِّب. ثم
(1) المسند 6/ 328 (3787)، والمعجم الكبير 10/ 80 (10017). وأخرجه الحاكم من طريق الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن أبي وائل عن ابن مسعود 2/ 364. قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعثمان بن عمير هو أبو اليقظان. قال الذهبي: لا واللَّه، فعثمان ضعّفه الدارقطني، والباقون ثقات. وقال الهيثميّ في المجمع 10/ 364: رواه أحمد والبزّار والطبراني، وفي أسانيدهم كلّها عثمان بن عمير، وهو ضعيف. ولضعف عثمان والخلاف من سعيد بن زيد بن درهم، ضعّف محقّقو المسند إسناده.
(2)
الخذفة: قدر رمية بعصاة.
إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استَيْقَظَ، فقال:"ما رأيتَ يا ابنَ أُمِّ عبدٍ؟ " فقال عبدُ اللَّه: رأيتُ كذا وكذا، فقال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما خَفِىَ عليَّ مما قالوا شيءٌ"، قال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هم نَفَرٌ من الملائكةِ، أو قال: "هم من الملائكة" (1).
الهَنين: كناية عن الشيء، فكأنه قال: جاء قوم منهم.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا داود عن الشَّعبي عن علقمة قال:
قلت لابن مسعود: هل صَحِبَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجنِّ منكم أحدٌ؟ فقال: ما صَحِبَه منّا أحد، ولكنّا فقدْناه ذات ليلةٍ بمكة، فقلنا: اغْتِيل؟ استُطِير؟ ما فعل؟ قال: فبِتنا بشَرّ ليلة بات بها قوم، فلما كان في وجه الصُّبح - أو قال: في السَّحَر، إذا نحن به يجيءُ من قِبَل حِراء، فقُلْنا: يا رسول اللَّه، فذكروا الذي كانوا فيه. فقال:"إنّه أتاني داعي الجنِّ، فأتيتُهم فقرأت عليهم" قال: فانطلقَ بنا فأرانا آثارَهم وآثارَ نيرانهم. قال: وقال الشَّعبي: سألوه الزاد، وكانوا من جنّ الجزيرة، فقال:"كلّ عَظم ذُكِر اسم اللَّه عليه يقع في أيديكم، أوفرَ ما كان عليه لحمًا، وكلُّ بعرة أو رَوْثة عَلَفًا لدوابُكم، فلا تستنجوا بهما، فإنَّهما زادُ إخوانكم من الجنّ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني أبو عُميس عُتبة بن عبد اللَّه بن عُتْبة عن أبي فَزارة عن أبي زيد مَولى عمرو بن حُرَيث المخزومي عن ابن مسعود قال:
(1) المسند 6/ 332 (3788). ورجاله ثقات، غير عمرو البكالي، لم يثبت سماعه الحديث من ابن مسعود، ولذا ضعّف محقّقو المسند إسناده. وأورده ابن كثير في التفسير - ولم يذكره بتمامه 4/ 164 سورة الأحقاف 29، وقال: وفيه غرابة شديدة. وقال الهيثميّ في المجمع 8/ 264: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حِبّان وغيره في الصحابة.
(2)
المسند 4/ 217 (4149). ومن طريق إسماعيل بن عليّة وغيره عن داود، في مسلم 1/ 232 (450).
بينما نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة، وهو في نفرٍ من أصحابه، إذ قال:"لِيَقُمْ معي رجلٌ منكم، ولا يقُومَنَّ معي رجلٌ في قلبه من الغِشِّ مِثقالُ ذرَّةٍ"، قال: فقمتُ معه، وأخذتُ إداوةً، ولا أحسِبُها إلّا ماءً، فخرجتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كُنَّا بأعلى مكة رأيتُ أسْوِدَةً مُجتمعةً، قال: فخَطَّ لي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم خطًّا، ثم قال:"قُمْ هاهنا حتى آتيَك"، قال: فقمتُ، ومضى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إليهم، فرأيتُهم يَتَثَوَّرون إليه، قال: فَسَمَرَ معهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلًا طويلًا، حتى جاءني مع الفجرِ، فقال لي:"ما زِلْتَ قائمًا يا ابنَ مسعودٍ؟ " قال: فقلت له: يا رسولَ اللَّه، أوَلم تقلْ لي:"قُمْ حتى آتِيَك؟ "، قال: ثم قال لي: "هل معك من وَضوء؟ "، قال: فقلت: نعم، ففتحتُ الإداوةَ، فإذا هو نبيذٌ، قال فقلت له: يا رسول اللَّه، واللَّهِ لقد أخذتُ الإداوةَ ولا أحسِبُها إلّا ماءً فإذا هو نبيذٌ، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تمرةٌ طيِّبةٌ، وماءٌ طَهورٌ"، قال: ثم توضّأ منها، فلما قام يصلّي أدركه شخصان منهم، وقالا: يا رسول اللَّه، إنا نُحِبُّ أن تَؤُمَّنا في صلاتنا. قال: فصفَّهما رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم خلفَه ثم صلَّى بنا، فلما انصرفَ قلتُ له: مَنْ هؤلاءِ يا رسول اللَّه؟ قال: "هؤلاءِ جنٌّ نَصِيبينَ، جاؤوني يختصمون إليَّ في أُمور كانت بينهم، وقد سألوني الزَّادَ، فزوَّدْتهم"، قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول اللَّه من شيءٍ تُزَوِّدُهم إيّاه؟ قال: فقال: "قد زَوَّدْتُهم الرَّجْعة، وما وجدوا من رَوْثٍ وجدوه شعيرًا، وما وجدوه من عظمٍ وجدوه كاسيًا"، قال: وعندَ ذلك نهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أن يُستطابَ بالرَّوث والعَظم (1).
قال أحمد: أبو زيد (2)، في حديث النبيذ، مجهول.
* طريق مختصرة:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: أخبرنا ابن لهيعة عن قيس بن حجّاج عن حَنَش الصنعاني عن عبد اللَّه بن عبّاس عن عبد اللَّه بن مسعود:
(1) المسند 7/ 390 (4381)، والمعجم الكبير 1/ 650 (9966). وقال الهيثميّ 6/ 318: وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث، مجهول. ولجهالة أبي زيد ضعّف إسناد الحديث محقّقو المسند.
(2)
في الأصل (أبو فزارة) وهو سبق قلم. فأبو فزارة، راشد بن كيسان العبسي، ثقة. وقد أجمع العلماء على جهالة أبي زيد الراوي عن ابن مسعود حديث النبيذ: بنظر الضعفاء والمتروكون 3/ 231، وتهذيب الكمال 8/ 314، وميزان الاعتدال 4/ 526، والتقريب 2/ 723.
أنّه كان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجنّ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا عبد اللَّه، أمعك ماء؟ " قال: معي نبيذ في إداوة. فقال: "اصْبُبْ عليَّ" فتوضّأ. قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا عبد اللَّه ابن مسعود، شرابٌ وطَهور"(1).
ابن لهيعة ذاهب الحديث (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا عن إسرائيل عن أبي فَزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حُرَيث عن ابن مسعود قال:
كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة لَقِيَ الجنّ، فقال: أمعك ماء؟ قلت: لا. فقال "فما هذا في الإداوة؟ " قلت: نبيذ. قال: أرِنِيها، تمرةٌ طيبة وماء طَهور" فتوضأ منها ثم صلّى بنا (3).
* طريق مختصر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبَرَني أبي عن ميناء عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ وفْدِ الجنّ، فلما انصرف تنفّسَ، فقلت: ما شأنك؟ قال: "نُعِيَتْ إليَّ نفسي يا ابن مسعود"(4).
ميناء كذَّاب (5).
(1) المسند 6/ 323 (3782). وإسناده ضعيفط لضعف عبد اللَّه بن لهيعة. وكذا قال البوصيري. فمن طريق ابن لهيعة أخرجه ابن ماجة 1/ 135 (385).
(2)
وقد مرّ ذلك كثيرًا.
(3)
المسند 6/ 359 (3810) وسبق أن أبا زيد مولى عمرو بن حريث مجهول. فإسناده ضعيف. قال البوصيري تعليقًا على الحديث الذي أخرجه ابن ماجة 1/ 135 (384) من طريق أبي فزارة: مدار الحديث على أبي زيد، وهو مجهول عند أهل الحديث، كما ذكره الترمذي وغيره. ومن طريق أبي فزارة أخرجه أبو داود 1/ 21 (84)، والترمذي 1/ 147 (88) وحكم بجهالة أبي زيد. وقد أورد ابن الجوزي طرق الحديث في العلل 5/ 351، 356 (587 - 590) ولم يصحّحها لجهالة أبي فزارة وأبي زيد.
(4)
المسند 7/ 322 (4 429)، وإسناده ضعيف، ويكفي أن الهيثمي قال في المجمع 5/ 188: وفيه ميناء وهو كذّاب. ونقل محقّقو المسند ما يؤيّد ضعف الحديث، وأنه شبه موضوع.
(5)
ينظر الضعفاء والمتروكون 3/ 154، وموسوعة أقوال الإمام أحمد 3/ 423؛ والميزان 4/ 237.
(4045)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارِم قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم القَسْمَليّ قال: حدّثنا سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جَعدة عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلُ النّارَ من كان في قلبه مثقالُ حبّة من إيمان، ولا يدخل الجنّةَ من كان في قلبه مثقالُ حبّة من كِبْر" قال رجل: يا رسول اللَّه، إنّه ليُعْجِبُني أن يكونَ ثوبي غَسيلًا، ورأسي دَهينًا، وشِراكُ نعلي جديدًا. . . وذكر أشياء، حتى ذكر عِلاقة سوطه، فمن الكِبر ذاك يا رسول اللَّه؟ قال:"لا، ذاك الجمال، إنّ اللَّه عز وجل جميلٌ يُحِبُّ الجمال، ولكنّ الكِبْرَ من سَفِهَ الحقَّ وازدرى النّاس".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن ابن عون عن عمرو بن سعيد عن حُميد بن عبد الرحمن قال: قال ابن مسعود:
كنتُ لا أُحْجَبُ عن النَّجوى، ولا عن كذا، ولا عن كذا (2). قال: فأتيتُه وعنده مالك ابن فرارة الرَّهاوي، فأدركْتُ من آخر حديثه وهو يقول: يا رسول اللَّه، قد قُسِمَ لي من الجمال ما ترى، فما أُحِبُّ أن أحدًا من النّاس فضَلَني بشِراكين فما فوقهما، أفليس ذلك هو البَغي؟ قال صلى الله عليه وسلم:"لا، ليس ذلك بالبَغي، ولكنّ البغي من بَطِرَ - أو قال: سَفِهَ الحقّ، وغَمَطَ النّاس"(3).
(4046)
الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أوّلِ ما يُقضى بين الناسِ يومَ القيامة في الدماء".
أخرجاه (4).
(1) المسند 6/ 338 (3789). ورجاله ثقات، إلّا أنّ يحيى بن جعدة أرسل عن ابن مسعود. التقريب 2/ 656. وقد أخرج الحديث مسلم من طرق عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد اللَّه 1/ 93 (91).
(2)
في المسند: قال ابن عون: "فنسي واحدة، ونسيتُ أنا واحدة".
(3)
في المسند 6/ 154 (3644). ومن طريق ابن عون صحّح الحاكم والذهبي إسناده 4/ 182. ووافقه الذهبي. قال محقّقو المسند: حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح إنّ ثبت سماع حميد من ابن مسعود.
(4)
المسند 7/ 261 (4213)، ومسلم 4/ 1303 (1678). ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 11/ 395 (6533).
(4047)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد اللَّه قال:
انطلق سعد (1) معتمرًا، فنزل على صفوان بن أُميَّة بن خلف، وكان أميّة إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد. فقال أُميَّة لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغَفَلَ الناسُ انطلقْتَ فطفتَ. فبينما سعد يطوف إذ أتاه أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة آمنًا؟ قال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنًا وقد آويتُم محمّدًا، فتلاحَيا، فقال أميّة لسعد: لا تَرْفَعَن صوتَك علي، أبي الحكم، فإنّه سيّدُ أهل الوادي، فقال له سعد: واللَّه لئن مَنَعْتَني أن أطوفَ بالبيت لأقْطَعَنَّ عليك مَتْجَرَك إلى الشام، فجعل أُميَّة يقول: لا ترفعَنَّ صوتك على أبي الحكم، وجعل يُمسكه، فغضب سعد وقال: دَعْنا منك، فإني سمعتُ محمّدًا صلى الله عليه وسلم يزعُمُ أنّه قاتلُك. قال: إياي؟ قال؟ نعم، قال: واللَّه ما يكذب محمّد. فلمّا خرجوا رجع إلى امرأته فقال: أما عَلِمْتِ ما قال لي اليَثْربيُّ؟ فأخبرها به. فلمّا جاء الصريخ وخرجوا إلى بدر، قالت امرأته: أما تذكر ما قال لك أخوك اليَثْرِبيّ؟ فأرادَ ألّا يخرجَ، فقال له أبو جهل: إنَّك من أشراف الوادي، فسِرْ معنا يومًا أو يومين. فسار معهم، فقتله اللَّه عز وجل.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4048)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزّال بن سَبرة عن عبد اللَّه قال:
سمعْتُ رجلًا يقرأ آيةً وسمِعْتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غيرَها، فأتيتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فتغيَّرَ وجهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أو عَرَفْتُ في وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم[الكراهية]، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كلاكما مُحْسِن، إنّ مَن قبلَكم اختلفوا فيه فأهلَكَهم اللَّه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(1) وهو سعد بن معاذ.
(2)
المسند 6/ 343 (3794). والبخاري 6/ 629 (3632) من طريق عبيد اللَّه بن موسى عن إسرائيل. وأبو سعيد، مولى بن هاشم، عبد الرحمن بن عبد اللَّه، من رجال البخاري.
(3)
المسند 6/ 268 (3724)، والبخاري 5/ 70 (2410) من طريق شعبة، ومحمد بن جعفر من رجال الشيخين.
(4049)
الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا مَعْمَر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن ابن مسعود قال:
أكْرَينا (1) الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم غدونا إليه فقال: "عُرِضَتْ عليّ الأنبياءُ الليلة بأُمَمِها، فجعل النبيُّ يمُرُّ ومعه الثلاثة، والنبيُّ ومعه العصابة، والنبيُّ ومعه النَّفَر، والنبيُّ ليس معه أحد، حتى مرَّ عليَّ موسى ومعه كَبْكبة (2) من بني إسرائيل، فأعجبوني، فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: هذا أخوك موسى، معه بنو إسرائيل، قال: قلت: فأين أُمَّتي؟ فقيل لي: انظر عن يمينك، فنظرت فإذا الظِّراب قد سُدّ بوجوه الرجال، ثم قيل لي: انظر عن يسارك، فنظرت فإذا الأُفق قد سُدّ بوجوه الرجال، فقيلَ لي: أرضيتَ؟ فقلت: رضيتُ يا ربّ، قال: فقيل لي: إنّ مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنّة بغير حساب". فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فِداكم أبي وأُمّي، إن استطعْتُم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا، فإن قَصَّرْتم فكونوا من أهل الظِّراب، فإنْ قَصَّرْتُم فكونوا من أهل الأُفُق، فإنى قد رأيْتُ ثَمَّ ناسًا يتهاوشون". فقام عُكّاشة بن مِحْصن فقالَ: ادعُ اللَّه لي يا رسول اللَّه أن يجعلَني من السبعين، فدعا له، فقام رجل آخر فقال: ادعُ اللَّه لي يا رسول اللَّه أن يجعلَني منهم، فقال:"قد سبقك بها عُكّاشة".
قال: ثم تحدّثْنا فقلْنا: مَنْ تُرَون هؤلاء السبعون الألف؟ قوم وُلِدوا في الإسلام لم يُشركوا باللَّه شيئًا حتى ماتوا؟ فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"هم الذين لا يكتوون، ولا يَسْترقون، ولا يَتَطَيَّرون، وعلى ربِّهم يتوكّلون"(3).
أكرَيْنا بمعنى أطلْنا.
والظِّراب: صغار الجبال.
ويتهاوشون: يدخل بعضهم في بعض.
(1) في المسند: "أكثرنا".
(2)
الكبكبة: الجماعة.
(3)
المسند 6/ 353 (3806). ومن طريق قتادة أخرجه أبو يعلى 9/ 231 (5339) بأطول منه. وصحّح محقّقو المسند الحديث. والحسن وإن عنعن هنا، ولم يثبت سماعه من عمران، لكنّه متابع عليه. ينظر تخريج محقّقي المسند.
(4050)
الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود قال:
انشقَّ القمر على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شِقَّتَين، حتى نظروا إليه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا".
أخرجاه (1).
(4051)
الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا الأشجعيّ عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه وأبي موسى الأشعري قالا:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ بين يدي الساعة أيّامًا يُرفَعُ فيهنّ العلمُ، ويَنزلُ فيهنّ الجَهلُ، ويكثُرُ فيهنّ الهَرْج" قال: "والهَرْج: القتل".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4052)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عمران عن قتادة عن عبد ربّه عن أبي عياض عن عبد اللَّه بن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إيّاكم ومحقِّراتِ الذنوب، فإنّهنّ يجتمعْن على الرجل حتى يُهْلِكْنَه". إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضَرَب لهنّ مَثَلًا: "كمثل قومٍ نزلوا أرضَ فلاة، فحضر صنيعُ القوم، فجعل الرجلُ ينطلق فيجيءُ بالعُود، والرجل يجيء بالعُود، حتى جمعوا سَوادًا فأجّجوا نارًا وأنضجوا ما قذفوا فيها"(3).
(1) المسند 6/ 60 (3583)، والبخاري 6/ 631 (3636)، ومسلم 4/ 2158 (2800).
(2)
المسند 6/ 367 (3817)، ومسلم 4/ 2056 (2672)، وهو في البخاري 13/ 13 (7062) من طريق الأعمش.
(3)
المسند 6/ 367 (8 381). وفي إسناده عبد ربه بن أبي يزيد، مستور. التقريب 1/ 329. وعمران بن داور مختلف فيه. وهو في مسند الطيالسي 53 (400). ومن طريق قتادة أخرجه الطبراني في الأوسط 3/ 253 (0 255) وقال: لم يروه عن قتادة إلا عمران. وجعل المنذري في الترغيب 3/ 278 (3637) والهيثمي في المجمع 10/ 192 رجاله رجال الصحيح غير عمران. قال الهيثمي: وقد وثّق. على أن عبد ربّه ليس من رجال الصحيح. وقد حسن محقّقو المسند الحديث لغيره، وضعّفوا إسناده.
(4053)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا أبان بن عبد اللَّه البَجَلي عن كريم بن أبي حازم عن جدّته سلمى بنت جابر:
أن زوجَها استُشهد، فأتت عبد اللَّه بن مسعود فقالت: إني امرأة قد استُشهد زوجي وخطَبَني الرجال، فأبَيتُ أن أتزوّج حتى ألقاه، فترجو لي إذا اجتمعت أنا وهو أن أكونَ من أزواجه؟ قال: نعم. فقال له رجل عنده: ما رأيْناك فعلْتَ هذا مُذ قاعدْناك. قال: إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ أسرعَ أُمّتي بي لُحوقًا امرأةٌ من أحمس"(1).
(4054)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة قال: قال عبد اللَّه:
انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضُرِبَتْ رجلُه وهو صريم، وهو يَذُبُّ النّاس عنه بسيفِ، فقلت: الحمد للَّه الذي أخزاك يا عدوٌّ اللَّه. فقال: هل هو إلّا رجلٌ قتله قومُه! قال: فجعلْتُ أتناوله بسيف لي غيرِ طائل، فأصبْتُ يده، فندَرَ (2) سيفُه، فأخذتُه وضربْتُه حتى قتلْتُه، ثم خرجْتُ حتى أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كأنما أُقَلّ (3) من الأرض، فأخبرْته، فقال:"آللَّه الذي لا إلّا هو؟ "، فردَّدها ثلاثًا. قال: قلت: اللَّه الذي لا إله إلّا هو. قال: فخرج يمشي حتى قام عليه، فقال:"الحمدُ للَّه الذي أخزاك يا عدوَّ اللَّه، هذا كان فرعونَ هذه الأمة"(4).
(4055)
الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم عن زِرّ عن عبد اللَّه قال:
يخرجُ قومٌ في آخر الزمان سفهاءُ الأحلام، [أحداث] أو قال: حُدَثاء الأسنان، يقولون من خير قول النّاس، يقرءون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيَهم، يمرُقون من الإسلام كما
(1) المسند 6/ 372 (3822). ومن طريق أبان أخرجه أبو يعلى 9/ 225 (5328). قال الهيثميّ 5/ 299: سلمى لم أجد من وثقها، وبقيّة رجال أحمد ثقات. وضعّف محقّقو المسند إسناده، وحسّنه محقّق أبي يعلى.
(2)
ندر: سقط.
(3)
أُقَل: أُدفع، يعني ذلك أنّه سار سريعًا.
(4)
المسند 7/ 278 (4246). وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبمعناه من طريق أبي إسحق أخرجه أبو داود 3/ 67 (2709)، وأبو يعلى 9/ 171 (5263)، والطبراني في الكبير 9/ 83 (8470). والحديث صحيح، فقد روى البخاري قصة مقتل أبي جهل، وخبر عبد اللَّه بن مسعود، عن عبد اللَّه وغيره 7/ 392 (3961 - 3963)، وينظر تعليق ابن حجر على الأحاديث.
يمرُق السهمُ من الرّميّة، فمن أدركهم فليقتُلْهم، فإنَّ في قتلِهم أجرًا عظيمًا عند اللَّه لمن قتلَهم (1).
(4056)
الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا زائدة عن عاصم بن النَّجود عن زِرّ عن عبد اللَّه قال:
كان أوّل من أظهرَ إسلامَه سبعة: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمَّار، وأُمُّه سُمَيَّة، وصُهيب، وبلال، والمقداد. فأمَّا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمنعَه اللَّه بعمّه أبي طالب، وأمّا أبو بكر فمنعه اللَّه بقومه، وأما سائرُهم فأخذَهم المشركون فألبسوهم أدراعَ الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلّا وقد واتاهم على ما أرادوا إلّا بلال، فإنّه هانت عليه نفسُه في اللَّه، وهان على قومه، فأعطَوه الوِلدانَ، وأخذوا يطوفون به شِعابَ مكّة، وهو يقول: أحَد أحَد (2).
(4057)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا أبو معاوية شيبان عن أبي يعفور عن أبي الصَّلت عن أبي عقرب قال:
غدوتُ إلى ابن مسعود ذات غداة في رمضان، فوجدْتُه فوق بيته جالسًا، فسمعنا صوته وهو يقول: صدق اللَّه وبلَّغَ رسولُه. فقلنا: سمعناك تقول: صدق اللَّه وبلّغ رسولُه. فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان: أن تطلعَ الشمس غداتئذٍ صافيةً ليس لها شعاع" فنظرتُ إليها فوجدْتُها كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (3).
