الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(361) مسند (1) أبي هريرة عبد شمس الدَّوسيّ
(2)
(4334)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
لما فتحَ اللَّهُ عز وجل على رسوله مكّة قامَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم خطيبًا، فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:"إنّ اللَّه حبَسَ عن مكّة الفِيلَ (3)، وسلَّط عليها رسولَه والمؤمنين. وإنَّما أُحِلَّت لي ساعةً من نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة، لا يُعْضَدُ (4) شجرُها، ولا يُنَفَّرُ صيدُها، ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلّا لِمُنْشِد. ومن قُتِل له قتيلٌ فهو بخير النَّظَرين: إما أن يُفْدَى وإمّا أن يَقْتُل".
فقام رجلٌ من أهل اليمن يُقال له أبو شاه، فقال: يا رسول اللَّه، اكتُبوا لي. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "اكتُبوا لأبي شاه". فقال عبّاس: يا رسول اللَّه، إلّا الإذْخِرَ، فإنَّه لقُبورنا وبيوتنا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إلّا الإذخر".
(1) هذه بداية نسخة الحرم المكّي الشريف. وفي هذا الجزء اعتمدت على هذه المخطوطة، وعلى التركية التي تنتهي في الحديث (313) من هذا المسند.
(2)
ينظر الطبقات 4/ 242، والآحاد 4/ 381، ومعرفة الصحابة 4/ 1885، والاستيعاب 4/ 300، والتهذيب 8/ 447، والسير 2/ 578، والإصابة 4/ 300.
وأبو هريرة أكثر من حمل حديثًا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفي مسنده عند الشيخين كما في الجمع (80) ستمائة وسبعة أحاديث: خمسة وعشرون وثلاثمائة للشيخين، وثلاثة وتسعون للبخاري، وتسعة وثمانون ومائة لمسلم. .
أما ابن الجوزي فذكر في التلقيح 363 أن لأبي هريرة خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثًا.
ومسند أبي هريرة في كتابنا هذا فيه ثمانمائة وثمانية وسبعون حديثًا.
(3)
ويروى: القتل.
(4)
يُعْضَد: يقطع.
فقلت للأوزاعيّ: ما قولُه: اكتُبوا لي (1)، ما يكتبون له؟ قال: يقول: اكتبوا له خُطبته التي سمعها.
أخرجاه (2).
(4335)
الحديث الثاني: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا حَرْمَلة قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أُرِيتُ ليلةَ القدر، ثم أيْقَظَني بعضُ أهلي فنُسِّيتُها. فالتمِسوها في العشر الغوابر".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4336)
الحديث الثالث: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا اللَّيث عن ابن عجلان عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أن فقراء المهاجرين أتَوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهبَ أهلُ الدُّثور (4) بالدَّرجات العُلى والنّعيم المقيم. فقال: "وما ذاك؟ " قالوا: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق، ويُعْتِقون ولا نُعْتِق. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "ألا أُعَلِّمُكم شيئًا تُدركون به من سبقَكَم، وتسبِقون به مَن بعدَكم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلّا من صنَعَ مثلَ ما صَنَعْتُم؟ ". قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "تُسَبِّحون وتُكَبِّرون وتَحْمَدون في دُبُرِ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرّة". قال أبو صالح: ثم رجع فقراءُ المهاجرين إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمعَ إخوانُنا أهلُ الأموال بما فَعَلْنا ففعلوا مثله. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذلك فضلُ اللَّه يُؤتيه من يشاء".
وأخرجه البخاريّ، إلّا أنّه لم يذكر قول أبي صالح (5).
(1) في المسند: "اكتبوا لأبي شاه".
(2)
المسند 12/ 183 (7242)، والبخاري 5/ 87 (2434)، ومسلم 2/ 988 (1355).
(3)
مسلم 2/ 824 (1167).
(4)
أهل الدُّثور: أهل الأموال، الأغنياء.
(5)
مسلم 1/ 416 (595)، ومن طريق سُمَيّ في البخاري 2/ 325 (843)، وذكر في 11/ 132 (6329) رواية ابن عجلان عن سُمَيّ وروايات أخر، وليس فيها قول أبي صالح - كما ذكر المؤلّف.
(4337)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن الزّهريّ عن حُميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: هَلَكْتُ. فقال: "وما أهْلَكَك؟ " قال: وقعتُ على امرأتي في رمضان. قال: "أتجِدُ رقَبَة؟ " قال: لا. قال: "تستطيعُ أن تصومَ شهرين متتابعين؟ " قال: لا. قال: "تستطيعُ أن تُطْعِمَ ستّين مسكينًا؟ " قال: لا. قال: "اجلس" قال: فأُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيه تمر -والعَرَق: المِكتل الضّخم- قال: "تَصَدَّقْ بهذا" قال: على أفقرَ منّي، ما بين لابتَيها أفقرُ منّا. قال: فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال: "أطْعِمْهُ أهلَك"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا مالك عن ابن شهاب عن حُميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة:
أن رجلًا أفطر في رمضان، فأمره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يكفّرَ بعتق رقبة أو صيام شهرين أو إطعام ستين مسكينًا. قال: لا أجدُ. فأُتِيَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بعَرَق من تمر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خُذ هذا فتصدَّقْ به" قال: يا رسول اللَّه ما أجدُ أحدًا أحوجَ منّي. قال: فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابُه، وقال:"خُذْه"(2).
الطريقان في الصحيحين.
(4338)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
صلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاةً ثم أقبل علينا بوجهه فقال: "بينا رجلٌ يسوقُ بقرةً إذ ركِبَها فضربَها، قالت: إنّا لم نُخْلَق لهذا، إنما خُلِقْنا للحِراثة". فقال النّاس: سبحانَ اللَّه، بقرة تتكلّم! فقال. "فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثَمَّ.
وبينما رجلٌ في غنمه إذ عدا عليها الذّئبُ، فأخذ شاةً منها، فطلبه فأدركه فاستنقَذَها
(1) المسند 12/ 237 (7290)، ومن طريق سفيان بن عيينة عن الزهري في البخاري 10/ 503 (6087)، وينظر أطرافه 4/ 163 (1936)، ومسلم 2/ 781 (1111).
(2)
المسند 16/ 403 (10687)، ومسلم 2/ 782 (1111). وينظر الجمع 3/ 90 (2275).
منه، فقال: يا هذا، استنقذْتَها منّي، فمن لها يوم السَّبُع، يوم لا راعيَ لها غيري؟ " فقال النّاس: سبحان اللَّه، ذئب يتكلّم! فقال:"فإنّي أؤمن بهذا وأبو بكر وعمرُ، وما هما ثَمَّ".
أخرجاه (1).
وأما يوم السبع فأكثر المحدّثين يروونه بضمّ الباء، وعلى هذا يكون المعنى: إذا أخذها السَّبُع لم تقدر على استخلاصها فلا يرعاها حينئذٍ غيري. أي إنّك تهربُ وأكونُ أنا قريبًا منها أنظر ما يفضلُ لي منها. وقد ذكره الأزهريّ عن ابن الأعرابي فقال: السَّبْع بتسكين الباء، قال: وهو الموضع الذي يكون فيه المَحْشر، فكأنّه قال: من لها يوم القيامة؟ (2).
(4339)
الحديث السادس: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكّي قال: حدّثنا عمرو بن يحيى عن جدّه (3) عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما بعثَ اللَّهُ نبيًّا إلّا رعى الغنمَ". فقال أصحابه: وأنت؟ قال: "نعم، كنتُ أرعاها على قراريطَ لأهل مكّة".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
قال سُويد بن سعيد: كلّ شاة بقيراط. وقال إبراهيم الحربيّ: لم يُرِد القراريط من الفضّة، إنما هو اسم موضع (5).
(4340)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من صاحب كنزٍ لا يؤدّي حقَّه إلّا جُعِلَ صفائحَ يُحمَى عليها في نار جهنم، فتُكوى بها جبهتُه وجنبُه وظهرُه، حتى يَحكمَ اللَّهُ بين عباده في يومٍ كان
(1) المسند 12/ 305 (7351)، والبخاري 6/ 512 (3471)، ومسلم 7/ 1857، 1758 (2388).
(2)
ينظر تهذيب اللغة 2/ 116، والنهاية 2/ 336، والفتح 7/ 27.
(3)
جدّه هو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص.
(4)
البخاري 5/ 441 (2262).
(5)
روى ابن ماجة الحديث 2/ 727 (2149) من طريق سويد بن سعيد عن عمرو بن يحيى عن جدّه عن سعيد ابن أبي أحيحة عن أبي هريرة. . وفيه: "كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط" قال سويد: يعني كلّ شاة بقيراط. وقد نقل ابن حجر في الفتح الأقوال في توجيه القراريط، وجعل القولين مقبولين. وينظر الكشف 3/ 546.
مقدارُه خمسين ألف سنة مما تعُدّون، ثم يُرى سبيلَه إما إلى الجنّة وإما إلى النّار. وما من صاحب غنم لا يؤدّي حقَّها إلّا جاءت يومَ القيامة أوفرَ ما كانت، فيُبطحُ لها بقاع قَرْقَرٍ، فتنطحُه بقرونها، وتطؤه بأظلافِها، ليس فيها عَقْصاءُ ولا جَلْحاءُ، كلّما مضت أُخراها رُدَّت عليه أولاها، حتى يحكمَ اللَّهُ عز وجل بين عباده، في يوم كان مقدارُه خمسين ألف سنة ممّا تَعُدُّون، ثم يُرَى سبيلَه إما إلى الجنّة وإما إلى النّار. وما من صاحب إبل لا يؤدّي حقَّها إلّا جاءت يوم القيامة أوفرَ ما كانت، فيُبطحُ لها بقاع قَرْقَرٍ فتطؤه بأخفافها، كلّما مضت أُخراها رُدّت عليه أُولاها، حتى يحكمَ اللَّه بين عباده، في يوم كان مقدارُه خمسين ألف سنة ممّا تَعُدّون، ثم يُرى سبيلَه: إما إلى الجنّة وإما إلى النّار".
ثم سُئل عن الخيل فقال: "الخيلُ معقود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وهي لرجل أجرٌ، ولرجل سِترٌ وجمال، وعلى رجل وِزرٌ. أما الذي هي له أجر، فرجلٌ يتّخذها يُعِدُّها في سبيل اللَّه، فما غيَّبَت في بطونها فهو له أجر، فإن مرّت بنهر فشربت منه فما غيَّبَتْ في بطونها فهو له أجر، وإن مرّت بمَرْج فما أكلت منه فهو له أجر، وإن استنَّت شَرَفًا فله بكلِّ خطوة تخطوها أجر، حتى ذكرَ أرواثَها وأبوالَها. وأما الذي هي له ستر وجمال فرجل يتَخذُها تكرُّمًا وتجمّلًا، ولا ينسى حقَّ بطونها وظهورها في عُسرها ويُسرها. وأما الذي هي عليه وِزر فرجل يتَّخِذُها بَذَخًا وأشَرًا ورياءً وبَطَرًا".
ثم سُئلِ عن الحُمُر فقال: "ما أنزلَ اللَّهُ عز وجل فيها شيئًا إلّا الآية الفاذّة الجامعة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8].
أخرجاه من قوله: "الخيل ثلاثة. . . " إلى آخره. وأخرج أوّله إلى هناك مسلم (1).
القاع القرقر: المستوي.
والظّلْف للبقر، والخُفّ للبعير، كالظُّفُر للإنسان.
والعَقصاء: الملتوية القرنَين. والجَلحاء: الجمّاء التي لا قرن لها.
والاستنان: أن يحضر (2) الفرس وليس عليه الفارس، نشاطًا ومَرَحًا.
(1) المسند 13/ 7 (7563). ومن طريق سهيل في مسلم 2/ 680 - 683 (987)، ومن طريق أبي صالح في البخاري 5/ 45 (2371)، وسائر رجاله ثقات.
(2)
أي يجري.
والشَّرَف: الموضع المُشرف. ومشارف الأرض: أعاليها.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن أبي عمر الغُداني قال:
كنتُ عندَ أبي هريرة، فمرّ رجلٌ من بني عامر بن صَعصعة، فقيل له: هذا أكثر عامريٍّ مالًا (1). فقال أبو هريرة: رُدُّوه إليّ، فرَدُّوه إليه، فقال: نُبِّئتُ أنك ذو مال كثير. فقال العامريّ: إي واللَّه، إنّ لي لمائةً حمراء، ومائهً أدماء، حتى عدّ من ألوانِ الإبل وأفنان الرَّقيق ورِباط الخيل. فقال أبو هريرة: إياك وأخفافَ الإبل وأظلافَ الغنم، يُردِّدُ ذلك عليه، حتى جعلَ لونُ العامريّ يتغيَّرُ. فقال: ما ذاك يا أبا هريرة؟ قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من كانت له إبلٌ لا يُعطي حقَّها في نَجْدَتها ورِسْلها" قلنا: يا رسول اللَّه، وما نَجْدَتُها ورِسْلُها؟ قال:"في عُسرها ويُسرها. فإنّها تأتي يومَ القيامة كأغذِّ ما كانت وأكثرِه (2) وأسمنِه وآشرِه، حتى يُبطح لها بقاع قرقرٍ، فتطؤه بأخفافها، إذا جاوزته أُخراها أُعيدت عليه أُولاها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين النّاس، فيرى لسبيلَه. وإذا كانت له بَقَرٌ لا يُعطي حَقَّها في نَجدتها ورِسلها فإنَّها تأتي يوم القيامة كأغذِّ ما كانت وأكثرِه، وأسمنِه وآشرِه، ثم يُبطح لها بقاع قَرقرٍ، فتطؤه كلُّ ذات ظِلف بظِلفها، وتنطَحُه كل ذات قرن بقرنها، إذا جاوزَتْه أُخراها أُعيدت عليه أُولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين النّاس، فيرى سبيلَه. وإذا كانت له غنمٌ لا يُعطي حقَّها في نَجدتها ورِسلها، فإنها تأتي يوم القيامة كأغذِّ ما كانت وأكثره وأسمنِه وآشرِه، ثم يُبطحُ لها بقاع قرقرٍ، فتطؤه كلُّ ذات ظِلف بظِلْفها، وتنطَحُه كلُّ ذات قرن بقرنها، ليس فيها عَقصاءُ ولا عضباءُ، إذا جاورته أُخراها أُعيدت أُولاها، في يومٍ كان مقدارُه خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين النّاس فيرى سبيله".
فقال العامريّ: وما حقُّ الإبل يا أبا هريرة؟ قال: أن تعطيَ الكريمة، وتمنح الغزيرة،
(1) في المسند: "أكثر عامري نادى مالًا".
(2)
في المسند في المواضع كلّها "وأكبره".
وتُفْقِرَ الظهر، وتسقيَ الإبل (1)، وتُطرقَ الفحلَ (2).
قوله: أغذّ ما كانت: الإغذاذ الإسراع في السير.
والعضباء: المقطوعة الأذن.
(4341)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال:
استبّ رجلان: رجلٌ من المسلمين ورجلٌ من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمّدًا على العالمين، وقال اليهوديّ: والذي اصطفى موسى على العالمين، فغضبَ المسلمُ على اليهوديِّ فلطمَه (3)، فأتى اليهوديُّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعاه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فسألَه، فاعترفَ بذلك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تُخَيِّروني على موسى، فإن النّاس يَصْعَقون يومَ القيامة فأكونُ أَوّلَ من يُفيقُ، وأجدُ موسى مُمْسِكًا بجانب العَرش، فلا أدري أكان فيمن صَعِق فأفاق قبلي أم كان ممّن استثناه اللَّه عز وجل".
أخرجاه (4).
(4342)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن الزّهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أنفقَ زوجَين من ماله (5) دُعي من أبواب الجنّة، وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الرَّيَّان". فقال أبو بكر: واللَّه يا رسول اللَّه ما على أحد من ضرورة من
(1) في النسختين هكذا. وفي المسند "اللبن".
(2)
المسند 16/ 230 (10350). ومن طريق سعيد في النسائي 5/ 12. وصحّح الألباني الحديث. وصحّحه أيضًا محقّق المسند، ولكنه ضعّف إسناده لجهالة أبي عمر الغُداني.
(3)
في المسند "فلطم عين اليهودي".
(4)
المسند 13/ 29 (7586). ومن طريق إبراهيم بن سعد في البخاري 5/ 70 (2411)، ومسلم 4/ 1844 (2373)، وأبو كامل مظفر بن مدرك، ثقة، روى له الترمذي والنسائي.
(5)
في المسند "من ماله في سبيل اللَّه".
أيّها دُعي، فهل يُدْعَى منها كلِّها أحدٌ يا رسول اللَّه؟ قال:"نعم، وإنّي لأرجو أن تكونَ منهم".
أخرجاه (1).
(4343)
الحديث العاشر: [حدّثنا (2) أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيّب] عن أبي هريرة قال:
سأل رجلٌ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أيُّ الأعمال أفضل؟ قال:"الإيمان باللَّه" قال: ثم ماذا؟ قال: "الجهادُ في سبيل اللَّه". قال: ثم ماذا: قال: "ثم حَجٌّ مبرور".
أخرجاه.
(4344)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر قال: قال لي الزُّهري: ألا أحدِّثك حديثين عجيبين؟ قال الزُّهريّ: عن حُميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أسرف رجلٌ على نفسه، فلما حضرَه الموتُ وصّى بنيه فقال: إذا مِتُّ فأحْرِقوني ثم اسْحَقُوني ثم اذْرُوني في البحر (3)، فواللَّه لئن قدَرَ عليّ ربّي عز وجل ليُعَذِّبَنِّي عذابًا ما عَذّبَه أحدًا. قال: ففعلوا ذلك به، فقال اللَّه عز وجل للأرض: أدّي ما أخذْتِ، فإذا هو قائمٌ، فقال: ما حَمَلَكَ على صَنَعْتَ؟ قال: خشيتُك يا ربِّ - أو مخافتُك، فغفرَ اللَّهُ له بذلك".
قال الزّهري: وحدّثني حُميد عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "دخلت امرأةٌ النّار في هرّة رَبَطَتَها، فلا هي أطعَمَتْها، ولا هي أرسلَتْها تأكلُ من خَشاشِ الأرض، حتى ماتت".
قال الزهريّ: ذلك لئلا يتَّكِلَ رجلٌ، ولا ييأسَ رَجل.
(1) المسند 13/ 72 (7633). وبهذا الإسناد وغيره في مسلم 2/ 711، 712 (1027). وأخرجه البخاري 4/ 111 (1897) من طريق الزهري.
(2)
ورد في الأصلين: "وبه عن أبي هريرة" وليس صحيحًا. فالحديث بالسند الذي أثبته في المسند
13/ 79 (7641)، ومسلم 1/ 88 (83). وفي البخاري 1/ 77 (26) من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب.
(3)
في المسند: "ثم اذروني في الريح في البحر".
أخرجاه (1).
(4345)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلُّ عمل ابن آدمَ يُضاعَفُ، الحسنةُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء اللَّه، يقول اللَّه عز وجل: إلّا الصومَ، فإنّه لي وأنا أجزي به، يَدَعُ طعامَه وشهوتَه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لقاء ربِّه. ولَخُلُوف فيه أطيبُ عند اللَّه من ريح المِسك. الصومُ جنّة، الصومُ جُنّة".
أخرجاه (2).
(4346)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعْمَر عن همّام بن مُنَبِّه قال: حدّثنا أبو هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الصيامُ جُنّة، فإذا كانَ أحدُكم يومًا صائمًا فلا يَجْهَلْ، ولا يَرْفُثْ، فإن امرؤٌ قاتلَه أو شتَمَه فيلقلْ: إنّي صائم" (3).
أخرجاه (4).
(4347)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعْمَر عن الزُّهري عن الأعرج قال: قال أبو هريرة:
إنّكم تقولون: أكثرَ أبو هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، واللَّهُ الموعدُ. إنكم تقولون: ما بالُ المهاجرين لا يُحَدّثون عن رسول اللَّه بهذه الأحاديث؟ وما بالُ الأنصار لا يُحَدّثون بهذه
(1) المسند 13/ 85، 87 (6747، 6748) على أنهما حديثان: وأخرجهما مسلم بهذا الإسناد معًا 4/ 2210 (2756، 2619). والأوّل منهما أخرجه البخاري من طريق معمر 6/ 514 (3411)، أما الثاني فأخرجه 6/ 356 (3318) عقب حديث عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال: وحدّثنا عبيد اللَّه عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مثله.
(2)
المسند 15/ 445 (9714)، ومسلم 2/ 807 (1151)، ومن طريق أبي صالح في البخاري 4/ 118 (1904). وينظر 4/ 103 (1894).
(3)
تكرّر في المسند ومسلم "إني صائم" مرّتين.
(4)
المسند 13/ 480 (8128). ومن طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أخرجه مسلم 2/ 806 (1151). وأخرجه البخاري ومسلم مع الحديث السابق، وجعله الحميدي 3/ 22 (2195) طريقًا آخر للحديث الذي قبله.
الأحاديث؟ . وإنّ أصحابي من المهاجرين كانت تشغَلُهم صَفَقاتُهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كان يشغلُهم أرَضوهم والقيامُ عليها، وإني كنتُ امرءًا مسكينًا، فكنتُ أُكثِرُ مجالسة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أحضُرُ إذا غابوا، وأحفَظُ إذا نسُوا، وإنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم حدّثنا يومًا فقال: "من يبسُطُ ثوبه حتى أفرُغَ من حديثي ثم يقبِضُه إليه فإنّه ليس ينسى شيئًا سمِعَه منّي أبدًا. فبسَطْتُ ثوبي - أو قال: نَمِرتي، ثم حدَّثَنا فقبَضْتُه إليّ، فواللَّه ما نسيتُ شيئًا سمِعْتُه منه. وايمُ اللَّه، لولا آيةٌ في كتاب اللَّه عز وجل ما حدّثْتُكم بشيءٍ أبدًا، ثم تلا:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى. .} الآية كلّها [البقرة: 159].
أخرجاه (1).
(4348)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد المقرىء قال: حدّثنا حَيْوَةُ وابن لَهيعة قالا: حدّثنا أبو الأسود (2) أنّه سمع عروة بن الزّبير يحدّث عن مروان بن الحكم:
أنّه سأل أبا هريرة: هل صلَّيْتَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال أبو هريرة: نعم. فقال: متى؟ فقال: عامَ غزوةِ نجد، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لصلاة العصر وقامت معه طائفة، وطائفةٌ أُخرى مقابلَ العدوِّ وظهورُهم إلى القبلة، وكبَّرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكبّروا جميعًا، الذين معه والذين يقابلون العدوّ، ثم ركع رسولُ اللَّه ركعةً واحدة، ثم ركعت معه الطائفةُ التي تليه، ثم سجد وسجدتِ الطائفة التي تليه، والآخرون قيامٌ مقابِلي العدوّ، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقامتِ الطائفةُ التي معه فذهبوا إلى العدوّ فقابلوهم، وأقبلتِ الطائفة التي كانت مقابلة العدوِّ فركعوا وسجدوا، ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ركعةً أُخرى وركعوا معه، وسجدوا معه، ثم أقبلتِ الطائفةُ التي كانت تقابل العدوّ فركعوا وسجدوا، ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قاعد ومن معه، ثم كان التسليم. فسلّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسلّموا جميعًا، فكانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ركعتين، ولكلّ رجل من الطائفتين ركعتين ركعتين (3).
(1) المسند 13/ 133 (7705)، ومسلم 4/ 1939، 1940 (2492). وفي البخاري 1/ 213 (118) من طريق ابن شهاب، وفيه أطراف الحديث.
(2)
في المسند: أبو الأسود، يتيم عروة: وهو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.
(3)
المسند 14/ 12 (8260) وبهذا الإسناد في أبي داود 2/ 14 (1240) والنسائي 3/ 173. وأخرجه ابن خزيمة 2/ (1362)، وعنه ابن حبّان 7/ 137 (2878) من طريق ابن إسحق عن أبي الأسود به. وصحّحه الألباني والمحقّقون.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا سعيد بن عُبيد الهُنائي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن شَقيق قال: حدّثنا أبو هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نزل بين ضَجنان وعُسْفان، فقال المشركون: إنّ لهؤلاء صلاةً هي أحبُّ إليهم من آبائهم وأبكارهم، وهي العصر، فأجْمِعُوا أمركم فمِيلوا عليهم ميلةً واحدة. وإن جبريل أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأمره أن يُقيمَ أصحابَه شطرين، فيصلّي ببعضهم وتقوم الطائفة الأخرى وراءهم، وليأخذوا حِذْرَهم وأسلحتَهم، ثم تأتي الأُخرى فيصلّون معه، ويأخذوا حِذرَهم وأسْلحتهم، فتكون لهم ركعة ركعة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ركعتان (1).
(4349)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق عن مَعمر عن الزُّهري عن عطاء بن يزيد اللَّيثي عن أبي هريرة قال:
قال النّاس: يا رسول اللَّه، هل نرى ربَّنا عز وجل يومَ القيامة؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هل تُضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول اللَّه. قال: "هل تضارون في القمر ليلةَ البدر ليس دونه سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول اللَّه. قال: "فإنكم تَرَونه يومَ القيامة كذلك، يجمعُ اللَّهُ النَّاس فيقول: من كان يعبُدُ شيئًا فيتَّبعه. فيتَّبعُ من كان يعبدُ القمرَ القمرَ، ومن كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ومن كان يعبد الطواغيتَ الطواغيتَ، وتبقى هذه الأمةُ، فيها منافقوها، فيأتيهم اللَّهُ في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذُ باللَّه منك، هذا مكاننا حتى يأتيَنا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عرفْناه. قال: فيأتيهم اللَّهُ عز وجل في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا، فيتّبعونه. قال: ويُضرب جِسْرٌ على جهنّم، فأكونُ أوَّلَ من يُجيزُ، ودعوى الرسلِ يومئذٍ: اللهمَّ سلِّم سلِّم، وبها كلاليبُ مثلُ شَوكِ السَّعدان، هل رأيتُم شوكَ السَّعدان؟ " قالو: نعم يا رسول اللَّه. قال: "فإنّها مثلُ شوك السَّعدان، غير أنّه لا يعلمُ قدرَ عِظَمها إلّا اللَّهَ، فتخطَفُ النّاسَ بأعمالهم، فمنهم المُوبَقُ بعمله، ومنهم المُخَرْدَلُ ثمّ ينجو، حتى إذا فرغ اللَّه عز وجل من القضاء بين
(1) المسند 16/ 444 (10765)، والنسائي 3/ 174، والترمذي 5/ 227 (3035)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبد اللَّه بن شقيق عن أبي هريرة. وصحّحه ابن حبّان 7/ 124 (2873)، وصحّح الألباني إسناده، وجوّده محقّقو المسند.
العباد، وأراد أن يُخرج من النّار من أراد أن يرحمَ ممن كان يشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه، أمرَ الملائكة أن يُخرجوهم، فيعرفونهم بعلامه آثار السجود، وحرَّم اللَّه عز وجل على النّار أن تأكل من ابن آدم أثرَ السجود، فيُخرجونهم قد امتحشوا، فيُصَبُّ عليهم من ماء يقال له ماء الحياة، فينبُتون نباتَ الحِبّة في حميل السيل، ويبقى رجلٌ يُقبل بوجهه إلى النّار، فيقول: أيْ ربِّ، قد قَشَبَني ريحُهَا، وأحرَقَني ذَكاؤها، فاصرِفْ وجهي عن النّار. فلا يزالُ يدعو اللَّهَ حتى يقولَ: فلعلّي إنّ أعطيتُك ذلك أن تسألَني غيرَه. فيقول: لا وعزّتِك، لا أسألُك غيرَه، فيصرفُ وجهه عن النّار، فيقول بعد ذلك: يا ربِّ قرِّبْني إلى باب الجنّة، فيقول: أوليسَ قد زعمْتَ ألّا تسألَني غيره، ويلك يا ابن آدَم، ما أغدرَك! قال: ولا يزالُ يدعو حتى يقول: فلعلّي إنّ أعطيْتُك ذلك أن تسألَني غيرَه. فيقول: لا وعزّتِك، لا أسألُك غيرَه، ويعطي اللَّه عز وجل من عهوده ومواثيقه ألّا يسأل غيرَه، فيقرِّبُه إلى باب الجنَّة، فإذا دنا منها انفَقَهتْ له الجنّة، فإذا رأى ما فيها من الحَبرة والسُّرور سكتَ ما شاء اللَّه أن يسكُت، ثم يقول: يا ربّ، أدْخِلْني الجنّة، فيقول: أوليس قد زعمْتَ ألّا تسألَني غيرَه، وقد أعطيْتَ عهودك ومواثيقك ألّا تسألَني غيرَه؟ فيقول: يا ربّ، لا تجعلْني أشقى خلقِك. فلا يزال يدعو اللَّه عز وجل حتى يضحكَ منه فيأذنَ له بالدّخول (1)، فإذا دخل قيل له: تمنَّ من كذا، فيتمنّى، ثم يقال له: تمنَّ من كذا، فيتمنّى، حتى تنقطعَ به الأمانيُّ، فيُقالُ له: هذا لك ومثلُه معه".
قال: وأبو سعيد جالسٌ مع أبي هريرة لا يُغيِّر عليه شيئًا من قوله، حتى انتهى إلى قوله:"هذا لك ومثلُه معه" قال أبو سعيد: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "هذا لك وعشرة أمثاله" قال أبو هريرة: حفظتُ: "ومثله معه".
قال أبو هريرة: وذلك الرجلُ آخرُ أهلِ الجنّةِ دخولًا الجنّة.
أخرجاه (2).
وفيه كلمات لغويّة قد ذُكرت في مسند أبي سعيد (3).
(1) في المسند: "حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدّخول فيها. . . ".
(2)
المسند 13/ 143 (7717)، والبخاري 11/ 444، 446 (6573، 6574)، وينظر 2/ 692 (806)، ومن طريق الزهري في مسلم 1/ 163 (182).
(3)
ينظر الحديث (1985).
(4350)
الحديث السابع عشر: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عُبيد بن إسماعيل عن أبي أُسامة عن عبيد اللَّه عن خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين، وعن لبستين، وعن صلاتين: نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلُعَ الشمسُ، وبعد العصر حتى تغرُبَ الشمسُ. وعن اشتمال الصّمّاء، وعن الاحتباء في ثوب واحد يُفضي بفرجه إلى السماء. وعن المنابذة، والملامسة.
أخرجاه (1).
وقد سبق تفسير مُشكِله في مواضع (2).
(4351)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكّي قال: حدّثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو المكّي عن جدّه عن أبي هريرة قال:
اتّبعْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وخرج لحاجته، وكان لا يلتفتُ، فدنوْتُ منه فقال:"ابغني أحجارًا أستنفضُ بها - أو نحوه، ولا تأتِني بعظم ولا رَوث" فأتيته بأحجارٍ بطرف ثيابي، فوَضَعْتُها إلى جنبه، وأعرضْتُ، فلما قضى أتبعتُه بهنّ.
انفرد بإخراجه البخاري (3).
ومعنى قوله: "أستنفض بها": أزيل بها عنّي الأذى.
(4352)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
ما رأيتُ أشبهَ باللَّمَم (4) ممّا قال أبو هريرة: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ كتبَ على ابن آدمَ حظَّه من الزّنا، أدركَ ذلك لا مَحالةَ، فزنا العينين النَّظرُ، وزنا اللسان النُّطقُ، والنّفسُ تمنَّى وتشتهي، والفرج يصدِّقُ ذلك أو يكذِّبُه".
(1) البخاري 2/ 58 (584)، وهو في المسند 16/ 273 (10441) من طريق عبيد اللَّه بن عمر. وقد أخرج مسلم 3/ 1151، 1152 (1511) من طريق أبي أسامة وغيره عن عبد اللَّه، ومن طرق أخرى، وفيه النهي عن البيعتين. وينظر الجمع 3/ 96 (7822).
(2)
ينظر الحديث (433).
(3)
البخاري 1/ 255 (155).
(4)
اللَّمَم: ما يُلِمَ به الشخص من الشهوات. أو مقارفة الذنوب الصغار.
أخرجاه (1).
(4353)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن مَعمر عن الزُّهري عن سعيد بن المسيِّب عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "تَفْضُلُ الصلاةُ في الجميع على صلاة الرجل وحدَه خمسًا وعشرين، ويجتمع ملائكةُ الليل وملائكة النّهار في صلاة الفجر". ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78].
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا شَريك عن الأشعث بن سُليم عن أبي الأحوص عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تفضُلُ صلاةُ الجماعة على الواحدة سبعًا وعشرين درجة"(3).
(4354)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء قال: حدّثنا مروان الفَزاري قال: حدّثنا عمر بن حمزة قال: أخبرني أبو غَطَفان المُرّي أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَشْرَبَنَّ أحدٌ منكم قائمًا، فمن نَسِيَ فَلْيَسْتَقِىءْ".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4354)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق قال: حدّثنا مالك عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أنّه سمع أبا السائب مولى هشام بن زُهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صلّى صلاةً لم يَقرأ فيها بأُمِّ القرآن فهي خِداج، هي خِداج،
(1) المسند 13/ 152 (7719)، والبخاري 11/ 502 (6612)، ومسلم 4/ 2046 (2657).
(2)
المسند 12/ 91 (7185)، ومسلم 1/ 450 (649)، ومن طريق الزهريّ في البخاري 2/ 137 (648).
(3)
المسند 14/ 91 (8349). وصحّح المحقّقون إسناده. وقد روى البخاريّ بعد الحديث السابق (649) وقال شعيب: وحدّثني نافع عن عبد اللَّه بن عمر قال: "تفضلها بسبع وعشرين".
(4)
مسلم 3/ 1601 (2026).
هي خِداج غيرُ تمام"، فقلتُ: يا أبا هريرة، إنّي أكون أحيانًا وراء الإمام. فغَمَزَ أبو هريرة ذِراعي وقال: اقرأ بها يا فارسيُّ في نفسك، فإني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قال اللَّه عز وجل: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفُها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل". قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اقرأوا، يقول العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يقولُ اللَّه: حَمِدَني عبدي. يقول العبدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يقول اللَّه: أثنى عليَّ عبدي. يقول العبدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يقول اللَّه: مجَّدني عبدي. يقول العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يقول اللَّه عز وجل: هذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل: قال: يقول العبدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4356)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثني خُثَيم بن عِراك عن أبيه:
أن أبا هريرة قدِمَ المدينة في رَهط من قومه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بخيبر وقد استخلفَ سِباعَ بن عُرْفطة على المدينة، قال: فانتهيت إليه وهو يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى بـ {كهيعص} [فاتحة مريم] وفي الثانية: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} قال: فقلتُ لنفسي: ويلٌ لفلان، إذا اكتالَ اكتالَ بالوافي، وإذا كالَ كالَ بالناقص، قال: فلما صلّى زوَّدَنا شيئًا حتى أتَيْنا خيبرَ، وقد افتتحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيبر، قال: فكلَّم المسلمين فأشركونا في سهامهم (2).
(4357)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو هلال قال: حدّثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو آمن بي عشرةٌ من أحبار اليهود لآمنَ بي كلُّ يهوديٍّ على وجه الأرض".
(1) المسند 16/ 25 (9932)، ومسلم 1/ 296، 297 (395) عن مالك وغيره عن العلاء به. وإسحق بن عيسى الطبّاع، شيخ أحمد، من رجال مسلم.
(2)
المسند 14/ 226 (8552)، وإسناده صحيح، وقد فصّل المحقّقون القول فيه، وذكروا طرقه ومصادره.
أخرجاه (1).
(4358)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعْمَر عن هَمَّام بن مُنَبّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: والذي نفسُ محمد بيده، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمّة ولا يهوديّ ولا نصرانيّ، ومات ولم يؤمنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلّا كان من أصحاب النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4359)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدّثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
لما نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284]. فاشتدّ ذلك على صحابة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتَوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم جثَوا على الرُّكب فقالوا: يا رسول اللَّه، كُلِّفْنا من الأعمال ما نُطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصَّدَقة، وقد أُنزل عليك هذه الآيةُ ولا نُطيقُها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتريدون أن تقولوا كما قال أهلُ الكتابَين من قبلكم: سَمِعْنا وعصَينا، بل قولوا: سمِعْنا وأطعْنا، غفرانَك ربَّنا وإليك المصير"(3) فلما أقرَّ بها القومُ وذلَّت بها ألسنتُهم، أنزل اللَّه عز وجل في أثرها:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]، فلمّا فعلوا ذلك نسخَها اللَّهُ عز وجل فأنزل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ
(1) المسند 14/ 229 (8555). وأخرجه البخاري 7/ 274 (3941)، ومسلم 4/ 2151 (2793) من طريق قُرّة عن محمد بن سيرين وعفّان ثقة من رجال الشيخين. أما أبو هلال، محمد بن سليم الراسبي، فروى له البخاري تعليقًا وأصحاب السنن، قيل: صدوق فيه لين. التقريب 2/ 520. وهو متابع في هذا الحديث.
(2)
المسند 13/ 522 (8203). وهذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين. وقد أخرجه مسلم 1/ 134 (153): حدّثني يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني عمرو [بن الحارث] أن أبا يونس [سليم بن جبير] حدّثه عن أبي هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: . . .
(3)
في المسند: "فقالوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربّنا وإليك المصير".
نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} إلى آخرها [البقرة: 286].
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4360)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليُّ بن حفص قال: أخبرنا وَرقاء عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينا امرأتان معهما ابنان لهما، جاء الذئب فأخذَ أحدَ الابنين، فتحاكما إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرَجَتا، فدعاهما سُليمان فقالَ: هاتوا السِّكِّينَ أشُقَّه بينهما. فقالت الصُّغرى: رَحِمَك اللَّه، هو ابنها، لا تشقَّه. فقضى به للصُّغرى".
قال أبو هريرة: واللَّه إنْ عَلِمْنا ما السكّين إلّا يومئذٍ، وما كُنَّا نقول إلا المُدْية.
أخرجاه (2).
(4361)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار عن ضَمْضَم بن جَوس اليماميّ قال: قال لي أبو هريرة:
يا يماميُّ، لا تقولَنَّ لرجل: واللَّهِ لا يغفرُ اللَّه لك، أو: لا يُدْخِلُك اللَّهُ الجنَّةَ أبدًا. قلت: يا أبا هريرة، إنّ هذه لكلمةٌ يقولها أحدُنا لأخيه وصاحبه إذا غضب. قال: فلا تَقُلْها، فإني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"كان في بني إسرائيل رجلان، كان أحدهما مُجتهدًا في العبادة، وكان الآخر مُسرفًا على نفسه، وكانا متآخيَين، فكان المجتهدُ لا يزالُ يرى الآخر على ذنب، فيقول: يا هذا، أقْصِر، فيقول: خلِّني وربّي، أبُعِثْتَ عليَّ رقيبًا؟ قال: إلى أن رآه يومًا على ذنب استعظمه، فقال له: ويحَك، أقْصِرْ. قال: خلّني وربّي، أَبُعِثْتَ عليّ رقيبًا؟ فقال: واللَّه لا يَغفرُ اللَّه لك، أو: لا يُدخلُك اللَّه الجنّة أبدًا. فبعث اللَّه إليهما مَلَكًا فقَبَضَ أرواحَهما، واجتمعا عندَه، فقال للمذنب: اذهبْ فادخلِ الجنّة برحمتي، وقال للآخر: أكنتَ بي عالمًا؟ أكنتَ على ما في يدي قادرًا؟ اذهبوا به إلى النّار".
(1) المسند 15/ 198 (9344). ومن طريق روح عن العلاء بن عبد الرحمن أخرجه مسلم 1/ 115 (125). وعبد الرحمن بن إبراهيم القاصّ المدني، فيه كلام، نقل ابن حجر في التعجيل 246 أقوال العلماء فيه. ولكنّه متابع في هذا الحديث.
(2)
المسند 14/ 32 (8280) ومن طريق ورقاء اليشكري في مسلم 3/ 1344 (1720). وأخرجه البخاري 6/ 458 (3427) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد. وعليّ بن حفص عن رجال مسلم.
قال: "فوالذي نفسي بيده، لتكلّمَ بكلمة أوْبَقَتْ دنياه وآخرته"(1).
(4362)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثني ابن جُريج قال: أخبرني إسماعيل بن أميّة عن أيوب بن خالد عن عبد اللَّه بن رافع مولى أمِّ سلمة عن أبي هريرة قال:
أخذ رسول اللَّه بيدي فقال: "خلقَ اللَّه عز وجل التُّربة يومَ السبت، وخلق الجبالَ فيها يوم الأحد، وخلق الشّجرَ فيها يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النُّور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدّوابَّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصرِ يوم الجمعة آخرَ الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4363)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا الفُضَيل ابن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّها النّاس، إنّ اللَّه عز وجل طيّبٌ لا يقبلُ إلّا طيّبًا، وإنّ اللَّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال:{يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57] ثم ذكر الرجلَ يُطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ، ثم يَمُدُّ يدَه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطْعَمُه حرام، ومَشْرَبُه حرام، ومَلْبَسُه حرام، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يُستجابُ لذلك".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4364)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا الضّحّاك بن عثمان عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 14/ 46 (8292). ومن طريق عكرمة أخرجه أبو داود 4/ 275 (4901)، وابن حبّان 13/ 20 (5712)، وصحّحه الألباني. قال محقّق المسند: إسناده حسن، ومتنه غريب.
(2)
المسند 14/ 82 (8341)، ومسلم 4/ 2149 (2789).
وللعلماء كلام طويل حول هذا الحديث، نقل كثيرًا منه محقّقو المسند، فليراجع.
(3)
المسند 14/ 89 (8348)، ومسلم 2/ 703 (1015) من طريق فُضيل. وأبو النضر هاشم بن القاسم من رجال الشيخين.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحدَكم إذا كان في المسجد جاء الشيطانُ فأبسَّ به كما يُبِسُّ الرجُلُ بدابّته، فإذا سكن له زَنَقَه أو ألجمه".
قال أبو هريرة: وأنتم ترَون ذلك: أما المزنوق فتراه مائلًا كذا، لا يذكر اللَّه. وأما المُلْجَم (1) ففاتح فاه، لا يذكر اللَّه عز وجل (2).
الإبساس: زجر الدَّابّة.
والزِّناق: حَبل يمنع من الجِماح.
(4365)
الحديث الثاني والثلاثون: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحدكم إذا كان في الصلاة جاء الشيطانُ فأبسَّ به كما يُبِسُّ الرجلُ بدابّته، فإذا سكن له أضرطَ بين أَلْيَتَيه ليَفْتِنَه عن الصلاة، فإذا وجدَ أحدُكم شيئًا من ذلك فلا ينصرفْ حتى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا لا يشكُّ فيه"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وجدَ أحدُكم في بطنه شيئًا فأشكلَ عليه: أخرجَ منه شيء أم لا، فلا يخرُجَنَّ من المسجد حتى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4366)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا أبو حيّان عن أبي زُرعة عن أبي هريرة قال:
قال نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين صلاة الفجر: "يا بلال، أخْبِرْني بأرجى عملٍ عَمِلْتَه منفعةً في الإسلام؛ فإنّي سمعتُ الليلةَ خَشْفَ نعلَيك بين يديّ في الجنّة" قال: ما عملتُ يا
(1) في المسند "الملجوم" وما عندنا الجادّة.
(2)
المسند 14/ 105 (8370) وإسناده صحيح.
(3)
المسند 14/ 105 (8369). وإسناد كسابقه - ويصحّحه الطريق التالي.
(4)
مسلم 1/ 276 (362)، ومن طريق سهيل في المسند 15/ 208 (9355).
رسول اللَّه في الإسلام عملًا أرجى عندي منفعةً من أنّي لم أتطهّر طُهورًا تامًّا قطُّ في ساعة من ليل أو نهار، إلّا صلَّيْتُ بذاك الطُّهورِ لربّي ما كتبَ لي أن أصلّي".
أخرجاه (1).
(4367)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا ليث عن جعفر عن ربيعة عن عبد الرحمن بن هُرْمُز عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه ذكر:
"أن رجلًا من بني إسرائيل سأل بعضَ بني إسرائيل أن يُسْلِفَه ألف دينار. قال: ائتني بشهداءَ أُشْهِدُهم، قال: كفى باللَّه شهيدًا. قال: ائتني بكفيل، قال: كفى باللَّه كفيلًا، قال صدقْتَ. قال: فدفعها إليه أجلٍ مسمّى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مَرْكَبًا يقدَمُ عليه للأجل الذي أجّله فلم يجدْ مَرْكَبًا، فأخذ خشبةً فَنَقَرَها فأدخلَ فيها ألفَ دينار وصحيفة معها إلى صاحبها، ثم زجّجَ موضعها، ثم أتى بها البحر، ثم قال: اللهمَّ إنّك قد عَلِمْتَ أني استسلفْتُ فلانًا ألف دينار فسألَني كفيلًا فقلْتُ: كفى باللَّه كفيلًا، فرضي بك، وسألَني شهيدًا فقلتُ: كفى باللَّه شهيدًا، فرضي بك، وإني قد جَهَدْتُ أن أجِدَ مَرْكَبًا أبعث بها إليه بالذي أعطاني فلم أجد مَرْكَبًا، فإني أَسْتَوْدِعُكَها، فرمى بها في البحر حتى وَلَجَتْ فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يطلبُ مَرْكَبًا يخرجُ إلى بلده، فخرج الرجلُ الذي كان أسلفَه ينظر لعلَّ مَرْكَبًا يجيئه بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذَها لأهله حطبًا، فلما كسرها وجد المال والصحيفة. ثم قدم الرجلُ الذي كان تسلَّفَ منه، فأتاه بألف دينار وقال: واللَّه ما زِلتُ جاهدًا في طلب مَرْكَب لآتِيَكَ بمالك فما وجدْتُ مَرْكبًا قبلَ الذي أتيتُ فيه. قال: هل كنت بعثْتَ إليَّ بشيء؟ قال: ألم أُخبرك أنّي لم أجدْ مَرْكَبًا قبل هذا الذي جئتُ فيه. قال: فإن اللَّه عز وجل أدّى عنك الذي بعثْتَ به في الخشبة، فانصرِفْ بألفكَ راشدًا".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(1) المسند 14/ 129 (8403) ومن طريق أبي حيان التيمي، يحيى بن سعيد، في البخاري 3/ 34 (1149)، ومسلم 4/ 1910 (2458).
(2)
المسند 14/ 246 (8587)، والبخاري 4/ 469 (2291) من طريق الليث بن سعد تعليقًا. وينظر أطرافه 3/ 362 (1498) ويونس من رجال الشيخين.
(4368)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا الحُمَيدي قال: سفيان قال: حدّثنا عمرو قال: سمعت عكرمة يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
إن نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى اللَّهُ الأمرَ في السماء ضربتِ الملائكةُ بأجنحتها خُضعانًا لقوله، كأنَّه سلسلة على صَفوان، فإذا فُزِّعَ عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا للذي قال الحقُّ وهو العليُّ الكبير، فيستمعها مُسْتَرِقُ السّمع، ومُسْتَرِقو السمع هكذا بعضه فوق بعض -ووصف سفيان بكفّه فحرّفها وبدَّد بين أصابعه- فيسمعُ الكلمة فيُلقيها إلى من تحته، ثم يُلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يُلْقيَها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركَه الشهابُ قبل أن يُلْقِيها، وربما ألقاها قبلَ أن يُدْرِكَه، فيكذبُ معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا، فيُصَدَّقُ بتلك الكلمةِ التي سُمِعَتْ من السماء".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4369)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزُّهري قال: أخبرني سعيد بن المسيِّب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال:
قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين أُنزِلَ عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] فقال: "يا معشر قريش، أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من اللَّه شيئًا [يا بني عبد مناف، لا أُغني عنكم من اللَّه شيئًا] يا عبّاس بن عبد المطلب، لا أُغني عنك من اللَّه شيئًا، يا صفيّة عمةَ رسول اللَّه، لا أُغني عنك من اللَّه شيئًا، يا فاطمةُ بنتَ محمد، سليني من مالي، لا أُغني عنك من اللَّه شيئًا".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا عبد الملك ابن عُمَير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال:
(1) البخاري 8/ 537 (4800) وينظر شرح ابن حجر للحديث، وينظر أيضًا 8/ 380 (4701).
(2)
البخاري 5/ 382 (2753)، ومسلم 1/ 192 (206) من طريق ابن شهاب الزهري.
لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قريشًا فعمّ وخصّ، فقال: يا معشرَ قُريش، أنقِذوا أنفسَكم من النّار، يا معشرَ بني كعب بن لُؤي، أنقِذوا أنفسكم من النّار [يا معشرَ بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النّار] يا معشرَ بني هاشم، أنقِذوا أنفسكم من النّار، يا معشرَ بني عبد المطّلب، أنقِذوا أنفسكم من النّار، يا فاطمةُ بنتَ محمد، أنقِذىِ نفسَك من النّار، فإني واللَّه ما أملكُ لكم من اللَّه شيئًا، إلّا أن لكم رَحِمًا سأبُلُّها ببِلالها".
أخرجه مسلم من هذه الطريق، وأخرجه البخاريّ من حديث الأعرج بمعناه (1).
(4370)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيِّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قَرَصَتْ نملةٌ نبيًّا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأُحْرِقَتْ، فأوحى اللَّه إليه: أن قرصَتْك نملةٌ أحرقْتَ أُمَّةً من الأمم تسبّح".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن همّام بن مُنَبّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: نزل نبيٌّ من الأنبياء تحتَ شجرة، فلَدَغَتْهُ نملةٌ، فأمرَ بجَهازه فأُخرج من تحتها، وأمر ببيتها فأُحرق بالنّار، فأوحى اللَّه عز وجل إليه: فهلّا نملةً واحدة".
انفرد بإخراجه [مسلم](3).
(1) المسند 14/ 341 (8226) وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم 1/ 192 (204) من طريق عبد الملك. والحديث في البخاري 6/ 551 (3527) من طريق الأعرج عن أبي هريرة - كما قال المؤلّف.
وسأبلّها ببلالها: أي سأصلها.
(2)
البخاري 6/ 154 (3019). ومن طريق يونس في مسلم 4/ 1759 (2241)، والمسند 15/ 129 (9229).
(3)
المسند 13/ 480 (8130).
وقد كتب في المخطوطتين: "انفرد بإخراجه البخاري" وليس صحيحًا، فهذه الطريق انفرد بها مسلم. أما البخاري فقد انفرد بالحديث من طريق مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة 6/ 356 (3319) وينظر الجمع 3/ 54 (2233).
(4371)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان: قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدّثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أبيّ بن كعب وهو يصلّي، فقال:"يا أُبيّ" فالتفت ثم لم يُجِبْه، ثم صلّى فخفّف، ثم انصرف إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك أيْ رسول اللَّه، قال:"وعليك، ما منعك أيْ أُبيُّ إذ دَعَوْتك أن تُجيبَني؟ " قال: أيْ رسول اللَّه، كنتُ في الصلاة. قال:"أفلستَ تجدُ فيما أُوحى اللَّهُ عز وجل إليَّ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] قال: بلى يا رسول اللَّه، لن أعود، قال: "أتُحِبُّ أن أُعَلِّمَك سورةً لم يُنزَل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزَّبور ولا في الفرقان مثلُها؟ " قلت: نعم أي رسول اللَّه، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي لأرجو ألّا تخرجَ من هذا الباب حتى تَعَلَّمَها" قال: فأخذَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدي يحدّثني وأنا أتبطَّأُ مخافةَ أن يبلُغَ قبل أن يقضيَ الحديث، فلمّا دنَوْنا من الباب قلتُ: أي رسول اللَّه، وما السورة التي وعَدْتني؟ قال: "ما تقرأُ في الصلاة؟ " قال: فقرأتُ عليه أمَّ القرآن، فقال: "والذي نفسي بيده، ما أنزلَ اللَّهُ في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزَّبور ولا في الفرقان مثلَها، إنّها للسَّبْعُ من المثاني" (1).
(4372)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُسين بن محمد قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الميّتَ تَحضُرُه الملائكةُ، فإذا كان الرجلُ الصالح قالوا: اخرجي أيّتُها النَّفْسُ الطيّبةُ كانت في الجسد الطيِّبِ، اخرجي حميدةً، وأبشري برَوح ورَيحان وربٍّ غيرِ غضبان. قال: فلا يزالُ يُقال لها ذلك حتى تخرجُ، ثم يُعرجُ بها إلى السماء، فيُستفتحُ لها فيقال: من هذا؟ فيُقال: فلان، فيُقال: مرحبًا بالنّفس الطيّبة كانت في الجسد الطيّب، ادخلي حميدةً، وأبشري برَوح ورَيحان وربٍّ غير غضبان. فلا يزال يقال لها حتى يُنتهى [بها] إلى السماء التي فيها اللَّه عز وجل. فإذا كان الرجلُ السُّوءُ قالوا:
(1) المسند 15/ 200 (9345)، وعبد الرحمن بن إبراهيم فيه كلام، كما سبق، وسائر رجاله ثقات. ومن طريق عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن أخرجه الترمذي 5/ 143 (2875) وقال. حديث حسن صحيح. وصحّحه ابن خزيمة من طريق عن العلاء بن عبد الرحمن 2/ 37 (861). وللحديث شاهد عند البخاري عن أبي سعيد بن المُعَلّى - الجمع 3/ 476 (3021).
اخرجي أيَّتُها النفسُ الخبيثةُ كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمةً، وأبشري بحميم وغسّاق وآخرَ من شكله أزواج. فلا يزال يقال ذلك حتى (1) تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيُستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان، فيقال: لا مرحبًا بالنّفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمةً، فإنّه لا يُفتح لك أبواب السماء، فترسلُ من السماء، ثم تصيرُ إلى القبر، فيُجلس الرجلُ الصالح فيُقال له مثل ما قيل له في الحديث الأوّل. ويُجلس الرجلُ السَّوء" فيقال له مثل ما قيل في الحديث الأول (2).
(4373)
الحديث الأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو المقبُري عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "يا معشرَ النساء، تصدَّقْنَ وأكْثِرْن من الاستغفار، فإني رأيتُكُنّ أكثر أهل النّار". فقالت امرأة منهنّ جَزْلة (3): وما لنا يا رسول اللَّه أكثرُ أهل النّار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللعن، وتكفُرْنَ العشير. ما رأيتُ من ناقصات عقلٍ ودينٍ أغلبَ لذي لُبٍّ منكنَّ" قلت: يا رسول اللَّه، وما نقصان العقل والدين؟ قال:"وأما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل. شهادة رجل، فهذا نقصان العقل. وتمكث الليالي ما تُصلِّي، وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا إسماعيل قال: أخبرني عمرو ابن أبي عمرو عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم انصرف من الصبح يومًا، فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن فقال: "يا معشر النساء، ما رأيتُ من نواقص عقولٍ ودين أذهبَ بقلوب ذوي الألباب منكنّ، وإنّي
(1)"يقال ذلك حتى" ليست في النسخة التركية، ولا المسند.
(2)
المسند 14/ 377 (8769)، وإسناده صحيح كما قال البوصيري في الزوائد. ومن طريق ابن أبي ذئب في ابن ماجة 2/ 1423، 1426 (4262، 4268). وصحَّحه الألباني.
(3)
جَزلة: ذات عقل.
(4)
روى مسلم 1/ 86 (79) هذا الحديث عن عبد اللَّه بن عمر. ثم ذكر 1/ 87 (80) طرقًا عن أبي هريرة، ومنها هذا الطريق الذي ذكره المؤلّف هنا، وقال: بمثل حديث ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قد رأيتُ أنكنّ أكثرُ أهل النّار يومَ القيامة، فتقرَّبْن إلى اللَّه عز وجل ما استطعْتُنّ" وكان في النساء امرأة عبد اللَّه بن مسعود، فأتَتْ إلى عبد اللَّه بن مسعود فأخبرَتْه بما سَمِعَتْ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأخذتْ حُلِيًّا لها، فقال ابن مسعود: أين تذهبين بهذا الحُلِيِّ؟ فقالت: أتقرَّبُ به إلى اللَّه ورسوله، لعلَّ اللَّهَ عز وجل ألّا يجعلَني من أهل النّار. فقال: ويلَك، هَلُمّي فتصدَّقي به عليَّ وعلى ولدي، فأنا له موضع، قالت: لا واللَّه حتى أذهبَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذهبتْ تستأذنُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه زينبُ تستأذنُ يا رسول اللَّه. قال: "أيُّ الزّيانب هي؟ " فقالوا: امرأة عبد اللَّه بن مسعود، فقال: "ائذنوا لها" فدخلتْ على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه، إني سمعتُ منك مقالة، فرجعتُ إلى ابن مسعود فحدّثْتُه وأخذتُ حُلِيّي أتقرَّبُ به إلى اللَّه وإليك رجاءَ ألّا يجعلَني اللَّهُ من أهل النّار، فقال لي ابن مسعود: تصدّقي به عليَّ وعلى ولدي فأنا له موضع، فقلت: حتى أستأذنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تصدَّقي به عليه وعلى بنيه، فإنَّهم له موضع".
ثم قالت: يا رسول اللَّه، أرأيتَ ما سمعتُ منك حين وقفتَ علينا:"ما رأيتُ من نواقص عقول قطُّ ولا دينٍ أذهبَ بقلوبِ ذوي الألباب منكنّ" يا رسول اللَّه، فما نقصان ديننا وعقولنا؟ قال:"أمّا ما ذكرتُ من نقصان دينكنّ فالحَيضة التي تصيبكنّ، تمكُثُ إحداكُنّ ما شاء اللَّه أن تمكُثَ لا تصلّي ولا تصوم، فذلك من نقصان دينكنّ، وأمّا ما ذكرْتُ من نقصان عقولكُنّ فشهادتكنّ، إنما شهادةُ المرأة نصفُ شهادة"(1).
(4374)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا مروان الفَزاريّ عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
تذاكرْنا ليلةَ القدر عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"أيُّكم يذكر حينَ طَلَعَ القمرُ وهو مثلُ شِقِّ جَفنة؟ ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(1) المسند 14/ 449 (8862)، وإسناده كسابقه، إلّا أن شيخ أحمد هنا هو سليمان بن داود الهاشمي، وهو ثقة، روى له أصحاب السنن. ومن طريق إسماعيل بن جعفر في أبي يعلى 11/ 462 (6585)، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 106 (2461). وينظر تخريج المحقّقين. وقد أنكر محقّقو المسند عبارة:"أتقرب بها إلى اللَّه ورسوله".
(2)
مسلم 2/ 829 (1170).
(4375)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن هَمّام (1) بن مُنَبِّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الكافر يأكلُ في سبعة أمعاء، والمؤمنُ يأكلُ في مِعًى واحد"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: أخبرنا مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه ضافَه ضيفٌ وهو كافر، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشاةٍ فحُلِبَت فشرب حِلابَها، ثم أخرى فشربه أيضًا، ثم أخرى فشربه، حتى شرب حِلابَ سبعِ شياه، ثم إنه أصبح فأسلم، فأمرَ له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشاةٍ فشرب حِلابَها، ثم أمر له بأُخرى فلم يستَتِمَّها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"المؤمنُ يشرب في مِعًى واحدٍ، والكافرُ يشربُ في سبعة أمعاء".
الطريقان في الصحيحين، والأوّل أخرجه البخاري، والثاني أخرجه مسلم (3).
(4376)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد بن حُمَيد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهريّ عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أكلَ من هذه الشجرةِ فلا يقرَبَنَّ مسجدَنا ولا يُؤْذِنا بريح الثُّوم".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4377)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ للَّهِ عز وجل ملائكةً سيّارةً فُضُلًا يبتغون مجالسَ الذِّكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه
(1) في المخطوطتين: "معمر عن الزهري عن همّام".
(2)
المسند 13/ 534 (8226). وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري 9/ 536 (5396) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
(3)
المسند 14/ 463 (8879). ومسلم 3/ 1632 (2063). وقريب منه في البخاري 9/ 536 (5397) من طريق أبي حازم عن أبي هريرة.
(4)
مسلم 1/ 394 (563). ومن طريق عبد الرزّاق أخرجه أحمد 13/ 51 (7610).
ذِكر قَعَدُوا معهم، فحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدّنيا، فإذا تفرّقوا عَرَجوا إلى السماء، قال: فيسألُهم اللَّهُ عز وجل وهو أعلم: من أين جِئتُم؟ فيقولون: من عند عباد لك في الأرض يسبِّحونك ويكبِّرونك ويَحْمَدونك ويهلِّلونك ويسألونك. قال: وما يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنّتك. قال: وهل رأَوا جنّتي؟ قالوا: لا، أيْ ربّ. قال: فكيف لو رأَوا جنّتي. قالوا: ويستجيرونك. قال: وممّ يستجيرونني؟ قالوا: من نارك؟ قال: وهل رأَوا ناري؟ قالوا: لا. قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرْتُ لهم، وأعطيتُهم ما سألوا، وأجرْتُهم ممّا استجاروا. فيقولون: ربِّ، فيهم فلان، عبدٌ خَطّاء، إنّما مرّ فجلس معهم، فيقول: قد غفرتُ لهم، هم القومُ لا يشقَى بهم جليسُهم".
أخرجاه (1).
(4378)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو كُرَيب قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل عن أبيه عن ابن أبي نُعْم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تبتاعوا الثِّمارَ حتى يبدوَ صلاحُها".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4379)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن حفص المدائني عن ورقاء عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "لم يكذِبْ إبراهيمُ إلّا ثلاث كذبات: قوله حين دُعي إلى آلهتهم: إني سقيم. وقوله: بل فعله كبيرُهم هذا. وقوله لسارة: إنّها أختي.
قال: ودخل إبراهيم قريةً فيها مَلِك من الملوكِ - أو جبّار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم الليلةَ بامرأة من أحسن النّاس. قال: فأرسل إليه الجبَّار: من هذه معك؟ قال: أختي. قال: أرْسِل بها، فأرسل بها إليه، وقال لها: لا تكذّبي قولي، فإني قد أخبرْتُه أنّكِ أُختي، إنْ على الأرض مؤمنٌ غيري وغيرُك، فلمّا دَخَلَتْ إليه قام إليها. قال: فأقبلت توضَّأ وتصلّي وتقول: اللهمّ إن كنتَ تعلمُ أني آمنتُ بك وبرسولك، وأحصنْتُ فرجي إلّا على
(1) المسند 14/ 527 (8972)، ومسلم 4/ 2069 (2689) من طريق وهيب، وفي البخاري عن الأعمش عن أبي صالح، وهو والد سهيل 11/ 208 (6408).
(2)
مسلم 3/ 1167 (1538).
زوجي، فلا تسلّط عليَّ الكافر. قال: فغُطّ حتى رَكَضَ برجله" قال أبو الزِّناد. قال أبو سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة إنها قالت: "اللهمَّ إنْ يَمُتُ يُقَلْ: هي قَتَلَتْهُ. قال: فأُرسلَ ثم قام إليها، فقامت تَوَضَّأَ وتصلّي وتقول: اللهمّ إن كنتَ تعلمُ أنّي آمَنْتُ بك وبرسولك، وأحصَنْتُ فرجي إلّا على زوجي، فلا تُسلِّطْ عليَّ الكافر. قال: فغُطّ حتى رَكَضَ برجله". قال أبو الزِّناد: وقال أبو سلمة عن أبي هريرة إنها قالت: "إنّه إن يَمُتْ يُقَلْ: هي قَتَلَتْهُ". قال: فَأُرْسِلَ. قال: فقال في الثالثة أو الرابعة: "ما أرْسَلْتُم إليَّ إلّا شيطانًا، ارْجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها هاجر. قال: فرجعت، فقالت لإبراهيم: أَشَعَرْتَ أن اللَّه عز وجل ردَّ كيد الكافرِ وأخدمَ وليدة؟ ".
أخرجاه (1).
ومعنى قوله: كذب: أي قال قولًا يشبه الكذب وليس بكذب، لأن الكذب لا يجوز على الأنبياء.
فإن قيل: فما وجه قوله: هي أختي إذا كان المقصود منعَ الجبّار منها، فإنّه لو قال: زوجتي كان أمنع له؟ فالجواب: أن القوم كانوا على مذهب المجوس، وأن الأخت إذا كانت زوجة، كان أخوها الذي هو زوجها أحقَّ بها من غيره، وقد كان مذهب المجوس قديمًا إنما ادّعاه زرادشت، وزاد عليه (2).