(1) المسند 6/ 380 (3831) وهو حديث صحيح، وإسناده حسن من أجل عاصم. ومن طريق أبي بكر أخرجه ابن ماجة 1/ 59 (168)، والترمذي 7/ 414 (2188)، وأبو يعلى 9/ 277 (5402). قال الترمذي: وفي الباب عن عليّ وأبي سعيد وأبي ذرّ. وهذا حديث حسن صحيح. وقد روي في غير هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، حيث وصف هؤلاء القوم. . . وقد جمع محقّقو المسند شواهده من الصحيحين وغيره.
(2)
المسند 6/ 382 (3832). وإسناده كسابقه. وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 1/ 5 (150)، قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات، وصحّحه ابن حِبّان 15/ 558 (7083). وصحّح الحاكم إسناده من طريق زائدة، ووافقه الذهبي 3/ 284.
(3)
المسند 6/ 404 (3857). ومن طريق شيبان وغيره أخرجه الطيالسي 52 (394). ومن طريق أبي عقرب أخرجه أبو يعلى 9/ 251 (5371) وقال الهيثمي 3/ 177: أبو عقرب لم أجد من ترجمه، وبقيّة رجاله ثقات. وحسّنه محقّقو المسند لغيره، لجهالة أبي الصلت وأبي عقرب. وينظر تخريج محقّق مسند أبي يعلى.
(4058)
الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عُمر بن ذرّ عن العيزار بن جَرول الحضرميّ عن رجل منهم يُكنى أبا عمير:
أنّه كان صديقًا لعبد اللَّه بن مسعود، وأن عبد اللَّه بن مسعود زارَه في أهله فلم يجده. قال: فاستأذن على أهله وسلّم واستسقى. فبعثت الجارية تجيئه بشراب من الجيران فأبطأتْ فلَعَنَها، فخرج عبد اللَّه، فجاء أبو عمير فقال: يا أبا عبد الرحمن، ليس مثلُك يُغار عليه، هلَّا سلّمْتَ على أهل أخيك وجلسْت وأصبْتَ من الشراب. قال: قد فعلْتُ، فأرسلتُ الخادمَ فأبطأت، فَلَعَنْتها (1)، وسمعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ اللعنة إذا وُجِّهَتْ إلى من وُجِّهَتْ إليه، فإن أصابت عليه سبيلًا أو وجَدَتْ فيه مَسلكًا وإلّا قالت: يا ربِّ؛ وُجِّهْتُ إلى فلان فلم أجد عليه سبيلًا، ولم أجد فيه مَسْلَكًا. فيقال لها: ارجعي من حيثُ جئتِ" فخشيتُ أن تكون الخادمُ معذورة، فترجعَ اللعنة فأكونَ سببها (2).
(4059)
الحديث الحادي والستون: حدّثنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني الوليد بن العَيزار بن حُريث قال: سمعتُ أبا عمرو الشيباني يقول: حدّثنا صاحب هذه الدار، وأشار إلى دار عبد اللَّه بن مسعود ولم يُسَمِّه قال:
سألْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى اللَّه عز وجل؟ قال: "الصلاةُ على وقتها". قال: قلتُ: ثم أيّ؟ قال: "بِرُّ الوالدين" قال: قلتُ: ثم أيّ؟ قال: "ثم الجهاد في سبيل اللَّه" قال: فحدّثني بهن، ولو استزَدْتُه لزادَني.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4060)
الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا جرير ابن حازم قال: سمعتُ أبا إسحق يحدّث عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
(1) في المسند "فأرسلت الخادم فأبطأت، إما لم يكن عندهم شيء، وإما رغبوا فيما عندهم، فأبطأت الخادم فلعنتها".
(2)
المسند 6/ 420 (3876). قال المنذري 3/ 464 (4108): رواه أحمد، وفيه قصّة، وإسناده جيد إنّ شاء اللَّه. وقال الهيثميّ 8/ 77: وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولكن الظاهر أنّه صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة، واللَّه أعلم. والعيزار من رجال التعجيل 327، وثّقه ابن معين وابن حِبّان. قال محقّقو المسند: إسناده محتمل للتحسين.
(3)
المسند 7/ 5 (3890). ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 2/ 9 (527)، ومسلم 1/ 89، 90 (85).
حَجَجْنا مع ابن مسعود في خلافة عثمان، فلما وقفنا بعرفة، فلما غابت الشمس قال ابن مسعود: لو أن أمير المؤمنين أفاضَ الآن كان قد أصاب. قال: فلا أدري كلمةُ ابن مسعود كانت أسرعَ أو إفاضة عثمان. قال: فأوضعَ النّاس، فلم يزد ابن مسعود على العَنَق (1)، حتى أتينا جَمْعًا فصلّى بنا ابن مسعود المغرب، فدعا بعَشائه فتعشّى، ثم قام فصلّى الآخرة، ثم رقد حتى إذا طلع أوّلُ الفجر قام فصلّى الغداة، قال: فقلت له: ما كنت تصلّي الصلاة هذه الساعة. قال: وكان يُسْفِر بالصلاة، قال: إني رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم وهذا المكان يصلّي هذه الساعة (2).
(4061)
الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان وإسحق بن عيسى وحسن بن موسى قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زِرّ ابن حبيش عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
كنّا في غزوة بدر كلُّ ثلاثة على بعير، وكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: وكانت عُقبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن نمشي عنك، فقال:"ما أنتما بأقوى على المشي مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما"(3).
(4062)
الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا عطاء بن السائب عن ابن أُذُنان قال:
أسلفْتُ علقمةَ ألفي درهم، فلمّا خرج عطاؤُه قلت له: اقْضِني. قال: أخِّرْني إلى قابل، فأبيتُ عليه، فأخذْتها، قال: فأتَيْته بَعْدَها، قال: بَرَّحْتَ بي وقد منعْتَني. فقلت: نعم، هو عملك. قال: وما شأني؟ قلت: إنّك حدَّثْتني عن ابن مسعود:
(1) أوضع: أسرع. والعَنَق: سير بين السريع والبطيء.
(2)
المسند 7/ 8 (3893) وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري -قريبًا منه- من طريق أبي إسحق 3/ 530 (1683).
(3)
المسند 7/ 17 (3901) من طريق عفّان، 7/ 111 (4009) من طريق إسحق وحسن. ورجاله رجال الصحيح عدا عاصم. وأخرجه أبو يعلى 9/ 242 (5359). ومن طريق حمّاد صحّحه ابن حِبّان 11/ 35 (4733)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 91 ووافقه الذهبي، وصحّح إسناده مرّة أخرى 3/ 20 على شرط مسلم، وأحال الذهبي على الموضع السابق - ينظر تعليق محقّقي المسند عليه. قال الهيثميّ 6/ 72: وفيه عاصم بن بهدلة، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ السَّلَف يجري مَجرى شَطْرِ الصدقة" قال: نعم، فهو كذلك، قال: فخذِ الآن (1).
(4063)
الحديث الخامس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا سهيل بن أبي صالح وعبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم عن عون بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود [عن ابن مسعود]:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: اللهمّ فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيبِ والشهادة، إنّي أعهدُ إليك في هذه الحياة الدُّنيا أني أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمدًا عبدُك ورسولك، فإنّك إن تَكِلْني إلى نفسي تُقَرِّبني من الشرّ وتباعِدْني من الخير، وإنّي لا أثِقُ إلّا برحمتك، فاجعلْ لي عندَك عهدًا [تُوَفّينيه] يومَ القيامة، إنّك لا تُخلف الميعاد، إلّا قال اللَّه [لملائكته يوم القيامة: إنّ عبدي قد عهد إليَّ عهدًا فأوفوه إيّاه، فيُدخله اللَّه] (2) الجنّة".
قال سهيل: فأخبَرْتُ القاسم بن عبد الرحمن أن عونًا أخبر بكذا وكذا. فقال: ما في خِدرْنا جارية إلّا وهي تقول هذا في خِدرها (3).
(4064)
الحديث السادس والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا جرير عن الحسن بن عُبيد اللَّه عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد اللَّه قال:
كان نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: "أمسَينا وأمسى الملكُ للَّه، والحمدُ للَّه، لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له" قال: أراه قال فيهنّ: "له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير. ربِّ أسألُك خيرَ ما في هذه الليلة وخيرَ ما بعدها، وأعوذُ بك من شرِّ ما في هذه الليلة وشرِّ ما بَعدها، ربِّ أعوذُ بك من الكسل وسُوءِ الكِبَر، ربِّ أعوذُ بك من عذابٍ في النّار، وعذابٍ في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: "أصبَحْنا وأصبح الملكُ للَّه. . ".
(1) المسند 7/ 26 (3911)، وأبو يعلى 9/ 247 (5366). وحسّن المحقّقون إسناده. وابن أُذنان من رجال التعجيل 530، وذكره ابن حِبّان في الثقات.
(2)
ما بين المعقوفين أخلَّت به المخطوطة.
(3)
المسند 7/ 32 (3916). قال الهيثميّ 10/ 177: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلّا أن عون بن عبد اللَّه لم يسمع من ابن مسعود.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
وفي طريق لمسلم: "له الملك"(2).
(4065)
الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود، قال (3): وأخبرنا خلفُ بن الوليد قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن صِلة عن ابن مسعود قال:
جاء العاقبُ والسيِّدُ صاحبا نجرانَ، وأرادا أن يُلاعِنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فقال أحدُهما لصاحبه: لا تلاعِنْه، فواللَّه إن كان نبيًّا فلاعنّا فلا نُفلحُ نحن ولا عَقِبنا أبدًا. قال: فأتياه فقالا: لا نُلاعِنُك ولكنّا نُعطيك ما سألتَ، فابعث معنا رجلًا أمينًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأبعثَنَّ رجلًا أمينًا حقَّ أمين"، قال: فاستشرفَ لها أصحاب محمد، فقال:"قُمْ يا أبا عبيدة بن الجرّاح". قال: فلمّا قفّى قال: "هذا أمين هذه الأمّة"(4).
(4066)
الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن منصور [عن إبراهيم] عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
لعن اللَّه الواشماتِ والمُسْتَوْشِمات، والمُتَنَمِّصات، والمُتَفَلِّجاتِ للحُسن، المغيِّرات خلقَ اللَّه. قال: فبلغَ امرأةً في البيت يُقال لها أمُّ يعقوب، فجاءت إليه فقالت: بلغَني أنّك قُلْتَ كيت وكيت. فقال: مالي لا ألعنُ من لعنَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في كتاب اللَّه؟ فقالت: إنّي لأقرأُ ما بين لوحَيه فما وجدْتُه. فقال: إنّ كنت قرأتيه فقد وجدتيه (5)، أما قرأتِ:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] قالت: بلى قال: فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عنه. قال: إنّي لأظُنُّ أهلَكَ يفعلون، قال: اذهبي فانظري، فذهبت فلم تَرَ من حاجتها شيئًا، فجاءت فقالت: ما رأيتُ شيئًا. قال: لو كانت كذلك لم تجامِعْنا.
(1) مسلم 4/ 2089 (3723). وأخرج أحمد صدره إلى قوله: ". . . وحده لا شريك له" من طريق الحسن بن عبيد اللَّه 7/ 248 (4192).
(2)
ينظر الرواية في مسلم 4/ 2088.
(3)
أي الإمام أحمد، فقد رواه عن أسود وخلف.
(4)
المسند 7/ 45 (3930). ورجاله رجال الصحيح عدا خلف، وهو ثقة. وقد أخرج الإمام البخاري 8/ 93 (4380) عن حذيفة الحديث بتمامه. وذكر ابن حجر رواية ابن مسعود، وقال: والذي يظهر أن الطريقين صحيحان. وينظر المستدرك 3/ 267، وتعليق محقّقي المسند.
(5)
وهذا على لغة للعرب.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(4067)
الحديث التاسع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عطاء بن السائب عن مُرَّة الهَمْداني عن ابن مسعود:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "عَجِبَ ربُّنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولِحافه ومن بين حيّه وأهله إلى صلاته، فيقول ربُّنا: أيا ملائكتي، انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووِطائه، ومن بين حيّه وأهله رغبةً فيما عندي، وشفقةً ممّا عندي. ورجل غزا في سبيل اللَّه عز وجل فانهزموا، فعلم ما عليه من الفِرار وماله من الرُّجوع، فرجع حتى أُهْرِيق دمه، رغبةً فيما عندي وشفقةً ممّا عندي. فيقول اللَّه عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي، ورهبةً ممّا عندي حتى أُهَرِيق دمُه"(2).
(4068)
الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح وعفّان، المعنى، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عُبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه ابن مسعود قال:
إنّ اللَّه عز وجل ابتعث نبيّه لإدخال رجلٍ الجنةَ، فدخل الكنيسة فإذا هو بيهود، وإذا يهوديٌّ يقرأُ عليهم التوراة، فلمّا أتَوا على صفة النبيِّ صلى الله عليه وسلم أمسكوا، وفي ناحيتها رجلٌ، مريض، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما لكم أمسكْتُم؟ " قال المريض: إنّهم أتَوا على صفة نبيّ فأمسكوا. ثم جاء المريض يحبو حتى أخذَ التوراة، فقرأ حتى أتى على صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم وأُمَّته، فقال: هذه صفتُك وصفة أُمَّتك، أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه وأنَّك رسول اللَّه، ثم مات، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه:"لُوا أخاكم"(3).
(1) المسند 7/ 197 (29 1 4)، والبخاريّ 8/ 630 (5948، 5949)، ومسلم 3/ 1678 (2125).
(2)
المسند 7/ 61 (3949). ورجاله ثقات. ومن طرق عن حمّاد أخرجه أبو داود 3/ 19 (2536)، وأبو يعلى 9/ 179 (5272)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 112، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حِبّان 6/ 297 (2557) والمحقّقون.
(3)
المسند 7/ 63 (3951). وأبو عبيدة لم يسمع أباه، فإسناده منقطع. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه الطبراني 10/ 153 (10295). قال الهيثميّ 8/ 234: رواه أحمد والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، قد اختلط. هذا مع الانقطاع.
و: لُوا: فعل أمر من ولي.
(4069)
الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا شعبة عن منصور قال: سمعْتُ أبا وائل يحدّث عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "بئسما لأحدكم -أو قال: لأحدهم- أن يقول: نسيتُ آية كيتٍ وكيت، بل هو أُنسي (1). استذكروا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشدُّ تَفَصِّيًا (2) من صدور الرِّجال من النَّعَم في عُقلها".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4070)
الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال: أخبرنا الحارث بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن سَخبرة قال:
غدوتُ مع عبد اللَّه بن مسعود من مِنًى إلى عرفات، فكان يُلَبّي، وكان عبد اللَّه رجلًا آدمَ، له ضَفران، عليه مِسْحة أهل البادية، فاجتمع عليه غَوْغاءُ من غَوغَاء النّاس فقالوا: يا أعرابيُّ، إنّ هذا ليس يومَ تلبية، إنما هو يوم تكبير. قال: فعند ذلك التفت إليّ فقال: أَجَهِلَ الناسُ أم نَسُوا؟ والذي بعثَ محمّدًا بالحقّ، لقد خرجْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة، إلّا أن يخلطها بتكبير أو تهليل (4).
(4071)
الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا شعبة عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد اللَّه قال:
ما رأيْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعا على قريشٍ غيرَ يوم واحدٍ فإنّه كان يصلّي ورهطٌ من قريش جلوس، وسلا جزور (5) قريب منه، فقالوا: من يأخذُ هَذا السَّلا فيُلقيه على ظهره؟ فقال عقبة بن أبي مُعيط: أنا، فأخذه فألقاه على ظهره، فلم يزلْ ساجدًا حتى جاءت فاطمةُ فأخَذَتْه عن ظهره، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ عليك الملأَ من قريش، اللهمّ عليك بعُتبة
(1) ويروى: نُسَي، وهما لغتان.
(2)
التفصّي: التّفلّت.
(3)
المسند 7/ 71 (3960). ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 9/ 79 (5032)، ومن طريق منصور أخرجه مسلم 1/ 544 (790). وسليمان بن داود الطيالسي، ثقة، من رجال مسلم. والحديث في مسنده 34 (261).
(4)
المسند 7/ 72 (3961). وإسناده صحيح. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 250 (2806)، والحاكم على شرط مسلم 1/ 461، ووافقه الذهبي.
(5)
سلا الجزور: الجلدة التي يكون فيها ولد البهيمة عند ولادته.
ابن ربيعة. اللهمَّ عليك بشيبة بن ربيعة، اللهمَّ عليك بأبي جهل بن هشام، اللهمّ عليك بعُقبة بن أبي مُعيط، اللهمّ عليك بأُبيِّ بن خلف - أو أُميَّة بن خلف". قال عبد اللَّه: فلقد رأيتهم قُتِلوا يوم بدر جميعًا، ثم سُحِبوا إلى القَليب غيرَ أُبيّ أو أُميَّة، فإنّه كان رجلًا ضخمًا فتقطَّع.
أخرجاه في الصحيحين (1).
وفي بعض ألفاظ الصحيح: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائمٌ يُصلّي عند الكعبة وَجَمْعٌ من قريش في مجالسهم، قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المُرائي؟ أيُّكُمْ يقوم إلى جَزور آل فلان فيعمد إلى فَرْثها ودمها وسَلاها فيجيء به، ثم يُمهله حتى إذا سجدَ وضعَه بين كَتِفَيْه، فانبعث أشقاهم. . (2).
المسعودي عن يحيى بن الحارث (3) عن أبي ماجد قال:
أتى رجل إلى ابن مسعود بابن أخ له، فقال: هذا ابن أخي وقد سرق (4)، فقال عبد اللَّه: لقد عَلِمْتُ أوّلَ حدٍّ كان في الإسلام: امرأة سرقت فقُطعت يدُها، فتغيَّرَ لذلك وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تغيّرًا شديدًا، ثم قال:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (5)[النور: 22].
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا سفيان عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال:
جاء رجل إلى عبد اللَّه. . . فذكر القصة، وأنشأ يحدّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قال: [إنّ أوّل رجل قُطع في الإسلام -أو من المسلمين- رجلٌ أُتي به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا
(1) المسند 7/ 73 (3962). ومن طرق عن شعبة وغيره أخرجه البخاري 1/ 349 (240) وفيه الأطراف، ومسلم 3/ 1418، 1419 (1794). ووهب من رجال الشيخين.
(2)
وهو لفظ البخاري 1/ 594 (520).
(3)
وهو يحيى بن الحارث، الجابر.
(4)
أثبت المحقّق "شرب" وذكر رواية "سرق".
(5)
المسند 6/ 245 (3711). ومن طريق يحيى الجابر أخرجه أبو يعلى 9/ 87 (5155) بألفاظ قريبة مما هنا، وسيحكم المؤلّف في آخره على أبي ماجد. قال محقّقو المسند: إسناده مسلسل بالضعفاء.
رسول اللَّه] (1) إن هذا سرق، فكأنما أُسِفَّ (2) وجهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَمادًا. فقال بعضهم: يا رسول اللَّه، أي يقول: مالك؟ فقال: "ما يمنَعُني وأنتم أعوانُ الشيطان على صاحبكم، واللَّهُ عفوٌّ يُحِبُّ العفوَ، لا ينبغي لوالي أمرٍ أن يُؤتَى بحدّ إلّا أقامه"، ثم قرأ:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (3).
أبو ماجد مجهول (4).
(4073)
الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطب النساءَ فقال لهنّ: "ما منكنّ امرأةٌ يموتُ لها ثلاثة من الولد إلّا أدخلَها اللَّه عز وجل الجنّة"[فقالت أجَلُّهنّ امرأةً: يا رسول اللَّه، وصاحبة الاثنين في الجنّة](5) فقال: "وصاحبة الاثنين في الجنّة"(6).
(4074)
الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عَوانة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
كنّا جلوسًا عشيّةَ الجمعة في المسجد، فقال رجل من الأنصار: أحدُنا إذا رأى مع امرأته رجلًا فقتله قتلْتُموه، وإن تكلّمَ جَلَدْتُموه، وإن سكتَ سكتَ على غيظ، واللَّه لئن أصبحْتُ صالحًا لأسْألَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فسأله، فقال: يا رسول اللَّه، إنْ أحدُنا رأى مع امرأته رجلًا فقتله قتلْتُمُوه، وإن تكلَّم جَلَدْتُموه، وإن سكتَ سكتَ على غيظ، اللهمّ احكم. قال: فأنزل اللَّه آية اللعان، فكان ذلك الرجلُ أوّل من ابتُلي به.
(1) انتقل ناظر ناسغ المخطوطة من "رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" إلى مثلها، فأسقط سطرًا.
(2)
أُسِفّ: ألقي عليه.
(3)
المسند 7/ 84 (3977). وإسناده ضعيف. وذكر الهيثميّ في المجمع 6/ 278، 279 روايات الحديث، وقال: أبو ماجد ضعيف.
(4)
ويقال أبو ماجدة. ينظر الضعفاء والمتروكون 3/ 238، والتهذيب 8/ 415، والتقريب 2/ 761.
(5)
وهذا انتقال نظر آخر.
(6)
المسند 7/ 101 (3995). ورجاله رجال الصحيح عدا عاصم. ومن طريق عاصم أخرجه أبو يعلى 9/ 18 (5085)، والطبراني في الكبير 10/ 88 (10414). وهو حديث صحيح، أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد - الجمع 2/ 447 (1762) والبخاري وحده من حديث أبي هريرة - الجمع 3/ 256 (2564).
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4075)
الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن أبي عثمان عن ابن مسعود:
أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن كفّارتها، فأنزل اللَّه عز وجل:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ. .} [هود: 114] فقال: يا رسول اللَّه، إليَّ هذه؟ قال:"لمن عَمِلَ بها من أُمَّتي".
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزاق قال: حدّثنا إسرائيل عن سِماك أنّه سمع إبراهيم يحدّث عن علقمة والأسود عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّي أخذْتُ امرأةً في البُستان، ففعلتُ بها كلِّ شيء غيرَ أني لم أُجامعها، قَبَّلْتُها ولَزِمْتُها، ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئتَ. فلم يَقُلْ له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا، فذهب الرجلُ، فقال عمر: لقد سترَ اللَّه عليه لو سترَ على نفسه، فأتْبَعَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بصرَه فقال:"رُدُّوه عليّ" فرَدُّوه عليه، فقرأ عليه:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فقال معاذ بن جبل: أله وحدَه أم للنّاس كافة ًيا نبىّ اللَّه؟ قال: "بل للنّاس كافّة".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
وفي رواية أن عمر قال: أله خاصّة؟ (4).
(1) المسند 7/ 105 (4001)، وأخرجه مسلم 2/ 1133 (1495) من طريق الأعمش. ويحيى من رجال الشيخين.
(2)
المسند 6/ 165 (3653). ومن طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أخرجه البخاري 2/ 8 (526)، ومسلم 4/ 2115 (2763)، ويحيى بن سعيد القطان من رجال الشيخين.
(3)
المسند 7/ 319 (4290). ومن طريق سماك أخرجه مسلم 4/ 2116 (2763). وعبد الرزّاق وإسرائيل من رجال الشيخين.