(4380)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة قال: حدّثنا أبو حَيّان يحيى بن سعيد التّيميّ عن أبي زُرعة بن عمرو بن جرير البَجَليّ عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا بارزًا للنّاس، فأتاه جبريل فقال: يا رسول اللَّه، ما الإيمان؟ فقال: "الإيمان أن تؤمنَ باللَّه وملائكته وكتابه (3) ورسله، وتؤمنَ بالبعث الآخر.
قال: يا رسول اللَّه، ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبُدَ اللَّهَ لا تشركَ به شيئًا، وتقيمَ
(1) المسند 15/ 131 (9241). ورجاله رجال الصّحيح. والحديث في البخاري 4/ 410 (2217) من طريق أبي الزناد، وفيه أطراف الحديث. وأخرجه مسلم 4/ 1841 (2371) من طريق أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن البخاري.
(2)
تحدّث المؤلّف عن هذه المسألة بأطول من هذا في الكشف 3/ 483. وينظر الفتح 6/ 392، 393.
(3)
في المسند: "ولقائه".
الصلاة المكتوبة، وتؤدّيَ الزكاة المفروضة وتصوم رمضان.
قال: يا رسول اللَّه، ما الإحسان؟ قال: أن تعبدَ اللَّه كأنّك تراه، فإنّك إنّ لم تكن تراه فإنّه يراك.
قال: يا رسول اللَّه متى الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدّثُك عن أشراطها: إذا وَلَدت المرأةُ ربَّها، فذاك من أشراطها، وإذا كانت العُراةُ الحُفاةُ رؤوسَ النّاس، فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رِعاء البُهْم في البُنيان، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهنّ إلّا اللَّه" ثم تلا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] ثم أدبرَ الرجلُ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"رُدُّوا الرَّجُلَ" فأخذوا لِيَردُّوه فلم يَرَوا شيئًا. فقال: "هذا جبريلُ جاء ليعلِّمَ النَّاس دينَهم".
أخرجاه (1).
ومعنى: "أن تَلِدَ المرأةُ ربَّها" أن يكثر السَّبي.
(4381)
الحديث الثامن والأربعون: وبه قال:
قام فينا رسول اللَّه يومًا فذكر الغُلول فعظّمه وعظَّم أمرَه، ثم قال: "لا أُلْفِيَنّ أحدَكم يجيء (2) يوم القيامة على رقبته بعيرٌ له رُغاءٌ، فيقول: يا رسول اللَّه، أغِثْني، فأقول: لا أملكُ لك من اللَّه شيئًا، قد أبلغْتُك. لا أُلْفِيَن َّأحدَكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاةٌ لها ثُغاء، فيقول: يا رسول اللَّه، أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغْتُك. لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يوم القيامة على رقبته فرس له حَمحمة، فيقول: يا رسول اللَّه، أغِثْني، فأقول: لا أملكُ لك شيئًا، قد أبلغْتُك. [لا أُلفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يوم القيامة على رقبته نَفْس لها صِياحٌ، فيقول: يا رسول اللَّه، أغِثْني، فأقول: لا أملكُ لك شيئًا، قد أبلغْتُك] لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يوم القيامة على رقبته رِقاع تَخْفِقُ، فيقول: يا رسول اللَّه أغِثْني، فأقول: قد أبلغْتُك. لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول
(1) المسند 15/ 304 (9501)، والبخاري 1/ 114/ 50، ومسلم 1/ 39 (9).
(2)
عبارات المسند: "لا ألفين يجيء أحدكم".
اللَّه، أغِثْني فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلَغْتُك".
أخرجاه (1).
(4382)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا معاذ بن فَضالة قال: حدّثنا هشام بن أبي عبد اللَّه الدَّستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا نُودي للصلاة أدبر الشيطانُ له ضُراط حتى لا يسمعَ الأذان، فإنّه انتهى الأذان أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبرَ، فإذا قُضي التثويب أقبل حتى يخطِرَ بين المرء ونفسه، يقول له: اذكرْ كذا، اذكرْ كذا، لما لم يكن يذكرُ، حتى يظلَّ الرجلُ إنّ يدري كم صلّى، فإذا لم يدرِ أحدكم كم صلَّى: ثلاثًا أو أربعًا، فليسجُدْ سجدتَين وهو جالس".
أخرجاه (2).
(4383)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار قال: حدّثني أبو كثير قال: قال لنا أبو هريرة:
ما خلقَ اللَّه مؤمنًا يسمعُ بي ولا يراني إلّا أحبَّني. قلتُ وما عِلمُك بذلك؟ قال: إنّ أمّي كانت امرأةً مشركة، وإنّي كنتُ أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى عليّ، فدعَوْتُها يومًا، فأسمعَتْني في رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّي كنتُ أدعو أمّي إلى الإسلام فكانت تأبى عليّ، وإنّي دعوْتُها اليوم فأسمعَتْني فيك ما أكره، فادعُ اللَّه أن يهديَ أمَّ أبي هريرة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ اهدِ أمَّ أبي هريرة". فخرَجْتُ أعدو لأُبَشِّرَها بِدُعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما أتيتُ الباب فإذا هو مُجافٌ، وسمعْتُ خَضْخَضة الماء، وسمعْتُ خَشْفَ رِجل - يعني وَقْعها، فقالت: يا أبا هريرة، كما أنت، ثم فتحتِ البابَ وقد لبست دِرْعَها وعَجِلَت عن خِمارها، قالت: إنّي أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمّدًا عبده ورسوله. فرجعتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيتُ من الحزن، فقلتُ: يا رسول اللَّه، أبْشِرْ، فقد استجابَ اللَّهُ عز وجل دعاءَك وهدى أمَّ
(1) المسند 15/ 307 (9503)، ومسلم 3/ 1461 (1831)، وأخرجه البخاري 6/ 185 (3073) من طريق أبي حيّان.
(2)
البخاري 3/ 103 (1231)، ومسلم 1/ 398 (389) من طريق هشام وغيره. وينظر 1/ 291 (389) وأخرجه أحمد بروايات عن أبي سلمة والأعرج 12/ 232 (7286)، 16/ 24 (9931) ومواضع أُخر.
أبي هريرة. فقلت: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه أن يُحبِّبَني وأمّي إلى عبادة الصالحين ويُحَبِّبَهم إلينا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اللهُمَّ حبِّب عُبَيدَك هذا وأُمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبِّبْهم إليهما". فما خلق اللَّهُ مؤمنًا يسمع بي ولا يراني أو يرى أمّي إلّا وهو يُحِبُّني (1).
(4384)
الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطّلب عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كان داودُ النبيُّ عليه السلام فيه غَيرةٌ شديدة، وكان إذا خرج أُغْلِقَتِ الأبوابُ فلم يدخلْ على أهله أحدٌ حتى يرجعَ. قال: فخرج ذاتَ يوم وغُلِّقَت الأبواب، فأقبلت امرأته تَطَّلعُ إلى الدار فإذا رجلٌ قائمٌ وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة؟ واللَّه لنُفْتَضَحَنَّ بداود. فجاء داود فإذا الرجل قائم وَسَطَ الدار، فقال له داود: مَنْ أنت؟ قال: الذي لا أهابُ الملوكَ، ولا يمتنعُ مني الحُجّاب، فقال داود: أنت واللَّه إذن مَلَكُ الموت، مرحبًا بأمر اللَّه. فرَمَلَ داود عليه السلام مكانه حيث قُبِضَتْ نَفْسُه حتى فُرِغَ من شأنه، وطلَعت عليه الشمس، فقال سليمانُ للطير: أظلّي على داود، فأظلّت عليه الطيرُ حتى أظلمت عليهم الأرض فقال لها سليمان: اقبضي جناحًا جناحًا" قال أبو هريرة: يُرينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطيرُ وقبضَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يدَه، وغلبت عليه يومئذٍ المُضَرَّحيَّة (2).
المُضَرّحيّة: النُّسور الحمر.
(4385)
الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: حدّثنا العوّام بن حَوْشَب عن عبد اللَّه بن السائب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الصلاةُ المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة التي بعدها كفّارةٌ لما بينهما. والجمعُة إلى الجمعة، والشهرُ إلى الشهر -يعني رمضان إلى رمضان- كفّارةٌ لما بينهما" ثم قال بعد ذلك: "إلّا من ثلاث: إلّا من الإشراك باللَّه، ونَكْثِ الصَّفْقَة، وترك
(1) المسند 14/ 10 (8259) والحديث في مسلم 4/ 1938 (2491) من طريق عكرمة، وإن لم ينبّه عليه المؤلّف، وعبد الرحمن بن مهدي، إمام ثقة. وهو بإيجاز في الأدب المفرد 1/ 21 (34).
(2)
المسند 15/ 254 (9432). قال الهيثمي في المجمع 8/ 209: المطلّب وثّقه أبو زرعة وغيره، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
السُّنّة" قلت: يا رسول اللَّه، أما الإشراك باللَّه فقد عرفْناه، فما نَكْثُ الصَّفْقة؟ قال: أن تبايع رجلًا ثم تخالفَ إليه تقاتلُه بسيفك. وأما تركُ السّنّة فالخروج من الجماعة"(1).
(4386)
الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا محمد بن يوسف قال: حدّثنا سفيان عن ابن ذكوان عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَطْلُ الغنيّ ظُلم، ومن أُتبِعَ على مليّ فَلْيَتْبَعْ".
أخرجاه (2).
(4387)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام: سَمِعَ اللَّه لمن حَمِدَه فقولوا: اللهمَّ ربَّنا لك الحمدُ، فإنّه من وافق قولُه قولَ الملائكهَ غُفِرَ له ما تقدّمَ من ذنبه".
أخرجاه (3).
(4388)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزّهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول: آمين. فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه".
أخرجاه (4).
(1) المسند 12/ 30 (7129)، وفيه اختلاف في بعض العبارات. وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين من طريق العوّام، ووافقه الذهبي 4/ 259، دون ذكر الجمعة، والصوم". وقد صحّح محقّق المسند الحديث، دون قوله "إلّا من ثلاث. . . " وذكر مظانّه وشواهده.
(2)
البخاري 4/ 464 (2287)، ومسلم 3/ 1197 (1564) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ومثله في المسند 12/ 290 (7336).
(3)
البخاري 2/ 283 (796)، ومن طريق مالك في مسلم 1/ 306 (409)، والمسند 16/ 18 (9923).
(4)
المسند 13/ 95 (7660) وإسناده صحيح. ومن طرق عن أبي صالح وأبي سلمة ونعيم المُجْمر في البخاري 2/ 266 (782)، ومن طريق أبي صالح في مسلم 1/ 307 (410).
(4389)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنّ أحدَكم أنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدِهم ولا نَصيفَه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4390)
الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أبي رافع عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "خرج رجلٌ يزورُ أخًا له في اللَّه عز وجل في قرية أُخرى، فأرصدَ اللَّهُ عز وجل بمَدْرَجته مَلَكًا، فلمّا مرّ به قال: أين تُريد؟ قال: أُريد فلانًا. قال: ألِقرابة؟ قال: لا. قال: فلنعمةٍ له عندك ترُبُّها؟ قال: لا. قال: فلِمَ تأتيه؟ قال: إني أُحِبُّه في اللَّه. قال: فإنّي رسول اللَّه إليك: أنّه يُحِبُّك لحبِّك إيّاه فيه".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4391)
الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجِشون عن وهب بن كيسان عن عُبيد بن عُمَير الليثي عن أبي هريرة:
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل بفلاةٍ من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسْقِ حديقة فلان، قال: فتنحّى ذلك السحابُ فأفرغ ماءه في حَرَّةٍ، فانتهى إلى الحرّة فإذا هي في أذناب شِراج، وإذا شَرْجةٌ من تلك الشِّراج قد استوعبت ذلك الماءَ كلَّه، فتبعَ الماءَ، فإذا رجل قائم في حديقة يُحَوِّلُ الماءَ بمِسحاته، فقال له: يا عبد اللَّه، ما اسمُك؟ قال: فلان، بالاسم الذي سمع في السحابة. فقال له: يا عبد اللَّه، لِمَ سألْتَني عن اسمي؟ قال: إنّي سمعت صوتًا في السماء الذي هذا ماؤه يقول: اسْق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنعُ فيها؟ قال: أما إذا قلتَ هذا، فإنّي أنظرُ إلى ما يخرجُ منها، فأتصدّقُ بثُلُثه، وآكلُ أنا
(1) مسلم 4/ 1967 (2540).
(2)
المسند 13/ 297 (7919)، ومسلم 4/ 1987 (2567) من طريق حمّاد بن سلمة. ويزيد بن هارون ثقة، من رجال الشيخين.
وعيالي ثُلُثَه، وأرُدُّ فيها ثُلُثَه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4392)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُليمان بن داود قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمر بن أسيد بن جارية الثَّقَفيّ -وكان من أصحاب أبي هريرة- أن أبا هريرة قال:
بَعَثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرة رَهْطٍ عينًا، وأمَّرَ عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاريّ، جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهَدَّة بين عُسفان ومكة ذُكروا لحيٍّ من هُذَيل يقال لهم بنو لِحيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رامٍ، فاقتصُّوا آثارَهم حتى وجدوا مأكلهم التَّمرَ في منزلٍ نزلوه، فقالوا: نوى تمر يثرب، فاتّبعوا آثارَهم، فلمّا أحسَّ بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فَدْفٍد (2)، فأحاط بهم القومُ، فقالوا لهم: انزلوا وأعطوا بأيديكم ولكم العهدُ والميثاق ألّا نقتلَ منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت أميرُ القوم: أما أنا فواللَّه لا أنزلُ في ذمّة كافر، اللهمّ أخْبِرْ عنّا نبيَّك. فرمَوهم بالنّبل فقتلوا عاصمًا في سبعة، ونزل إليهم ثلاثةُ نفر على العهد والميثاق، منهم خُبيب الأنصاريّ وزيد ابن الدَّثِنة ورجل آخرُ، فلمّا استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قِسيِّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أوّل الغدر، واللَّه لا أصحبُكم، إنّ لي بهؤلاء أُسوةً - يريد القتلى. فجرّروه وعالجوه، فأبى أن يصحبَهم فقتلوه.
وانطلقوا بخُبيب وزيد بن الدَّثِنة حتى باعوهما بمكّة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث ابن عامر بن نوفل بن عبد مناف خُبيبًا، وكان خُبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر، فلَبِثَ عندهم أسيرًا حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث مُوسى يَسْتَحِدُّ بها للقتل، فأعارَتْه إيّاها، فدرَجَ بُنَيٌّ لها -قالت: وأنا غافلة- حتى أتاه فوجدَتْه مُجْلِسَه على فَخِذه والموسى بيده. قالت: ففَزِعْتُ فزعةً عرَفَها خُبيب، فقال: أتحسبين أنّي أقتلُه؟ ما كنتُ لأفعلَ ذلك. قال: فواللَّه ما رأيتُ أسيرًا قطُّ خيرًا من خُبَيب، واللَّه لقد وجدتُه يومًا يأكلُ قِطفًا من عنب في يده وإنّه لموثَق بالحديد، وما بمكّة من ثمرة. وكانت
(1) المسند 13/ 323 (7941)، ومسلم 4/ 2288 (2984).
(2)
الفدفد: المرتفع من الأرض.
تقول: إنّه لرزق رزقَه اللَّهُ خُبيبًا.
فلمّا خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحِلّ قال لهم خُبيب: دعوني أصلِّ ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين ثم قال: واللَّه لولا أن تحسِبوا أنّ ما بي جزع من القتل لَزِدْتُ، اللهمَّ أحْصِهم عَدَدًا، واقتلْهم بَدَدًا، ولا تُبْقِ منهم أحدًا. وقال:
فلستُ أبالي حين أُقْتَلُ مُسلمًا
…
على أيّ جَنبٍ كان للَّه مَصرعي
وذلك في ذاتِ الإلهِ وإنْ يَشَأْ
…
يبُارِكْ على أوصال شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله، وكان خُبيب هو سَنَّ لكلِّ مسلمٍ قُتِلَ صَبرًا الصلاة. واستجاب اللَّه لعاصم بن ثابت يوم أُصيب، فأخبرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصحابَه حين أُصيبوا خبرَهم. ويبعثُ ناسٌ من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حُدِّثوا به أنّه قُتِلَ ليؤتَوا منه بشيء يُعرفُ، وكان قتلَ رجلًا من عظمائهم يومَ بدر، فبعث اللَّهُ عز وجل على عاصم مثل الظُّلّة من الدَّبر فَحَمَتْه من رسلهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئًا.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4393)
الحديث الستون: حدّثنا البخاريّ قال: قال أصبغ: أخبرني ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قلتُ: يا رسول اللَّه، إنّي رجلٌ شابٌّ، وإنّي أخاف على نفسي العَنَتَ، ولا أجدُ ما أتزوَّجُ به. فسكت عنّي، ثم قلت له مثل ذلك فسكت عنّي، ثم قلت له مثل ذلك فسكت عني، ثم قلت له مثل ذلك، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا أبا هريرة، جَفَّ القلمُ بما أنت لاقٍ، فاخْتَصِ على ذاك أو ذَرْ".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4394)
الحديث الحادي والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة عن أبي هريرة:
(1) المسند 13/ 307 (7928). والبخاري 6/ 165 (3045) من طريق شعيب عن الزهري، 7/ 308 (3989) من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهريّ. وسليمان بن داود ثقة.
(2)
البخاري 9/ 117 (5076).
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أن رجلًا أذنبَ ذنبًا فقال: ربِّ، إنّي أذنبْتُ ذنبًا فاغفرْه، فقال اللَّه عز وجل: عبدي عمل ذنبًا فعلم أنّه له ربًّا يغفر الذَّنب ويأخذ به قد غفرْتُ لعبدي. ثم عمل ذنبًا آخر فقال: ربِّ، إني عملتُ ذنبًا فاغفره، فقال تبارك وتعالى: عَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفرُ الذّنب ويأخذ به، فقد غفرتُ لعبدي. ثم عمل ذنبًا آخر فقال: ربِّ، إنّي عملتُ ذنبًا فاغفرْه، فقال عز وجل: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرْت لعبدي. ثم عمل ذنبًا آخر فقال: ربِّ، إنّي عملت ذنبًا فاغفره، فقال: عبدي عَلِمَ أنّ له ربًّا يغفرُ الذّنب ويأخذ به، أُشْهِدُكم أنّي قد غفرتُ لعبدي، فليعملْ ما شاء".
أخرجاه (1).
(4395)
الحديث الثاني والستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثني محمد بن بشّار قال: حدّثني عثمان بن عمر قال: أخبرنا عليّ بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
كان أهل الكتاب يقرءون الكتاب بالعبرانية ويفسّرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تُصَدِّقوا أهلَ الكتابِ ولا تُكَذِّبوهم، وقولوا آمنّا باللَّه وما أُنزل إلينا وما أُنزل إليكم".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4396)
الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضْر وأبو كامل قالا: حدّثنا زهير قال: حدّثنا سعد الطائي قال: حدّثنا أبو المُدِلَّة مولى أُمِّ المؤمنين سمع أبا هريرة يقول:
قلنا: يا رسول اللَّه، إنّا إذا رأيْناك رقَّتْ قلوبُنا وكُنّا من أهل الآخرة، وإذا فارقْناك أعجَبَتْنا الدُّنيا وشَمِمْنا النساء والأولاد. قال:"لو أنّكم تكونون على كلّ حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافَحَتْكم الملائكةُ بأكُفِّهم، ولزارَتْكم في بيوتكم، ولو لم تُذنبوا لجاء اللَّه بقومٍ يُذنبون كي يغفرَ لهم".
(1) المسند 13/ 329 (7948). ومن طريق همّام في البخاري 13/ 466 (7507)، ومسلم 4/ 2113 (2758) ويزيد من رجال الشيخين.
(2)
البخاري 8/ 170 (4485).
قلنا: يا رسول اللَّه، حدِّثْنا عن الجنّة، ما بناؤها؟ قال: "لَبِنة ذهب، ولَبِنة فضة، ومِلاطها (1) المِسكُ الأذفر، وحَصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتُرابها الزَّعفران، من يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلدُ لا يموت، لا تبلى ثيابُه، ولا يفنى شبابه.
ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوةُ المظلوم، تُحمل على الغمام، ويُفتح لها أبواب السماوات، ويقول الربُّ: وعِزّتي وجلالي لأنْصُرَنَّك ولو بعد حين" (2).
(4397)
الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا أبو حيّان قال: حدّثنا أبو زرعة بن جرير (3) عن أبي هريرة قال:
أُتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بلحمٍ، فرُفعَ إليه الذّراع وكانت تُعجبه، فنهسَ منها نَهسة ثم قال: "أنا سيّد النّاس يوم القيامة، وهل تدرون لم ذلك؟ قال: يجمع اللَّه الأوّلين والآخرين في صعيد واحدٍ يُسمعهم الدّاعيَ ويَنفُذُهم البصرَ، وتدنو الشمسُ فيبلغ الناسُ من الغَمِّ والكَرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول بعض النّاس لبعض: ألا تَرَون إلى ما أنتم فيه، ما قد بلغَكم؟ ألا تَنظرون مَن يشفع لكم إلى ربِّكم عزّ رجلّ؟ فيقول بعض النّاس لبعض: أبوكم آدم، فيأتون آدمَ فيقولون: يا آدمُ، أنت أبو البشر، خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمرَ الملائكةَ فسجدوا لك، فاشفعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغَنا؟ فيقول آدم: إنّ ربّي قد غَضِبَ اليومَ غضبًا لم يغضب قبلَه مثلَه، ولن يغضبَ بعده مثلَه، وإنّه نهاني عن الشجرة فعَصَيْتُ، نفسي نفسي نفسي (4)، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح.
فيأتون نوحًا، فيقولون: يا نوحُ، أنت أوّلُ الرسل إلى أهل الأرض، وسمّاك اللَّهُ عبدًا شكورًا، فاشفع لنا إلى ربّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغَنا؟ فيقول
(1) الملاط: الطّين الذي يوضع بين اللبنات.
(2)
المسند 13/ 410 (8043) ومن طريق زهير صحّحه ابن حبّان 16/ 396 (7387) وأطال المحقّقون في تخريجه والتعليق عليه، وصحّحوه بطرقه وشواهده.
(3)
كذا في المخطوطتين. وفي المسند: أبو زرعة بن عمرو بن جرير. وأبو زرعة مختلف في اسمه، ينظر التقريب 2/ 722.
(4)
في المسند كلمة نفسي تكرّرت أربع مرات، في المواضع كلّها.
نوح: إنّ ربّي قد غَضِبَ اليوم غَضَبًا لم يغضبْ قبلَه مثلَه، ولن يغضبَ بعدَه مثلَه، وإنه قد كانت لي دعوة على قومي، نفسي نفسي نفسي. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم.
فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبيُّ اللَّه وخليله من أهل الأرض، اشفعْ لنا إلى ربّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغَنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إنّ ربّي قد غَضِبَ اليوم غَضَبًا لم يغضبْ مثلَه، ولن يغضبَ بعدَه مثلَه، فذكر كَذِباته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى موسى.
فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول اللَّه، اصطفاك اللَّه برسالاته وبتكليمه على النّاس، اشفعْ لنا إلى ربّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بَلَغَنا؟ فيقول لهم موسى: إنّ ربّي قد غَفضِبَ اليوم غَضَبًا لم يغضبْ قبله مثلَه، ولن يغضبَ بعدَه مثلَه، وإني قتَلْتُ نفسًا لم أؤمر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى.
فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول اللَّه وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروح منه -قال هكذا هو- وكلَّمْتَ النّاسَ في المَهْد، فاشفعْ لنا إلى ربّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغَنا؟ فيقول لهم عيسى: إنّ ربّي قد غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يغضبْ قبلَه مثلَه، ولن يغضبَ بعدَه مثلَه، ولم يذكر له ذنبًا، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمّد.
فيأتوني فيقولون: يا محمّد، أنت رسول اللَّه وخاتم الأنبياء، غفرَ اللَّه لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، فاشفعْ لنا إلى ربِّك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغَنا؟ فأقوم فآتي تحت العرش، فأقعُ ساجدًا لربّي عز وجل، ثم يفتح اللَّه عليَّ ويُلهِمُني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحْه على أحد قبلي، فيقال: يا محمّد، ارفعْ رأسك، سل تعْطَه، اشفع تُشَفَّع، فأقول: يا ربّ، أُمّتي أُمّتي، يا ربّ أُمّتي أُمّتي فيقال: يا محمّد، أدْخِلْ من أُمَّتك مَن لا حسابَ عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنّة، وهم شركاء النّاس فيما سواه من الأبواب، ثم قال:"والذي نفسُ محمد بيده، لما بين مِصراعين من مصاريع الجنّة كما بين مكّة وهجر، وكما بين مكّة وبُصرى".
أخرجاه (1).
(1) المسند 15/ 384 (9623). ومن طريق أبي حيّان في البخاري 6/ 371 (3340)، ومسلم 1/ 84 (194).
* طريق لبعضه:
حدّثنا مسلم قال: حدّثني الحكم بن موسى قال: حدّثنا هِقل بن زياد عن الأوزاعيّ قال: حدّثني أبو عمّار قال: حدّثني عبد اللَّه بن فَرُّوخ قال: حدّثني أبو هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامة، وأوّل من يَنْشَقُّ عنه القبرُ، وأوّلُ شافع، وأوّلُ مُشَفَّع".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4398)
الحديث الخامس والستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أحمد بن سعيد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا عليّ بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجلُ لأخيه: يا كافر، فقد باءَ به أحدُهما".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4399)
الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمرو بن الهيثم قال: حدّثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَقَدَّموا بين يدَي رمضان بيوم ولا بيومين، إلّا رجلًا كان يصومُ صومًا فلْيَصُمْه".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا آدم قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا محمد بن زياد: سمعْتُ أبا هريرة يقول:
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" فإن غُمّي (4) عليكم فأكملوا عدّةَ شعبان ثلاثين".
(1) مسلم 4/ 1782 (2278). ومن طريق أبي سلمة في المسند 16/ 570 (10972).
(2)
البخاري 10/ 514 (6103).
(3)
المسند 12/ 128 (7200)، وفي البخاري 4/ 127 (1914) من طريق هشام، ومسلم 2/ 762 (1082) من طريق يحيى بن ابن كثير. وعمرو بن الهيثم، ثقة، روى له مسلم وغيره.
(4)
في هذه اللفظة روايات. ينظر الفتح 4/ 124.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن سلام الجُمَحي قال: حدّثنا الرّبيع (2) بن مُسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "صُوموا لرؤيته، وأَفْطِروا لرؤيته، فإن غُمّي عليكم فأَكْمِلوا العِدّة"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهريّ عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتُم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا"(4).
انفرد بإخراجه هذين الطريقين مسلم.
(4400)
الحديث السابع والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا علي بن حفص قال: حدّثنا شعبة عن خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّثَ بكلّ ما سمع".
انفرد بإخراجه مسلم. وقد رواه مرسلًا أيضًا (5).
(4401)
الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه عن خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة:
(1) البخاري 4/ 119 (1909).
(2)
في المخطوطتين "الوليد" وكتب على حاشية ك "صوابه الربيع. . . " وهو الذي في مسلم.
(3)
مسلم 2/ 762 (1081) ومن طريق محمد بن زياد الجمحي عن أبي هريرة في المسند 15/ 221 (9376).
(4)
المسند 12/ 486 (7516) ورجاله رجال الشيخين، وهو في مسلم - السابق، من طرق عن غير أبي سلمة.
(5)
مسلم 1/ 10 (5)، وقال بعده: وحدّثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن سليمان التّيمي عن أبي عثمان النهدي قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "بحسب المرء أن يُحدِّث بكلّ ما سمع".
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سبعةٌ يُظِلُّهم اللَّهُ في ظِلّه يومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّه: الإمامُ العادل، وشابٌّ نشأ بعبادة اللَّه، ورجلٌ قلبُه متعلّق بالمساجد، ورجلان تحابّا في اللَّه عز وجل، اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل تصدّق بصدقه فأخفاها، لا تعلم شمالُه ما تُنفقُ يمينُه، ورجلٌ ذكر اللَّه عز وجل خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دَعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ مَنْصِب وجمال إلى نفسها، فقال: إنّي أخافُ اللَّهَ عز وجل".
أخرجاه (1).
(4402)
الحديث التاسع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابنُ نُمير قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا يومَ الجمعة إلّا وقبلَه يومٌ أو بعدَه يوم".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو كُرَيب قال: حدّثنا حسين الجُعفي عن زائدة عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَخُصُّوا يومَ الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تَخُصُّوا يومَ الجمعة بصيام من بين الأيام، إلّا أن يكون في صومٍ يصومُه أحدُكم".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هَوذةُ بن خليفة قال: حدّثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُفْرَدَ يومُ الجمعة بصوم (4).
(1) المسند 15/ 414 (9665)، والبخاري 2/ 143 (660)، ومسلم 2/ 715 (1031).
(2)
المسند 16/ 266 (10424)، ومن طريق الأعمش في البخاري 4/ 232 (1985)، ومسلم 2/ 801 (1144). وعبد اللَّه بن نمير، ثقة، من رجال الشيخين.
(3)
مسلم 2/ 801 (1144).
(4)
المسند 15/ 64 (9127)، . وهوذة من رجال ابن ماجة، صدوق. وسائر رجاله رجال الصحيح. والطريق السابق عن ابن سيرين يشهد لصحّته.
(4403)
الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ليث قال: حدّثنا سعيد أنّه سمع أبا هريرة يقول:
بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خَيلًا قِبَل نجد، فجاءت برجلٍ من بني حنيفة يُقال له ثُمامة بن أُثال، سيّد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال له:"ماذا عندك يا ثُمامة"؟ قال: عندي -يا محمّدُ- خيرٌ، إنّ تقتلْ تقتلْ ذا دَم، وإن تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكر، وإن كنتَ تريدُ المال فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئتَ. فتركه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان الغد قال له:"ماذا عندك يا ثُمامة"؟ قال: عندي ما قُلْتُ لك، إنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكر، وإن تقتلْ تقتلْ ذا دَم، وإن كنتَ تريدُ المال فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئتَ. فتركه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى كان بعد الغد فقال:"ما عندك يا ثُمامة؟ " قال: ما قُلْته لك: إنّ تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكر، وإن تقتلْ تقتلْ ذا دَم، وإن كنتَ تريدُ المال فَسَلْ تُعطَ منه ما شئتَ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"انطلِقوا بثُمامة" فانطَلَقوا به إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسلَ ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأن محمّدًا رسول اللَّه. يا محمّد، واللَّه ما كان على الأرض وجهٌ أبغضَ إليَّ من وجهك، فقد أصبحَ وجهُك أحبَّ الوجوه إليَّ، [واللَّه ما كان من دين أبغضَ إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدِّين إليّ](1) واللَّه ما كان من بلدٍ أبغضَ من بلدك، فقد أصبح بلدُك أحبَّ البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذَتْني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشَّرَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأمرَه أن يعتمرَ. فلمّا قَدِمَ مكّةَ قال له قائل: صَبَأتَ؟ قال: لا، ولكن أسلمْتُ مع محمّد رسول اللَّه، فلا واللَّه لا تأتيكم من اليمامة حبّةُ حِنطةٍ حتى يأذنَ فيها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه (2).
* طريق لبعضه (3):
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن أبي هريرة:
(1) تكملة من المصادر.
(2)
المسند 15/ 517 (9833)، ومن طريق الليث في البخاري 1/ 555 (462)، 8/ 87 (4372) ومسلم 3/ 1386 (1764).
(3)
هذا الطريق ساقط من نسخة ت.
أن ثُمامةَ أسلمَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اذهبوا به إلى حائط بني فلان، فمُروه أن يغتسل"(1).
(4404)
الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ليث قال: حدّثنا عُقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنّه سمع أبا هريرة يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يُكَبِّرُ حين يقوم، ثم يكبّر حين يركع، ثم يقول:"سمع اللَّه لمن حمده" حين يرفع صُلبه من الرّكعة، ثم يقول وهو قائم:"ربَّنا لك الحمد" ثم يكبّر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبّر حين يرفع رأسَه، ثم يكبّر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبّر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلّها حتى يقضيَها، ويكبّر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس.
أخرجاه (2).
(4405)
الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثني زهير بن حرب قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عَبيدة بن سفيان عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كلّ ذي نابٍ من السِّباع فأكلُه حرام".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4406)
الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج بن النعمان قال: حدّثنا فُلَيح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يقول: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكُرُني. إن ذَكَرَني في نفسه ذكرْتُه في نفسي، وإن ذكرَني في ملأٍ ذكَرْتُه في ملأ خيرٍ من
(1) المسند 13/ 406 (8037). وضعّف المحقّق إسناده لضعف عبد اللَّه بن عمر بن حفص، العمري، ولكنّه صحيح بما قبله.
(2)
المسند 15/ 529 (9851). وعن الليث في البخاري 2/ 272 (789)، ومسلم 1/ 393 (392). وحجّاج من رجال الشيخين.
(3)
مسلم 3/ 1534 (1933). وهو في المسند من طريق عبد الرحمن 12/ 160 (7224).
ملئه الذين يذكرني فيهم، وإن تقرّب العبد مني شبرًا تقرَّبْتُ منه ذِراعًا، وإن تقرَّب مني ذراعًا تقرَّبْتُ منه باعًا، وإن جاءني يمشي جئتُه أُهَرْولُ".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو يونس عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه عز وجل قال: أنا عندَ ظنِّ عبدي، إنّ ظن خيرًا فله، وإن ظنَّ شرًّا فله"(3).
(4407)
الحديث الرابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتبة أنّ أبا هريرة قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا طِيرَة، وخيرُها الفَأْلُ" قيل: يا رسول اللَّه، وما الفأل؟ قال:"الكلمة الصالحة يسمَعُها أحدُكم".
أخرجاه (3).
(4408)
الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا يونس عن الزهريّ قال: أخبرني عبد الرحمن الأعرج أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيرُ يوم طلعت فيه الشمسُ يومُ الجمعة، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدْخِلَ الجنّةَ، وفيه أُخرج منها".
(1) المسند 16/ 178 (10253). وحسّن المحقّقون إسناده من أجل فليح بن سليمان، وقد أخرج الحديث في الصحيحين من غير هذه الطريق - ونبّه على ذلك في حاشية م: فأخرجه البخاري 3/ 384 (7455)، ومسلم 4/ 2061 (2675) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
(2)
المسند 15/ 35 (9076)، وفي إسناده ابن لهيعة. وقد صحّحه ابن حبّان 2/ 405 (639) من طريق عمرو ابن الحارث عن أبي يونس، وصحّح المحقّق إسناده على شرط مسلم.
(3)
المسند 13/ 57 (7618)، ومسلم 4/ 1745 (2223). وأخرجه البخاري 10/ 214 (5755) من طريق هشام عن معمر.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
ورواه من طريق آخر فزاد فيه: "ولا تقوم الساعة إلّا يوم الجمعة"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك عن يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
خرجْتُ إلى الطُّور، فلقيتُ كعبَ الأحبار، فجلسْتُ معه، فحدّثني عن التوراة وحدّثْتُه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكان فيما حدَّثْتُه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ يوم طَلَعَتْ فيه الشمس يومُ الجمعة، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُهْبِطَ، وفيه تِيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة. وما من دابّةٍ إلّا وهي مُسيخة (3) يومَ الجمعة من حين تصبح [حتى تَطْلُعَ الشمسُ] (4) شَفَقًا من الساعة، إلّا الجنَّ والإنس، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفها عبدٌ مسلم وهو يصلّي يسألُ اللَّه عز وجل فيها شيئًا إلّا أعطاه إياه". فقال كعب: ذلك في كلّ سنة مرّة؟ قلت: لا، بل هي في كلّ جمعة. فقرأ كعب التوراة فقال: صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (5).
(4409)
الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: حدّثنا أبو رافع عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ يأجوج ومأجوج لَيَحْفِرون السَّدَّ كلّ يوم، حتى إذا كادوا يرَون شُعاعَ الشمس قال الذي عليهم: ارجِعوا فستحفرونه غدًا، فيعودون إليه وهو كأشدِّ ما كان، حتى إذا بلغت مُدَّتُهم وأراد اللَّه أن يبعثَهم على النّاس حفروا، حتى إذا كادوا يرَون شعاعَ الشمس قال الذي عليهم: ارجِعوا فستحفرونه غدًا إن شاء اللَّه، ويستثني، فيعودون إليه وهو
(1) المسند 15/ 113 (9207)، ومسلم 2/ 585 (854) من طريق يونس. وعليّ بن إسحق ثقة. وعبد اللَّه بن المبارك من رجال الشيخين.
(2)
المسند 15/ 240 (9409) ومسلم - السابق، كلاهما من طريق قتيبة عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج.
(3)
مسيخة ومصيخة: مصغية.
(4)
"حتى تطلع الشمس" من المصادر.
(5)
المسند 16/ 204 (10303). وإسناده صحيح. وهو في سنن أبي داود 1/ 274 (1046)، والترمذي 2/ 362 (491) وقال الترمذي: حسن صحيح. وصحّح الحاكم إسناده 1/ 278، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 7/ 7 (2772).
كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على النّاس، فينشُفون المياه، ويتحصّن الناسُ منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدّم، فيقولون: قهرْنا أهل الأرض وعلَونا أهل السماء، فيبعث اللَّه عليهم نَغَفًا في أقفائهم فيقتُلهم بها".
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده، إن دوابّ الأرض لَتَسْمَن وتشْكُرُ شَكَرًا من لحومهم ودمائهم"(1).
والنَّغَف: دود يكون في أُنوف الإبل.
وتشكر بمعنى تسمن.
(4410)
الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا فُليح عن هلال بن عليّ عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال يومًا وهو يحدّث وعنده رجل من أهل البادية: "إنّ رجلًا من أهل الجنّة استأذن ربّه في الزّرع، فقال له ربُّه: ألسْتَ فيما شئت؟ قال: بلى، ولكنّي أُحِبُّ أن أزرعَ، قال: فبذَرَ فتبادَرَ الطّرْفَ نباتُه واستواؤه واستحصاده، فكان أمثالَ الجبال. قال: فيقول له ربُّه: دونك يا ابن آدم، فإنّه لا يُشْبِعُك شيءٌ" فقال الأعرابيُّ: واللَّه لا تجدُه إلّا قرشيًّا أو أنصاريًّا، فإنّهم أصحاب زرع، فأما نحن فلسْنا بأصحابه. فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4411)
الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة:
أن رجلًا أسود -أو امرأة سوداء- كان يَقُمُّ المسجد، فمات، فسأل عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: مات. فقال: أفلا كنتُم أذنْتُمُوني به. دُلُّوني على قبره -أو قال: قبرها- فأتى قبرها فصلَّى عليها.
(1) المسند 16/ 369 (10632)، وصحّح المحقّقون إسناده. ورواه ابن ماجة 2/ 1364 (4080) من طريق سعيد، وقال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ومن طريق قتادة أخرجه الترمذي 4/ 293 (3153) وقال: حسن غريب. وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 4/ 488، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن حبّان 15/ 242 (6829)، والألباني في الصحيحة 4/ 313 (1735).
(2)
المسند 16/ 376 (10642)، والبخاري 5/ 27 (2348). وينظر شرحه في الفتح.
أخرجاه (1).
(4412)
الحديث التاسع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا كامل عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
كُنّا نصلّي مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العشاء، فإذا سجدَ وثبَ الحسنُ والحسينُ على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذًا رفيقًا، فيضعُهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاته فأقعدَهما على فخذيه. قال: فقمتُ إليه فقلت: يا رسول اللَّه، أردُّهما، فَبَرَقتْ بَرْقةٌ، فقال لهما:"الْحَقا بأُمّكما" قال: فمكث ضَوءُها حتى دخلا (2).
(4413)
الحديث الثمانون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيحبُّ أحدُكم إذا رجع إلى أهله أن يجدَ فيه ثلاث خَلِفات عِظام سِمان؟ " قلنا: نعم. قال: "فثلاثُ آياتٍ يقرأُ بهنّ أحدُكم في صلاته خيرٌ له من ثلاث خَلِفات عِظام سِمان".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
والخَلِفات: النوق الحوامل.
(4414)
الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا عُمر بن ذرّ عن مجاهد أن أبا هريرة كان يقول:
واللَّه إن كنتُ لأعتمدُ (4) على الأرض من الجوع، وإن كنتُ لأشُدُّ الحجرَ على بطني من الجوع. ولقد قعدْتُ يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمرّ أبو بكر فسألْتُه عن آيةٍ من كتاب اللَّه عز وجل، ما سألْتُه إلّا لِيَسْتَتْبِعَني (5) فلم يفعل، ثم مرّ عمر فسألْتُه عن آية
(1) البخاري 1/ 552 (458). ومن طريق حمّاد في مسلم 2/ 659 (956). وزاد في رواية مسلم قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذه القبور مملوءة ظلمةً على أهلها، وإن اللَّه عز وجل يُنَوِّرها لهم بصلاتي عليهم".
(2)
المسند 16/ 386 (10659)، ومن طريق كامل بن العلاء، صحّح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي 3/ 167. وقال في المجمع 9/ 184: رجال أحمد ثقات. وكامل صدوق - التقريب 2/ 491، وسائر رجاله ثقات، ولذا حسّن محقّقو المسند إسناده.
(3)
مسلم 1/ 552 (802)، وأخرجه أحمد من طريق وكيع 16/ 70 (10016).
(4)
في المسند: لأعتمد بكبدي.
(5)
أي ليطلب منه أن يتبعه فيطعمه.
من كتاب اللَّه، ما سألْتُه إلّا لِيَسْتَتْبِعَني، فلم يفعل، فمرّ أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي وما في نفسي، فقال:"أبا هرّ" فقلت له: لبَّيك يا رسول اللَّه، قال:"الْحَقْ"، فتَبِعْتُه فدخل، فاستأذَنْتُ فأذن لي، فوجد لبنًا في قَدَح فقال:"من أين لكم هذا اللبن"؟ فقالوا: أهداه لنا فلان - أو: آل فلان. فقال: "أبا هرّ" قلتُ: لبَّيك يا رسول اللَّه. قال: "انطلق إلى أهل الصُّفّة"(1). قال: وأهل الصُّفّة أضياف الإسلام، لم يأووا إلى أهل ولا مال، إذا جاءت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم هديةٌ أصاب منها وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقةُ أرسل بها إليهم ولم يُصِبْ منها. قال: فأحزَنَني ذلك، وكنت أرجو أن أُصيبَ من اللبن شَربةً أتقوّى بها بقيّةَ يومي وليلتي، فقلت: أنا الرسول، فإذا جاء القوم كنتُ أنا الذي أُعطيهم فما يبقى لي من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة اللَّه وطاعة رسوله بُدّ، فانطلقْتُ فدعوتُهم، فأقبلوا فاستأذنوا فأَذِنَ لهم، فأَخذوا مجالسهم من البيت، ثم قال:"أبا هِرّ، خُذ فأَعْطِهم" فأَخذتُ القَدَحَ فجعلْتُ أُعطيهم، فيأخذ الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يردّ القدح فأُعطيه للآخر، فيشرب حتى يروى، ثم يردُّ القدح، حتى أتيتُ على آخرهم، ودفعتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأَخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضله، ثم رفع رأسَه وتّم، فقال:"يا أبا هِرّ" فقلت: لبَّيك رسول اللَّه، قال:"بقيتُ أنا وأنت" فقلت: صدقْتَ يا رسول اللَّه. قال: "فاقعدْ فاشربْ" قال: فقعْدتُ فشربْتُ، ثم قال لي:"اشربْ" فشربْتُ، ثم قال لي:"اشربْ" فشربت، فما زال يقول لي:"اشربْ" فأشربُ، حتى قلتُ: والذي بعثَك بالحقّ، ما أَجِدُ لها مَسلكًا. قال:"ناوِلني القَدَحَ" فرَدَدْتُ إليه القَدَحَ، فشرب من الفَضلة.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4415)
الحديث الثاني والثمانون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قيل: يا رسول اللَّه، ادعُ على المشركين. قال:"إنّي لم أُبْعَثْ لعّانًا، وإنما بُعِثْتُ رحمة".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) في المسند والبخاري "فادعهم لي".
(2)
المسند 16/ 397 (10679)، ومن طريق عمر بن ذرّ في البخاري 11/ 281 (6452) وينظر 9/ 517 (5375). وروح من رجال الشيخين.
(3)
مسلم 4/ 2006 (2599).
(4416)
الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا الرّبيع بن مسلم القرشيّ عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال:
خطَبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: "أيُّها النّاس، إنّ اللَّه عز وجل قد فرض عليكم الحجَّ فحُجّوا: فقال رجل: أكلّ عام يا رسول اللَّه؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو قلتُ نعم لوجبت ولما استطعتم، ذَرُوني ما تركْتُكم، فإنما هَلَكَ من كَان قَبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرْتُكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعْتُم، وإذا نهيتُكم عن شيءٍ فدَعُوه".
أخرجه مسلم هكذا بطوله، وأَخرج البخاري منه:"ذروني ما تَركْتُكم"(1).
(4417)
الحديث الرابع والثمانون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز محمد عن سهل عن أبيه عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سافَرْتُم في الخِصب، فأعْطُوا الإبلَ حَظَّها من الأرض، وإذا سافَرْتُم في السَّنة فبادروا بها نِقْيَها. وإذا عرَّسْتُم فاجتنبوا الطريق، فإنّها طُرُقُ الدّوابّ ومأوى الهوامّ بالليل".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
والمراد بالسَّنة: الجَدب.
والنِّقي: المخّ.
والتّعريس: النوم في آخر الليل.
(4418)
الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أَحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
لما فُتِحَت خَيبرُ أُهديتْ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سمٌّ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود فجُمعوا له، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنّي سائلُكم عن
(1) المسند 16/ 355 (10607)، ومسلم 2/ 975 (1337). وأخرج البخاري 13/ 251 (7288) من طريق الأعرج عن أبي هريرة:"دعوني ما تركتكم. . . "
(2)
مسلم 3/ 1525 (1926)، وبه في المسند 14/ 490 (8918).
شيءٍ، فهل أنتم صادقيّ عنه؟ " قالوا: نعم يا أبا القاسم. قال لهم: "من أبوكم؟ " قالوا: أبونا فلان. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كذَبْتُم، بل أبوكم فلان" قالوا: صَدقْتَ وبَرَرْتَ. فقال لهم: "هل أنتم صادقيّ عن شيءٍ سألتُكم عنه؟ " قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبْناك عرفْت كذِبَنا كما عرْفتَه في أبينا. فقال:"مَن أهل النّار؟ " فقالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تَخلُفوننا فيها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واللَّه لا نخلُفُكم فيها أبدا" ثم قال لهم: "هل أنتم صادقيّ عن شيء سألتُكم عنه؟ " فقالوا: نعم يا أبا القاسم. فقال: "هل جعَلْتُم في هذه الشّاة سُمَّا؟ " فقالوا: نعم. قال: "ما حَمَلكم على ذلك؟ " قالوا: أردْنا إن كنتَ كاذبًا أن نستريحَ منك، وإن كنتَ نبيًّا لم يضَّرك.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4419)
الحديث السادس والثمانون: وبه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
بينما نحن في المسجد خرج إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "انطلقوا إلى يهود" فخرجْنا معه حتى جئْنا بيت المدارس، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فناداهم:"يا معشر يهود، أسْلِموا تَسْلَموا" قالوا: قد بلَّغْتَ يا أبا القاسم، فقال لهم:"ذلك أريدُ، أسْلِموا تَسْلَموا" قالوا: قد بلَّغْتَ يا أبا القاسم، فقال:"ذاك أريد" ثم قالها الثالثة، فقال:"اعلموا أنّما الأرضُ للَّه ورسوله، وإنني أُريدُ أن أُجْلِيَكم من هذه الأرض، فمن وجدَ منكم بماله شيئًا فَلْيَبِعْه. واعلموا أن الأرضَ للَّه ورسوله".
أخرجاه (2).
(4420)
الحديث السابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أَبو قَطَن قال: حدّثنا يونس بن عمرو بن عبد اللَّه، ابن أبي إسحق (3) عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريلُ فقال: إنّي كنتُ أتيتُك الليلة فلم يمنعْني أن أدخلَ عليك البيتَ الذي أنت فيه إلّا أنّه كان في البيت تمثالُ رجل، وكان في البيت قِرَامُ
(1) المسند 15/ 513 (9827)، والبخاري 6/ 272 (3169) من طريق الليث. وحجّاج بن محمد من رجال الشيخين.
(2)
المسند 15/ 512 (9826) ومن طريق الليث في البخاري 6/ 270 (3167)، ومسلم 3/ 1387 (1765).
(3)
وهو يونس بن أبي إسحق.
سِترٍ فيه تماثيل، فَمُرْ برأس التِّمثال الذي في باب البيت أن يُقطعَ فيصيرَ كهيئة الشجرة، ومُرْ بالسَّتر يُقَطَع فيجعل منه وسادتين مُنْتبذتين تُوطئان، ومُرْ بالكلب يخرج". ففعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذلك، فإذا الكلبُ جَرْوٌ كان للحسن والحسين تحت نَضَدٍ لهم.
"وما زال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظَنَنْتُ أو رأيتُ أنّه سيُوَرِّثُه (1).
(4421)
الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمر عن أشعث بن عبد اللَّه عن شَهر بن حَوشب عن أبي هريرة قال:
جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعَها منه، فصَعِدَ الذئبُ على تلٍّ فأقعى واستذفرَ (2)، وقال: عَمَدْتُ إلى رِزقٍ رَزَقَنيه اللَّه انتزعْتَه منّي. فقال الرجل: باللَّه إنّ رأيتُ كاليوم، ذئبٌ يتكلّم! قال الذئب: أعجبُ من هذا رجلٌ في النَّخلات بين الحرّتَين يُخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم، وكان الرجل يهوديًّا، فجاء على النبيّ صلى الله عليه وسلم فأسلم وأخبَرَه خَبَرَه، وصدّقه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنها أمارة من أمارات بين يدَي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرُجَ فلا يرجعُ حتى تُحَدِّثَه نعلاه وسَوطه ما أحدثَ أهلُه بعدَه"(3).
(4422)
الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن رافع قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريح عن العلاء بن يعقوب قال: أخبرني أبي أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألم ترَوا الإنسان إذا مات شخصَ بَصَرُه؟ . قالوا: بلى. قال: "فذاك حين يَتْبَعُ بَصَرُه نَفْسَه" (4).
(4423)
الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثني أبي قال: سمعتُ محمد بن سيرين يحدّث عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 413، 415 (8045، 8046). ورجاله ثقات. ومن طريق يونس صحّحه ابن حبّان 13/ 165 (5854). وأخرجه -دون ذكر الجار- أبو داود 4/ 74 (4158)، والترمذي 5/ 106 (2806) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني. وجعله محقّقو المسند صحيحًا دون قصة تمثال الرجل.
(2)
استذفر: اشتدّ وطلب.
(3)
المسند 13/ 425 (8063). وضعّف المحقّقون إسناده لضعف شهر. وينظر تخريجه فيه.
(4)
مسلم 2/ 635 (921).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لم يتكلّمْ في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم".
قال: "وكان في بني إسرائيل رجلٌ عابدٌ يقال له جُرَيج، فابتنى صَومعةً وتعبَّد فيها، فذكر بنو إسرائيل يومًا عبادة جُريج، فقالت بَغِيٌّ منهم: لئن شِئْتُم لأفتِنَنّه، قالوا: قد شِئنا ذاك. فأتَتْه فتعرّضَت له فلم يلتفت إليها، فأمكنت نفسها من راعٍ كان يُؤوي غنمَه إلى أصل صَومعة جُرَيج، فحَمَلت فوَلَدت غلامًا، فقالوا: ممّن؟ قالت: من جُرَيج. فأتَوه فاستنزلوه فشتموه وضربوه وهدموا صَومعتَه. فقال: ما شأنُكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البَغيّ فوَلَدت غلامًا، قال: وأين هو؟ قالوا: ها هو ذا، قال: فقام فصلّى ودعا، ثم انصرف إلى الغلام فطعنَه بإصبعه، وقال: باللَّه يا غلامُ، من أبوك؟ قال: أنا ابن الراعي، فوثبوا إلى جريج فجعلوا يُقَبِّلونه، وقالوا: نَبني صَومعتَك من ذهب، قال: لا حاجة لي في ذلك، ابنوها من طين كما كانت".
قال (1): "وبينا امرأة في حِجرها ابنٌ لها تُرضعه، إذ مرّ راكب ذو شارة، فقالت: اللهمّ اجعل ابني مثل هذا، فترك ثديَها وأقبل على الراكب وقال: اللهمّ لا تجعلني مثله، ثم عاد إلى ثديها يَمَصُّه". قال أبو هريرة فكأني أنظر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحكي صنيع الصبيّ، ووضع إصبعه في فمه فجعل يَمَصُّها. "ثم مُرّ بأمَةٍ تُضربُ، فقالت: اللهمّ لا تجعلْ ابني مثلَها. قال: فترك ثديَها وأقبلَ على الأَمة فقال: اللهمّ اجعلْني مثلها. قال: فذاك حين تراجعا الحديث، فقالت: حَلْقَى، مرَّ الراكب ذو الشارة فقلْتُ: اللَّهمّ اجعلْ ابني مثلَهُ، فقلْتَ: اللهمّ لا تجعلْني مثلَه، ومُرّ بهذه الأَمة فقلْتُ: اللهمّ لا تجعلْ ابني مثلَها، فقلتَ: اللهمّ اجعلْني مثلَها؟ فقال: يا أُمَّتاه، إنّ الراكبَ ذا الشارة جبّار من الجبابرة، وإنّ هذه الأَمةَ يقولون: زَنَتْ، ولم تزن، وسَرَقَتْ، ولم تسرق، وهي تقول: حسبي اللَّه".
أخرجاه (2).
(4424)
الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثني هارون بن معروف قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: أخبرني سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن عمر بن الخطاب جاء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعندَه نسوةٌ قد رفعْنَ أصواتهنّ على رسول
(1) وهذا هو الثالث.
(2)
المسند 13/ 434 (8071). ومن طريق جرير في البخاري 6/ 476 (3436)، ومسلم 4/ 1976 (2550) ووهب بن جرير من رجال الشيخين.
اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما استأذنَ عمرُ ابتدَرْن الحجاب، فأذن له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فدخل ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يضحكُ، فقال: أضحكَ اللَّه سِنَّك يا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَجِبْتُ من هؤلاء اللاتي كُنّ عندي، فلمّا سَمِعْنَ صوتَك ابتدرْن الحجابَ". قال عمر: فأنت يا رسول اللَّه أحقُّ أن يَهَبْنَه. ثم قال عمر: أي عدوّات أنفسهنّ، أتَهَبْنَني ولا تَهَبْنَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم! قلن: نعم، أنت أغلظ وأفظّ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1). فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، ما لَقِيَك الشيطانُ قَطُّ سالكًا فَجًّا إلّا سلك فَجًّا غير فَجّك".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4425)
الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحق عن كُمَيل بن زياد عن أبي هريرة قال:
كنت أمشي مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نَخل لبعض أهل المدينة، فقال:"يا أبا هريرة، هلك المُكْثِرون إلّا من قال هكذا وهكذا" ثلاث مرّات حثى بكفَّيه عن يمينه وعن يساره وبين يدَيه، ثم مشى ساعة فقال:"يا أبا هريرة، ألا أدُلُّك على كنز من كنوز الجنّة؟ " فقلتُ: بلى يا رسول اللَّه. قال: "لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، ولا ملجأ من اللَّه إلا إليه". ثم مشى ساعة فقال: "يا أبا هريرة، هل تدري ما حقُّ النّاس على اللَّه عز وجل؟ وما حقُّ اللَّه على النّاس؟ " قلت: اللَّهُ ورسوله أعلم. قال: "فإن حقّ اللَّه على النّاس أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، فإذا فعلوا ذلك فَحقٌّ عليه ألّا يُعَذِّبهَم (3) ".
وفي رواية: أفلا أخبرهم؟ قال: "دَعْهم فليعملوا"(4).
(4426)
الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن أبي عمر عن مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا، فطُوبى للغرباء".
(1) ليس في هذا وصف لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأنّه فظّ أو غليظ -حاشا للَّه- وقد كان عمر رضي الله عنه شديدًا في الحقّ، حتى قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم ما قال في هذا الحديث.
(2)
مسلم 4/ 1864 (2397).
(3)
المسند 13/ 447 (8085)، وإسناده صحيح. ومن طريق أبي إسحق صحّح الحاكم إسناده 1/ 517، ووافقه الذهبي. وذكر محقّقو المسند طرقه وشواهده.
(4)
وهذه في المسند 16/ 535 (10918).
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4427)
الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج عن ابن جُريَح قال: حدّثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال:
تَفرَّج الناسُ عن أبي هريرة، فقال له ناتِل الشاميّ: أيّها الشيخُ، حدِّثنا حديثًا سَمِعْتَه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ أوّل النّاس يُقضى فيه يومَ القيامة ثلاثة: رجل استُشْهد فأتي به فعرّفه نِعَمه فعرَفها، فقال: ما عَمِلْتَ فيها؟ قال: قاتَلْتُ فيك حتى قُتِلْتُ. قَال: كذبْتَ، ولكنّك قاتَلْتَ ليُقال: هو جريء، فقَد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النّار. ورجل تعلّم العلمَ وعلَّمَه وقرأ القرآنَ، فأُتي به فعرّفه نِعمه فعرفها، فقال: ما عَمِلْتَ فيها، قال: تَعلَّمْتُ فيك العلمَ وعلَّمْتُه، وقرأتُ فيك القرآن، فقال: كذبْتَ، ولكنّك تعلّمْتَ ليقالَ: هو عالم، فقد قيل، وقرأتَ القرآنَ ليُقالَ: هو قارىء، فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحِبَ على وجهه حتى ألقي في النّار. ورجلٌ وسَّع اللَّه عليه وأعطاه من أصناف المال كلِّه، فأتي به فعرّفه نِعَمه فَعرَفها، فقال: ما عَمِلْتَ فيها؟ فقال: ما تَرَكْتُ من سبيل تُحِبُّ أن يُنفقَ فيها إلّا أنفقْتُ فيها لك. قال: كذبْتَ، ولكنّك فعَلْتَ ليُقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحِبَ على وجهه حتى أُلقي في النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4428)
الحديث الخامس والتسعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي قال: اخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمر عن همّام بن منبّه أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْبَلُ صلاةُ من أحْدَثَ حتى يتوضَّأَ" فقال رجل من حضرموت: ما الحَدَثُ يا أبا هريرة؟ قال: فُساء أو ضُراط.
أخرجاه (3).
(1) مسلم 1/ 130 (145).
(2)
المسند 14/ 29 (8277)، ومسلم 3/ 1513، 1514 (1905).
(3)
البخاري 1/ 234 (135)، ومسلم 1/ 204 (225) من طريق عبد الرّزّاق، دون سؤال الحضرمي. والحديث بتمامه - من طريق عبد الرّزّاق في المسند 13/ 442 (8078).
(4429)
الحديث السادس والتسعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن نُعيم المُجْمر قال:
رَقِيتُ مع أبي هريرة على ظهر المسجد، فتوضّأ وقال: سمعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ أمّتي يُدْعَون يوم القيامة غُرًّا مُحَجَّلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يُطيلَ غُرّتَه فليفعل".
أخرجاه (1).
(4430)
الحديث السابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا يزيد بن كيسان قال: حدّثني أبو حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعمّه: "قُلْ لا إله إلا اللَّه أشهد لكَ بها يوم القِيامة" قال: لولا أن تُعَيِّرَني قريشٌ - يقولون: إنمَا حَمَلَه على ذلك الجَزَعُ لأَقْرَرْتُ بها عينَك. فأنزل اللَّه تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56].
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4431)
الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثني زهير بن حرب قال: حدّثنا عمر بن يونس الحنفي قال: حدّثنا عكرمة بن عمَّار قال: حدّثني أبو كثير يزيد بن عبد الرحمن قال: حدّثني أبو هريرة قال:
كُنّا قُعودًا حولَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو بكر وعمر في نَفَرٍ، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخَشِينا أن يُقْتَطعَ دوننا، وفَزِعْنا فقُمْنا، فكنتُ أوّل من فزع، فخرجْتُ أبغي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى أتيتُ حائطًا للأنصار لبني النّجّار، فدُرْتُ به هل أجدُ له بابًا فلم أجد، فإذا ربيعٌ يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والرّبيع: الجدول- فاحْتَفَزْتُ (3) فدخلْتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"أبو هريرة" فقلت: نعم يا رسول اللَّه، فقال:"ما شأنك؟ " قلت: كنتَ بين ظهرَينا (4). فقمتَ فأبطأتَ علينا فخشِينا أن تُقتطعَ
(1) البخاري 1/ 235 (136)، ومن طريق سعيد في مسلم 1/ 216 (246). ومن طريق الليث في المسند 15/ 104 (9195).
(2)
المسند 15/ 374 (9610)، ومسلم 11/ 55 (25).
(3)
في مسلم: "فاحتفزْت كما يحتفز الثعلب". واحتفز: تضامّ واجتمع ليتمكّن من الدّخول.
(4)
في ر "ظهورنا". وفي مسلم "أظهرنا".
دوننا، فَفَزِعْنا، فكنتُ أوّل من فزِعَ، فأتيتُ هذا الحائط فاحتفَزْتُ كما يحتفزُ الثعلب، وهؤلاء النّاسُ ورائي. فقال:"يا أبا هريرة" وأعطاني نعليه فقال: "اذهبْ بنعليَّ هاتين، فمن لقِيتَه من وراء الحائط يشهدُ أن لا إله إلا اللَّه مُسْتَيقِنًا بها قلبُه فبشِّرْه بالجنَّة" فكان أوّلَ من لقيتُ عمرُ. فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة؟ فقلت: هاتان نعلا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعَثني بهما: من لقِيتُه يشهدُ أن لا إله إلا اللَّه مُستيقنًا بها قلبُه بشّرْتُه بالجنّة. فضرب بيده بين ثَدْيَيّ فخَرَرْت لاسْتي، فقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعْتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأجْهَشْتُ بالبكاء، ورَكِبَني (1) عمرُ فإذا هو على أثَري، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مالك يا أبا هريرة؟ " قلت: لقيتُ عمر فأخبرته بالذي بعثْتَني به، فضرب بين ثديَيّ ضربة خَرَرْت لاسْتي، وقال: ارجعْ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عمرُ، ما حمَلَك على ما فعلْتَ" فقال: يا رسول اللَّه، أَبعَثْتَ أبا هريرة بنعلَيك: من لقِيَ يشهدُ أن لا إله إلا اللَّه مستيقنًا بها قلبُه بشَّرَه بالجنّة؟ قال: "نعم". قال: فلا تفعل، إنّي أخاف أن يَتَّكِلَ الناسُ عليها، فَخلِّهْم يعلمون، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"فخَلِّهم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4432)
الحديث التاسع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا مَعْمَر عن همّام بن مُنَبِّه قال: هذا ما حدّثنا به أبو هريرة (3).
وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال:"نحن الآخِرون السّابِقون يومَ القيامة، بيدَ أنّهم أُوتوا الكتابَ من قبلنا وأُوتيناه من بعدهم، فهذا يومُهم الذي فُرِض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا اللَّه له، فهم لنا فيه تَبَعٌ، فلليهود (4) غدًا، وللنصارى بعد غد".
أخرجاه (5).
(1) ركبني: تبعني.
(2)
مسلم 1/ 59 (31).
(3)
سيروي المؤلّف هنا بضعة وخمسين حديثًا بالإسناد نفسه، تبعًا للمسند، وهو إسناد صحيح: رجاله رجال الشيخين.
(4)
في المسند "فاليهود. . . فالنصارى".
(5)
المسند 13/ 475 (8115)، ومسلم 2/ 586 (855). ومن طرق أُخر في البخاري. ينظر أطرافه 1/ 345 (238)، والجمع 3/ 135 (2353).
(4433)
الحديث المائة: وبه:
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: مَثَلي ومَثلُ الأنبياء من قبلي كمَثَل رجل ابتنى بيوتًا فأحسنَها وأكملَها وأجمَلَها، إلا موضع لَبِنة من زاوية من زواياها، فجعلَ الناسُ يطوفون ويُعجِبُهم البنيانُ، ويقولون: ألا وَضَعْتَ هاهنا لَبِنةً فيَتِمَّ بُنيانُك". فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "فكنتُ أنا اللَّبِنَة".
أخرجاه (1).
(4434)
الحديث الحادي بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثلي كَمَثل رجلٍ استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حولَها جعل الفراشُ وهذه الدّوابُ التي يَقَعْنَ في النّار يَقَعْنَ فيها، وجعل يَحْجُزُهُنّ وَيَغْلِبْنَه، فيَتَقَحَّمْنَ فيها. قال: "فذلكم مَثَلي ومَثَلكم، أنا آخُذُ (2) بحُجَزِكم عن النّار، هَلُمَّ عن النّار، هَلُمَّ عن النّار، فتغلبونني فتَتَقَحَّمون فيها".
أخرجاه (3).
(4435)
الحديث الثاني بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الملائكة تُصلّي على أحدكم ما دام في مُصَلّاه الذي صلّى فيه ما لم يُحْدِثْ، تقول: اللهمّ اغفرْ له، اللهمّ ارحمْه"(4).
(4436)
الحديث الثالث بعد المائة: وبه:
قال أبو هريرة: بينما رجل يَسوقُ بَدَنةً مُقَلَّدَةً، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"وَيْلَك! اركَبْها"
(1) المسند 13/ 475 (8116)، ومسلم 4/ 1790 (2886). ومن طريق أبي صالح عن أبي هريرة في البخاري 6/ 558 (3535).
(2)
محتملة لـ (آخِذُ) و (آخُذُ).
(3)
المسند 13/ 475 (8117)، ومسلم 4/ 1789 (2284). ومن طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج في البخاري 6/ 458 (3426) باختصار.
(4)
المسند 13/ 477 (8121). وقد أخرج الحديث الإمام مسلم من هذا الطريق وغيره 1/ 459، 460 (649). وأخرجه البخاري 3/ 536، 458 (1689، 1706) عن الأعرج وعكرمة عن أبي هريرة، وجعله الحميدي ممّا اتّفق عليه الشيخان 3/ 122 (2332).
قال: بَدَنَةٌ يا رسول اللَّه، قال:"اركَبْها، ويلك، ارْكَبْها"(1).
(4437)
الحديث الرابع بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده، لو تعلمون ما أعلمُ لضَحِكْتم قليلًا ولبكيْتُم كثيرًا".
[انفرد بإخراجه البخاري](2).
(4438)
الحديث الخامس بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَما قضى اللَّهُ عز وجل الخلق كتبَ في كتابه فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي غَلَبَت غضبي".
أخرجاه (3).
(4439)
الحديث السادس بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لكلّ نبيّ دعوةٌ تستجابُ له، وأُريدُ إنْ شاءَ اللَّهُ أن أؤخّرَ دَعوتي شفاعةً لأُمّتي إلى يوم القيامة".
أخرجاه (4).
(4440)
الحديث السابع بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أحبَّ لقاء اللَّهِ أحبَّ اللَّهُ لقاءه، ومن لم يُحِبَّ لقاءَ اللَّه لم يُحِبَّ اللَّهُ لقاءه".
(1) المسند 13/ 478 (8123). وهو في مسلم أيضًا من هذا الطريق وغيره 2/ 960 (1322). وفي البخاري من طريق الأعرج 1/ 538 (445)، وله طرق أُخر. ينظر الجمع 3/ 145 (2366). ولم ينبّه المؤلّف على إخراج الشيخين لهذين الحديثين.
(2)
في المخطوطتين "أخرجاه"، وهو في المسند 13/ 478 (8124)، والبخاري 11/ 524 (6637) من طريق معمر. ومن طريق سعيد بن المسيّب 11/ 319 (6485). ولم يخرج مسلم هذا الحديث عن أبي هريرة، بل أخرجه عن أنس 1/ 320 (406) وجعله الحميدي من أفراد البخاري 3/ 236 (2495).
(3)
المسند 13/ 479 (8127) وأخرجه البخاري 6/ 287 (3194) من طريق الأعرج عن أبي هريرة. ومسلم 4/ 2107، 2108 (2751) من الأعرج وعطاء بن ميناء.
(4)
المسند 13/ 482 (8132). وبأسانيد أخرى البخاري 16/ 96 (6304) 132/ 447 (7474)، ومسلم 1/ 188، 189 (198).
أخرجاه (1).
(4441)
الحديث الثامن بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أطاعَني فقد أَطاعَ اللَّه، ومن يعصِني فقد عصى اللَّه، ومن يُطعِ الأمير فقد أطاعَني، ومن يعصِ الأميرَ فقد عصاني".
أخرجاه (2).
(4442)
الحديث التاسع بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتل طائفتان عظيمتان، يكون بينهما مَقْتَلةٌ عظيمة، ودعواهما واحدة، ولا تقومُ الساعةُ حتى يُبْعَثَ دجّالون كذّابون قريبًا من ثلاثين، كلُّهم يزعُمُ أنّه رسول اللَّه".
أخرجاه (3).
(4443)
الحديث العاشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ يمين اللَّه مَلأَى، لا يَغِيضُها نفقةٌ، سحّاءُ (4) الليلَ والنهار، أرأيتُم ما أَنفقَ منذُ خلقَ السمواتِ والأرض، وإنّه لم يَغِضْ ما في يمينه".
قال: "وعرشُه على الماء وبيده الأُخرى القَبْض، يَرْفَعُ ويَخْفِض".
قال: "وقال اللَّه عز وجل: أَنفِقْ أُنفِقْ عليك".
أخرجاه.
وفي بعض الألفاظ: "القبض أو الفيض"(5).
(1) المسند 13/ 482 (8133)، وبأسانيد أخرى في البخاري 13/ 466 (7504)، ومسلم 4/ 2066 (2685).
(2)
المسند 13/ 483 (8134). ومن هذا الطريق وطرق أخرى في مسلم 3/ 1466، 1467 (1835) ومن طريق الأعرج وأبي سلمة في البخاري 6/ 116 (2957)، 13/ 111 (7137).
(3)
المسند 13/ 48 (8136، 8137)، والبخاري 6/ 616 (3609)، ومسلم 4/ 2240 (157).
(4)
يغيضها: ينقصها. وسحّاء: كثيرة العطاء.
(5)
المسند 13/ 487، 493 (8140، 8153)، وكلّه في مسلم بهذا الإسناد 2/ 691 (993). وبه في البخاري 13/ 401 (7419) إلى قوله:"يرفع ويخفض". وفيه روايتا "القبض والفيض" ومن طريق الأعرج إلى "يخفض ويرفع" في 8/ 352 (4684)، وسائره في 9/ 497 (5352).
(4444)
الحديث الحادي عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: والذي نفسُ محمد بيده، ليأتِيَنّ على أحدكم يومٌ لأن يراني ثم لأن يراني أحبُّ إليه من أهله وماله معهم".
أخرجاه (1).
(4445)
الحديث الثاني عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل قال: أعدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، ولا خَطَرَ على قلب بشر".
أخرجاه (2).
(4446)
الحديث الثالث عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يأتي ابنَ آدَمَ النَّذرُ بشيءٍ لم أكنْ قَدّرْتُه له، ولكنّهُ يُلقيه إليه وقَد قَدَّرْتُه له، يُستخرجُ به من البخيل، يُؤتيني عليه ما لم يكن آتاني من قبل".
أخرجاه (3).
(4447)
الحديث الرابع عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأى عيسى بنُ مريمَ رجلًا يسرقُ، فقال له عيسى: سَرَقْتَ؟ قال: كلا والذي لا إله إلا هو. قال عيسى: آمنْتُ باللَّه وكذَّبْتُ بصري".
أخرجاه (4).
(1) المسند 13/ 487 (8141)، ومسلم 4/ 1836 (2364). ومن طريق الأعرج في البخاري 6/ 604 (3589).
(2)
المسند 13/ 489 (8143). وأخرجه البخاري 6/ 318 (3244)، ومسلم 4/ 174 (2824) كلاهما من طريق الأعرج.
(3)
المسند 13/ 492 (8152)، والبخاري 11/ 499 (6609) من طريق معمر. ومن طرق في مسلم 3/ 1261، 1262 (1640).
(4)
المسند 13/ 493 (8154)، والبخاري 6/ 478 (3444)، ومسلم 4/ 1838 (2368). ورواية الحديث في المسند والبخاري "وكذّبت عيني" وفي مسلم "وكذّبت نفسي". وما عندنا يوافقه ما عند النسائي 8/ 249، وابن ماجة 1/ 679 (2102) عن أبي هريرة.
(4448)
الحديث الخامس عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واللَّه ما أُؤتيكم من شيء ولا أَمْنَعُكُموه، إنّ أنا إلّا خازنٌ أضعُ حيثُ أُمِرْتُ".
انفرد بإخراجه البخاريّ، وفي حديثه:"إنما أنا قاسم. . . "(1).
(4449)
الحديث السادس عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنما الإمام لِيُؤْتَمَّ به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع اللَّه لمن حَمِده، فقولوا: اللهمّ ربَّنا لك الحمد، وإذا سجدَ فاسجدوا، وإذا صلّى جالسًا فصلُّوا جُلوسًا أجمعون".
أخرجاه (2).
(4450)
الحديث السابع عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أقيموا الصفّ في الصلاة، فإنّ إقامةَ الصفّ من حُسن الصلاة".
[أخرجاه](3).
(4451)
الحديث الثامن عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينما أيّوبُ يَغتسل عُريانًا، خرّ عليه جرادٌ من ذهب، فجعل أيّوبُ يحثي في ثوبه، فناداه ربّه عز وجل: يا أيوبُ، ألم أكُنْ أَغْنَيْتُك عمّا ترى؟ قال: بلى يا ربّ، ولكن لا غِنى بي عن بركتك".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 13/ 494 (8155). وأخرجه البخاري 6/ 217 (3117) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة باللفظ الذي ذكر المؤلّف.
(2)
المسند 13/ 494 (8156)، والبخاري 2/ 208 (722)، ومسلم 1/ 310 (414).
(3)
في الأصل: "انفرد بإخراجه مسلم" وليس صحيحًا. فقد أخرجه مسلم 1/ 324 (435). وأخرجه البخاري أيضًا مع الحديث السابق. وساقه الحميدي في المتّفق عليه - الجمع 1/ 199 (2441). والحديث في المسند 13/ 495 (8157).
(4)
المسند 13/ 496 (8159)، والبخاري 1/ 387 (279).
(4452)
الحديث التاسع عشر بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خُفِّفَ على داود القراءةُ، فكان يأمرُ بدابّته أن تُسْرَجَ، فكان يقرأ القرآنَ من قبل أن تُسْرَجَ دابّتُه، وكان لا يأكلُ إلّا من عمل يدَيه".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4453)
الحديث العشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أزالُ أُقاتِلَ النّاسَ حتى يقولوا لا إله إلا اللَّه، فإذا قالوا لا إله إلّا اللَّه، فقد عصموا منّي أموالَهم وأنفُسَهم إلّا بحقّها، وحسابُهم على اللَّه عز وجل".
أخرجاه (2).
وفي لفظ: "أُمِرْتُ أن أُقاتِلَ. . . "(3).
(4454)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تحاجَّت الجنّة والنّار، فقالت النّارُ: أُوثِرْتُ بالمتكبرين والمتجبِّرين، وقالت الجنّة: فما لي لا يَدْخُلُني إلّا ضعفاءُ النّاس وسَفَلَتُهم وغِرَّتُهم. فقال اللَّه عز وجل للجنّة: إنما أنت رحمتي أَرحمُ بك من أشاءُ من عبادي، وقال للنّار: إنّما أَنتِ عذابي أُعذِّبُ بك من أشاء من عبادي، ولكلّ واحدةٍ منكما ملؤُها، فأمّا النّار فلا تمتلىءُ حتى يضعَ اللَّهُ عز وجل فيها رِجلَه، فتقولَ: قَطْ قَطْ -أي حسبي- وهنالك تمتلىء ويُزْوى بعضُها إلى بعض، ولا يظلمُ اللَّهُ من خَلقه أحدًا، وأمّا الجنّة فإنّ اللَّه عز وجل يُنشىءُ لها خَلقًا".
أخرجاه (4).
وأخرجاه من حديث الأعرج. قال فيه: "حتى يضعَ فيها قَدمَه" وكذا في حديث أنس وغيره (5).
(1) المسند 13/ 497 (8160)، والبخاري 6/ 453 (3417).
(2)
المسند 13/ 499 (8163).
(3)
المسند 14/ 221 (8544) من طريق كثير بن عبيد عن أبي هريرة. وقد أخرجه البخاري 6/ 111 (2946) من طريق سعيد بن المسيب. ومن طرق أخر في مسلم 1/ 51، 52 (20، 21) وفيها: "أمرت".
(4)
المسند 13/ 500 (8164)، والبخاري 8/ 595 (4850)، ومسلم 4/ 2186 (2846).
(5)
البخاري 13/ 434 (7449)، ومسلم - السابق، ولأحمد رواية عن ابن سيرين عن أبي هريرة فيها:"قدمه" 13/ 150 (7718). وينظر الحديث المفصّل عن هذا في كشف المشكل 3/ 244، وفيه مصادر.
(4455)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: وبه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اشتدَّ غضبُ اللَّه عز وجل على قومٍ [. . . .] رسول اللَّه" وهو حينئِذٍ يشير إلى رَباعيته.
وقال: "اشتدَّ غضبُ اللَّه على رجلٍ يَقْتُلُه رسولُ اللَّه في سبيل اللَّه".
أخرجاه (1).
(4456)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّما قريةٍ أتَيْتُموها فأقمتم فيها فسهمُكم فيها، وأَيُّما قَريةٍ عَصَتِ اللَّهَ ورسولَه فإنّ خُمُسَها للَّه ورسوله، ثم هي لكم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4457)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّه عز وجل: كذَّبَني عبدي ولم يكنْ له ذلك، وشتَمَني ولم يكنْ له ذلك. أمّا تكذيبُه إيّاي أن يقول: لن يُعِيدَنا كما بدَأنا. وأما شتمُه إيّاي فيقول: اتّخذَ اللَّهُ ولدًا، وأنا الصَّمَد الذي لم أَلِدْ ولم أُولَد ولم يكنْ لي كُفُوًا أحد".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4458)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَقِيدُ سوطِ أحدِكم من الجنّة خيرٌ فما بين السماء والأرض"(4).
(1) المسند 13/ 528 (2813، 8214)، والبخاري 7/ 372 (4073)، ومسلم 3/ 1417 (1793).
(2)
المسند 13/ 529 (8126)، ومن طريق الإمام أحمد في مسلم 3/ 1376 (1756).
(3)
المسند 13/ 531 (8220)، والبخاري 8/ 739 (4975).
(4)
المسند 13/ 502 (8167). وصحّحه ابن حبّان 14/ 28 (6158). وله شاهد عند البخاري عن أنس 6/ 15 (2796). وبرواية: "ولقابُ قوس أحدكم. . . " في البخاري 6/ 320 (3253) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة.
والقيد: القدر.
(4459)
الحديث السادس والعشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لولا الهجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصار. ولو يندفعُ النّاس في شُعبة أو في وادٍ والأنصارُ في شُعبة لاندفَعْتُ مع الأنصار في شُعبتهم".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4460)
الحديث السابع والعشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لولا بنو إسرائيلَ لم يَخْنَزِ اللحمُ. ولولا حَوّاءُ لم تخُنْ أُنثى زوجَها الدَّهْرَ".
أخرجاه (2).
ومعنى خَنِز: أنتن.
(4461)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خلق اللَّهُ آدمَ على صورته، طولُه ستّون ذِراعًا، فلمّا خلقه قال: اذهبْ فسلِّم على أولئِك النّفرِ -وهم نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيّونك، فإنّها تحيَّتُك وتحيّة ذرّيّتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة اللَّه، فَزادوه: ورحمة اللَّه. قال: فكلّ من يدخل الجنّة على صورة آدم، طولُهُ ستّون ذراعًا. فلم يَزَلْ يَنْقُصُ الخلقُ بعدُ حتى الآنَ".
أخرجاه (3).
(4462)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائة، وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جاءَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى فقال: أجِبْ رَبَّك. قال: فلطَمَ موسى عينَ ملَكِ الموت ففقأَها، فرجع المَلَكُ إلى اللَّه عز وجل فقال: إنّك أرسلْتَنِي إلى عبدٍ لك لا يريدُ الموتَ، وقد فقأَ عيني، قال: فردّ اللَّه عز وجل عينَه وقال: ارجعْ إلى عبدي فقل: الحياةَ تريد؟ فإن كنتَ تريد الحياة فضَعْ يدَك على مَتن ثور، فما توارت بيدك من شعرةٍ فإنّك تعيشُ بها سنة. قال: ثم مَه؟ قال: ثم تموت. قال: فالآن من قريب.
(1) المسند 13/ 503 (8169). ومن طريق محمد بن زياد الأعرج في البخاري 7/ 112 (3779)، 13/ 225 (7244).
(2)
المسند 13/ 504 (8170)، والبخاري 6/ 430 (3399)، ومسلم 2/ 1092 (1470).
(3)
المسند 13/ 504 (8171)، والبخاري 6/ 362 (3326)، ومسلم 4/ 2184 (2841).
قال: ربِّ أَدْنِني من الأرض المقدّسة رميةً بحجر" فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واللَّه لو أنّي عندَه لأرَيْتُكم قَبرَه إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر".
أخرجاه (1).
(4463)
الحديث الثلاثون بعد المائة، وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كانت بنو إسرائيل يغتسلون عُراةً، ينظر بعضهم إلى سَوأة بعض، وكان موسى عليه السلام يغتسل وحدَه، فقالوا: واللَّه ما يمنعُ موسى أن يغتسلَ معنا إلّا أنّه آدَرُ. قال: فذهب مرّةً يغتسلُ، فوضع ثوبَه على حجر، ففرَّ الحجرُ بثوبه، فجمحَ (2) موسى بأثره يقول: ثوبي حَجَرُ، ثَوبي حَجَرُ، حتى نَظَرتْ بنو إسرائيل إلى سَوأَة موسى، فقالوا: واللَّه ما بموسى من بأس. فقام الحجرُ بعدُ حتى نُظِرَ إليه، فأخذ ثوبَه، فَطَفِقَ بالحجر ضَربًا" فقال أبو هريرة: فواللَّه إنّ بالحجر نَدَبًا (3)، سَتّةً أو سبعةً، ضربَ موسى الحجر.
أخرجاه (4).
والأُدرة: انتفاخ الأُنثيين.
وقد ذكر بعض العلماء أن موسى كان مؤتزرًا فابتلّ الإزار. والأُدرة تَبينُ تحت الإزار (5).
(4464)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الغِنى عن كثرة العَرَض (6)، ولكن الغِنى غِنى النّفس".
أخرجاه (7).
(1) المسند 13/ 506 (8172)، والبخاري 6/ 441 (3407)، ومسلم 4/ 1843 (2372) وروَوه عن عبد الرزّاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة - المسند 13/ 84 (7646)، والبخاري ومسلمر- السابقان.
(2)
جمع: أسرع.
(3)
النّدب: الأثر.
(4)
المسند 13/ 507 (8173)، والبخاري 1/ 385 (278) ومسلم 1/ 267، 4/ 1841 (339).
(5)
نقل المؤلّف أقوالًا في هذا الحديث، في كتابه كشف المشكل 3/ 496، ونقل عنه ابن حجر في الفتح 1/ 386 هذا القول، وقال: وفيه نظر.
(6)
العرض: متاع الدنيا.
(7)
المسند 13/ 508 (8174). وأخرجه البخاري عن طريق أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة، 11/ 271 (6446)، ومسلم من طريق أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة 2/ 726 (1051).
(4465)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من مولودٍ يُولَدُ إلّا على الفطرة، وأبواهُ يُهَوِّدانه ويُنَصِّرانه، كما تُنْتجون الإبل، فهل تجدون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تَجْدَعونها؟ " قالوا: يا رسول اللَّه، أفرأيت مَن يموتُ مِن صِغَر. قال:"اللَّه أعلمُ بما كانوا عاملين"(1).
(4466)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلُّ سُلامى من النّاس عليه صدقةٌ كلَّ يوم تطلُعُ فيه الشمسُ" قال: "تَعْدِلُ بين الاثنين صدقة، وتُعين الرجلَ في دابّته وتحملُه عليها أو ترفعُ له مَتاعَه عليها صدَقة"، وقال:"الكلمة الطيّبة صدقة" وقال: "كلّ خَطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميطُ الأذى عن الطريق صدقة".
أخرجاه (2).
والأصل في السُّلامى أنّه عَظم يكون في فِرْسِنِ البعير. ومعنى الحديث: على كلّ عظم من عظام ابن آدم صدقة.
(4467)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ما ربُّ النَّعَم لم يُعطِ حقَّها تسلَّطُ عليه يومَ القيامة، تَخْبِطُ وجهَه بأخفافها.
يكون كَنزُ أحَدِكم يومَ القيامة شُجاعًا أقرعَ، يَفِرُّ منه صاحبُه، ويطلبه ويقول: أنا كَنزك، فلن يزالَ يطلبُه حتّى يَبْسُطَ يدَه فيُلْقِمَها فاه" (3).
(4468)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس المسكينُ هذا الطوّاف الذي يطوفُ على النّاس، تَرُدُّة اللُّقمة
(1) المسند 13/ 510 (8179). وبهذا الإسناد عند الشيخين - ولم ينبّه عليه في المخطوطتين: البخاري 11/ 493 (6599)، ومسلم 4/ 2047 (2658).
(2)
المسند 13/ 512 (8183)، والبخاري 5/ 309 (2707)، ومسلم 2/ 99 (1009).
(3)
المسند 13/ 512 (8184، 8185). وبهذا الإسناد في البخاري 12/ 330 (6957، 6958). بتقديم وتأخير عما في رواية المسند. ولم يُنبّه المؤلّف على إخراج البخاري له. وينظر روايات الحديث في الجمع 3/ 165 (2385) في المتّفق عليه.
واللُّقمتان، والتَّمرة والتَّمرتان، إنّما المسكينُ الذي لا يجدُ غِنًى يُغنيه، ويستحيي أن يسألَ النّاس، ولا يُقْطَنُ له فيُتَصَدَّقَ عليه".
أخرجاه (1).
(4469)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تصومُ المرأةُ وبعلُها شاهدٌ إلّا بإذنه، ولا تأذنُ في بيته وهو شاهد إلا بإذنه. وما أنفقتْ من كَسبه من غير أمره فإن نصفَ أجره له".
أخرجاه (2).
(4470)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَقُلْ أحدُكم للعنب الكَرْمَ، فإنّما الكَرْمُ الرجلُ المسلم".
أخرجاه (3).
وفي لفظ: "فإنّما الكرم قلبُ المؤمن"(4).
وإنما نهى عن هذا لأن العرب كانوا يسمّونها كَرْمًا لما يدّعون من إحداثها في قلوب شاربيها من الكَرَم، فنهى عن تسميتها بما تُمدح به، تأكيدًا لتحريمها وذمّها، فأعلمَ أن قلب المؤمن لما فيه من نور الإيمان أولى بذلك الاسم (5).
(4471)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اشترى رجل من رجلٍ عَقارًا له، فوجد الرجلُ الذي اشترى العقارَ في عَقاره جرّةٌ فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خُذ ذهبك منّي، إنّي إنما
(1) المسند 13/ 513 (8187). وهو في البخاري من طريق محمد بن زياد، والأعرج وعطاء بن يسار وابن أبي عمرة عن أبي هريرة 3/ 340، 341 (1476، 1479)، 8/ 202 (4539) وأخرجه مسلم 2/ 719 (1039) من طريقي عطاء والأعرج عن أبي هريرة.
(2)
المسند 13/ 514 (8188) ومسلم 2/ 711 (1026) وأخرج البخاري من طريق عبد الرزّاق 4/ 301 (2066): "إذا أنفقت. . " ومن طريق الأعرج 9/ 295 (5195) أخرجه كاملًا.
(3)
المسند 13/ 515 (8190).
(4)
المسند 12/ 399 (7257) والرّوايات كلّها صحيحة، ينظر البخاري 10/ 564، 566 (6182، 6183)، ومسلم 4/ 1763 (2247).
(5)
ينظر الكشف 3/ 345.
اشتريْتُ منك الأرض ولم أبْتَعْ منك الذهب، وقال الذي باع الأرض: إنما بِعْتُك الأرضَ وما فيها. فتحاكما إلى رجل، فقال الذى تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدُهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية. قال: أنْكح الغلامَ الجاريةَ، وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدّقا".
أخرجاه (1).
(4472)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيفرحُ أحدُكم براحلته إذا ضلَّت ثم وجدَها؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه. قال: "والذي نفسُ محمّد بيده، للَّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده إذا تاب من أحدكم براحلته إذا وجدَها"(2).
(4473)
الحديث الأربعون (3) بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا توضّأَ أحدُكُم فَلْيَسْتَنْشِقْ بمَنْخِرَيه من الماء ثم لِيَنْثُر"(4).
(4474)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسُ محمَّد بيده، لو كان أُحُدٌ عندي ذهبًا لأحْبَبْتُ ألّا يأتيَ عليّ ثلاثُ ليالٍ، وعندي منه دينار أجِدُ من يقبله منّي، ليس شيءٌ أرصُدُه في دَين عليَّ".
أخرجاه (5).
(4475)
الحديث الثاني والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَقُلْ أحدُكم: اسْقِ ربَّك، أَطْعِمْ ربَّك، وَضِّىء ربَّك، ولا يَقُلْ
(1) المسند 13/ 515 (8191)، والبخاري 6/ 512 (3472)، ومسلم 3/ 345 (1721).
(2)
المسند 13/ 516 (8192). وقد روى الإمام مسلم هذا الحديث من هذه الطريق وغيرها 4/ 2102 (2675). وينظر الجمع 3/ 6 (2170).
(3)
سقط هذا الحديث من نسخة ر.
(4)
المسند 13/ 517 (8194). وهذا الحديث بهذا الإسناد في مسلم 1/ 212 (237)، وله فيه وفي البخاري روايات وطرق. ينظر الجمع 3/ 143 (2361).
(5)
المسند 13/ 517 (8195) والبخاري 13/ 217 (7228). وفي مسلم 2/ 687 (991) من طريق محمد بن زياد.
أحدُكم: ربّي، وليقل: سيّدي ومولاي. ولا يقل أحدُكم: عبدي، أَمَتي، وليقل: فتاي، فتاتي، غلامي".
أخرجاه (1).
(4476)
الحديث الثالث والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ إنّي أتَّخِذُ عندَك عهدًا لن تُخْلِفَنيه، إنما أنا بشرٌ، فأيُّ المؤمنين آذَيْتُه، أو شَتَمْتُه أو جلَدْتُه، أو لَعَنْتُه، فاجعلْها له صلاةً وزكاة وقُربةً تقرِّبه بها يوم القيامة".
أخرجاه (2).
(4477)
الحديث الرابع والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يسرِقُ سارقٌ حين يسرقُ وهو مؤمن، ولا يزني زانٍ حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الشاربُ حين يشرب وهو مؤمن. والذي نفس محمدٍ بيده، لا ينتهبُ أحدُكم نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ يرفعُ إليه المؤمنون أعينَهم فيها وهو حين يَنْتَهِبُها مؤمن، ولا يَغِلُّ أحدُكم حين يَغِلُّ وهو مؤمن. فإيّاكم إيّاكم"؟ .
أخرجاه (3).
(4478)
الحديث الخامس والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واللَّه لأن يَلَجَّ (4) أحدُكم بيمينه في أهله آثمُ له عند اللَّه من أن يُعطيَ كفّارَتَه التي فرضَ اللَّهُ عز وجل عليه".
أخرجاه (5).
(1) المسند 13/ 518 (8197)، والبخاري 5/ 177 (2552)، ومسلم 4/ 1764، 1765 (2249).
(2)
المسند 13/ 520 (8199)، وأخرجه البخاري من طريق سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة 11/ 171 (6361)، ومسلم من طرق عن الأعرج وسالم مولى النصريّين وسعد، كلّهم عن أبي هريرة 4/ 2008، 2009 (2601).
(3)
المسند 13/ 521 (8202)، والحديث من طرق عن أبي هريرة في مسلم 1/ 76، 77 (57)، والبخاري 5/ 119 (2475) وفيه الأطراف، وينظر الجمع 3/ 52 (2231).
(4)
لجّ الرجل: حلف على شيء ثم رأى أن غيره خير منه، ولكنه أقام على يمينه.
(5)
المسند 13/ 524 (8208)، والبخاري 11/ 517 (6625)، ومسلم 3/ 1276 (1655).
والمعنى أنّه يحلف ألّا يبرَّ ثم لا يكفّر (1).
(4479)
الحديث السادس والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يضحكُ اللَّهُ عز وجل لرجلين يقتلُ أحدُهما الآخرَ، كلاهما يَدْخُلُ الجنّة". قالوا: كيف يا رسول اللَّه؟ قال "يُقْتَلُ هذا فَيَلِجُ (2) الجنّة، ثم يتوب اللَّهُ على الآخر فيهديه إلى الإسلام، ثم يُجاهد في سبيل اللَّه فيُستشهد".
أخرجاه (3).
(4480)
الحديث السابع والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قيل لبني إسرائيلَ: ادخُلوا البابَ سُجَّدًا وقولوا حِطّة، فبدَّلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حَبّة في شَعَرة".
أخرجاه (4).
(4481)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قامَ أحدُكم من الليل فاسْتَعْجَمَ القرآنُ على لسانه فلم يَدْرِ ما يقول، فلْيَضْطَجعْ".
انفرد بإخراجه مسلم (5).
(4482)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نِعِمّا للمملوك أن يُتَوَفَّى يُحسِنُ عبادةَ اللَّه وصَحابةَ سيِّدِه. نِعِمّا له، نِعِمّا له"(6).
(4483)
الحديث الخمسون بعد المائة: وبه:
(1) أي: فهذا آثم من التكفير.
(2)
يلج الجنّة: يدخلها.
(3)
المسند 13/ 533 (8224) ومسلم 3/ 1505 (1890). وأخرجه مسلم والبخاري 6/ 39 (2826) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
(4)
المسند 13/ 535 (8230)، والبخاري 6/ 436 (3403)، ومسلم 4/ 2312 (3015).
(5)
المسند 13/ 536 (8231)، ومسلم 1/ 543 (787).
(6)
المسند 13/ 536 (8233)، ومسلم 3/ 1285 (1667). وأخرجه البخاري 5/ 175 (2549) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. ولم يُنبّه عليه.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَقُلْ أحدُكم: اللهمّ اغفر لي إنّ شِئْتَ، وارحَمْني إنّ شئْتَ، وارزقْني إنّ شئْتَ. ليَعْزِمْ مسألتَه، إنّه يفعل ما يشاء لا مُكْرِهَ له".
أخرجاه (1).
(4484)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غزا نبيٌّ من الأنبياء، فقال لقومه: لا يَتْبَعني رجلٌ مَلَكَ بُضْعَ امرأةٍ وهو يريدُ أن يبنيَ بها ولمّا يَبْنِ، ولا آخرُ قد بنى بُنيانًا ولم يَرفع سُقُفَها، ولا آخرُ قد اشترى غَنمًا أو خَلِفاتٍ (2)، وهو ينتظر أولادها. فغزا، فدنا من القرية حين صلّى العصرَ أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: أنتِ مأمورةٌ وأنا مأمور، اللهمّ احْبِسْها عليَّ شيئًا، فحُبِسَت عليه حتى فتح اللَّه عليه، فجمعوا ما غَنِموا، فأقبلت النّار لتأكلَه فأَبَتْ أن تَطْعَمَه، فقال: فيكم غُلول (3)، فليُبايعْني من كلّ قبيلة رجلٌ، فبايعوه، فلَصِقَت يدُ رجلٍ بيده، فقال: فيكم الغُلول، فلتُبايِعْني قبيلتُك، فبايَعَتْه قبيلتُه، فلَصِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغُلول، أنتم غَلَلْتُم، فأخرَجوا له مثلَ رأس بقرة من ذهب فوضعوه في المال وهو بالصّعيد، فأقبلت النارُ فأكلَتْه، فلم تحِلَّ الغنائمُ لأحدٍ من قبلنا، ذلك لأن اللَّه تعالى رأى ضَعْفَنا وعجزَنا فطيَّبَها لنا".
أخرجاه (4).
(4485)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيتُ أنّي أنزِعُ على حوض أسقي النّاس، فأتاني أبو بكر فأخذ الدّلوَ من يدي ليُرَوِّحَني، فنزعَ ذَنوبَين، وفي نَزعه ضَعف. واللَّه يغفر له، فأتاني ابنُ الخطّاب [واللَّه يغفر له] فأخذها [منّي، فلم ينزِع رجلٌ] حتى تولّى الناسُ والحوضُ يتفجّر".
(1) المسند 13/ 538 (8237)، والبخاري 13/ 448 (7477). وفي مسلم 4/ 2063 (2679) من طريق العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه ومن طريق عطاء بن ميناء عن أبي هريرة.
(2)
الخلفات جمع خَلِفة: الناقة التي قربت ولادتها.
(3)
الغلول: الخيانة من الغنيمة.
(4)
المسند 13/ 538 (8238)، ومسلم 3/ 1366 (1747). وأخرجه البخاري 6/ 220 (3124) من طريق معمر.
أخرجاه (1).
(4486)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تُقاتلوا خُوزَ وكرمان من الأعاجم، حُمْرَ الوجوه، فُطْسَ الأنوف، صغارَ الأعين، كأنّ وجوهَهم المجانُ المُطْرَقَة. ولا تقوم الساعة حتى تُقاتلوا قومًا نِعالُهم الشَّعرُ"(2).
أخرجه البخاريّ بهذا اللفظ: وقد أخرجاه بألفاظ أُخر لم يُذكر فيها خُوز وكرمان.
وقد سبق معنى المُطْرَقة: وهي التُّرسة التي أُلبست العَقَب.
(4487)
الحديث الرابع والخمسون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العين حقٌّ" ونهى عن الوشم.
أخرجه البخاري. وأخرج مسلم: "العين حقٌّ". فحسب (3).
(4488)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ أحدُكم في صلاة ما كانت الصلاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه إلا انتظارُها"(4).
(4489)
الحديث السادس والخمسون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينما أنا نائم أُتيتُ بخزائن الأرض، فوُضع في يديّ سواران من ذهب، فكبُرا عليّ وأهمّاني. فأُوحِيَ إليّ: أن أنفُخْهما، فَنَافخْتُهما فذهبا، فأوّلْتُهما الكذّابَين اللذين أنا بينهما: صاحبَ صنعاءَ. وصاحب اليمامة".
أخرجاه (5).
(1) المسند 13/ 540 (8239): والتتمّة منه. وهو في البخاري 12/ 415 (7022). وينظر 7/ 18 (3664) وأخرجه مسلم 4/ 1860، 1861 (2392) من طريق سعيد بن المسيّب وغيره عن أبي هريرة.
(2)
المسند 13/ 541، 542 (8240، 8241). وبهذا في البخاري 6/ 604 (3590). وله روايات وطرق أخر - ينظر 6/ 104 (2928). ومن طرق عن أبي هريرة في مسلم 4/ 2233، 2234 (2912).
(3)
المسند 13/ 543 (8245)، والبخاري 10/ 203 (5740)، ومسلم 4/ 1719 (2187).
(4)
المسند 13/ 544 (8246). والحديث من طرق عن أبي هريرة في البخاري ومسلم - ينظر أطرافه في البخاري 1/ 282 (176)، ومسلم 1/ 649، 650 (649). وينظر الجمع 3/ 145 (2366).
(5)
المسند 13/ 545 (8249)، والبخاري 8/ 89 (4375)، ومسلم 4/ 1781 (2274).
والمراد: بصاحب صنعاء: الأسود العنسي. والآخر: مُسَيلمة.
(4490)
الحديث السابع والخمسون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس أحدٌ منكم بمُنجيه عملُه، ولكن سدِّدوا وقارِبوا" قالوا: ولا أنت يا رسول اللَّه؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمَّدَني منه برحمة وفضل".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن المقبُري عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُنجي أحدَكم عملُه". قالوا: ولا أنت يا رسول اللَّه؟ قال: "ولا أنا، إلّا أن يتغَمَّدَني اللَّهُ برحمةٍ. فسَدِّدوا وقارِبوا، واغْدُوا ورُوحوا، وشيءٌ من الدُّلجة، والقَصْدَ القَصْدَ تبلغوا"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد السلام بن مُطَهِّر قال: حدّثنا عمر بن عليّ عن مَعن ابن محمّد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلا غلَبَه. فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغَدوة والرَّوحة وشيءٍ من الدُّلجة"(3).
انفرد بإخراج الطريقين البخاري.
(4491)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داوود الطيالسي قال: حدّثنا عِمران القطّان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: "إنّها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين، إنّ
(1) المسند 13/ 546 (8250). وله طرق في مسلم 4/ 2169 - 2171 (2816) والبخاري كما سيأتي.
(2)
المسند 16/ 395 (10677) والبخاري 11/ 294 (6463) من طريق ابن أبي ذئب. وروح من رجال الشيخين.
(3)
البخاري 1/ 93 (39). وينظر الفتح 1/ 95.
الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثرُ من عَدَد الحصى" (1).
(4492)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: وبه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا صفوان قال: حدّثنا ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للحيّات: "ما سالمْناهنّ منذ حاربْناهنّ، فمن ترَكَ شيئًا خِيفتهنّ فليس منّا"(2).
(4493)
الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرني سهيل قال: حدّثني أبي عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح: "اللَّهمّ بك أصبَحْنا، وبك أمسَيْنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير"(3).
(4494)
الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُليمان ابن داود الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر قال: حدّثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثلُ أُجور من تَبِعَه لا ينقصُ ذلك من أُجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثلُ آثام من تَبِعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 16/ 427 (10734)، ومسند الطيالسي 332 (2545)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 332 (2194)، ووثّق الهيثمي رجاله 3/ 178. وحسّن إسناده الألباني في الصحيحة 4/ 240 (2205).
(2)
المسند 16/ 433 (10741)، وجوّد محقّقو المسند إسناده. ومن طريق ابن عجلان في سنن أبي داود 4/ 363 (5248)، وقال عنه الألباني: حسن صحيح.
(3)
المسند 16/ 444 (10763)، وإسناده صحيح. وقد صحّحه ابن حبّان من طريق حمّاد بن سلمة 3/ 44 (964). ومن طرق عن سهيل في الأدب المفرد 2/ 681 (1199) وأبى داود 4/ 317 (5068)، وابن ماجة 2/ 1272 (3868)، والترمذي 5/ 435 (3391)، وقال: حسن. وصحّحه الألباني.
(4)
المسند 15/ 83 (9160). ومن طرق عن إسماعيل في مسلم 4/ 2060 (2674)، وسليمان بن داود الهاشمي ثقة، روى له أصحاب السنن.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال:
جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فحثَّ عليه، فقال رجل: عندي كذا وكذا. قال: فما بقي في المجلس إلا من قد تصدّق بما قلَّ أو كثر. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "من سنَّ خيرًا فاستُنَّ به كان له أجرُه كاملًا، ومن أُجور من استنَّ به، ولا ينقصُ أجورهم شيئًا، ومن استنّ شرًّا فاستُنّ به فعليه وزرُه كاملًا، ومن أوزار الذي استنّ به، لا ينقُصُ من أوزارهم شيئًا"(1).
(4495)
الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن بشّار العَبديّ قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد المجيد قال: حدّثنا عبد الحميد بن جعفر قال: سمعْتُ عمر بن عبد الحكم يحدّث عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تذهبُ الأيام والليالي حتى يملكَ رجل يقال له الجَهْجاه".
انفرد بإخراجه مسلم. وذكره الحميدي فزاد فيه: "رجل من الموالي"(2).
(4496)
الحديث الثالث والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز وهاشم قالا: حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال: حدّثنا عبد اللَّه بن رباح قال:
وَفَدَتْ وفودٌ إلى معاوية أنا فيهم وأبو هريرة، وذاك في رمضان، فجعل بعضُنا يصنعُ لبعض الطعام، وكان أبو هريرة يُكثر أن يدعوَنا إلى رَحْله، فأَمَرْتُ بطعام فصُنع، ولقيتُ أبا هريرة فقُلت: الدعوةُ عندي الليلة، قال: أَسَبَقْتَني؟ قلت: نعم، فدعوتهم، فقال أبو هريرة: ألا أعلِّلُكم (3) الحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ فذكر فتح مكّة، قال:
أقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدخل مكّة، فبعث الزّبيرَ على إحدى المُجَنَّبَتين وبعث خالدًا
(1) المسند 16/ 436 (10749). وهو في ابن ماجة 1/ 74 (204)، قال في الزوائد: إسناده صحيح. ويشهد له الطريق السابق.
(2)
مسلم 4/ 2232 (2911)، وأخرجه أحمد 14/ 100 (8364) عن شيخه عن أبي بكر الحنفي، عبد الكبير ابن عبد المجيد به. ورواية الحميدي المشار إليها، في الجمع 3/ 314 (2757).
(3)
في المسند: "أعلِّمكم".
على المُجَنَّبَة الأخرى، وبعث أبا عُبيدة على الحُسَّر (1)، فأخذوا ببطن الوادي ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في كتيبته. قال: وقد وبَّشَت قريش أوباشَها (2)، وقالوا: تُقَدِّم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنّا معهم، وإن أُصيبوا أُعطينا الذي سُئلْنا. قال أبو هريرة: فنظر فقال لي: "أبا هريرة" قلت: لبَّيك يا رسول اللَّه. قال: "اهتِفْ لي بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاريٌّ" فهتفْتُ بهم، فجاءوا فأطافوا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"أتَرَون إلى أوباش قُريش وأتباعهم؟ " ثم قال بيدَيه إحداهما على الأُخرى: اُحْصدوهم حَصْدًا حتى توافوني بالصّفا". قال أبو هريرة: فانطلَقْنا، فما يشاءُ أحدٌ منّا أن يقتلَ منهم ما شاء إلّا قتله، وما من أحد منهم يُوَجّهُ إلينا شيئًا. فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول اللَّه، أُبيحت خضراء قريش، لا قُريشَ بعد اليوم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أغلقَ بابَه فهو آمِن، ومن دخل دارَ أبي سفيان فهو آمِن" فغلّق الناسُ أبوابهم، فأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الحَجَر فاستلمه، ثم طاف بالبيت وفي يده قوسٌ آخِذٌ بسِية القوس (3)، فأتى في طوافه على صنم إلى جنب البيت يعبُدونه، فجعل يطعن بها في عينه ويقول: "جاء الحقُّ وزهق الباطلُ" ثمّ أتى الصّفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت، فرفع يدَيه، فجعل يذكُرُ اللَّه بما شاء أن يذكرَه ويدعوه والأنصار بجنبه، قال: يقول بعضهم لبعض: أمّا الرجلُ فأدرَكَتْه رغبةٌ في قريته ورأفةٌ بعشيرته.
قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يَخْفَ علينا، فليس أحدٌ من النّاس يرفعُ طَرْفَه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى يقضي. فلما قضى الوحيُ رفع رأسه فقال:"يا معشر الأنصار، أقُلْتُم: أما الرجلُ فأدرَكَتْه رغبةٌ في قريته ورأفةٌ بعشيرته؟ " قالوا: قلنا ذلك يا رسول اللَّه، قال:"فما اسمي إذًا، كلّا إني عبد اللَّه ورسوله، هاجرْتُ إلى اللَّه وإليكم، فالمَحيا مَحياكم والمماتُ مَماتكم"، فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: واللَّهُ ما قُلنا إلّا الضَّنَّ برسول اللَّه. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فإنّ اللَّه ورسولَه يصدَقانكم ويعذُرانكم".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) الحُسَّر: الذين لا دروع عليهم.
(2)
وبّشت أوباشها: جمعت جموعها.
(3)
سِية القوس: طرفها المنحني.
(4)
المسند 16/ 553 (10948). وأخرجه مسلم 3/ 1405 - 1407 (1780) من طرق بهز. ومن طرق أخر.
(4497)
الحديث الرابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليُّ بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدّثنا إسماعيل بن عُبيد اللَّه عن كريمة بنت الحَسحاس المُزَنيّة قالت: حدّثنا أبو هريرة:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قال اللَّه عز وجل: أنا مع عبدي ما ذكرَني وتَحرَّكَتْ بي شفتاه"(1).
(4498)
الحديث الخامس والستون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني أبو بكر ابن إسحق قال: أخبرنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جُزّوا الشّواربَ وأرخوا اللِّحى، خالِفوا المجوس".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشَيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قُصُّوا الشَّواربَ وأعفوا اللِّحى"(3).
(4499)
الحديث السادس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بالرُّعب، وأُعطيتُ جوامعَ الكلم. وبينا أنا نائم إذ جيء بمفاتيح خزائن الأرض فوُضِعَت في يَدَيَّ".
قال أبو هريرة: لقد ذهب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها.
أخرجاه (4).
(1) المسند 16/ 572 (10976) ورجاله ثقات، وعلّقه البخاري 13/ 499 قال: وقال أبو هريرة. . . وتحدّث عنه ابن حجر 13/ 500. ومن طريق إسماعيل بن عبيد اللَّه أخرجه ابن ماجة 2/ 1246 (3792)، وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 1/ 496، وصحّحه ابن حبّان 3/ 97 (815)، وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(2)
مسلم 1/ 222 (260) ومن طريق العلاء في المسند 14/ 390 (8785).
(3)
المسند 12/ 34 (7132). وعمر بن أبي سلمة صدوق يخطىء، روى له أصحاب السنن. التقريب 1/ 429. وقد حسّن محقّقو المسند إسناده. ويشهد له الطريق الصحيح السابق، وشواهد أخرى في الصحيحين.
(4)
المسند 13/ 70 (7632). ومن هذا الطريق وغيره في مسلم 1/ 371، 372 (523). ومن طريق ابن شهاب في البخاري 6/ 128 (2977).
والنَّثل: نثرك الشيء بجَرّة واحدة. قال: نَثَل ما في كِنانتَه: إذا نثره.
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "فُضِّلْتُ على الأنبياء بستٍّ: أُعْطيتُ جوامعَ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعب، وأُحِلَّت لي الغنائم، وجُعِلَت لي الأرضُ طهورًا ومسجدًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخلق كافّة، وخُتِم بي النبيُّون".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4500)
الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثني يحيى ابن يوسف قال: أخبرنا أبو بكر عن أبي حُصَين عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "بُعِثْتُ أنا والساعةُ كهاتين" يعني إصبعين.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4501)
الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزُّهريّ عن أبي سلَمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُخْبِرُكم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "بنو عبد الأشهل، وهم رَهط سعد بن معاذ، قالوا: ثم مَنْ يا رسول اللَّه؟ ثم بنو عبد النجّار" قالوا: ثم مَن يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم بنو الحارث بن الخَزْرَج" قال: ثم من يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم بنو ساعدة" قالوا: ثم مَن يا رسول اللَّه؟ قال: "ثمّ في كلّ دور الأنصار خير"(3).
قال معمر: أخبرني ثابت وقتادة أنهما سَمِعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث، إلا أنّه قال:"بنو النّجار، ثم بنو عبد الأشهل"(4).
(1) مسلم 1/ 371 (523)، ومن طريق العلاء في المسند 15/ 194 (9337).
(2)
البخاري 11/ 347 (6505).
(3)
المسند 13/ 66 (7628)، وإسناده صحيح.
(4)
المسند 13/ 68 (7629). وهي في مسند أنس: البخاري 7/ 115 (3789)، ومسلم 4/ 1949 (2511) وينظر الجمع 2/ 527 (1893).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا أبي عن أبي صالح عن ابن شهاب قال: قال أبو سلَمة وعُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتبة سمعا أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس عظيم من المسلمين: "أحدِّثُكم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه. قال: "بنو عبد الأشهل" قالوا: ثم من يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم بنو النّجّار"، قالوا: ثم من يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم بنو الحارث بن الخزرج". قالوا: ثم مَن يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم بنو ساعدة" قالوا: ثم من يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم في كلِّ دور الأنصار خير". فقام سعد بن عُبادة مُغْضَبًا، فقال نحن آخر الأربع! حين سمَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دارهم، فأراد كلامَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال له رجال من قومه: اجلس، ألا ترضى أن سمَّى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم دارَكم في الأربع الدُّور التي سمّى، فمَن ترك فلم يُسَمِّ أكثرُ ممّن سمّى. فانتهى سعد بن عُبادة عن كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراج الطريقين مسلم (1).
(4502)
الحديث التاسع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أَذِنَ اللَّه لشيءٍ ما أَذِن لنبيٍّ أن يتغنَّى بالقرآن"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثني إبراهيم بن حمزة قال: حدّثني ابن أبي حازم عن يزيد ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أنّه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أَذِنَ اللَّه لشيءٍ ما أذِن لنبيٍّ حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن يجهر به"(3).
الطريقان في الصحيحين.
(1) مسلم 4/ 1951 (2512).
(2)
المسند 13/ 102 (7670) ومن طريق الزهري في البخاري 9/ 68 (5023)، ومسلم 1/ 545 (792). وعبد الرزّاق ومعمر إمامان ثقتان.
(3)
البخاري 13/ 518 (7544)، ومن طريق يزيد في مسلم - السابق.
(4503)
الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن النَّضر ابن أبي النّضر قال: حدّثني أبو النّضر قال: حدّثنا عُبيد اللَّه الأشجعي عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "المدينةُ حَرَم، فمن أحدثَ فيها حَدَثًا أو آوى مُحْدِثًا، فعليه لعنةُ اللَّه والملائكةِ والناس أجمعين، لا يُقْبَلُ منه عَدلٌ ولا صَرْفٌ. وذمّة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخْفَرَ مسلمًا، فعليه لعنة اللَّه والملائكة والنّاسِ أجمعين، لا يُقْبَلُ منه يومَ القيامةَ عَدْلٌ ولا صَرْفٌ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن ابن المسيَّب عن أبي هريرة قال:
حَرّمَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما بين لابتَي المدينة. قال أبو هريرة: لو وَجَدْتُ الظِّباءَ ما بين لابتَيها ما ذَعَرْتُها. وجعل حولَ المدينة اثني عشر ميلًا حِمًى.
أخرجاه (2).
(4504)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تُفتحُ أبواب الجنّة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيُغفرُ لكلّ عبد لا يشرك باللَّه شيئًا، إلّا رجلًا كان بينه وبين أخيه شحناءُ، فيقال: أنْظِروا هذين حتى يَصْطَلحا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) مسلم 2/ 999 (1371). ومن طريق الأعمش في المسند 15/ 91 (9173).
(2)
المسند 13/ 176 (7754)، ومسلم 2/ 100 (1372). ومن طريق الزهري في البخاري 4/ 89 (1873).
(3)
مسلم 4/ 1987 (2565)، ومن طريق سهيل في المسند 13/ 77 (7639).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عاصم عن محمد بن رِفاعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصومُ يوم الاثنين والخميس. فقيل له، فقال:"إنّ الأعمال تُعْرَضُ كلَّ إثنين وخميس، فيَغفرُ اللَّه لكلّ مسلمٍ ولكلِّ مؤمنٍ إلّا المتهاجرَين، فيقول: أخِّروهما"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا الخَزْرَج بن عثمان السَّعدي عن أبي أيوب مولى عثمان عن أبى هريرة قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ أعمال بني آدم تُعرضُ كلّ خميس ليلةَ الجمعة، فلا يُقبَلُ عملُ قاطعِ رَحِمٍ"(2).
(4505)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال:
خَرجْنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، ففتح اللَّهُ عز وجل علينا، فلم نغنَمْ ذهبًا ولا وَرِقًا، وإنما غَنِمْنا المتاع والطعام والثّياب، ثم انطلقْنا إلى الوادي ومع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبدٌ له وهبه له جُذام، يُدعى رفاعة بن زيد (3). فلمّا نزلْنا الوادي قام عبدُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَحُلُّ رَحْلَه، فرُمي بسهم فكان فيه حَتْفُه، فقلنا: هنيئًا له الشهادةُ يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كلّا والذي نفسي بيده، إنّ الشَّملة (4) لَتَلْتَهِبُ عليه نارًا، أخذَها من الغنائم يومَ خيبر، لم تُصِبْها المقاسم" قال: ففَزع النّاس، فجاء رجل بشِراك أو شِراكين، فقال: يا رسول اللَّه،
(1) المسند 14/ 98 (8361). ومن طريق أبي عاصم، الضحاك بن مخلد أخرجه الترمذي 3/ 122 (767) وقال حسن غريب. وابن ماجة 1/ 553 (1740) وقال في الزوائد: إسناده صحيح غريب. ومحمد بن رفاعة ذكره ابن حبّان في الثقات، تفرّد بالرواية عنه الضحّاك بن مخلد، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين، وله شاهد من حديث أسامة. وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 16/ 191 (10272)، ومن طريق الخزرج في الأدب المفرد 1/ 35 (61). وضعّف الألباني إسناده - الإرواء 4/ 105 (949)، وحسّن محقّقو المسند إسناده.
(3)
في الصحيحين: "من بني الضُّبيب".
(4)
الشّملة: كساء يؤتزر به.
أصبت يوم خيبر. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "شِراك من نار" أو "شِراكان من نار".
أخرجاه (1).
(4506)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: حدّثنا المبارك (2) بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن العلّاف قال: أخبرنا عثمان بن محمد الآدمي (3) قال: حدّثنا أبو بكر عبد اللَّه بن أبي داود قال: حدّثنا سهل بن بحر قال: حدّثنا عثمان بن الهيثم قال: حدّثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
وكَّلني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فجاء رجلٌ فجعل يحثو من ذلك الطعام، فأخذْتُه وقُلْت: واللَّه لأرفعَنَّك إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: فشكا إليَّ حالَه وكثرةَ عياله وقال: دَعْني فإنّي لا أعود، فرَحِمْتُه وخلّيْتُ سبيله، فلما أصبح قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما فعل أسيرُك يا أبا هريرة؟ " قال: قلت: شكا إليّ حالَه وكثرةَ عياله فرَحِمْتُه وخلَّيتُ سبيله، فقال:"كذب، أما إنّه سيعود". فلما كانت الليلة الثانية إذا هو قد جاء يحثو من الطعام، فأخذْتُه فقُلتُ: أَلم تزعمْ أنّك لا تعود؟ فشكا حالَه وكثرةَ عياله، وقال: دَعْني فإنّي لا أعود، فرَحِمْتُه وخلّيْتُ سبيله، ثم جاء الليلة الثالثة فجعل يحثو من ذلك الطعام، فأخَذْتُه وقُلْتُ: أليس زعَمْتَ أنك لا تعود؟ واللَّه لأرفعَنَّك إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال: دَعْني حتى أُعلِّمَك كلماتٍ ينفعك اللَّهُ بهنّ، قلت: ما هي؟ قال: إذا أوَيْتَ إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي حتى تختمَها، فإنّه لن يزالَ معك من اللَّه حافظ حتى تصبح، ولا يقربك الشيطان. قال: فخلَّيْتُ سبيلَه، فلمّا أصبحْتُ قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما فعلَ أسيرُك البارحة؟ " قلت: يا رسول اللَّه، أخَذْته فقال: دَعْني حتى أعلِّمَكَ كلماتِ، فذكَرْت له ها قال. فقال:"صدقَ وهو كَذوب. أتدري أبا هريرة مَن صاحبُك منذ ثلاث ليال؟ " قلت: لا. قال: "ذلك الشيطان".
(1) مسلم 1/ 108 (115). والبخاري 11/ 592 (6707) من طريق مالك عن ثور بن زيد الدِّيلى به.
(2)
وهذا من الأحاديث القليلة التي نقلها المؤلّف عن غير مصادره الأربعة.
(3)
ينظر هذا الإسناد ورجاله في مشيخة ابن الجوزي 164.
انفرد بإخراجه البخاري تعليقًا من حديث محمد بن سيرين (1).
(4507)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد ابن أبي عمر قال: حدّثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قالوا يا رسول اللَّه، هل نرى ربَّنا عز وجل يوم القيامة؟ قال:"هل تضارُّون في رؤية الشمس في الظَّهيرة ليست في سحابة؟ " قالوا: لا. قال: "فهل تُضارّون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ ". قالوا: لا. قال: "والذي نفسي بيده، لا تضارّون في رؤية ربكم إلا كما تُضارّون في رؤية أحدهما. قال: فيلقى العبد فيقول: أيْ فُلْ (2)، ألم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك وأُزَوِّجْك وأسَخِّرْ لك الخيلَ والإبل وأذَرك تَرأَسُ وتَرْبَعُ؟ فيقول: بلى. فيقول: أفظننتَ أنّكَ ملاقِيّ؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نَسِيتَني. ثم يلقى الثاني فيقول: أي فُلْ، ألم أُكْرِمْك وأسَوِّدْك وأُزَوَّجْكَ وأُسَخِّرْ لك الخيل والإبلَ وأَذَرْك ترأسُ وتَرْبَعُ؟ فيقول: بلى يا ربّ. فيقول: أفَظَنَنْتَ أنّك مُلاقِيّ؟ فيقول: لا. فيقول: فإنّي أنساك كما نسيتَني. ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك، فيقول؟ يا ربّ، آمنْتُ بك وبكتابك وبرسلك، وصلَّيْتُ وصُمْتُ وتصدّقْتُ، ويُثني بخير ما استطاع، فيقال: هاهنا إذن، قال: ثم يقال: الآن نبعثُ شاهدَنا عليك، فيتفكّر في نفسه: من ذا الذي يشهد عليه، فيُختم على فيه، ويقال لفَخِذه: انطقي، فتَنْطِقُ فخِذُه ولحمه وعظمه بعمله، وذلك ليُعذَر من نفسه، وذلك المنافق الذي يسخط اللَّهُ عز وجل عليه".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
ومعنى أسوّدك: أجعلك سيّدًا.
وترأس: تصير رئيسًا.
وتربع: تأخذ المرباع من الغنيمة.
(1) الحديث في البخاري 4/ 487 (2311) قال البخاري: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو: حدّثنا عوف. . . وتحدّث ابن حجر في الفتح 4/ 488 عمّن وصله. وهو في عمل اليوم والليلة للنسائي 278 (965): أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدّثنا عثمان بن الهيثم. . .
(2)
فل: فلان.
(3)
مسلم 4/ 2279 (2968).
(4508)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزُّهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطب أمّ هانىء بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّي قد كَبِرْتُ ولي عيال، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خيرُ نساءٍ رَكِبْنَ الإِبلَ نساءُ قُريش، أحناه على ولدٍ في صِغَرِه، وأرعاه على زَوج في ذات يَدِه".
قال أبو هريرة: ولم تركبْ مريمُ بنتُ عمرانَ بعيرًا.
أخرجاه (1).
(4509)
الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بِشر ابن المُفَضَّل عن ابن عَجلان عن سعيد المقبُريّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا انتهى أحدُكم إلى المجلس فلْيُسَلِّم، وإذا أراد أن يقومَ فَليُسَلِّمْ، فليست الأولى بأحقَّ من الآخرة"(2).
(4510)
الحديث السابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزُّهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعة حتى تضطربَ أليات نساءِ دَوسٍ حول ذي الخَلَصة". وكانت صنمًا تعبُدُها دَوس في الجاهلية، بتَبالة.
أخرجاه (3).
(4511)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا فَرَعَ، ولا عَتيرة".
(1) المسند 13/ 88 (7650) ومن هذا الطريق وطرق أُخر في مسلم 4/ 1958 - 1960 (2527)، ومن طريق الزهري في البخاري 6/ 472 (3434) تعليقًا، ووصله 9/ 125، 511 (5082، 5365) عن الأعرج عن أبى هريرة.
(2)
المسند 12/ 47 (7142)، وأبو داود 4/ 353 (5208)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 248 (495). ومن طرق عن محمد بن عجلان في الترمذي 5/ 60 (2706) وقال: حسن، والأدب المفرد 2/ 562 (1007، 1008)، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 13/ 106 (7677). ومسلم 4/ 2230 (2906) ومن طريق الزهري في البخاري 13/ 76 (7116).
والفَرَع: أوّل النّتاج كان يُنتجُ لهم فيذبحونه (1).
أخرجاه. وفيه زيادة: والعتيرة في رجب.
(4512)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر".
أخرجاه (2).
(4513)
الحديث الثمانون والسبعون بعد المائة: وبه عن أبي هريرة قال:
نعى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم النجاشيَّ لأصحابه وهو بالمدينة، فصفُّوا خلفَه، فصلَّى عليه وكبَّر أربعًا.
أخرجاه (3).
(4514)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ من الفِطرة: الاستحداد، والخِتان، وقَصُّ الشارب، ونَتف الإبِط، وتَقْليم الأظفار".
أخرجاه (4).
(4515)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: وبه عن أبي هريرة:
بينا الحَبَشة يلعبون عند النبيّ صلى الله عليه وسلم بحرابهم، دخل عُمرُ فأهوى إلى الحَصباء فَحَصَبَهم بها، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهم يا عُمرُ".
أخرجاه (5).
(4516)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: وبه عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 174 (7751)، ومسلم 3/ 1564 (1976). ومن طريق معمر في البخاري 9/ 596 (5473).
(2)
المسند 13/ 184 (7763)، ومسلم 2/ 1081 (1458). ومن طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة في البخاري 12/ 32، 127 (6750، 6818).
(3)
المسند 13/ 190 (7776). ومن طريق الزهري في البخاري 3/ 116 (1245)، ومسلم 2/ 656 (951).
(4)
المسند 13/ 219 (7813) ومن طريق الزهري في البخاري 10/ 334 (5889)، ومسلم 1/ 223 (257).
(5)
المسند 13/ 444 (8080)، ومسلم 2/ 610 (893)، ومن طريق معمر في البخاري 6/ 92 (2901).
شهِدنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال لرجل ممّن يدّعي الإسلام:"هذا من أهل النّار" فلما حضر القتالُ قاتَلَ الرجل قتالًا شديدًا، فأصابَتْه جِراحة، فقيل: يا رسول اللَّه، الرجلُ الذي قُلْتَ: إنّه من أهل النّار، فإنّه قاتل اليوم قتالًا شديدًا وقد مات. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"إلى النّار" فكاد بعضُ المسلمين يرتاب. فبينا هم على ذلك إذ قيل: فإنّه لم يَمُتْ، ولكنْ به جِراحٌ شديد. فلمّا كان من الليل لم يصبر على الجِراح فقتل نفسَه، فأُخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال:"اللَّه أكبَرُ، أَشهدُ أنّي عبدُ اللَّه ورسولُه" ثم أمر بلالًا فنادى في النّاس. "إنّه لا يدخلُ الجنّةَ إلّا نفسٌ مسلمة، وإن اللَّه عز وجل يؤيّدُ هذا الدِّينَ بالرجل الفاجر".
أخرجاه (1).
(4517)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شَرِبَ الكلبُ في إناء أحدِكم فَلْيَغْسِلْه سبعًا".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام بن حسّان عن محمد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وَلَغَ الكلبُ في إناءٍ غُسِل سبعَ مرّات، أولاهنّ بالتُّراب".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4518)
الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا محمد ابن مُطَرّف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من غدا إلى المسجد وراح، أعدّ اللَّهُ له في الجنّة نُزُلًا كُلّما غدا وراح".
أخرجاه. وفي لفظ حديثهما: "أو راح" في الموضعين (4).
(1) المسند 13/ 453 (8090)، والبخاري 6/ 179 (3062)، ومسلم 1/ 105 (111).
(2)
البخاري 1/ 274 (172). ومن طريق مالك في مسلم 1/ 234 (279)، والمسند 16/ 23 (9929).
(3)
المسند 16/ 350 (10595). ومن طريق هشام في مسلم - السابق. ويزيد بن هارون من رجال الشيخين.
(4)
المسند 16/ 355 (10608)، والبخاري 2/ 148 (662)، ومسلم 1/ 463 (669).