(4)
وهي في المسند 7/ 281 (4250) بإسناد صحيح.
(4076)
الحديث الثامنُ والسبعون: حدّثنا أحمد قال (1): حدّثنا عمرو بن مُجمِّع أبو المنذر الكِندي قال: أخبرنا إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل جعلَ حسنة ابنِ آدمَ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلّا الصوم لي (2)، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة يوم القيامة. ولَخُلوف فم الصائم أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريح المِسك"(3).
(4077)
الحديث التاسع والسبعون: حدّثنا (4) أحمد قال: حدّثنا عمرو بن مجمّع قال: أخبرنا إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أوّلِ من سيَّبَ السوائب وعبدَ الأصنامَ أبو خُزاعة عمرو بن عامر، وإني رأيْتُه يَجُرَّ أمعاءه في النّار"(5).
(4078)
الحديث الثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا القاسم بن مالك قال: أخبرنا الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "الأيدي ثلاثة: فيدُ اللَّه العليا، ويدُ المُعطي التي تليها، ويدُ السائل السُّفلى"(6).
(1) الذي في المسند: قرأت على أبي: حدّثكم عمرو بن مُجَمِّع. . أي هو ممّا قرأه عبد اللَّه على أبيه أحمد.
(2)
في المسند: "إلا الصوم، والصوم لي".
(3)
المسند 7/ 289 (4256). قال الهيثمي 3/ 182 بعد أن ذكر من أخرجه: وفي إسناد أحمد عمرو بن مجمّع، وهو ضعيف. ولم يُعلّه بإبراهيم بن مسلم - ينظر الحديث التالي، وتعليق ابن الجوزي على الحديث الحادي والثمانين.
وللحديث شاهد عند الشيخين عن أبي هريرة - الجمع 3/ 22 (2195)، وعند مسلم لأبي سعيد - الجمع 2/ 465 (1804).
(4)
وهذا إسناد سابقه، ولم يقل: وبه.
(5)
المسند 7/ 292 (4258). وهذا أيضًا ممّا قرأ عبد اللَّه على أبيه. وإسناده ضعيف كسابقه. قال الهيثمي 1/ 121: رواه أحمد، وفيه إبراهيم الهجريّ، وهو ضعيف. ولم يُعلّه بعمرو بن مجمّع، على عكس سابقه. ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 3/ 18 (2184)، وما رواه البخاري عن عائشة - الجمع 4/ 184 (3327). وينظر الفتح 6/ 548، 8/ 284.
(6)
المسند 7/ 295 (4261). وإبراهيم الهجري -كما مرّ في هذا المسند كثيرًا- ليّن الحديث. ومن طريقه أخرج الحديث أبو يعلى 9/ 60 (2125)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 96 (2435). وقال المنذري في الترغيب 1/ 638 (1209): والغالب على رواته التوثيق. وقال الهيثمي - المجمع 3/ 100: رجاله موثّقون.
(4079)
الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عاصم عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إياكم وهاتان الكعبتان (1) الموسومتان اللتان تُزجران زجرًا، فإنهما مَيْسَرُ العجم"(2).
إبراهيم الهَجَري ضعيف (3).
(4080)
الحديث الثاني والثمانون: وبالإسناد عن ابن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه"(4).
(4081)
الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عُبيدة الحدّاد قال: حدّثنا سُكَين بن عبد العزيز العَبْدي قال: حدّثنا إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما عال من اقتصد"(5).
(4082)
الحديث الرابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن خِلاس وعن أبي حسّان عن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود عن عبد اللَّه بن مسعود:
(1) هكذا جاء في الحديث بالرفع، والأصل النَّصب، قال العكبري في "إعراب الحديث" 240 عن الرفع: يحتمل ثلاثة أوجه:
الأول: أن يكون معطوفًا على الضمير في "إياكم" أي: إياكم أنتم وهاتان.
الثاني: أن يكون مرفوعًا بفعل محذوف تقديره: لتجتنب هاتان.
والثالث: أن تكون الألف في "هاتان" وما بعده غير دليل الرفع، بل على لغة بلحارث في جعل التثنية بالألف في كل حال.
والكعبة: ما يلعب به من النرد.
(2)
المسند 7/ 298 (426). ونسبه الهيثمي في المجمع 8/ 116 لأحمد والطبراني (لم أقف عليه في الكبير والأوسط) وقال: رجال الطبراني رجال الصحيح.
(3)
هكذا علّق المؤلّف على إبراهيم الهجريّ، بعد أحاديث ورد فيها.
(4)
المسند 7/ 299 (4264). وإسناده كسابقه. قال الهيثمي 10/ 202: إسناده ضعيف.
(5)
المسند 2/ 307 (4269) وإسناده ضعيف. كما قال الهيثمي 10/ 255. وأخرجه الطبراني في الكبير 10/ 108 (10118)، والأوسط 6/ 44 (5090) قال في الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم الهجري إلا سُكين بن عبد العزيز. ومعنى الحديث: ما افتقر من أنفق مقتصدًا معتدلًا.
أن سُبَيعة بنت الحارث وضعت حملها بعد وفاة زوجها بخمس عشرة ليلة، فدخل عليها أبو السنابل فقال: كأنّكِ تُحَدِّثين نفسك بالباءَة؟ مالكِ ذلك حتى ينقضيَ أبعدُ الأجلين. فانطلقتْ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبرَتْه بما قال أبو السنابل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كذب أبو السنابل، إذا أتاك [أحدٌ] ترضَينه فأنبئيني" أو قال: "فائتيني" فأخبرَها (1) أن عِدّتها قد انقضت (2).
(4083)
الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الفضل بن دُكَين قال: حدّثنا سفيان عن أبي قيس عن الهُزَيل عن عبد اللَّه قال:
"لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الواشمة، والمتوشِّمة، والواصلة، والموصولة، والمحلِّل، والمحلَّل [له]، وآكِلُ الرِّبا، ومُؤكله"(3).
(4084)
الحديث السادس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن رجل عن عمرو بن وابصة الأسديّ عن أبيه قال:
إنّي بالكوفة في داري، إذ سَمِعْتُ على باب الدار: السلام عليكم، أَلجُ؟ قلت: عليك السلام فَلجْ، فلمّا دخل إذا هو عبد اللَّه بن مسعود. قلت: يا أبا عبد الرحمن، أيةُ ساعةِ زيارة هذه؟ وذلك في نحر الظهيرة. قال: طال عليَّ النهار، فذَكَرْتُ من أتحدَّث إليه. قال: فجعل يُحَدِّثُني عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأحدِّثُه، قال: ثم أنشأ يحدّثني قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تكونُ فتنةٌ، النائمُ فيها خيرٌ من المُضْطَجع، والمُضْطَجِعْ فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الراكب، والراكب فيها خير من المُجْري، قتلاها كلُّها في النّار" قال: قلت: يا رسول اللَّه، ومتى ذلك؟ قال:"ذلك أيَّام الهَرْج". قلت: ومتى أيّام الهَرج؟ قال: "حين لا يأمَنُ الرجلُ جليسَه" قال: قلت: فما تأمرني إن أدركْتُ ذلك؟ قال:
(1) في الأصل "فأخبرته". والمثبت من المسند والمجمع.
(2)
المسند 7/ 305 (4273) قال الهيثمي 5/ 5: رجاله رجال الصحيح. وقد ضعّف المحقّقون إسناده، وصحّحوه لغيره، لأنّ خبر سبيعة ثابت في الصحيحين.
(3)
المسند 7/ 313 (4283)، وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. ومن طريق سفيان أخرجه النسائي 6/ 149. وأخرجه الترمذي 3/ 428 (1120) مقتصرًا على لعن المحلّل والمحلّل له، وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني، وذكر طرقه - الإرواء 6/ 307 (1897).
"اكْفُفْ نفسَك ويدَك، وادخلْ دارك" قال: قلت: يا رسول اللَّه، أرأيْتَ إن دخلَ عليّ داري؟ قال:"فادخلْ بيتك". قال: فقلت: أرأيتَ إن دخلَ عليّ بيتي. قال: "فادخلْ مسجدَك واصنع هكذا -وقبض بيمينه على الكوع- وقل: ربّي اللَّه، حتى تموتَ على ذلك"(1).
(4085)
الحديث السابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الحجّاج عن زيد بن خبير عن خِشْف بن مالك عن ابن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جعل الدِّيَة في الخطأ أخماسًا (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا قال: حدّثنا حجّاج عن زيد بن جُبير عن خِشف بن مالك عن ابن مسعود قال:
قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في دية الخطأ عشرين بنتَ مخاضٍ، وعشرين ابن مخاض ذكورًا، وعشرين ابنة لبون، وعشرين حِقّةً، وعشرين جَذَعةً (3)
(4086)
الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيري قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحق عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
كانوا يقرؤون خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"خَلَطْتُم عليّ القرآن"(4).
(1) المسند 7/ 315 (4286). ثم رواه بعده عن علي بن إسحق عن عبد اللَّه بن المبارك عن معمر عن إسحق بن راشد عن عمرو بن وابصة - مصرّحًا بالمجهول. وقال الهيثمي 7/ 304: رواه أبو داود باختصار، ورواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما ثقات. وقد ضعّف محقّقو المسند الطريقين.
(2)
المسند 6/ 143 (3635). وفي إسناده الحجّاج بن أرطاة، مدلّس، وقد ضعّف المحقّقون إسناده، وأطالوا التعليق عليه.
(3)
المسند 7/ 328 (4301)، والنسائي 8/ 43، والترمذي 4/ 5 (1386). ومن طريق حجّاج بن أرطاة أخرجه أبو داود 4/ 184 (2545)، وابن ماجة 2/ 879 (2631). قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد اللَّه موقوفًا. . . وذكر الدارقطني في السنن 3/ 173: هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث، من وجوه عدّة. . وينظر تعليق محقّقي المسند. وضعّفه الألباني.
(4)
المسند 7/ 334 (4309)، وأبو يعلى 8/ 423 (5006) ورواية يونس عن أبيه مختلف فيها، قال الهيثمي 2/ 113. رجال أحمد رجال الصحيح. وحسّن محقّقو المسند إسناده.
(4087)
الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا المسعودي عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه عن أبيه ابن مسعود قال:
بينما رجلٌ فيمن كان قبلَكم كان في مملكته، فتفكّر فعلم أنّ ذلك منقطع عنه، وأنّ ما هو فيه قد شغلَه عن عبادة ربّه، فتسرّب فانساب ذات ليلة من قصره، فأصبح في مملكة غيره، فأتى ساحل البحر، فكان به يضربُ اللّبِن بالأجْر، فيأكل ويتصدّق بالفضل، فلم يزلْ كذلك حتى رَقِيَ أمرُه إلى ملكهم، وعبادتُه وفضلُه، فأرسل ملكُهم إليه أن يأتيَه، فأبى أن يأتيَه، وأعاد إليه الرسول، فأبى أن يأتيَه، وقال: ماله ومالي؟ فركب الملك، فلمّا رآه الرجلُ ولّى هاربًا، فلمّا رأى الملك ذلك ركض في أثَره فلم يدركْه، فناداه: يا عبد اللَّه، إنّه ليس عليك منّي بأس. فأقام حتى أدركه، فقال له: من أنت رحمك اللَّه؟ قال: أنا فلان ابن فلان صاحب مُلك كذا وكذا، تفكَّرْتُ في أمري، فعلمْتُ أنّ ما أنا فيه منقطع، وأنّه قد شغلَني عن عبادة ربّي، فتركْتُه وجئتُ هاهنا أعبد ربّي عز وجل. فقال: ما أنت بأحوج إلى ما صنعتَ مني. قال: ثم نزل عن دابّته فسيَّبَها ثم تبعه، فكانا جميعًا يعبدان اللَّه عز وجل. فدعَوَا اللَّه أن يُميتَهما جميعًا. قال: فماتا.
قال عبد اللَّه: فلو كنتُ برُمَيلةِ مصر لأريتُكم قبورَهما بالنعت الذي نعتَ لنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
(4088)
الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا فرقد السَّبَخي قال: حدّثنا جابر بن يزيد أنّه سمع مسروقًا يحدّث عن عبد اللَّه:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّي كنتُ نَهَيْتُكم عن زيارة القبور، فزُوروها. ونَهَيْتُكم أن تحبسوا لحومَ الأضاحي فوق ثلاث، فاحبسوا. ونَهَيْتُكم عن الظُّروف، فانبِذوا فيها، واجتنبِوا كلَّ مسكر"(2).
(1) المسند 7/ 336 (4312)، ومسند أبي يعلى 9/ 261 (5383) - وضُعِّف إسناده لسماع يزيد من المسعودي بعد اختلاطه. ولأن عبد الرحمن بن عبد اللَّه لم يسمع من أبيه إلّا قليلًا. قال الهيثمي - المجمع 10/ 221: رواه أحمد وأبو يعلى نحوه، وفي إسنادهما المسعودي وقد اختلط.
(2)
المسند 1/ 347 (4319)، وأبو يعلى 9/ 202 (5299) قال الهيثمي 4/ 29: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه فرقد السَّبَخي، وهو ضعيف. وأضاف محقّقو المسند: جابر بن يزيد، لعلّه الجُعفي، ضعيف.
وصحّ الحديث عن بريدة - الجمع 1/ 370 (594) أفراد مسلم.
(4089)
الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا الحارث بن حَصيرة قال: حدّثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عبد اللَّه بن مسعود:
كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم حُنين. قال: فولّى عنه النّاس وثَبَتَ معه ثمانون رجلًا من المهاجرين والأنصار، فَنَكَصْنا على أقدامنا نحوًا من ثمانين قدمًا ولم نُوَلِّهم الدُّبُر، وهم الذين أنزل اللَّه عز وجل عليهم السكينة. قال: ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على بغلته يمضي قُدُمًا، فحادت به بغلتُه فمال عن السَّرج، فقلت له: ارتفع، رفعك اللَّه. فقال:"ناوِلْني كفًّا من تُراب"، فضرب به وجوههم، فامتلأت أعينُهم تُرابًا، ثم قال:"أين المهاجرون والأنصار؟ " قلت: هم أولاء. قال: "اهتِفْ بهم" فهتفْتُ بهم، فجاءوا وسيوفُهم بأيمانهم كأنّها الشُّهُبُ، وولّى المشركون أدبارَهم (1).
(4090)
الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمّد بن العلاء قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة قالا:
أتينا عبد اللَّه بن مسعود في داره، فقال: أصلّى هؤلاء خلفكم؟ فقلنا: لا. فقال: فقوموا فصلُّوا. فلم يأمرْنا بأذان ولا إقامة. قال: وذهبنا لنقومَ خلفَه، فأخذ بأيدينا فجعل أحدَنا عن يمينه والآخر عن شماله، قال: فلمّا ركَعَ وضعْنا أيديَنا على رُكبنا، قال: فضرب أيديَنا وطبّقَ بين كفَّيه ثم أدخلَهما بين فخِذَيه. قال: فلمّا صلى قال: إنّه سيكون عليكم أمراء يؤخّرون الصلاة عن ميقاتها ويخنقونها إلى شَرَقِ الموتى. قال: فإذا رأيتمُوهم قد فعلوا ذلك فصلُّوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبحة، وإذا كنتُم ثلاثة فصلُّوا جميعًا، وإذا كنتم أكثر من ذلك، فَلْيَؤُمَّكم أحدُكم. وإذا ركع أحدُكم فليفْرِشْ ذراعَيه فخِذَيه ولْيَحْنَأْ (2) ولْيُطبِّقْ بين كفّيه. قال: كأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأراهم.
(1) المسند 7/ 354 (4336)، والمعجم الكبير 10/ 169 (10351). قال الهيثمي 6/ 183 رجال أحمد رجال الصحيح، غير الحارث بن حصيرة، وهو ثقة. وأخرجه الحاكم 2/ 117 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه. قال الذهبي: الحارث وعبد الواحد (في المطبوع: عبد اللَّه) ذوا مناكير، هذا منها، ثم فيه إرسال وينظر تعليق محقّقي المسند على قول الذهبي، وعلى الحديث.
(2)
أثبت محقّق مسلم "ولْيجنأ" وذكر رواية "وليحنأ" ومعناهما: ينعطف وينحني.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
وفي شَرَق الموتى قولان: أحدهما: أنها إذا نزلت عن الحيطان أشرقت بين القبور، فهي حينئذٍ إنّما تلبث قليلًا ثم تغيب (2). والثاني: شرق الميت بريقه، فشبّه قلّة ما بقي بذلك.
(4091)
الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يكون قومٌ في النّار ما شاء اللَّه أن يكونوا، ثم يرحمهم اللَّه عز وجل فيخرجهم منها فيكونون في أدنى الجنّة، فيُغسلون في نهر يُقال له الحيوان، يسمّيهم أهل الجنّة: الجهنّميّون. لو ضاف أحدَهم أهلُ الدُّنيا لفرشَهم وأطعمهم وسقاهم ولَحَفَهمَ ولا أظنّه إلّا قال: ولزوّجَهم، لا ينْقُصه ذلك شيئًا"(3).
(4092)
الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا المسعوديّ عن أبي نَهْشَل عن أبي وائل قال: قال عبد اللَّه:
فَضَلَ النّاسَ عمرُ بن الخطّاب بأربع:
بذكر الأسرى يوم بدر، أمرَ بقتْلهم، فأنزل اللَّه عز وجل:{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68].
وبذكره الحجابَ، أمرَ نساء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يحتجبْنَ، فقالت له زينب: وإنّك علينا يا ابن الخطّاب والوحيُ ينزل في بيوتنا، فأنزل اللَّه عز وجل:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].
وبدعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم له: "اللهم أيّدِ الإسلام بعمر".
(1) مسلم 1/ 378 (534). وهو من طريق الأعمش في المسند 4/ 307 (4272).
(2)
عبارة المؤلّف في كشف المشكل 1/ 229: أنّه حين تذهب الشمس عن الحيطان وتبقى بين القبور، فشروقها حينئذ للموتى لا للأحياء. وينظر فيه شرحه للحديث. وينظر غريب أبي عبيد 1/ 329.
(3)
المسند 7/ 357 (4337). ومن طرق عن حمّاد بن سلمة في السنّة لابن أبي عاصم 1/ 576 (859)، ومسند أبي يعلى 8/ 393 (4979)، 9/ 230 (5338)، وصحيح ابن حبان 16/ 448 (7428). قال الهيثمي - المجمع 10/ 386. رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، وهو ثقة لكنّه اختلط. وقد حسّن المحقّقون إسناد الحديث.
وبرأيه في أبي بكر، كان أول الناسِ بايَعَه (1).
(4093)
الحديث الخامس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الحارث -أظنّه يعني ابن فضيل- عن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم عن عبد الرحمن بن المِسْور عن أبي رافع عن عبد اللَّه بن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبيٍّ بعثَه اللَّه عز وجل في أُمّة إلّا كان له في أُمَّته حواريُون وأصحاب يأخذون بسنّته ويقتدون بأمره. ثم إنّها تَخْلُف من بعدهم خُلوفٌ، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون".
انفرد بإخراجه مسلم، فزاد فيه:"فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدَهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدَهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خَرْدل"(2).
(4094)
الحديث السادس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا يزيد بن زُريع قال: حدّثنا خالد عن أبي مَعْشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لِيَلِني منكم أُولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ولا تختلفوا فتختَلِفَ قلوبُكم. وإيّاكم وهَوْشاتِ (3) الأسواق".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4095)
الحديث السابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: حدّثني عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أن عبد اللَّه بن مسعود قال:
(1) المسند 7/ 372 (4362). قال الهيثمي 9/ 70: فيه أبو نهشل، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات. وأضاف محقّقو المسند أن هاشم بن القاسم سمع المسعودي بعد اختلاطه، فإسناده ضعيف، ولكنهم حسّنوه لغيره، وذكروا شواهده.
(2)
المسند 7/ 387 (4379)، ومسلم 1/ 69، 70 (50) وفيه عن الحارث بن فضيل الخطمي، دون شكّ.
(3)
في مسلم "وهيشات". وهما بمعنى الاختلاط والزّحام.
(4)
المسند 7/ 380 (4373). ومسلم 1/ 323 (432) من طريق يزيد عن خالد الحذّاء عن أبي معشر زياد بن كليب. ويونس بن محمد من رجال الشيخين.
بينا نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين (1) رجلًا من قُريش ليس فيهم إلّا قرشي، لا واللَّه ما رأيْتُ صفحة وجوه رجالٍ قطٌّ أحسنَ من وجوههم يومئذٍ، فذكروا النساء فتحدّثوا فيهن، فتحدّث معهم حتى أحْبَبْتُ أن يسكُت. قال: ثم أتيته فتشهَّدَ ثم قال: "أمّا بعد يا معشر قُريش، فإنكم أهلُ هذا الأمر ما لم تَعصوا اللَّه عز وجل، فإذا عَصَيْتُمُوه بعث عليكم من يَلحاكم كما يُلحى هذا القضيبُ" لقضيب في يده، ثم لحا قضيبه فإذا هو أبيض يَصْلِدُ (2).
أي يبرق.
(4096)
الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثنا الحارث بن فُضَيل الأنصاري عن سفيان بن أبي العَوْجاء السُّلَمي عن أبي شُريح الخُزاعي قال:
كسفتِ الشمسُ في عهد عثمان بن عفّان وبالمدينة عبدُ اللَّه بن مسعود. قال: فخرج عثمان فصلّى بالناس تلك الصلاة ركعتين في سجدتين في كلّ ركعة، ثم انصرف عثمان فدخل داره، وجلس عبد اللَّه بن مسعود إلى حجرة عائشة وجلسْنا إليه، فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يأمرُنا بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر، فإذا رأيْتُمُوه قد أصابهما فافْزَعوا إلى الصلاة، فإنها إنّ كانت التي تَحْذَرون كانت وأنتم على غير غفلة، وإن لم تكن كُنْتُم قد أصبْتُم خيرًا واكتسبْتموه (3).
(4097)
الحديث التاسع والتسعون: وبه عن ابن إسحق قال: حدّثنا محمد بن كعب القُرَظيّ عمّن حدّثه عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
(1) في أبي يعلى "ثلاثين".
(2)
المسند 7/ 388 (4380)، ومن طريق إبراهيم بن سعد أبي يعقوب أخرجه أبو يعلى 9/ 438 (5024). وقال الهيثمي 5/ 195: رجال أحمد رجال الصحيح. وأشار ابن حجر إلى الحديث في الفتح 13/ 116، وقال: رجاله ثقات، إلّا أنّه من رواية عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود عن عمّ أبيه عبد اللَّه بن مسعود، ولم يدركه. . . وينظر تعليق محقّقي المسند.
(3)
المسند 7/ 396 (4387)، وأبو يعلى 9/ 271 (5394)، والمعجم الكبير 10/ 12 (9782). قال في المجمع 2/ 209: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والبزّار، ورجاله موثّقون. ولضعف سفيان ضعَّفَ المحقّقون إسناد الحديث.