(4519)
الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال أخبرنا حمّاد بن سلمة عن عاصم بن أبي النَّجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل ليرفعُ الدّرجةَ للعبد الصالح في الجنّة، فيقول: يا ربّ، أنّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدِكَ لك (1) ".
(4520)
الحديث السابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جُهَير ابن يزيد العَبدي عن خِداش بن عيّاش قال: كنتُ في حلقة بالكوفة فإذا رجلٌ يحدّث قال: كُنّا جلوسًا مع أبي هريرة فقال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من شَهِدَ على مسلم بشهادة ليس لها بأهل، فليتبوَّأ مَقْعَدَه من النّار"(2).
(4521)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال أخبرنا معمر عن الزُّهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحِنْثَ لم تَمَسَّه النّارُ إلّا تَحلَّةَ القَسَم".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا حفص بن غياث عن جَدّه طلق ابن معاوية عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
أتتِ امرأةٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بصبيٍّ فقالت: يا نبيَّ اللَّه، ادعُ اللَّه له، فلقد دفنتُ ثلاثة. فقال:"دَفَنْتِ ثلاثةً؟ " قالت: نعم. قال: "لقد احتظَرْتِ بحِظارٍ شديد من النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 16/ 356 (10610). وأخرجه ابن ماجة من طريق عبد الصمد عن حمّاد 2/ 1207 (3660) قال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ومن طريق عاصم أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 22 (36). وحسّن الألباني ومحقّقو المسند إسناده، من أجل عاصم.
(2)
المسند 16/ 360 (10617) وفيه مجهول. وفي الترغيب 3/ 174 (3394) والمجمع 4/ 203: رواه أحمد وتابعيّه لم يُسَمّ، وبقيّة رجاله ثقات.
(3)
المسند 13/ 155 (7721)، ومسلم 4/ 2028 (2632). ومن طريق الزهري في البخاري 3/ 118 (1251)، 11/ 541 (6656).
(4)
مسلم 4/ 2030 (2636) ومن طريق حفص في الأدب المفرد 1/ 77 (144)، والمسند 15/ 257 (9437).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
جاء نسوة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقُلْنَ: يا رسول اللَّه، واللَّه ما نَقْدِرُ عليك في مجلسك، من الرجال، فواعِدْنا منك يومًا نأتيك فيه. قال:"موعدُكنّ بيتُ فلان" فأتاهنّ في ذلك اليوم لذلك الموعد، فكان ممّا قال لهنّ:"ما من امرأة تُقَدِّم ثلاثة من الولد تَحْتَسِبُهنّ إلّا دَخَلت الجنّة" فقالت امرأة منهنّ: أو اثنان. قال: "أو اثنان".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن سُليمان عن أبي السَّليل عن أبي حسان قال:
تُوفّي ابنان لي، فقلتُ لأبي هريرة: سَمِعْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا تُحَدِّثُناه يُطيِّبُ أنفسَنا عن موتانا؟ قال: نعم:
"صِغاركم دعاميصُ الجنّة، يلقى أحدُهم أباه -أو قال: أبوَيه- فيأخذُ بناحية ثوبه أو يده كما آخُذُ بصَنيفة ثوبك، فلا يُفارقه حتى يدخلَه وإياه الجنّة".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
والدُّعموص: دويّبة تسبح في الماء.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق قال: أخبرنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 12/ 313 (7357)، والأدب المفرد 1/ 78 (148)، وقد روى مسلم الحديث 4/ 208 (2633) بإسناده إلى عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي صالح عن أبي سعيد. ثم قال بعده: عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت أبا حازم يحدّث عن أبي هريرة قال: "ثلاثة لم يبلغوا الحنث" ومثله في البخاري 1/ 195، 196 (101، 102).
(2)
المسند 16/ 220 (10331)، ومن طريق سليمان بن طرخان التميمي في مسلم 4/ 2029 (2635) ومن طريق خالد في الأدب المفرد 1/ 77 (145).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمَين يموتُ لهما ثلاثةُ أولادٍ لم يبلغوا الحِنْثَ إلّا أدخلَهما اللَّه وإيّاهم بفضل رحمته الجنّة. قال: يُقال لهم: ادخلوا الجنّة. قال: فيقولون: حتى يجيءَ أبوانا. قال ثلاث مرّات، فيقولون مثل ذلك، فيقال لهم: ادْخُلوا الجنّة أنتم وأبواكم"(1).
(4522)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا ابن جُرَيج قال: أخبَرني زياد أن ثابتًا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره أنّه سمع أبا هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليُسَلِّمِ الرَّاكبُ على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا مَعمر قال: حدّثنا همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليُسَلِّم الصغير على الكبير، والمارَّ على القاعد، والقليل على الكثير".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4523)
الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا مالك عن يحيى بن حَبّان عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 16/ 364 (10622) وهو حديث صحيح، ومن طريق إسحق -بن يوسف الأزرق- في النسائي 4/ 25، ومسند أبي يعلى 10/ 464 (6079).
(2)
المسند 14/ 63 (8312)، والبخاري 11/ 15 (6233)، ومسلم 4/ 1703 (2160).
(3)
المسند 13/ 498 (8162)، والبخاري 11/ 14 (6231) من طريق معمر.
(4)
المسند 16/ 371 (10634)، ومسلم 2/ 799 (1138) من طريق مالك.
(4524)
الحديث الواحد والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسودُ قال: أخبرنا أبو بكر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبى هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلُّ أهل النّار يرى مَقْعَدَه من الجنّة، فيقول: لو أن اللَّه هداني، فيكون عليه حسرةٌ. وكلُّ أهل الجنّة يرى مَقْعَدَه من النّار، فيقول: لولا أنَّ اللَّه هداني، فيكون له شُكر"(1).
(4525)
الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ قال: حدّثنا مطرِّف عن أبي الجَهم عن أبي زيد عن أبي هريرة قال:
كنتُ قاعدًا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجاءته امرأةٌ فقالت: يا رسول اللَّه، طوق من ذهب؟ قال:"طوقٌ من نار" قالت: يا رسول اللَّه، سِواران من ذهب؟ قال:"سِواران من نار" قالت: قُرطان من ذهب؟ قال: "قُرطان من نار" قال: وكان عليها سِوار من ذهب فَرَمَتْ به (2).
ثم قالتْ: يا رسول اللَّه، إنّ إحدانا إذا لم تَزَيّنْ لزوجها صَلِفَتْ عنده. قال:"ما يمنع إحداكُنَّ أن تصنعَ قُرطين من فضّة ثم تُصَفِّرُهما بالزَّعفران"(3).
(4526)
الحديث الثالث والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو داود الحَفَريّ عن سُفيان عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نَفْسُ المؤمن مُعَلَّقةٌ ما كان عليه دَين"(4).
(1) المسند 16/ 381 (10652)، ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمي 10/ 402. ومن طريق أبي بكر بن عيّاش أخرجه الحاكم 2/ 435، وصحّح إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
(2)
هكذا في الأصلين. وفي المصادر "سواران. . بهما".
(3)
المسند 15/ 423 (9677)، وبهذا الإسناد في النسائي 8/ 159، وشرح مشكل الآثار 12/ 303 (4813) قال الطحاوي: في إسناده رجل مجهول لا يدرى من هو، وهو أبو زيد، فبطل أن يحتجّ في هذا الباب بمثله، وضعّفه الألباني والمحقّقون.
(4)
المسند 15/ 425 (9679). ومن طريق سعد في ابن ماجة 2/ 806 (2413). ورواه الترمذي 3/ 389 (1078) عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة. ثم (1079) عن سعد عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه. وقال عن الثاني: حديث حسن، وهو أصحّ من الأوّل. ومن طريق سعد عن أبى سلمة صحّح الحاكم إسناده 2/ 26، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 7/ 331 (3061). وصحّح المحقّقون الحديث بطريقيه.
(4527)
الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن عُبيد الطنافسيّ قال: حدّثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
زار النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبرَ أمّه فبكى وأَبكى من حوله، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"استأذنْتُ ربّي عز وجل في أن أستغفرَ لها فلم يُؤذَنْ لي، واستأذَنْتُه في أن أزورَ قبرَها فأذِنَ لي، فزُوروا القبورَ، فإنّها تُذَكِّرُ بالموت".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4528)
الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أُسامة قال: أخبرني الأعمش عن أبي يحيى مولى جَعْدَة عن أبي هريرة قال:
قال رجل: يا رسول اللَّه، إنّ فلانة. . . يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنَّها تؤذي جيرانها بلسانها. قال:"هي في النَّار". قال: يا رسول اللَّه، فإنّ فلانة. . . فذكرَ قلّة صيامها وصدقتها وصلاتها. وأنّها تصدّقُ بالأثوار من الأَقِط، ولا تؤذي بلسانها جيرانَها. قال:"هي في الجنّة"(2).
الأثوار: القطع.
(4529)
الحديث السادس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أسامة قال: أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عُبيد اللَّه عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه عاد مريضًا ومعه أبو هريرة من وَعْك كان به، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أبْشِرْ، إنّ اللَّه عز وجل يقول: ناري أسَلِّطُها على عبدي المؤمنِ في الدُّنيا، لتكونَ حظَّه من النّار في الآخرة"(3).
(1) المسند 15/ 430 (9688)، ومسلم 2/ 671 (976).
(2)
المسند 15/ 421 (9675). قال الهيثمي 8/ 171: رجاله ثقات، وبهذا الإسناد صحّحه ابن حبّان 13/ 76 (5764)، ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري في الأدب 1/ 63 (119)، والحاكم 4/ 166، وقال: صحيح الإسناد، وقال الذهبي. صحيح. وصحّح الألباني إسناده، الصحيحة 1/ 369 (190).
(3)
المسند 15/ 422 (9676)، والترمذي 4/ 359 (2088)، وابن ماجة 2/ 1149 (3470)، وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 1/ 345. وصحّحه الألباني، وجوّد محقّقو المسند إسناده.
(4530)
الحديث السابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن عُبيد قال: حدّثنا محمد بن عَمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
جاءت امرأة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم بها لَممٌ، فقالت: يا رسول اللَّه، ادْعُ اللَّه أن يَشْفِيَني. قال:"إن شئْتِ دَعَوْتُ اللَّه أن يشفيَك، وإن شِئْتِ فاصبري ولا حسابَ علَيكِ" قالت: "بل أصبر ولا حسابَ عليَّ"(1).
(4531)
الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أبو العُمَيس عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان النِّصفُ من شعبان فأَمْسِكوا عن الصَّوم حتى يكونَ رمضان"(2).
(4532)
الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنَّةَ حتى تؤمنوا، ولا تُؤمنوا (3) حتى تَحابُّوا، ألا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلْتُموه تحابَبْتُم؟ أفشُوا السلامَ بينكم".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4533)
الحديث المائتان: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابنُ آدمَ السَّجْدةَ اعتزلَ الشيطانُ يبكى ويقول: يا ويلَه، أُمِرَ بالسجود فسجدَ، فله الجنّة، وأُمِرْتُ بالسجود فعَصَيْتُ، فلي النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (5).
(1) المسند 15/ 430 (9689) وبهذا الإسناد صحّحه ابن حبّان 7/ 169 (2909)، ومن طريق محمد بن عمرو صحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 4/ 218. وحسّن المحقّقون إسناده.
(2)
المسند 15/ 441 (9707). ومن طرق عن العلاء بن عبد الرحمن في ابن ماجة 1/ 528 (1651)، وأبي داود 2/ 300 (2337)، والترمذي 3/ 115 (838) وقال: حسن صحيح، وصحّحه ابن حبّان 8/ 355 (3589)، وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند وابن حبّان.
(3)
كذا في المسند ومسلم. وحذفت النون تخفيفًا.
(4)
المسند 15/ 442 (9709)، ومسلم 74/ 1 (54).
(5)
المسند 15/ 445 (9713)، ومسلم 1/ 87، 88 (81).
(4534)
الحديث الحادي بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا النّهّاس بن قَهم عن شدّاد أبي عمّار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على شُفعة الضّحى غُفرت له ذُنوبُه وإن كانت مثلَ زَبَد البحر"(1).
(4535)
الحديث الثاني بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا خليل بن مرّة عن معاوية بن قُرّة عن أبى هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لم يُوتِرْ فليس منّا"(2).
(4536)
الحديث الثالث بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التّوأَمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى على جِنازة في المسجد فليس له شيء"(3).
صالح ضعيف (4).
(1) المسند 15/ 446 (9716). وعلى حاشية مخطوطة م إشارة إلى ضعف النهّاس.
والحديث في ابن ماجة 1/ 440 (1382). ومن طريق النهّاس في الترمذي 2/ 341 (476) وقال: ولا نعرفه إلّا من حديث النهّاس. وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف النهّاس، ولأن شدّادًا لم يسمع أبا هريرة. وضعّفه الألباني.
(2)
المسند 15/ 447 (9717). قال الهيثمي في المجمع 2/ 243: فيه الخليل بن مرّة، ضعّفه البخاري وأبو حاتم، وقال أبو زرعة: شيخ صالح. وقال ابن حجر في التلخيص 2/ 509: وفيه الخليل بن مُرّة، وهو منكر الحديث، وفي الإسناد انقطاع بين معاوية بن قُرّة وأبي هريرة كما قال أحمد. ونقل أيضًا الألباني في الإرواء 2/ 174 أقوال العلماء في تضعيف إسناد الحديث، وأنه خرّجه في الضعيفة (5224).
(3)
المسند 15/ 454 (9730). وقد ضعّف المؤلّف ابن الجوزي إسناده بحكمه التالي على صالح. وقد أخرج الإمام مسلم 2/ 968، 669 (973) عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى على سهل بن بيضاء في المسجد. وأخرج ابن ماجة حديث أبي هريرة 1/ 486 (1517)، وبعده حديث عائشة، وقال: حديث عائشة أقوى. وأخرج أبو داود الحديث 3/ 207 (3191) وفيه "فلا شيء عليه" فإن صحّت هذه اللفظة زال الإشكال.
وفي العلل المتناهية 1/ 412 (696) قال المؤلّف: هذا حديث لا يصحّ، وصالح هذا قد كذّبه مالك، وقال ابن حبّان تغيّر، فصار يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات. وينظر التعليق الطويل على الحديث في حواشي المسند.
(4)
ينظر الضعفاء والمتروكون 2/ 51، والعلل 1/ 412، وتهذيب الكمال 3/ 438.
(4537)
الحديث الرابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأن يجلسَ أحدُكم على جَمرةٍ حتى تحترقَ ثيابُه خيرٌ له من أن يجلسَ على قبر".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4538)
الحديث الخامس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سَعدان الجُهَني عن أبي مجاهد عن أبي مُدِلّة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا يُرَدُّ دعاؤُهم (2): الإمامُ العادلُ، والصائمُ حتى يُفطِرَ، ودعوة المظلوم يرفعُها اللَّهُ عز وجل فوق الغمام يوم القيامة، ويَفتح لها أبوابَ السماء، ويقول الرّبّ: وعِزّتي لأَنْصُرَنَّكِ ولو بعد حين"(3).
(4539)
الحديث السادس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحق عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الدّواء الخبيث. يعني السُّمّ (4).
(4540)
الحديث السابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن أبي ذباب عن أبي هريرة:
(1) المسند 15/ 457 (9732)، ومسلم 2/ 667 (971) من طريق سفيان الثوري عن سهيل.
(2)
في نسخة م "دعوتهم" وهذه من ر والمسند، وهما روايتان في المصادر.
(3)
المسند 15/ 463 (9743)، وبهذا الإسناد في ابن ماجة 1/ 557 (1752) وقال فيه عن سعد أبي مجاهد الطائي وكان ثقة عن أبي مدلّة، وكان ثقة. ومن طريق سعدان أخرجه الترمذي 5/ 539 (3598) وقال: حسن. وصحّحه ابن خزيمة 3/ 199 (1901) من طريق أبي مجاهد. وجعل الألباني الحديث ضعيفًا - الضعيفة 3/ 534 (1358)، ومال محقّقو المسند إلى تصحيحه بطرقه وشواهده، مع تضعيف إسناده لجهالة أبي مدلّة.
(4)
المسند 15/ 470 (9756). ورجاله رجال الشيخين، عدا يونس، روى له الجماعة إلّا البخاري. وهو صدوق يهم. والحديث في سنن ابن ماجة 2/ 1145 (3459). ومن طريق يونس في الترمذي 4/ 339 (2045)، وأبي داود 4/ 6 (3870)، وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 410، لكن الحاكم قال: الدواء الخبيث هو الخمر بعينه، بلا شكّ فيه. وهذا خلاف ما في الروايات من أنّه السُّمّ. وقد صحّح الحديث الألباني، وحسّن محقّقو المسند إسناده من أجل ابن أبي إسحق.
أن رجلًا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ بشِعب فيه عينٌ عَذبة، فأعجبَه طِيبُه، فقال: لو أقمْتُ هاهنا وخَلَوْتُ، ثم قال: لا، حتى أسأَلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسألَه، فقال:"مَقامُ أحدكم -يعني في سبيل اللَّه- خيرٌ من عبادة أحدِكم في أهله ستين سنة. أما تُحِبُّون أنْ يغفرَ اللَّهُ لكم ويُدخِلَكم الجنّة؟ جاهِدوا في سبيل اللَّه. من قاتل في سبيل اللَّه فُواق (1) ناقة وجبت له الجنّة"(2).
(4541)
الحديث الثامن بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا أبي ذئب عن المقبُرى عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّكم ستحرِصُون على الإمارة، وستصير ندامةً وحَسرةً يوم القيامة، فنعمت المُرضعة وبئست الفاطمة".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4542)
الحديث التاسع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن ابن أبى ذئب عن صالح مولى التّوْأَمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما حجّ بنسائه قال: "إنما هي هذه، والْزَمْنَ ظُهور الحُصُرِ"(4).
(1) فواق ناقة: قدر ما بين الحلبتين من الراحة.
(2)
المسند 15/ 473 (9762). ومن طريق هشام أخرجه الترمذي 4/ 155 (1650)، وقال: حسن. وحسّنه الألباني. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم -هشام من رجاله- ووافقه الذهبي 2/ 68. وحسّن محقّقو المسند إسناده.
(3)
المسند 15/ 491 (9791). وقد جاء في المخطوطتين وأكثر نسخ المسند - كما ذكر المحقّق "فبئست المرضعة ونعمت الفاطمة". ولكن رواية البخاري 13/ 125 (7148) والنسائي 7/ 162، 8/ 225 تؤيد ما أثبته محقّق المسند، وكذا رواية الحميدي في الجمع 3/ 247 (2537). وعلى هذه الرواية المثبتة شرح ابن حجر الحديث في الفتح 13/ 126. ونقل الأقوال في معنى الحديث. وأثبتُّ الحديث موافقًا لهم.
(4)
المسند 15/ 476 (9765) وفيه: "إنما هي هذه الحَجّة، ثم الزمْن. . . ". ومن طريق ابن أبي ذئب في مسند الطيالسي 229 (1647)، وأبي يعلى 13/ 10 (7154)، وشرح المشكل 14/ 256 (5603). قال الهيثمي في المجمع 3/ 217: وفيه صالح مولى التوأمة (وسبق قول المؤلّف أنّه ضعيف) ولكنه من رواية ابن أبي ذئب عنه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل اختلاطه، وهو حديث صحيح. وعلى سماع ابن أبى ذئب اعتمد المحقّقون في تحسين إسناد الحديث.
(4543)
الحديث العاشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المسجد، فسمعَ قراءةَ رجلٍ، فقال:"من هذا؟ " فقيل: عبد اللَّه ابن قيس. قال: "لقد أُوتيَ هذا من مزاميرِ آل داود"(1).
(4544)
الحديث الحادي عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبى صالح عن أبى هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صالحَ الأخلاق"(2).
(4545)
الحديث الثاني عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عاصم قال: حدّثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا صلّى أحدُكم الجمعة فلْيُصَلِّ بعدها أربع ركعات".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4546)
الحديث الثالث عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف قال: حدّثنا فُضَيل بن غَزوان عن ابن أبي نُعم عن أبي هريرة قال:
سمِعْتُ نبيَّ التوبة صلى الله عليه وسلم يقول: "أيُّما رجل قذفَ مملوكَه وهو برىء ممّا قال أُقيم (4) عليه الحدّ يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال".
(1) المسند 15/ 500 (9806)، وابن ماجة 1/ 425 (1341). قال البوصيري في الزوائد: أصله في الصحيحين من حديث أبي موسى، وفي مسلم من حديث بريدة، وفي النسائي من حديث عائشة. وإسناد حديث أبي هريرة رجاله ثقات. وينظر الحديث في مسند أبي موسى وبريدة - الجمع 1/ 314، 370 (473، 595).
(2)
المسند 14/ 512 (8952). ومن طرق عن عبد العزيز أخرجه البخاري في الأدب 1/ 143 (273)، والطحاوي في شرح المشكل 11/ 262 (4432)، وصحّح الحاكم والذهبي إسناده 2/ 613 على شرط مسلم، وجعله الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 112 (45)، وصحّحه محقّقو المسند وشرح المشكل وقوّوا إسناده.
(3)
المسند 16/ 293 (10486). ومن طريق سهيل في مسلم 2/ 600 (881)، وعلي بن عاصم وإن كان ضعيفًا، لكن متابع في هذا الحديث عند مسلم وغيره. ينظر حواشي المسند 12/ 362.
(4)
المثبت في المسند "أقام" وهما روايتان.
أخرجاه (1).
(4547)
الحديث الرابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا صَفَرَ ولا هامة" فقال أعرابيٌّ: فما بالُ الإبلِ تكونُ في الرَّمل كأنها الظّباء فيخالِطُها البعيرُ الأجربُ فيُجْرِبُها. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فمن أعدى الأوّل؟ ".
أخرجاه (2).
وقد سبق تفسير الصَّفَر والهامة.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا معمر عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "لا يوردُ مُمْرِض على مُصحّ".
أخرجاه (3).
وقد أخرج البخاري تعليقًا من حديث سعيد بن ميناء عن أبي هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى، وفِرَّ من المجذوم كما تَفِرُّ من الأسد"(4).
وفي حديث أبي زرعة عن أبي هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى، خَلَقَ اللَّهُ كلّ نفسٍ، فكتب حياتها وموتَها ومصيباتِها ورزقها"(5).
(1) المسند 16/ 293 (10488)، ومسلم 3/ 1282 (1660). ومن طريق فضيل في البخاري 12/ 185 (6858).
(2)
المسند 13/ 58 (7620)، ومن طريق الزهري في البخاري 10/ 241 (5770)، ومسلم 4/ 1742 (2220).
(3)
المسند 15/ 149 (9263)، ومن طريق الزهري في البخاري 10/ 241 (5770)، ومسلم 4/ 1743 (2221) وسائر رجاله رجال الشيخين.
(4)
البخاري 10/ 158 (5707): وقال عفّان: حدّثنا سليم بن حبّان، حدّثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ولا صفر، وفرّ. . . ".
وقد أخرج أحمد في المسند 15/ 449 (9722) عن وكيع عن النهاس عن شيخ بمكة عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "فِرَّ من المجذوم فرارَك من الأسد".
(5)
وهذا في المسند 14/ 85 (8343) بإسناد صحيح، ينظر تخريج المحقّق له، وفيه:"لا عدوى ولا صفر، ولا هامة، خلق اللَّه. . . ".
(4548)
الحديث الخامس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اتّخذَ كلبًا إلّا كلبَ صيدٍ أو زرع أو ماشية، انتقصَ من أجره كلَّ يوم قيراط".
أخرجاه. وفي لفظ: "قيراطان"(1).
(4549)
الحديث السادس عشر بعد المائتين: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ينزلُ ربُّنا عز وجل كلَّ ليلةٍ حين يبقى ثُلث الليل الآخِر إلى السماء الدُّنيا فيقول: من يَدعوني فأستجيبَ له، من يستغفرُني فأغفرَ له، من يسألُني فأُعْطِيَه".
أخرجاه.
وفي لفظ انفرد بإخراجه مسلم: "حين يذهب ثُلُثُ الليل" قال الترمذي: والأوّل أصحّ (2).
(4550)
الحديث السابع عشر بعد المائتين: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره. ومن كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرمْ ضيفه. ومن كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليقلْ خيرًا أو ليصمت".
أخرجاه (3).
(1) المسند 13/ 60 (7621). ومن طريق أبي سلمة في البخاري 5/ 5 (2322)، ومسلم 3/ 1203 (1575). ورواية "قيراطان" في مسلم.
(2)
المسند 13/ 61 (7622)، والبخاري 3/ 29 (1145) من طريق الزهري. وأخرجه مسلم 1/ 521، 523 (758) من طرق عن أبي هريرة، وفيه روايات:"ثلث الليل الآخر، ثلث الليل الأول، شطر الليل الآخر، ثلثاه". وينظر الترمذي 2/ 309 (446)، والفتح 3/ 31.
(3)
المسند 13/ 64 (7626)، ومن طريق معمر في البخاري 10/ 532 (6138)، ومن طريق أبي سلمة وأبي صالح عن أبي هريرة في مسلم 1/ 68 (47).
(4551)
الحديث الثامن عشر بعد المائتين: وبه عن أبي هريرة قال:
اقتتلت امرأتان من هُذيل، فرَمَتْ إحداهما الأُخرى بحجر، فأصابت بطنَها فقتلَتها وألقت جنينًا، فقضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بدِيَتها على العاقلة، وفي جنينها غُرّةٌ: عبدٌ أو أَمَةٌ. فقال قائل: كيف يُعْقَلُ من لا أَكَلَ ولا شَرِبَ ولا نَطَق ولا استهل، فمِثل ذلك يُطَلّ. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"هذا من إخوان الكُهّان".
أخرجاه، وفيه زيادة: من أجل سجعه الذي سجع (1).
(4552)
الحديث التاسع عشر بعد المائتين: وبه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُواصلوا" قالوا: يا رسول اللَّه، فإنك تُواصل. قال:"إني لستُ مثلَكم، إنّي أبيتُ يُطْعِمُني ربّي ويَسقيني". قال: فلم ينتهوا عن الوصال. فواصل بهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومين وليلتين، ثم رأَوا الهلال، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لو تأخر الهلالُ لزِدْتُكم" كالمُنكِّل بهم.
أخرجاه (2).
(4553)
الحديث العشرون بعد المائتين: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اليهودَ والنصارى لا تَصْبُغُ، فخالِفوهم".
قال الزَّهري: فأمر بالأصباغ، فأحلكُها أحبُّ إلينا. قال معمر: وكان الزُّهري يَخْضِبُ بالسَّواد.
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 132 (7703). ومن طريق ابن شهاب في البخاري 10/ 216 (5758)، ومسلم 3/ 1309 (1681).
(2)
المسند 13/ 197 (7786)، ومن طريق الزهري في البخاري 4/ 205 (1965)، ومن طريق معمر 13/ 275 (7299)، ومن طريق الزهري وغيره في مسلم 2/ 774 (1103).
(3)
المسند 13/ 446 (8083). والمرفوع منه من طريق الزهري في البخاري 6/ 496 (3462)، ومسلم 3/ 1663 (2103).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غيِّروا الشّيب، ولا تَشَبَّهوا باليهود والنّصارى"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق: حدّثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أعفوا اللِّحى، وخُذوا الشّواربَ، وغيِّروا شيبَكم، ولا تَشَبَّهوا باليهود والنّصارى"(2).
(4554)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني عبد اللَّه بن حسّان العنبري عن القَلُوص:
أن شهاب بن مدْلج نزل البادية، فسابّ ابنه رجلًا، فقال: يا ابن الذي تَعَرَّبَ بعد الهجرة، فأتى شهاب المدينة فلَقِيَ أبا هريرة، فسمعه يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أفضل النّاس رجلان: رجل غزا في سبيل اللَّه حتى يهبِطَ موضعًا يسوءُ العدوَّ. ورجلٌ بناحية البادية، يُقيم الصلوات الخمس، ويؤدّي حقّ ماله، ويعبد ربّه حتى يأتيَه اليقين". فجثا على ركبتَيه وقال: أنت سمعْتَه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة؟ قال: نعم، فأتى باديته فأقام بها (3).
(4555)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثني إسحق بن نصر قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن همّام عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَ على قوم اليمين، فأسرعوا، فأمر أن يُسْهِمَ بينهم في اليمين، أيّهمَ يحلِف.
(1) المسند 12/ 507 (7545). ومن طريق محمد بن عمرو بن علقمة صحّحه ابن حبّان 12/ 287 (5473).
(2)
المسند 14/ 305 (8672). ومن طريق عمر بن أبي سلمة أخرجه الترمذي 4/ 203 (1752)، وقال: حسن صحيح، وذكر أحاديث الباب، وقد روى مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبي هريرة:"جُزُّوا الثوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس". وروى الشيخان عن ابن عمر: "خالفوا المشركين، وفِّروا اللحى، وأحفوا الشوارب" ينظر الجمع 2/ 199 (1306).
(3)
المسند 16/ 446 (10766) وقد صحّحه المحقّق، وضعّف إسناده لجهالة القلوص بنت عُليبة. والحديث بمعناه في مسلم 3/ 1503، 1504 (1889) من طرق عن بعجة بن عبد اللَّه الجهني عن أبي هريرة.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن خِلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة:
أنّه ذكر رجلين ادَّعَيا دابّةً ولم يكن لهما بَيِّنةً، فأمرَهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسْتَهِما على اليمين (2).
(4556)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا عامر بن يساف قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير عن عبد اللَّه بن بدر الحنفي عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا ينظرُ اللَّهُ إلى صلاة رجلٍ لا يُقيمُ صُلْبَه بين ركوعه وسجوده"(3).
(4557)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بشر ابن المفضّل عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعَ الذُّبابُ في إناء أحدكم فإنّ في أحد جناحَيه داءً وفي الآخر شفاء، وإنّه يَتَّقي بجناحه الذي فيه الداء، فَلْيَغْمِسْه كلَّه".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) البخاري 5/ 285 (2674).
(2)
المسند 16/ 459 (10787)، وإسناده صحيح. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة في أبي داود 3/ 311 (3616، 3618) وابن ماجه 2/ 780 (2329) وأبي يعلى 3/ 324 (6438)، وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(3)
المسند 16/ 465 (10799). وقال الهيثمي في المجمع 2/ 123: رواه أحمد من رواية عبد اللَّه بن زيد الحنفي (كذا) عن أبي هريرة، لم أجد من ترجمه. وقال المنذري في الترغيب 1/ 406 (743): رواه أحمد بإسناد جيّد.
وعبد اللَّه بن بدر، ثقة، روى له أصحاب السنن، التقريب 1/ 280. وقد حسّن محقّق المسند الحديث، ووثّق رجاله إلّا عامر بن يساف، مختلف فيه. ينظر التعجيل 206.
(4)
المسند 12/ 46 (7141)، وقوّى المحقّق إسناده، ذكر طرقه. وأخرجه البخاري بإسناده إلى عبد بن حنين عن أبي هريرة 6/ 359 (3320).
(4558)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال:
كُنَّا قعودًا نكتبُ ما نسمعُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا فقال:"ما هذا الذي تكتبون؟ " فقلْنا: ما نسمع منك؟ فقال: "أكتابًا مع كتاب اللَّه عز وجل! امْحَضوا كتابَ اللَّه وأخلصوه" قال: فجَمَعْنا ما كتبْنا في صعيد واحد، ثم أحرَقْناه بالنّار.
قلنا: أيْ رسولَ اللَّه، أنتحدَّثُ عنك؟ قال:"نعم، تَحَدّثوا عني ولا حَرَج، ومن كذبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوّأ مقعدَه من النّار".
قلنا: أيْ رسولَ اللَّه، أنتحدّث عن بني إسرائيل؟ قال:"تحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَجَ، فإنّكم لا تحدّثون عنهم بشيءٍ إلا وقد كان فيهم أعجبُ منه"(1).
(4559)
الحديث السادس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُبْغِضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمن باللَّه واليوم الآخر".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أحبه الأنصارَ أحبَّه اللَّهُ، ومن أبغضَ الأنصارَ أبغضَه اللَّهُ. ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصار"(3).
(1) المسند 17/ 156 (11092) في مسند أبي سعيد، وكذا أخرجه الهيثمي في المجمع 1/ 155 عن سعيد قال: رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. قد صحّح محقق المسند الحديث وضعّف إسناده، وذكر طرقه وشواهده.
(2)
مسلم 1/ 86 (76)، وبالطريق نفسه -ولكنه أطول من هذا- في المسند 15/ 255 (9434).
(3)
المسند 16/ 303 (15508، 15509) وللثاني: "ولولا الهجرة. . . " تتمّة. وهو حديث صحيح. ولقسميه شواهد.
(4560)
الحديث السابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتبة أن أبا هريرة قال:
قام أعرابي في المسجد فبال، فتناولَه النّاسُ، فقال لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم:"دَعوه وهَريقوا على بوله سَجلًا من ماء -أو ذَنوبًا من ماء- فإنّما بُعِثْتُم مُيَسِّرين، ولم تُبْعَثوا مُعَسِّرين"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزّهري عن سعيد عن أبي هريرة قال:
دخل أعرابيٌّ المسجد، فصلَّى ركعتين ثم قال: اللَّهمّ ارحمْني ومحمّدًا، ولا ترحمْ معنا أحدًا. فالتفت النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:"لقد تحجَّرْت واسعًا" ثم لم يلبث أن بال في المسجد، فأسرع النّاسُ إليه، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّما بُعِثْتُم مُيَسِّرين ولم تُبْعَثوا مُعَسِّرين. أهَرِيقوا عليه دَلوًا من ماء - أو سَجلًا من ماء"(2).
انفرد البخاري بإخراج الطريقين.
(4561)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو كُرَيب قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن مزاحم بن زُفَر عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دينار أنْفَقْتَه في سبيل اللَّه عز وجل، ودينار أَنْفَقْتَه في رَقَبة، ودينار تصدّقْتَ به على مسكين، ودينار أنفَقْتَه على أهلك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان قال: حدّثني سعيد عن أبي هريرة قال:
(1) البخاري 1/ 323 (220). ومن طريق الزهري في المسند 13/ 209 (7799).
(2)
المسند 12/ 197 (7255) وإسناده صحيح. وقد أخرج البخارىِ من طريق الزهري 10/ 431 (6010) الحديث إلى قوله: ". . . واسعًا".
(3)
مسلم 2/ 692 (995) وأخرجه أحمد عن شيخه وكيع به 16/ 144 (10174).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تصدَّقوا" فقال رجل: عندي دينار. قال: "تَصَدَّقْ به على نفسك" قال: عندي دينار آخر. قال: "تصدَّقْ به على زوجك". قال: عندي دينار آخر. قال: "تصدَّقْ به على ولدك" قال: عندي دينار آخر. قال: "تصدَّقْ به على خادمك". قال عندي دينار. قال: "أنت أبصر"(1).
(4562)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد الكندي قال: حدّثنا عُقبة بن خالد قال: أخبرنا عُبيد اللَّه بن عمر بن خُبيب بن عبد الرحمن عن جدّه حفص عاصم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يوشِكُ الفُراتُ أن يَحْسِرَ عن كنز من ذهب، فمن حضرَه فلا يأخذْ منه شيئا".
قال عُقبة: وحدّثنا عُبيد اللَّه عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مثله، إلّا أنّه قال:"يُحْسَرُ عن جبل من ذهب".
الطريقان في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعة حتى يَحْسِرَ الفرات عن جبل من ذهب يَقْتَتِل الناسُ عليه، فيُقتلُ من كلّ مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلّي أكونُ أنا الذي أنجو".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 12/ 381 (7419) والنسائىِ 5/ 62، ومن طرق عن ابن عجلان في المفرد 4/ 101 (197)، وسنن أبي داود 2/ 132 (1691)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 1/ 415، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 8/ 126 (3337)، وحسّنه المحقّقون والألباني.
(2)
البخاري 13/ 78 (7119)، ومسلم 4/ 2119، 2220 (2894) من طريق عقبة بن خالد السكوني.
(3)
مسلم 4/ 2219 (2894). عن طريق سهيل في المسند 13/ 425 (8062).
(4563)
الحديث الثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق عن معمر عن سهيل بن أَبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ عز وجل إذا أحبّ عبدًا قال لجبريل: إنّي أَحْبَبْتُ فلانًا فأحِبَّه. قال: فيقول جبريلُ لأهل السماء: إنّ ربَّكم عز وجل يُحِبُّ فلانًا فأحِبَوه، قال: فيُحِبُّه أهل السماء. قال: ويُوضَعُ له القَبولُ في الأرض. قال: وإذا أبغض. . " فمثل ذلك.
أخرجاه (1).
(4564)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائتين: . . . . (2)
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأستغفر اللَّه في اليوم أكثرَ من سبعين مرّة وأتوب إليه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4565)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدُكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحقُّ به".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4566)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائتين: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تعدّون الشهيد فيكم؟ " قالوا: من قُتِلَ في سبيل اللَّه. قال: "إنّ شهداء أُمّتي إذن لقليل. القتلُ في سبيل اللَّه شهادة، والبَطن شهادة، والغَرَق شهادة، والطاعون شهادة، والنُّفَساء شهادة".
انفرد بإخراجه مسلم إلّا أنّه لم يذكر النُّفساء (5).
(1) المسند 13/ 63 (7625). ومن طرق عن سهيل في مسلم 4/ 2030، 2031 (2637)، وهو عن نافع مولى ابن عمر، وعن أبي صالح ذكوان، كلاهما عن أبي هريرة في البخاري 6/ 303 (3209)، 13/ 461 (7485).
(2)
كتب في الأصل (وبه) أي بالإسناد السابق، وكذا في الحديثين بعده. وما بعده صواب، أما هذا الحديث فروي في المسند: عن عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة، وأيضًا بأسانيد أخر، ينظر الحاشية.
(3)
المسند 13/ 204 (7793)، ومن طريق الزُّهريّ في البخاري 11/ 101 (6307).
(4)
المسند 13/ 218 (7810). وأخرجه مسلم 4/ 1715 (2179) والبخاري في الأدب 2/ 638 (1138) من طرق عن سهيل.
(5)
المسند 13/ 456 (8092)، ومسلم 3/ 521 (1915) من طرق عن سهيل.
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدثّنا قُتيبة عن مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح السّمّان عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الشُّهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق (1)، وصاحب الهَدْم، والشهيد في سبيل اللَّه عز وجل".
أخرجاه (2).
(4567)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن سعيد المقبُريّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من جُعِلَ قاضيًا بين النّاس فقد ذُبح بغير سكّين"(3).
(4568)
الحديث الخامس والثلاثين بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يَعلى بن عُبيد قال: حدّثنا عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا صدقة إلّا عن ظهر غنى، واليدُ العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى، وابدأ بمن تعول".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(4569)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: سمعْتُ الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
(1) ويروى: "الغَرِق".
(2)
البخاري 2/ 139 (653) ومن طريق مالك أخرجه مسلم 3/ 1521 (1914)، وأحمد 14/ 58 (8350).
(3)
المسند 12/ 52 (7145). وحسّنه محقّقو المسند، ولكن ذكرو، أن عبد اللَّه بن سعيد لم يسمعه من سعيد المقبري، وأطالوا في تخريجه والتعليق على طرقه. وينظر أيضًا تخريج محقّق مسند أبي يعلى له 10/ 261 (5866).
(4)
المسند 12/ 69 (7155) - وهذا الإسناد صحيح على شرط مسلم، لأن عبد الملك بن سليمان من رجاله. أما البخاري فقد أخرج الحديث من طرق أُخر: عن سعيد بن المسيّب وعروة وأبي صالح، كلّهم بن أبي هريرة 3/ 294 (1426، 1428)، 9/ 500 (5355).
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "التسبيحُ للرّجال والتصفيق للنساء".
أخرجاه (1).
(4570)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشَيم عن سيّار عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حَجَّ للَّه عز وجل فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجع كهيئته يومَ ولدَتْه أمُّه".
أخرجاه (2).
(4571)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحجّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلّا الجنّة، والعمرةُ إلى العمرة تكفِّرُ ما بينهما".
أخرجاه (3).
(4572)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الرجلَ ليعمل الزّمانَ الطّويل بأعمال أهل الجنّة، ثم يختمُ اللَّه بأعمال أهل النّار، فيجعله من أهل النّار. وإن الرجل ليعمل الزّمانَ الطويلَ بأعمال أهل النّار، ثم يختم اللَّه عز وجل له عملَه بأعمال أهل الجنّة فيجعله من أهل الجنّة فيدخله الجنّة".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 12/ 231 (7285)، والبخاري 3/ 77 (1203)، ومسلم 1/ 318 (422).
(2)
المسند 12/ 38 (7136). وبهذا الإسناد وغيره في مسلم 2/ 983، 984 (1350)، ومن طريق سيّار أخرجه البخاري 3/ 382 (1521).
(3)
المسند 12/ 309 (7354). ومن طريق سُمي في البخاري 3/ 597 (1773)، ومسلم 2/ 983 (1349).
(4)
المسند 16/ 197 (10286)، ومسلم 4/ 2042 (2651) من طريق العلاء. وعبد الرحمن وزهير من رجال الشيخين.
(4573)
الحديث الأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من صوَّر صورة عُذِّبَ يومَ القيامة حتى يَنْفُخَ فيها الرُّوح وليس بنافخ، ومن استمَع إلى حديث قوم ولا يُعجبهم أن يستمعَ حديثهم أُذيبَ في أُذنيه الآنُكُ. ومنَ تَحلَّمَ كاذبًا دُفع إليه شعيرةٌ وعُذِّب حتى يعقد بين طرفيها، وليس بعاقد"(1).
(4574)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا سفيان بن حسين عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أدخل فرسًا بين فرسين وهو لا يأْمَنُ أن يَسْبِق فلا بأس. ومن أدخل فرسًا بين فرسين وهو آمن أن يسبق فهو قِمار"(2).
(4575)
الحديث الثاني والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن أيّوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "في آخر الزّمان لا تكاد رؤيا المؤمنِ تكذب، وأصدقُهم رؤيا أصدقُهم حديثًا. والرُّؤيا ثلاثة: الرّؤيا الحسنة بُشرى من اللَّه عز وجل. والرُّؤيا يُحَدِّثُ بها الرّجل نفسه. والرُّؤيا تحزين من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهُها فلا يُحَدِّثُ بها أحدًا، ولْيَقُمْ فلْيُصَلِّ".
قال أبو هريرة: يُعجبني القيد وأكره الغُلّ (3). القيد ثبات في الدِّين.
(1) المسند 16/ 323 (10549). وإسناده صحيح. وقد أخرج الإمام البخاري، الحديث من طريق عكرمة عن ابن عباس 12/ 427 (7042) ثم قال: وقال قتيبة: حدّثنا أبو عوانة عن قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة قوله: "من كذب في رؤياه" وقال شعبة عن أبي هاشم الرّمّاني: سمعت عكرمة قال: أبو هريرة قوله: "من صور صورة، ومن تحلّم، ومن استمع" وينظر الفتح 12/ 429.
(2)
المسند 16/ 326 (10557)، وسنن ابن ماجه 2/ 960 (2876)، وشرح المشكل 5/ 155، 156 (1897، 1898)، ومن طريق سفيان بن حسين -وهو ضعيف في روايته عن الزهري- أخرجه أبو داود 4/ 30 (2579)، وأبو يعلى 10/ 259 (5864)، وصحّح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي 2/ 114، وقد ضعّف المحقّقون إسناد الحديث، وضعّفه الألباني. وينظر شرح الطحاوي للحديث في كشف المشكل 5/ 156.
(3)
قال العلماء: القيد في الرجلين، والغُلّ في العنق، والأوّل يدلّ على الكفّ عن المعاصي، والثاني من صفات أهل النّار.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4576)
الحديث الثالث والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد ابن هارون قال: أخبرنا المسعودي عن محمد مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَلجُ النارَ أحدٌ بكي من خشية اللَّه حتى يعودَ اللبنُ في الضَّرع، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل اللَّه ودخان جهنم في مَنْخَري امرىء أبدًا"(2).
(4577)
الحديث الرابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن ابن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلَمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "اللهمّ ربَّ السموات السبع وربَّ الأرَضين، وربَّنا وربَ ّكلِّ شيء، فالِقَ الحبِّ والنَّوى، مُنْزِلَ التّوراةِ والإنجيلِ والقرآن، أعوذُ بك من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ أنت آخِذٌ بناصيتِه، أنت الأوّل فليس قبلَكَ شيء، وأنت الآخرُ فليس بعدَك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونَك شيء، اقضِ عنّي الدَّينَ، وأغْنِني من الفَقر (3).
انفرد بإخراجه مسلم. إلّا أن في حديثه: أن فاطمة أتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تسألُه خادمًا، فقال:"قولي: اللهمَّ ربّ السموات. . " فذكره، ولم يذكر النوم.
وفي بعض طرق مسلم: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمُرُنا إذا أخذْنا مَضْجَعَنا أن نقولَ. . . فذكر نحوه (4).
(1) المسند 13/ 80 (7642)، ومسلم 4/ 1773 (2263). والحديث من طرق عن ابن سيرين في البخاري 12/ 404 (7017). وفي العبارات الأخيرة من الحديث خلاف في رفعها ووقفها. ينظر الجمع 3/ 26 (2200)، والفتح 12/ 407.
(2)
المسند 16/ 330 (10560) والمسعودي ثقة، اختلط، ولكنه متابع، ومن طريق ابن المبارك عن المسعودي أخرجه النسائي 2/ 16، والترمذي 4/ 147 (1633) وقال: حسن صحيح، وصحيح الحاكم إسناده من طريق جعفر بن عون عن المسعودي 4/ 260، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني. وينظر تخريج محقّقي المسند.
(3)
المسند 16/ 539 (10924) وإسناده صحيح.
(4)
روايات مسلم من طريق سهيل 4/ 2084 (2713).
(4578)
الحديث الخامس والأربعون بعد المائتين: حَدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال سليمانُ بن داودَ عليه السلام: لأطوفَنّ الليلةَ بمائة امرأة تَلِدُ كلُّ امرأةٍ منهنّ غلامًا يُقاتل في سبيل اللَّه، ونَسِيَ أن يقول: إن شاء اللَّه. فأطاف بهنّ، فلم تَلِدْ منهنّ امرأةٌ إلا واحدةٌ نِصفَ إنسان". فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لو قال: "إن شاء اللَّه لم يَحْنَثْ، وكان دَرَكًا لحاجته".
أخرجاه (1).
وفي عدد النساء أربعة أقوال: أحدهما: مائة، وهو الذي ذكرْنا. والثّاني تسعون. والثالث سبعون. والرّابع ستون. وكُلُّه في الصحيح (2).
(4579)
الحديث السادس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير عن عُمارة بن القَعقاع عن أبي زُرعة عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا كبَّر في الصلاة سكتَ هُنَيّةً. فقلت له: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأُمّي، ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة؟ فقال:"أقول: اللهمّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدْتَ بين المشرق والمغرب. اللهمّ أنقِني من خطاياي كما يُنْقى (3) الثّوب الأبيض من الدَّنَس، اللهمّ اغسِلْني من خطاياي بالثَّلج والماء والبَرَد".
أخرجاه (4).
(4580)
الحديث السابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم عن عبّاد بن راشد عن سعيد بن أبي خَيْرة قال: حدّثنا الحسن (5) عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على النّاس زمانٌ يأكلون فيه الرّبا" فقيل له: النّاس
(1) المسند 13/ 142 (7715)، والبخاري 9/ 339 (5242)، ومسلم 3/ 1275 (1654).
(2)
ينظر أطراف الحديث في البخاري 6/ 34 (3819)، ومسلم 3/ 1275، 1276، والفتح 6/ 460.
(3)
ويروى " نَقّني. . يُنَقّى".
(4)
المسند 16/ 257 (10408)، وعن محمد بن فضيل وجرير، كلاهما عن عمارة 12/ 81 (7164)، وهو في مسلم 1/ 419 (598) من طريق ابن فضيل وجرير. وفي البخاري 2/ 227 (744) من طريق عمارة
(5)
في المسند "منذ نحو من أربعين أو خمسين سنة".
كُلُّهم؟ قال: "فمن لم يأكلْه نالَه من غُباره"(1).
(4581)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بكير قال: حدّثنا الليث عن عُقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيّب وأبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمنعوا فَضْلَ الماء لتمنعوا به الكَلأَ".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا عوف عن رجل حدّثه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حريمُ البئر أربعون ذراعًا من حوالَيها كلِّها، لأعطان الإبل والغنم. وابنُ السبيل أوّلُ شاربٍ، ولا يُمنعُ فَضْلُ الماء لِيُمْنَعَ به الكلأ"(3).
(4582)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائتين (4): حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا هِجْرَةَ بعد ثلاث"(5).
(4583)
الحديث الخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال عن جعفر بن ميمون قال: حدّثنا أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة:
(1) المسند 16/ 258 (10410)، وأبو داود 3/ 243 (3331)، وأبو يعلى 11/ 105 (6233) ومن طريق سعيد بن أبي خيرة في النسائي 7/ 243، وابن ماجه 2/ 765 (2278) وقد مال المحقّقون إلى تضعيف إسناده، وضعّفه الألباني. وينظر المستدرك والتلخيص 2/ 11.
(2)
البخاري 5/ 31 (2354)، ومسلم 3/ 1198 (1566) من طريق ابن شهاب.
(3)
المسند 16/ 259 (10411). وصحّح المحقّقون إسناده رغم جهالة راوٍ، لأن البيهقي أخرجه من طريق هشيم، وصرّح باسم محمد بن سيرين، فصحّ إسناده.
(4)
سقط هذا الحديث من نسخة ت.
(5)
المسند 14/ 491 (8919). والحديث بهذا الإسناد في مسلم 4/ 1984 (2562) ولم يُنبّه عليه.
والهجرة: الهجر.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرَه أن يخرجَ فينادي: لا صلاة إلّا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد (1).
(4584)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن أبي ذئب قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يحبُّ العُطاس ويكرهُ التثاؤبَ. ومن عطسَ فحَمِدَ اللَّه فحقٌّ على من سمعه أن يقول: يَرحمك اللَّه. وإذا تثاءب أحدُكم فَلْيَرْدُدْه ما استطاع، ولا يقل آه آه، فإنّ أحدَكم إذا فتح فاه فإن الشيطانَ يضحك منه - أو به".
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
(4585)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان قال: حدّثني أبو حازم عن أبي هريرة قال:
عرَّسْنا مع نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظْ حتى طَلَعَتِ الشمس، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ليأخذْ كلُّ رجلٍ برأس راحلته، فإنّ هذا منزلٌ حضرَنا فيه الشيطان" قال: ففعلنا، فدعا بالماء فتوضّأ، ثم صلّى ركعتين قبل صلاة الغداة، ثم أُقيمت الصلاة فصلّى الغداة.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
وفي لفظ: أن بلالًا حرسَهم فنام. . . (4)
(4586)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائتين: وبه قال:
(1) المسند 15/ 324 (9529)، وأبو داود 1/ 216 (820)، والحاكم 1/ 239، وقال. هذا حديث صحيح لا غبار عليه، فإن جعفر بن ميمون العبدي من ثقات البصريين، ويحيى بن سعيد لا يُحدّث إلّا عن الثقات. ووافقه الذهبي. وجعفر قال عنه ابن حجر في التقريب 1/ 92: صدوق يخطئ. وصحّح الألباني الحديث، لكن محقّقي المسند صحّحوه لغيره وضعّفوا إسناده، ولم يرتضوا كلام الحاكم.
(2)
المسند 15/ 325 (9530)، والبخاري 6/ 338 (3289) من طريق ابن أبي ذئب. وقد أخرج مسلم 4/ 2293 (2994) بإسناده عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "التثاؤب من الثيطان، فإذا تثاءب أحدُكم فليكظم ما استطاع". وجرى المؤلّف علي ما صنع الحميدي من جعله في أفراد البخاري 4/ 244 (2525)، ولكن الحميدي نبّه على رواية مسلم.
(3)
المسند 15/ 328 (9534)، ومسلم 1/ 471 (680).
(4)
مسلم - السابق.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "احشُدوا فإني سأقرأ عليكم ثُلثَ القرآن". فحَشَدَ من حَشَدَ، ثم خرج فقرأَ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم دخل، فقال بعضُنا لبعض: هذا خبر جاءه من السماء، فذاك الذي أدخلَه. ثم خرج فقال:"إني قلتُ لكم: سأقرأ عليكم ثُلثَ القرآن، وإنّها تَعْدِل ثلث القرآن".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4587)
الحديث الرابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يُشربَ من في السّقاء.
قال أيّوب: أُنْبئْتُ أنّ رجلًا شرب من في السّقاء فخرجت حيّة (2).
(4588)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن يزيد بن كيسان قال: حدّثني أبو حازم قال:
رأيت أبا هريرة يُشير بإصبعه مرارًا: والذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبِعَ نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهلُه ثلاثة أيام تِباعًا من خبز حنطة حتى فارق الدُّنيا (3).
(4589)
الحديث السادس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا سهيل عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزّمانُ، فتكون السَّنَةُ كالشهر،
(1) المسند 15/ 330 (9535)، ومسلم 1/ 557 (812)،
(2)
المسند 12/ 66 (7153). وقد أخرج البخاري الحديث - دون قول أيوب من طريق إسماعيل بن علية 10/ 90 (15628) وإن فات المؤلّف التنبيه على ذلك. قال ابن حجر في الفتح: زاد أحمد عن إسماعيل بهذا الإسناد والمتن: قال أيوب. . . ووهم الحاكم فأخرج الحديث في المستدرك (4/ 410) بزيادته، والزيادة المذكورة ليست على شرط الصحيح، لأن راويها لم يُسَمَّ، وليست موصولة.
(3)
المسند 15/ 374 (9611). والحديث بهذا الإسناد في مسلم 4/ 2284 (2976). وقريب منه عن أبي حازم في البخاري 9/ 517 (5374). وقد جعله الحميدي للشيخين 3/ 181 (2411)، ولم ينبّه ابن الجوزي على ذلك.
ويكون الشهرُ كالجمعة، وتكون الجمعةُ كاليوم، ويكون اليومُ كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السَّعْفَة" (1).
(4590)
الحديث السابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن جعفر الجَزَريّ عن يزيد بن الأصمّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لو لم تُذنبوا لذهبَ اللَّهُ عز وجل بكم، ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون اللَّه فيغفر لهم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4591)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان قال: حدّثني سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
ما عاب رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم طعامًا قطُّ، كان إذا اشتهاه أكلَه، وإذا لم يشتهه تركه.
أخرجاه (3).
(4592)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا حسدَ إلا في اثنتين: رجلٌ أعطاه اللَّه القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنّهار، فسمعه رجلٌ فقال: يا ليتني أُوتيتُ مثلَ ما أُوتي هذا، فعَمِلْتُ فيه مثلَ ما يعملُ فيه هذا. ورجل أتاه اللَّه مالًا وهو يهلكه في الحقّ، فقال رجلٌ: يا ليتني أَوتيتُ مثلَ ما أوتي هذا، فعَمِلْتُ فيه مثلَ ما يعملُ فيه هذا"(4).
(1) المسند 16/ 550 (10943) ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق زهير أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 7/ 436 (2986)، وصحّحه ابن حبّان 15/ 256 (6842)، وهو من طريق سهيل في أبي يعلى 12/ 32 (6680)، ونسبه الهيثمي لأبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح 7/ 334. وحكم المحقّقون على إسناده بالصحّة.
(2)
المسند 13/ 445 (8082)، ومسلم 4/ 2106 (2749).
(3)
المسند 16/ 131 (10141)، وهو في البخاري 6/ 566 (3563) عن شعبة 10/ 547 (5409) عن سفيان، كلاهما عن الأعمش به. وفي مسلم 3/ 1632 (2064) عن سفيان وغيره عن الأعمش به وعبد الرحمن بن مهدي ثقة.
(4)
المسند 16/ 160 (10214) عن محمد بن جعفر وروح. وقد أخرجه البخاري عن روح عن شعبة به 9/ 73 (5026). ومحمد بن جعفر من رجال الشيخين. وهذا واحد مما لم ينبّه المؤلّف على إخراج الشيخين أو أحدهما له.
(4593)
الحديث الستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عوف قال: حدّثني خِلاس عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزِل على محمّد"(1).
(4594)
الحديث الحادي والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: أخبرنا المثنّى بن سعيد قال: حدّثنا قتادة عن بُشير بن كعب عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اختلفْتم أو تشاجرْتُم في الطريق فدَعُوا سبع أذرع".
أخرجاه (2).
(4595)
الحديث الثاني والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثني سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه كان يقرأ في صلاة الصبح يومَ الجمعة: {ألم تنزيلُ} [السجدة] و {هل أتى} [الإنسان].
أخرجاه (3).
(4596)
الحديث الثالث والستون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه عن عبد اللَّه بن أبي رافع قال:
استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكّة، فصلّى لنا، أبو هريرة يوم الجمعة بسورة "الجمعة" في السجدة الأولى، وفي الأخيرة:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [سورة
(1) المسند 15/ 331 (9536) وأخرجه الحاكم 1/ 8 من طريق عوف عن خلاس ومحمد بن سيرين عن أبي هريرة. وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي 1/ 7. وقال محقّق المسند: رجاله رجال الصحيح، ولكن خلاس بن عمرو لم يسمع من أبي هريرة.
ويشهد للحديث ما رواه مسلم في صحيحه 4/ 1751 (2230) عن بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم. وجعلها في الجمع 4/ 246 (3477) حفصة.
(2)
المسند 15/ 332 (9537). وإسناده صحيح. ومن طريق عكرمة عن أبي هريرة في البخاري 6/ 118 (2473)، ومن طريق يوسف بن عبد اللَّه بن الحارث عن أبي هريرة في مسلم 3/ 1232 (1613).
(3)
المسند 15/ 345 (9561)، ومن طريق سفيان الثوري في البخاري 2/ 377 (891)، ومسلم 2/ 599 (880).
المنافقون] فأدركْتُ أبا هريرة حين انصرف فقلت: إنّك قرأتَ بسورتين كان عليٌّ يقرأ بهما بالكوفة. فقال أبو هريرة: فإني سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، يقرأُ بهما يومَ الجمعة.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4597)
الحديث الرابع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أهونُ أهلِ النّار عذابًا عليه نعلان يَغلي منهما دماغُه"(2).
(4598)
الحديث الخامس والستون بعد المائتين: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتطعَ شبرًا من الأرض بغير حقِّه طُوِّقَه يومَ القيامة إلى سبع أرَضين".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4599)
الحديث السادس والستون بعد المائتين: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ينظرُ اللَّه عز وجل إليهم يوم القيامة: الإمام الكذّاب، والشّيخ الزّاني، والعائل المَزْهُوّ".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4600)
الحديث السابع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر
(1) مسلم 2/ 598 (877). ومن طريق جعفر بن محمد بن علي أخرجه أحمد 15/ 338 (9550).
(2)
المسند 15/ 354 (9576). ومحمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وقد صحّح الحاكم إسناد الحديث من طريق ابن عجلان، على شرط مسلم 4/ 580، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 11/ 513 (7472). ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن النعمان بن بشير - الجمع 1/ 501 (807).
(3)
المسند 15/ 356 (9582). وإسناده كسابقه. وقد أخرجه مسلم بسند آخر: حدّثني زهير بن حرب، حدّثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. . 3/ 1231 (1611) ومن طريق محمد بن عجلان صحّحه ابن حبّان 11/ 566 (5162).
(4)
المسند 15/ 364 (9594). وهو كسابقه بإسناد مختلف من مسلم 1/ 102 (107): عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع وأبي معاوية عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة، وبإسناد أحمد أخرجه النسائي 5/ 86، وصحّح ابن حبّان الحديث 10/ 261 (4413) من طريق ابن عجلان.
والعائل: الفقير.
عن داود عن أبيه عن أبي هريرة قال:
أقبل سَعدٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ في وجه سعد لخيرًا" فقال: "قُتل كِسرى. قال: يقولُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لعنَ اللَّه كِسرى، إنّ أوّل النّاس هلاكًا العربُ، ثم أهل فارس" (1).
(4601)
الحديث الثامن والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا صالح قال: حدّثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثَ عبد اللَّه بن حذافة يطوف في مِنًى: أنْ لا تصوموا هذه الأيّامَ، فإنّها أيّام أَكْلٍ وشرب وذِكرٍ للَّه عز وجل (2).
(4602)
الحديث التاسع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: أخبرنا المسعودي عن علقمة بن مَرْثد عن أبي الربيع عن أبي هريرة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه: "اللهمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسررْتُ وما أعلنْتُ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدّم وأنت المؤخّر، لا إله إلا أنت (3) ".
(4603)
الحديث السبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مالك قال: حدّثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت عنده مَظْلَمةٌ في مال أو عِرْضٍ فلْيَأْتِه فلْيَسْتَحِلَّها منه قبل أن يؤخذَ وليس عندَه دينارٌ ولا درهم، فإن كانت له حسناتٌ أُخِذَ من حسناته فأُعْطِيَها هذا، وإلا أُخِذَ من سيئات هذا فأُلْقِينَ عليه".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 16/ 383 (10655). قال الهيثمي 7/ 293: فيه داود بن يزيد الأودي، وهو ضعيف. وينظر البداية والنهاية 4/ 271، وتعليق محقّقي المسند.
(2)
المسند 16/ 389 (10664)، وصحّح المحقّق الحديث. وضعّف إسناده، ونقل عن النسائي في الكبرى قوله: إن صالح بن أبي الأخضر كثير الخطأ عن الزهري، وحديثه هذا خطأ. . . وينظر تعليق المحقّق على طريق أخرى للحديث 12/ 36.
(3)
المسند 16/ 391 (10668).
(4)
المسند 15/ 377 (9615). ومن طريق سعيد المقبري في البخاري 5/ 101 (2449). ومن تحت سعيد إمامان.
(4604)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن أبي ذئب قال: حدّثنا سعيد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليأتينّ على النّاس زمانٌ لا يُبالي المرء بما أخذَ المالَ، بحلالٍ أم بحرام".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4605)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو نُعيم عن هشام عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جلسَ بين شُعَبها الأربم ثم جَهَدَها وجبَ الغُسْل".
أخرجاه (2).
(4606)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبيٍّ إلّا وقد أُعطيَ (3) من الآيات ما مثلُه آمنَ عليه البشرُ، وإنّما كان الذي أُوتيتُه وحيًا أوحاه اللَّه إليَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرَهم تابعًا يوم القيامة".
أخرجاه (4).
(4607)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبُري عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لم يَدَعْ قَولَ الزُّور والعملَ به والجهلَ، فليس للَّه حاجةٌ أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه".
انفرد بإخراجه البخاريّ (5).
(1) المسند 15/ 382 (9620) ومن طريق ابن أبي ذئب في البخاري 4/ 296 (2059).
(2)
البخاري 1/ 395 (291). ومن طريق هشام في مسلم 1/ 271 (348)، المسند 16/ 434 (10743).
(3)
رواية المسند: "ما من الأنبياء نبيّ ألا قد أعطي. . . ".
(4)
المسند 14/ 190 (8491)، والبخاري 9/ 3 (4981)، ومسلم 1/ 134 (152) من طريق الليث. وحجّاج بن محمد من رجال الشيخين.
(5)
المسند 15/ 521 (9839). ومن طريق ابن أبي ذئب في البخاري 4/ 116 (1903).
(4608)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
دخل رجل المسجد فصلّى، ثم جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فسلّمَ، فردّ عليه السلام وقال:"ارجعْ فصَلِّ، فإنْك لم تُصَلِّ" ففعل ذلك ثلاث مرّات. فقال: والذي بعثَك بالحقّ ما أُحْسِنُ غير هذا، فعلِّمْني. قال:"إذا قُمْتَ إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسّر معك من القرآن، ثم اركعْ حتى تطمئنّ راكعًا، ثم ارفعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئنَّ جالسًا، ثم افعلْ ذلك في صلاتك كلِّها".
أخرجاه (1).
(4609)
الحديث السادس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان قال: حدّثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة:
أن رجلًا شتمَ أبا بكر والنبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسٌ، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعجبُ ويتبَسَّم، فلمّا أكثرَ ردَّ عليه بعضَ قوله، فغضب النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقام، فلَحِقَه أبو بكر فقال: يا رسول اللَّه، كان يَشتِمُني وأنت جالسٌ، فلما رَدَدْتُ عليه بعض قوله غَضِبْتَ وقُمْتَ! . قال:"إنّه كان مَلَكٌ يرُدُّ عنك، فلمّا رَدَدْتَ عليه بعضَ قوله وقعَ الشيطانُ، فلم أكن لأَقْعُدَ مع الشيطان".
ثم قال: "يا أبا بكر، ثلاثٌ كلُّهن حقٌّ: ما من عبد ظُلِمَ بمَظْلَمَةٍ فيُغْضي عليها للَّه عز وجل إلّا أعزّ اللَّهُ بها نَصره. وما فتحَ رجلٌ باب عَطيّة يريدُ بها صِلَةً إلّا زادَه اللَّه بها كثرة. وما فتح باب مسألة يريد بها كثرةً إلا زادَه اللَّهُ بها قِلّة"(2).
(4610)
الحديث السابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عاصم بن بهدلة عن ذكوان عن أبي هريرة:
أنّهم قالوا: يا رسول اللَّه، إنّ أحدَنا يحدّثُ نفسه بالشيء ما يُحِبُّ أن يتكلّم به وإنَّ له ما على الأرض من شيء. قال:"ذاك مَحْضُ الإيمان".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 15/ 400 (9635)، والبخاري 2/ 237 (757)، ومسلم 1/ 298 (397).
(2)
المسند 15/ 390 (9624). وحسّنه المحقّقون لغيره، وأطالوا في تخريجه وذكر شواهده.
(3)
المسند 15/ 541 (9876)، وعاصم حسن الحديث، وسائر رجاله رجال الصحيح، وهو عن سهيل والأعمش عن أبي صالح ذكوان في مسلم 1/ 119 (132).
وإنما أراد بِمحض الإيمان كراهتهم لذلك.
(4611)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن حدّثنا سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا إغرارَ في صلاة ولا تسليم".
قال أحمد: سألت أبا عمرو الشيباني عنه فقال: إنّما هو: لا غِرار. قال أحمد: ومعناه: لا يَخْرُج من الصلاة وهو يظنّ أنّه قد بقي عليه منها شيء، حتى يكون على اليقين والكمال (1).
(4612)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا معاذ بن فَضاله قال: حدّثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة أن أبا هريرة حدّثهم:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُنْكَحُ الأيّمُ حتى تُسْتَأمَرَ، ولا تُنْكَحُ البِكرُ حتى تُسْتَأذَنَ". قالوا: يا رسول اللَّه كيف إذنُها؟ قال: "أن تسكُت".
أخرجاه (2).
(4613)
الحديث الثمانون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثني زهير بن حرب قال: حدّثنا معلّى بن منصور قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى ينزل الرُّوم بالأعماق أو بدابق" فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافُّوا قالت الرّوم: خَلُّوا بيننا وبين الذين لسُبوا منا نقاتلْهم. فيقول المسلمون: لا واللَّه، لا نُخلّي بينكم وبين إخواننا فتقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوبُ اللَّه عز وجل عليهم أبدًا، ويُقتلُ ثُلثهم أفضلُ الشهداء عند
(1) المسند 16/ 27 (9937)، وأبو داود 1/ 244 (928)، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 1/ 264، ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند، وينظر تعليق محقّق المسند وما نقل في شرح الحديث.
(2)
البخاري 9/ 191 (5136)، ومسلم 2/ 1036 (1419)، وأحمد 15/ 37 (9405) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير جاء، وهو في المسند 12/ 367 (7404) من طريق يحيى، 15/ 371 (9605) من طريق هشام.
اللَّه عز وجل، ويفتح الثُّلث، لا يفتنون أبدًا، فيفتحون قسطنطينة، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علّقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يُعِدّون للقتال يُسَوّون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فأمَّهم، فإذا رآه عدوّ اللَّه ذاب كما يذوبُ المِلحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يَهْلِكَ، ولكن يقتلُه اللَّهُ عز وجل بيده، فيُريهم دمَه في حَربته".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن يزيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سَمِعْتُم بمدينة جانبٌ منها في البرّ وجانبٌ منها في البحر؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه قال: "لا تقومُ الساعة حتى يغزوَها سبعون ألفًا من بني إسحق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر. فيسقُطُ أحدُ جانبيها. قال ثور: لا أعلمُه إلا قال: الذي في البحر - ثم يقول (2) الثانية: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، فيسقط جانبها الآخر. ثم يقول (2) الثالثة: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، فيُفْرَجُ لهم، فيدخلونها فيغنمون. فبينما هم يقسمون الغنائم إذ جاءهم الصّريخ: إنّ الدّجال قد خرج، فيتركون كلَّ شيء ويرجعون".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4614)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائتين: أخبرنا عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: إبراهيم بن أبي النضر الأصبهاني قال: أخبرنا منصور بن نصر السَّمَرْقَندي قال: حدّثنا الهيثم بن كُليب قال: حدّثنا علي بن داود القَنطري، قال:
(1) مسلم 4/ 2221 (2897).
(2)
في مسلم: " ثم يقولوا. . . ".
(3)
مسلم 4/ 2238 (2920).
حدّثنا آدم بن أبي إياس قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقول اللَّه عز وجل يومَ القيامة: يا ابن آدم، مَرِضْتُ فلم تَعُدْني، واستطعَمْتُك فلم تُطْعِمني، واستسقَيْتُك فلم تَسقِني. قال: يقول: يا ربّ، كيف وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما عَلِمْتَ أنّ فلانًا مَرِضَ فلَم تَعُدْه، ولو غدْتَه لوَجَدْتَني عنده. أما عَلِمْتَ أن عبدي اسْتَطْعَمَك فلم تُطْعِمْه، ولو أطْعَمْتَه لوجدْتَ ذلك عندي. أما عَلِمْتَ أن عبدي استسقاك فلم تَسْقِه، ولو سَقَيْتَه لوجدْتَ ذلك عندي".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4615)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه قال: حدّثني سليمان عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
قلتُ: يا رسول اللَّه، من أسعدُ بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال:"لقد ظننتُ يا أبا هريرة ألا يساكني عن هذا الحديث أحدٌ أوّلَ منك، لِما رأيتُ من حرصك على الحديث. أسعدُ النّاس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا اللَّه، خالصًا من قلبه - أو نفسه".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4616)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عَبدان قال عبد اللَّه عن يونس عن الزّهري عن ابن المسّيب عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "بينما أنا نائم رأيتَني في الجنّة وإذا امرأةٌ تتوضّأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر. فذكرتُ غَيرتَه فولَّيْتُ مُدبِرًا". فبكى عمر وقال: أوَعليكَ أغارُ يا رسول اللَّه!
(1) من الأحاديث التي أخرجها المؤلّف عن غير مصادره. ومن طريق حمّاد بن سلمة في مسلم 4/ 1990 (2569)، والأدب المفرد 1/ 266 (517).
(2)
البخاري 1/ 193 (99). وسليمان هو ابن بلال. وأخرجه أحمد من طريق سليمان بن داود عن إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو به 14/ 446 (8858).
أخرجاه (1).
(4617)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدّثنا خلف بن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال:"ما أخرجَكما من بيوتكما هذه الساعة؟ " قالا: الجوعُ يا رسول اللَّه. قال: "وأنا -والذي نفسي بيده- لأخرَجَني الذي أخرَجَكما. قوموا". فقاموا معه، فأتى رجلًا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلمّا رأته المرأة قالت: مرحبًا وأهلًا. فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أين فلان؟ " قالت: ذهب يستعذبُ لنا من الماء. إذ جاء الأنصاريّ، فنظر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال: الحمدُ للَّه، ما أحدٌ اليومَ أكرمَ أضيافًا مني. قال: فانطلق فجاءهم بعِذق فيه بُسر ورُطب وتَمر، فقال: كلوا من هذا. وأخذ المُديةَ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إيّاك والحَلوبَ" فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العِذق وشربوا، فلما أنْ شبعوا وروَوا قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر:"والذي نفسي بيده، لتُسأَلُنّ عن هذا النعيم يوم القيامة. أخْرجَكم من بيوتكم الجوعُ، ثم لم تَرجعوا حتى أصابكم هذا النعيم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
وهذا الأنصاري هو أبو الهيثم بن التَّيِّهان (3).
(4618)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه".
أخرجاه (4).
(1) البخاري 9/ 320 (5227)، ومن طريق ابن شهاب في مسلم 4/ 1863 (2395)، والمسند 14/ 177 (8470).
(2)
مسلم 3/ 1609 (2038).
(3)
ينظر الأسماء المبهمة للخطيب 82، وشرح النووي 13/ 223.
(4)
المسند 12/ 91 (7170)، والبخاري 1/ 92 (38)، وهو في مسلم 1/ 523 (759) من طريق أبي سلمة.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان وقامَه إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدّمَ من ذنبه"(1).
(4619)
الحديث السادس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثني شيبان عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قامَ ليلةَ القَدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه".
أخرجاه (2).
(4620)
الحديث السابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا أيّوب عن أبي قِلابة عن أبي هريرة (3) قال:
لما حضر رمضانُ قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم رمضانُ، شهرٌ مبارك، افترض اللَّهُ عليكم صيامه، تُفتحُ فيه أبواب الجنّة، وتغلق أبواب النّار، وتُغَلُّ فيه الشياطين. فيه ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرَها حُرِم"(4).
(4621)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا
(1) المسند 16/ 317 (1037) والحديث في البخاري 4/ 115 (1901)، ومسلم - السابق من طريق أبي سلمة.
(2)
المسند 15/ 264 (9445)، ومعه:"من قام رمضان. . . " وهو من طريق يحيى بن أبي كثير في البخاري 4/ 115 (1901)، ومسلم 1/ 523 (760) وحسن وشيبان من رجال الشيخين.
(3)
في الأصلين: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا معمر عن الزهريّ عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. ولم أقف على هذا الإسناد في المسند.
(4)
المسند 12/ 59 (7184)، ومن طريق أيوب في النسائي 4/ 129، وله فيه روايات أخر. وقد صحّح الألباني الأحاديث، وحكم محقّقو المسند على حديث أبي هريرة بالإرسال، لأنه أبا قلابة أرسل عن أبي هريرة.
وقد روى الشيخان عن أبي هريرة: "إذا دخل رمضان، فتحت أبواب السماء (الجنة - الرحمة) وأغلقت أبواب جهنم، وسلسلست الشياطين" ينظر الجمع 3/ 109 (2307).
أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقِّنوا موتاكم: لا إله إلا اللَّه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4622)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: حدّثنا مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لأن يأخذَ أحدُكم حبلَه فيحتطبَ على ظهره خيرٌ له من أن يأتيَ رجلًا فيسألَه، أعطاه أو منعه".
أخرجاه (2).
(4623)
الحديث التسعون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرني روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن ابن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّه تبارك وتعالى: "أنا أغنى الشُّركاء عن الشِّرك، من عمل عملًا أشركَ فيه معي غيري تركْتُه وشِركَه".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبةُ قال: سمعْتُ العلاء بن عبد الرحمن يحدّث عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربّه عز وجل أنّه قال: "أنا خيرُ الشُّركاء، فمن عمل عملًا أشرك فيه غيري فأنا بريءٌ منه، وهو للّذي أشرك"(4).
(1) مسلم 2/ 631 (917).
(2)
البخاري 4/ 33 (1470)، وفي مسلم 2/ 721 (1042) من طريق أبي حازم وأبي عبيد عن أبي هريرة، ومن طريق أبي الزناد في المسند 13/ 268 (7317) وله فيه روايات وطرق.
(3)
مسلم 4/ 2289 (2985).
(4)
المسند 13/ 377 (7999) وإسناده صحيح. وبه صحّحه ابن خزيمة 2/ (938). وينظر ما قبله.
(4624)
الحديث الحادي والتسعون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثني محمد بن رافع قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال: سمعتُ أبا هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أحدِّثكم (1) عن الدّجّال حديثًا ما حدّثه نبيٌّ قومَه: إنّه أعورُ، وإنّه يجيءُ معه بمثال الجنّة والنار، فالتي يقول إنّها الجنّة هي النّار، وإني أنذركم به كما أنذرَ به نوحٌ قَومَه".
أخرجاه (2).
(4625)
الحديث الثاني والتسعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن سالم بن عبد اللَّه قال: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ أُمّتي مُعافًى إلّا المجاهِرين. وإنّ من المجاهرة أن يعملَ الرجلُ بالليل عملًا ثم يصبحَ وقد سترَه اللَّهُ عليه فيقول: يا فلان، قد عملتُ البارحةَ كذا وكذا. وقد باتَ يستُرُه ربُّه فيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّه عليه".
أخرجاه (3).
(4626)
الحديث الثالث والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عُلَيّة قال: حدّثنا أيّوب عن أبي هريرة قال:
نادى رجلٌ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أيُصلّي أحدُنا في ثوب واحد؟ قال: "أوَكُلُّكم يجدُ ثوبين".
أخرجاه (4).
(4627)
الحديث الرابع والتسعون بعد المائتين: وبه قال:
(1) رواية مسلم "أخبركم. . . بمثل" وهذه ألفاظ البخاري.
(2)
مسلم 4/ 2250 (2936). ومن طريق شيبان في البخاري 6/ 370 (3338).
(3)
البخاري 10/ 486 (6069)، ومن طريق ابن أخي ابن شهاب في مسلم 4/ 2291 (2990).
(4)
المسند 12/ 61 (7149) والحديث في البخاري 1/ 470، 475 (358، 365) عن سعيد بن المسيّب ومحمد بن سيرين، ومسلم 1/ 367، 368 (515) عن سعيد وابن سيرين وأبي سلمة، كلّهم عن أبي هريرة.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأَسْلَمُ وغِفار وشيءٌ من مزينة وجهينة -أو شيء من جهينة ومزينة- خيرٌ عند اللَّه من أسد وغطفان وهوازن وتميم".
أخرجاه (1).
(4628)
الحديث الخامس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي عُبيد مولى ابن أزهر عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يُستجابُ لأحدِكم ما لم يَعْجَلْ، يقول: دعوتُ فلم يَستجبْ لي".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثني أبو الطاهر قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخَولاني عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لا يزالُ يُستجابُ للعبد ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعةِ رَحِم، ما لم يستعجلْ" قيل: يا رسول اللَّه، ما الاستعجال؟ قال:"يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيبُ لي، فيستَحسِر (3) عند ذلك ويَدَعُ الدّعاء".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4629)
الحديث السادس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا مروان بن معاوية عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
(1) المسند 12/ 61 (7150)، ومسلم 4/ 1955 (2521) وله فيه أسانيد وروايات أخر. ومن طريق أيوب في البخاري 6/ 543 (3523).
(2)
البخاري 11/ 140 (6340)، ومن طريق مالك في مسلم 4/ 2095 (2735)، والمسند 16/ 210 (10312).
(3)
يستحسر: ينقطع ويتوقّف.
(4)
مسلم 4/ 2096 (2735).
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4630)
الحديث السابع والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيِّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يُولَد إلّا نَخَسَه الشيطانُ، فيستهلُّ صارخًا من نَخْسةِ الشيطان، إلا ابنَ مريمَ وأُمَّه، ثم قال أبو هريرة اقرءوا إن شِئْتم:{وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36].
أخرجاه (2).
(4631)
الحديث الثامن والتسعون بعد المائتين: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا هَلَك كِسرى فلا كِسرى بعدَه. وإذا هلَكَ قَيصرُ فلا قَيصرَ بعدَه. والذي نفسي بيده، لتُنْفَقَنّ كنوزُهما في سبيل اللَّه عز وجل".
أخرجاه (3).
(4632)
الحديث التاسع والتسعون بعد المائتين: وبه عن أبي هريرة قال:
أن رجلًا من بني فَزارة أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيَّ اللَّه، إنّ امرأتي وَلَدَتْ غلامًا أسودَ - وكأنّه يُعَرِّضُ أن ينتفيَ منه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألك إبلٌ؟ " قال: نعم. قال: "وما ألوانُها؟ " قال: حُمْر. قال: "فهل فيها ذَوْدٌ أَوْرَق؟ " قال: نعم، فيها ذودٌ أوْرَقُ، قال:"وممّ ذاك؟ " قال: لعلّه نَزَعه عِرْقٌ. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وهذا لَعلَّه يكونُ نَزَعَه عِرْق".
أخرجاه (4).
والأورق: الأسمر.
(4633)
الحديث الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمنِ كَمَثَل الزَّرع، لا تزالُ الرّيحُ تُمِيلُه، ولا يزالُ المؤمنُ
(1) مسلم 1/ 502 (726).
(2)
المسند 12/ 106 (7182)، ومسلم 4/ 1838 (2366). ومن طريق الزهري في البخاري 6/ 469 (3431).
(3)
المسند 12/ 108 (7184). ومن طريق الزهري في البخاري 6/ 625 (3618)، ومسلم 4/ 2236 (2918).
(4)
المسند 12/ 115 (7189)، ومن طريق الزهري في البخاري 9/ 442 (5315)، ومسلم 2/ 1137 (1500).
يُصيبُه البلاء. ومَثَل المنافق كَمَثل شجرة الأرْزه، لا تَهْتَزُّ حتى تَسْتَحْصِد".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
والأرز: شجرة الصنوبر.
وفي لفظ: "كمثل خامة الزّرع" والخامة: الغَضّة من النّبات (2).
(4634)
الحديث الحادي بعد الثلاثمائة: وبه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يَتْرُكون المدينة على خير ما كانت عليه، لا يغشاها إلّا العوافي -يريدُ عوافي السّباع والطير- وآخرُ من يُحْشَرُ راعيان من مُزَينة، ينعِقان بغنمهما فيجدانها وَحوشًا، حتى إذا بلَغا ثنيَّه الوَداع خَرّا على وجوههما"(3).
قال: "ومن يُرِدِ اللَّهُ به خيرًا يُفَقِّهْه في الدِّين. وإنما أنا قاسم، ويعطي اللَّهُ عز وجل"(4).
أخرجاه إلى قوله: ". . . . وجوههما".
وإنما قِيلْ للسّباع والطير عَوافٍ لأنه اجتمع فيها شيئان: أحدهما أنها طالبة لأقواتها والعُفاة طالبو المعروف. والثاني: طلبَها للعَفاء وهو المكان الخالي.
وقوله: "فيجدانها وَحوشًا" أي خالية. والواو مفتوحة.
(4635)
الحديث الثاني بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صلّى على جنازة فله قِيراط، ومن انتظر حتى يُفْرغَ منها فله قيراطان" قالوا: وما القيراطان؟ قال: "مثل الجبلين العظيمين".
(1) المسند 12/ 118 (7192). وقول المؤلّف "انفرد بإخراجه البخاري" وَهَم تابع فيه الحميدي، الجمع 3/ 240 (2510). وقد بيّنت هناك أن هذه الرواية بهذا الإسناد في مسلم 4/ 2163 (2089) أما الرواية التالية فهي للبخاري.
(2)
وهذه في المسند 16/ 452 (10775) من طريق فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة، ومن هذه الطريق أخرج البخاري الحديث 10/ 103 (5644).
(3)
المسند 12/ 119 (7193). ومن طريق الزهري في البخاري 4/ 89 (1874)، ومسلم 2/ 1009، 1010 (1389).
(4)
المسند 12/ 121 (7194) وإسناده صحيح. وقد رواه الشيخان عن معاوية - الجمع 3/ 406 (2897).
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللَّه المَنْجوقيّ قال: حدّثنا روح عن عوف عن الحسن ومحمدٍ عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من اتّبعَ جنازةَ مسلمٍ إيمانًا واحتسابًا وكان معها حتى يُصَلَّى عليها ويُفْرَغَ من دفنها فإنّه يرجعُ من الأجر بقيراطين، كلُّ قيراطٍ مثلُ أُحُد. ومن صلّى عليها ثم رجعَ قبل أن تُدْفَنَ فإنّه يرجعُ بقِيراط".
أخرجاه (2).
(4636)
الحديث الثالث بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهريّ عن سعيد (3) عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يتقاربُ الزّمانُ، ويُلْقَى الشُّحُّ وتَظهرُ الفِتَنُ، ويَكْثُر الهَرْجُ". قالوا: أيُّما هو يا رسول اللَّه؟ قال: "القتل، القتل".
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن همام بن مُنَبّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى يكثرَ فيكم المالُ، فَيَفيضَ حتى يُهِمَّ ربَّ المال من يتقَبَّلُ منه صدقةَ ماله، ويُقبضُ العلمُ، ويقتربُ الزمانُ، وتظهرُ الفِتَنُ، ويكثر الهَرْجُ". قالوا: وما الهَرْج؟ أيُّما هو يا رسول اللَّه؟ قال: "القتل، القتل".
(1) المسند 12/ 113 (7188)، ومسلم 2/ 652 (945) وهو في البخاري 3/ 196 (1325) عن أبي سعيد المقبري والأعرج عن أبي هريرة. وينظر تخريج محقّقي المسند.
(2)
البخاري 1/ 108 (47). ومن طريق عوف عن محمد بن سيرين في المسند 15/ 340 (9551). وهو من طرق أخر في مسلم السابق.
(3)
في الأصل: "عن أبي سلمة".
(4)
المسند 12/ 111 (7186)، والبخاري 13/ 13 (7061)، ومسلم 4/ 2057 (157) بهذا الإسناد.
انفرد بإخراج هذا الطريق مسلم. وأخرجه البخاري من حديث الأعرج (1).
(4637)
الحديث الرابع بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزّهري عن سعيد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، والمسجد الأقصى (2) ".
وصلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام (3).
أخرجاه.
قال ابن عقيل: وقوله "صلاة في مسجدي" إشارة إلى ما كان مسجدًا في زمانه، لا إلى ما أُدخل فيه من الزيادة.
(4638)
الحديث الخامس بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زُرعة قال: سمعْتُ أبا هريرة يقول:
أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، هذه خديجةُ قد أتَتْك بإناءٍ معها فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتَتْك فاقرأْ عليها السلام من ربّها عز وجل ومنّي، وبشِّرها ببيت في الجنّة من قَصَبٍ، لا صَخَبَ فيه ولا نَصب".
أخرجاه (4).
وقد ذكرْنا أن المراد بالقَصَب: اللؤلؤ المجوّف. والصَّخَب: الصوت والجَلَبة.
(4639)
الحديث السادس بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "انتدبَ اللَّهُ عز وجل لمن خَرَجَ في سبيله، لا يَخْرُجُ إلا لجهادٍ في سبيلي وإيمانًا بي وتصديقًا برسولي، فهو ضامنٌ عليَّ أن أُدْخِلَه الجنَّة أو أَرْجِعَه إلى
(1) المسند 13/ 484 (8135)، ومسلم 4/ 2058 (157)، والبخاري 2/ 521 (1036) وينظر أطرافه في البخاري 1/ 182 (85)، وينظر الجمع 3/ 11 (2177).
(2)
المسند 12/ 191 (7249)، والبخاري 3/ 63 (1189)، ومسلم 2/ 1014 (1397).
(3)
المسند 12/ 195 (7253)، ومسلم 2/ 1012 (1394) ومن طريق أبي عبد اللَّه الأغرّ عن أبي هريرة في البخاري 3/ 63 (1190).
(4)
المسند 12/ 71 (7156)، والبخاري 7/ 133 (3820)، ومسلم 4/ 1887 (2432).
مسكنه الذي خَرج منه، نائلًا ما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفسُ محمد بيده، ما من كَلْمٍ يُكْلَمُ في سبيل اللَّه إلّا جاء يومَ القيامة كَهيئته يومَ كُلم: لونُه لونُ دم وريحُه ريحُ مِسك. والذي نفسُ محمّد بيده، لولا أن أشُقَّ على أُمَّتي (1) ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيّةٍ تغزو في سبيل اللَّهِ أبدًا. ولكنّني لا أَجِدُ سَعَةً فيتّبعوني، ولا تطيبُ أنفسُهم فيتخلّفون بعدي. والذي نفسُ محمدٍ بيده، لَوَدِدْتُ أني أغزو في سبيل اللَّه وأُقْتَلُ، ثم أغزو فأُقتل، ثم أغزوُ فأُقْتَل".
أخرجاه (2).
(4640)
الحديث السابع بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ اغفرْ للمُحَلِّقين" قالوا: يا رسول اللَّه، والمُقَصِّرين. قال:"اللهمّ اغفِرْ للمحلِّقين" قالوا: يا رسول اللَّه: والمقصِّرين، قال:"اللهمّ اغفرْ للمحلِّقين". قالوا: والمقصِّرين. قال: "والمقصِّرين".
أخرجاه (3).
(4641)
الحديث الثامن بعد الثلاثمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقومُ الساعةُ حتى تطلعَ الشمسُ من مَغْرِبها، فإذا طَلَعَت من مغربها ورآها الناسُ آمنَ مَنْ عليها، فذلك حين (لا ينفعُ نفسًا إيمانُها، لم تَكُنْ آمَنَتْ من قبلُ أو كَسَبَتْ في إيمانها خيرًا) ".
أخرجاه (4).
وفي أفراد مسلم في حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبلَ أن تطلُعَ الشمسُ من مغربها تاب اللَّهُ عليه"(5).
(1) في المسند "المسلمين".
(2)
المسند 12/ 72 (7157)، ومسلم 13/ 496، 1497 (1876). ومن طريق عمارة في البخاري 1/ 92 (36).
(3)
المسند 12/ 73 (7158)، والبخاري 3/ 561 (1728)، ومسلم 2/ 946 (1302).
(4)
المسند 12/ 78 (7161)، ومسلم 1/ 137 (157) بهذا الإسناد وبغيره، وفي البخاري 8/ 296 (4635) من طريق عُمارة. وهذه من الآية 158 - سورة الأنعام.
(5)
مسلم 4/ 2076 (2703)، والمسند 13/ 183 (7711)، من طرق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
(4642)
الحديث التاسع بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سألَ النّاسَ أموالَهم تكثُّرًا فإنَّما يسألُ جَمْرًا، فليستقلَّ منه أو ليستكثِرْ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4643)
الحديث العاشر بعد الثلاثمائة: وبه عن أبي زُرعة قال:
دخلْتُ مع أبي هريرة دارَ مَرْوانَ بن الحكم، فرأى فيها تصاويرَ، وهي تُبنى، فقال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول اللَّهُ عز وجل: ومَن أظلمُ ممّن ذهبَ يخلُقُ خلْقًا كخلقي، فلْيَخْلُقوا ذَرّةً، فلْيَخْلُقوا حبّةً، أو لِيَخْلُقوا شعيرة".
ثم دعا بوَضوء فتوضّأ، وغسلَ ذِراعَيه حتى جاوز المرفقين، فلمّا غسل رجليه جاوزَ الكعبين إلى الساقين، فقلتُ: ما هذا؟ قال: هذا مَبْلغُ الحِلية.
أخرجاه (2).
(4644)
الحديث الحادي عشر بعد الثلاثمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن عز وجل: سبحان اللَّه وبحمده، سبحان ربّيَ العظيم".
أخرجاه (3).
(4645)
الحديث الثاني عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثني عُبيد ابن إسماعيل عن أبي أسامة عن عُبيد اللَّه بن عمر قال: أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مَن أكرمُ النّاس؟ قال: "أتقاهم للَّه" قالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: "فأكرمُ النّاس يوسفُ نبِيُّ اللَّهِ ابنُ نبِيِّ اللَّه ابنُ نبِيِّ اللَّه ابن خليل اللَّه". قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارُهم في الجاهلية
(1) المسند 12/ 80 (7166)، ومسلم 2/ 720 (1041).
(2)
المسند 12/ 84 (7166)، والبخاري 10/ 385 (5953)، 13/ 528 (7559)، ومسلم 3/ 1671 (2111).
(3)
المسند 12/ 86 (7167)، والبخاري 11/ 206 (6406)، ومسلم 4/ 2072 (2694).
خيارُهم في الإسلام إذا فَقِهوا. تجدون من خير النّاس أشدَّهم كراهةً لهذا الشأن حتى يَقَعَ فيه".
أخرجاه (1).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الكريمَ ابنِ الكريم ابنِ الكريم [ابن الكريم] يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحق بن إبراهيمَ خليلِ الرحمن"(2).
(4646)
الحديث الثالث عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ليث بن سعد قال: حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ في الجنّة شجرةً يسيرُ الرّاكبُ في ظِلّها مائةَ سنة".
أخرجاه (3).
وفي بعض الألفاظ: "لا يقطعها"(4).
(4647)
الحديث الرابع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
(1) البخاري 6/ 417 (3383)، وليس فيه:"تجدون من خير النّاس" وهي في البخاري ومن طريق آخر عن الأعرج عن أبي هريرة. والحديث في مسلم 4/ 1846 (2387) من طريق سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، ليس فيه:"تجدون. . . " وهي فيه 4/ 1958 (2526) من طريق سعيد بن المسيّب عن الأعرج عن أبي هريرة.
(2)
المسند 14/ 121 (8391) ومن طريق محمد بن عمرو في الترمذي 5/ 273 (3116) والمفرد 1/ 312 (605) وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 2/ 346. ويشهد للحديث ما رواه البخاري عن ابن عمر - الجمع 2/ 88 (1469).
(3)
المسند 15/ 517 (9832). ومن طريق ليث في مسلم 4/ 2175 (2826). وأخرجه البخاري 6/ 319 (3252) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة. وحجّاج بن محمد من رجال الشيخين.
(4)
وهذه الرواية من طرق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. المسند 12/ 465 (7498) والبخاري 8/ 627 (4881)، ومسلم - السابق.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ للَّه تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنّة، إنّه وترٌ يُحِبّ الوِتر".
أخرجاه (1).
(4648)
الحديث الخامس عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عليّ ابن عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا أبو الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "لو أن امرأً اطَّلَعَ عليك بغير إذنٍ فَخَذَفْتَه بحصاة ففَقَأْتَ عينَه لم يكن عليك جُناح"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اطلَعَ على قوم في بيتهم بغير إذنهم فقد حلَّ لهم أن يفقئوا عينَه"(3).
الطريقان في الصحيحين.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه المَديني قال: حدّثنا مُعاذ بن هشام قال: حدّثنا أبي عن قتادة عن النَّضر بن أنس عن بَشير بن نَهيك عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من اطَّلَعَ في بيت قوم بغير إذنهم ففقئوا عينَه فلا دِيةَ عليهم ولا قِصاص"(4).
(4649)
الحديث السادس عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا
(1) المسند 13/ 61 (7623)، ومسلم 4/ 2063 (2677). وأخرجه مسلم والبخاري 11/ 214 (6410) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
(2)
البخاري 12/ 243 (6902)، ومن طريق سفيان في مسلم 3/ 1699 (2158)، والمسند 12/ 264 (7313).
(3)
المسند 13/ 56 (7616)، ومسلم - السابق، من طريق سهيل.
(4)
المسند 14/ 545 (8997). ورجاله رجال الصحيح. والحديث من طريق معاذ في سنن النسائي 8/ 61، وصحّحه ابن حبّان 13/ 351 (6004). وصحّحه المحقّقون والألباني.
أبو اليَمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدّثني سعيد بن المسيَّب أن أبا هريرة قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لم يَبْقَ من النبوَّة إلا المُبَشِّرات" قالوا: وما المُبَشِّرات؟ قال: "الرُّؤيا الصالحة".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4650)
الحديث السابع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى ابنُ بكير قال: حدّثنا الليث عن عُقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قضى فيمن زنا ولم يُحْصَن بنفي عامٍ وإقامة الحدِّ عليه.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4651)
الحديث الثامن عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تبتدءوا اليهودَ والنَّصارى بالسَّلام، وإذا لقِيتُموهم في طريقٍ فاضْطَرُّوهم إلى أضيقها".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4652)
الحديث التاسع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول: "شرُّ الطعام طعامُ الوليمة، يُدْعَى لها الأغنياءُ ويُتركُ الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى اللَّه ورسوله".
أخرجاه (4).
(1) البخاري 12/ 375 (6990).
(2)
البخاري 12/ 156 (6833)، وهو في المسند 15/ 526 (9846) من طريق الليث.
(3)
المسند 13/ 56 (7617)، ومسلم 4/ 1707 (2167) من طرق عن سهيل.
(4)
البخاري 9/ 244 (5177)، ومن طريق مالك في مسلم 2/ 1054 (1432)، ومن طرق الزهريّ في المسند 12/ 223 (7279).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا سفيان قال: سمعت زياد بن سعد قال: سمعت ثابت بن عِياض الأعرج يحدّث عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "شرُّ الطعامِ طعامُ الوليمة، يُمْنَعُها من يأتيها، ويُدْعى إليها من يأباها. ومن لم يُجِبِ الدّعوةَ فقد عصى اللَّهَ عز وجل ورسوله".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا هشام عن محمد قال: سمعْتُ أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من دُعِي فلْيُجِبْ، فإن كان مُفْطِرًا أكل، وإن كان صائمًا فلْيُصَلّ ولْيَدْعُ لهم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4653)
الحديث العشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاريّ قال: قال: حدّثنا سعيد بن غُفير قال: حدّثني الليث قال: حدّثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابن المسيِّب (3) عن أبي هريرة قال:
أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلٌ من أسلمَ وهو في المسجد، فناداه: يا رسول اللَّه، إنّ الأخِرَ قد زنى - يعني نفسه. فأعرض عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فتنحَّى لِشِقّ وجهه الذي أَبرض قِبَلَه فقال: يا رسول اللَّه، إني زنيتُ، فأعرضَ عنه، فجاء لِشِقّ وجه النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي أعرض عنه. فلمّا شهد على نفسه أربعَ شهادات دعاه النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"أبِكَ جُنون؟ " قال: لا يا رسول اللَّه. قال: "أحْصَنْتَ؟ " قال: نعم يا رسول اللَّه. قال: "اذهبوا به فارجموه".
قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع جابرًا قال: وكنتُ فيمن رَجَمه، رَجَمْناه
(1) مسلم 2/ 1055 (1432).
(2)
المسند 13/ 172 (7749) ومن طريق هشام في مسلم 2/ 1054 (431 1).
(3)
في البخاري ومسلم والمسند "وأبي سلمة".
بالمُصَلَّى، فلّما أذْلَقَتْه الحجارة جَمَز (1) حتى أدرَكْناه بالحَرّة، فرجَمْناه حتى مات.
أخرجاه (2).
ومعنى الأَخِر: المتخلّف المُدبر.
(4654)
الحديث الحادي والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا مالك عن صَفوان عن سُلَيم عن سعيد بن سَلَمه الزُّرَقي عن المغيرة بن أبي بردة [عن أبي هريرة](3).
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في ماء البحر: "هو الطَّهورُ ماؤه، الحِلُّ مَيتُه"(4).
(4655)
الحديث الثاني والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي صَعصعة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن يُرِدِ اللَّه به خيرًا يُصِبْ منه".
انفرد بإخراجه البخاري (5).
(4656)
الحديث الثالث والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن داود بن الحُصين عن أبي سفيان عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رخّصَ في العرايا أن تُباعَ بخَرْصها، في خمسة أوسُق أو فيما دون (6).
(1) أذلَقَتْه: أدركته. جمز: هرب.
(2)
الحديث بهذا الإسناد في البخاري 12/ 136 (6825) ولكن الألفاظ مختلفة عمّا هنا، فقد أدخل المؤلّف فيه ألفاظًا من روايات أخر. ينظر 9/ 389 (5271). ومن طريق الليث في مسلم 3/ 1318 (1691)، ومن طريق ابن شهاب في المسند 15/ 525 (9845).
(3)
تتمّة من المسند.
(4)
المسند 12/ 171 (7233). وقد أخرج الحديث من طرق عن مالك في النسائي 1/ 50، وابن ماجه 1/ 36 (386)، والترمذي 1/ 100 (69) وقال. حسن صحيح، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 59 (111)، وابن حبّان 4/ 49 (1243) وصحّحه الألباني والمحقّقون، وأطال ابن حجر الحديث عنه في التلخيص 1/ 13 وما بعده.
(5)
المسند 12/ 174 (7235)، والبخاري 10/ 103 (5645) من طريق مالك.
(6)
في المسند "أو فيما دون خمسة".
أخرجاه (1).
وقد ذكرْنا العرايا في مسند جابر (2).
(4657)
الحديث الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن أبي عمر المكّي قال: حدّثنا مروان بن معاوية عن يزيد بن كَيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أصبحَ منكم اليومَ صائمًا؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن تَبعَ منكم اليوم جِنازة؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن أطعمَ اليومَ منكم مسكينًا؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: "فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ " قال أبو بكر: أنا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعْن في امرىءٍ إلا دخل الجنّة".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4658)
الحديث الخامس والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح من أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "السَّفَر قطعةٌ من العذاب، يمنعُ أحدَكم طعامَه وشرابه ونومه. فإذا قضى أحدُكم نَهْمَته من سفره فليُعَجِّل إلى أهله".
أخرجاه (4).
(4659)
الحديث السادس والعشرون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو يعلمُ النّاسُ ما في النّداء والصّفّ الأوّل، ثم لم يجدوا إلّا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه. ولو يعلمون ما في التّهجير لاستبقوا إليه. ولو يعلمون ما في العشاء والصبح لأتَوهما ولو حَبوًا".
أخرجاه (5).
(1) المسند 12/ 175 (7236) وفيه: أو فيما دون خمسة. ومن طريق مالك في البخاري 4/ 386 (2190)، ومسلم 3/ 1171 (1541). وذكر أن الشكّ من داود.
(2)
الحديث (901).
(3)
مسلم 2/ 713، 4/ 1857 (1028).
(4)
المسند 12/ 161 (7225)، ومن طريق مالك في البخاري 3/ 622 (1804)، ومسلم 3/ 1526 (1927).
(5)
المسند 12/ 163 (7226)، ومن طريق مالك في البخاري 2/ 96 (615)، ومسلم 1/ 325 (437).
(4660)
الحديث السابع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: أخبرنا مالك عن سُمَيّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السّمّان عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمدُ وهو على كلّ شيء قدير - في يوم مائة مرّة، كانت له عِدْل عشر رقابٍ، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحِيَت عنه مائة سيّئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممّا جاء به إلا أحدٌ عَمِلَ أكثرَ من ذلك. ومن قال مائة مرّة: سبحان اللَّه وبحمده، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثلَ زَبَد البحر".
أخرجاه (1).
(4661)
الحديث الثامن والعشرون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينا رجلٌ يمشي بطريق إذ اشتدّ عليه العطشُ، فوجد بئرًا فنزلَ فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلْهَث يأكل الثَّرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي بلغَني. فنزل البئرَ فملأَ خُفَّه ثم أمسكه بفيه حتى رَقِيَ به فسقاه، فشكرَ اللَّهُ له، فغفرَ له". قالوا: يا رسول اللَّه، وإنّ لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال:"في كلّ ذات كَبِدٍ رَطْبة أجر".
أخرجاه (2).
(4662)
الحديث التاسع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا سعيد بن تَليد قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني جرير بن حازم عن أيّوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "بينما كلب يُطيفُ برَكِيّة (3) قد كاد يقتله العطشُ، إذ رَأَتْه بَغِيٌّ من بغايا بني إسرائيل، فنزَعَت مُوقها فَسَقَتْه، فغُفِر لها به".
(1) المسند 14/ 460 (8873)، ومن طريق مالك في مسلم 4/ 2071 (2691). وأخرجه البخاري من طريق مالك إلى قوله:"عمل أكثر من ذلك" 6/ 338 (3293). وبقيّته 11/ 206 (6405).
(2)
المسند 14/ 461 (8874)، ومن طريق مالك في البخاري 5/ 40 (2363)، ومسلم 4/ 1761 (2244).
(3)
يُطيف بركية: أي يدور حول البئر.
أخرجاه (1).
والمُوق: الخُفّ.
(4663)
الحديث الثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أحمد بن إسحق قال: حدّثنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا إسحق بن عبد اللَّه قال: حدّثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدّثه:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن ثلاثةً من بني إسرائيل: أبرصَ وأقرعَ وأعمى، بدا للَّه أن يبتليَهم، فبعثَ إليهم مَلَكًا، فأتى الأبرصَ فقال: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال: لونٌ حسن وجلدٌ حسن، قد قَذَرني النّاس. قال: فمسحَه فذهب عنه قَذَرُه، وأُعطِيَ لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا. قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: الإبل - أو البقر، شكّ إسحق في ذلك: أنّ الأبرص أو الأقرع، قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر - قال: فأعطاه ناقة عُشَراءَ، وقال: بارك اللَّه لك فيها. وأتى الأقرعَ وقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: شَعر حسن، ويذهبُ عنّي هذا الذي قد قَذَرَني النّاسُ. قال: فمسحَه فذهبَ عنه، وأُعْطِيَ شعرًا حسنًا. قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: البقر. قال: فأعطاه بقرةً حاملًا، وقال: بارك اللَّهُ لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أيُّ شيءٍ أحببُّ إليك؟ قال: يردّ اللَّهُ إليّ بصري فأُبْصِرُ به النّاس. قال: فمسحَه فردّ اللَّهُ إليه بصرَه. قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: الغنم. قال: فأعطاه شاة والدًا. فأُنْتجَ هذان، ووُلِّدَ هذا، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.
ثم إنّه أتى الأبرصَ في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين تقَطَّعت به الحِبالُ في سفره، فلا بلاغَ اليوم إلّا بإذن اللَّه (2) ثم بك، أسألُك بالذي أعطاك اللونَ الحسن والجلدَ الحسن والمالَ، بعيرًا أتبلَّغُ عليه في سفري. فقال له: إنّ الحقوقَ كثيرة، فقال له: كأنّي أعرفُك، ألم تكن أبرصَ يَقْذَرُك النّاسُ، فقيرًا فأعطاك اللَّه؟ فقال: لقد وَرِثْتُ كابرًا عن كابر. فقال: إن كُنْتَ كاذبًا فَصَيَّرَك اللَّه إلى ما كُنْتَ. وأتى الأقرعَ في صورته وهيئته فقال له مثلَ ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما ردّ عليه هذا. فقال: إن كنتَ كاذبًا فصيّرك اللَّه إلى ما
(1) البخاري 6/ 511 (3467)، ومن طريق عبد اللَّه بن وهب في مسلم 4/ 1761 (2245) وهو في المسند 16/ 343 (10583) من طريق محمد بن سيرين.
(2)
في الصحيحين "إلّا باللَّه".
كنت. وأتى الأعمى في صورته فقال: رجلٌ مسكين وابن سبيل، وتقطّعتْ بي الحبالُ في سفري، فلا بلاغَ اليوم إلّا باللَّه ثم بك، أسألُك بالذي ردَّ إليك بصرَك شاةً أتبلَّغُ بها في سفري. فقال: قد كنتُ أعمى فردّ اللَّه بصري، وفقيرًا فأغناني، فخُذ ما شئتَ، فواللَّه لا أجْهَدُك اليومَ بشيءٍ أخَذْتَه للَّه. فقال: أَمْسِكْ مالك، فإنما ابْتُليتُم، قد رَضِيَ عنك وسَخِط على صاحبيك".
أخرجاه (1).
(4664)
الحديث الحادي والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن حُمَيد عن بكر عن أبي رافع عن أبي هريرة قال:
لقيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا جُنُبٌ، فمشَيْتُ معه حتى قعد، فانْسَلَلْتُ فأتيْتُ الرَّحْل فاغتسلْتُ، ثم جئتُ وهو قاعد، فقال:"أينَ كُنْتَ؟ " فقلت: لقيتَني وأنا جُنُبٌ فكَرِهْتُ أن أجلسَ إليك وأنا جُنُب، فانطلقتُ فاغتسَلْتُ. فقال:"سبحانَ اللَّه، إن المؤمن لا يَنْجُس".
أخرجاه (2).
(4665)
الحديث الثاني والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن سُليمان التَّيميّ عن بَركة عن بَشير بن نَهيك عن أبي هريرة قال:
رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَمُدُّ يدَيه حتى إنّي لأرى بياضَ إبِطيه.
قال سليمان: يعني في الاستسقاء (3).
(4666)
الحديث الثالث والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة:
(1) البخاري 6/ 500 (3464)، ومن طريق همّام في مسلم 4/ 2275 (2964).
(2)
المسند 12/ 145 (7211). ومن طريق حميد الطويل عن بكر بن عبد اللَّه المزني أخرجه البخاري 1/ 390 (283). وهو في مسلم 1/ 282 (1 37) عن حميد عن أبي رافع، دون ذكر بكر، وينظر النكت الظراف 10/ 385.
(3)
المسند 12/ 147 (7213). وبركة المجاشعي ثِقة، روى له ابن ماجه وأبو داود - التقريب 1/ 67. وسائر رجاله رجال الصحيح. وبهذا الإسناد صحّحه ابن خزيمة 2/ 334 (1413)، وأخرجه ابن ماجه 1/ 405 (1271) من طريق معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه، وفيه: قال معتمر: أراه في الاستسقاء. وصحّحه الألباني والمحقّقون.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه عز وجل يقول: أينَ المُتحابّون بجلالي؟ اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إلّا ظِلِّي".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4667)
الحديث الرابع والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ بقريةٍ تأكل القُرى، يقولون يَثْرِبُ، وهي المدينة، تَنفي النّاسَ كما يَنفي الكِيرُ خَبَثَ الحديد".
أخرجاه (2).
(4668)
الحديث الخامس والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كم مضى؟ "(3) قُلْنا: مضَتْ ثنتان وعشرون وبقي ثمان. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا، بل مَضَتْ ثنتان وعشرون وبقي سبع. اطلبوها الليلة".
زاد يعلى عن الأعمش: "الشهر تسع وعشرون"(4).
(4669)
الحديث السادس والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبةً من كُرَب الدُّنيا نَفَّسَ اللَّهُ عنه كُرْبةً من كُرَب يوم القيامة، ومنَ ستَر مسلمًا ستره اللَّه في الدُّنيا والآخرة، ومن يَسَّرَ على مُعْسرٍ يَسَّرَ اللَّه عز وجل عليه في الدُّنيا والآخرة، واللَّه في عَون العبد ما كان العبدُ في عَون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّلَ اللَّه له به طريقًا إلى الجنّة، وما اجتمعَ قومٌ في
(1) المسند 12/ 168 (7231)، ومسلم 4/ 1988 (2566) من طريق مالك.
(2)
المسند 12/ 169 (7232)، والبخاري 4/ 87 (1871)، ومسلم 2/ 100 (1382) من طريق مالك.
(3)
في المسند "من الشهر".
(4)
المسند 12/ 388 (7423) عن أبي معاوية ويعلى قالا: حدّثنا الأعمش. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وصحّحه ابن حبّان 3/ 338 (3450). ومن طريق الأعمش صحّحه ابن خزيمة 3/ 326 (2179). وأخرجه ابن ماجه من طريق أبي معاوية مختصرًا 2/ 530 (1656). وصحّح المحقّقون والألباني إسناده.
بيتٍ من بيوت اللَّه عز وجل يتلون كتابَ اللَّه ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السكينةُ، وغَشِيَتْهم الرحمةُ وحَفَّتْهم الملائكةً، وذكرَهم اللَّهُ عز وجل فيمن عنده. ومن أبطأ به عملُه لم يُسْرِعْ به نَسَبُه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4670)
الحديث السابع والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيدُ على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجة، وذلك أنّ أحدَكم إذا توضّأ فأحسنَ الوضوء، ثم أتى المسجد، لا يريد إلّا الصلاة، ولا يَنْهَزُه إلّا الصلاة، لم يَخْطُ خَطوةً إلّا رُفع له بها درجة، وحُطّ عنه بها خطيئةٌ، حتى يدخلَ المسجدَ. فإذا دخلَ المسجدَ كان في صلاة ما كانت الصلاةُ تحبِسُه، والملائكةُ يصلّون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلّى فيه، يقولون: اللهمّ اغْفِرْ له، اللهمّ ارحمْه، اللهمّ تُبْ عليه، ما لم يُؤذِ فيه، ما لم يُحْدِثْ فيه".
أخرجاه (2).
(4671)
الحديث الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لعنَ اللَّهُ السارقَ يسرقُ البَيضةَ فتُقْطَعُ يدُه، ويسرقُ الحَبْلَ فتُقْطَعُ يدُه".
أخرجاه (3).
وله وجهان: أحدهما: أن يكون قاله أخذًا بظاهر قوله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 83] ثم أُعلم بعد ذلك بمقدار النّصاب. والثاني: أنّه أراد المختصرات إذا بلغت نصابًا (4).
(1) المسند 12/ 393 (7427)، ومسلم 4/ 2074 (2699).
(2)
المسند 12/ 398 (7430)، والبخاري 1/ 564 (477)، ومسلم 1/ 459 (649).
(3)
المسند 12/ 406 (7436)، ومسلم 3/ 1314 (1687) من طريق أبي معاوية. والبخاري 14/ 81 (6783) من طريق الأعمش.
(4)
فصّل المؤلّف الكلام هذا في كشف المشكل 3/ 452، وأحلت فيه على مصادر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة 165، والأعلام للخطّابيّ 4/ 2291، وشرح النووي 1/ 196، والفتح 12/ 82.
(4672)
الحديث التاسع والثلاثون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا استيقظَ أحدُكم من النوم فلا يُدْخِلْ يدَه في الإناء حتى يَغْسِلَها ثلاثَ مرّات، فإنّه لا يدري أين باتَتْ يدُه".
انفرد بإخراجه مسلم. وأخرجه البخاري من غير ذكر عدد (1).
(4673)
الحديث الأربعون بعد الثلاثمائة: وبه
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللَّه ولا ينظرُ إليهم ولهم عذاب أليم: رجلٌ على فَضل ماء بالفَلاة يمنعُه من ابن السبيل. ورجل بايع الإمامَ لا يُبايِعُه إلا لدُنيا، فإن أعطاه منها وفى له، وإن لم يُعْطِه لم يَفِ له، ورجل بايعَ رجلًا سلعة بعد العصر، فحلف له باللَّه لأَخذَها بكذا وكذا، فصدَّقه وهو على ذلك"(2).
أخرجاه (3).
(4674)
الحديث الحادي والأربعون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما نَفَعَني مالٌ قَطٌّ ما نَفَعَني مالُ أبي بكر". فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي إلّا لك يا رسول اللَّه (4).
(4675)
الحديث الثاني والأربعون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قتلَ نفسَه بحديدة فحديدتُه بيده يَجَأُ (5) بها في بطنه في نار جهنّم خالدًا مُخَلّدًا فيها أبدًا. ومن قتل نفسَه بسُمٍّ فسمّه في يده يَتَحَسّاه في نار جهنّم
(1) المسند 12/ 408 (7438)، ومسلم 1/ 233 (278) بهذا الإسناد وبغيره. وقد جعله الحميدي في أفراد مسلم 3/ 263 (2586)، ولكنه قال: وقد أخرجه البخاري مقترنًا بالحديث الذي فيه: "ومن استجمر فليوتر" من حديث مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة نحو حديث هؤلاء، ولم يذكر "ثلاثًا". وهو كذلك في البخاري 1/ 263 (162).
(2)
كذا في الأصل، وفي أكثر مخطوطات المسند كما ذكر المحقّق. ولكنه أضاف "غير" لتصير "على غير ذلك" عن بعض النسخ. وتؤيده رواية مسلم. ولكن هذه الرواية يمكن أن توجّه.
(3)
المسند 12/ 410 (7442)، ومسلم 1/ 103 (108) من طريق أبي معاوية، والبخاري 5/ 34 (2358) من طريق الأعمش.
(4)
المسند 12/ 414 (7446). وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد في ابن ماجه 1/ 36 (94)، وصحّحه ابن حبّان 15/ 273 (6858)، والألباني في الصحيحة 6/ 487 (2718).
(5)
يجأ: يطعن.
خالدًا مُخَلّدًا فيها أبدًا. ومن تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردّى في نار جهنّم خالدًا مُخَلّدًا فيها أبدًا".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو اليمان قال أخبرنا شُعيب قال: حدّثنا أبو الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الذي يَخْنُقُ نفسَه يخنُقُها في النّار، والذي يَطْعَنُها يطعَنُها في النّار".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4676)
الحديث الثالث والأربعون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من توضّأ يومَ الجمعة فأحسنَ الوُضوءَ، ثم أتى الجمعةَ فدنا وأنصتَ واستمعَ، غُفِرَ له ما بينَه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيّام".
قال: "ومن مسّ الحصا فقد لغا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4677)
الحديث الرابع والأربعون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أثقلُ الصلاة على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاةُ الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتَوهما ولو حَبوًا. ولقد هَمَمْتُ أن آمُرَ المؤذِّنَ فيؤذِّنَ، ثم آمرَ رجُلًا يُصَلّي بالناس، ثم أنطلقَ معي برجالٍ معهم حُزَمٌ من الحطب إلى قوم يتخلّفون عن الصلاة فأُحَرِّق عليهم بيوتهم بالنّار"(4).
(1) المسند 12/ 416 (7448). ومن طريق الأعمش في البخاري 10/ 247 (5778)، ومسلم 1/ 103 (109).
(2)
البخاري 3/ 227 (1365). وأخرجه أحمد من طريق أبي الزناد 15/ 380 (9618).
(3)
المسند 15/ 292 (9484)، ومسلم 2/ 588 (857). ورواه مسلم:"من اغتسل. . . ".
(4)
المسند 15/ 294 (9486)، ومسلم 1/ 451 (651)، وهو في البخاري 2/ 141 (657) من طريق الأعمش.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقد هَمَمْتُ أن آمرَ رجلًا فيقيمَ الصلاةَ، ثمَ آمُرَ فِتياني فيُخالفون إلى قوم لا يأتونها فيحرِّقون عليهم بيوتهم بحُزَم الحطب. ولو عَلِمَ أَحدُهم أنّه يجدُ عَظمًا سمينًا أو مِرْماتين حَسنتين، إذًا لَشَهِدَ الصلاة"(1).
الطريقان في الصحيحين.
قال أبو عبيد: المرماة: ما بين ظلفي الشاة. وقال غيره: السهم الذي يرمى به. وتفتح ميمها وتكسر (2).
(4678)
الحديث الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه قال: حدّثني سليمان عن ثور عن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات". قالوا: يا رسول اللَّه، وما هُنّ؟ قال:"الشّرك باللَّه، والسِّحُر، وقَتْلُ النّفس التي حرّم اللَّهُ إلّا بالحقّ، وأكلُ الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يومَ الزّحف، ورمي المحصنات المؤمنات الغافلات".
أخرجاه (3).
(4679)
الحديث السادس والأربعون بعد الثلاثمائة: وبالإسناد:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يَخْرجَ رجلٌ من قَحطانَ يسوق النّاسَ بعصاه".
أخرجاه (4)
(4680)
الحديث السابع والأربعون بعد الثلاثمائة: وبه:
(1) المسند 12/ 281 (7328). وفيه: وقال سفيان مرّة: "العشاء". وهو في مسلم - السابق من طريق سفيان بن عيينة. وفي البخاري 2/ 125 (644) من طريق أبي الزناد.
(2)
غريب الحديث 3/ 202. ونقل المؤلّف في الكشاف 3/ 455 أقوالًا أخر عن العلماء.
(3)
البخاري 5/ 393 (2766)، وفي مسلم 1/ 145 (9) من طريق سليمان بن بلال عن ثور بن زيد.
(4)
البخاري 6/ 545 (3517)، ومن طريق ثور في مسلم 4/ 2232 (2910)، والمسند 15/ 237 (9405).
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يَعْرَقُ الناسُ يوم القيامة حتى يذهبَ عَرَقُهم في الأرض سبعين ذراعًا، ويُلْجِمُهم حتى يبلُغَ آذانَهم"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ العَرَق يومَ القيامة لَيَذْهَبُ في الأرض سبعين باعًا، وإنه لَيَبْلُغُ إلى أفواه النّاس أو إلى آذانهم" شكّ ثور أيَّهما قال.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4681)
الحديث الثامن والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا مسدَّد قال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تُنْكَحُ المرأة لأربع: لمالها ولحسَبها وجمالها ودينها. فاظْفَرْ بذات الدِّين تَرِبتْ يداك".
أخرجاه (3).
(4682)
الحديث التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: حدّثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "طعامُ الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة".
أخرجاه (4).
(4683)
الحديث الخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد بن
(1) البخاري 11/ 392 (6532).
(2)
مسلم 4/ 2196 (2863)، وبهذا الإسناد نفسه في المسند 15/ 249 (9426).
(3)
البخاري 9/ 132 (5090)، وفي مسلم 2/ 1086 (1466)، والمسند 15/ 319 (9521) من طريق يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه بن عمر.
(4)
البخاري 9/ 535 (5392). ومن طريق مالك في مسلم 3/ 1630 (2058)، ومن طريق أبي الزناد في المسند 12/ 272 (7320).
حُميد قال: حدّثنا أبو عامر العَقَدِيّ عن المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَمَنَّوا لقاء العدوِّ، وإذا لقيتموهم فاصبروا".
أخرجاه (1).
(4684)
الحديث الحادي والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا المغيرة قال: حدّثنا أبو الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّه ليأتي الرجلُ العظيم السمينُ يومَ القيامة لا يَزِنَ عندَ اللَّه جناح بعوضة". وقال: اقرءوا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105].
أخرجاه (2).
(4685)
الحديث الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا معلّى بن أسد قال حدّثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُحْشَرُ الناسُ على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين، واثنان على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير، وتَحشُر بقيّتَهم النّارُ، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيتُ معهم حيث باتوا، وتُصْبِحُ معهم حيث أصبحوا، وتُمسي معهم حيث أمسَوا".
أخرجاه (3).
قال الخطّابي: هذا الحشر إنما يكون قبل قيام الساعة، يُحشر النّاسُ أحياءً إلى الشام. وأمّا الحشر يوم البعث فإنهم يُحشرون حفاةً عُراة لا على الإبل (4).
(4686)
الحديث الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أصبغ بن الفرج قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو عن جعفر بن ربيعة عن عِراك عن أبي هريرة:
(1) مسلم 3/ 1362 (1741). ومن طريق شيخه أبي عبد الملك بن عمرو العقدي أخرجه أحمد 16/ 451 (10774) وعلّقه البخاري 6/ 1561 (3026) قال: وقال أبو عامر: حدّثنا مغيرة بن عبد الصمد. . . .
(2)
البخاري 8/ 426 (4729)، ومسلم 4/ 2147 (2785) من طريق المغيرة.
(3)
البخاري 11/ 377 (6522)، ومن طريق وهيب في مسلم 4/ 2195 (2861).
(4)
الأعلام 3/ 2269، وينظر الفتح 11/ 379.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَرْغبوا عن آبائكم، فمن رَغِبَ عن أبيه فهو كُفر".
أخرجاه (1).
(4687)
الحديث الرابع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا محمد (2) بن عبد الباقي البزّاز قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا عمر بن محمد بن الرباب قال: حدّثنا قاسم بن زكريا المطرِّز قال: أخبرنا أبو كُريب قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بين النَّفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما. قال: أبَيْتُ. قالوا: أربعون شهرًا. قال: أبيتُ. قالوا: أربعون سنة. قال: أبيت. قال: "ثم يُنْزِلُ اللَّه تعالى ماءً من السماء، فيَنْبُتون كما يَنْبُتُ البقل" قال: "وليس في الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَب، ومنه يُرَكّبُ الخلق يوم القيامة".
أخرجاه (3).
وفي بعض الألفاظ في الصحيح "منه خُلِق، وفيه يُرَكَّب"(4).
وعَجْبُ الذّنب: هو الذي يجد اللامس مسَّه في وسط الوَرِكين، ويُسمّى العُصْعُص. فإن قيل: فما فائدة إبقاء هذا العظم؟ قلنا: يحتمل أن يكون جعل ذلك علمًا للملائكة على أنّه يحيا كل إنسان بجواهره بأعيانها، ولولا إبقاء ذلك لظنّ أن إعادة الأرواح إلى غير ذلك البدن (5).
(4688)
الحديث الخامس والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
(1) البخاري 12/ 54 (6768)، ومن طريق ابن وهب في مسلم 1/ 80 (162). وفي المسند 16/ 475 (10813) من طريق جعفر بن ربيعة.
(2)
وهذا واحد ممّا رواه عن غير الصحيحين والمسند وجامع الترمذي، وهو في الصحيحين كما سيأتي.
(3)
من طريق أبي كُريب عن أبي معاوية به في مسلم 4/ 2270 (2955)، ومن طريق الأعمش في البخاري 8/ 551 (4814)، وفي 8/ 689 (4935) من طريق أبي معاوية به.
(4)
وهذه الرواية في مسلم 4/ 2271، كما طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
(5)
ينظر الكشف 3/ 454.
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتعوَّذُ من جَهد البلاء، ودَرَك الشَّقاء، وسُوء القضاء، وشماتة الأعداء.
قال سفيان: الحديث ثلاث، وزدت أنا واحدة لا أدري أيّتهنّ.
أخرجاه (1).
(4689)
الحديث السادس والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيرُ صفوف الرّجال أوّلُها، وشرُّها آخرُها. وخيرُ صفوف النساء آخرها، وشرُّها أوّلها".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4690)
الحديث السابع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسحق بن نصر قال: حدّثنا حسين الجُعفي عن زائدة عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خُلِقْن من ضِلَع، وإن أعوج ما الضِّلَع أعلاه، فإن ذَهَبتَ تُقِيمُه كَسَرْتَه، وإن تَرَكْتَه لم يَزَل أعوجَ، فاستوصوا بالنساء خيرًا".
أخرجاه (3).
(4691)
الحديث الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا مسدّد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن داود عن فُضَيل بن غَزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة:
أن رجلًا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه فقلن: ما عندنا إلا الماء، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من يَضُمّ هذا - أو: يُضيف هذا؟ " فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى
(1) البخاري 11/ 184 (6347)، ومن طريق عمرو الناقد وزهير بن حرب عن سفيان الثوري به في مسلم 4/ 2080 (2707). ومن طريق سفيان بن عيينة في المسند 12/ 310 (7355). وينظر تعليق ابن حجر على الحديث في الفتح.
(2)
مسلم 1/ 326 (440)، ومن طريق سُهيل في المسند 14/ 150 (8428).
(3)
البخاري 9/ 253 (5186)، ومسلم 2/ 1091 (1468) من طريق الحسين. ومن طرق أُخر في المسند 15/ 321. (9524) وينظر مواضعه في الحاشية.
امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما عندنا إلا قُوتُ الصِّبيان. فقال: هَيّئي طعامَكِ، وأصبِحي سراجَكِ، ونوّمي صبيانَك إذا أرادوا عَشاء. فهيّأت طعامَها، وأصبحت سِراجها، ونوَّمت صبيانَها، ثم قامت كأنّها تُصْلح سراجها فأطفأَتْه، فجعلا يُريانه أنهما يأكلان، فباتا طاوِيَين. فلما أصبح غدا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"ضَحِكَ اللَّه الليلة -أو عَجِبَ- من فَعالكما". وأنزل اللَّه: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
أخرجاه (1).
(4692)
الحديث التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان قال: حدّثني أبو حازم قال:
رأيتُ أبا هريرة يُشير بإصبعه مرارًا: والذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبع نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهلُه ثلاثة أيام تِباعًا من خبز حِنطة حتى فارقَ الدُّنيا (2).
(4693)
الحديث الستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فُجِّرَتْ أربعة أنهار من الجنّة: الفراتُ والنّيل وسَيحانُ وجَيحان".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4694)
الحديث الحادي والستون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُؤتى بالموت يوم القيامة، فيُوقَفُ على الصِّراط فيُقال: يا أهلَ الجنّة، فيَطّلعون خائفين وَجِلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيُقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم [ربّنا، هذا الموت، ثم يقال: يا أهل النّار، فيطّلعون فرحين مستبشرين أن
(1) البخاري 7/ 119 (3798)، ومن طرق عن فضيل أخرجه مسلم 3/ 1624، 1625 (2054).
(2)
هذا الحديث ذكره المؤلّف بإسناده هذا ولفظه (الحديث الخامس والخمسون بعد المائتين).