بينا نحن معه بوم الجمعة في مسجد الكوفة، وعمّار بن ياسر أميرٌ على الكوفة لعمر بن الخطّاب، وعبدُ اللَّه بن مسعود على بيت المال، إذ نظر عبد اللَّه بن مسعود إلى الظلِّ فرآه قدر الشِّراك، فقال: إن يُصِبْ صاحبُكم سنّةَ نبيّكم صلى الله عليه وسلم يخرجِ الآن. قال: فواللَّه ما فَرَغَ عبد اللَّه بن مسعود [من] كلامه حتى خرج عمّار بن ياسر يقول: الصلاة (1).
(4098)
الحديث المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن يزيد عن أبي الكنود قال:
أصبْتُ خاتمًا يومًا (2)، فرآه ابن مسعود في يده، فقال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن حلقة الذهب (3).
(4099)
الحديث الأول بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
وسمع عبد اللَّه بخَسْف فقال: كُنّا أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم نَعُدُّ الآياتِ بركةً، وأنتم تَعُدُّونها تخويفًا.
إنّا بينا نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماء، فقال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اطلبوا من معه ماء" ففعلْنا، فأتِيَ بماء، فصبّه في إناء ثم وضع كفَّه فيه، فجعل الماءُ يخرجُ من بين أصابعه ثم قال:"حيَّ على الطَّهور المبارك، والبركةُ من اللَّه عز وجل" فملأْتُ بطني منه، واستسقى النّاس.
قال عبد اللَّه: قد كُنّا نسمعُ تسبيحَ الطعام وهو يُؤكل.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 4/ 397 (4385) عن يعقوب عن أبيه عن ابن إسحق. قال الهيثمي في المجمع 2/ 186 رواه أحمد وفيه رجل لم يُسَمّ.
(2)
في المسند "فذكره".
(3)
المسند 6/ 59 (3582). وأخرجه 6/ 255 (3715) عن يزيد عن أبي سعد عن أبي الكنود. وقد صحّح المحقّقون الحديث لغيره، لأن يزيد -بن أبي زياد- ضعيف.
(4)
المسند 7/ 401 (4393). ومن طريق إسرائيل أخرجه البخاري 6/ 587 (3579). والوليد بن القاسم بن الوليد شيخ أحمد، متابع عند البخاري وغيره في هذا الحديث.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عت الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه قال: كُنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يجدوا ماء، فأُتي بتَورٍ من ماء، فوضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيه يدَه وفرّج بين أصابعه. قال: فرأيتُ الماء يتفجَّرُ من بين أصابع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "حيّ على الوضوء، والبركة من اللَّه".
قال الأعمش: فأخبرني سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر بن عبد اللَّه: كم كان النّاس يومئذ؟ قال: كُنّا ألفًا وخمسمائة (1).
(4100)
الحديث الثاني بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا زهير عن أبي إسحق عن علقمة بن قيس ولم يسمعْه منه:
أن عبد اللَّه بن مسعود أتى أبا موسى الأشعريَّ في منزله، فحضرتِ الصلاة، فقال أبو موسى: تقدّم يا أبا عبد الرحمن، فأنت أقدمُ سِنًّا وأعلم. قال: لا، بل تقدّم أنت، أتيناك في منزلك ومسجدك، فأنت أحقُّ. قال: فتقدّم أبو موسى، فخلع نعلَيه، فلمّا سلّم قال: ما أردْتَ إلى خلعهما؟ أبالوادي المقدّس أنت؟ لقد رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي في الخُفَّين والنَّعْلَين (2).
(4101)
الحديث الثالث بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: سمعت حُديجًا أخا زهير بن معاوية عن أبي إسحق عن عبد اللَّه بن عتبة عن عبد اللَّه ابن مسعود قال:
بعثَنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى النجاشيّ ونحن نحو من ثمانين رجلًا، فيهم عبد اللَّه بن مسعود وجعفر وعبد اللَّه بن عُرْفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى، فأتَوا إلى النجاشيّ،
(1) المسند 6/ 355 (3807). وإسناده صحيح. وأخرجه بهذا الإسناد النسائي 1/ 60، وصحّحه ابن حِبّان 14/ 478 (6540). ويشهد له الحديث السابق. وينظر حديث جابر في الجمع 2/ 356 (577 1).
(2)
المسند 7/ 404 (4397). ومن طريق زهير أخرجه ابن ماجة 1/ 330 (1039) مقتصرًا على: لقد رأينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي في النعلين والخُفّين. وذكر البوصيري أن زهير بن معاوية روى عن أبي إسحق السبيعي بعد اختلاطه، وصحّح الألباني حديظ ابن ماجة. وقال محقّقو المسند: علقمة وإن لم يسمع منه أبو إسحق -كما صرّح بذلك في الحديث- تابعه أبو الأحوص، وسماع أبي إسحق منه صحيح، وزهير وإن سمع من أبي إسحق بعد الاختلاط تابعه إسرائيل.
وبعثَتْ قريشٌ عمرو بن العاص وعُمارة بن الوليد بهَديّة، فلما دخلا على النجاشيّ سجدا له، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله، ثم قالا له: إنّ نَفَرًا من بني عمّنا نزلوا أرضك ورَغِبوا عنا وعن ملّتنا. قال: فأين هم؟ قال: هم في أرضك، قال: فابعثْ إليهم، فبعث إليهم نفرًا، فقال جعفر: أنا خطيبُكم اليوم، فاتَّبَعوه، فسلَّم ولم يسجد، فقالوا له: ما لك لا تسجُدُ للملك؟ قال: إنّا لا نسجُدُ إلّا للَّه عز وجل: قال: وما ذاك؟ قال: إنّ اللَّه عز وجل بعث إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم، فأمَرَنا ألّا نسجد لأحدٍ إلّا للَّه عز وجل، وأمرنا بالصلاة والزكاة. قال عمرو بن العاص: فإنّهم يُخالفونك في عيسى ابن مريم. قال: ما تقولون في عيسى ابن مريم وأمِّه؟ قال: نقول كما قال اللَّه عز وجل: هو كلمة اللَّه وروحه، ألقاها إلى العذراء البَتول، التي لم يَمَسَّها بَشَر ولم يَفْرِضْها ولد. قال: فرفع عودًا من الأرض، ثم قال: يا معشر الحبشة والقسِّيسين والرُّهبان، واللَّه ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يساوي هذا. مرحبًا بكم وبمن جِئْتُم من عنده، أشهدُ أنّه رسول اللَّه، فإنّه الذي نجد في الإنجيل، وإنَّه الذي بشَّرَ به عيسى ابنُ مريم، انزلوا حيث شِئْتُم، واللَّه لولا ما أنا فيه من الملك لأتيْتُه حتى أكونَ أنا أحملُ نعلَيه وأوضِّئه، وأمر بهديّة الآخرين فرُدَّت إليهما، ثم تعجَّل عبد اللَّه بن مسعود حتى أدرك بَدرًا.
وزعمَ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم استغفرَ له حين بلغَه موتُه (1).
(4102)
الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود:
أن النساء كُنّ يوم أحد خلف المسلمين، يُجْهِزْن على جرحى المشركين، فلو حلفتُ يومئذ ورجوتُ أنْ أبَرّ: إنّه ليس أحدٌ منا يُريد الدنيا، حتى أنزل اللَّه عز وجل:{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152]، فلّما خالف أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعصَوا ما أُمِرُوا به، أُفرِدَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في تسعةٍ: سبعة من الأنصارِ، ورجلين من قريش، وهو عاشرُهم، فلما رَهِقوه. قال:"رَحِمَ اللَّه رجلًا ردَّهم عنا"،
(1) المسند 7/ 408 (4400). قال الهيثمي في المجمع 6/ 27 بعد أن نسبه للطبراني: وفيه حديج بن معاوية، وثّقه أبو حاتم وقال: في بعض حديثه ضعف، وضعّفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. وجعل ابن حجر الحديث حسن الإسناد - الفتح 7/ 189، وقال عنه ابن كثير في البداية 3/ 69: هذا إسناد قوي وسياق حسن. وجعل محقّقو المسند إسناده ضعيفًا لضعف حُديج.
قال: فقام رجل من الأنصار، فقاتلَ ساعةً حتى قُتِل، فلمَّا رَهِقوه أيضًا، قال:"يَرْحَمُ اللَّه رجلًا ردَّهم عنا"، فلم يَزَلْ يقول ذا حتى قُتِل السبعةُ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم لصاحبَيه:"ما أنصفنا أصحابنا".
فجاء أبو سفيان، فقال: اعلُ هُبَلُ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قولوا: "اللَّه أعلى وأجلُّ"، فقالوا: اللَّه أعلى وأجلُّ، فقال أبو سفيان: لنا عُزَّى، ولا عزَّى لكم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللَّه مولانا، والكافرونَ لا مَوْلى لهم"، ثم قال أبو سفيان: يومٌ بيومِ بدرٍ، يومٌ لنا. ويومٌ علينا، ويومٌ نُساءُ، ويومٌ نُسَرُّ، حَنظلةُ بحنظلةَ، وفلانٌ بفلان، وفلانٌ بفلانٍ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا سَواءَ، أمّا قتلانا فأحياءٌ يُرزَقون، وقتلاكم في النّار يُعَذَّبون". قال أبو سفيان: قد كانت في القوم مُثْلَةٌ، وإن كانت لَعَنْ غيرِ مَلأٍ منَّا، ما أمرتُ ولا نَهيتُ، ولا أحببتُ ولا كَرِهْتُ، ولا ساءني ولا سرَّني. قال: فنظروا، فإذا حمزةُ قد بُقِرَ بطنُه، وأخذَتْ هندُ كَبِدَهُ فلاكَتْها، فلم تَسْتطع أن تأْكُلَها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أأكلتِ منه شيئًا؟ "، قالوا: لا. قال: "ما كان اللَّه ليُدْخِلَ شيئًا من حَمْزة النارَ" فوضع رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حمزةَ، فصلَّى عليه، وجيءَ برجلٍ من الأنصار، فوُضعَ إلى جنبِه، فصلّى عليه، فرُفعَ الأنصاريُّ، وتُرِكَ حمزةُ، ثم جِيء بآخَرَ فوَضَعَه إلى جَنْبِ حمزة فصلَّى عليه، ثم رُفِعَ وتُرِك حمزةُ، حتى صلَّى عليه يومئذٍ سبعين صلاة (1).
(4103)
الحديث الخامس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شعبة عن إبراهيم الهَجَريّ قال: سمعت أبا الأحوص عن عبد اللَّه:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون أيُّ الصدقة أفضل؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "المنيحةُ، أن يمنحَ أحدُكم الدرهم (2)، أو ظهر الدابّة، أو لبن الشاة، أو لبن البقرة"(3).
(1) المسند 7/ 418 (4414). قال الهيثمي: 6/ 112. رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب قد اختلط. وقال ابن كثير في البداية 4/ 40: تفرّد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف من جهة عطاء بن السائب. وأضاف محقّقو المسند انقطاعه من جهة الشَّعبي، فهو لم يسمع من عبد اللَّه.
(2)
في المسند: "أن يمنح أحدكم أخاه الدرهم".
(3)
المسند 7/ 422 (4415) وإبراهيم الهجري ليّن الحديث، ومسند أبي يعلى 9/ 56 (5121) من طريق إبراهيم. قال الهيثمي في المجمع 3/ 136: رجال أحمد رجال الصحيح. رغم تضعيفه للهجري في مواضع. وحسنه المحقّقون لغيره.
(4104)
الحديث السادس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال:
خطَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطًّا بيده ثم قال: "هذا سبيلُ اللَّه عز وجل (1) " ثم خطَّ عن يمينه وشماله ثم قال: "هذه السُّبُل ليس منها سبيلٌ إلّا عليه شيطان يدعو إليه". ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ. . .} (2)[الأنعام: 153].
(4105)
الحديث السابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن الحسن قال: حدّثنا أبو كُدَينة عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد اللَّه قال:
مرَّ يهوديٌّ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يحدِّثُ أصحابه، فقالت قريش: يا يهوديُّ، إنّ هذا يزعمُ أنّه نبيّ. فقال: لأسألَنَّه عن شيءٍ لا يَعْلَمُه إلّا نبيّ. قال: فجاء حتى جلس ثم قال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان؟ قال:"يا يهوديُّ، من كلٍّ يُخْلَق: من نُطفة الرجل ومن نطفة المرأة. فأما نطفة الرجل فنطفةٌ غليظة منها العظم والعصب، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم". فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول مَن قَبلَك (3).
(4106)
الحديث الثامن بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن إدريس الشافعي قال: أخبرنا سعيد بن سالم يعني القَدَّاح قال: حدّثنا ابن جُريج أن إسماعيل بن أميّة أخبره عن عبد الملك بن عمير أنّه قال:
حضرْتُ أبا عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود وأتاه رجلان تبايعا سلعة، فقال هذا: أخذت بكذا وكذا، وقال هذا: بعت بكذا وكذا. فقال أبو عبيدة: أُتِيَ عبد اللَّه بن مسعود في مثل هذا، فقال: حضرتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مثل هذا (4)، فأمر البائع أن يُستحلَف، ثم يُخيّرَ
(1) في المسند: "مستقيمًا".
(2)
المسند 7/ 436 (4437). ورجاله رجال الصحيح غير عاصم. ومن طريق أبي بكر أخرجه الحاكم 2/ 239 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 7/ 25: وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة وفيه ضعف.
(3)
المسند 7/ 437 (4438). ومن طريق حمزة الزيات عن عطاء بن السائب أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 172 (10360) وقد أعلّه الهيثمي في المجمع 8/ 244 باختلاط عطاء بن السائب. أما محقّقو المسند فأضافوا إلى ذلك ضعف حسين بن حسن الأشقر، وعبد الرحمن بن القاسم لم يثبت سماعه من أبيه.
(4)
في المسند "أتى في مثل هذا".
المبتاع، إن شاء أخذ وإن شاء ترك (1).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه قال: قرأت على أبي أحمد بن حنبل عن وكيع عن المسعودي عن القاسم عن ابن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا اختلف البَيِّعان وليس بينهما بيّنة، فالقول ما يقول صاحب السِّلعة، أو يترادّان"(2).
(4107)
الحديث التاسع بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمد بن يوسف قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عَبيدة عَنْ عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقرأ عليَّ" قلتُ: يا رسول اللَّه، أقرأُ عليك وعليك أُنزل؟ قال:"نعم، إني أُحبُّ أن أسمعَه من غيري" فقرأت سورة "النساء" حتى أتيتُ إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] فقال: "حسبُك الآن" فالتفتُّ إليه فإذا عيناه تذرِفان.
أخرجاه (3).
(4108)
الحديث العاشر بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدّثنا أبي عن العلاء بن خالد الكاهلي عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زِمام، مع كلِّ زِمامٍ سبعون ألف ملك يَجُرُّونها".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 7/ 440 (4442) وهو ممّا قرَأ عبد اللَّه على أبيه أحمد. وأبو عبيدة لم يسمع أباه، فإسناده منقطع. وقد فصّل محقّقو المسند الكلام في هذا الحديث.
(2)
المسند 7/ 445 (4445). والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود لم يدرك جدّه، فإسناده كسابقة. قال الألباني في الصحيحة 3/ 432 (798): ورد عنه من طريق منقطعة، وبعضها مرسلة، وبعضها موصولة قويّة. وفصّل الكلام فيها.
(3)
البخاري 9/ 94 (5050)، ومن طريق الأعمش، أخرجه مسلم 1/ 551 (800). ومن طريق سفيان الثوري عن الأعمش أخرجه أحمد 6/ 94 (3606).
(4)
مسلم 4/ 2184 (2842).
(4109)
الحديث الحادي عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: حدّثنا أبو الزبير عن نافع بن جبير عن أبي عبيدة بن عبد اللَّه عن أبيه:
أن المشركين شغلوا النّبيَّ صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن أربع صلوات حتى ذهب [من الليل] ما شاء اللَّه، قال: فأمر بلالًا فأذّن، ثم ألحام فصلَّى الظهر، ثم أقام فصلّى العصر، ثم أقام فصلّى المغرب، ثم أقام فصلّى العشاء (1).
(4110)
الحديث الثاني عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدّثنا منصور عن أبي وائل عن عبد اللَّه بن مسعود:
أن رجلًا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ فلانًا نام البارحة عن الصلاة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذاك الشيطانُ بال في أُذُنيه" أو "في أُذُنيه".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4111)
الحديث الثالث عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد العزيز قال: حدّثنا منصور عن مسلم بن صُبيح قال:
كنت مع مسروق في بيت فيه تمثال مريم، فقال مسروق: هذا تمثال كسرى؟ فقلت: لا، ولكن تمثال مريم، فقال مسروق: أما إني سمعتُ عبد اللَّه بن مسعود يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أشدَّ النّاس عذابًا يومَ القيامة المصوِّرون".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4112)
الحديث الرابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق -هو الأزرق- قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
(1) المسند 6/ 17 (3555)، وهو منقطع. قال الترمذي 1/ 337 (179): حديث عبد اللَّه ليس بإسناده بأس، إلّا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وأخرجه النسائي 2/ 17.
(2)
المسند 6/ 21 (3557). ومن طريق منصور أخرجه البخاري 3/ 28 (1144)، ومسلم 1/ 537 (774). وعبد العزيز بن عبد الصمد من رجال الشيخين.
(3)
المسند 6/ 22 (3558)، ومسلم 3/ 1670 (2109). والمرفوع منه مع قصّة أخرى في البخاري 10/ 382 (5950) من طريق مسلم بن صبيح.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا ينبغي أن يتمثّل بمثلي"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثّل على صورتي"(2).
(4113)
الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا مغيرة عن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد قال:
رأيت ابن مسعود رمى الجمرة -جمرة العقبة من بطن الوادي، ثم قال: هذا- والذي لا إله غيره مقام الذي أُنزلت عليه سورة البقرة (3).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا حفص بن عمر قال: حدّثنا شعبة [عن الحكم] عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد اللَّه:
أنّه انتهى إلى الجمرة الكبرى، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ورمى سبعًا، وقال: هكذا رمى الذي أُنزلت عليه سورة البقرة (4).
الطريقان في الصحيحين.
(1) المسند 6/ 23 (3559).
(2)
المسند 6/ 347 (3799) ورجال الطريقين رجال الصحيح، أبو الأحوص، عوف بن مالك من رجال مسلم، ومن الطريق الثاني أخرجه ابن ماجة 2/ 1284 (3900) وله شواهد كثيرة في الصحيحين: فقد أخرجاه عن أبي قتادة - الجمع 1/ 455، 456 (725، 726)، وعن أبي هريرة - الجمع 3/ 74، 164 (2254، 2386)، وأخرجه البخاري عن أبي سعيد وأنس - الجمع 2/ 459، 611 (1786، 2013). ومسلم عن جابر - الجمع 2/ 403 (1690).
(3)
المسند 6/ 7 (3548). ومن طريق الأعمش عن إبراهيم بن يزيد النخعي أخرجه البخاري 3/ 580 (1747)، ومسلم 2/ 942 (1296).
(4)
البخاري 4/ 580 (1748). ومن طريق شعبة عن الحكم بن عُيينة أخرجه مسلم 2/ 943 (1296)، وأحمد 7/ 54 (3941).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم عن شريك عن ثُوَير بن أبي فاختة عن أبيه عن عبد اللَّه قال:
لبّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى رمى جمرة العقبة (1).
(4114)
الحديث السادس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن منصور قال: سمعتُ أبا وائل يحدّث عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا كُنْتُم ثلاثةً فلا يتناجَ اثنان دون صاحبهما، فإنّ ذلك يُحْزنه.
ولا تباشِر المرأةُ المرأة فتَنعتُها لزوجها حتى كأنّه ينظُرُ إليها.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4115)
الحديث السابع عشر بعد المائة (3): حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلمة، وقلت أخرى:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يُشْرُك باللَّه شيئًا دخل النّار".
وقلت أنا: من مات وهو لا يُشركُ باللَّه شيئًا دخل الجنّة.
أخرجاه في الصحيحين (4).
(4116)
الحديث الثامن عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
(1) المسند 6/ 284 (3739). وإسناده ضعيف لضعف ثوير، وسوء حفظ شريك.
ولكن روى البخاري 3/ 530 (1683) بإسناده إلى عبد الرحمن بن يزيد قال: خرجنا مع عبد اللَّه إلى مكة. . . وفيه: فلم يزل يُلَبّي حتى رمى جمرة العقبة. وينظر حديث الفضل بن العبّاس عند الشيخين - الجمع 3/ 328 (2780).
(2)
المسند 7/ 236 (4175)، ومن طريق منصور أخرجه البخاري 11/ 82 (6290)، وينظر 9/ 338 (5240، 5241)، ومسلم 4/ 1718 (2184) ..
(3)
هذه الصفحة غير واضحة في مصورة المخطوطة. وقد كان هذا الحديث ممّا لم يتضح من ملامحه إلّا رقمه، وقوله في آخره:"أخرجاه في الصحيحين" وقد اجتهدت كثيرًا في اختيار حديث لم يرد في مسند ابن مسعود هنا، وهو مما في الصحيحين. واللَّه أعلم.
(4)
المسند 3617 (4043)، ومسلم 1/ 94 (92). ومن طريق الأعمش في البخاري 3/ 110 (1238).
كنا إذا جلسنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على اللَّه قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، السلام على فلان. قال: فسَمِعَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إنّ اللَّه عز وجل هو السلام، فإذا جلس أحدُكم في الصلاة فليقل: التحيّات للَّه والصلوات والطيّبات، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمه اللَّه وبركاته، السلام علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصالحين -فإذا قالها أصابت كلّ عبدٍ صالح في السماء والأرض- أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه. ثم يتخيَّرُ بعدُ من الدّعاء ما شاء".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(4117)
الحديث التاسع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
كُنّا نُسلِّمُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيردُّ علينا، فلمّا رَجَعْنا من عند النجاشي سلَّمْنا عليه فلم يردَّ علينا. فقلنا: يا رسول اللَّه كنا نسلِّمُ عليك في الصلاة فتردُّ علينا. فقال: "إنّ في الصلاة لشُغْلًا".
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال:
كُنّا نُسَلّمُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا كُنّا بمكّة قبل أن نأتيَ أرضَ الحبشة، فلمّا قَدِمْنا من الحبشة أتيناه، فسلَّمْنا عليه فلم يردَّ، فأخذني ما قَرُبَ وما بَعُدَ، حتى قَضَوا الصلاة فسألتُه فقال:"إن اللَّه عز وجل يُحْدِثُ من أمره ما يشاء، وإنَّه قد أحْدَثَ من أمرِه ألّا نتكلّمَ في الصلاة"(3).
(4118)
الحديث العشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
(1) المسند 6/ 121 (3622)، ومسلم 1/ 302 (402). وفي البخاري 2/ 311 (831) من طريق الأعمش.
(2)
المسند 6/ 28 (3563)، والبخاري 3/ 72 (1999)، ومسلم 1/ 382 (538).
(3)
المسند 6/ 46 (3575). ورجاله رجال الصحيح غير عاصم، هو حسن الحديث. والحديث صحيح. وقد أخرجه النسائي 3/ 19، وصحّحه ابن حبّان 6/ 15 (2243). ومن طريق عاصم أخرجه أبو داود 1/ 243 (924)، وعلّقه البخاري 13/ 496: وقال ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يُحدثُ من أمره ما يشاء، وإن ممّا أحدث أن لا تُكَلّموا في الصلاة" وينظر الفتح 13/ 498.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فضلُ صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بِضعٌ وعشرون درجة"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن سعيد عن قتادة عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود:
أن نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "صلاه الجميع تفضُلُ على صلاة الرجل وحده خمسةً وعشرين ضِعفًا، كُلُّها مثل صلاته"(2).
(4119)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمرو ابن الهيثم أبو قَطَن وأبو النَّضر قالا: حدّثنا المسعوديّ عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبي عُبيدة عن عبد اللَّه بن مسعود:
أن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: متى ليلةُ القدر؟ قال: "من يذكر منكم ليلة الصّهباوات" قال عبد اللَّه: أنا بأبي أنت وأمّي، إنّ في يدي لتمراتٍ أتسَّحرُ بهنّ، مستترًا بمُؤخِّرة رَحلي من الفجر، وذلك حين طلع القمر (3).
(4120)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عبد الكريم قال: أخبرني زياد بن أبي مريم عن عبد اللَّه بن مَعْقل بن مُقَرِّن قال:
(1) المسند 6/ 30 (3564). وعطاء بن السائب اختلط. وقد رواه بهذا الإسناد الطبراني في الكبير 10/ 104 (10103)، وأبو يعلى 8/ 413 (4995). وأخرجه أبو يعلى 9/ 418 (5000) من طريق مورّق عن أبي الأحوص، وهذه متابعة قويّة لعطاء. قال الهيثمي 2/ 41: رجال أحمد ثقات.
(2)
المسند 6/ 36 (3567). وضعف المحقّقون إسناده لأن قتادة لم يسمع من أبي الأحوص. ومحمد ابن أبي عديّ سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد اختلاطه. ولكن أخرج الحديث أحمد 7/ 226 (4159)، والطبراني في الأوسط 3/ 284 (2618) من طريق همّام عن قتادة عن مورّق عن أبي الأحوص، وهذا إسناد صحيح.
وللحديث شواهد: فقد رواه الشيخان عن ابن عمر وأبي هريرة من طرق: الجمع 2/ 227 (1347)، 3/ 43، 145 (2223، 2366).
(3)
من طريق عمرو في المسند 6/ 32 (3565)، ومن طريق أبي النضر 6/ 308 (3764). ومن طريق المسعودي في مسند أبي يعلى 9/ 270 (5397)، والمعجم الكبير 10/ 152 (10289) وزادا: وذلك ليلة سبع وعشرين: وقال الهيثمي - ما ذكرنا مرارًا: وأبو عبيدة لم يسمع منه أبيه. المجمع 3/ 177.
دخلْتُ مع أبي على عبد اللَّه بن مسعود، فقال: أنت سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "النَّدَم توبة"؟ قال: نعم، وقال مرّة: نعم، سمعته يقول:"الندم توبة"(1).
(4121)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد عن سفيان عن منصور عن ذرّ عن وائل بن مَهانة عن عبد اللَّه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تصدّقوا يا معشر النساء ولو من حُلِيّكن، فإنّكنّ أكثرُ أهل النّار". فقامت امرأة من عِلية النساء فقالت: ولِمَ يا رسول اللَّه؟ قال: "لأنّكن تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وتكفُرْن العَشيرَ"(2).
(4122)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان ووكيع كلاهما عن الأعمش عن عبد اللَّه بن مُرّة عن أبي الأحلإص عن عبد اللَّه:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إني لأبرأُ إلى كلّ خليل من خِلّه. ولو كنتُ مُتَّخِذًا خليلًا لاتَّخَذْتُ أبا بكر خليلًا، وإن صاحبَكم خليلُ اللَّه عز وجل".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4123)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
دخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم وحولَ الكعبة ثلاثمائة وستون نُصُبًا، فجعل يطعَنُها بعودٍ بيده ويقول:"جاء الحقُّ وما يُبدىء الباطلُ وما يُعيد. جاء الحقُّ وزهَقَ الباطلُ إنّ الباطل كان زَهوقا".
أخرجاه في الصحيحين (4).
(1) المسند 6/ 37 (3568)، وابن ماجة 2/ 1420 (4252)، وأبو يعلى 8/ 380 (4969) وأطال محقّقو المسندين الكلام في الحديث وإسناده، ومالوا إلى تصحيحه. قال الحاكم في المستدرك 4/ 243: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وصحّحه الذهبي.
(2)
المسند 6/ 40 (3569). ورجاله رجال الصحيح غير وائل، وثّقه ابن حبان. ومن طريق منصور أخرجه أبو يعلى 9/ 48 (5112)، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الدهبي 2/ 190، وصحّحه ابن حبّان من طريق ذرّ 8/ 115 (3323) وعندهم فيه زيادة. وللحديث شواهد: أخرجه الشيخان عن أبي سعيد - المجمع 2/ 451 (769) ومسلم عن أبي بكر وأبي هريرة ومسلم عن ابن عمر وأبي هريرة - الجمع 2/ 302 (1511)، 3/ 272 (2609).
(3)
المسند 6/ 55، 216 (3580، 3689)، ومسلم 4/ 1855، 1856 (2383).
(4)
المسند 6/ 62 (3584)، والبخاري 5/ 121 (2478)، ومسلم 3/ 1408 (1781).
(4124)
الحديث السادس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
صلّى عثمان بمنى أربعًا، فقال عبد اللَّه: صلَّيْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(4125)
الحديث السابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبيدة عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيرُ النّاس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم (2)، ثم يأتي بعد ذلك قومٌ تسبق شهادتُهم أيمانَهم، وأيمانُهم شهادتَهم".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4126)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: حدّثنا [مسلم] قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن نُمير قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عبد اللَّه بن مُرّة عن مسروق:
سألْنا عبد اللَّه عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] فقال: أما إنّا قد سألْنا عن ذلك، فقال:"أرواحُهم في جَوف طيرِ خُضْرٍ، لها قناديلُ مُعَلَّقةٌ بالعرش، تَسْرَحُ من الجنّة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطَّلَع عليهم ربُّهم اطِّلاعة فقال: هل تشتهون شيئًا؟ فقالوا: أيَّ شيء نشتهي ونحن نَسْرحَ من الجنّة حيث شِئنا؟ ففعل بهم ذلك ثلاث مرّات، فلما رأوا أنّهم لن يُتْرَكوا من أن يُسْأَلوا قالوا: يا ربِّ، نريد أن تُرَدَّ إلينا أرواحُنا في أجسادنا حتى نُقْتَلَ في سبيلك مرّة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجةٌ تُرِكوا".
(1) المسند 6/ 73 (3593)، ومسلم 1/ 483 (695)، ومن طريق الأعمش في البخاري 2/ 563 (1084).
(2)
أثبت محقّق المسند: "ثم الذي يلونهم" مرّة ثالثة، وأشار إلى اختلاف نسخ المسند في ذلك. أما في البخاري فوردت مرّتين، وفي مسلم روايتان.
(3)
المسند 6/ 76 (3594). ومن طريق الأعمش عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن عبيدة السلماني به في البخاري 11/ 244 (6429)، ومن طريق إبراهيم في مسلم 4/ 1962، 1963 (2533).
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4127)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه، إذا أحسنْتُ في الإسلام، أَؤُاخَذُ بما عَمِلْتُ في الجاهلية؟ فقال:"إذا أحسنْتَ في الإسلام لم تؤاخذ بما عَمِلْتَ في الجاهلية. وإذا أَسَأْتَ في الإسلام أُخِذْتَ بالأوّل والآخِر".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4128)
الحديث الثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حَلَف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع، بها مالَ امرىء مسلم، لَقِيَ اللَّهَ عز وجل وهو عليه غضبان".
فقال الأشعث: فيَّ واللَّه كان ذلك: كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجَحَدني فقدَّمْتُه بين يدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال لي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألكَ بيّنة؟ " قلت: لا، فقال لليهودي:"احْلِفْ" فقال: يا رسول اللَّه، إذنْ يَحْلِفَ فيذهبَ مالي. فأنزل اللَّه عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا. .} إلى آخر الآية [آل عمران: 77].
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4129)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أحدَ أغيرُ من اللَّه عز وجل، فلذلك حرّم اللَّه الفواحش ما ظهرَ منها وما بَطَن. ولا أحدَ أحبُّ إليه المَدحُ من اللَّه عز وجل".
أخرجاه في الصحيحين (4).
(1) مسلم 3/ 1502 (1887).
(2)
المسند 6/ 79 (3596)، من طريق الأعمش أخرجه البخاري 12/ 265 (6921)، ومسلم 1/ 111 (120).
(3)
المسند 6/ 81 (3597). والبخاري 5/ 73 (2416) ومسلم 1/ 122 (138).
(4)
المسند 6/ 113 (3616)، ومسلم 4/ 2114 (2760). ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 9/ 319 (5220).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا حفص بن عمر قال: حدّثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال:
لا أحدَ أغيرُ من اللَّه عز وجل، ولذلك حرّم الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بطنَ. ولا أحدَ أحبُّ إليه المَدْحُ من اللَّه، ولذلك مدحَ نفسَه".
قلتُ: سمعتَه من عبد اللَّه؟ قال: نعم. قلت: ورفعَه؟ قال: نعم.
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس أحدٌ أحبَّ إليه المَدْحُ من اللَّه، من أجل ذلك مدحَ نفسَه. وليس أحدٌ أغيرَ من اللَّه عز وجل، من أجل ذلك حرّم الفواحش. وليس أحدٌ أحبَّ إليه العذرُ من اللَّه عز وجل، من أجل ذلك أنزلَ الكتابَ وأرسلَ الرُّسُلَ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4130)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية ووكيع قالا: حدّثنا الأعمش من عبد اللَّه بن مُرّة عن مسروف عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ دمُ امرىء مسلم يشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه وإني رسول اللَّه إلّا بإحدى ثلاث: الثَّيِّب الزاني، والنّفس بالنّفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4131)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: وبالإسناد قال:
(1) البخاري 8/ 295 (4634). ومن طريق شعبة في مسلم 4/ 2114 (2760) والمسند 7/ 218 (4153).
(2)
مسلم 4/ 2114 (2760).
(3)
المسند 6/ 119 (3621) من طريق أبي معاوية، 7/ 277 (4245) من طريق وكيع. وأخرجه من طريقيهما مسلم 3/ 1302 (1676). وهو من طريق الأعمش في البخاري 12/ 201 (6878).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْتَلُ نفسٌ ظلمًا إلّا كان على ابن آدمَ الأوّلِ كِفْلٌ من دمها، لأنّه كان أوّل من سنَّ القتل".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(4132)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش قال: حدّثني عُمارة عن الأسود عن عبد اللَّه قال:
لا يجعلْ أحدُكم للشيطان من نفسه جزءًا، لا يرى إلا أنّ حقًّا عليه ألّا ينصرفَ إلّا عن يمينه. لقد رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإنّ أكثرَ انصرافه لعلى يساره.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4133)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس المسكين بالطّوّاف، ولا بالذي ترُدُّه التَّمرة والتَّمرتان، ولا اللُّقمة ولا اللُّقمتان، ولكن المسكين المتعفِّفُ الذي لا يسأل النّاس شيئًا، ولا يُفْطَنُ له فَيُتَصَدَّقُ عليه"(3).
(4134)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد اللَّه:
ما رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى صلاةً إلّا لميقاتها، إلّا صلاتين: صلاة المغرب والعشاء بجَمع، وصلاة الفجر يومئذٍ قبل ميقاتها.
أخرجاه (4).
(1) المسند 6/ 136 (3630) من طريق أبي معاوية، 7/ 193 (4123) من طريق وكيع. ومن طريق أبي معاوية وغيره أخرجه مسلم 3/ 1303، 1304 (1677)، ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 6/ 364 (3335).
(2)
المسند 6/ 136 (3631)، ومسلم 1/ 492 (707). ومن طريق عُمارة بن عمير عن الأسود في البخاري 2/ 337 (852).
(3)
المسند 6/ 145 (3636). ومن طريق إبراهيم الهجري في مسند أبي يعلى 9/ 55 (5118) قال الهيثمي 3/ 95: رجاله رجال الصحيح. وإبراهيم ليس من رجال الصحيح، وهو ليّن الحديث. والحديث صحيح، أخرجه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 3/ 103 (2297).
(4)
المسند 6/ 146 (3637)، ومسلم 2/ 938 (1289)، ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 3/ 530 (1682).
(4135)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا فَرَطُكم على الحوض. ولأنازَعَنَّ أقوامًا ثم لأُغلَبَنَّ عليهم، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقول: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(4136)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّها ستكونُ عليكم أُمراءُ وتَرَون أثَرَةً" قال: قالوا: يا رسول اللَّه، فما يصنعُ من أدركَ ذلك منّا؟ قال:"أدُّوا الحقَّ الذي عليكم، وسَلُوا اللَّه الذي لكم".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4137)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سعيد عن سفيان قال: حدّثني سليمان عن أبي وائل عن عبد الرحمن قال:
صلّيْتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فلم يزلْ قائمًا حتى هَمَمْتُ بأمرِ سَوء. قلنا: ما هَمَمْتَ به؟ قال: هَمَمْتُ أن أجلسَ وأدعَه.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4138)
الحديث الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحدٍ إلّا وقد وُكِّلَ به قرينُه من الجنّ وقرينُه من الملائكة". قالوا: وإياكَ يا رسول اللَّه؟ قال: "وإيايَ، ولكنّ اللَّهَ عز وجل أعانَني عليه، فلا يأمرُني إلّا بخير".
(1) المسند 6/ 148 (3639)، ومسلم 4/ 1796 (2297). وعن الأعمش والمغيرة كلاهما عن شعبة في البخاري 11/ 463 (6575، 6576).
(2)
المسند 6/ 149 (3640)، ومسلم 3/ 1472 (1843) ومن طريق الأعمش في البخاري 6/ 612 (3603).
(3)
المسند 6/ 157 (3646). ومن طريق سليمان الأعمش أخرجه البخاري 3/ 19 (1135)، ومسلم 1/ 537 (773).
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4139)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن قيس عن عبد اللَّه قال:
كُنّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن شباب، فقلنا: يا رسول اللَّه، ألا نستخصي، فنهانا، ثم رخّص لنا في أن نَنْكحَ المرأة بالثوب إلى أجل. ثم قرأ عبد اللَّه:{لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87].
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4140)
الحديث الثاني والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع ويزيد قالا: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني قيس عن ابن مسعود قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا حَسَدَ إلّا في اثنين: رجلٌ آتاه اللَّه مالًا فسلَّطَه على هَلَكَته في الحقّ، ورجلٌ آتاه اللَّه حكمةً فهو يقضي بها ويُعَلِّمُها".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4141)
الحديث الثالث والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن سعيد قال: حدّثنا ابن جُريج قال: حدّثني سليمان بن عَتيق عن طَلْق بن حبيب عن الأحنف بن قيس عن عبد اللَّه بن مسعود:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "ألا هَلَكَ المُتَنَطِّعون" ثلاث مرات.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) هذه رواية يحيى عن سفيان - المسند 6/ 158 (3648)، ورواية أسود بن عامر بن عن سفيان -باختلاف يسير- المسند 9/ 316 (3779)، ومن طريق سفيان وغيره عن منصور في مسلم 4/ 2167، 2168 (2814).
(2)
المسند 7/ 185 (4113) وهذا لفظ يحيى عن إسماعيل - المسند 6/ 162 (3651)، ومسلم 2/ 1022 (1404) عن وكيع، ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد في البخاري 8/ 276 (4615).
(3)
هذه أيضًا رواية يحيى عن إسماعيل - المسند 6/ 162 (3651)، ورواية وكيع ويزيد في المسند 7/ 183 (4109). ومن طريق وكيع أخرجه مسلم 1/ 559 (816)، ومن طريق إسماعيل في البخاري 1/ 165 (73).
(4)
المسند 6/ 167 (3655)، ومسلم 4/ 2055 (2670) من طريق حفص بن غياث ويحيى بن سعيد به.
والمتنطعون: المتعمّقون، المغالون في الأقوال والأفعال.
(4142)
الحديث الرابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدّثني سعد بن إبراهيم عن أبي عُبيدة عن أبيه:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين الأُوليين كأنه على الرَّضْف. قلت: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم (1).
الرَّضْفَ: الحجارة المحماة.
(4143)
الحديث الخامس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن زهير قال: حدّثني أبو إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود [عن الأسود] وعلقمة عن عبد اللَّه قال:
رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ مع كلّ خفض ورفع وقيام وقعود، ويُسَلِّم عن يمينه وعن يساره، حتى يُرى بياضُ خدَّيه -أو خدّه- ورأيت أبا بكر وعمر يفعلان ذلك.
قال الترمذي: "هذا حديث صحيح"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا الثوري عن جابر عن أبي الضُّحَى عن مسروق عن عبد اللَّه قال:
ما نسيتُ، فما نسبتُ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه كان يُسَلِّم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة اللَّه، حتى يُرى بياضُ خدّه، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة اللَّه، حتى يُرى بياضُ خدّه (3).
(1) المسند 6/ 168 (3656). وإسناده منقطع. ومن طرق عن شعبة أخرجه أبو داود 1/ 261 (995)، والترمذي 2/ 202 (366) وقال: هذا حديث حسن، إلّا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. ومن طرق سعد بن إبراهيم أخرجه النسائي 2/ 243. وينظر المستدرك 1/ 269.
(2)
المسند 6/ 174 (3660)، والنسائي 2/ 250، وأبو يعلى 9/ 64 (5128). وأخرجه الترمذي 2/ 33 (253) من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحق. قال: وفي الباب عن. . . وقال: حديث عبد اللَّه بن مسعود حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وعليه عامّة الفقهاء والعلماء. وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 6/ 431 (3887)، وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي. وأخرجه الطبراني 10/ 125 (10178) عن سفيان عن جابر بن أبي الضحى. و (10177) عن عبد الرزّاق عن معمر والثوري عن حمّاد عن أبي الضُّحى. وهو حديث صحيح لغيره. ينظر طرقه وشواهده مع الطريق السابقة في المسند - الحاشية 6/ 175.
(4144)
الحديث السادس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير عن مجالد عن عامر عن الأسود بن يزيد قال:
أُقيمت الصلاة في المسجد فجِئنا نمشي مع عبد اللَّه بن مسعود، فلمّا ركع النّاس ركع عبد اللَّه وركعنا معه ونحن نمشي، فمرّ رجلٌ بين يديه فقال: السلام عليكم يا أبا عبد الرحمن، فقال عبد اللَّه وهو راكع: صدق اللَّه ورسوله. فلمّا انصرف سأله بعض القوم: لم قلت حين سلَّم عليك صدق اللَّه ورسوله؟ قال:
إني سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ من أشراط الساعة إذا كانت التحيّةُ على المعرفة"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزبيريّ قال: حدّثنا بَشير بن سلمان عن سيّار عن طارق بن شهاب قال:
كُنّا عند عبد اللَّه جلوسًا، فجاء رجلٌ فقال: قد أُقيمت الصلاة، فقام وقمنا معه، فلّما دخلْنا المسجد ورأيْنا النّاس ركوعًا فكبّر وركع وركعنا (2)، فمرّ رجل يُسرعُ، فقال: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن. فقال: صدقَ اللَّه وبلَّغت رسُلُه. فلمّا صلَّينا ورجعْنا ودخل إلى أهله جلسنا، فقال بعضُنا لبعض: أما سَمِعْتُم ردَّه على الرجل: صدق اللَّه وبلَّغَتْ رُسُلُه؟ أيُّكم يسألُه؟ فقال طارق: أنا أسألُه، فسألَه حين خرج.
فروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ بين يدي الساعة تسليمَ الخاصّة، وفُشُوَّ التجارة حتى تُعينَ المرأةُ زوجَها على التجارة، وقطعَ الأرحام، وشهادة الزُّور، وكتمان شهادة الحقِّ، وظهور القلم"(3).
أما تسليم الخاصّة فهو أن يخصَّ السلام قومًا دون قوم.
وظهور القلم: الكتابة.
(1) المسند 6/ 179 (3664). والمعجم الكبير 9/ 297 (9491). وحسّنه محقّقو المسند، وضعّفوا إسناده لضعف مجالد بن سعيد. وذكروا طرقه.
(2)
الذي في المسند "رأينا النّاس ركوعًا في مُقَدّم المسجد، فكبّر وركع، وركعنا، ثم مشينا وصنعنا مثل الذي صنع".
(3)
المسند 6/ 415 (3870) ومن طريق بشير أخرجه البخاري في المفرد 2/ 586 (1049). وذكر الحديث الألباني في الصحيحة 6/ 633 (2767) وصحّح إسناده. وينظر تخريجه، وتخريج محقّقي المسند.
(4145)
الحديث السابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير ووكيع كلاهما عن الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَلْجَنّة أقربُ إلى أحدكم من شِراك نعله، والنّار مثل ذلك".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4146)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر قال: سمعتُ عمرو بن قيس عن عاصم عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنهما يَنْفِيان الفقرَ والذُّنوب، كما ينفي الكير خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضّة، وليس للحَجّة المبرورة ثواب إلّا الجنّة"(2).
(4147)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم قال: حدّثنا أبو إسحق الهَمْداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان ثلث الليل الباقي، يهبِطُ اللَّهُ عز وجل إلى السماء الدنيا، ثم تفتح أبوابُ السماء، ثم يبسُطُ يدَه فيقول: هل من سائل يُعْطَى سُؤالَه، فلا يزال ذلك حتى يَطْلُعَ الفجرُ"(3).
(4148)
الحديث الخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن حكيم عن جُبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد اللَّه قال:
(1) المسند 6/ 184 (3667) عن ابن نمير، 7/ 262 (4216) عن وكيع. ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 11/ 321 (6488). وشيخا أحمد من رجال الشيخين.
(2)
المسند 6/ 185 (3669) ورجاله رجال الصحيح سوى عاصم. ولهذا الإسناد أخرجه الترمذي 3/ 175 (810) وقال: حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود، والنسائي 5/ 115، وأبو يعلى 8/ 389 (4976)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 130 (2512)، وابن حبّان 9/ 6 (3693). وحسّن المحقّقون إسناده، وقال الألباني: حسن صحيح.
(3)
المسند 6/ 191 (3673)، ومسند أبي يعلى 9/ 219 (5319)، قال الهيثمي 10/ 156: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح. وهو كما قال.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سألَ وله ما يُغنيه جاءت يوم القيامة خُدوشًا أو كُدوحًا في وجهه". قالوا: يا رسول اللَّه، وما غناه؟ قال:"خمسون درهمًا أو حسابها من الذهب"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نصر بن باب عن الحجّاج عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سألَ مسألةً وهو عنها غنيٌّ جاءت يوم القيامة كُدوحًا في وجهه. ولا تَحِلُّ الصدقة لمن له خمسون درهمًا أو عِوَضُها من الذهب"(2).