(3)
المسند 12/ 506 (7544) وإسناده حسن. وقد أخرجه الإمام مسلم بإسناد آخر، من طرق عن عُبيد اللَّه بن عمر عن خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم به، وينظر تعليق محقّقي المسند على الحديث وشرحه.
يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه. فيُقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم] (1). هذا الموت. فيأمُرُ به فيُذْبَحُ على الصِّراط، ثم يقال للفريقين كليهما (2): خُلودٌ فيما تجدون، لا موت فيه أبدًا" (3).
(4695)
الحديث الثاني والستون بعد الثلاثمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
مَرّوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنَوا عليها خيرًا في مناقب الخير، فقال: وَجَبَتْ، ثم مرّت عليه جنازةٌ أخرى فأثنَوا عليها شَرًّا في مناقب الشّرّ، فقال:"وَجَبَتْ" ثم قال: "إنّكم شَهداءُ اللَّه في الأرض"(4).
(4696)
الحديث الثالث والستون بعد الثلاثمائة: وبه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "في هذه الحبّة السوداء شِفاءٌ من كلِّ داء إلّا السّامَ". قالوا: يا رسول اللَّه، وما السامُ؟ قال:"الموت".
أخرجاه (5).
(4697)
الحديث الرابع والستون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يدخُلُ فقراءُ المؤمنين الجنّةَ قبل أغنيائهم بخمسمائة عام"(6).
(1) ما بين المعقوفين من المسند.
(2)
أثبت محقّقو المسند "كليهما" -وهو الوجه- عن نسخة مخطوطة، وهو عندنا وفي الأصول المعتمدة عندهم "كلاهما".
(3)
المسند 12/ 508 (7546). وصحّح الحاكم 1/ 83 الحديث بهذا الإسناد على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. ومن طريق محمد بن عمرو صحّحه ابن حبّان 16/ 486 (7450). وأخرج ابن ماجة الحديث من طريق محمد بن عمرو 2/ 1447 (4327) ونقل المحقّق عن البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وروي الحديث في الصحيحين عن ابن عمر وأبي سعيد - الجمع 2/ 193، 449 (1298، 1765).
(4)
المسند 12/ 512 (7552). ومن طرق محمد بن عمرو في ابن ماجة 1/ 478 (1492)، وأبي يعلى 10/ 382 (5979). وصحّح البوصيري إسناده. وللحديث شاهد عن أنس عند الشيخين - الجمع 2/ 1582 (1960).
(5)
المسند 12/ 517 (7557)، ومن طرق عن أبي سلمة وعن غيره في مسلم 4/ 1735 (2215)، ومن طريق أبي سلمة في البخاري 10/ 143 (5688).
(6)
المسند 13/ 328 (7946)، ومن طرق عن محمد بن عمرو في ابن ماجة 2/ 1380 (4122)، والترمذي 4/ 499 (2353، 2354) وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن حبّان 2/ 451 (676)، وضعّفه الألباني والمحقّقون.
(4698)
الحديث الخامس والستون بعد الثلاثمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُنْتَبَذَ في المُزَفَّت والمُقَيَّر والنَّقير والدُّبّاء والحَنْتَم (1). وقال: "كلُّ مُسْكر حرام"(2).
(4699)
الحديث السادس والستون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبَذاء من الجَفاءِ، والجَفاء في النّار"(3).
(4700)
الحديث السابع والستون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أحدُكم إمامًا فليخفّف، فإنّه يقوم وراءَه الضعيفُ والكبير وذو الحاجة. وإذا صلّى لنفسه فلْيُطَوِّلْ ما شاء".
أخرجاه (4).
(4701)
الحديث الثامن والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا عمران عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيءٌ أكرمَ على اللَّه من الدُّعاء"(5).
(1) النقير: جذع يُنقر. والدّبّاء: القرع. والحنتم: الجرار، وكلّها مما يُنتبذ فيه.
(2)
المسند 16/ 304 (10510). ومن طريق محمد بن عمرو أخرجه ابن ماجة 2/ 1127 (3401) وقال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات، والنسائي 8/ 297 وصحّحه ابن حبّان 12/ 228 (5408). وللحديث شواهد: فالنهي عن الانتباذ في هذه الأشياء في صحيح مسلم، عن ابن عمر وأبي سعيد وعائشة - الجمع 2/ 298، 470 (1501، 1814)، 4/ 163 (3287). و"كلّ مسكر حرام" عند مسلم عن بريدة وابن عبّاس وجابر - الجمع 1/ 370 (594)، 2/ 242، 387 (1370، 1608).
(3)
المسند 16/ 305 (10512) ومن طرق عن محمد بن عمرو في الترمذي 4/ 321 (2009)، وقال: حسن صحيح، وصحّحه الحاكم 1/ 52 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 2/ 372 (608) وانظر 2/ 374 (609). وحسّنه الألباني والمحقّقون. وذكر محقّقو ابن حبّان والمسند شواهده.
(4)
المسند 16/ 310 (10522). والبخاري 2/ 199 (703) عن الأعرج عن أبي هريرة. وهو في مسلم 1/ 341 (467) من طرق عن أبي سلمة وغيره عن أبي هريرة، وليس في رواية مسلم:"وإذا صلّى لنفسه. . . ".
(5)
المسند 14/ 360 (8748). وعمران بن قطّان صدوق يهم، روى له أصحاب السنن. وسائر رجاله ثقات. وقد أخرجه الطيالسي في مسنده 337 (3585)، ومن طريقه ابن ماجة 2/ 1258 (3829)، والترمذي 5/ 425 (3370)، وقال: حسن غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلّا من حديث عمران. . ومن طريق عمران في الأدب المفرد 1/ 376 (712)، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 490، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 3/ 151 (870) وحسّنه الألباني والمحقّقون.
(4702)
الحديث التاسع والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدّثنا محمد بن فليح قال: حدّثني أبي عن هلال بن عليّ عن عبد الرحمن بن أبي عمره عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لقابُ قوسٍ في الجنّة خيرٌ مما تطلعُ عليه الشمسُ وتغرُب".
وقال: "لغدوةٌ في سبيل اللَّه خير ممّا تطلُعُ عليه الشمسُ وتغرُب".
أخرجاه (1).
(4703)
الحديث السبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعة حتى يُمْطَرَ الناسُ مَطرًا لا تُكِنُّ منه بيوتُ المَدَرِ، ولا تُكِنُّ منه إلا بيوتُ الشَّعر"(2).
(4704)
الحديث الحادي والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنَعتِ العراق قَفيزَها ودِرهمَها، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارَها، ومنعتِ مصر إردبَّها ودينارها، وعُدْتُم من حيثُ بدأْتُم، وعُدْتُم من حيثُ بدأتُم" شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمُه.
أخرجه مسلم هكذا.
وقد أخرجه البخاري في أفراده بمعناه (3).
ومعنى قوله: "مَنعت" أي ستمنع. والمراد الإخبار أن هذه البلاد ستُفتح على المسلمين
(1) البخاري 6/ 13 (2793). وفي مسلم 3/ 1500 (1992)"لغدوة. . . " من طريق أبي صالح. وفي المسند 16/ 181 (10260) من طريق فليح "لقاب قوس أحدكم. . ".
(2)
المسند 13/ 11 (7564) عن عفّان وأبي كامل. وإسناده صحيح. وصحّحه ابن حبّان من طريق حمّاد بن سلمة 15/ 173 (6770) وقال الهيثمي في المجمع 7/ 334: رجاله رجال الصحيح.
(3)
المسند 13/ 12 (7565) ومن طريق زهير في مسلم 4/ 2220 (2896)، وأخرجه البخاريّ بمعناه من طريق إسحق بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة 6/ 280 (3180) وأبو كامل مظفر بن مدرك ثقة.
ويُوضع عليها الخراج مقدّرًا بالمكاييل والأوزان، وستمنع ذلك في آخر الزمان (1).
(4705)
الحديث الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من نام وفي يده غَمَرٌ (2) ولم يغسلْه، فأصابه شيء فلا يَلومَنّ إلا نَفْسَه"(3).
(4706)
الحديث الثالث والسبعون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يجزي ولد والده إلا أن يجدَه مملوكًا فيشتريَه فيُعْتِقَه".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4707)
الحديث الرابع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا سفيان بن وكيع قال: حدّثنا إسماعيل بن محمد بن جُحادة قال: حدّثنا عبد الجبار بن عبّاس عن أبي إسحق عن الأغرّ أبي مسلم قال:
أشهدُ على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعا النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال: لا إله إلا اللَّه، واللَّهُ أكبر، صدّقَه ربُّه وقال: لا إله إلا أنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا اللَّه وحده [قال: يقول: لا إله إلا اللَّه أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريك له] (5)، قال اللَّه: لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي. وإذا قال: لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شرَيك له، له المُلْكُ وله الحمدُ. قال اللَّه: لا إله إلّا أنا، لي المُلكُ ولي الحمد. وإذا قال: لا إله إلّا اللَّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، قال اللَّه: لا إله إلا أنا، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا بي". وكان
(1) ينظر الكشف 3/ 566.
(2)
الغمر: دسم اللحم.
(3)
المسند 13/ 16 (7569) وإسناده صحيح. ومن طريق زهير في أبي داود 3/ 366 (3852) ومن طريق سهيل في الأدب المفرد 2/ 695 (1220) وابن ماجة 2/ 1096 (3297) وصحيح ابن حبّان 12/ 329 (5521) ومن طريق الأعمش عن أبي صالح أخرجه الترمذي 4/ 255 (1860) وقال: حسن غريب، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 137. وقال ابن حجر في الفتح 9/ 579: صحيح على شرط مسلم، وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(4)
المسند 13/ 17 (7570)، ومسلم 2/ 1148 (1510) من طريق زهير بن حرب.
(5)
ما بين المعقوفين من الترمذي.
يقول: "من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النّار (1) ".
(4708)
الحديث الخامس والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأمويّ قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن عمر بن حفص عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدُكم فراشَه فلْيَنْزِعْ داخلةَ إزارِه ثم لِيَنْفُضْ بها فراشه، فإنّه لا يدري ما حَدَثَ عليه بعده، ثم لِيَضْطَجعْ على جنبه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربّي وضَعْتُ جنبي وبك أرفعُه، إنّ أمسكْتَ نَفسي فارحَمْها، وإن أرسلْتَها فاحفَظْها بما حَفِظْت به عبادَك الصالحين".
أخرجاه (2).
(4709)
الحديث السادس والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا نظرَ أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخَلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممّن فُضِّلَ عليه".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
(1) الترمذي 5/ 458 (3430) وقال: هذا حديث حسن غريب. وقد رواه شعبة عن أبي إسحق عن الأغرّ بن مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد بنحو هذا الحديث بمعناه، ولم يرفعه شعبة. وأخرج ابن ماجة 2/ 1246 (3794) الحديث من طريق أبي إسحق عن الأغرّ به. وهو في مسند أبي يعلى 11/ 12، 14 (6153، 6154) من طريق محمد بن جحادة وحمزة الزيات عن أبي إسحق. وصحّح الألباني الحديث في الصحيحة 3/ 378 (1390).
(2)
المسند 15/ 282 (9469). ومن طريق عبيد اللَّه في البخاري 11/ 123 (6320)، ومسلم 4/ 2084 (2714).
(3)
المسند 13/ 491 (8147)، ومسلم 4/ 2275 (2963). وأخرجه مسلم والبخاري 11/ 322 (6490) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "انظُروا إلى من هو أسفلَ منكم، ولا تَنْظُروا إلى مَن هو فوقَكم، فإنّه أجدرُ ألّا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عليكم"(1).
(4710)
الحديث السابع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن همّام بن مُنبّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَتَمَنَّ أحدُكم الموتَ، ولا يَدْعُ به من قبل أن يأتيَه، إنّه إذا مات أحدُكم انقطع عمله، وإنّه لا يزيد المؤمنَ [عمرُه] إلّا خيرًا"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزُّهري عن أبي عَبيد مولى عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَتَمَنَّ أحدُكم الموتَ: إما مُحْسِنٌ فيزدادُ إحسانًا، وإما مسيءٌ فلعلّه أن يَستَعْتِب"(3).
الطريقان في الصحيحين.
(4711)
الحديث الثامن والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا ابن شهاب عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كان رجل يُداينُ النّاس، وكان يقول لفتاه: إذا أتيتَ مُعْسِرًا فتجاوزْ عنه لعلّ اللَّه عز وجل أن يتجاوزَ عنّا، فلقي اللَّه عز وجل فتجاوز عنه".
أخرجاه (4).
(4712)
الحديث التاسع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
(1) المسند 12/ 418 (7449)، ومسلم 4/ 2275 (2963). ولم ينبّه على إخراج مسلم له.
(2)
المسند 13/ 515 (8189)، ومسلم 4/ 2065 (2682).
(3)
المسند 13/ 448 (8086)، ومن طريق معمر في البخاري 13/ 220 (7235).
(4)
المسند 13/ 24 (7579)، ومن طرق عن إبراهيم بن سعد في البخاري 6/ 514 (3480)، ومسلم 3/ 1196 (1562).
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "نعم المَنيحة اللَّقْحةُ منيحه، والشاة الصَّفيّ تغدو بإناء وتروحُ بإناء".
أخرجاه (1).
والمنحةُ: تارة تكون بإعطاء الفَضل، وتارة بإعطاء اللبن مدّة ثم تردّه.
واللَّقحة: الناقة الحامل.
والشاة الصَّفِيّ: هي الغزيرة اللبن يصطفيها الإنسان ويتخيّرها.
(4713)
الحديث الثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن يحيى عن أبي جعفر أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثُ دعواتٍ مُستجاباتٌ لا شكّ فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده"(2).
(4714)
الحديث الحادي والثمانون بعد الثلاثمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ الأعمال عند اللَّه عز وجل إيمان لا شكّ فيه، وغزوٌ لا غُلولَ فيه، وحجٌّ مبرور"(3).
(4715)
الحديث الثاني والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسحق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير عن عُمارة بن القعقاع عن أي زُرعة عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى تُقاتلوا اليهودَ، حتى يقولَ الحجرُ وراءه
(1) البخاري 5/ 242 (2629)، وفي مسلم 2/ 707 (1019)، والمسند 12/ 248 (7301) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزِّناد:"ألا رجل يمنح أهلَ بيت ناقة، تغدو بعُسّ وتروحُ بعُسّ، إنّ أجرها لعظيم" والعُسّ: القدح الكبير.
(2)
المسند 12/ 479 (7510)، ومن طرق عن هشام في ابن ماجة 2/ 1270 (3862)، وأبي داود 2/ 89 (1536)، والترمذي 4/ 277 (1905)، 5/ 468 (3448). وقال الترمذي. حسن، وجعل أبا جعفر هو المؤذّن، لا يعرف اسمه، ولكن ابن حبّان صحّح الحديث 6/ 416 (2699) وجعل أبا جعفر محمد بن علي ابن الحسن. ونقل المحقّق عدم استقامة ذلك. وحسّن الألباني والمحقّقون الحديث.
(3)
المسند 12/ 482 (7511). ومن طريق هشام صحّح ابن حبّان الحديث 10/ 457 (4597) قال المحقّق: إسناده صحيح على شرط الشيخين مع ما ذكرنا في الحديث السابق من جهالة أبي جعفر. وقد نقل محقّقو المسند الطرق عن أبي هريرة التي توبع فيها أبو جعفر، وأحاديث الباب.
اليهوديُّ: يا مسلم، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتْله".
أخرجاه (1).
(4716)
الحديث الثالث والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا محمد بن جُحادة أن أبا الحصين حدّثه أن ذكوان حدّثه أن أبا هريرة حدّثه قال:
جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، عَلّمْني عملًا يَعْدِلُ الجهاد، قال:"لا أجده" قال: "هل تستطيع إذا خرجَ المجاهد أن تَدْخُلَ المسجد فتقوم لا تَفْتُرُ، وتصومَ لا تُفْطِرُ؟ " قال: لا أستطيع.
قال أبو هريرة: إنّ فرس المجاهد لَيَسْتَنَ في طِوَله (2) فيكتب له حسنات (3).
(4717)
الحديث الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن صالح مولى التَّوْأَمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قومٌ في مجلس، فتفرّقوا ولم يذكروا اللَّه عز وجل ويُصَلُّوا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إلّا كان مجلسُهم تِرَةً (4) عليهم يومَ القيامة"(5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعَ قومٌ فتفرّقوا عن غير ذكرِ اللَّهِ عز وجل إلا كأنّما تفرّقوا
(1) البخاري 6/ 103 (2925)، وفي مسلم 4/ 2239 (2922)، والمسند 15/ 233 (9398) من طريق قتيبة بن سعيد عن يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.
(2)
يستنّ: يمرح. والطول: الحبل.
(3)
المسند 14/ 218 (8540). ولم يُنبّه المؤلّف على أن الحديث في الصحيحين: فهو بهذا الإسناد في البخاري 6/ 4 (2785)، ومن طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه ذكوان في مسلم 4/ 1498، 1499 (1878).
(4)
الترة: النقص، والتاء في آخره عوض عن الواو المحذوفة من أوله، وأصله: وتر.
(5)
المسند 15/ 475 (9764). وصالح مولى التوأمة، وهو ابن نبهان المدني، صدوق اختلط، التقريب 1/ 252 - وسائر رجاله ثقات. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث، وحسّنوا إسناده، وساقوا طرقه ومصادره.
عن جِيفة حمار، وكان ذلك المجلسُ عليهم حَسرة" (1).
(4718)
الحديث الخامس والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن يزيد عن حجّاج عن عطاء عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه نهى عن ثَمَن الكلب، ومهر البَغِيّ، وعَسْبِ الفَحل (2).
(4719)
الحديث السادس والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد حدّثنا هُشَيم ابن بَشير قال: أخبرنا عبد اللَّه بن أبي صالح ذكوان عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يمينُك على ما يُصَدِّقُكَ به صاحبُك"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا يزيد بن هارون عن هُشيم عن عبّاد (4) بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اليمين على نِيّة المُسْتَحْلِف"(5).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم.
(4720)
الحديث السابع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا منصور وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "البئرُ جُبارٌ، والمَعْدن جُبارٌ، والعَجماء جُبارٌ، وفي الرِّكاز الخُمُسُ".
(1) المسند 15/ 21 (9052) وإسناده صحيح. ومن طريق سهيل في أبي داود 4/ 264 (4855)، وصحيح ابن حبّان 2/ 351 (590). وقد جمع الألباني في الصحيحة 1/ 156 - 162 (76 - 80) روايات الحديث وطرقه وحكم عليها.
(2)
المسند 16/ 294 (10489)، وإسناده ضعيف لضعف حجّاج بن أرطاة. وقد أخرج الشيخان عن أبي مسعود النهي عن ثمن الكلب ومهر البَغيّ - الجمع 1/ 493 (790)، وأخرج البخاري عن ابن عمر النهي عن عسب الفحل - الجمع 2/ 286 (1461).
وعَسْب الفحل: أجرة ضرابه.
(3)
المسند 12/ 13 (7119) وهو أول حديث لأبي هريرة في المسند. وبالإسناد نفسه في مسلم 3/ 1274 (1653).
(4)
عبّاد هو عبد اللَّه ذكوان، نفسه.
(5)
مسلم - السابق.
أخرجاه (1).
وقوله: البئر جُبار: هي التي تكون في ملك الرجل فيسقطُ فيه إنسانٌ أو دابّة، أو تستأجر رجلًا لحفر بئر، فتنهار عليه، فلا ضمان. وكذلك إذا استأجر لحفر المَعْدِن.
والعجماء: البهيمة تنقلب وليس معها أحد.
والجُبار: الهَدْر (2).
(4721)
الحديث الثامن والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
أبصرَ الأقرعُ بنُ حابسٍ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقبِّل الحسن، فقال: لي عشرة من الولد ما قبّلْتُ أحدًا منهم قطّ. فقال: "إنّه من لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا هُشيم عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
دخل عُيَينةُ بن حِصن على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرآه يقبِّلُ حسنًا أو حُسينًا، فقال: أتقبِّلُه يا رسول اللَّه! لقد وُلدَ لي عشرة ما قَبّلْتُ أحدًا منهم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ من لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ"(4).
(4722)
الحديث التاسع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة:
أنّه مرّ بقومٍ يتوضّأون فقال: أسْبِغُوا الوضوء، فإنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"ويلٌ للأعقاب من النّار".
(1) المسند 12/ 15 (7120). وإسناده صحيح. ومن طرق أبي هريرة في البخاري 3/ 364 (1399)، 5/ 33 (2255)، 12/ 256 (6913)، ومسلم 3/ 1334، 1335 (1170).
(2)
والركاز: الكنز المدفون. وينظر الكشف 3/ 355، والفتح 12/ 255.
(3)
المسند 12/ 236 (7289)، ومسلم 4/ 1808 (2138)، وفي البخاري عن الزهري 10/ 526 (5997).
(4)
المسند 12/ 17 (7121) وإسناده صحيح. وينظر الحديث السابق، وتخريج محقّقي المسند.
أخرجاه (1).
(4723)
الحديث التسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: مَعمر عن همّام بن مُنَبّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رُؤيا الرجل الصالح جزءٌ من ستّة وأربعين جُزءًا من النبّوة".
أخرجاه (2).
(4724)
الحديث الحادي والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رأَى الحقَّ، إنّ الشيطان لا يتشبّه بي"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا موسى قال: حدّثنا أبو عَوانة عن أبي حَصين عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تَسمَّوا باسمي ولا تكتنوا بكُنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثّل في صورتي. ومن كذبَ عليّ متعمِّدًا فليتبوّأ مقعدَه من النّار"(4).
الطريقان في الصحيحين.
(1) المسند 12/ 18 (7122)، وأخرجه البخاري 1/ 267 (165) من طريق آدم بن أبي إياس، ومسلم 1/ 214 (242) من طريق وكيع، كلاهما عن شعبة به.
(2)
المسند 13/ 498 (8161)، ومسلم 4/ 1774 (2263). ورواه البخاري من طريق سعيد بن المسيّب ومحمد ابن سيرين عن أبي هريرة 12/ 373، 404 (6988، 7017).
(3)
المسند 12/ 513 (7553). وأخرج البخاري 12/ 383 (6993) ومسلم 4/ 1775 (2266) من طريق الزهري عن أبي سلمة: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة. . . " وأخرج مسلم من طريق أيوب وهشام بن محمد عن أبي هريرة: "من رآني في المنام فقد رآني. . . " وفيه: قال: أبو سلمة: قال أبو قتادة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رآني فقد رأى الحقّ". وينظر تخريجه في المسند.
(4)
البخاري 1/ 202 (110). وفي مسلم 1/ 10 (3) عن أبي عوانة: "من كذب عليَّ. . " فقط.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن عاصم بن كُليب عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثّل بي (1)، وإنّ رؤيا العبد المؤمن الصادقة الصالحة جزءٌ من سبعين جزءًا من النبوّة"(2).
(4725)
الحديث الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن عُمارة عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أوّل زُمرة تدخلُ الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشدّ ضوء كوكب [دُرّيٍّ] (3) في السماء إضاءةً، لا يبولون ولا يتغوّطون ولا يَتفُلون ولا يَمْتَخِطون، أمشاطُهم الذّهبُ، ورَشْحُهم المِسك، ومجامرُهم الأُلُوّة، وأزواجُهم الحُورُ العِين، أخلاقُهم على خَلق رجلٍ واحد، على صورة أبيهم آدمَ، ستين ذراعًا"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. "أوّل زُمرة تَلِجُ الجنّة صُوَرُهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصُقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوّطون، آنيتُهم وأمشاطُهم الذّهب والفضّة، ومجامرُهم الأَلُوَّة، ورَشْحُهم المِسك، ولكلّ واحدٍ منهم زوجتان، يُرَى مخّ سُوقِهما (5) من وراء اللحم من الحُسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلبٍ واحدٍ، يسبّحون اللَّه بُكرة وعَشِيًّا"(6).
الطريقان في الصحيحين.
(1) في المسند: وقال ابن فُضيل مرّة: "يتخيّل بي".
(2)
المسند 12/ 87 (7168). وقوّى المحقّقون إسناده. وانظر الطريقين السابقين، والحديث الذي قبل هذا.
(3)
(دُرّي) من المصادر.
(4)
المسند 12/ 82 (7165) وينظر تعليق المحقّق. وأخرجه البخاري 6/ 362 (3327) ومسلم 4/ 2179 (2834) من طريق عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة.
(5)
السُّوق: جمع ساق.
(6)
المسند 13/ 519 (8198)، ومسلم 4/ 2180 (2834). ومن طريق معمر في البخاري 6/ 318 (3245).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّة قال: حدّثنا أيّوب عن محمد بن سِيرين قال:
إمّا تفاخروا وإمّا تذاكروا، الرجال أكثر في الجنّة أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أو لم يَقُلْ أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إنّ أوّلَ زُمرة تدخل الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوأ كوكب دُرِّيٍّ في السماء، لكلِّ امرىءٍ منهم زوجتان اثنتان، يُرَى مُخُّ سُوقِهما من وراء اللحم، وما في الجنّة عَزَبٌ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4726)
الحديث الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني زهير بن حرب قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا مالك عن ثور بن زيد قال: سمعْتُ أبا الغيث يحدّث عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنّة" وأشار مالكٌ بالسبّابة والوسطى.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4727)
الحديث الرابع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تَغْرُبَ الشمسُ، وعن الصلاة بعد الصبح حتى تَطْلُعَ الشمسُ.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 12/ 64 (7152)، ومسلم 4/ 2178 (2834).
(2)
مسلم 4/ 2287 (2983)، وأخرجه أحمد عن شيخه إسحق بن عيسى به 14/ 465 (8881).
(3)
مسلم 1/ 566 (825)، وهو في المسند 16/ 36 (9953) من طريق مالك.
(4728)
الحديث الخامس والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمد بن بشار قال: حدّثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو دُعِيتُ إلى ذِراع أو كُراع (1) لأجَبْتُ، ولو أُهديَ إليّ ذِراع أو كُراع لقَبِلْت".
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
(4729)
الحديث السادس والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني يونس بن عبد الأعلى قال: ابن وهب قال: أخبرني يحيى بن أيّوب عن عمارة ابن غزيّة عن سُمّي مولى أبي بكر عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: "اللهمّ اغْفِرْ لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجِلَّه، وأوّلَه وآخَره، وعلانيتَه وسِرَّه".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4730)
الحديث السابع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وَهب عن عمرو بن الحارث عن عُمارة بن غَزِيّة أنّه سمع أبا صالح ذكوانَ يحدّث عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أقربُ ما يكون العبدُ من ربّه عز وجل وهو ساجد، فأكثِروا الدُّعاء".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4731)
الحديث الثامن والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: حدّثنا عمرو بن الحارث أن الحارث ابن يعقوب حدّثه عن يعقوب بن عبد اللَّه بن الأبحّ قال: قال القعقاع بن حكيم عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة:
(1) كراع الدابّة: ما دون الكعب.
(2)
البخاري 5/ 199 (2568). وهو من طريق شعبة في المسند 16/ 159 (10212) ومن طريق سليمان بن مهران الأعمش 15/ 293 (9485).
(3)
مسلم 1/ 350 (483).
(4)
مسلم 1/ 350 (482)، ومن طريق هارون في المسند 15/ 274 (9461).
جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما لقيت من عقرب لَدَغَتْني البارحةَ. قال:"أما لو قلتَ حين أمسيْتَ: أعوذُ بكلمات اللَّه التّامّات من شرّ ما خلق، لم يضرّك".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "من قال إذا أمسى ثلاث مرّات: أعوذُ بكلمات اللَّه التّامّات من شرّ ما خلق، لم يضرّه حُمَةٌ تلك الليلة".
قال: وكان أهلَنا قد تعلّموها، فكانوا يقولونها، فلُدِغَت جاريةٌ منهم فلم تَجدْ لها وَجَعًا (2).
(4732)
الحديث التاسع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إبراهيم بن دينار قال: حدّثنا أبو قطَن عمرو بن الهيثم عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجِشون عن قدامة بن موسى عن أبي صالح السّمّان عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهمّ أصْلحْ لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصْلحْ لي دُنياي التي فيها معاشي، وأصْلحْ لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياةَ زيادة لي في كلّ خير، واجعلِ الموتَ راحة لي من كلّ شرّ".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4733)
الحديث الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثني خالد بن مَخْلَد عن سُليمان بن بلال قال: حدّثني سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
(1) مسلم 4/ 2081 (2709)، ومن طريق ذكوان في المسند 14/ 464 (8880).
(2)
المسند 13/ 274 (7898) وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 1/ 20 (20) دون: فكان أهلنا. . .، وينظر تخريج المحقّقين، والحديث السابق.
(3)
مسلم 4/ 2087 (2720).
قال سعد بن عُبادة: يا رسول اللَّه، لو وجَدْتُ مع أهلي رجلًا لم أمَسَّه حتى آتيَ بأربعة شهداء؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نعم" قال: كلّا، والذي بعثَك بالحقّ إنْ كنتُ لأعاجِلُه بالسيف قبلَ ذلك. قال:"اسمَعوا ما يقولُ سيِّدُكم، إنّه لغَيور، وأنا أغيرُ منه، واللَّه أغيرُ منّي".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4734)
الحديث الحادي بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ للصلاة أوّلًا وآخِرًا، وإنّ أوّلَ وقتِ الظُهر حينَ تزولُ الشمسُ، وإن آخرَ وقتِها حين يدخل وقت العصر. وإن أوّل وقتِ العصرِ حين يدخلُ وقتُها، وإن آخرَ وقتِها حين تصفرُّ الشمسُ. وإن أوّل وقتِ المغرب حين تغرُبُ الشمسُ، وإن آخرَ وقتها حين يغيبُ الأفق. وإن أوّلَ وقتِ العشاء الآخرة حين يغيبُ الأُفق، وإن آخرَ وقتِها حين ينتصف الليل. وإن أوّلَ وقت الفجر حين يطلع الفجر، وإن آخرَ وقتها حين تطلعُ الشمس"(2).
(4735)
الحديث الثاني بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو الطاهر قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لَيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ عن رفعهم أبصارَهم عند الدُّعاء في الصلاة إلى السماء، أو لتُخْطَفَنَّ أبصارُهم".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) مسلم 2/ 1135 (1498).
(2)
المسند 12/ 94 (7172)، والترمذي 1/ 283 (151). ونقل عن البخاري قوله: حديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل. . . ونقل حديث الأعمش عن مجاهد، وهو موقوف. وقد نقل الشيخ أحمد شاكر كلامًا حول هذا الحديث، كما نقل محقّقو المسند تعليقًا طويلًا عليه. وقال المؤلّف ابن الجوزي في التحقيق 1/ 279: ابن فضيل ثقة، فيجوز أن يكون الأعمش قد سمعه من مجاهد مرسلًا، وسمعه من أبي صالح مسندًا. وجعله الألباني في الصحيحة 4/ 272 (1696).
(3)
مسلم 1/ 321 (429). وأخرجه أحمد بإسناده إلى الحسن عن أبي هريرة 14/ 133 (8408).
(4736)
الحديث الثالث بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللَّه عن المحاقلة والمزابنة.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
وقد فسّرنا في مسند أبي سعيد أن المحاقلة: كراء الأرض. والمزابنة: اشتراء التمر في رؤوس النّخل.
(4737)
الحديث الرابع بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا زكريا عن الشَّعبي عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الرّهنُ يُرْكَبُ بنفقته إذا كان مرهونًا، ولبن الدَّرِّ يُشْرَبُ بنفقته إذا كان مرهونًا، وعلى الذي يركب ويشرب النّفقة".
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
(4738)
الحديث الخامس بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا محمد بن بشار قال: حدّثنا ابن أبي عدّي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم أهلُ اليمن، هم أرقُّ أفئدةً، وألينُ قلوبًا. الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية، والفخر والخُيَلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم".
أخرجاه (3).
(4739)
الحديث السادس بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان على حِراء هو وأبو بكر وعمرُ وعثمان وعليّ وطلحةُ والزُّبير، فتحرّكَتِ الصخرة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اهْدَأ، فما عليك إلّا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيد".
(1) مسلم 3/ 1179 (1545)، وبه في المسند 15/ 256 (9435) مع أمور أُخر منهيّ عنها.
(2)
البخاري 5/ 143 (2512). ومن طريق زكريا بن أبي زائدة في المسند 12/ 23 (7125).
(3)
البخاري 8/ 98 (4388). ومن طريق سليمان الأعمش عن أبي صالح ذكوان، ومن طرق أخرى في مسلم 1/ 71 - 73 (52). وللحديث طرق في المسند - ينظر 133/ 12 (7202)، 13/ 90 (7652) وحواشيهما.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4740)
الحديث السابع بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا محمد بن عثمان قال: حدّثنا خالد بن مَخْلَد قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثني شَريك بن عبد اللَّه عن عطاء عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه تعالى قال: من عادى لي وليّا فقد آذَنْتُه بالحرب. وما تَقَرَّبَ إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ ممّا افترضْتُ عليه. وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أحِبَّه، فإذا أحبَبْتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويَدَه التي يَبْطش بها، ورجلَه التي يمشي بها، ولئن سألَني لأُعْطِيَنّه، ولئن استعاذني لأُعِيذَنّه، وما تردَّدْتُ عن شيء أنا فاعِلُه تردُّدي عن نفس المؤمن، يكرَهُ الموتَ وأنا أكرهُ مساءتَه.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4741)
الحديث الثامن بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا محمد بن سنان قال: حدّثنا فُلَيح بن سليمان قال: حدّثنا هلال بن عليّ عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أُسْنِدَ الأَمرُ إلى غير أهله فانتظرِ الساعة".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4742)
الحديث التاسع بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال حدّثنا محمد بن المثنّى قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبيريّ قال: حدّثنا عمرو بن سعيد بن أبي حُسَين قال: حدّثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ما أنزلَ اللَّه داء إلّا أنزل له شفاء".
انفرد بإخراجه البخاريّ (4).
(1) مسلم 4/ 1880 (2417)، ومن طريق قتيبة في المسند 15/ 252 (9430).
(2)
البخاري 11/ 340 (6502).
(3)
البخاري 11/ 333 (6496). وينظر 1/ 141 (59). وهو في المسند 14/ 343 (8729) من طريق فليح.
(4)
البخاري 10/ 134 (5678).
(4743)
الحديث العاشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا محمد بن سنان قال: حدّثنا فُلَيح قال: حدّثنا هلال بن عليّ عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ أُمّتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى" قال: يا رسول اللَّه، ومن يأبى؟ قال:"من أطاعَني دخلَ الجنّة، ومن عصاني فقد أبى".
انفرد بإخراجه البخاريّ (1).
(4744)
الحديث الحادي عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل (2) قال: حدّثني أخي عن سليمان عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أوّل من يُدعى يومَ القيامة آدمُ، فتراءى ذُرّيّته، فقال: هذا أبوكم آدم، فنقول: لبَّيك وسعدَيك. فيقول: أخْرِج بعث جهنّم من ذُرِّيَّتك، فيقول: يا ربّ، كم أُخرجُ؟ فيقول: أخْرِجْ من كلّ مائة تسعة وتسعين". فقالوا: يا رسول اللَّه، إذا أُخِذَ منّا من كلّ مائة تسعة وتسعون، فماذا يبقى منّا؟ . فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ أُمّتي في الأمم كالشَّعرة البيضاء في الثور الأسود"(3).
انفرد بإخراجه البخاريّ (4).
(4745)
الحديث الثاني عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه قال: أخبرني أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبريّ عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يلقى إبراهيمُ أباه آزرَ يوم القيامة وعلى وجه آزرَ قَتَرةٌ وغَبَرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تَعْصِني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أَعصيك، فيقول: إبراهيم: يا ربِّ، إنّك وعَدْتَني ألا تُخْزِيَني يوم يُبعثون، وأيَّ خزي أخزى من أبي ألّا بعد (5)؟ فيقول اللَّه تعالى: إنّي حرّمْتُ الجنّةَ على الكافرين. ثم يُقال: يا إبراهيمُ، ما
(1) البخاري 13/ 249 (7280). ومن طريق فُليح في المسند 14/ 342 (8728).
(2)
إسماعيل هو ابن أبي أويس. وأخوه هو عبد الحميد، وسيأتيان في الحديث التالي. وسليمان هو ابن بلال. وثور ابن زيد: وأبو الغيث، سالم المدني، مولى مطيع.
(3)
البخاري 11/ 378 (6529).
(4)
القترة والغبرة بمعنى واحد.
(5)
الأبعد: أي البعيد الهالك.
تحت رجلَيك؟ فينظر فإذا هو بذِيخٍ مُتَلَطِّخ، فيؤخذ بقوائمه فيُلقى في النّار".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
والذِّيخ: ذكر الضباع.
(4746)
الحديث الثالث عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إبراهيم ابن المنذر قال: حدّثنا محمد بن معن قال: حدّثني أبي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه، وأن يُنْسَأَ له في أثره فليَصِلْ رَحِمَه".
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
(4747)
الحديث الرابع عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "بُعِثْتُ من خيرِ قرون بني آدم قرنًا فقرنًا، حتى كنتُ في القرن الذي كنتُ منه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4748)
الحديث الخامس عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا آدم قال: حدّثنا أبي ذئب عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع اللَّهُ لمن حَمِدَه" قال: "اللهمّ ربّنا ولك الحمدُ" وكان النبيّ إذا ركع وإذا رفع رأسه يكبّر، وإذا قام من السجدتين قال:"اللَّه أكبر".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) البخاري 6/ 387 (3350).
(2)
البخاري 10/ 415 (5985).
(3)
البخاري 6/ 566 (3557)، وبه في المسند 15/ 229 (9392).
(4)
البخاري 2/ 282 (795). ومن طريق هاشم بن القاسم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، أخرجه أحمد 14/ 7 (8253).
(4749)
الحديث السادس عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أحمد بن يونس قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعة حتى تأخذَ أُمّتي مأخذَ (1) القرون قبلَها شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع" فقيل: يا رسول اللَّه، كفارس والروم؟ فقال:"ومَنِ النّاسُ إلّا أولئك؟ ".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4750)
الحديث السابع عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن أبي عديّ عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال:
صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتَي العَشِيّ - ذكرها أبو هريرة ونَسيها محمّد، فصلّى ركعتين ثم سلّم، وأتى خشبةٌ معروضة في المسجد فقال بيده عليها، كأنّه غضبانُ. وخرجت السَّرَعان من أبواب المسجد، قالوا: قُصِرَتِ الصلاةُ. قال: وفي القوم أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلّماه، وفي القوم رجلٌ في يدَيه طول يُسَمّى ذو اليدين (3)، فقال: يا رسول اللَّه، أنسيتَ أم قُصِرَت الصلاة؟ قال: لم أنسَ ولم تُقْصَرِ الصلاة. قال: كما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم. قال: فجاء فصلّى الذي كانَ تركَ، ثم سلّم، ثم كبّر فسجد مثلَ سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبّر، ثم كبّر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبّر.
وكان محمّدٌ (4) يُسأل: ثم سلّم؟ فيقول: نُبِّئْتُ أن عمران به حُصَين قال: ثم سلّم.
أخرجاه (5).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حَمّاد بن خالد قال: حدّثنا مالك عن داود بن الحُصَين عن أبي سفيان عن أبي هريرة قال:
(1) أثبت في البخاري "بأخذ" وأشار ابن حجر إلى الروايات.
(2)
البخاري 13/ 300 (7319) ومن طريق روح عن ابن أبي ذئب في المسند 14/ 60 (8308).
(3)
كذا في الأصل، وهو كذلك في أكثر أصول المسند الخطّية كما ذكر المحقّق، والوجه النصب، ويوجّه الرفع على الحكاية.
(4)
وهو ابن سيرين.
(5)
المسند 12/ 130 (7201)، وفي البخاري 1/ 565 (482) من طريق ابن عون، محمد، وفيه أطراف الحديث، وفي مسلم 1/ 403، 404 (573) عن محمد بن سيرين وغيره عن أبي هريرة.
سجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سجدتَي السَّهو بعد السلام (1).
(4751)
الحديث الثامن عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعيّ عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "حقُّ المسلم على المسلم حْمس: يُسَلِّمُ عليه إذا لَقِيَه، ويُشَمِّتُه إذا عَطَس، ويعودُه إذا مَرِض، ويشهدُ جنازته إذا ماتَ، ويُجيبه إذا دعاه".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا إسماعيل قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ" قيل: وما هُنّ يا رسول اللَّه؟ قال: "إذا لَقِيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأَجِبْه، وإذا استنصَحَك فانصحْ له، وإذا عَطَس فحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْه، وإذا مَرِض فعُدْه، وإذا مات فاتَّبِعْه".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4752)
الحديث التاسع عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا قتيبة عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا توضّأ العبدُ المسلم -أو المؤمن- فغسل وجهه خرجت من وجهه كلُّ خطيئة نظرَ إليها بعينيه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء، أو نحو هذا- فإذا غسلَ يدَيه خرجت من يدَيه كلُّ خطيئة بطشَتْها يداه مع الماء -أو مع آخر الماء- حتى يخرج نَقِيًّا من الذّنوب".
(1) المسند 16/ 516 (10887). ومن طريق وكيع عن مالك في 15/ 483 (9777)، وإسناد الحديث بطريقيه صحيح. وينظر تخريج محقّقي المسند للحديث في موضع الحديث السابق. وحديث ابن الجوزي عن سجود السهو في الكشف 1/ 272، 485، ومصادر التعليق في الكشف.
(2)
المسند 16/ 566 (10966)، والبخاري 3/ 112 (1240) من طريق الأوزاعيّ، ومسلم 4/ 1704 (2162) من طريق الزهري.
(3)
المسند 14/ 439 (8845)، ومسلم 4/ 1705 (2162) من طريق إسماعيل بن جعفر.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4753)
الحديث العشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عدّي عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لتُؤَذَّنّ الحقوقُ إلى أهلها يومَ القيامة، حتى يُقَصَّ للشاة الجَمّاء (2) من الشاة القرناء، نطحَتْها".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4754)
الحديث الحادي والعشرون بعد الأربعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُسْتَبّان ما قالا فعلى البادىء ما لم يَعْتَدِ المظلوم".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4755)
الحديث الثاني والعشرون بعد الأربعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما نَقَصتْ صدقةٌ من مال، ولا عفا رجلٌ عن مظلمة إلا زادَهُ اللَّه عز وجل بها عِزًّا، ولا تواضعَ عبدٌ للَّه عز وجل إلا رفعه اللَّه عز وجل".
انفرد بإخراجه مسلم (5).
(4756)
الحديث الثالث والعشرون بعد الأربعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اليمين الكاذبة مَنْفَقةٌ للسِّلعة، مَمْحَقَةٌ للكَسب".
أخرجاه (6).
(1) الترمذي 1/ 6 (2) وقال: حسن صحيح. ومن طريق مالك في مسلم 1/ 215 (244)، والمسند 13/ 392 (8020). وعند مسلم زيادة:"وإذا غسل رجليه. . . ".
(2)
الجمّاء: التي لا قرن لها، والقرناء: التي لها قرن.
(3)
المسند 12/ 137 (7204)، ومسلم 4/ 1997 (2582) من طريق العلاء. ومحمد بن أبي عدي وشعبة من رجال الشيخين.
(4)
المسند 12/ 138 (7205)، ومسلم 4/ 2000 (2587) من طريق العلاء.
(5)
المسند 12/ 139 (7206)، ومسلم 4/ 2001 (2588) من طريق العلاء.
(6)
المسند 12/ 140 (7207) وإسناده صحيح. وقد أخرجه الشيخان من طريق ابن المسيّب عن أبي هريرة، برواية:"الحَلِف منفقة. . " البخاري 4/ 315 (2087)، ومسلم 3/ 1228 (1606).
(4757)
الحديث الرابع والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شُعيب عن الزُّهري قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اشتكتِ النّارُ إلى ربّها، فقالت: ربِّ، أكلَ بعضي بعضًا، فأذِن لنا بنَفَسَين: نَفَس في الشتاء ونَفَس في الصيف، فأشدُّ ما تجدون من الحرّ من حرّ جهنّم، وأشدّ ما تجدون من البرد من الزَّمهرير".
أخرجاه (1).
(4758)
الحديث الخامس والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اشتدَّ الحرُّ فأبرِدوا بالصلاة، فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنّم".
أخرجاه (2).
(4759)
الحديث السادس والعشرون بعد الأربعمائة: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "قال اللَّه عز وجل: يُؤذيني ابنُ آدمَ، يَسُبُّ الدّهرَ وأنا الدّهرُ، بيدي الأمرُ، أُقلِّبُ الليلَ والنهار".
أخرجاه (3).
(4760)
الحديث السابع والعشرون بعد الأربعمائة: وبه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيع حاضرٌ لبادٍ، أو يَتَناجَشُوا، أو يخطُبَ الرجلُ على خِطبة أخيه، أو يبيعَ على بيع أخيه. ولا تسألِ المرأةُ طلاق أُختها لِتَكْتَفِىءَ ما في صَحْفتها -أو إنائها- ولْتُنْكحْ، فإنّما رِزْقُها على اللَّه عز وجل.
(1) البخاري 6/ 330 (3260) وروايته هنا: "فأشدُّ ما تجدون من الحرّ، وأشدّ ما تجدون من الزمهرير" وينظر 2/ 18 (537). وفي مسلم 1/ 431، 432 (617) من طريق ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة، ومن طرق أخر. وقريب من هذه الرواية في المسند 13/ 156 (7722) من طريق الزهري عن أبي سلمة.
(2)
المسند 12/ 188 (7246)، والبخاري 2/ 18 (536). ومن طريق الزهري في مسلم 1/ 430 (615).
(3)
المسند 12/ 187 (7245)، والبخاري 8/ 574 (4826)، ومسلم 4/ 1762 (2246).
أخرجاه (1).
(4761)
الحديث الثامن والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّ برجلٍ يبيعُ طعامًا، فسأله:"كيف تبيع؟ " فأخبره، فأوحِيَ إليه: أدْخِلْ يدَك فيه، فأدخلَ يدَه فإذا هو مبلول، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ليس منّا من غَشَّ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4762)
الحديث التاسع والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يومَ خيبر: "لأُعْطِيَنَّ هذه الرايةَ رجلًا يُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه، يفتحُ اللَّهُ عز وجل على يدَيه" قال عمر بن الخطّاب: ما أَحْبَبْتُ الإمارةَ إلا يومئذٍ. قال: فتساوَرْتُ (3) لها رجاء أن أُدْعَى لها، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها، وقال:"امْشِ ولا تَلْتَفِتْ حتى يفتحَ اللَّهُ عز وجل عليك". قال: فسارَ عليٌّ شيئًا ثم وقف ولم يلتفت، فصرخَ: يا رسول اللَّه، على ماذا أُقاتلُ النّاسَ؟ قال:"قاتِلْهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه. فإذا فعلوا ذلك فقد منَعوا منك دماءَهم وأموالَهم إلّا بحقّها، وحسابُهم على اللَّه عز وجل".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4763)
الحديث الثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزّهري قال: قال سعيد بن المسيِّب: أخبرني أبو هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تخرجَ نارٌ من أرض الحجاز تضيء أعناقَ الإبل ببُصرى".
(1) المسند 12/ 190 (7248)، والبخاري 4/ 353 (2140)، ومسلم 2/ 1033 (1413).
(2)
المسند 12/ 242 (7292)، وفي مسلم 1/ 99 (102) من طريق العلاء عن أبيه، بنحوه.
(3)
تساورت: نطاولت.
(4)
مسلم 4/ 1871 (2405)، وفي المسند من طريق سهيل 14/ 540 (8990).
أخرجاه (1).
(4764)
الحديث الحادي والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إسحق بن إبراهيم قال: حدّثنا روح بن عُبادة قال: حدّثنا ابن جُريح قال: أخبرني ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب أنّه حدّثه عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "قاتل اللَّهُ اليهود، حَرَّم اللَّه عليهم الشُّحوم، فباعوها وأكلوا أثمانها".
أخرجاه (2).
(4765)
الحديث الثاني والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيدُ ابن هارون قال: حدّثنا هشام عن يحيى عن عكرمة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلّى أحدُكم في ثوبٍ واحدٍ فليخالِفْ بين طرفَيه على عاتقه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يصلِّي الرجلُ في الثوب الواحد ليس على مَنْكِبَيه منه شيء".
أخرجاه. إلّا أن في حديث البخاري: "ليس على عاتقه" وفي حديث مسلم: "ليس على عاتِقَيه"(4).
(1) البخاري 13/ 78 (7118)، ومن طريق ابن شهاب في مسلم 4/ 2227 (2903).
وبصرى بالشام. ينظر الفتح 13/ 79.
(2)
مسلم 3/ 1207 (1583)، والبخاري 4/ 414 (2224) من طريق ابن شهاب.
(3)
المسند 12/ 433 (7466)، وهو عن البخاري 1/ 471 (360) عن يحيى بن أبي كثير. ومن قبله رجال الشيخين.
(4)
المسند 12/ 257 (7307) وذكر رواية "على عاتقه"، وهو في البخاري 1/ 471 (459)، ومسلم 1/ 368 (516) من طريق أبي الزِّناد. وقد جاء في رواية البخاري:"على عاتقيه"، وأشار ابن حجر إلى رواية "عاتقه" وكلام المؤلّف هنا هو الذي ذكره الحميدي في الجمع 3/ 215 (2468).
(4766)
الحديث الثالث والثلاثون بعد الأربعمائة: وبه: (1)
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يَعْقِدُ الشيطانُ على قافية رأسِ أحدكم ثلاثَ عُقَد، بكلّ عُقْدة يَضربُ: عليك ليلًا طويلًا (2). قال: وإذا استيقظ فذكر اللَّه انحلَّتْ عُقْدةٌ، فإذا توضّأ انحلّت عُقدتان، وإذا صلّى انحلّت العُقَد، وأصبح طيِّبَ النَّفْسِ نشيطًا، وإلّا أصبح خبيث النَّفْس كسلان".
أخرجاه (3).
(4767)
الحديث الرابع والثلاثون بعد الأربعمائة: وبه: عن أبي هريرة قال:
جاء الطُّفَيْلُ بن عمرو الدَّوسي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ دَوسًا قد عَصَت وأَبَتْ، فادعُ اللَّه عز وجل عليهم. فاستقبلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم القبلة ورفعَ يدَيه، فقال الناسُ: هَلَكوا، فقال:"اللهمّ اهْدِ دَوسًا وائْتِ بهم، اللهمّ اهْدِ دَوسًا وائت بهم، اللهمّ اهْدِ دَوسًا وائتِ بهم".
أخرجاه (4).
(4768)
الحديث الخامس والثلاثون بعد الأربعمائة: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ضربَ أحدُكم فَلْيَجْتَنِبِ الوجه؛ فإن اللَّه عز وجل خلقَ آدمَ على صُورته".
أخرجاه (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان قال: حدّثني سعيد عن أبي هريرة قال:
(1) أي عن سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج.
(2)
في المسند والبخاري "فارقد".
(3)
المسند 12/ 258 (7308)، ومسلم 1/ 539 (776)، وعن أبي الزّناد في البخاري 3/ 24 (1142).
(4)
المسند 12/ 266 (7315)، والبخاري 11/ 196 (6397)، وينظر 6/ 107 (2937). ومن طريق أبي الزّناد في مسلم 4/ 1957 (2524).
(5)
المسند 12/ 275 (7323)، ومسلم 4/ 2016 (2612) دون "فإن اللَّه. . . " وأخرجه بهذه الزيادة من طريق آخر. وهو في البخاري 5/ 182 (2559) دون الزيادة عن طريق أبي سعيد المقبري وهمّام عن أبي هريرة.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ضربَ أحدُكم فليجتنبِ الوجهَ ولا يَقُلْ: قَبَّحَ اللَّهُ وجهَك ووجهَ من أشبهَ وجهِك، فإنّ اللَّه عز وجل خلقَ آدمَ على صورته"(1).
(4769)
الحديث السادس والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا الحَكَم ابن نافع قال: أخبرنا شعيب عن الزُّهري قال: أخبرنا سعيد بن المسيّب أن أبا هريرة قال:
سمعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "جعل اللَّه الرّحمة مائةَ جزء، فأمسَكَ عنده تسعةً وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، من ذلك الجزء يتراحمُ الخَلقُ حتى ترفعَ الفرسن حافِرَها عن ولدها خشيةَ أن تُصيبَه".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن أبي هريرة قال:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه خلقَ الرّحمة يومَ خلَقَها مائةَ رحمة، فأمسكَ عنده تسعًا وتسعين رحمة وأرسلَ في خلقه كلِّهم رحمةً واحدةً، ولو يعلم الكافرُ بكلّ الذي عندَ اللَّه من الرّحمة لم ييأسْ من الجنّة، ولو يعلم المؤمن بكلّ الذي عند اللَّه من العذاب لم يأمنِ النّار".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لِلَّهِ عز وجل مائةُ رحمة، أنزلَ منها رحمةً واحدةً بين الإنس والجنّ والهوامّ، بها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تَعْطِفُ الوحشُ على أولادها، وأخّرَ
(1) المسند 12/ 382 (7420). ومحمد بن عجلان صدوق، وسائر رجاله ثقات. وبهذا الإسناد في السنّة لابن أبي عاصم 1/ 363 (532). ومن طريق ابن عجلان أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 93 (173) وحسّنه الألباني.
(2)
البخاري 10/ 431 (6000)، ومن طريق الزهري في مسلم 4/ 2108 (2752).
(3)
البخاري 11/ 301 (6469).
تسعًا وتسعين إلى يوم القيامة، يرحَمُ بها عبادَه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمّل قال: حدّثنا حَمّاد قال: حدّثنا عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ لِلَّهِ عز وجل مائةَ رحمة، فجعل منها رحمةً في الدُّنيا يتراحمون بها، وعنده تسعةٌ وتسعون، فإذا كان يومُ القيامة ضَمّ هذه الرّحمةَ إلى التسعة والتسعين رحمة ثم عاد بهنّ على خَلقه"(2).
(4770)
الحديث السابع والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا خالد بن مَخْلَد عن سُليمان بن بلال قال: حدّثني سُهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
أرادت عائشةُ أن تشتريَ جاريةً تُعْتِقها، فأبى أهلُها إلّا أن يكونَ لهم الولاء، فذكرتْ ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"لا يمنعُك ذلك، إنّما الوَلاء لمن أعتق".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4771)
الحديث الثامن والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من نَسِيَ وهو صائم فأكلَ وشربَ فَلْيُتِمَّ صومَه، فإنّما اللَّهُ أطعمَه وسقاه".
أخرجاه (4).
(1) المسند 15/ 373 (9609)، ومن طريق عبد الملك بن سليمان عن عطاء بن أبي رباح في مسلم 4/ 2108 (2752).
(2)
المسند 16/ 473 (10810). ومؤمل ضعيف، ولكن الطرق السابقة تصحّح الحديث.
(3)
مسلم 2/ 1145 (1505).
(4)
المسند 15/ 296 (9489)، وهشام هو ابن حسّان القردوسي. ومن طريقه في البخاري 4/ 155 (1933)، ومسلم 2/ 809 (1155) ولم ينسبه البخاري، فجعله ابن حجر: هشام الدستوائي. وينظر صوابه في التحفة.
(4772)
الحديث التاسع والثلاثون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا هشام الدّستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العُقَيليّ عن أبيه عن أبى هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَ عليَّ أوّلُ ثلاثةٍ يدخلون الجنّة، وأوّل ثلاثة يدخلون النّار، فأمّا أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة فالشهيد، وعبدٌ مملوك أحسنَ عبادَة ربِّه ونصحَ لسيِّده، وعفيفٌ مُتَعَفِّف ذو عِيال. وأمّا أوّل ثلاثة يدخلون النّار فأميرٌ مُسَلّط، وذو ثَروةٍ من مال لا يُعطي حقَّ ماله، وفقير فخور"(1).
(4773)
الحديث الأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن عُقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيّب أن أبا هريرة أخبره:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قُلْتَ لصاحبك يومَ الجمعة: أنْصِتْ، والإمام يخطُب، فقد لَغَوْتَ".
أخرجاه (2).
(4774)
الحديث الحادي والأربعون بعد الأربعمائة: [حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عمرو الناقد قال](3) حدّثنا سفيان عن الزهري عن سعيد قال:
مرّ عمرُ بحسّان وهو يُنشد في المسجد، فَلَحَظَ إليه، فقال: قد كُنْتُ أُنشِدُ وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أَجِبْ عنّي، اللهم أيّده بروح القدس"؟ قال: نعم.
(1) المسند 15/ 297 (9492). ورجاله ثقات عدا عامر العقيلي، وأبوه عقبة فهما مقبولان - كما في التقريب 1/ 270، 407، ومن طريق هشام الدستوائي أخرج الترمذي جزء "الذين يدخلون الجنّة" 4/ 151 (1642). وقال: حديث حسن. وصحّح الحديث كاملًا ابن خزيمة 4/ 8 (2249). وأخرجه مقسومًا ابن حبّان في صحيحه 10/ 151 (4312)، 16/ 523 (7482)، والحاكم 1/ 387 وقال: عامر بن شبيب العقيلي (كذا سمّاه) شيخ من أهل المدينة مستقيم الحديث، وهذا أصل في هذا الباب انفرد به يحيى بن أبي كثير، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: عامر بن شبيب هذا مستقيم الحديث، وضعّف الألباني والمحقّقون الحديث.
(2)
البخاري 2/ 414 (934). ومسلم 2/ 583 (851) من طريق الليث، وأخرجه أحمد من طريق ابن شهاب 13/ 114 (7686).
(3)
في الأصل: "حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان. . . "
أخرجاه (1).
(4775)
الحديث الثاني والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أحمد بن عَبْدَة الضَّبِّيُّ قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدّثنا صفوان بن سُليم عن عبد اللَّه بن سليمان عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ عز وجل يبعثُ ريحًا من ليمن ألينَ من الحرير، فلا تَدَعُ أحدًا في قلبه مثقالُ ذرّة من إيمان إلا قَبَضَتْه".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4776)
الحديث الثالث والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني هارون بن سعيد الأيْليُّ قال: حدّثنا ابن وَهب قال: أخبرني مالك عن ابن شهاب قال: قال سعيد بن المسيّب: إنّ أبا هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قاتلَ اللَّه يهودَ، اتّخَذُوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا الفَزاريُّ عن عُبيد اللَّه قال: حدّثنا يزيد بن الأصمّ عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لعنَ اللَّه اليهودَ والنّصارى، اتَّخذُوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) الحديث في مسلم 4/ 1932 (2485)، وفي البخاري 6/ 304 (3212) من طريق سفيان. ورواية مسلم أقرب إلى ما ذكر المؤلّف. أما الإمام أحمد فأخرجه قريبًا منه عن عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري 13/ 83 (7644).
(2)
مسلم 1/ 109 (117).
(3)
مسلم 1/ 376 (530)، ومن طريق مالك في البخاري 1/ 532 (437)، ومن طريق ابن شهاب في المسند 13/ 226 (7826).
(4)
مسلم 1/ 377 (530).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن حمزة بن المُغيرة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "اللَّهمّ لا تجعلْ قبري وَثَنًا. لعنَ اللَّهُ قومًا اتّخذوا قُبورَ أنبيائهم مساجدَ"(1).
(4777)
الحديث الرابع والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد ابن هارون عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِروا من ذِكْرِ هاذِمِ اللَّذّات"(2).
(4778)
الحديث الخامس والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا فَرازةُ بن عمر قال: أخبرنا فُليح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزاة غزاها، فأرمل (3) فيها المسلمون واحتاجوا إلى الطعام، فاستأذنوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نحر الإبل، فأذِن لهم، فبلغ ذلك عمرَ بن الخطَّاب، فجاء فقال: يا رسول اللَّه، إبلُهم تَحْمِلُهم وتُبَلِّغُهم عدوَّهم، ينحرونها! بل ادعُ اللَّه بغُبَّرات الزاد (4) فادعُ اللَّه عز وجل فيها بالبركة. فقال:"أَجَل" فدعا بغُبَّرات الزاد، فجاءَ النّاسُ بما بقي معهم فجمعَه، ثم دعا اللَّه عز وجل فيها بالبركة، ودعاهم بأوعيتهم فملأها، وفَضَلَ فَضْلٌ كثير. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهدُ أنّي عبدُ اللَّه ورسولُه. من لَقِي اللَّه عز وجل بها (5) غيرَ شاكٍّ دخلَ الجنّة".
(1) المسند 12/ 314 (7358) رجاله ثقات عدا حمزة بن المغيرة بن نشيط، لا بأس به. ذكره ابن حجر في التقريب 1/ 140 تمييزًا. وقوّى محقّقو المسند إسناده.
(2)
المسند 13/ 301 (7925)، والنسائي 4/ 4. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 4/ 321، ومال المحقّقون إلى تحسينه. ومن طرق عن محمد بن عمرو في ابن ماجة 2/ 1422 (4258)، والترمذي 4/ 479 (2307) وقال: حسن غريب، وصحّحه ابن حبّان 7/ 259 (2992) والألباني في الإرواء 3/ 145 (682)، وساق طرقه وشواهده.
ويروى هادم، وهاذم. والهاذم: القاطع
(3)
أرمل: احتاج وافتقر.
(4)
غبّرات الزّاد: بقاياه.
(5)
في المسند "بهما" وأشار المحقّق إلى اختلاف النسخ فيها.
انفرد بإخراجه مسلم.
وقد رواه طلحة بن مصرّف عن أبي صالح عن أبي هريرة كذلك. ورواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة - شكّ الأعمش. وهو عن أبي هريرة بلا شكّ (1).
(4779)
الحديث السادس والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن عُمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
سُئِل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: "لَتُنَبّأنّ: أنْ تَصَدَّقَ وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل البقاءَ وتخاف الفقر، ولا تُمْهِلْ حتى إذا بلغتِ الحُلقومَ قلتَ: لفلانٍ كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان".
أخرجاه (2).
(4780)
الحديث السابع والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عليّ بن حفص قال: حدّثنا ابن المبارك قال: حدّثنا طلحة بن أبي سعيد قال: سَمِعْتُ سعيدًا المقبُريّ يحدّث أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "من احتبسَ فرسًا في سبيل اللَّه، إيمانًا باللَّه وتصديقًا بوعده، فإن شِبَعَه ورِيَّه ورَوْثَه وبَوْلَه في ميزانه يومَ القيامة".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4781)
الحديث الثامن والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 15/ 278 (9466). وفي مسلم 1/ 55 (27) من طريق طلحة بن مصرّف عن أبي صالح عن أبي هريرة. ثم رواه من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد - شكّ الأعمش. وقال محقّقو المسند بعد أن صحّحوا الحديث: هذا إسناد ضعيف. فزارة بن عمر لم يرو عنه غير الإمام أحمد. . . ثم فصّلوا الكلام في إسناد الحديث وما فيه من اختلاف.
(2)
المسند 12/ 370 (7407)، ومسلم 2/ 716 (1032). وهو في البخاري 3/ 284 (1419) من طريق عُمارة.
(3)
البخاري 6/ 57 (2853)، وفي المسند 14/ 454 (8866) من طريق ابن المبارك.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا تعجبون كيف يَصْرِف اللَّه عنّي شَتمَ قريش ولَعْنَهم؟ يشتمونَ مُذمَّمًا ويلعنون مُذَمَّمًا، وأنا محمّد".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4782)
الحديث التاسع والأربعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّما أنا بَشَرٌ، ولعلّ بعضَكم أن يكون ألحنَ بحُجّته من بعض، فمن (2) قطعتُ له من حقّ أخيه قِطعةً فإنّما أقطعُ له قطعةً من النّار"(3).
(4783)
الحديث الخمسون بعد الأربعمائة: وبه: عن أبي هريرة قال:
دخل أعرابيٌّ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هل أخَذَتْك أمُّ مِلْدَمٍ قطّ؟ " قال: وما أمُّ مِلْدَم؟ قال: "حَرٌّ يكون بين الجلد واللَّحم" قال: ما وجدْتُ هذا قطُّ. قال: "فهل أخَذَكَ هذا الصُّداع؟ " قال: وما الصُّداع؟ قال: "عُروقٌ تضرِب على الإنسان في رأسه". قال: ما وجدْتُ هذا. قال: فلمّا ولّى قال: "من أحبَّ أن ينظُرَ إلى رجل من أهل النّار فلينظُر إلى هذا"(4).
(4784)
الحديث الحادي والخمسون بعد الأربعمائة: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لمّا خلق اللَّهُ الجنّة والنّار أرسلَ جبريلَ، قال: انْظُر إليها وإلى ما أعددْتُ لأهلها فيها. فجاء فنظر إليها وإلى ما أعدَّ اللَّهُ لأهلها فيها، فرجع إليه فقال: وعزّتِك، لا يسمعُ بها أحدٌ إلا دخلها، فأمر بها فحُجِبَت بالمكاره. قال: ارجع إليها فانظر إليها [وإلى ما أعددْتُ لأهلها فيها، قال](5) فرجع إليها فإذا هي قد حُجِبَت
(1) البخاري 6/ 554 (3533)، ومن طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزّناد في المسند 12/ 284 (7331).
(2)
في الأصل: "فإن" وفي المصادر "فمن".
(3)
المسند 14/ 122 (8394)، وابن ماجة 2/ 777 (2318) قال البوصيري: إسناد صحيح، رجاله رجال الصحيح. ومن طريق محمد بن عمرو أخرجه أبو يعلى 10/ 326 (5921)، وصحّحه ابن حبّان 11/ 461 (5071)، وصحّحه الألباني.
وللحديث شاهد عن أمّ سلمة في الصحيحين - الجمع 4/ 229 (3446).
(4)
المسند 14/ 123 (8395)، ومن طريق محمد بن عمرو أخرجه البخاري في المفرد 1/ 252 (495)، وصحّحه الحاكم على شرط 1/ 347، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 7/ 178 (2916). وقال الألباني: حسن صحيح.
(5)
ما بين المعقوفين من المصادر.
بالمكاره، فرجع إليه فقال: وعزّتِك، قد خَشِيتُ ألّا يدخلَها أحدٌ. قال: اذهب إلى النّار فانظر إليها وإلى ما أعددْتُ لأهلها فيها، فجاءها فنظر إليها وإلى ما أعدّ لأهلها فيها، فإذا هي يَرْكَبُ بعضُها بعضًا، فرجع فقال: وعزّتِك، لا يسمعُ بها أحدٌ فيدخلُها، فأمر بها فحُفّت بالشّهوات، فرجع إليه، فقال وعزّتِك، لقد خشِيتُ ألا ينجوَ منها أحدٌ إلا دخلها".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (1).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا مالك عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "جُجِبَتِ النّارُ بالشّهوات، وحُجِبتِ الجنّة بالمكاره".
وأخرجه مسلم، وفي حديثه "حُفَت" مكان "حُجِبَت"(2).
(4785)
الحديث الثاني والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب قال: حدّثنا أبو الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(4786)
الحديث الثالث والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهْزٌ قال: حدّثنا شعبة قال: أحبرني حبيب بن أبي ثابت قال: سمعْتُ عُمارَة بن عُمَير عن أبي المُطَوِّس عن أبيه عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 14/ 125 (8398)، ومن طريق محمد بن عمرو في الترمذي 4/ 598 (2560) والنسائي 7/ 3، وأبي داود 4/ 125 (4744)، ومسند أبي يعلى 10/ 345 (5940)، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 26 على شرط مسلم. وحسنّه المحقّقون.
(2)
البخاري 11/ 320 (6487)، ومسلم 4/ 2174 (2823)، والمسند 12/ 497 (7530)، كلاهما من طريق أبي الزّناد، وعندهما:"حُفَّت".
(3)
البخاري 1/ 58 (14).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة رخّصَها اللَّهُ له، فلن يُقْبَلَ منه الدّهرُ كلُّه"(1).
(4787)
الحديث الرابع والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شُعيب قال: حدّثنا أبو الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلُ أحدٌ الجنّة إلا أُرِيَ مَقْعَده من النّار لو أساء، ليزداد شُكرًا. ولا يدخلُ أحدٌ النّار إلّا أُري مقعدَه من الجنّة لو أحسن، ليكون عليه حسرة".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4788)
الحديث الخامس والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَلَقَّوا الرُّكبانَ، ولا يَبعْ بعضُكم على بيع بعض، ولا تناجَشُوا، ولا يبعْ حاضرٌ لبادِ، ولا تصَرُّوا الغنم. ومن ابتاعها فهو بخير النَّظَرين (3) بعد أن يَحْلِبَها: إنّ رَضِيَها أمسكها، وَإن سَخِطَها ردّها وصاعًا من تمر".
أخرجاه (4).
(1) المسند 14/ 554 (9014)، ومن طريق شعبة أخرجه أبو داود 2/ 314 (2396). وأخرجه ابن ماجة 1/ 535 (1672) والترمذي 3/ 101 (723) من طريق حبيب عن أبي المطوّس - دون ذكر عمارة. وقال الترمذي: لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وسمعْتُ محمدًا [البخاري] يقول: أبو المطوّس اسمه يزيد بن المطوّس، لا أعرف له غير هذا الحديث.
وأخرج ابن خزيمة الحديث 3/ 238 (1987) من طريق شعبة به. ثم قال: قال شعبة: قال حبيب: فلقيتُ أبا المطوّس فحدّثني به. فاتّضح أنّ شعبة رواه عن حبيب وعن أبي المطوّس. قال ابن خزيمة: . . إن صحّ الخبر، فإني لا أعرف ابن المطوّس ولا أباه، غير أن حبيب بن أبي ثابت قد ذكر أنّه لقي أبا المطوّس.
وقد علّق البخاري الحديث في باب "إذا جامع في رمضان" 4/ 160 قال: ويُذكر عن أبي هريرة رفعه: "من أفطر. . ". . . وبعد أن ذكر ابن حجر من وصل الحديث وقول البخاري في أبي المطوّس، وتفرّده بهذا الحديث، وتشكيكه في سماع أبي المطوّس من أبي هريرة أم لا، قال: فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوّس، والشكّ في سماع أبيه من أبي هريرة. ومال المحقّقون إلى تضعيف الحديث.
(2)
البخاري 11/ 418 (6569)، والمسند 16/ 578 (10980) من طريق أبي الزِّناد.
(3)
التصرية: جمع اللبن في الضرع أيامًا ليوهم المشتري بغزارته.
(4)
البخاري 4/ 361 (2150)، ومن طريق مالك في مسلم 3/ 1155 (1515)، والمسند 16/ 61 (10004).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ ابتاعَ شاةً مُصَرَّاةً فهو بالخيار ثلاثة أيّام، فإن شاء أمسكَها، وإن شاء ردَّها وردَّ معها صاعًا من تمر"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من اشترى شاة مُصرّاة فردّها ردّ معها صاعًا من تمر، لا سمراء"(2).
السمراء: الحنطة.
(4789)
الحديث السادس والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان قال: حدّثني سعيد (3) عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثٌ حقٌّ على اللَّه عز وجل عونُه: المجاهدُ في سبيل اللَّه، والناكحُ المُسْتَعْفِف، والمكاتِبُ يريدُ الأداء"(4).
(4790)
الحديث السابع والخمسون بعد الأربعمائة: وبه: عن أبي هريرة قال:
قال رجل: كم يكفي رأسي في الغُسل من الجنابة؟ قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ
(1) المسند 15/ 232 (9397)، وهو من طريق قتيبة في مسلم 3/ 1158 (1524) ولم يُنّبه عليه.
(2)
المسند 15/ 343 (9559) وإسناده صحيح. وأخرجه الترمذي من طريق محمد بن زياد 3/ 553 (1251) ومسلم 3/ 1158 (1524) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
(3)
هو سعيد بن أبي سعيد المقبري.
(4)
المسند 12/ 378 (7416)، وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم 2/ 160 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن حبّان 9/ 339 (4030). ومن طرق عن ابن عجلان أخرجه الترمذي 4/ 157 (1655) وقال: حسن، والنسائي 6/ 55، وابن ماجة 2/ 841 (2518) وحسّنه الألباني والمحقّقون من أجل ابن عجلان.
بيده على رأسه ثلاثًا. قال: إنّ شعري كثير. قال: كان شَعَرُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أكثرَ وأطيبَ (1).
(4791)
الحديث الثامن والخمسون بعد الأربعمائة: وبه: عن أبي هريرة قال:
سُئِل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيّ النساء خيرٌ؟ قال: "التي تَسُرُّه إذا نظر، وتُطيعُه إذا أمر، ولا تخالِفُه فيما يكره في نفسها وماله"(2).
(4792)
الحديث التاسع والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني أبو الطاهر قال: أخبرنا عبد اللَّه بن وهب مال: أخبرني سيلمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفرٍ وأسْحَرَ يقول: "سَمعَ سامعٌ بحمد اللَّه وحُسن بلائه علينا. ربَّنا صاحِبْنا وأفْضِلْ علينا. عائذًا باللَّه من النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4793)
الحديث الستون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عُليّة قال: حدّثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ في الجمعة لساعةً، لا يوافِقُها مسلمٌ (4) قائمٌ يصلّي يسألُ اللَّهَ عز وجل خيرًا إلّا أعطاه إيّاه". وقال بيده، قلنا: يُقلِّلُها، يُزَهِّدُها
أخرجاه (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 12/ 380 (7418). وإسناده كسابقه. ومن طريق ابن عجلان في ابن ماجة 1/ 191 (578) وقال الألباني: حسن صحيح.
(2)
المسند 12/ 383 (7421) وإسناده قوي كسابقه. وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 2/ 161، ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي من طريق ابن عجلان 6/ 68. وحسّنه الألباني في الصحيحة 4/ 453 (1838).
(3)
مسلم 4/ 2086 (2718).
(4)
في المسند: "عبد مسلم".
(5)
المسند 12/ 62 (7151)، والبخاري 11/ 199 (6400)، ومسلم 2/ 584 (852).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "في الجمعة ساعةٌ، لا يُوافِقُها مسلمٌ وهو يسألُ ربَّه عز وجل شيئًا إلّا أعطاه إيّاه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4794)
الحديث الحادي والستون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا خالد بن مَخلد عن سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه تماثيلُ أو تصاويرُ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4795)
الحديث الثاني والستون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن يوسف الفِريابيّ قال: حدّثنا الأوزاعيّ عن قُرّة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حَذف السلام سُنّة"(3).
(4796)
الحديث الثالث والستون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عبّاس عن بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن ابن مِكْرَز عن أبي هريرة:
أن رجلًا قال: "يا رسول اللَّه، الرجلُ يريد الجهادَ وهو يبتغي عَرَضَ الدُّنيا. فقال رسولُ
(1) المسند 13/ 477 (8119) ومسلم - السابق.
(2)
مسلم 3/ 1627 (2112).
(3)
المسند 16/ 515 (10885). وفي إسناده قرّة، قال ابن حجر: صدوق له أوهام. التقريب 2/ 486.
وأخرج أبو داود الحديث من طريق الإمام أحمد 1/ 263 (1004) ثم نقل عن الفريابي أن الإمام أحمد نهاه عن رفع الحديث. وقد صحّح ابن خزيمة الحديث 1/ 362 (734). ورواه الترمذي من طريق ابن المبارك وهقل عن الأوزاعي، ولم يرفعه، وقال: حسن صحيح. 2/ 293 (297). وأخرجه الحاكم 1/ 231 من طريق الفريابي مرفوعًا، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد استشهد بقُرّة بن عبد الرحمن في موضعين من كتابه. وقد أوقف عبد اللَّه بن المبارك هذا الحديث عن الأوزاعي. ووافقه الذهبي.
وضعّف الألباني إسناده لضعف قرّة. وينظر تعليق الشيخ شاكر ومحقّقي المسند على الحديث.
وحذف السلام: ألّا يُمَدّ فيه.
اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أجرَ له" فأعْظَمَ الناسُ ذلك، وقالوا للرجل: عُدْ لرسول صلى الله عليه وسلم، لعلَّه لم يفهم، فعاد فقال: يا رسول اللَّه، الرجل يريد الجهاد في سبيل اللَّه وهو يبتغىِ عَرَض الدّنيا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا أجرَ له". [(1) ثم عاد الثالثة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أجر له"](2).
(4797)
الحديث الرابع والستون بعد الأربعمائة: وبه (3) عن ابن أبي ذئب عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا شَهِد جنازةً سأل: "هل على صاحبكم دَين؟ " فإن قالوا: نعم، قال "هل له من وفاء؟ " فإن قالوا: نعم، صلَّى عليه، وإن قالوا: لا، قال:"صلُّوا على صاحبِكم". فلمّا فتحَ اللَّهُ عليه الفتوحَ قال: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك دَينًا فعَليّ، ومن ترك مالًا فلورثته".
أخرجاه (4).
(4798)
الحديث الخامس والستون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا المسعوديّ عن عاصم بن كُليب عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خرجْتُ إليكم وقد بُيِّنَت لي ليلةُ القدر ومَسيحُ الضَّلالة، فكان تلاحٍ (5) بين رجلين بِسُدَّة المسجد، فأتيتُهما لأحْجِزَ بينهما فأُنْسِيتُها، وسأشدو (6) لكم منها شَدوًا: أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخرِ وِترًا. وأما مسيح الضلالة فإنّه أعورُ
(1) ما بين المعقوفين من المسند والمصادر.
(2)
المسند 13/ 277 (7900). ورجاله ثقات غير ابن مكرز، واختلف في اسمه، وسمّاه ابن حجر في التقريب 1/ 64 أيوب، وقال عنه: مستور. ومن طريق ابن أبي ذئب أخرج أبو داود الحديث 3/ 14 (2516)، وصحّحه ابن حبّان 10/ 494 (4637)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 85، ووافقه الذهبي، وليس في سندهما "القاسم ابن عبّاس". وحسّنه محقّقو المسند لغيره. وقال عنه الألباني في صحيح أبي داود: حسن.
(3)
أي عن يزيد.
(4)
المسند 13/ 276 (7899)، ومسلم 3/ 1237 (1619) من طريق ابن أبي ذئب، والبخاري 4/ 477 (2298) من طريق الزهري.
(5)
التلاحي: الخصام والجدال.
(6)
شدا: ذكر شيئًا عن الموضوع.
العين، أجْلى الجَبهة، عريضُ النَّحر، فيه دَفًا، كأنّه قَطَنُ بنُ عبد العُزَّى". قال: يا رسول اللَّه، هل يَضُرُّني شبَهُه؟ قال:"لا، أنت امرؤٌ مسلم وهو امرؤٌ كافر"(1).
الأجلى: الذي قد انحسر الشَّعَر من جبهته إلى نصف رأسه.
والدَّفا: الانحناء.
(4799)
الحديث السادس والستون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا المسعودي عن عون عن أخيه عُبيد اللَّه عن عبد اللَّه بن عتبة عن أبي هريرة:
أن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بجارية سوداءَ أعجميّةٍ، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ عليّ عتقَ رقبةٍ مؤمنة. فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أين اللَّهُ؟ " فأشارت إلى السماء بإصبعها السبّابة. فقال لها: "مَن أنا؟ " فأشارت بإصبعها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإلى السماء - أي: أنت رسول اللَّه، فأعتقها (2).
(4800)
الحديث السابع والستون بعد الأربعمائة: وبه: أخبرنا المسعوديّ عن داود بن يزيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يَلِجُ به الناسُ النارَ. فقال: "الأجوفان: الفمُ والفَرج".
وسئل عن أكثر ما يلجُ به النّاسُ الجنّة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حُسْن الخُلُق"(3).
(4801)
الحديث الثامن والستون بعد الأربعمائة: وبه أخبرنا المسعوديّ عن
(1) المسند 13/ 282 (7905). وقد ضعّف المحقّقون إسناد الحديث، لرواية يزيد عن المسعودي بعد الاختلاط ولما وقع فيه من الغلط، وعلّقوا عليه طويلًا، وذكروا شواهد الحديث.
(2)
المسند 13/ 285 (7906)، وسنن أبي داود 3/ 230 (3284) وفيه: عن عبد اللَّه بن عتبة، بدل: عبيد اللَّه ابن عبد اللَّه بن عتبة. وإسناده كسابقه، وفصّل المحقّقون الكلام فيه وذكروا شواهده، وضعّفه الألباني.
(3)
المسند 13/ 287 (7907). ومن طريق داود في الأدب المفرد 1/ 149 (289)، وابن ماجة 2/ 1418 (4246). ومن طريق يزيد الأوديّ، أخرجه الترمذي 4/ 319 (2004) وقال: صحيح غريب. وحسّن إسناده الحاكم 4/ 324، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 2/ 224 (476). وحسّنه الألباني في الصحيحة 2/ 669 (977)، وحسّنه المحقّقون.
علقمة بن مَرْثَد عن أبي الرّبيع عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أربعٌ من أمر الجاهلية لن يَدَعَهُنّ الناسُ: التَّعيير في الأحسابِ، والنّياحة على الميّت، والأنواء، والعدوى، جَرِبَ بعيرٌ فأجربَ مائةً من الإبل، من أجربَ البعيرَ الأوّل؟ "(1).
(4802)
الحديث التاسع والستون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنْ سَكِرَ فاجْلِدوه، ثم إنّ سَكِرَ فاجْلِدوه، ثم إن عادَ في الرابعة فاضربوا عُنُقَه".
قال الزُّهريّ: فأُتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم برجلٍ سكران في الرابعة فخلّى سبيله (2).
(4803)
الحديث السبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا عبد الملك بن قُدامة قال: حدّثنا إسحق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد ابن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّها ستأتي على النّاس سِنونَ خَدّاعةٌ، يُصَدَّقُ فيها الكاذب ويكذَّبُ فيها الصادق، ويؤتَمَنُ فيها الخائن، ويخوَّنُ فيها الأمين، ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبِضة" قيل: وما الرُّوَيبضة؟ قال: "السفيهُ يتكلَّم في أمر العامّة"(3).
(4804)
الحديث الحادي والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام بن أبي هشام عن محمد بن محمد بن الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 288 (7908) ومن طريق المسعودي أخرجه الترمذي 3/ 325 (1001) وقال: حسن. وصحّحه محقّقو المسند، لأن المسعودي متابع. وتحدّث عنه الألباني في الصحيحة 2/ 362 (735)، وحسّنه.
(2)
المسند 13/ 290 (7911). ورجاله رجال الصحيح، عدا الحارث، روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. ومن طرق عن أبي ذئب، أخرجه أبو داود 4/ 164 (4484)، والنسائي 8/ 314، وابن ماجة 2/ 859 (2572)، وصحّحه ابن حبّان 10/ 297 (4447). وأخرجه الحاكم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وصحّح إسناده على شرط مسلم 4/ 371، ووافقه الذهبي. وقال الألباني عن الحديث: حسن صحيح. وقال محقّقو المسند: إسناده قويّ.
(3)
المسند 13/ 291 (7912). وبه صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 465. ولكن محقّقي المسند ضعفوا إسناده لجهالة إسحق بن بكر، ولضعف عبد الملك بن قدامة، وحسّنوه لغيره.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُعْطيَتْ أمّتي خمسَ خصال في رمضان لم تُعْطَه أمّةٌ قبلهم، خُلوف فم الصائم أطيبُ عند اللَّه من ريح المِسك، وتستغفر لهم الملائكةُ حتى يُفطروا، ويُزَيِّن اللَّهُ عز وجل كلَّ يوم جنّته ثم يقول: يوشِكُ عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المُؤنة والأذى ويصيروا إليكِ، وتُصَفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين، فلا يخلُصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويُغفر لهم في آخر ليلة". قيل: يا رسول اللَّه: أهي ليلة القدر؟ قال: "لا، ولكنّ العاملَ إنّما يوفّى أجرَه إذا قضى عملَه"(1).
(4805)
الحديث الثاني والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام عن فَرْقَد عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشِّخِّير عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أكذبُ النّاس -أو: من أكذب النّاس- الصَّوَّاغون والصَّبَّاغون"(2).
فرقد ضعيف (3).
(4806)
الحديث الثالث والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا أبو مَعْشَر عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن أبي هريرة:
أن أعرابيًّا أهدى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَكْرةً (4)، فَعوَّضه منها ستّ بَكَرات، فتسخَّطَ، فبلغ ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم، فحَمِدَ اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: "إنّ فلانًا أهدى إليّ ناقةً، وهي ناقتي أعرِفُها كما أعرِفُ بعض أهلي، ذَهَبَتْ مني يومَ زغابات (5)، فعوَّضْتُه منها ستّ
(1) المسند 13/ 295 (7917)، قال الهيثمي 3/ 43: فيه هشام بن زياد أبو المقدام، وهو ضعيف، وضعّف المحقّقون إسناده لضعف هشام، وجهالة محمد بن محمد بن الأسود. .
(2)
المسند 13/ 298 (7920)، وابن ماجة 2/ 728 (2152) من طريق عمر بن هارون عن همّام. قال البوصيري في الزوائد: إسناده ضعيف، لأن فيه فرقدًا السّبحي، ضعيف، وعمر بن هارون كذّبه ابن معين وغيره. وقد ضعّفه الألباني - الضعيفة 1/ 176 (144) ومحقّقو المسند، وورد الحديث في كتب "الموضوعات". ينظر حواشي المسند.
(3)
ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 3/ 149، والضعفاء 3/ 4.
(4)
البكرة: الناقة الفتيّة.
(5)
ذكر ياقوت: "زغابة" وأنها مكان نزلت قريبًا منه قريش بعد الخندق. واستشهد بهذا الحديث - معجم البلدان 3/ 141.
بكَرات فظلّ ساخطًا، لقد هَمَمْتُ ألّا أقبلَ هديّة إلا من قُرشيّ أو أنصاريّ أو ثقَفيّ أو دَوسيّ" (1).
(4807)
الحديث الرابع والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن قتادة عن عبد الملك عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أتاه اللَّهُ من هذا المال شيئًا من غير أن يسألَه فليقبلْه، فإنّما هو رِزقٌ ساقَه اللَّهُ إليه"(2).
(4808)
الحديث الخامس والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني زهير بن حرب قال: حدّثني عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من يدخل الجنّةَ ينعم، لا يبأس، ولا تبلى ثيابُه، ولا يفنى شبابُه"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إسحق بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: قال الثّوري: حدّثني أبو إسحق أنّ الأغر حدّثه عن أبي سعيد الخدريّ وأبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُنادى منادٍ: إنّ لكم أن تَصِحُّوا فلا تَسْقَموا أبدًا، وإنّ لكم أن تحيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإنّ لكم أن تَشِبُّوا فلا تَهْرَموا أبدًا، وإنّ لكم أن تَنْعَموا فلا تَبْأسوا
(1) المسند 13/ 296 (7918)، وضعّف المحقّقون إسناده لضعف أبي معشر، نجيح بن عبد الرحمن، ولكنهم حسّنوه لأنه متابع. وقد أخرج الترمذي 5/ 686 (3945) الحديث من طريق يزيد عن أيوب عن سعيد المقبري. قال: هذا حديث قد روي من غير وجه عن أبي هريرة، ثم ذكر أن أيوب هذا لعلّه أيوب بن مسكين، أبو العلاء. ثم أخرجه (3946) من طريق محمد بن إسحق عن سعيد بن أبي سعيد، وقال: هذا حديث حسن، وهو أصحّ من حديث يزيد بن هارون عن أيوب. وصحّح الألباني الحديث.
(2)
المسند 13/ 299 (7921). وصحّحه المحقّقون لغيره، لأن عبد الملك لم يُنسب. وجهله أيضًا محقّقو الإتحاف 15/ 323.
وقد أخرج الشيخان من طرق وبألفاظ مختلفة معنى هذا الحديث عن عمر - الجمع 1/ 98 (20).
(3)
مسلم 4/ 2181 (2836). ومن طريق حمّاد في المسند 14/ 421 (8827).
أبدًا". فذلك قوله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (1). [الأعراف: 43].
انفرد بإخراج الطريقين مسلم.
(4809)
الحديث السادس والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من وجدَ عينَ مالِه عند رجلٍ قد أفلسَ فهو أحقُّ به ممّن سواه".
أخرجاه (1).
(4810)
الحديث السابع والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا أبو الجَهم عن الزّهري عن أبي سلَمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "امرؤُ القيس صاحبُ لواء الشّعراء إلى النّار"(3).
(4811)
الحديث الثامن والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال:
أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث فلا أَدَعُهنّ حتى أموتَ: بالوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، والغُسل يوم الجمعة (4).
(4812)
الحديث التاسع والسبعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مُسلم قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني حسّان بن عطية قال: حدّثني محمد ابن أبي عائشة أنّه سمع أبا هريرة يقول:
(1) مسلم 4/ 2182 (2837)، ومن طريق أبي إسحق في المسند 14/ 9 (8258).
(2)
المسند 12/ 21 (7124)، ومسلم 3/ 1193 (1559). ومن طريق يحيى في البخاري 5/ 62 (2402).
(3)
المسند 12/ 27 (7127). قال الهيثمي في المجمع 8/ 221: في إسناده أبو الجهيم (كذا)، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وقد ضعّف الحديث ابن الجوزي في العلل 1/ 138. وضعّف محقّقو المسند إسناده، وأطالوا في تخريجه.
(4)
المسند 12/ 41 (7138). ورجاله ثقات، إلّا أن فيه تدليس الحسن. ينظر التعليق الطويل لمحقّقي المسند.
وقد أخرج الشيخان الحديث عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة، وفيه "صلاة الضحى" بدل "غسل الجمعة" البخاري 3/ 56 (1178)، ومسلم 1/ 499 (721).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا فَرَغَ أحدُكم من التشهّد الآخر فليتعوّذ باللَّه من أربع: من عذاب جَهنّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرّ المسيح الدّجّال".
أخرجاه (1).
(4813)
الحديث الثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن محمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
أقيمتِ الصلاةُ وعُدِّلت الصفوفُ قِيامًا، فخرج إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما قام في مصلّاه ذكر أنّه جُنُبٌ، فقال لنا "مكانكم" ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسُه يَقْطُرُ، فكبّر فصلَّينا معه.
أخرجاه (2).
(4814)
الحديث الحادي والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا الأوزاعي عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من نبيٍّ (3) إلا وله بطانتان: بطانةٌ تأمُرُه بالمعروف، وبطانةٌ لا تألوه خَبالًا، ومن وُقي شرَّهما فقد وُقِي، وهو من التي يَغْلبُ عليه منهما".
انفرد بإخراجه البخاريّ تعليقًا (4).
(4815)
الحديث الثاني والثمانون بعد الأربعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الغد يومَ النحر وهو بمنى: "نحن نازلون غدًا بخَيف بني كِنانة حيث تقاسموا على الكفر" يعني بذلك المُحَصَّب، وذلك أن قريشًا وكِنانة تحالفت على
(1) المسند 12/ 176 (7237)، ومسلم 1/ 412 (588)، وهو في البخاري 3/ 241 (1377) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة.
(2)
البخاري 1/ 383 (275)، ومسلم 1/ 422 (605) من طريق يونس. ومن طريق الزهري في المسند 12/ 177 (7238).
(3)
في المسند "ولا والٍ".
(4)
المسند 12/ 178 (7239)، ورواه البخاري مرفوعًا عن أبي سعيد 13/ 189 (7198)، ثم قال: وقال الأوزاعيّ ومعاوية بن سلام: حدّثني الزهري، حدّثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وتحدّث ابن حجر 13/ 191 عن وصل الحديث. وساق محقّقو المسند المصادر التي خرّجته.
بني هاشم وبني المُطّلب: ألَا يُناكحوهم ولا يُبايعوهم حتى يُسْلموا إليهم رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه (1).
(4816)
الحديث الثالث والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: أخبرني محمد بن هلال القُرشيّ عن أبيه أنّه سمع أبا هريرة يقول:
كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المسجد، فلما قام قُمنا معه، فجاءه أعرابيٌّ فقال: أعْطِني يا محمّد، قال: فقال: "لا، وأستغفر اللَّه" قال: فجذَبَ بحُجْزته فخَدَشه، فهمُّوا به، قال:"دَعوه" ثم أعطاه.
قال: وكانت يمينُه أن يقول: "لا، وأستغفرُ اللَّه"(2).
(4817)
الحديث الرابع والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سويد بن عمرو قال: حدّثنا أبان قال: حدّثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الضيافة ثلاثةٌ فما كان بعدَ ذلك فهو صدقة"(3).
(4818)
الحديث الخامس والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن ذكران عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ يَمتلىءَ جوفُ أحدِكم قيحًا يَريه خيرٌ له من أن يمتلىء شِعرًا".
أخرجاه (4).
(1) المسند 12/ 180 (7240)، والبخاري 3/ 1453 (1590)، ومسلم 2/ 952 (1314).
(2)
المسند 13/ 254 (7869). وضعّف المحقّقون إسناده لجهالة هلال بن أبي هلال، والد محمد. وقال عنه في التقريب 2/ 641: مقبول. ومن طريق محمد بن هلال أخرج ابن ماجه 1/ 677 (2093)، وأبو داود 3/ 226 (3265): كانت يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . وأخرج أبو داود 4/ 247 (4775)، والنسائي 8/ 33 الحديث بأطول ممّا هنا. وضعّفه الألباني.
(3)
المسند 13/ 257 (7873) وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. وأخرجه البخاري في الأدب 1/ 393 (742) من طريق أبان، وأخرجه أبو داود 3/ 342 (3749) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة، وصحّحه ابن حبّان 12/ 92 (5284) من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة، وصحّحه الألباني.
وللحديث شاهد عند الشيخين عن أبي شريح الخزاعي - الجمع 3/ 399 (2891).
(4)
المسند 13/ 258 (7874). والبخاري 3/ 548 (6155)، ومسلم 4/ 1769 (2257) كلاهما من طريق الأعمش. والفضل بن دُكين، وسفيان الثوري من رجال الشيخين.
(4819)
الحديث السادس والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أحسنَ أحدُكم إسلامَه فكلُّ حسنةٍ يعملُها تُكتبُ بِعَشرِ أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكلّ سيئةٍ يعملُها تكتبُ له بمثلها حتى يلقى اللَّهَ عز وجل".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
وبه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قالت الملائكة: ربِّ، ذاك عبدُك يريدُ أن يعملَ سيّئة -وهو أبصر به- فقال: ارقُبوه، فإن عَمِلَها فاكتبوها بمثلها، وإن تَرَكَها فاكتبوها له حسنة، إنما تَرَكَها من جَرّاي".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من همّ بحسنةٍ فلم يعملْها كُتِبَت له حسنة، فإن عملها كُتِبَت له بعشر أمثالها إلى سبعمائة وسبع أمثالها، فإن لم يعملها كُتبت له حسنة، ومن همَّ بسيّئة فلم يعملها لم تُكتب عليه، فإن عملها كُتِبَت عليه سيّئة واحدة، فإن لم يَعْمَلْها لم تُكْتَبْ عليه".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4820)
الحديث السابع والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الوهاب الثَّقفِي قال: حدّثنا خالد عن محمد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فُقِدَت أُمّةٌ من بني إسرائيل، لم يُدْرَ ما فعلت، وإني لا أُراها إلا
(1) المسند 13/ 530 (8217)، والبخاري 1/ 100 (42)، ومسلم 1/ 118 (129).
(2)
المسند 13/ 531 (8219)، ومسلم - السابق.
(3)
المسند 12/ 123 (7196)، ومسلم 1/ 118 (130) من طريق هشام. وابن جعفر من رجال الشيخين.
الفأر، ألا ترَون أنها إذا وضع لها ألبانُ الإبل لا تشربُه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شَرِبَتْه".
أخرجاه (1).
(4821)
الحديث الثامن والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني قُرَّة عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يقول اللَّه عز وجل: إنّ أحبَّ عبادي إليّ أعجلُهم فِطرًا"(2).
(4822)
الحديث التاسع والثمانون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزّهري عن ابن المسيَّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أُقيمت الصلاة فلا تأْتوها تسعَون، ولكن ائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركْتُم فصَلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا نُودي بالصلاة فأتُوها تمشُون عليكم السكينة، فما أدْرَكْتم فصلُّوا، وما فاتكم فاقضوا".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4823)
الحديث التسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا زياد بن سعيد عن هلال بن أبي ميمونة عن [أبي ميمونة](5) عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 12/ 124 (7197)، ومسلم 4/ 2294 (2997)، ومن طريق خالد الحذّاء في البخاري 6/ 350 (3305).
(2)
المسند 12/ 182 (7241)، والترمذي 1/ 83 (700، 701) عن الوليد وأبي عاصم وأبي المغيرة كلّهم عن الأوزاعي به. قال: هذا حديث حسن غريب. وبإسناد أحمد صحّحه ابن خزيمة 3/ 276 (2062)، وابن حبّان 8/ 275، 276 (3507، 3508). وعلّة إسناده في قرّة، فهو صدوق له مناكير - التقريب 2/ 486، وقد وثّقه ابن حبّان. وضعّف الألباني الحديث، وضعّف المحقّقون إسناده.
(3)
المسند 13/ 96 (7662)، ومن طريق الزهري في البخاري 2/ 117 (636)، ومسلم 1/ 420 (602).
(4)
المسند 13/ 533 (8223)، ومسلم 1/ 421 (602).
(5)
"عن أبي ميمونة" أضافها محقّقو المسند عن بعض النسخ. ورجّحها الشيخ أحمد شاكر - المسند 13/ 73 (7346) وهي ثابتة في مصادر التخريج.
خيَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا وامرأةً وابنًا لهما، فخَير الغلامَ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا غلامُ، هذا أبوك، وهذه أمُّك، فاخْتَر"(1).
(4824)
الحديث الحادي والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون عن ابن وهب قال: حدّثنا عمرو أن بُكيرًا حدّثه عن العجلان مولى فاطمة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "للمملوك طعامُه وكسوته، ولا يُكَلَّف من العمل ما لا يُطيق".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4825)
الحديث الثاني والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن خِراش قال. حدّثنا عمر بن الوهاب قال حدّثنا يزيد بن زُرَيع قال: حدّثنا رَوح عن سُهيل عن القَعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جلس أحدُكم على حاجته فلا يستقبلِ القِبلة، ولا يَسْتَدْبِرْها".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن عجلان عن القَعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّما أنا لكم مثلُ الوالد، إذا أتَيْتُم الغائطَ فلا تَستقبلوا القبلةَ، ولا تستدبروها". ونهى عن الرَّوث والرِّمَّة، ولا يستطيبُ الرجل بيمينه (4).
(1) المسند 12/ 307 (7352). ومن طريق سفيان -وهو ابن عيينة- أخرجه ابن ماجه 2/ 787 (2351)، والترمذي 3/ 638 (1357)، وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني، وصحّح المحقّقون إسناده.
(2)
المسند 12/ 324 (7365)، ومسلم 3/ 1284 (1662) من طريق أبي وهب. وهارون بن معروف، ثقة، من رجال الشيخين.
(3)
مسلم 1/ 224 (265).
(4)
المسند 12/ 326 (7368)، وابن ماجه 1/ 114 (313). ومن طريق محمد بن عجلان أخرجه أبو داود 1/ 3 (8)، والنسائي 1/ 38، وصحّحه ابن حبّان 4/ 279 (1431)، وصحّحه المحقّقون.
(4826)
الحديث الثالث والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر الأنصاري عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر المخزومي عن أبي هريرة:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ} .
انفرد بإخراجه مسلم من هذه الطريق. وقد أخرجاه من طريق آخر ليس فيها (اقرأ)(1).
(4827)
الحديث الرابع والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن مَعمر عن يحيى عن ضَمْضَم عن أبي هريرة:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَ بقتل الأسودَين في الصلاة: العقرب والحيَّة (2).
(4828)
الحديث الخامس والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن زائدة عن عبد الملك بن عُمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أصدقُ بيت قاله الشاعر:
ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللَّهَ باطلُ
…
. . . . . . . . . . . .
وكان ابنُ أبي الصَّلْت أن يُسْلِمَ" (3).
(4829)
الحديث السادس والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني ابن مُحيْصِن -شيخ من قريش سَهْميّ- سَمعه من محمد ابن قيس ابن مَخْرَمة عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 12/ 329 (7371) وإسناده صحيح. وأخرجه 12/ 44 (7140) من طريق أبي رافع عن أبي هريرة، وفيه السجود في (إذا السماء انشقّت). وقد أخرج مسلم من طريق عطاء بن ميناء، والأعرج عن أبي هريرة السجود في السورتين 1/ 406 (578). وأخرج 1/ 407 من طريق أبي رافع دون ذكر (اقرأ)، وبالثانية أخرجه البخاري 2/ 250 (766).
(2)
المسند 12/ 334 (7379)، ورجاله رجال الصحيح عدا ضمضم بن جَوْس، روي له أصحاب السنن، وهو ثقة. وبهذا الإسناد أخرج الحديث ابن ماجه 1/ 394 (1245)، والنسائي 3/ 10. ومن طرق عن معمر صحّحه ابن خزيمة 2/ 41 (869)، والحاكم 1/ 256، ووافقه الذهبي، وابن حبّان 6/ 115 (2351) وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(3)
المسند 12/ 339 (7383)، وهو بالإسناد نفسه في مسلم 4/ 1768 (2256). وأغفل التنيه عليه.
والبيت للبيد، وعجزه:
. . . . . . . . . .
…
وكلُّ نعيم لا محالة زائلُ
لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] شقّت على المسلمين وبلغت منهم ما شاء اللَّه أن تبلُغَ، فشكَوا ذلك إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قاربوا وسدِّدوا، فكلُّ ما يُصابُ به المسلمُ كفّارةٌ، حتى النكبة يُنْكَبُها والشوكةِ يُشاكُها"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زهير بن محمد عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة وأبي سعيد:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما يُصيبُ المؤمنَ من وَصَب ولا نَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حَزَنٍ ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكةِ يُشاكها، إلّا كفَّر اللَّهُ من خطاياه"(2).
(4830)
الحديث السابع والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل (3) بن أميَّة عن أبي محمد بن عمرو بن حُرَيث العُذْريّ عن جدّه قال: سمعتُ أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا صلّى أحدُكم فليجعلْ تِلقاءَ وجهِه شيئًا، فإن لم يجد فَلينصِبْ عصًا، فإن لم يكن معه عصًا فَلْيَخُط خَطًّا ولا يضُرُّه ما مرّ بين يدَيه"(4).
إسماعيل بن أمية لم يسمع منه أحمد، إنما لقي أصحابه.
(1) المسند 12/ 341 (7386)، ومسلم 4/ 1993 (2574) بالإسناد نفسه، ولم ينبّه عليه كسابقه.
(2)
المسند 13/ 397 (8027). وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. وقد أخرجه مسلم 4/ 1992 (2573) من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد وأبي هريرة. وسيكرّره المؤلّف ابن الجوزي (4926).
(3)
هكذا وقع في الأصل على أنّه من رواية أحمد عن إسماعيل بن أميّة، ثم علّق المؤلّف بأن أحمد لم يلق إسماعيل. والذي في المسند - في المواضع المختلفة لم يروه أحمد عن إسماعيل بن أميّة. وينظر الأطراف 7/ 147 (9021).
(4)
المسند 12/ 354 (7392) من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل. ومثله في ابن ماجه 1/ 303 (943)، وصحيح ابن خزيمة 3/ 13 (811)، وصحيح ابن حبّان 6/ 125 (2361). وقد أخرجه أبو داود 1/ 183 (689) من طريق بشر بن المفضل عن إسماعيل، ثم (69) عن سفيان عن إسماعيل. قال: قال سفيان: لم نجد شيئًا نشدُّ به هذا الحديث ولم يجىء إلّا من هذا الوجه. . . وأطال المحقّقون الحديث عنه، وضعّفوا إسناده لاضطرابه وجهالة أبي محمد بن عمرو بن حريث. وضعّفه الألباني.
(4831)
الحديث الثامن والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أيوب بن موسى عن مكحول عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ليس على المؤمن في عبده ولا فرسِه صدقةٌ".
أخرجاه (1).
(4832)
الحديث التاسع والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني القاسم بن مِهران عن أبي رافع عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى نُخامةً في قبلة المسجد، فأقبل على النّاس فقال:"ما بالُ أحدكم مُستقبلَ ربَّه عز وجل فيَتَنَخَّعُ أمامَه! أيُحبُّ أحدُكم أن يُسْتَقْبَلَ فيُتَنَخَّعَ في وجهه؟ إذا تنخَّعَ أحدكم فليتنخَّعْ عن يساره تحت قدمِه (2)، فإن لم يجد فَلْيَتْفُلْ هكذا في ثوبه". ووصف القاسم، فتفل في ثوبه، ثم مسح بعضَه ببعض (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدُكم للصلاة فلا يَبْصُق أمامه [فإنّه مُناجٍ للَّه ما دام في مُصَلّاه] (4) ولا عن يمينه فإن عن يمينه مَلَكًا، ولكن ليبصُقْ عن شماله أو تحت رجله فيدفنه".
أخرج البخاري هذه الطريق، ومسلم الطريق الأوّل (5).
(4823)
الحديث الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: حدّثني سَلْم بن عبد الرحمن عن أبي زُرعة عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 12/ 359 (7397) وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم 2/ 676 (982) من طريق سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن مكحول عن سليمان بن يسار عن عراك بن مالك عن أبي هريرة. وكذلك هو في البخاري 3/ 326 (1463)، عن سليمان عن عراك عن أبي هريرة.
(2)
في المسند: "أو تحت" وفي مسلم كما هو عندنا.
(3)
المسند 12/ 368 (7405)، ومسلم 1/ 389 (550).
(4)
تكملة من المسند والبخاري.
(5)
المسند 13/ 537 (8234)، والبخاري 1/ 512 (416).
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكره الشِّكال من الخيل.
انفرد بإخراجه مسلم.
قال سفيان: الشِّكال: أن يكون الفرسُ في رجله اليمنى بياضٌ وفي يده اليسرى، أو يده اليمنى ورجله اليسرى (1).
(4834)
الحديث الحادي بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّه رجلًا قامَ من الليل فصلَّى، وأيقظَ امرأتَه فصلّت، فإن أبَتْ نَضَحَ في وجهها الماءَ، ورَحِمَ اللَّهُ امرأةً قامت من الليل فصلّت، وأيقظت زوجها فصلَّى، فإن أبي نَضَحَت في وجهه الماء"(2).
(4835)
الحديث الثاني بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: أخبرنا عُبيد اللَّه عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الحصاة وبيع الغَرَر.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
وبيع الحصاة: أن يقول: إذا نبذْتُ إليكَ الحصاة فقد وجب البيعُ.
(4836)
الحديث الثالث بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبْدَةُ قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أَشُقَّ على أُمّتي لأَمَرْتُهم بالسِّواك عندَ كلّ صلاة".
أخرجاه (4).
(1) المسند 12/ 371 (7408)، ومسلم 3/ 1494، 1495 (1875) من طريق سفيان. وتفسير الشِّكال جاء في مسلم دون المسند.
(2)
المسند 12/ 372 (7410). وبهذا الإسناد أخرجه أبو داود 2/ 33 (1308)، والنسائي 3/ 205، وابن ماجة 1/ 404 (1336)، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 183 (1148). والحاكم على شرط مسلم 1/ 309، والذهبي، وابن حبّان 6/ 306 (2567)، وصحّحه المحقّقون.
(3)
المسند 12/ 373 (7411)، ومسلم 3/ 153 (1513).
(4)
المسند 13/ 244 (3 785). ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوق، وسائر رجاله ثقات. وقد أخرج الشيخان الحديث من طرق الأعرج عن أبي هريرة: البخاري 2/ 374 (887)، ومسلم 1/ 220 (252).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: أخبرنا عُبيد اللَّه قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشُقَّ على أمّتي لأمرْتُهم بالسِّواك مع الوضوء، ولأخّرْتُ العشاء إلى ثلث الليل، أو شطر الليل"(1).
(4837)
الحديث الرابع بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثنا الزُّهري قال: حدّثني ثابت الزُّرَقي قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فإنّها تجيء بالرَّحمة والعذاب، ولكن سَلُوا اللَّهَ خيرَها، وتعوَّذوا باللَّه من شرّها"(2).
(4838)
الحديث الخامس بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لامرأة تؤمنُ باللَّه واليوم الآخر تسافِرُ يومًا وليلةً إلّا مع ذي مَحْرم من أهلها".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ لامرأة مسلمة تُسافِرُ ليلةً إلا ومعها رجلٌ ذو حُرمة منها".
(1) المسند 12/ 374 (7412) وإسناده صحيح. وصحّحه ابن حبّان 4/ 399 (1531). ومن طريق عبيد اللَّه أخرج ابن ماجه حديث السواك 1/ 105 (287)، وحديث تأخير الصلاة 1/ 226 (691).
(2)
المسند 12/ 375 (7413)، وابن ماجه 2/ 1228 (3727). والأدب المفرد 1/ 379 (720)، وصحّحه الألباني، وأطال محقّقو المسند في تخريجه والتعليق عليه.
(3)
المسند 12/ 156 (7222)، ومن طريق مالك في البخاري 2/ 566 (1088)، ومسلم 2/ 977 (1339).
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسافِرِ امرأةٌ مسيرةَ ثلاثةِ أيّام إلّا مع ذي مَحرم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن أبي ذئب قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللَّه واليوم الآخر أن تسافر (3) يومًا إلا مع ذي مَحرم"(4).
(4839)
الحديث السادس بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرُبَ الشَّمسُ فقد أدركَها، ومن أدرك من الصُّبح ركعةً قبل أن تطلُعَ الشَّمسُ فقد أدركها. ومن أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة".
أخرجاه (5).
(1) المسند 14/ 189 (8489) وأخرجه مسلم وحده -السابق- من طريق ليث. ويونس بن محمد من رجال الشيخين.
(2)
المسند 14/ 235 (8564)، ومن طريق سهيل في مسلم - السابق. وحمّاد من رجال مسلم، وعفّان من رجال الشيخين ثقتان.
(3)
في المسند ومسلم "تسافر" دون "أن".
(4)
المسند 12/ 377 (7414)، وهو بهذا الإسناد نفسه في مسلم - السابق، ولم ينّبه عليه.
(5)
المسند 12/ 426 (7460) وليس فيه "ومن أدرك ركعة". وقد أخرج أحمد هذا الحديث بالإسناد نفسه فيما بعد 13/ 97 (7665). فهما حديثان جمع المؤلّف بينهما. وقد أخرج البخاري الجزء الأول منه من طريق أبي سلمة، والأعرج عن أبي هريرة 2/ 37، 56 (556، 579)، وأخرج الأخير من طريق ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة 2/ 57 (580). وأخرج مسلم 1/ 424 (608) من طريق عبد الرزّاق، ومن طريق آخر عن الأعرج الحديث الأول 1/ 424 (608). وأخرج الثاني عن معمر وغيره عن ابن شهاب 1/ 423، 424 (607).
(4840)
الحديث السابع بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن ابن عون عن عُمير بن إسحق قال:
كنتُ مع الحسن بن عليّ، فلَقيَنا أبو هريرة فقال: أرني أُقَبل منك حيثُ رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُقبلُ. فقال بقميصه فقَبَّل سُرَّتَه (1).
(4841)
الحديث الثامن بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا ابن شهاب بن سعيد بن المسيَّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعوَ على أحد أو يدعوَ لأحد قنتَ قبل الرُّكوع، فربما قال إذا قال: سَمعَ اللَّه لمن حَمِدَه: "ربَّنا ولك الحمد، اللهمّ أنْجِ الوليد بن الوليد وسَلَمة بن هشام وعيَاش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. اللَّهمّ اشْدُدْ وَطْأَتك على مُضَرَ، واجعلْها سنين كسني يوسف" يجهر بذلك، ويقول في بعض صلاته، في صلاة الفجر:"اللهمّ الْعَنْ فُلانًا وفلانًا" حَيَّين من العرب، حتى أنزل اللَّه عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].
أخرجاه (2).
(4842)
الحديث التاسع بعد الخمسمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "دَعُوني ما تَرَكْتُكم، فإنما هَلَكَ من كان قبلَكم بسؤالهم (3) واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نَهَيْتُكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعْتُم".
(1) المسند 12/ 427 (7462). ومن طريق ابن عون صحّحه ابن حبّان 12/ 405 (5593)، 15/ 420 (6965)، وحسّنه المحقّق في الأول، وصحّحه في الثاني، ولكنه عاد في المسند فاستدرك ذلك وضعّف إسناد الحديث، وأطال الحديث عنه.
(2)
المسند 12/ 431 (7465). ومن طريق إبراهيم بن سعد في البخاري 8/ 226 (4560). وأخرجه مسلم من طرق عن ابن شهاب، ومن طرق أُخر 1/ 466، 467 (675). وأبو كامل، مظفر بن مُدرك ثقة، روي له النسائي والترمذي.
(3)
في البخاري ". . . أهلك. . . سؤالُهم" وذكر ابن حجر 13/ 261 الروايات.
أخرجاه (1).
(4843)
الحديث العاشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن النَّضر بن أنس عن بَشير بن نَهيك عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن كان له شقْص في مملوك فأعتقَ نصيبه فعليه خَلاصُه إن كان له مالٌ فإن لم يكن له مال اسْتُسْعِيَ (2) العبدُ في ثمن رقبته غيرَ مشقوق عليه".
أخرجاه (3).
(4844)
الحديث الحادي عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا مِسْعَر عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تُجُوِّزَ لأُمّتي عما حدثَتْ أنفسَها أو وسوست به أنْفُسَها، ما لم تعملْ به أو تكلمْ به".
أخرجاه (4).
(4845)
الحديث الثاني عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد عن شعبة عن قتادة عن زُرارة بن أبي أوفى عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا باتتِ المرأةُ هاجرةً فراشَ زوجها باتت تلعَنُها الملائكةُ"(5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
(1) البخاري 13/ 251 (7288) وله طرق في مسلم 3/ 975، 4/ 1830، 1831 (1337)، والمسند 12/ 468 (7501).
(2)
الشَّقص: النصيب والجزء. والاستسعاء: عمل العبد وسعيه حتى يحصل على قيمة ما عليه للشريك.
(3)
المسند 12/ 436 (7468) ومن طريق سعيد -ابن أبي عروبة- أخرجه البخاري 5/ 132 (2492)، ومسلم 2/ 1140 (1503). ويزيد بن هارون ثقة من رجال الشيخين.
(4)
المسند 12/ 438 (7470)، ومن طريق قتادة في البخاري 5/ 160 (2528)، ومسلم 1/ 116 (117) وسائر رجاله ثقات.
(5)
المسند 12/ 439 (7471)، ومن طريق شعبة في البخاري 9/ 294 (5194)، ومسلم 2/ 1059 (1434).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجلُ امرأته إلى فراشه فأبت، فباتت وهو عليها غضبانُ، لَعَنَتْها الملائكةُ حتى تصبح"(1).
الطريقان في الصحيحين.
(4846)
الحديث الثالث عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يشير (2) أحدُكم إلى أخيه بالسلاح، فإنّه لا يدري أحدُكم لعلّ الشيطانَ أن يَنْزع في يده فيقعَ في حفرة من النّار".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ابن عونٍ عن محمد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الملائكة تلعنُ أحدَكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمّه".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4847)
الحديث الرابع عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي الحكم مولى الليثيّين عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا سَبَق إلّا في خُفٍّ أو حافر"(5).
(4848)
الحديث الخامس عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا مروان الفَزاريّ عن عبد اللَّه بن الأصمّ قال: حدّثنا يزيد بن الأصّم عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 15/ 419 (9671)، ومسلم 2/ 1060 (1434)، ومن طريق الأعمش في البخاري 6/ 314 (3237).
(2)
في المسند: "لا يَمْشِيَنّ". وتحدّث المحقّقون عن الرويات.
(3)
المسند 13/ 527 (8212)، والبخاري 13/ 23 (7073)، ومسلم 4/ 2020 (2617).
(4)
المسند 12/ 443 (7476)، ومسلم 4/ 2020 (2616).
(5)
المسند 12/ 453 (7482)، ومن طريق محمد بن عمرو في ابن ماجه 2/ 960 (2878) والنسائي 6/ 227. وصحّحه الألباني في الإرواء 5/ 333 (1506) وذكر طرقه.
أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعمى فقال: يا رسول اللَّه، إنّه ليس لي قائدٌ يَقودُني إلى المسجد، فسألَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُرَخِّصَ له فيصلِّي في بيته، فرخّص له، فلما ولّى دعاه فقال:"هل تسمعُ النّداء بالصلاة؟ " فقال: نعم. قال: "فأجب".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4849)
الحديث السادس عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبيدة عبد الواحد الحدّاد قال: حدّثنا حبيب بن الشهيد عن عطاء قال: قال أبو هريرة:
كلُّ صلاة يُقرأُ فيها، فما أسْمَعَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أسمعْناكم، وما أخفى علينا أخفَيْنا عليكم (2).
(4850)
الحديث السابع عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا الربيع بن مسلم القرشيّ عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يشكرُ اللَّهَ من لا يشكرُ النّاس"(3).
(4851)
الحديث الثامن عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جِدالٌ في القرآن كُفر"(4).
(4852)
الحديث التاسع عشر بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا
(1) مسلم 1/ 452 (653).
(2)
المسند 2/ 471 (7503)، وإسناده صحيح. وقد روى مسلم 1/ 297 (396) من طريق حبيب بن الشهيد قال: سمعْت عطاء يحدّث عن أبي هريرة: أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة إلا بقراءة، قال أبو هريرة: فما أعلن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعلنّاه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم. ورواه من طرق أُخر: قال أبو هريرة: في كلّ الصلاة يقرأ. و: في كلّ الصلاة قراءة .. . وينظر تخريج محقّقي المسند.
(3)
المسند 13/ 322 (7939). وإسناده صحيح. ومن طرق عن الربيع بن مسلم في الأدب المفرد 1/ 114 (218)، وأبي داود 4/ 255 (4811)، والترمذي 4/ 298 (1954) وقال: حسن صحيح، وصحّحه ابن حبّان 8/ 198 (3407) والألباني والمحقّقون.
(4)
المسند 12/ 476 (7508). وإسناده صحيح. ومن طريق سعد بن إبراهيم أخرجه أبو يعلى 10/ 303 (5897). وله روايات وطرق أخرى - ينظر سنن أبي داود 4/ 199 (4603) والحاكم 2/ 223، وتخريجات محقّقي المسند ومسند أبي يعلى.
عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن الأغرّ أبي عبد اللَّه صاحب أبي هريرة عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يومُ الجمعةِ قعدتِ الملائكةُ على أبواب المسجد وكتبوا من جاء إلى الجمعة، فإذا خرج الإمامُ طَوَتِ الملائكةُ الصُّحف ودخلتْ تستمع الذِّكر".
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُهَجِّرُ إلى الجمعة كالمُهدي بَدَنة، ثم كالمُهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي بَطّة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة".
أخرجاه (1).
(4853)
الحديث العشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الواحد عن عوف عن خِلاس بن عمرو عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الذي يعودُ في عَطِيّته كمثل الكلب يأكلُ حتى إذا شبعَ قاءَ، ثم عاد في قيئه فأكَلَه"(2).
(4854)
الحديث الحادي والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يبولَنَّ أحدُكم في الماء الدّائم ثم يتوضّأُ منه".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثني هارون بن سعيد الأَيْليّ قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني
(1) المسند 12/ 488 (7519). ومن طريق ابن شهاب في البخاري 2/ 407 (929)، ومسلم 2/ 587 (850) وسائر رجاله رجال الشيخين.
(2)
المسند 12/ 493 (7524). ومن طريق عوف أخرجه ابن ماجه 2/ 797 (2384) قال البوصيري: الحديث في الصحيحين عن غير أبي هريرة، رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، قال أحمد بن حنبل: خلاس بن عمرو لم يسمع عن أبي هريرة شيئًا. وأخرجه أحمد 16/ 247 (10382) من طريق محمد بن جعفر عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح. ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن ابن عباس - الجمع 2/ 14 (989).
(3)
المسند 13/ 44 (7603) وأخرجه مسلم من طريق هشام عن ابن سيرين 1/ 235 (282)، وهو في البخاري 1/ 346 (239) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
عمرو بن الحارث عن بُكير بن الأشجّ أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة حدّثه أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يغتسلْ أحدُكم في الماء الدّائم وهو جُنُب". فقيل: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولًا.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4855)
الحديث الثاني والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الزّهري عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد اللَّه ابن قارظ قال:
مررتُ بأبي هريرة وهو يتوضَّأ فقال: أتدري ممّ أتوضّأ؟ من أثوار أَقِطٍ أكلْتُها، إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"توضّأوا ممّا مسّتِ النّارُ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
والأثوار: قطع من الأقِط.
(4856)
الحديث الثالث والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن منصور عن عبّاد بن أُنيس عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ المؤذّنِ يُغْفَرُ له مَدى صوته، ويصدِّقُه كلُّ رَطْب ويابس سمعه، وللشاهد عليه خمس وعشرون درجة"(3).
(4857)
الحديث الرابع والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن محمد بن زياد مولى بني جُمَح أنّه سمع أبا هريرة يقول:
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينا رجل يتبختر في حُلْيةٍ، مُعْجبٌ بجُمَّته، قد أسبلَ إزاره، إذْ
(1) مسلم 1/ 236 (283).
(2)
المسند 13/ 47 (7605)، ومن طريق الزهري في مسلم 1/ 272 (352).
(3)
المسند 13/ 51 (7611). قال المحقّقون: حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد قابل للتحسين، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عباد بن أنيس. . . فليراجع كلامهم في ذلك.
خسفَ اللَّهُ به، فهو يتجلجل -أو قال: يهوي- فيها إلى يوم القيامة".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز عن حمّاد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال:
سمعْتُ أبا القاسم يقول: "لا ينظُرُ اللَّه إلى الذي يجُرُّ إزارَه بَطَرًا".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق عن همّام [عن مَعمر] عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى المُسْبِل يوم القيامة"(3).
(4858)
الحديث الخامس والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ لي على قريش حقًّا، وإن لقريش عليكم حقًّا، ما حكَموا فعدلوا، وائتمنوا فأدَّوا، واستُرحموا فرَحِموا"(4).
(4859)
الحديث السادس والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرني ابن جُريج قال: أخبرني هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو أنّه أخبره:
(1) المسند 13/ 68 (7630). وإسناده صحيح. ومن طريق محمد بن زياد في البخاري 10/ 258 (5789)، ومسلم 3/ 1653 (2088).
(2)
المسند 14/ 549 (9004) وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم من طريق محمد بن زياد 3/ 1653 (2087)، والبخاري من طريق اللَّه الأعرج عن أبي هريرة 10/ 257 (5788).
(3)
المسند 13/ 535 (8229) وإسناده صحيح. وينظر الصحيحة 4/ 214 (1656).
(4)
المسند 13/ 91 (7653). وإسناده صحيح. وصحّحه ابن حبّان 10/ 442، 445 (4581، 4584). وقال الهيثمي في المجمع 5/ 195: رجال أحمد رجال الصحيح.
أن سلَمة بن الأزرق كان جالسًا مع عبد اللَّه بن عمر بالسُّوق فمُرَّ بجنازة يُبكَى عليها، فعاب ذلك عبد اللَّه بن عمر وانتهرَهُنّ، فقال له سلمة بن الأزرق: لا تقل هذا، فإنّي أشهدُ على أبي هريرة لَسَمِعْتُه يقول -وتُوُفِّيت امرأةٌ من كنائن مروان وشهدها، وأمر مروانُ بالنساء اللاتي يبكين يُطْرَدْن- فقال أبو هريرة: دَعْهنّ يا أبا عبد الملك، فإنّه مرَّ على النبيّ صلى الله عليه وسلم بجنازة يُبكى عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطّاب، فانتهرَ عمرُ النساء اللاتي يبكين مع الجنازة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"دَعْهُنّ يا ابن الخطّاب، فإن النَّفْسَ مُصابةٌ، والعينَ دامعةٌ، وإن العهدَ حديث". قال: أنت سَمِعْتَه؟ قال: نعم. قال: فاللَّهُ ورسولُه أعلم (1).
(4860)
الحديث السابع والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر بن محمد بن زياد عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أما يخافُ الذي يرفعُ رأسَه والإمامُ ساجدٌ أن يُحَوِّلَ اللَّهُ عز وجل رأسَه رأس حمار؟ ".
أخرجاه (2).
(4861)
الحديث الثامن والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يَعلى قال: حدّثنا فُضيل بن غَزوان عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الفضّة وزنًا بوزن، مِثلًا بمثل، والذهب بالذهب وزنًا بوزن، مِثلًا بمثل، فمن زاد فهو ربا"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فضيل قال: حدّثنا أبي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 124 (7691) وقد صحّحه ابن حبّان من طريق عبد الرزّاق عند معمر عن هشام به 7/ 428 (3157) وضعّف المحقّقون إسناده لضعف سلمة، وذكروا مظانه.
(2)
المسند 12/ 500 (7534)، ومن طرق عن محمد بن زياد في البخاري 2/ 182 (691)، ومسلم 1/ 320، 321 (427). وعبد الأعلى ومعمر من رجال الشيخين.
(3)
المسند 12/ 517 (7558)، ومسلم 3/ 1212 (1588) من طريق فضيل. ويعلى بن عبيد من رجال الشيخين.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحِنطة بالحِنطة، والشّعير بالشّعير، والتّمر بالتّمر، والمِلح بالمِلح، كيلًا بكيل، وزنًا بوزن، فمن زاد أو ازداد فقد أربى، إلا ما اختلفتْ ألوانُه"(1).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم.
(4862)
الحديث التاسع والعشرون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا عُمارة بن زاذان عن عليّ بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من سُئل عن علم يَعْلَمُه فكتَمَه أُلْجِمَ يومَ القيامة بلجام من نار"(2).
(4863)
الحديث الثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد عن أبي عمران الجوني عن رجل عن أبي هريرة:
أن رجلًا اشتكى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قسوةَ قلبه، فقال له:"إذا أردْتَ أن يلين قلبُك فأطعمِ المسكينَ، وامسحْ على رأس اليتيم"(3).
(4864)
الحديث الحادي والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن ليث عن كعب عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلَّيْتم عليّ فسلوا اللَّه لي الوسيلة" فقيل: يا رسول اللَّه، وما الوسيلة؟ قال:"أعلى درجة في الجنّة، لا ينالُها إلّا رجل واحدٌ، وأرجو أن أكونَ أنا هو"(4).
(1) المسند 12/ 92 (7171). وأخرجه مسلم 3/ 1211 (1588) من طريق ابن فضيل عن أبيه عن أبي زرعة عن أبي هريرة.
(2)
المسند 16/ 264 (10420)، والترمذي 5/ 29 (2649)، قال: حديث حسن. وفي الباب عن جابر وعبد اللَّه بن عمرو. ومن طريق عمارة أخرجه ابن ماجه 1/ 96 (261) وأبو يعلى 11/ 268 (6383). ومن طريق علي بن الحكم أخرجه أبو داود 3/ 321 (3658)، وصحّحه ابن حبّان 1/ 297 (95) وصحّحه المحقّقون.
(3)
المسند 13/ 21 (7576) وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة.
(4)
المسند 13/ 40 (7598). والترمذي 5/ 546 (3612) قال: هذا حديث غريب، إسناده ليس بالقويّ، وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدًا روى عنه غير ليث بن أبي سليم. وليث صدوق، اختلط كثيرًا فترك حديثه. وعليه حكم محقّقو المسند على إسناده بالضعف. وجعله الألباني في صحيح الترمذي. وقد أخرج مسلم الحديث في مسند عبد اللَّه بن عمرو - الجمع 3/ 443 (2955).
(4865)
الحديث الثاني والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن هُرْمُز عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَمْنَعَنّ أحدُكم جارَه أن يضعَ خشبةً على جداره".
ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم معرضين! واللَّه لأَرْمِيَنّ بها بين أكتافكم.
أخرجاه (1).