(4149)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن السِّماك عن يزيد بن أبي زياد عن المسيَّب بن رافع عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تشتروا السَّمَك في الماء، فإنّه غَرَر".
قال أحمد: وحدّثنا به هُشيم عن يزيد ولم يرفعْه (3).
(1) المسند 6/ 194 (3675). وضُعّف إسناده من أجل حكيم. ومن طرق عن سفيان أحرجه النسائي 5/ 97، وابن ماجة 1/ 589 (1840)، وأبو داود 2/ 116 (1626)، والترمذي 3/ 40، 41 (650، 651) قال الترمذي: حديث حسن، وتكلّم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث. وفي أبي داود وابن ماجة والترمذي أنّه قيل لسفيان: شعبة لا يروي عن حكيم، فقال: حدّثَناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن ابن يزيد. وهو في مسند أبي يعلى 9/ 138 (5217). وينظر تخريج محقّقي المسندين.
(2)
المسند 7/ 439 (4440)، والمعجم الكبير 10/ 129 (10199). وإسناده ضعيف لضعف نصر من باب، وتدليس الحجّاج. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 230: وقال: غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلّا الحجّاج بن أرطاة. وجعله محقّقو المسند حسنًا، وإسناده ضعيفًا.
(3)
المسند 6/ 197 (3676) ونقل محقّقو المسند في الحاشية: وحدّثنا به هشيم. . عن نسخة مخطوطة، وذكر البغدادي في التاريخ 5/ 369 رواية هشيم، وكذلك الطبراني في الكبير 10/ 209 (10491). وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 214، وقال: غريب المتن والإسناد، لم نكتبه من حديث ابن السماك إلّا من حديث ابن حنبل. وذكر البيهقي في السنن 5/ 340 أن فيه إرسالًا بين المسيب وابن مسعود، والصحيح ما رواه هشيم عن يزيد موقوفًا على عبد اللَّه. قال: ورواه أيضًا سفيان الثوري عن يزيد موقوفًا على عبد اللَّه: أنّه كره بيع السمك في الماء. وقال في المجمع 4/ 83: رواه أحمد موقوفًا ومرفوعًا، والطبراني في الكبير كذلك، ورجال الموقوف رجال الصحيح، وفي رجال المرفوع شيخ أحمد محمد بن السِّماك، ولم أجد من ترجمه، وبقيّتهم ثقات.
(4150)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عون بن سلام الكوفي قال: أخبرنا به محمد بن طلحة الياميُّ عن زُبَيد عن مُرّة عن عبد اللَّه قال:
حبس المشركون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرّت الشمس أو اصفرّت، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"شغَلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأَ اللَّهُ أجوافَهم وقبورَهم نارًا" أو "حشا اللَّهُ أجوافَهم وقُبورَهم نارًا".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4151)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا قتيبة عن جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال:
قال عبد اللَّه بن مسعود: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، كيف تقول برجل يُحِبُّ قومًا ولما يَلْحَقْ بهم؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"المرءُ مع مَنْ أحبَّ".
أخرجاه (2).
(4152)
الحديث الرابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: أخبرنا شريك عن سماك قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد اللَّه يحدّث عن عبد اللَّه ابن مسعود:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللَّه آكِلَ الرّبا ومُؤكِلَه وشاهدَيه وكاتبَه".
قال: وقال: "ما ظهرَ في قومٍ الرّبا والزّنى إلّا أحلُّوا بأنفسهم عقابَ اللَّه عز وجل"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن عبد اللَّه بن مرّة عن الحارث بن عبد اللَّه الأعور قال: قال عبد اللَّه:
(1) مسلم 1/ 437 (628). ومن طريق محمد بن طلحة في المسند 6/ 378 (3829).
(2)
البخاري 10/ 557 (6169)، ومن طريق جرير في مسلم 4/ 2034 (2640). وأخرج المسند منه أحمد من طريق سليمان الأعمش 6/ 258 (3718).
(3)
المسند 6/ 358 (3809)، ومن طريق شريك في مسند أبي يعلى 8/ 396 (4981). وشريك سيء الحفظ، لكنه متابع: فقد روى القسم الأوّل من الحديث الترمذي عن أبي عوانة عن سماك 3/ 512 (1206) وقال: حسن صحيح، وابن ماجة عن شعبة عن سماك 2/ 764 (2277)، وأبو داود عن زهير عن سماك 3/ 244 (3333)، وصحّحه ابن حبّان عن شعبة عن سماك 11/ 399 (5025). وينظر تخريج محقّقي المسندين.
آكِلُ الرّبا، ومُؤكِلُه، وكاتبُه، وشاهداه إذا علموا به، والواشمة، والمستوشمة للحسن، ولاوي الصَّدَقة، والمرتدّ أعرابيًّا بعد هجرته، ملعونون على لسان محمّد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
قال (1): فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: حدّثني علقمةُ قال: قال عبد اللَّه: آكل الربا ومُؤكله سواء (2).
(4153)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج بن النعمان قال: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا [مغيرة عن] إبراهيم عن هُنَيّ بن نُويرة عن علقمة عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "أعفُّ النّاس قِتلةً أهلُ الإيمان"(3).
(4154)
الحديث السادس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن المجالد عن الشّعبي عن مسروق قال:
كُنّا جُلوسًا عند عبد اللَّه بن مسعود وهو يُقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، هل سألْتُم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كم يملك هذه الأمّةَ من خليفة؟ فقال عبد اللَّه: ما سألَني عنها أحد [منذُ] قَدِمْت العراق قبلَك. ثم قال: نعم، ولقد سألْنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"اثنا عشر، كعِدّة نُقَباء بني إسرائيل"(4).
(1) أي الأعمش.
(2)
المسند 6/ 425 (3881). والحارث الأعور ضعيف. ولكن الإسناد الثاني: الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد اللَّه إسناد صحيح. وأخرج الحديث من طرق عى الأعمش عن عبد اللَّه بن مرّة: النسائي 8/ 147. وأبو يعلى 99/ 165 (5241)، وابن حِبّان 8/ 44 (3252)، وصحّحه الألباني.
(3)
في المسند 6/ 274، 275 (3728، 3729): عن محمد بن جعفر عن شعبة عن المغيرة عن إبراهيم عن هُنيّ بن نويرة عن علقمة. وعن سُريج عن فيم عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة. وهو في الأطراف 4/ 188: أنّه عن محمد بن جعفر عن شعبة، وعن سُريج عن هشيم، كلاهما عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة. وينظر تعليق المحقّق. وقد فصّل محقّقو المسند الكلام فيه وفي طرقه. وتكلّم عنه الألباني في الضعيفة 3/ 376 (1232).
(4)
المسند 6/ 321 (3781) ومن طريق حمّاد بن زيد أخرجه أبو يعلى 8/ 444 (5031)، وضعّف المحقّقون إسناده لضعف المجالد بن سعيد. ورواه الحاكم 4/ 501 وقال: لا يسعني التسامح في هذا الكتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه، رحمهم الله. قال الهيثمي 5/ 193: وفيه مجالد بن سعيد، وثّقه النسائي، وضعّفه الجمهور، وبقيّة رجاله ثقات. وقد حسّن ابن حجر إسناد الحديث في الفتح 13/ 212، وتكلّم عن أحاديث الباب ومدلولاتها.
(4155)
الحديث السابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن وأبو النضر وأسود بن عامر قالوا: أخبرنا شريك عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن صفقتين في صَفقة واحدة.
قال أسود: قال شريك: قال سماك: الرجل يبيع البيعَ فيقول: هو بنَساء بكذا وكذا، وهو بنقد بكذا وكذا (1).
(4156)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا عبد اللَّه قال (2): حدّثنا عبد اللَّه بن أبي شيبة قال: حدّثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغُرَباء". قيل: ومن الغُرَباء؟ قال: "النُّزّاع من القبائل"(3).
(4157)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: أخبرنا إسماعيل قال: أخبرني عمرو -يعني ابن أبي عمرو- عن عبد اللَّه وحمزة ابني عبد اللَّه بن عتبةَ عن عبد اللَّه بن مسعود:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يأكل اللحم، ثم يقوم إلى الصلاة ولا يَمَسُّ ماءً (4).
(1) في المسند 6/ 324 (3783). وشريك سيّء الحفظ. وسماع عبد الرحمن من أبيه قليل. وقال الهيثمي 4/ 87: رجال أحمد ثقات. وقد صحّح ابن حبّان الحديث بنحوه من طريق شعبة عن سماك 11/ 399 (5025). وصحّح 3/ 331 (1053)، وابن خزيمة 1/ 90 (176) من طريق سفيان عن سماك:"الصفقة بالصفقتين ربا".
(2)
في المسند عن أحمد وعبد اللَّه، كلاهما سمعه من ابن أبي شيبة.
(3)
المسند 6/ 325 (3784) وإسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى 8/ 388 (4975)، ومن طريق حفص أخرجه ابن ماجة 2/ 1320 (3988)، والترمذي 5/ 195 (2629) وقال: حسن صحيح غريب. وصحّحه الألباني.
(4)
المسند 6/ 341 (3791). ومن طريق أبي عمرو أخرجه أبو يعلى 9/ 182 (5274)، وعزاه لهما الهيثمي 1/ 255، وقال: رجاله موثّقون. وضعّف المحقّقون إسناده لانقطاعه: عبيد اللَّه لم يدرك عمّ أبيه عبد اللَّه بن مسعود، وصحّحوه لغيره.
(4158)
الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا طَلْق بن غنّام قال: حدّثنا زكريا بن عبد اللَّه بن يزيد عن أبيه قال: حدّثني شيخ من بني أسد، إما قال شقيق وإما قال: زِرّ، عن عبد اللَّه قال:
شهدتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو لهذا الحيّ من النَّخَعِ، أو قال: يثني عليهم، حتى تمنَّيْتُ أني رجل منهم (1).
(4159)
الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن محمد بن أبي شيبة قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن عبد اللَّه بن مسعود:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنّه كان يتعوّذُ من الشيطان. من همزه ونفثه ونَفْخه.
قال: وهمزه: المُوتةُ. ونفثه: الشعر. ونفخه: الكِبرياء (2).
(4160)
الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن سابق قال: حدّثنا إسرائيل عن الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أجيبوا الدّاعيَ، ولا تَرُدُّوا الهديّة، ولا تضربوا المسلمين"(3).
(4161)
الحديث الثالث والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن سابق قال: حدّثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
(1) المسند 6/ 376 (3826). وحسّن ابن حجر إسناده - الفتح 8/ 100، ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 10/ 54.
(2)
المسند 6/ 380 (3830). ورواه 6/ 378 (3828) عن أبي الجوّاب عن عمّار بن رُزَيق عن عطاء. وخلط هنا بين ألفاظ روايتي الطريقين. وأخرجه أبو يعلى 8/ 411 (4994). ومن طريق ابن فضيل أخرجه ابن ماجة 1/ 266 (808)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 240 (472)، وأخرجه الحاكم 1/ 207 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد استشهد البخاري بعطاء بن السائب. ووافقه الذهبي. قال البوصيري: في إسناده مقال، فإن عطاء اختلط بآخر عمره، وسمع منه فضيل بعد الاختلاط. وفي سماع أبي عبد الرحمن السلمي من ابن مسعود كلام. . قال: والحديث قد رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي سعيد الخدري، ورواه ابن حبّان في صحيحه من حديث جبير بن مطعم. وقد ضعّف الألباني إسناده، وضعّفه محقّقو المسندين، وأطالوا في تخريجه والتعليق عليه.
(3)
المسند 6/ 389 (3838)، والأدب المفرد 1/ 84 (157). ومن طريق الأعمش أخرجه أبو يعلى 9/ 284 (5412)، وصحّحه ابن حِبّان 12/ 418 (5603)، وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح - المجمع 4/ 149.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بطعّان، ولا بلعّان، ولا الفاحش ولا البذيء"(1).
(4162)
الحديث الرابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاويةُ ابن عمرو قال: حدّثنا زائدة عن عاصم عن زِرّ عن عبد اللَّه قال:
لحق النبيَّ صلى الله عليه وسلم عبدٌ، فمات، فأُوذن به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"انظروا، هل ترك شيئًا؟ " فقالوا: ترك دينارين. فقال صلى الله عليه وسلم "كَيَّتان"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيش عن عبد اللَّه بن مسعود:
أن رجلًا من أهل الصُّفّة مات، فوُجِدَ في بردته ديناران فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"كَيَّتان"(3).
(4163)
الحديث الخامس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية قال: حدّثنا زائدة عن عاصم بن أبي النَّجود عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ من شِرارِ النّاس من تُدركه الساعة وهم أحياء، ومن يَتّخذُ القبور مساجد"(4).
(1) المسند 6/ 390 (3839)، والأدب المفرد 1/ 172 (332)، والترمذي 8/ 304 (1977) وقال: حسن غريب. ومسند أبي يعلى 9/ 250 (5369). وقد صحّحه الألباني، وتكلّم عن العلّة فيه - الصحيحة 1/ 634 (320). وأنكر الخطيب في التاريخ 5/ 339، والذهبي في الميزان 3/ 555 إسناده. وفصّل محقّقو المسند الكلام في ذلك، فليراجع.
(2)
المسند 6/ 393 (3843) ومن طريق زائدة أخرجه أبو يعلى 8/ 415 (4997) قال الهيثمي 1/ 243: رجالهما رجال الصحيح، غير عاصم بن بهدلة، وقد وثّق.
(3)
المسند 7/ 30 (3914). ومن طريق حمّاد بن زيد عن عاصم أخرجه أبو يعلى 8/ 451 (5037)، وصحّحه ابن حبّان 8/ 54 (3263). وقال الهيثمي - المجمع، 1/ 243: رجالهما -أحمد وأبو يعلى- رجال الصحيح، غير عاصم بن بهدلة، وقد وثّقه غير واحد، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال.
(4)
المسند 6/ 394 (3844). وإسناده حسن من أجل عاصم. وأخرج الأئمة الحديث من طريق زائدة: أبو يعلى 9/ 216 (5316)، وابن خزيمة 2/ 6 (789) وابن حبّان 15/ 260 (6847).
وقد علّقه البخاري 13/ 14 (7067) عن عاصم عن ابن مسعود: سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من شرار النّاس من تدركه الساعة وهم أحياء".
(4164)
الحديث السادس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر وحسن قالا: حدّثنا شيبان عن عاصم عن زِرّ عن عبد اللَّه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيّام من غرّة كلِّ هِلال، وقلّ ما كان يُفطر يوم الجمعة (1).
(4165)
الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا سعيد قال: حدّثنا قتادة عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
بينما نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، سمعنا مناديًا ينادي: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"على الفطرة" فقال: أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه. قال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خرج من النّار". فابتدَرْناه، فإذا هو صاحب ماشية أدرَكَتْه الصلاةُ فنادى بها (2).
(4166)
الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبان قال: حدّثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد اللَّه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أشدُّ النّاس عذابًا يوم القيامة رجلٌ قتلَه نبيٌّ، وإمامُ ضلالة، ومُمَثِّلٌ من المُمَثِّلين"(3).
(4167)
الحديث التاسع والستّون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبيري قال: حدّثنا بشير بن سلمان عن سيّار أبي الحكم (4) عن طارق بن شهاب عن عبد اللَّه قال:
(1) المسند 6/ 406 (3860) وإسناده حسن كسابقه. ومن طريق شيبان أخرجه ابن ماجة 1/ 549 (1725)، والترمذي 3/ 118 (742) وقال: حسن غريب. . . وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث ولم يرفعه. ومن طريق عاصم أخرجه النسائي 4/ 204، وصحّح ابن خزيمة الحديث 3/ 303 (2129)، وابن حبّان 8/ 403، 406 (3641، 3645).
(2)
المسند 6/ 408 (3861) وإسناده كسابقه. وأخرجه أبو يعلى 9/ 276 (5400). ومن طريق سعيد أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 94 (10063). وقال الهيثمي في المجمع 1/ 339: رجال أحمد رجال الصحيح.
(3)
المسند 6/ 413 (3868). وإسناده حسن. وفصّل المحقّقون الكلام في طرقه.
(4)
هكذا في الأصل، وقد ذكر ابن حجر في الأطراف 4/ 160 (5554) أن الصواب، سيّار أبو حمزة، وأطال محقّقو المسند في الحديث عنه، وأن: أبا الحكم، خطأ. وينظر 6/ 224. وحاشية سنن أبي يعلى 9/ 217.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أصابَتْه فاقةٌ فأنزلَها بالنّاس لم تُسَدَّ فاقتُه، ومن أنزلها باللَّه عز وجل أوشك اللَّه عز وجل له بالغنى، إما أجَلٌ آجِلٌ، أو غِنًى عاجل"(1).
(4168)
الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا شعبة عن سليمان الأعمش سمع أبا وائل عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لكلِّ غادر لِواء، يقال: هذه غَدرة فلان".
أخرجاه (2).
(4169)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا زُبيد ومنصور وسليمان أخبروني أنهم سمعوا أبا وائل يحدّث عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سِبابُ المسلم فُسوق، وقِتالُه كفر".
قال زُبيد: فقلت لأبي وائل مرّتين، أنت سمعتَه من عبد اللَّه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
أخرجاه في الصحيحين (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: حدّثنا إبراهيم الهَجَريّ عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سِبابُ المؤمنِ أخاه فسوق، وقتالُه كُفر، وحُرمة ماله كحُرمة دمه"(4).
(1) المسند 6/ 415 (3869). من طريق بشير في سنن أبي داود 2/ 122 (1645) والترمذي 4/ 487 (2326) وقال: حديث حسن صحيح. ومسند أبي يعلى 9/ 216 (5317)، وصححّ الحاكم إسناده 1/ 408، ووافقه الذهبي. وحسّن محقّقو المسند إسناده، وصحّح الألباني الحديث.
(2)
المسند 7/ 71 (3959). ومن طريق شعبة في البخاري 6/ 283 (3186)، ومسلم 3/ 1360 (1736)، والطيالسي ثقة من رجال مسلم، وهو في مسنده 34 (254).
(3)
المسند 7/ 19 (3903)، ورجاله رجال الصحيح. وهو في مسلم 1/ 81 (84) من طريق شعبة وغيره عن زبيد. ومن طريق عفّان عن شعبة عن الأعمش سليمان. وأخرجه البخاري 10/ 464 (6044) من طريق شعبة عن منصور عن أبي وائل به.
(4)
المسند 7/ 296 (4262)، ومن طريق إبراهيم بن مسلم أخرجه أبو يعلى 9/ 55 (5119)، وإبراهيم ليّن الحديث. وعليّ بن عاصم صدوق يخطىء وقد صحّح محقّقو المسند الحديث، وضعّفوا إسناده.
(4170)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا مسعود بن سعد قال: حدّثنا خُصَيف عن أبي عُبيدة عن أبيه قال:
كتب رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في صدقة البقر: إذا بلغ البقر ثلاثين فيها تبيعٌ من البقر، جَذَعٌ أو جَذَعة، حتى تبلغ أربعين، فإذا بلغت أربعين ففيها بقرة مُسِنَّة، فإذا كَثُرَت البقر ففي كلِّ أربعين من البقر بقرةٌ مُسِنّة (1).
(4171)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا عاصم بن بَهدلة عن أبي الضُّحى عن مسروق عن ابن مسعود:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "العينان تَزْنِيان، واليدان تزنيان، والرِّجلان تزنيان، والفرج يزني"(2).
(4172)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا إسرائيل قال: ذكر أبو إسحق عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَرَّ عليَّ الشيطانُ، فأخَذْتُهُ فخَنَقْتُه، حتى لأجدُ بَرْدَ لسانِه في يدي، فقال: أوجَعْتَني أوْجَعْتَني"(3).
(4173)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدّثنا سعيد - يعني ابن عبد الرحمن الجُمَحيّ عن موسى ابن عُقبة عن الأودي عن ابن مسعود:
(1) المسند 7/ 20 (3905). أبو عبيدة -كما سبق- لم يسمع من أبيه، وخصيف بن عبد الرحمن سيء الحفظ. وقد حسّنه محقّقو المسند لغيره. وصحّحه الألباني. ومن طريق خصيف أخرجه باختصار ابن ماجة 1/ 577 (1804)، والترمذي 3/ 19 (622) وذكر الترمذي أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
(2)
المسند 7/ 28 (3912)، وأبو يعلى 9/ 246 (5364) ورجاله رجال الصحيح عدا عاصم، وهو حسن الحديث. قال الهيثمي 6/ 259: إسنادهما جيّد. وقال المنذري في الترغيب 2/ 654 (2846) رواه أحمد بإسناد صحيح.
(3)
المسند 7/ 40 (3926). قال الهيثمي 1/ 293: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "حُرِّمَ على النّار كلُّ هيِّنٍ ليِّنٍ سهلٍ، قريبٍ من النّاس"(1).
(4174)
الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى ابن عُبيد قال: حدّثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
دخل الأشعث بن قيس على عبد اللَّه يوم عاشوراء وهو يتغدّى، فقال: يا أبا محمد، ادْنُ للغداء، قال: أوَليس اليومَ عاشوراء؟ قال: وتدري ما عاشوراء؟ إنما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومُه قبل أن يُنْزَلَ رمضانُ، فلما أُنزلَ رمضانُ تُرِك.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4175)
الحديث السابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة. وعبد الرزّاق قال: أخبرنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "نضَّر اللَّه امرأً سمع منّا حديثًا فحفظه حتى يُبَلِّغَه. فرُبَّ مُبَلِّغٍ أحفظُ له من سامع"(3).
قوله: "نضَّرَ اللَّه" رواية الأصمعي بالتشديد، وأبو عبيد بالتخفيف، والمعنى نعّمه اللَّه (4).
(4176)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي التَّيّاح عن ابن الأخرم -رجل من طيّء- عن عبد اللَّه ابن مسعود:
(1) المسند 7/ 52 (3938). ومن طريق موسى بن عقبة عن عبد اللَّه بن عمرو الأزدي أخرجه الترمذي 4/ 564 (2488) وقال: حسن غريب، وأخرجه أبو يعلى 8/ 467 (5053)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 215، 216 (469، 470). والأزدي لم يوثقه غير ابن حبّان. ولم يرتضِ الألباني تحسين المحقّقين لإسناد الحديث، ولكنه ذكر شواهد يتقوّى بها - الصحيحة 2/ 611 (938) ومثل ذلك عند المحقّقين.
(2)
المسند 7/ 123 (4024). ومن طريق الأعمش أخرجه مسلم 2/ 794 (1127). وأخرجه من طريق منصور عن إبراهيم عن علقمة. وبهذا الإسناد الأخير أخرجه البخاري 7/ 178 (4503).
(3)
المسند 7/ 221 (4157). وسماك حسن الحديث. وعبد الرحمن بن عبد اللَّه، في سماعه من أبيه كلام. وقد أخرج الحديث من طرق عن سماك: الترمذي 4/ 33 (2657)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة 1/ 85 (232)، وأبو يعلى 9/ 198 (5296)، وابن حبّان 1/ 268 (66). وذكر محقّقو المسند طرقًا وشواهد عديدة له.
(4)
ينظر غريب الحديث لابن الجوزي 2/ 414، والنهاية 5/ 71.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه نهى عن التَّبَقُّر في الأهل والمال (1).
التَّبَقُّر: التوسّع.
(4177)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سلمة عن عيسى بن عاصم عن زِرّ بن حُبيش عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الطِّيَرة شِرك، الطِّيرة شِرك، ولكنّ اللَّه عز وجل يُذهبه بالتوكّل"(2).
(4178)
الحديث الثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عُمارة بن القعقاع قال: حدّثنا أبو زُرعة قال: حدّثنا صاحب لنا عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُعدِي شيءٌ شيئًا، لا يُعدي شيءٌ شيئًا، لا يُعدي شيءٌ شيئًا" فقام أعرابي فقال: يا رسول اللَّه، النُّقْبة (3) من الجَرَب تكون بمِشْفَر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتَجْرَبُ كلُّها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"فمن أجربَ الأوّل؟ لا عدوى ولا هامةَ ولا صَفَر، خَلَقَ اللَّه كلَّ نفس، فكتب حياتَها ومصيباتِها ورزقَها"(4).
قد سبق تفسير الهامة: وهي أن العرب كانوا يقولون: إنّ عظام الموتى تصير هامة فتطير، وكانت ترى أن في البطن حيّةً تؤذي الجائع، وتقول: هي الصَّفَر.
(1) المسند 7/ 244 (4184)، وفي 7/ 240 (4181) لم يسمّ الطائي، وابن الأخرم لم يوثّقه إلّا ابن حبان. قال الهيثمي 10/ 254: رواه أحمد بأسانيد، فيها رجل لم يُسَمَّ. وقد ضعّف إسناده محقّقو المسند، وفصّلوا الكلام فيه.
(2)
المسند 7/ 250 (4194)، رجاله رجال الصحيح غير عيسى، وهو ثقة. وقد أخرجه الترمذي 4/ 137 (1614) وقال: حسن صحيح، لا نعرفه إلّا من حديث سلمة بن كهيل. ومن طريق سفيان أخرجه البخاري في المفرد 2/ 491 (909)، وأبو داود 4/ 17 (3910)، وابن ماجة 2/ 1170 (3538)، وأبو يعلى 9/ 140 (5219)، وصحّحه المحقّقون.
(3)
النُّقبة: أول ما يظهر فيه.
(4)
المسند 7/ 252 (4198). وهو حديث صحيح. لكن إسناد الحديث ضعيف لجهالة الراوي عن ابن مسعود. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 4/ 392 (2143)، وذكر أحاديث الباب، وأخرجه أبو يعلى من طريق عمارة 9/ 112 (5182)، وينظر الصحيحة 3/ 142 (1152).
(4179)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمد بن المُثَنَّى قال: حدّثنا بَدَلُ بن المُحَبَّر قال: حدّثنا عبد الملك بن مَعدان عن عاصم ابن بهدلة عن أبي وائل عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
ما أُحصي ما سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (1).
(4180)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان ابن عيينة قال: حدّثنا عاصم عن زرّ عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يليَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطىءُ اسمُه اسمي"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: حدّثني عاصم عن زرّ عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب الدُّنيا -أو لا تنقضي الدّنيا- حتى يَمْلِكَ العربَ رجلٌ من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي"(3).
(4181)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عمر ابن حفص بن غِياث قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الأعمش قال: حدّثنا إبراهيم عن الأسود عن عبد اللَّه قال:
بينما نحن مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في غارٍ بمِنى، إذ نزلت عليه (والمرسلات) فإنّه ليتلوها، وإنّي لأتلقّاها من فيه، وإن فاه لرَطبٌ بها، إذ وَثَبَتْ علينا حيَّةٌ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اقتُلوها" فابتدَرْناها، فذهبَتْ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وُقِيَتْ شرَّكم كما وُقِيتُم شَرَّها".
(1) الترمذي 2/ 296 (431) وقال: غريب، لا نعرفه إلّا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم. وأخرجه ابن ماجة من طريق بدل 1/ 369 (1166). وعبد الملك بن الوليد بن معدان ضعيف. وقد صحّح الألباني الحديث لغيره.
(2)
المسند 6/ 42 (3571).
(3)
المسند 6/ 45 (3573). وإسنادهما حسن من أجل عاصم. وقد أخرج الترمذي الحديث بالطريقين 4/ 438 (2230، 2231) وقال عنهما: حسن صحيح. ومن طريق عاصم أخرجه أبو داود 4/ 106 (4282)، ومن الطريقين عن الطبراني في الكبير 10/ 134 (10218، 10219). وصحّحه ابن حبان من طريق عاصم 13/ 284 (5954). وقال الألباني عنهما: حسن صحيح.
أخرجاه (1).
(4182)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن جامع عن أبي وائل عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبدٍ لا يُؤدّي زكاة ماله إلّا جُعِلَ له شجاعٌ (2) أقرع يَتْبَعُه، يَفِرُّ منه وهو يَتْبَعُه، فيقول: أنا كنزك" ثم قرأ عبد اللَّه مِصداقَه من كتاب اللَّه عز وجل: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (3)[آل عمران: 180].
(4183)
الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ومؤمَّل قالا: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن ابن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل لم يُنزِلْ داءً إلّا أنزل له شفاءً، عَلِمَه من عَلِمَه، وجَهِلَه من جَهِلَه"(4).
(4184)
الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن شِمْر عن مغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبد اللَّه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَتَّخِذوا الضَّيعة فترغبوا في الدنيا"(5).
(1) البخاري 4/ 35 (1830). ومن طريق الأعمش أخرجه مسلم 4/ 1755 (2234)، وأخرجه أحمد 7/ 151 (4063) من طريق إبراهيم بن يزيد.
(2)
الشجاع: الحيّة الذكر.
(3)
المسند 6/ 48 (3577) وأولّه فيه: "لا يمنع عبدٌ زكاة ماله. . . " ورجاله رجال الشيخين. وله شواهد صحيحة. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 5/ 216 (3012) وقال: حسن صحيح، والنسائي 5/ 11، وابن ماجه 568 (1784)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 11 (2256) والمنذري في الترغيب 1/ 592 (1118).
(4)
المسند 7/ 38، 271 (3922، 4236)، ومن طريق سفيان بن عيينة وعطاء في 6/ 50 (3578) ومن طريق سفيان أخرجه ابن ماجة 2/ 1138 (3438)، وقال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات وصحّحه ابن حبّان 13/ 427 (6062) من طريق عطاء. وصحّح إسناده الحاكم 4/ 399. ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني في الصحيحة 1/ 813 (451).
(5)
المسند 6/ 54 (3579). والترمذي 4/ 488 (2328) وقال: حسن صحيح، ومن طريق الأعمش أخرجه أبو يعلى 9/ 126 (5200)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 322، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبان 2/ 487 (710)، وصحّحه الألباني - الصحيحة 1/ 45 (12). وضعف إسناده محقّقو المسند.
والضيعةُ: الحرفة، والعقار.
(4185)
الحديث السابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن إدريس، قال: سمعْت الأعمش يروي عن شقيق قال:
كان عبد اللَّه يخرج إلينا فيقول: إني لأُخْبَرُ بمكانكم، وما يمنعُني أن أخرجَ إليكم إلّا كراهيةَ أن أُمِلَّكُم، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَتَخَوَّلُنا بالموعظةِ في الأيام كراهية السآمة علينا.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(4186)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
لما نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شقَّ ذلك على النّاس وقالوا: يا رسول اللَّه، فأيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: "إنّه ليس الذي تَعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح:{يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]. إنما هو الشرك.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4187)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: وبالإسناد عن عبد اللَّه قال:
جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم، أبلغَك أنّ اللَّه عز وجل يَحْمِلُ الخلائقَ على إصبع، والسمواتِ على إصبع، والأرَضين على إصبع، والشجرَ على إصبع، والثَّرى على إصبع؟ فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نواجذه، فَأنزل اللَّه عز وجل:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} إلى آخر الآية (3)[الزمر: 67].
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا شيبان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن عَبيدة السَّلماني عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
(1) المسند 6/ 66 (3587)، ومسلم 4/ 2173 (2821)، ومن طريق الأعمش في البخاري 1/ 162 (68).
(2)
المسند 6/ 68 (3589)، ومسلم 1/ 114 (124). ومن طريق الأعمش في البخاري 1/ 87 (32).
ويتخوَّل: يتخيّر الأوقات المناسبة للتذكير.
(3)
المسند 6/ 69 (3590)، ومسلم 4/ 2148 (2786). ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 13/ 393 (7415).
جاء حَبر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمّد - أو: يا رسول اللَّه، إنّ اللَّه عز وجل يوم القيامة يحملُ السمواتِ على إصبع، والأَرضين على إصبع، والجبالَ [على إصبع]، والشجر على إصبع، والماءَ والثَّرى على إصبع، و [سائر] الخلقِ على إصبع، يَهُزّهُنّ فيقول: أنا المَلِكُ. فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نواجذُه تصديقًا لقول الحَبر، ثم قرأ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ. .} إلى آخر الآية (1).
الطريقان مخرّجان في الصحيحين.
(4188)
الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه:
أنّه قرأ سورة "يوسف" بحمص، فقال رجلٌ: ما هكذا أُنزلت. فدنا منه عبد اللَّه فوجد منه رائحة الخمر، فقال: أتكذِّبُ بالحقِّ وتشرب الرّجْس؟ لا أدَعُك حتى أجْلِدَك حدًّا. قال: فضربه الحدّ. وقال: واللَّه هكذا أقْرَأَنيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4189)
الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر ابن عيّاش قال: حدّثنا عاصم عن زِرّ عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لعلّكم ستُدركون أقوامًا يُصَلّون صلاة لغير وقتها، فإذا أدركْتُموهم فصَلُّوا في بيوتكم في الوقتما الذي تعرفون، ثم صَلُّوا معهم واجعلوها سُبحة"(3).
(1) المسند 7/ 377 (4368)، وأخرجه البخاري 8/ 550 (4811) من طريق شيبان، ومسلم 4/ 2147 (2786) من طريق منصور.
(2)
المسند 6/ 71 (3591)، ومسلم 1/ 551، 552 (801)، ومن طريق الأعمش في البخاري 9/ 47 (5001)، وينظر الفتح 9/ 49.
(3)
المسند 6/ 85 (3601)، ورجاله رجال الصحيح، عدا عاصم، وهو حسن الحديث، وبهذا الإسناد أخرجه النسائي 2/ 75، وابن ماجة 1/ 398 (1255)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 68 (1640).
وروى مسلم بإسناده إلى ابن مسعود 1/ 378 (534) من حديث طويل: "إنّه سيكون عليكم أمراء يؤخّرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شَرَقَ الموتى، فإذا رأيتُموهم قد فعلوا ذلك فصلُّوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبحة".
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كيف بكَ يا عبدَ اللَّه إذا كان عليكم أُمراء يَضَيِّعون السُّنّة، ويؤخّرون الصلاة عن ميقاتها؟ " قال: وكيف تأمرُني يا رسول اللَّه؟ قال: "تسألُني ابن أمُّ عبد كيف تَفعل؟ لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية اللَّه عز وجل"(1).
(4190)
الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه قال:
صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلا أدري زاد أم نقص، فلمّا سلَّمَ قيل له: يا رسول اللَّه، هل حدثَ في الصلاة شيء؟ قال:"لا، وما ذاك؟ " قالوا: صلَّيْتَ كذا وكذا. قال: فثنى رجله فسجد سجدتَي السهو. فلمّا سلّم قال: "إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسَون، فإذا شكّ أحدُكم في صلاته فَلْيَتَحَرَّ الصواب، فإذا سلَّمَ فليسجد سجدتَين".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4191)
الحديث الثالث والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير عن منصور عن خيثمة عن رجل من قومه عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا سَمَرَ بعد الصلاة - يعني العشاء الآخرة، إلّا لأحد رجلين: إمّا مُصَلٍّ أو ساهر"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن أبيه عن عطاء عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال:
(1) المسند 6/ 432 (3889). ورواه من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم عن القاسم بن عبد الرحمن بن مسعود عن أبيه عن جدّه 6/ 339 (3790). وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 2/ 956 (2865). وفي سماع عبد الرحمن من أبيه كلام، أما رواية القاسم عن جدّه فمنقطعة. وقد صحّح الألباني رواية ابن ماجة.
(2)
المسند 6/ 87 (3602)، والبخاري 1/ 503 (401)، ومسلم/ 400 (572).
(3)
المسند 6/ 90 (3603). ومن طريق جرير أخرجه أبو يعلى 9/ 257 (5378) وفيه إبهام الراوي عن ابن مسعود، وسائر رجاله ثقات. وقد ضعّف محقّقو المسندين إسناده، وذكروا طرقًا تحسّنه.
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجْدِبُ لنا السَّمَر بعد العشاء (1).
أي يعيبه ويذمّه.
(4192)
الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن عبد اللَّه قال:
لكأنّي أنظر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا ضربه قومُه، فهو يمسَحُ [عن وجهه] الدم، ويقول:"ربّ اغفرْ لقومي فإنّهم لا يعلمون".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(4193)
الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن التَّيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَمْنَعَنّ أحدَكم أذانُ بلالٍ عن سَحوره، فإنَّه يؤذِّنُ - أو قال: ينادي، لِيَرْجعَ قائمُكم، وينتجه نائمُكم. ليس أن يقول هكذا - وضمَّ يده ورفعها، ولكن حتى يقول هكذا - وفَرَقَ يحيى بين السبَّابتين - يعني الفجر.
أخرجاه (3).
(4194)
الحديث السادس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمار ابن محمد وعليّ بن عاصم كلاهما عن إبراهيم -هو ابن مسلم- عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليتّقِ أحدُكم وَجْهَه من النّار ولو بشِقّ تمرة"(4).
(1) المسند 6/ 212 (3686). ومن طرق عن عطاء بن السائب أخرجه ابن ماجة 1/ 230 (703)، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 291 (1340)، وابن حبّان 5/ 377 (2031)، قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات، ولا أعلم له علّة إلّا اختلاط عطاء بن السائب. ولهذا ضعّف الألباني والمحقّقون إسناده، وحسّنه محقّقو المسند من بعض الطرق.
(2)
المسند 6/ 103 (3611) ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 6/ 514 (3477)، ومسلم 3/ 1417 (1792).
(3)
المسند 6/ 166 (3654)، والبخاري 13/ 231 (7247)، وأخرجه مسلم 2/ 768 (1093) من طريق سليمان عن أبي عثمان به. وينظر الفتح 2/ 105.
(4)
المسند 6/ 201 (3679) من طريق عمّار، 7/ 300 (4265) من طريق علي بن عاصم. وإبراهيم بن مسلم الهجري ليّن الحديث. وقد صحّ الحديث عن عديّ بن حاتم عند الشيخين - الجمع 1/ 333 (515).
(4195)
الحديث السابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمّار ابن محمد عن الهَجَري - هو إبراهيم بن مسلم عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء خادمُ أحدكم بطعامه فليبدأ به فلْيُطْعِمْه أو ليُجْلِسْه معه، فإنّه وَلِيَ حَرَّه ودُخانه"(1).
(4196)
الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عاصمِ بن كُلَيب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة قال: قال ابن مسعود:
ألا أُصلِّي بكم صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: فصلّى فلم يرفع يدَه إلّا مرَّة (2).
(4197)
الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن إسرائيل (3) عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سجد بـ (النجم)، وسجدَ المسلمون إلّا رجلًا من قُريش، أخذ كفًّا من تراب فرفعه إلى جبهته فسجدَ عليه. قال عبد اللَّه: فرأيتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كافرًا.
أخرجاه في الصحيحين (4).
(4198)
الحديث المائتان: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة [عن عبد اللَّه] قال:
(1) المسند 2/ 206 (3680) ومن طريق إبراهيم الهجري أخرجه ابن ماجة 2/ 1095 (3291)، وأبو يعلى 9/ 56 (5210)، قال الهيثمي 4/ 241: رواه أحمد، وفيه إبراهم الهجري، وهو ضعيف.
ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن أبي هريرة: البخاري 5/ 181 (2557)، ومسلم 3/ 1284 (1663).
(2)
المسند 6/ 203 (3681)، والنسائي 2/ 159، والترمذي 1/ 40 (257) وحسّنه، وأبو يعلى 8/ 453 (5040). وأخرجه أبو داود 1/ 199 (748) وقال: هذا مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ. وقد صحّح الحديث الألباني، وأطال الشيخ أحمد شاكر الكلام عليه في التعليق على الترمذي، وكذا محقّقو المسندين.
(3)
أثبت محقّق المسند سفيان، وذكر أنّه في نسخة إسرائيل، وفي الأطراف: سفيان.
(4)
المسند 6/ 206 (3682). وأخرجه البخاري 8/ 614 (4863) من طريق أبي أحمد الزبيري عن إسرائيل عن أبي إسحق. وفيه أن الرجل أميّة بن خلف. وأخرجه أبو يعلى 9/ 140 (5218) من طريق وكيع عن إسرائيل، ومسلم 1/ 405 (576) من طريق شعبة عن أبي إسحق.
لمّا أَنزل اللَّه على رسوله صلى الله عليه وسلم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} كان يُكْثِرُ إذا قرأها ورَكَع أن يقول: "سبحانَك اللهمَّ ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفر لي إنّك أنت التوابُ الرحيم"(1).
(4199)
الحديث الأول بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن الحسن بن عُبيد اللَّه عن إبراهيم عن عبد اللَّه قال:
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذْنُك عليَّ أن تَرْفعَ الحِجابَ، وأن تستمعَ سِوادي حتى أنهاك".
قال أحمد: سِوادي: سِرّي، قال: أَذِنَ له أن يسمعَ سِرّه.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4200)
الحديث الثاني بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد اللَّه قال:
خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم لحاجته، فقال لي:"التَمِسْ لي ثلاثة أحجار". قال: فأتيْتُه بحجرين ورَوْثة، قال: فأخذَ الحَجَرين وألقى الرَّوثة، وقال:"إنها رِكْسٌ".
انفرذ بإخراجه البخاري (3).
(4201)
الحديث الثالث بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن إسرائيل عن السُّدّيّ عن مُرّة عن عبد اللَّه:
(1) المسند 6/ 207 (3683) وفي آخره "ثلاثًا"، وفي إسناده أبو عبيدة، لم يسمع من أبيه، وأخرجه أبو يعلى 9/ 148 (5230)، وينظر المجمع 2/ 130، وتخريج المحقّقين.
والحديث صحيح عن عائشة، أخرجه الشيخان - الجمع 4/ 167 (3295).
(2)
المسند 6/ 209 (3684)، وأخرجه 6/ 383 (3833) من طريق الحسن بن عُبيد اللَّه عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد اللَّه. وهذا إسناد صحيح، وبه أخرج مسلم الحديث 4/ 1708 (2169) أما الأوّل ففيه انقطاع لأن إبراهيم بن سويد لم يسمع من ابن مسعود. وينظر تخريج محقّق المسند في الموضعين.
(3)
المسند 6/ 210 (3685). وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وأخرجه البخاري 1/ 256 (156): حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا زهير عن أبي إسحق قال: ليس أبو عُبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أنّه سمع عبد اللَّه. . . وينظر تعليق ابن حجر على الحديث، وتخريج محقّقي المسند.
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَرِدُ الناسُ النَّار كلُّهم، ثم يَصْدُرون عنها بأعمالهم"(1).
(4202)
الحديث الرابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُؤتَى بالسَّبي، فيُعطي أهلَ البيت جميعًا، كراهيةَ أن يُفَرِّقَ بينهم (2).
(4203)
الحديث الخامس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهمّ إنّي أسألُك الهُدى والتُّقى والعِفّة والغِنى"(3).
(4204)
الحديث السادس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن عمّار بن معاوية الدُّهني عن سالم بن أبي الجعد الأشجعي عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ابن سُمَيّة ما عُرِضَ عليه أمران قطُّ إلّا اختارَ الأرشدَ منهما"(4).
(4205)
الحديث السايع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه:
(1) المسند 7/ 206 (4141). ورجاله رجال الصحيح، غير السُّدّي مختلف فيه. ومن طريق إسرائيل أخرج الحديث الترمذي 5/ 297 (3159)، وقال: حسن. ورواه شعبة عن السُّدّي ولم يرفعه. وأبو يعلى 9/ 21 (5089)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 2/ 375، ووافقه الذهبي.
وعندهم في الحديث زيادة على ما هنا.
(2)
المسند 6/ 216 (3690). وابن ماجة 2/ 755 (2248)، قال البوصيري: في إسناده جابر الجعفي. وجابر ضعيف. وقد حسّن محقّقو المسند الحديث لغيره، وضعّفه الألباني.
(3)
المسند 6/ 219 (3692). وإسناده صحيح. ومن طريق أبي إسحق أخرجه مسلم 4/ 2087 (2721)، ولم يُنبّه عليه، والبخاري في الأدب المفرد 1/ 354 (674).
(4)
المسند 6/ 220 (3693). وأخرجه الحاكم 3/ 388، وقال: صحيح على شرط الشيخين، إذا كان سالم بن أبي الجعد سمع من عبد اللَّه بن مسعود، ولم يخرجاه، وأقرّه على ذلك الذهبي ونقل محقّقو المسند أن سالمًا لم يسمع من عبد اللَّه، فالإسناد منقطع. وعمّار الدّهني، روى له مسلم وأصحاب السنن. وصحّحه الألباني في الصحيحة 2/ 489 (835) لحديث عن عائشة.
أن قومًا أتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: صاحب لنا يشتكي، أَنَكْوِيه؟ فسكتَ، ثم قالوا: أَنَكْوِيه؟ فسكت. فقال: "اكووه وارْضِفوه بالرَّضْف رَضفًا"(1).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبى إسحق .. فذكره، وقال: قال في الثالثة: "ارضِفوه وأحرقوه" قال: فكره ذلك (2).
الرَّضْف: الحجارة المحماة.
(4206)
الحديث الثامن بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن عبد اللَّه بن السائب عن زاذان عن عبد اللَّه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ للَّه عز وجل ملائكةً سيّاحين في الأرض، يُبَلِّغوني عن أمّتي السلام"(3).
(4207)
الحديث التاسع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لأحدٍ أن يقول: أنا خير من يونس بن مَتّى"(4).
(4208)
الحديث العاشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو قَطَن قال: حدّثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عَبْدة النهدي عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل لم يُحَرِّم حُرْمةً إلّا وقد علم أنّه سَيَطّلِعُها منكم
(1) المسند 6/ 231 (3701).
(2)
المسند 6/ 261 (3701 م). ورجال الإسنادين رجال الصحيح. أبو الأحوص عوف بن مالك من رجال مسلم. وقد صحّح ابن حبان الحديث من طريق شعبة عن أبي إسحق 13/ 446 (6082). وصحّحه الحاكم 4/ 214 عن سفيان عن أبي إسحق، 4/ 416 عن إسرائيل عن أبي إسحق، وجعله على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. مع أن أبا الأحوص من رجال مسلم.
(3)
المسند 7/ 260 (4210) ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه النسائي 3/ 43، وأبو يعلى 9/ 137 (5213)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 195 (914). ومن طريق الأعمش وسفيان عن عبد اللَّه بن السائب صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 2/ 421.
(4)
المسند 6/ 235 (3703). وأخرجه البخاري من طريق سفيان عن الأعمش 6/ 450 (3412)، 8/ 267 (4603)، ولم ينبّه المؤلّف على إخراج البخاري له.
مُطَّلع. ألا وإنّي آخِذٌ بحُجَزِكم أن تهافتوا في النّار كتهافت الفراش أو الذُّباب" (1).
(4209)
الحديث الحادي عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن ربعي عن البراء بن ناجية عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تدورُ رَحى الإسلام بخمس وثلاثين أو ستّ وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من قد هَلَك، وإن يَقُمْ لهم دينُهم يَقُمْ لهم سبعين عامًا". قال: قلتُ: ممّا مضى أم ممّا بقي؟ قال: "ممّا بقي"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا العوّام بن حَوْشَب قال: حدّثني أبو إسحاق الشيباني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تدورُ رحى الإسلام على رأس خمسٍ وثلاثين، أو ستّ وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هَلَكوا فسبيلُ من هَلَكَ، وإن بقُوا يَقُمْ لهم دينُهم سبعين عامًا"(3).
(4210)
الحديث الثاني عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو داود الطيالسي قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا أبو إسحق عن سعد بن عياض عن عبد اللَّه قال:
كان أحبَّ العُراق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذِّراعُ - ذِراع الشاة، وكان قد سُمّ في الذِّراع، وكان يرى أن اليهود هم سَمُّوه (4).
(1) المسند 6/ 237 (3705)، وإسناده حسن لسماع أبي قطن عمرو بن الهيثم من المسعودي قبل الاختلاط. ومن طرق عن المسعودي أخرجه أبو يعلى 9/ 191 (5288)، والطبراني في الكبير 10/ 215 (10511)، وقال الهيثمي 7/ 213: وفيه المسعودي، وقد اختلط.
(2)
المسند 6/ 276 (3730)، وسنن أبي داود 4/ 98 (4254) وأبو يعلى 9/ 186 (5281). وحسّن المحقّقون إسناده. وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 667 (976).
(3)
المسند 6/ 238 (3707) ورجاله ثقات، ولكن الكلام فيما سمعه عبد الرحمن عن أبيه. وأخرجه أبو يعلى 8/ 425 (4009)، والطبراني 10/ 170 (10356)، وصحّحه ابن حبّان 15/ 46 (6664).
(4)
المسند 6/ 278 (3733)، ومسند الطيالسي 51 (388)، وسنن أبي داود 3/ 350 (3780، 3781) وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده لجهالة حال سعد بن عياض. وذكر الألباني الحديث في الصحيحة 5/ 87 (2055) وصحّحه لشواهده.
والعُراق جمع عَرْق عظم عليه لحم.
(4211)
الحديث الثالث عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا يحيى الجابر أبو الحارث التَّيْميّ أن أبا ماجد -رجل من بني حنيفة- حدّثه قال: قال عبد اللَّه بن مسعود:
سألنا نبيَّنا صلى الله عليه وسلم عن السير بالجنازة. فقال: "السير ما دون الخَبَب، فإن تَكُ خيرًا تَعَجَّل إليه، وإن يكن سوى ذلك فبعدًا لأهل النّار. الجنازة متبوعة، ولا تَتْبَعْ، وليس منها من تَقَدِّمَها"(1).
قال الدارقطني: أبو ماجد مجهول (2).
والخَبَب: ضرب من العَدْو.
(4212)
الحديث الرابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهْز قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرنا علي بن الأقمر قال: سمِعْتُ أبا الأحوص يحدّث عن عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ إلّا على شِرار النّاس".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4213)
الحديث الخامس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن آدم وأبو سعيد قالا: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد اللَّه بن مسعود قال:
أقرأَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي أنا الرزّاق ذو القوّة المتين"(4).
(1) المسند 6/ 279 (3734). وإسناده ضعيف وينظر تعليق المحققين.
(2)
سبق. ينظر الحديث الرابع والسبعون من هذا المسند.
(3)
المسند 6/ 280 (3735)، ومن طريق شعبة في مسلم 4/ 2268 (2949)، وبهز من رجال الشيخين.
(4)
المسند 6/ 285، 313 (3741، 3771) من الطريقين، وإسناده صحيح. ومن طريق إسرائيل أخرجه أبو داود 4/ 35 (3993)، والترمذي 5/ 276 (2940) وقال: حسن صحيح. وصحّح محقّقو المسند إسناده، وصحّحه الألباني.
وهذه قراءة غير متواترة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58]. ينظر تفسير الفخر الرازي 28/ 236.
(4214)
الحديث السادس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجَين ابن المثنى قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد اللَّه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه كان إذا نام وضعَ يمينه تحت خدِّه وقال: "اللهمّ قِني عذابَك يوم تجمعُ عبادَك"(1).
(4215)
الحديث السابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا زهير عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلّفون عن الجمعة: "لقد هَمَمْتُ أن آمُرَ رجلًا يُصَلّي بالناس، ثم أُحَرِّقُ على رجالٍ يتخلّفون عن الجمعة بيوتَهم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4216)
الحديث الثامن عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد اللَّه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ أن يدعوَ ثلاثًا، ويستغفرَ ثلاثًا (3).
(4217)
الحديث التاسع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا شريك عن عاصم عن أبي وائل عن عبد اللَّه قال:
رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جبريلَ في صورته وله ستُّمائة جناح، كلُّ جناح منها قد سدّ الأُفُقَ، يسقُطُ من جناحِه من التهاويل والدُّرِّ والياقوتِ ما اللَّهُ به عليم (4).
التهاويل: الألوان المختلفة.
(1) المسند 6/ 346 (3796). ومن طريق إسرائيل أخرجه ابن ماجة 2/ 1276 (3877)، وأبو يعلى 8/ 436 (5021). قال البوصيري: رجال إسناده ثقات إلّا أنّه منقطع، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا.
وقد صحّ الحديث لغيره، وساق الألباني في الصحيحة 6/ 584 (2754) طرقه ورواياته عن عدد من الصحابة.
(2)
المسند 6/ 366 (3816). ومن طريق زهير أخرجه مسلم 1/ 542 (652). ويحيى من رجال الشيخين.
(3)
المسند 6/ 312 (3769). ومن طريق يحيى بن آدم عن إسرائيل في 6/ 289 (3715) وإسناده صحيح. ومن طرق عن إسرائيل أخرجه أبو داود 2/ 86 (1524)، وأبو يعلى 9/ 203 (5277)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 203 (923). وصحّحه المحقّقون، وقد جعله الألباني في ضعيف سنن أبي داود.
(4)
المسند 6/ 294 (3748). وإسناد ضعيف لسوء حفظ شريك.
والذي أُخرج في الصحيحين عن ابن مسعود: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح (1).
(4218)
الحديث العشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا شريك عن الرُّكين بن الربيع عن أبيه عن ابن مسعود:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الرِّبا وإن كثر فإنّ عاقبتَه تصير إلى قُلّ"(2).
(4219)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الأسود عن ابن مسعود قال:
أقرأَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن (مدَّكِر) أو (مُذّكِر)؟ فقال: أقرأني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (مُدَّكِر).
أخرجاه في الصحيحين (3).
(4220)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن أبي إسحق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن [بن عبد اللَّه](4) عن عبد اللَّه قال:
كُنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم. فمَرَرْنا بقرية نمل، فأُحْرِقت، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا ينبغي لبشرٍ أن يُعذِّب بعذاب اللَّه عز وجل"(5).
(1) رواه الشيخان: البخاري 6/ 313 (3232)، ومسلم 1/ 158 (174). وأخرجه الإمام أحمد في المسند أيضًا بإسناد صحيح 6/ 320 (3780).
(2)
المسند 6/ 297 (3754) ومن طريق شريك أخرجه أبو يعلى 8/ 456 (5042)، وشريك متابع في هذا الحديث. فمن طريق إسرائيل عن الركين أخرجه ابن ماجة 2/ 765 (2279). وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله موثّقون، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 318، ووافقه الذهبي.
(3)
المسند 6/ 298 (3755). ومن طريق أبي إسحق أخرجه البخاري 6/ 371 (3341) وفيه أطرافه، ومسلم 1/ 565 (823) وله طرق. وحجّاج وإسرائيل من رجال الشيخين.
ووردت الكلمة في مواضع من سورة "القمر" والقراءة المتواترة فيها "مدّكر". ينظر البحر 8/ 178.
(4)
في الأصل: عن عبد الرحمن قال أخبرنا سفيان عن عبد اللَّه.
(5)
المسند 7/ 118 (4018). والكلام فيه في سماع عبد الرحمن من أبيه. وقد أخرجه الطبراني بهذا الإسناد في الكبير 10/ 176 (10373) ومن طريق أبي إسحق الشيباني أخرجه أبو داود 3/ 55 (2675) وفيه زيادة. قال الهيثمي 4/ 44: رجاله رجال الصحيح. وصحّحه الألباني والمحققّون.
(4221)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وحسن قالا: حدّثنا عبد اللَّه بن لهيعة قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن مسعود قال:
قلتُ: يا رسول اللَّه، أي الظلم أعظم؟ قال:"ذراع من الأرض يَنْتَقِصُه من حقّ أخيه، فليس حصاة من الأرض أخذَها إلّا طُوِّقَها يوم القيامة إلى قَعر الأرض، ولا يعلمُ قَعْرَها إلّا الذي خلقها"(1).
(4222)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عبيد ابن رفاعة أن أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود، حدّثه يعني ابن مسعود:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه ذُكر عنده الشهداء، فقال:"إنّ أكثر شهداء أُمَّتي لأصحاب الفُرُش. ورُبَّ قتيلٍ من الصَّفَين اللَّه أعلم بنيّته"(2).
(4223)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المنذر ووكيع قالا: حدّثنا عيسى بن دينار الخزاعي قال: حدّثني أبي أنّه سمع عمرو بن الحارث يقول: سمعْتُ عبد اللَّه بن مسعود يقول:
ما صُمْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تسعة وعشرين أكثر مما صُمْتُ معه ثلاثين (3).
(4224)
الحديث السادس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضُّحى عن عبد اللَّه قال:
(1) المسند 6/ 310 (3767) عن أبي سعيد، 6/ 315 (3773) من طريق حسن بن موسى. ومن طريق عبد اللَّه ابن لهيعة أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 216 (10516). ومع ضعف ابن لهيعة حسّنه المنذري في الترغيب 2/ 628 (2785)، والهيثمي في المجمع 4/ 177. وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف ابن لهيعة، ولعدم سماع أبي عبد الرحمن الحبلي من عبد اللَّه بن مسعود.
(2)
المسند 6/ 313 (3772). قال ابن حجر في الفتح 10/ 194: رجال سنده موثّقون، متجاوزًا عن ابن لهيعة. وفي قول المؤلّف هنا: يعني ابن مسعود - تأكيد لما فهم محقّقو المسند أن الحديث متّصل لا مرسل.
(3)
المسند 6/ 316 (3776) عن أبي المنذر، 7/ 260 (4209) عن وكيع. ومن طريق عيسى أخرجه أبو داود 2/ 297 (2322)، والطبراني في الكبير 10/ 222 (10536)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 208 (1922)، وصحّحه الألباني. ولكن محقّقي المسند حسّنوه لغيره، وجعلوا إسناده ضعيفًا لجهالة حال دينار والد عيسى.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لكلّ نبيّ ولاةٌ من النبيّين، وإنّ وليي منهم أبي وخليل ربّي إبراهيمُ عليه السلام" ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ. .} إلى آخر الآية (1)[آل عمران: 68].
(4225)
الحديث السابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود قال:
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف لي أن أعلمَ إذا أحسنْتُ وإذا أسأْتُ؟ فقال: "إذا سَمعْتَهم (2) يقولون: قد أحسنْتَ فقد أحسنْتَ، وإذا سَمِعْتَهم يقولون: قد أسأْتُ؟ فقد أسأْتَ"(3).
(4226)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا سعيد عن عبد السلام عن حمّاد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر، ويُصلّي ركعتين لا يَدَعهما.
يقول: لا يزيد عليهما، يعني الفريضة (4).
(4227)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدّث عن عبد الرحمن ابن عبد اللَّه عن أبيه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا ترجعوا بعدي كُفّارًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعض"(5).
(1) المسند 6/ 348 (3800)، والترمذي 5/ 208 (2995). ورواه عن سفيان عن أبيه عن أبي الضُّحى عن مسروق عن عبد اللَّه، قال: هذا أصح من حديث أبي الضُّحى عن مسروق. وأبو الضُّحى اسمه مسلم بن صُبيح. وجعل محقّقو المسند رواية أبي الضُّحى عن ابن مسعود منقطعة، لأنه لم يدركه. وفصّلوا الكلام في الحديث وطرقه. وصحّحه الألباني.
(2)
في المسند: "إذا سمعت جيرانك".
(3)
المسند 6/ 357 (3808)، وابن ماجة 2/ 1412 (4223) وصحّح البوصيري إسناده، ووثّق رجاله. وصحّحه ابن حبّان 2/ 357 (525). وصحّحه المحقّقون، والألباني، ينظر الصحيحة 3/ 317 (1327).
(4)
المسند 6/ 363 (3813)، وأبو يعلى 9/ 208 (5309). وجعل الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح - المجمع 3/ 161. وقد نقل محقّقو المسند جهالة عبد السلام وضعفه، فالإسناد ضعيف.
(5)
المسند 6/ 364 (3815). ورجاله ثقات، والخلاف في سماع عبد الرحمن عن أبيه. وهو بهذا الإسناد في أبي يعلى 9/ 223 (5326). وقال الهيثمي 7/ 298 بعد أن نسبه لأحمد وأبي يعلى والبزّار والطبراني: رجالهم رجال الصحيح.
وللحديث شواهد صحيحة: فقد رواه الشيخان عن جرير بن عبد اللَّه وابن عمر، ورواه البخاري عن ابن عباس - ينظر الجمع 1/ 325 (499)، 2/ 191 (1295)، 3/ 112 (1176).
(4228)
الحديث الثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد ويزيد قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود:
أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قيل له: كيف تعرف من لم تَرَ من أُمّتك؟ فقال: إنَّهم غُرٌّ مُحَجَّلون بُلْقٌ من آثار الوضوء" (1).
(4229)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محاضر بن المُورِّع قال: حدّثنا عاصم عن غوْسَجة بن الرَّمّاح عن عبد اللَّه بن أبي الهُذَيل عن ابن مسعود.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهمّ أحسنْتَ خَلْقي، فأحْسِنْ خُلُقي"(2).
(4230)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أَحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا داود يعني ابن أبي الفرات عن محمد بن يزيد عن أبي الأعيَن العَبدي عن أبي الأحوص الجُشَمي قال:
بينما ابن مسعود يخطُب ذات يوم، فإذا هو بحيّة تمشي على الجدار، فقطع خُطبته ثم ضربها بقَضيبه حتى قتلها، ثم قال: سمعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ قتل حيّة فكأنما قتل رجلًا مشركًا قد حلَّ دمُه"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط قال: حدّثني الشيباني عن المسيَّب بن رافع عن ابن مسعود قال:
(1) المسند 6/ 371 (3820)، 7/ 340 (4317) عن عبد الصمد ويزيد. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه ابن ماجة 1/ 104 (284) قال البوصيري: أصل هذا الحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة وحذيفة، وهذا حديث حسن. من طريق كامل بن طلحة ويزيد عن حمّاد أخرجه أبو يعلى 8/ 462، 9/ 203 (5048، 5300) وصحّحه ابن حبّان من طريق حمّاد 3/ 323 (1047).
وقد صحّ الحديث عند الشيحين عن أبي هريرة - الجمع 3/ 141 (2359)، وعند مسلم عن حذيفة 1/ 290 (417).
(2)
المسند 6/ 373 (3823)، ومن طريق عاصم أخرجه أبو يعلى 9/ 9 (5075)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 239 (959) وقال الهيثمي 10/ 176: رجاله رجال الصحيح غير عوسجة، وهو ثقة. وحسّن المحقّقون إسناده.
(3)
المسند 6/ 291 (3746)، ومسند أبي يعلى 9/ 221 (5320). وضعّف المحقّقون إسناده لضعف ابن الأعين. وينظر تخريجه لهم.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قتلَ حيّةً فله سبع حسنات، ومن قتل وَزَغًا فله حسنة، ومن ترك حيّةً مخافة عاقبتها فليس منّا"(1).
(4231)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط قال: حدّثنا أشعث عن كُرْدُوس عن ابن مسعود قال:
مرّ الملأُ من قريش على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعنده خَبّاب وصُهَيب وبلال وعمّار، فقالوا: يا محمّد، رَضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم القرآن:{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا. .} إلى قوله: {. . . وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} (2)[الأنعام: 51 - 58].
(4232)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا: حدّثنا حمّاد عن عاصم عن زرّ بن حُبيش عن ابن مسعود.
أنّه كان يَجْتَني سِواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين. فجعلت الريح تَكْفَؤُه، فضحك القوم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مِمّ تضحكون؟ " قالوا: يا نبيّ اللَّه، من دقّة ساقَيه، فقال:"والذي نفسي بيده، لهما أثقلُ في الميزان من أُحد"(3).
(4233)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن التَّيْمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود:
من اشترى مُحَفَّلةً -وربما قال: شاةً محفَّلةً- فليردّها وليردّ معها صاعًا.
ونهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن تلقّي البيوع.
(1) المسند 7/ 91 (3984)، من طريق أبي إسحق الشيباني في المعجم الكبير 10/ 209 (10492). قال الهيثمي في المجمع 4/ 48: ورجال أحمد رجال الصحيح، إلّا أن المسيّب لم يسمع من ابن مسعود، وعليه ضعّف محقّقو المسند إسناده لانقطاعه، وذكروا شواهد له.
(2)
المسند 7/ 92 (3985). ومن طريق أشعث أخرجه الطبراني 10/ 217 (10520). قال الهيثمي 7/ 23: رجال أحمد رجال الصحيح غير كردوس، وهو ثقة. وحسّن إسناده محقّقو المسند وذكروا شواهده.
(3)
المسند 7/ 98 (3991) وإسناده حسن. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه أبو يعلى 9/ 209 (5310)، والطبراني 8/ 78 (8452). ومن طريق قرّة بن إياس عن ابن مسعود أخرجه الحاكم 3/ 317 وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي، وينظر المجمع 9/ 292.
أخرجا في الصحيحين المسند منه، وأخرج البخاريّ كلام ابن مسعود (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا المسعوديّ عن جابر عن أبي الضُّحى عن مسروق عن عبد اللَّه قال:
حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: "بيعُ المُحَفَّلات خلابة، ولا تَحِلُّ الخِلابةُ لمسلم"(2).
الخلابة: الخديعة.
(4234)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مُجالد قال: حدّثنا عامر عن مسروق عن عبد اللَّه - قال مرّة ومرّتين:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من حَكَمٍ يحكمُ بين النّاس إلّا حُبِسَ يومَ القيامة ومَلَكٌ آخذٌ بقفاه حتى يَقِفَه على جهنّمَ، ثم يرفع رأسَه إلى اللَّه عز وجل، فإن قال: الخطّاء، ألقاه في مَهوى (3) أربعين خريفًا"(4).
(4235)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبيه عن ابن مسعود:
أن رجلًا كان في سفر، فولدت امرأته، فاحتبس لبنُها، فجعل يَمَصُّه ويَمُجُّه، فدخل حَلقه، فأتى أبا موسى فقال: حَرُمَتْ عليك. فأتى ابن مسعود فسأله فقال: قال رسول
(1) المسند 7/ 171 (4096). وأخرجه البخاري بتمامه: المرفوع: النهي عن تلقّي البيوع، وكلام ابن مسعود في الشاة المحفّلة، من طريق معتمر بن سليمان التَّيمي عن أبيه 4/ 361 (2149). وأخرج مسلم المرفوع منه 3/ 1156 (1518) من طريق التَّيمي. ويحيى بن سعيد القطّان من رجال الشيخين.
والمحفّلة: الشاة التي يحتبس اللبن في ضرعها أيامًا حتى يوهم البائع المشتري أن لبنها غزير.
(2)
المسند 7/ 193 (4125)، وابن ماجة 2/ 753 (2241). قال البوصيري: في إسناده جابر الجعفي وهو متّهم. وضعّفه الألباني، وضعّف إسناده محقّقو المسند. وقال ابن حجر في الفتح 4/ 367: في إسناده ضعف، وقد رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزّاق موقوفًا بإسناد صحيح.
(3)
في المسند: "ألقاه في جهنم، يهوي. . . "، وفي ابن ماجة:"مهواه".
(4)
المسند 7/ 173 (4097)، وابن ماجة 2/ 775 (2311)، والمعجم الكبير 10/ 159 (10313). قال البوصيري: في إسناده مجالد، وهو ضعيف. ونقل محقّقو المسند أنّه روي موقوفًا أصحّ من المرفوع.
اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُحَرِّمُ من الرَّضاع إلّا ما أنبتَ اللحمَ وأنشزَ العظم"(1).
(4236)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمد بن موسى قال: حدّثنا زياد بن عبد اللَّه قال: حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "طعام أوّل يوم حقّ، وطعام اليوم الثاني سنّة، وطعام ثالث يومٍ سُمعة، ومن سمّع سمّع اللَّه به".
قال الترمذي: ما نعرفه مرفوعًا إلّا من حديث زياد. وقد ضعّفه يحيى ووثّقه أحمد (2).
* * * *
(1) المسند 7/ 185 (4114)، وأبو داود 2/ 222 (2059، 2060) وأطال محقّقو المسند في تخريجه، وصحّحوه بشواهده، وضعّفوا إسناده.
(2)
الترمذي 3/ 403 (1097). قال: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعًا إلّا كما حديث زياد بن عبد اللَّه. وزياد ابن عبد اللَّه كثير الغرائب والمناكير. قال: وسمعت محمد بن إسماعيل [البخاري] يذكر عن محمد بن عقبة قال: قال وكيع: زياد بن عبد اللَّه مع شرفه، يكذب في الحديث، وقال: ابن حجر في الفتح 9/ 243: وشيخه فيه عطاء بن السائب، وسماع زياد منه بعد اختلاطه، فهذه علّته. وضعّفه الألباني - الإرواء 7/ 8 (1950).
وينظر القول في زياد في موسوعة أقوال الإمام أحمد 1/ 402، والجرح 3/ 537، والضعفاء والمتروكون 1/ 300، وميزان الاعتدال 3/ 91، وتهذيب الكمال 3/ 52.