(4866)
الحديث الثالث والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا أنس بن عياض قال: حدّثني ابن أبي ذباب عن عبد الرحمن ابن مِهران مولى أبي هريرة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أحبُّ البلاد إلى اللَّه عز وجل مساجدُها، وأبغضُ البلاد إلى اللَّه عز وجل أسواقها".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4867)
الحديث الرابع والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا داود بن قيس عن موسى بن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا صنعَ لأحدكم خادَمُه طعامَه ثم جاء به قد وَلِيَ حرَّه ودخانَه، فلْيُقْعِدْه معه فليأكل، فإن كان الطعامُ مشفوفًا (3) قليلًا، فليضعْ في يده أُكله أو أُكْلتين".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(4868)
الحديث الخامس والثلاثون بعد الخمسمائة: وبه (5) عن داود بن قيس عن أبي سعيد مولى عبد اللَّه بن عامر قال: سمعت أبا هريرة يقول:
(1) المسند 13/ 131 (7702)، ومسلم 3/ 1230 (1609). ومن طريق ابن شهاب الزهري في البخاري 5/ 110 (2463).
(2)
مسلم 1/ 464 (671).
(3)
كذا في الأصل والمسند. ورواية مسلم "مشفوهًا".
(4)
المسند 13/ 158 (7726). وقد تابع المؤلّف مصدره - الجمع للحميدي 3/ 259 (2570) فجعله مثله من أفراد البخاري. والصواب أنه للشيخين، بل هذه الرواية لمسلم. فقد أخرجه 3/ 1284 (1663) عن القعنبي عن داود بن قيس به. أما البخاري فأخرجه 5/ 181 (2557) من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة.
(5)
أي عن عبد الرزّاق.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا يَبعْ أحدُكم على بيع أخيه، وكونوا عبادَ اللَّه إخوانًا. المسلمُ أخو المسلم، لا يَظْلِمُه ولا يَحْقِرُه، ولا يَخْذلُه. التَّقْوى ها هنا -وأشار بيده إلى صدره ثلاث مرَّات- حَسْبُ امرىءٍ مسلم من الشَّرِّ أَن يَحْقِرَ أخاه المسلمَ. كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمُه وماله وعِرضه"(1).
(4869)
الحديث السادس والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو يعلمُ النَّاسُ ما في النّداء والصفِّ الأوّل لاستهموا عليهما. ولو يعلمون ما في التّهجير لاستبقوا إليه. ولو يعلمون ما في العَتَمة والصُّبح لأتَوهما ولو حَبوًا".
فقلت لمالك: أما يُكْرَهً أن يقولَ: العَتَمة؟ فقال: هكذا قال الذي حدّثني.
أخرجاه (2).
(4870)
الحديث السابع والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن أشعث بن عبد اللَّه عن شَهر بن حَوشب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حافَ في وصيّته، فيُخْتَمُ له بشرِّ عمله فيدخلُ النّار. وإن الرجل ليعملُ بعمل أهل الشرّ سبعين سنة فيعدل في وصيّته، فيُختمُ له بخير عمله فيدخل الجنّة".
قال: ثم يقول أبو هريرة. واقرأوا إن شِئْتُم: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ. .} إلى قوله: {. . عَذَابٌ مُهِينٌ} (3)[النساء: 13، 14].
(1) المسند 13/ 159 (7727). ومن طريق القعنبي عن داود أخرجه مسلم 4/ 1986 (2564). والحديث جعله الحميدي للشيخين 3/ 228 (2484) ففيه بعض الألفاظ المشتركة بينهما.
(2)
المسند 13/ 166 (7738)، ومن طريق مالك في البخاري 2/ 96 (615)، ومسلم 1/ 325 (437) وليس عندهما: فقلت لمالك. . . .
(3)
المسند 13/ 167 (7741). وفي إسناده شهر، كثير الإرسال والأوهام - التقريب 1/ 247. وأخرجه ابن ماجة 2/ 902 (2704)، وضعّف الألباني ومحقّقو المسند الحديث.
(4871)
الحديث الثامنُ والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق عن سفيان عن داود عن شيخ عن أبي هريرة قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم زمانٌ يُخَيَّرُ فيه الرجلُ بين العَجز وبين الفجور، فمن أدرك ذلك الزّمان فليخترِ العجزَ على الفجور"(1).
(4872)
الحديث التاسع والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا ميناء عن أبي هريرة قال:
كنتُ جالسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فقال: يا رسول اللَّه، العَنْ حِميرًا (2)، فأعرض عنه، فجاءه من ناحية أخرى، فأعرض عنه، وهو يقول: العنْ حِميرًا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رَحِمْ اللَّه حميرًا، أفواهُهم سلامٌ، وأيديهم طعام، أهلُ أمن وإيمان"(3).
ميناء ليس بشيء (4).
(4873)
الحديث الأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مالك عن ابن شهاب عن أبي إدريس الخولاني من أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا توضّأَ أحدُكم فليسنثِرْ، وإذا استجمرَ فليوتِر".
أخرجاه (5).
(1) المسند 13/ 169 (7744)، وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وسمّاه الحاكم والذهبي: سعيد بن أبي جبيرة، وصحّحاه 4/ 438. وجعله محقّق المسند: سعيد بن أبي خيرة، قال: ويبقى في حيّز الجهالة.
(2)
في المسند "حمير" بالمنع من الصرف، وهما موجّهتان: فإن جعلناه علمًا للقبيلة منع، وإن جعل علمًا لرجل سُمّوا باسمه صُرف.
(3)
المسند 13/ 170 (7745) وإسناده ضعيف لضعف ميناء، كما ذكر المؤلّف. وأخرجه الترمذي 5/ 684 (3939) وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرزّاق، ويُروى عن ميناء هذا أحاديث مناكير. وقد ضعّف الحديث محقّقو المسند، وجعله الألباني في السلسلة الضعيفة 1/ 354 (349).
(4)
ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 3/ 424، والضعفاء والمتروكون 3/ 154، والتقريب 2/ 616.
(5)
المسند 13/ 162 (7730)، ومن طريق مالك في مسلم 1/ 212 (237)، ومن طريق ابن شهاب في البخاري 1/ 262 (161).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال حدّثنا مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضّأَ أحدكم فليجعلْ في أنفه ثم لِيَنْثُرْ. ومن استجمرَ فلْيوتِرْ".
انفرد بإخراجه البخاريّ (1).
(4874)
الحديث الحادي والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثني المثنّى بن الصباح قال: أخبرني عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:
جاء أعرابيٌّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إني أكون في الرَّمل: أربعة أشهر أو خمسة أشهر، فيكون فينا النُّفَساء والحائضُ والجُنُبُ، فما ترى؟ قال:"عليك بالتُّراب"(2).
المُثَنّى ضعيف (3).
(4875)
الحديث الثاني والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا هشام، عن محمد قال سمعتُ أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدُكم من الليل فليستفتحْ صلاته بركعتين خفيفتين".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 13/ 171 (7746)، والبخاري 1/ 263 (162) من طريق مالك. وأخرجه مسلم من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به. فهو لهما لا للبخاري وحده. وينظر الجمع 2/ 143 (2361) المتّفق عليه.
(2)
المسند 13/ 171 (7747). وفيه المثنّى -ضعيف- كما ذكر المؤلّف. قال الهيثمي 1/ 266: فيه المثني، الأكثر على تضعيفه. وأخرجه اليبهقي في السنن 1/ 216 وقال: المثني غير قويّ. وأخرجه أبو يعلى: 10/ 269 (5870) من طريق ابن لهيعة -وهو ضعيف أيضًا- عن عمرو بن شعيب به. وينظر تخريج محقّقي المسند.
(3)
ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 3/ 221، والضعفاء والمتروكون 3/ 34.
(4)
المسند 13/ 172 (7748)، ومن طريق هشام في مسلم 1/ 532 (768).
(4876)
الحديث الثالث والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعْمر عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو كثير أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الخمرُ من هاتين الشجرتين: النَّخلة والعِنَبة".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4877)
الحديث الرابع والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريح قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة (2) أنّه سمع القرّاظ -وكان من أصحاب أبي هريرة- يزعم أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أراد أهلَها بسوءٍ -يعني المدينة- أذابه اللَّهُ كما يذوب المِلح في الماء"(3).
(4878)
الحديث الخامس والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر قال: حدّثنا همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واللَّه إنّي لأنقلبُ إلى أهلي فأجدُ التَّمرة ساقطةً على فراشي أو في بيتي، فأرفعها لآكُلَها، ثم أخشى أن تكون صدقة فأُلقيها".
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا آدم قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا محمد بن زياد قال: سمعْتُ أبا هريرة قال:
(1) المسند 13/ 175 (7753)، ومسلم 3/ 1573 (1985) من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي كثير السحيمي.
(2)
في الأصل "عمرو بن حريث عن ابن عمارة"، ومثله في أصول المسند - كما أشار الشيخ أحمد شاكر، ومحقّقو طبعة الرسالة، وطبعة عالم الكتب، والأطراف. ومالوا إلى أنّه خطأ قديم، وأن الصواب: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة أنّه سمع القرّاظ، وكذا أُثبت في طبعة الرسالة. يظر تعليق أحمد شاكر 14/ 174، ومحقّق الأطراف 8/ 191.
(3)
المسند 13/ 177 (7755). وأخرجه مسلم 3/ 1007 (1386) من طريق عبد الرزّاق عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة أنّه سمع القرّاظ. . . .
(4)
المسند 13/ 523 (8206)، ومسلم 2/ 751 (1070)، ومن طريق معمر في البخاري 5/ 86 (2432).
أخذ الحسين بن عليّ تَمْرةً من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"كَخْ كَخْ" ليُخْرِجَها، ثم قال:"أما شعْرتَ أنا لا نأكل الصدقة".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حأثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر قال: أخبرني محمد بن زياد أنّه سمع أبا هريرة يقول:
كنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يقسمُ تمرًا من تمر الصدقة والحسنُ بن عليّ في حَجْرِه، فلما فَرغَ حملَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم على عاتِقه، فسال لُعابُه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فرفَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليه رأسَه فإذا تمرة في فيه، فأدخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه فانتزعَها منه، ثم قال:"أما عَلِمْتَ أن الصَّدَقة لا تَحِلُّ لآل محمّد"(2).
(4879)
الحديث السادس والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن ابن أبي أنيس عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل شهر رمضان فُتحَتْ أبوابُ الرّحمة، وغلّقت أبواب جهنّمَ، وسُلْسِلَت الشياطين"(3).
أخرجاه.
وفي بعض الألفاظ: "أبواب الجنّة" وفي لفظ "أبواب السماء"(4).
(4880)
الحديث السابع والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن عُقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عُروة قال: قال أبو هريرة:
(1) البخاري 3/ 354 (1491)، ومن طريق شعبة في مسلم 2/ 751 (1069)، والمسند 15/ 177 (9308).
(2)
المسند 13/ 180 (7758) وإسناده صحيح. وقد أخرجه البخاري بنحوه 3/ 450 (1485) من طريق إبراهيم ابن طهمان عن محمد بن زياد به.
(3)
المسند 13/ 192 (7780)، ومن طريق ابن شهاب الزهري في البخاري 4/ 112 (1899)، ومسلم 2/ 758 (1079).
(4)
لفظة "أبواب الجنّة" في المسند 12/ 59 (7148)، والبخاري 4/ 112 (1898)، ومسلم - السابق. و"أبواب السماء" في البخاري (1899).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خَلَقَ كذا؟ من خَلَقَ كذا؟ حتى يقول: من خلَقَ رَبَّك؟ فإذا بَلَغَه فليستعذ باللَّه ولْيَنْتَهِ".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: سمعتُ هشام بن حسّان يحدّث عن محمد ابن سيرين قال:
كنتُ عند أبي هريرة فسأَلَه رجلٌ عن شيء لم أدرِ ما هو، فقال أبو هريرة: اللَّه أكبر، سأل عنها اثنان وهذا الثالث؟ سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ رجالًا سترتفعُ بهم المسألةُ حتى يقولوا: اللَّهُ خلقَ الخلقَ، فمن خلقَه؟ "(2).
(4881)
الحديث الثامن والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن خالد قال: حدّثني رباح عن معمر عن الزّهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ستكونُ فِتنٌ، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ خيرٌ من الماشي، والماشي خير من الساعي. ومن وجد مَلجأ أو مَعاذًا فَلْيَعُذْ به".
أخرجاه (3).
(4882)
الحديث التاسع والأربعون بعد الخمسمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إسحق بن منصور قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: أخبرنا عبيد اللَّه بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عديّ بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تَطَهَّرَ في بيته ثم مشى إلى ييتٍ من بيوت اللَّه عز وجل
(1) البخاري 6/ 336 (3276)، ومسلم 1/ 120 (134) من طريق ابن شهاب. وهو في المسند 14/ 109 (8376) من طريق عروة.
(2)
المسند 13/ 201 (7790) وإسناده صحيح، وله في مسلم طرق وروايات 1/ 120 (134، 135).
(3)
المسند 13/ 207 (7796)، والبخاري 6/ 612 (3601)، ومسلم 4/ 2211 (2886) من طريق ابن شهاب. ومعمر من رجال الشيخين. أما إبراهيم بن خالد ورباح بن زيد، فثقتان، روي له أبو داود والنسائي.
ليقضيَ فريضة من فرائض اللَّه عز وجل، كانت خطواتُه إحداهما تَحُطُّ خطِيئةً، والأخرى تَرْفَعُ درجة".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن خالد قال: حدّثنا رباح عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ خَطوة يَخطوها إلى الصلاة يُكتب بها حسنة، ويُمْحَى عنه بها سيّئة"(2).
(4883)
الحديث الخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن رجل من بني غِفار أنّه سمع سعيدًا المقبُريّ يحدّث عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الطّاعمُ الشَّاكرُ كالصائم الصابر"(3).
(4884)
الحديث الحادي والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة قال:
دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالبركة في السّحور والثَّريد (4).
(4885)
الحديث الثاني والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن هَمّام عن أبي هريرة قال:
(1) مسلم 1/ 462 (666).
(2)
المسند 13/ 210 (7801)، وإسناده صحيح.
(3)
المسند 13/ 213 (7806)، وفيه راوٍ مجهول. وقد علّق الحديث البخاري 9/ 582 قال: باب "الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر" فيه عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وتحدّث ابن حجر طويلًا عن روايات الحديث، وعن الرجل المجهول، وأنَّه معن بن محمد الغفاري. وأخرج الحديث ابن حبّان 2/ 16 (315) عن معمر عن سعيد المقبريّ، بإسقاط المجهول. وقد أطال محقّقو المسند وابن حبّان الكلام عن الحديث وطرقه ومصادره.
(4)
المسند 13/ 215 (7807)، وأبو يعلى 11/ 240 (6367). قال الهيثمي 5/ 21. رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه محمد بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وقد ضعّف المحقّقون إسناده.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "إذا انقطع شِسْعُ أحدِكم أو شِراكُه فلا يمْشِ في إحداهما بنعلٍ والأخرى حافية، لِيُحْفِهما جميعًا أو ليُنْعِلْهما [جميعًا] ".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وَلَغَ الكلبُ في إناء أحدِكم فليغسلْه سبع مرّات".
"وإذا انقطَع شِسْعُ أحدكم فلا يمشِ في نعله الأخرى حتى يُصْلِحَها".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن محمد بن زياد قال: سمعتُ أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا انتعلَ أحدُكم فليبدأ باليُمنى، وإذا خلَعَ فليبدأ باليُسرى، وليخلعْهما جميعًا أو ليُنْعِلْهما جميعًا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4886)
الحديث الثالث والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 492 (8151). وإسناده صحيح.
(2)
المسند 12/ 415 (7447). وهما حديثان عند الشيخين، وعند الحميدي. فقد أخرجهما البخاري من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج 1/ 274 (172): غسل الإناء، 10/ 309 (5855):"لا يمشِ أحدكم في فعل واحدة" وأخرج مسلم من الطريق نفسها، ومن طريق الأعمش عن أبي صالح الحديثين 1/ 234 (279)، 3/ 1660 (2098).
(3)
المسند 13/ 219 (7812) ومن طريق محمد بن زياد في مسلم 3/ 1660 (2097).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الإمام ضامن، والمؤذِّن أمين، اللَّهمّ أرْشد الأئمّةَ، واغفِرْ للمؤذِّنين"(1).
(4887)
الحديث الرابع والخمسون بعد الخمسمائة: وبه: حدّثنا مَعمر عن الزهري قال: سمعْتُ ابن أُكَيمةَ يحدّث عن أبي هريرة:
أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى صلاةً جهرَ فيها بالقراءة، ثم أقبلَ على النّاس بعدما سلَّمَ فقال:"هل قرأ منكم أحدٌ معي آنِفًا؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه. فقال: "إنّي أقولُ: ما لي أنازَعُ القرآنَ؟ ".
فانتهى النّاس عن القراءة مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما يجهرُ من القراءة حين سمعوا ذلك من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).
(4888)
الحديث الخامس والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر البُرساني قال: حدّثنا جعفر بن بُرقان قال: سمعتُ يزيد بن الأصمّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَركم وأموالكم، ولكن ينظُرُ إلى قلوبِكم وأعمالكم".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4889)
الحديث السادس والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حمّاد بن أسامة قال: حدّثنا عُبيد اللَّه عن خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 222 (7818)، ومن طريق الأعمش أخرجه الترمذي 2/ 401 (207)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 15 (1528). وقد أطال الشيخ أحمد شاكر في الترمذي من التعليق على الحديث، وصحّحه الألباني، وتحدّث محقّقو المسند عنه. وينظر تلخيص الحبير 1/ 339.
(2)
المسند 13/ 222 (7819)، ومن طريق الزهري في ابن ماجه 1/ 276، 277 (848، 849) وأبي داود 1/ 219 (827). ونقل أبو داود الخلاف في: فانتهى النّاس. . أهو من كلام أبي هريرة أم من كلام الزهري. وجزم ابن حجر أنّه مدرج من كلام الزهري - التلخيص 1/ 378، وصحّح الألباني والمحقّقون الحديث.
(3)
المسند 13/ 227 (7827)، ومن طريق جعفر في مسلم 4/ 1987 (2564). ومحمد بن بكر من رجال الشيخين.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الإيمانَ ليأرِزُ إلى المدينة كما تأرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرها".
أخرجاه (1).
ومعنى يأرز: ينضمّ.
(4890)
الحديث السابع والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا قال: حدّثنا شعبة عن محمد بن جُحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
نهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كَسب الإماء.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4891)
الحديث الثامن والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا آدم قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسْفلَ من الكعبين من الإزار ففي النّار".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التَّيميّ عن يعقوب -أو ابن يعقوب- عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إزْرَةُ المؤمنِ إلى عَضلهَ ساقَيه، ثم إلى نصف ساقَيه، ثم إلى كعبَيه، فما كان أسفل من ذلك ففي النّار"(4).
(4892)
الحديث التاسع والخمسون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا
(1) المسند 13/ 239 (7846)، ومسلم 1/ 131 (147). ومن طريق عُبيد اللَّه بن عمر أخرجه البخاري 4/ 93 (1876).
(2)
المسند 13/ 242 (7851). ومن طريق شعبة في البخاري 4/ 460 (2283). ويحيى بن زكريا من رجال الشيخين.
(3)
البخاري 10/ 256 (5787). ومن طريق شعبة في المسند 15/ 185 (9319).
(4)
المسند 13/ 247 (7857). وقد فصّل المحقّق الكلام فيه في هذا الموضع، وفي 12/ 433، وتحدّث عن "يعقوب" و"ابن يعقوب".
والحديث بسند صحيح من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي سعيد في سنن أبي داود 4/ 59 (4093)، وابن ماجه 2/ 1183 (3573).
عليّ بن إسحق قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا يونس عن الزّهري قال: حدّثني أبو أُمامة بن سهل أن أبا هريرة قال:
سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أسْرِعوا بالجنازة، فإن كانت صالحةً قَرَبْتُموها إلى الخير، وإن كانت غير ذلك فشرٌّ تضعونه عن رقابكم".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن المقبريّ عن عبد الرحمن ابن مِهران أن أبا هريرة قال حين حضرَه الموتُ:
لا تَضْرِبوا عليَّ فُسطاطًا، ولا تَتْبَعوني بمَجْمر، وأسْرِعوا بي، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا وُضعَ الرجلُ الصالح على سريره قال: قدِّموني. وإذا وُضع الرجل السَّوء على سريره، قال: يا ويلَه، أينَ تذهبون بي! "(2).
(4893)
الحديث الستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزّهري عن حنظلة الأسلميّ سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسُ محمدٍ بيده، لَيُهِلَّنَّ ابنُ مريمَ بفَجّ الرَّوحاء حاجًّا أو معتمرًا، أو ليَثْنِيَنّهما".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4894)
الحديث الحادي والستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال:
حدّثنا حسين بن علي الجُعفي عن زائدة عن عبد اللَّه بن ذكوان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة:
(1) المسند 12/ 215 (7271)، ومن طريق الزهري في مسلم 2/ 651 (944). وأخرجه هو والبخاري 3/ 182 (1315) من طريق سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة. وعلي بن إسحق ثقة.
(2)
المسند 13/ 293 (7914) وإسناده صحيح. ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه النسائي 4/ 40، وصحّحه ابن حبّان 7/ 378 (3111)، والألباني والمحقّقون.
(3)
المسند 12/ 217 (7273)، ومسلم 2/ 915 (1252).
وليثنينهما: يجمع بينهما.
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إيّاكم والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذبُ الحديث، ولا تَجَسَّسوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَنافَسوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَدابَروا، ولا تَباغَضوا، وكونوا عبادَ اللَّه إخوانًا".
أخرجاه (1).
(4895)
الحديث الثاني والستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا محمد بن عمرو قال: حدّثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزال البلاءُ بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده وفي ماله وفي ولده، حتى يلقى اللَّهَ وما عليه من خطيئة"(2).
(4896)
الحديث الثالث والستون بعد الخمسمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
مُرَّ على النبيّ صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: "قوموا، فإن للموت فَزَعًا"(3).
(4897)
الحديث الرابع والستون بعد الخمسمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
مَرَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم برجل مُضْطَجعٍ على بطنه، فقال:"إنّ هذه لَضِجْعَةٌ ما يُحِبُّها اللَّه عز وجل"(4).
(4898)
الحديث الخامس والستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل قال: حدّثنا أبي عن عُمارة بن القَعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمّ اجعلْ رِزقَ آلِ محمّدٍ قُوتًا".
(1) المسند 13/ 247 (7858)، وإسناده صحيح. ومن طريق الأعرج في البخاري 9/ 198 (5143)، ومسلم 4/ 1985 (2563)، وله فيهما طرق أُخر.
(2)
المسند 13/ 248 (7859). وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، 1/ 346. وصحّحه ابن حبّان 7/ 176 (2913). وأخرجه من طريق عن محمد بن عمرو بن علقمة، البخاري في المفرد 1/ 251 (494)، والترمذي 4/ 520 (2399)، وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى 10/ 319 (5912). وحسّنه المحقّقون، والألباني - الصحيحة 5/ 349 (2280).
(3)
المسند 13/ 249 (7860)، ومن طريق محمد بن عمرو في ابن ماجه 1/ 492 (1543). قال في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وقد حسَّن الألباني إسناده، وصحّحه في الصحيحة 5/ 28 (2017).
(4)
المسند 13/ 251 (7862). ومن طريق محمد بن عمرو أخرجه الترمذي 5/ 90 (2768)، وصحّحه ابن حبّان 12/ 358 (5549)، والحاكم: 4/ 271، على شرط مسلم - على ما جرى عليه من تصحيح أحاديث محمد بن عمرو على شرطه، ووافقه الذهبي. وقال الألباني: حسن صحيح. وقال محقّقو المسند: حديث قويّ، وذكروا أن محمد بن عمرو أخطأ فيه. . . .
أخرجاه (1).
(4899)
الحديث السادس والستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن همّام بن مُنبّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصيامُ جُنّة، فإذا كان أحدُكم يومًا صائمًا فلا يَجْهَلْ ولا يَرْفُثْ، فإن امرؤٌ قاتلَه أو شَتَمه فليقلْ: إنّي صائم. والذي نفس محمّد بيده، لخُلوفُ فم الصائم أطيب عندَ اللَّه من ريح المسك، يَذَرُ شهوتَه وطعامه وشرابه من جرّاي. الصيام لي وأنا أجزي به"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلّ عمل ابن آدم يُضاعَفُ، الحسنَةُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء اللَّه، يقول اللَّه عز وجل: إلّا الصومُ، فإنّه لي وأنا أجزي به، يَدَعُ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربّه. ولَخُلوفُ فيه أطيبُ عند اللَّه من ريح المسك. الصَّوم جُنّة"(3).
الطريقان في الصحيحين.
(4900)
الحديث السابع والستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سلمة عن هشام عن ابن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصلاة.
أخرجاه (4).
(1) المسند 12/ 96 (7173)، والبخاري 11/ 283 (6460)، ومسلم 2/ 730 (1055).
(2)
المسند 13/ 480 (8128، 8129)، وإسناده صحيح. ومن طريق الأعرج في البخاري 4/ 103 (1894).
(3)
المسند 15/ 445 (9714)، ومسلم 2/ 807 (1151)، ومن طريق أبي صالح في البخاري 4/ 118 (1904) وينظر الجمع 3/ 22 (2195).
(4)
المسند 12/ 98 (7175)، ومن طريق هشام في البخاري 3/ 88 (1219)، ومسلم 1/ 387 (541) ومحمد ابن سلمة من رجال مسلم.
(4901)
الحديث الثامن والستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا معمر قال: أخبرنا ابن شهاب عن ابن المسيَّب عن أبي هريرة قال:
سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن فأرة وقعت في سمن فماتت، فقال:"إن كان جامدًا فخُذُوها وما حولها ثم كُلوا ما بقي، وإن كان مائعًا فلا تأكلوه"(1).
(4902)
الحديث التاسع والستون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا معمر قال: أخبرني يحيى بن أبي كثير عن ضَمْضَم عن أبي هريرة قال:
أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقتل الأسودَين في الصلاة.
فقلتُ ليحيى: ما يعني بالأسودين؟ قال: الحيّة والعقرب (2).
(4903)
الحديث السبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحباب عن ابن ثوبان قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الفضل الهاشمي عن عبد الرحمن عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه توضّأ مَرَّتين مَرَّتين (2).
(4904)
الحديث الحادي والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "واللَّه لا يؤمنُ، واللَّه لا يؤمنُ، واللَّه لا يؤمنُ". قالوا: ومن
(1) المسند 12/ 100 (7177) وهو حديث صحيح، رجاله ثقات. ولكن في إسناده مقالًا، فصّل الكلام فيه محقّقو المسند.
(2)
المسند 12/ 102 (7178)، ورجاله ثقات. ومن طرق عن معمر أخرجه النسائي 3/ 10، وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 256، والمحقّقون.
(3)
المسند 13/ 261 (7877)، ورجاله ثقات، عدا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، روي له أصحاب السنن صدوق يخطىء. ومن طريق زيد أخرجه الترمذي 1/ 62 (43) وقال: غريب، وهذا إسناد حسن صحيح. وأبو داود 1/ 34 (136)، وصحّحه الحاكم 1/ 150 والذهبي، وابن حبّان 3/ 373 (1094). وصحّحه محقّقو المسند لغيره، وقال الألباني: حسن صحيح.
ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: "جارٌ لا يأمنُ جارُه بوائقه". قالوا: يا رسول اللَّه، وما بوائقه؟ قال:"شرّه".
أخرجاه (1).
(4905)
الحديث الثاني والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أيوب بن النجّار عن طيّب بن محمد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال:
لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مخنّثي الرجال الذين يتشبّهون بالنساء، والمترجّلات من النساء المتشبّهات بالرجال، والمُتَبَتِّلين من الرّجال، الذين يقولون: لا نتزوّجُ، والمتبتّلات من النساء، اللاتي يقلن ذلك، وراكب الفلاة وحده" فاشتدّ ذلك على أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى استبان ذلك في وجوههم، وقال: "والبائت وحده" (2).
(4906)
الحديث الثالث والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرغِّبُ في قيام رمضان، من غير أن يأمرَهم بعزيمة، فيقول:"من قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه".
أخرجاه (3).
(4907)
الحديث الرابع والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني حَيوةُ عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد اللَّه مولى شدّاد بن الهاد أنّه سمع أبا هريرة يقول:
(1) المسند 13/ 261 (7878). وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة 1/ 68 (46)، وأخرجه البخاري تعليقًا 10/ 443 (6016) بعد حديث أبي شريح الكعبي: وقال حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وأبو بكر بن عيّاش وشعيب بن إسحق عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة. وينظر الفتح. وليس عند البخاري ومسلم تفسير البوائق.
(2)
المسند 13/ 271 (7891). وفي حاشية المخطوطة نقل عن الذهبي: أن طيّب بن محمد لا يعرف، وله ما ينكر. . . وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده، وصحّحوا الحديث دون "راكب الفلاة، والبائت وحده". وينظر 13/ 245 (7855) والتعليق عليه.
(3)
المسند 13/ 198 (7787)، ومسلم 1/ 523 (759)، ومن طريق الزهري أخرج البخاري المرفوع منه 4/ 25 (2008). وينظر أطرافه 1/ 91 (35).
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من سمع رجلًا يُنْشدُ في المسجد ضالّةٌ فليقل: لا أدّاها اللَّه إليك، فإن المساجد لم تُبْنَ لذلك"(1).
(4908)
الحديث الخامس والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسانُ انقطعَ عنه عملُه إلّا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علمٍ يُنتفعُ به، أو ولدٍ صالح يدعو له".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4909)
الحديث السادس والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أحمد بن صالح قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يقبِضُ اللَّهُ الأرضَ يومَ القيامة، ويطوي السماءَ بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ ".
أخرجاه (3).
(4910)
الحديث السابع والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا عبد الملك بن قدامة الجُمَحيُّ عن إسحق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمنافقين علاماتٍ يُعرفون بها، تحيَّتُهم لعنةٌ، وطعامُهم نُهْبةٌ، وغنيمتُهم غُلولٌ، ولا يقرَبون المساجد إلا هَجرًا، ولا يأتونَ الصلاة إلا دُبُرًا،
(1) المسند 15/ 270 (9457). والحديث في مسلم -وإن لم يُنَبّه عليه- من طريق ابن وهب 1/ 397 (568). وهارون بن معروف، ثقة من رجال الشيخين.
(2)
المسند 14/ 438 (8844)، ومسلم 3/ 1255 (1631) والبخاري في المفرد 1/ 23 (38) من طريق إسماعيل بن جعفر. وسليمان ثقة متابع.
(3)
البخاري 13/ 367 (7382). ومن طريق ابن وهب في مسلم 4/ 2148 (2787)، ومن طريق يونس في المسند 14/ 451 (8863).
مستكبرين، ولا يألفون ولا يُؤلفون، خُشُبٌ بالليل، صُخُبٌ بالنهار" (1).
(4911)
الحديث الثامن والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همّام عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال:
قلت: يا رسول اللَّه، إذا رأيْتُكَ طابَت نفسي وقَرَّت عيني، فأنْبِئْني عن كلّ شيءٍ فقال:"كلُّ شيء خُلِقَ من ماء" قال: قلت: أنبِئْني من أمر إذا أخذْتُ به دخلْت الجنّة، قال:"أفْشِ السلام، وأطعِمِ الطَّعام، وصلِ الأرحام، وقُمْ بالليل والنّاس نيام، ثم ادخل الجنَّةَ بسلام"(2).
(4912)
الحديث التاسع والسبعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهلُ الجَنّةِ الجنّةَ جُرْدًا، مُرْدًا، بيضًا، جِعادًا، مُكَحَّلين، أبناء ثلاث وثلاثين سنة، على خلق آدم، ستّون ذراعًا في عرض سبع أذرع"(3).
(4913)
الحديث الثمانون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عِسْل بن سفيان عن عطاء عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه نهى عن السَّدْل في الصلاة (4).
(1) المسند 13/ 302 (7926). قال الهيثمي 1/ 112 بعد أن نسبه لأحمد والبزّار: وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثّقه يحيى بن معين وغيره، وضعّفه الدارقطني وغيره. وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف عبد الملك، وجهالة إسحق.
(2)
المسند 13/ 314 (7932). وأبو ميمونة، ثقة روي له أصحاب السنن. التقريب 8/ 771. وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم ووافقه الذهبي 4/ 160. وصحّحه ابن حبّان من طريق همّام 6/ 299 (2559). والهيثمي - المجمع 5/ 19.
(3)
المسند 13/ 315 (7933)، وفي إسناده علي بن زيد، ابن جُدعان، ضعيف. وحسّن المحقّقون الحديث بطرقه وشواهده، دون "في عرض سبع أذرع" وينظر الترغيب 4/ 401 (5446).
(4)
المسند 13/ 316 (7934)، والترمذي 2/ 217 (378) من طريق حمّاد. قال الترمذي: لا نعرفه من حديث عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا إلّا من حديث عسل بن سفيان. ومن طريق سليمان الأحول وعسل عن عطاء في أبي داود 1/ 104 (643) ومن طريق سليمان عن عطاء صحّحه ابن خزيمة 2/ 60 (918) وصحّح ابن حبّان الحديث 6/ 67 (2289) من طريق حمّاد. وعِسْل ضعيف - التقريب 1/ 400. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده. وحسّنه الألباني. وسيتكرّر الحديث (680).
أما السّدل فهو إرسال الثوب، واختلف العلماء في كيفيته، وقد جمع محقّقو المسند وابن حبّان الأقوال فيه.
(4914)
الحديث الحادي والثمانون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الأرواحُ جُنودٌ مُجَنّدة، فما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اختلف".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4915)
الحديث الثاني والثمانون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن قتادة عن النّضر بن أنس عن بشير بن نَهيك عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة يجرُّ أحدَ شِقَّيه ساقطًا - أو مائلًا" شكّ يزيد (2).
(4916)
الحديث الثالث والثمانون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج الدّابّة ومعها عصا موسى وخاتمُ سليمان، فتَخْطِمُ الكافرَ بالخاتم، وتجلو وجهَ المؤمن بالعصا، حتى إنّ أهل الخِوان ليجتمعون على خوانهم فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر"(3).
(4917)
الحديث الرابع والثمانون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا جرير بن حازم عن غَيلان بن جرير عن أبي قيس بن رِياح عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 319 (7935). ومن طريق سهيل في مسلم 4/ 2031 (2638) ويزيد وحمّاد ثقتان.
(2)
المسند 13/ 320 (7936) وإسناده صحيح. ومن طريق همّام أخرجه أبو داود 2/ 242 (2133) والترمذي 3/ 447 (1141)، والنسائي 7/ 63، وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي 2/ 186، وصحّحه المحقّقون والألباني.
(3)
المسند 13/ 321 (7937) وعلي بن زيد، ابن جدعان، ضعيف. وبهذا الإسناد في المستدرك 4/ 485، وسكت عنه هو والذهبي. ومن طريق حمّاد أخرجه ابن ماجه 2/ 1531 (4066)، والترمذي 5/ 317 (3187) وقال: حسن غريب. وروايته "تختم" بدل "تخطم". وجعله الألباني في الضعيفة 3/ 233 (1108) وقال عنه: منكر.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات فمِيتةٌ جاهلية. ومن قاتل تحت رايةٍ عُمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لعصبيّة وينصر عصبيّة، فَقُتِلَ، فقِتلةٌ جاهلية. ومن خرج على أمّتي يضربُ بَرَّها وفاجرَها، لا يتحاشى لمؤمنها، ولا يفي لذي عَهدها، فليس مني ولسْتُ منه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
ومعنى عُمّيّة: أي أمر لا يُستبان وجهُه.
(4918)
الحديث الخامس والثمانون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كان زكريا نجّارًا".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(4919)
الحديث السادس والثمانون بعد الخمسمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه قال: حدّثني سليمان بن بلال عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال:
كُنّا جلوسًا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فأُنزل عليه سورة "الجمعة"{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] قال قائلٌ (3): من هم يا رسول اللَّه؟ فلم يُراجعه حتى سأل ثلاثًا، وفينا سلمانُ الفارسيُّ، فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدَه على سلمان ثم قال:"لو كان الإيمانُ عند الثُّريّا لنالَه رجالٌ -أو رجلٌ- من هؤلاء".
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف الأزرق قال: أخبرنا عوف عن شهر بن حَوْشب عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 326 (7944)، ومسلم 3/ 1476 (1848) من طريق جرير.
(2)
المسند 13/ 329 (7947)، ومن طريق حمّاد في مسلم 4/ 1847 (2379).
(3)
في البخاري: "قال: "قلت" وفي مسلم: "قال رجل". وفي المسند: "قال" واستدرك المحقّق [رجل].
(4)
البخاري 8/ 641 (4897)، ومسلم 4/ 1972 (2546) والمسند 15/ 237 (9406) من طريق ثور.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو كان العلم بالثُّريّا لتناوله أناسٌ من أبناء فارس"(1).
(4920)
الحديث السابع والثمانون بعد الخمسمائة: وبه عن عوف عن محمد (2) عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اطَّلَعْتُ في النّار فرأيتُ أكثرَ أهلِها النساءِ، واطّلَعْتُ في الجَنَّةُ فرأيتُ أكثر أهلها الفقراء"(3).
(4921)
الحديث الثامن والثمانون بعد الخمسمائة: (4) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال: أخبرنا ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانت نُكتْةٌ سوداء في قلبه، فإن تاب ونَزَع واستغفر صُقِلَ قلبُه، فإن زاد زادت حتى تعلوَ قلبَه، فذلك الرّانُ الذي ذَكَرَ اللَّهُ عز وجل في القرآن:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (5)[المطففين: 14].
(4922)
الحديث التاسع والثمانون بعد الخمسمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما يَجِدُ الشهيدُ من مَسّ القَتل إلا كما يَجدُ أحدُكم مَسَّ القَرصة"(6).
(1) المسند 13/ 331 (7950). وشهر بن حوشب ضعيف. ويشهد لصحّة الحديث الطريق السابق. وما رواه مسلم - السابق من طريق يزيد بن الأصمّ عن أبي هريرة: "لو كان الدين عند الثّريّا لذهب به رجل من فارس - أو من أبناء فارس حتى يتناوله" وينظر تخريج محقّقي المسند.
(2)
أثبت محقّقو المسند: "شهر بن حوشب" بدل "محمد"، وأشاروا إلى اختلاف النسخ في ذلك، وضعّفوا إسناده من أجل شهر.
(3)
المسند 13/ 333 (7951). والحديث صحيح. وقد أخرجه الشيخان عن ابن عبّاس - الجمع 2/ 62 (1054)، والبخاري وحده عن عمران بن حصين - الجمع 1/ 353 (555).
(4)
نقل في حاشية المخطوطة تعليقه عن المزّي في "الأطراف" على هذا الحديث.
(5)
المسند 13/ 333 (7952). ورجاله ثقات، ومحمد بن عجلان صدوق. ومن طرق عن ابن عجلان أخرجه ابن ماجه 2/ 1418 (4244)، والترمذي 5/ 204 (3334)، وقال: حسن صحيح، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 2/ 517، ووافقه الذهبي، وحسّنه الألباني.
(6)
المسند 13/ 334 (7953) وإسناده كسابقه. وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 2/ 937 (2802)، والترمذي 4/ 163 (1668)، وقال: حسن صحيح غريب، وصحّحه ابن حبّان 10/ 512 (4655)، وأخرجه النسائي من طريق ابن عجلان 6/ 36. وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 649 (690).
(4923)
الحديث التسعون بعد الخمسمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدِّينُ النَّصيحة" ثلاث مرّات. قيل: يا رسول اللَّه، لمن؟ قال:"للَّه ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين"(1).
(4924)
الحديث الحادي والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن ابن عون عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حَوشب عن أبي هريرة قال:
ذُكر الشهيد عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تَجِفُّ الأرضُ من دم الشهيد حتى يَبْتَدِرَه زوجتاه، كأنّهما ظئران أضلّتا فصيلَهما ببَراحٍ (2) من الأرض، بيد كلّ واحدة منهما حلَةٌ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها"(3).
(4925)
الحديث الثاني والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن محمد بن واسع عن شُتَير بن نهار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ حُسْنَ الظَّنِّ من حُسن العِبادة"(4).
(4926)
الحديث الثالث والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا سفيان بن عُينية عن ابن مُحَيْصِن سمع محمد بن قيس بن مَخرمة يحدّث عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 335 (7954)، والترمذي 4/ 286 (1926) وزاد:"وعامّتهم" وقال: حسن صحيح. وفي الباب عن ابن عمر وتميم الداري. . . ومن طريق ابن عجلان في النسائي 7/ 157. وقد صح الحديث عن تميم الداري عند مسلم 1/ 74 (55). وقال الألباني عن حديث أبي هريرة، بعد أن صحّح الحديث في الإرواء 1/ 62 (26): رجاله ثقات، لكن أشار أبو نعيم إلى شذوذه. وقال محقّقو المسند: متن الحديث صحيح، وقد تكلم بعض أهل العلم على الاختلاف الذي وقع في إسناده. . . ونقلوا كلامًا طويلًا فيه.
(2)
ويروى "أظلّتا". والظئر: المرضعة غير ولدها. والفصيل: الرضيع. والبراح: المتّسع من الأرض.
(3)
المسند: 13/ 337 (7955). وضعّفوا إسناده لضعف شهر وجهالة هلال. وهو في ابن ماجه 2/ 935 (2798) قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف هلال، وقال عنه الألباني: ضعيف جدًّا.
(4)
المسند 13/ 338 (7956)، ومن طريق حمّاد أخرجه أبو داود 4/ 298 (4993)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 399 (631)، والحاكم والذهبي 4/ 241 على شرط مسلم، ووهّمها الألباني ومحقّقو المسند، وضعّفوا الحديث - الضعيفة 7/ 140 (3150).
لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] بلغت من المسلمين مَبلغًا شديدًا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قاربوا وسدِّدوا، ففي كلِّ ما يُصابُ به المسلمُ كفّارة، حتى النكبةِ يُنْكَبُها أو الشوكة يُشاكها".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4927)
الحديث الرابع والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعْتُ عاصم بن عُبيد اللَّه من آل عمر يحدّث عن عُبيد مولى لأبي رُهم عن أبي هريرة:
أنّه لقي امرأة فوجد منها ريحًا طيبة (2)، فقال لها أبو هريرة: المسجدَ تريدين؟ قالت: نعم، قال: وله تطيَّبْتِ؟ قالت: نعم. قال أبو هريرة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من امرأة تطيّبت للمسجد فيقبلُ اللَّه لها صلاةً حتى تغتسلَ منه اغتسالَها من الجنابة" فاذهبي فاغتسلي (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا أبو عَلْقمة الفَرْويّ قال: حدّثنا يزيد بن خُصَيفة عن بُسر بن سعيد قال: قال أبو هريرة:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّما امرأةٍ أصابت بَخورًا فلا تَشْهَدَن عشاء الآخرة"(3).
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4928)
الحديث الخامس والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال: حدّثني أبو سلمة عن أبي هريرة:
(1) مسلم 4/ 1993 (2573) وقد سبق أن ذكر المؤلّف هذا الحديث تحت (الحديث السادس والتسعون بعد الأربعمائة) وأعاده هنا سهوًا! .
(2)
في المسند "ريح إعصار طيبة".
(3)
المسند 13/ 339 (7959)، ومن طريق عاصم في ابن ماجه 2/ 1326 (4002)، وعن شريك عن عاصم في أبي يعلى 11/ 366 (6479) وضعّف المحقّقون إسناده، وقال محقّقو المسند: حديث محتمل للتحسين. وقد صحّح الألباني الحديث في الصحيحة 3/ 27 (1031).
(4)
المسند 13/ 405 (8035)، ومن طريق عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن أبي فروة -وهو أبو علقمة- أخرجه مسلم 1/ 328 (444). وأبو عامر، عبد الملك بن عمرو العقدي من رجال الشيخين.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمنعوا إماءَ اللَّهِ مساجدَ اللَّه، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلات"(1).
(4929)
الحديث السادس والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن فرات قال: سمعت أبا حازم قال: قاعَدْتُ أبا هريرة خمس سنين، فسمعْتَه يحدّث:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ بني إسرائيل كانت تسوسُهم الأنبياء، كلَّما هلك نبيٌّ خلَفَه نبيٌّ، وإنَّه لا نبيّ بعدي. إنّه سيكون خُلَفاء فيكثُرون" قالوا: فما تأمُرنا؟ قال: "فُوا ببيعة الأوّل فالأوَّل، وأعطوهم حقَّهم الذي جعلَ اللَّهُ لهم، وإن اللَّهَ سائِلُهم عمَّا استرعاهم".
أخرجاه (2).
(4930)
الحديث السابع والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حبيب عن عطاء عن ابن ماهَك عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ جِدُّهُنّ جِدٌّ وَهَزْلهنّ جِدّ: النِّكاح، والطَّلاق، والرَّجعة"(3).
(4931)
الحديث الثامن والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن داود بن فراهيج قال: سمعتُ أبا هريرة يقول:
(1) المسند 15/ 405 (9645) ورجاله ثقات. محمد بن عمرو بن علقمة صدوق. والحديث صحيح. وبهذا الإسناد صحّحه ابن حبّان 5/ 292 (2214). وأخرجه أبو داود 1/ 155 (565) من طريق محمد بن عمرو، ومن طريقه صحّحه ابن خزيمة 3/ 90 (1679) وحسّنه الألباني والمحقّقون.
وقد صحّ عن ابن عمر في الصحيحين عدم منع النساء من الخروج إلى المساجد - الجمع 2/ 152 (1258) والمنع عن التعطّر والتطيّب ورد في الحديث السابق لهذا الحديث.
(2)
المسند 13/ 340 (7960)، والبخاري 6/ 495 (3455)، ومسلم 3/ 1471 (1842).
(3)
الترمذي 3/ 490 (1184) وقال: حسن غريب. والعمل على هذا عند أهل العلم. . ومن طريق حاتم بن إسماعيل أخرجه ابن ماجه 1/ 658 (2039)، وأخرجه أبو داود من طريق عبد الرحمن بن حبيب. ومن طريق عبد الرحمن صحّحه الحاكم 2/ 197 قائلًا: هذا حديث صحيح الإسناد، وعبد الرحمن بن حبيب هذا هو ابن أردك، من ثقات المدنيّين، ولم يُخرجاه. قال الذهبي: فيه لين. وقد حسّن الألباني الحديث، وفصّل الكلام فيه في الإرواء 6/ 224 (1826).
ما كان لنا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طعامٌ إلّا الأسودين: التمر والماء (1).
(4932)
الحديث التاسع والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا شعبة عن أبي بَلْج يحيى بن أبي سُلَيم قال: سمعْت عمرو بن ميمون عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن سرَّه أن يَجِدَ طعمَ الإيمان فلْيُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلّا للَّه عز وجل"(2).
(4933)
الحديث الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ عفريتًا من الجنّ تَفَلّتَ عليَّ البارحة لِيَقْطَعَ عليّ صلاتي، فأمكنَني اللَّه عز وجل منه فذَعَتُّه، وأَرَدْتُ أن أربِطَه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تُصبحوا فتنظروا إليه كلُّكم أجمعون، فذكرتُ دعوة أخي سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35] فردَدْتُه خاسئًا".
أخرجاه (3).
ومعنى ذَعَتُّه: خَنَقْتُه.
(4934)
الحديث الحادي بعد الستمائة: وبه:
(1) المسند 13/ 342 (7962)، وصحيح ابن حبّان 13/ 121 (5805). وداود مختلف فيه، وسائر رجاله ثقات، وحسّن المحقّقون إسناد الحديث، وصحّحوه لغيره.
وروي الحديث في ابن حبّان 2/ 478 (683) من طريق شعبة، وفيه:"إلا الأسودان"، وهي وجه.
(2)
المسند 13/ 346 (7967) ورجاله رجال الصحيح عدا أبا بلج، روي له أصحاب السنن، قال عنه ابن حجر، التقريب 2/ 702: صدوق، ربما أخطأ. وقد أخرجه الحاكم من طريق شعبة 1/ 3 وقال: هذا حديث لم يخرج في الصحيحين، وقد احتجا جميعًا بعمرو بن ميمون عن أبي هريرة، واحتجّ مسلم بأبي بلج، وهو حديث صحيح لا يُحفظ له علّة. قال الذهبي عن أبي بلج: لا يُحتجّ به، وقد وُثّق، وقال البخاري: فيه نظر.
وقد روى الشيخان عن أنس: "ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة (طعم) الإيمان" منها: "أن يحبّ المرءَ لا يُحبّه إلا للَّه" الجمع 2/ 552 (1909)
(3)
المسند 13/ 349 (7969)، والبخاري 1/ 554 (461)، ومسلم 1/ 384 (541).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي لأرجو إنّ طال بي عُمُرٌ أن ألقى عيسى ابن مريم، فإن عَجِلَ بي موتٌ فمن لَقِيَه منكم فَلْيُقْرِئه منّي السلام"(1).
(4935)
الحديث الثاني بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن عبّاس الجُشَمي عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ سورةً من القرآن ثلاثون آية شَفَعَت لرجلٍ حتى غُفِر له، وهي:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (2).
(4936)
الحديث الثالث بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن مُغيرة عن الشَّعبي عن مُحَرَّر بن أبي هريرة عن أبيه قال:
كنتُ مع عليّ بن أبي طالب حين بعثَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى مكّة بـ (براءة)، كنّا (3) ننادي: أنّه لا يدخل الجنَّةَ إلا مؤمن، ولا يطوفُ بالبيت عُريان، ومَن كان بينه وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عهدٌ فإن أجلَه - أو أمَدَه إلى أربعة أشهر، فإذا مَضَتْ الأربعة الأشهر فإنّ اللَّه بريءٌ من المشركين، ورسولُه. ولا يَحُجُّ هذا البيتَ بعد العام مشرك. قال: وكنتُ أنادي حتى صَحِل صوتي (4).
يعني انقطعت حدّة الصوت.
(1) المسند 13/ 350 (7970) وإسناده صحيح، قال الهيثمي في المجمع 8/ 8: رواه أحمد بإسنادين: مرفوع وهو هذا، وموقوف، ورجالهما رجال الصحيح. والموقوف في المسند بعد الحديث السابق: حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة. . .
(2)
المسند 13/ 353 (7975). ورجاله رجال الصحيح، عدا عباس الجشمي، مقبول، روي له أصحاب السنن. التقريب 1/ 278.
وقد روى الحاكم الحديث من طريق الإمام أحمد بن حنبل 1/ 565، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. ومن طريق محمد بن جعفر أخرجه الترمذي 5/ 151 (2891) وقال: حسن. ومن طريق شعبة أخرجه أبو داود 2/ 57 (1400)، وابن ماجه 2/ 1244 (3786)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 67 (787). وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(3)
في المسند: فقال: ما كنتم تُنادون؟ قال: كنّا. . .
(4)
المسند 13/ 356 (7977). وبهذا الإسناد في النسائي 5/ 234. ومن طريق المغيرة صحّحه ابن حبّان 9/ 128 (3820)، ومن طريق الشعبي صحّح الحاكم إسناده 2/ 331 ووافقه الذهبي. وقد صحّحه الألباني في الإرواء 4/ 301 (1101). ولكى محقّقي المسند تحدّثوا عن الغرابة في متنه. وينظر تفسير أول "التوبة" في كتب التفسير.
(4937)
الحديث الرابع بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عُيينة قال: حدّثنا يزيد بن كَيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
خطب رجلٌ امرأةً من الأنصار، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"انْظُرْ إليها، فإنّ في أعين الأنصار شيئًا"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثني يحيى بن مَعين قال: حدّثنا مروان بن معاوية الفَرازيّ قال: حدّثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجْتُ امرأة من الأنصار. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "هل نظرتَ إليها؟ فإن هي أعين الأنصار شيئًا" قال: قد نظرْتُ إليها. قال: "على كم تَزَوّجْتَها؟ " قال: على أربع أواقٍ. فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: "على أربع أواقٍ! كأنما تَنْحِتون الفضّةَ من عُرْض هذا الجبل. ما عندنا ما نُعطيك، ولكن عسى أن نبعثَك في بعثٍ فتصيبَ منه". قال: فبعث بعثًا إلى بني عَبس، فبعث ذلك الرجلَ فيهم (2).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم.
(4938)
الحديث الخامس بعد الستمائة: حدّثنا مُعاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن أبي هريرة:
أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تقطعُ الصلاةَ المرأةُ والكلبُ والحمارُ".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4939)
الحديث السادس بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أنس بن عياض قال: حدّثني يزيد بن عبد الملك بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتِيَ برجلٍ قد شرب، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اضربوه" قال: فمنّا
(1) المسند 13/ 235 (7842)، ومسلم 2/ 1040 (1424).
(2)
مسلم - السابق.
(3)
المسند 13/ 361 (7983). ومسلم 1/ 365 (511) من طريق يزيد بن الأصم عن أبي هريرة. وفيه زيادة: "ويقي ذلك مثلُ مُؤخرة الرَّحل" وينظر التعليق الطويل لمحقّقي المسند على الحديث.
الضاربُ بيده، والضّارب بنعلَيه، والضارب بثوبه. فلمّا انصرفَ قال بعضُ القوم: أخزاكَ اللَّهُ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تقولوا هكذا، ولا تُعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا: رَحِمَك اللَّه".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(4940)
الحديث السابع بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أنس بن عياض عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من صامَ يومًا في سبيل اللَّه زَحْزَحَ اللَّهُ وجهَه عن النّار بذلك سبعين خريفًا"(2).
(4941)
الحديث الثامن بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعْتُ العلاء بن الرحمن يحدِّث عن أبيه عن أبي هريرة قال:
أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، إنّ لي قرابةً، أصِلُهم ويقطعوني، وأُحْسِنُ إليهم ويُسيئون إليّ، وأَحْلُمُ عنهم ويجهلون عليّ. قال:"إن كُنْتَ كما تقول فكأنّما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من اللَّه ظهيرٌ عليهم ما دُمْتُ على ذلك".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4942)
الحديث التاسع بعد الستمائة: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه أتى المقبرة، فسلَّمَ على أهل المقبرة، فقال:"سلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وانَّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون" ثم قال: "وَدِدْتُ أنّي قد رأيت إخواننا". قالوا: يا رسول اللَّه، ألَسْنا بإخوانك "؟ قال:"بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعدُ، وأنا فَرَطُكم على الحوض".
(1) المسند 13/ 365 (7985)، والبخاري 12/ 66 (6777).
(2)
المسند 13/ 370 (7990)، وإسناده صحيح، سهيل من رجال مسلم، وبقيّتهم من رجال الشيخين. وبهذا الإسناد أخرجه النسائي 4/ 172.
ويشهد لصحة الحديث ما رواه الشيخان عن أبي سعيد - الجمع 2/ 453 (1771).
(3)
المسند 13/ 372 (7992)، ومسلم 4/ 1982 (2558).
وتُسفّهم الملّ: تطعمهم الرّماد الحارّ.
قالوا: يا رسول اللَّه، كيف تعرف من لم يأت من أُمّتك بعدُ؟ قال:"أرأيتَ لو أنّ رجلًا كانت له خيلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بين ظَهْرانَي خيلٍ بُهْمٍ دهْم (1)، ألم يكن يعرفها؟ " قالوا: بلى، قال:"فإنّهم يأتوني يومَ القيامة غُرًّا محجّلين (2) من أثر الوضوء، وأنا فَرَطُهم على الحوض" ثم قال: "ألا ليُذادَنّ رجالٌ منكم عن حوضي كما يُذادُ البعيرُ الضالّ، أُناديهم: ألا هَلُمَّ، فيُقال: إنّهم بدّلوا بعدك، فأقول: سُحْقًا سُحْقًا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
فإن قيل: كيف سمّى المتأخّرين عن أصحابه إخوانًا، والإخوان أخصُّ من الأصحاب؟ فالجواب أن الإشارة إلى العلماء والحافظين لشرعه عند خلوّ الزمان عن مثلهم، فهم في النيابة عنه كالقائمين مقام الأنبياء (4).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن محمد بن زياد قال: سمعتُ أبا هريرة يحدّث:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي محمدٍ بيده، لأذودَنّ رجالًا منكم كما تُذادُ الإبلُ الغريبة عن الحوض".
أخرجاه (5).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاريّ قال: حدّثني إبراهيم بن المنذر قال: حدّثنا محمد بن فُلَيح قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا قائم (6) إذا زمرةٌ، حتى إذا عَرَفْتُهم خرجَ رجلٌ بيني
(1) البهم الدهم: السود.
(2)
الغُرّ: البيض. والمحجّل من الدوابّ: الذي قوائمه بيض.
(3)
المسند 13/ 373 (7993)، ومسلم 1/ 218 (249) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن.
(4)
ينظر الكشف 3/ 447.
(5)
المسند 13/ 347 (7968)، والبخاري 5/ 43 (2367)، ومن طريق شعبة في مسلم 4/ 1800 (2302).
(6)
ويروى: "نائم" وجعل ابن حجر هذه الرواية أوجه.
وبينهم فقال: هلمّ، فقلت: إلى أين؟ قال: إلى النّار واللَّه، قلت: وما شأنُهم؟ قال: ارتدُّوا بعدك على أدبارهم القَهْقَهرَى. ثم إذا زمرةٌ حتى إذا عَرَفْتُهم خرجَ من بيني وبينهم فقال: هَلُمَّ، قلت: إلى أين؟ قال: إلى النّار، واللَّه. قلت: ما شأنهم؟ قال: إنّهم ارتدُّوا بعدَك على أدبارهم القَهقَرى. فلا أراه يَخْلُصُ منهم إلا مثلُ هَمَلِ النَّعَم" (1).
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(4943)
الحديث العاشر بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن منصور عن أبي عثمان عن أبي هريرة قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُنْزَع الرّحمةُ إلّا من شَقِيّ"(3).
(4944)
الحديث الحادي عشر بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي بشر عن شَهر بن حَوشب عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "الكَمْأَةُ من المَنِّ، وماؤها شِفاءٌ للعين، والعَجوة من الجنّة، وماؤها شفاءٌ من السُّمّ"(4).
(4945)
الحديث الثاني عشر بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي زياد الطّحّان قال: سمعتُ أبا هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه رأى رجلًا يشربُ قائمًا، فقال له:"قِهْ" قال: لِمَه؟ قال: "أَيَسُرُّك أن يشربَ معك الهِرُّ؟ " قال: لا، قال:"فإنّه معك مَن هو شرٌّ منه، الشيطان"(5).
(1) هَمَل النَعم: الإبل بلا راع.
(2)
البخاري 11/ 465 (6587).
(3)
المسند 13/ 378 (8001). ورجاله ثقات عدا أبا عثمان التّبّان مولى المغيرة، مقبول. التقريب 2/ 745. ومن طريق شعبة أخرج الحديث البخاري في الأدب 1/ 194 (374)، وأبو داود 4/ 286 (4942)، والترمذي 4/ 285 (1923)، وأبو يعلى 11/ 526 (6141)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 209 (462)، ومن طريق منصور صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 248. وحسّن الألباني والمحقّقون الحديث.
(4)
المسند 13/ 379 (8002)، وأبو يعلى 11/ 285 (6390) من طريق أبي بشر، وحسّن المحقّقون الحديث وضعّفوا إسناده لضعف شهر، وتحدّثوا عن طرقه وشواهده.
(5)
المسند 13/ 381 (8003)، وأبو زياد الطحّان، من رجال التعجيل 486، وثّقه ابن معين. وأخرج الحديث الطحاوي 5/ 347 (2102) من طريق شعبة. وقال الهيثمي 5/ 82: رجال أحمد ثقات. وقد صحّح إسناده محقّق المشكل، ولم يحكموا عليه في المسند، ونقلوا الخلاف في أبي زياد.
(4946)
الحديث الثالث عشر بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي التَّيّاح قال: سمعْت أبا زُرعة يحدّث عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُهْلِكُ أمّتي هذا الحيُّ من قريش" قالوا: فما تأمرُنا يا رسول اللَّه؟ قال: "لو أن النّاس اعتزَلُوهم"(1).
قال عبد اللَّه: قال أبي في مرضه الذي مات فيه: اضْرِبْ على هذا الحديث، فإنّه خلاف الأحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. يعني قوله:"اسمعوا وأطيعوا واصْبِروا"(2).
أخرجاه جميعًا.
وفي لفظ: "هلاك أمّتي على يدي أُغَيْلمة من قريش" قال أبو هريرة: إن شئتُ أن أسميَهم بني فلان وبني فلان (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصَّمَد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم ابن بَهدلة عن يزيد بن شريك: أن الضحّاك بن قيس أرسل معه إلى مروان بكسوةٍ، فقال مروان: انظروا من تَرَون بالباب فقالوا: أبو هريرة، فأَذِنَ له، فقال: يا أبا هريرة، حدِّثْنا بشيءٍ سَمِعْتَه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:
سَمِعْته يقول: "لَيَتَمَنَّيَنَّ أقوامٌ وَلُوا هذا الأمرَ أنَّهم خَرُّوا من الثُّرَيّا، وأنّهم لَم يَلُوا شيئًا".
قال: زِدْنا يا أبا هريرة. قال: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يجري هلاكُ هذه الأمّة على يَدَي أُغَيْلِمة من قريش"(4).
(4947)
الحديث الرابع عشر بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا مالك عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن عن ابن حُنين عن أبي هريرة:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال. "وَجَبَت" قالوا: يا رسول
(1) المسند 1/ 381 (8005)، ومن طريق شعبة في البخاري 6/ 612 (3604)، ومسلم 4/ 2236 (2917).
(2)
المسند 13/ 383، وينظر الكشف 3/ 471، والمصادر فيه.
(3)
البخاري 13/ 9 (7058).
(4)
المسند 16/ 430 (10737) وحسّنه المحقّقون. وينظر 14/ 479 (8901).
اللَّه، ما "وَجَبتَ"؟ قال:"وَجَبَت له الجنّة"(1).
(4948)
الحديث الخامس عشر بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي سِنان عن أبي صالح الحنفيّ عن أبي سعيد وأبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّهَ عز وجل اصطفى من الكلام أربعًا: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلّا اللَّه، واللَّه أكبر. فمن قال: سبحان اللَّه، كتب اللَّهُ عز وجل له عشرين حسنة، أو حَطّ عنه عشرين سيّئة، ومن قال: اللَّه أكبر، فمثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا اللَّه فمثل ذلك، ومن قال: الحمد للَّه ربّ العالمين، من قبَلِ نفسه كُتبَت له ثلاثون حسنة، أو حُطّ عنه ثلاثون سيئة"(2).
(4949)
الحديث السادس عشر بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ (3) قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا محمد بن زياد قال: سمعتُ أبا هريرة يقول:
سمعتُ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "عَجِبَ ربُّنا عز وجل من قومٍ يُقادون إلى الجنّة بالسلاسل".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(4950)
الحديث السابع عشر بعد الستمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 386 (8011). ورجاله ثقات. وأخرجه من طريق مالك النسائي 2/ 171، والترمذي 5/ 154 (2897) وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلّا من حديث مالك بن أنس. وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(2)
المسند 13/ 387 (8012). قال الهيثمي 10/ 90: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 1/ 512، ووافقه الذهبي. وينظر الترغيب 2/ 410 (2299).
(3)
في الأصل: "حدّثنا عفّان" والحديث في المسند عن عفّان وعبد الرحمن عن حمّاد. وقد اقتصرت النسخة المخطوطة على ذكر عفّان وحده، ثم جاء الحديثان بعده "وبه" مع أنّ اللذين بعده عن عبد الرحمن. ولذا غيّرتها.
(4)
المسند 13/ 388 (8013). وإسناده صحيح على شرط مسلم، حمّاد بن سلمة من رجاله. وقد أخرج الحديث البخاري من طريق شعبة عن محمد بن زياد 6/ 145 (3010). وقريب منه عن أبي حازم عن أبي هريرة 8/ 224 (4557).
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بطعام من غير أهله سألَ عنه، فإن قيل: هَديّة، أكل، وإن قيل: صدقة، قال:"كلوا"، ولم يأكل.
أخرجاه (1).
(4951)
الحديث الثامن عشر بعد الستمائة: وبه:
قال صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ سبعون ألفًا من أمّتي الجنّة بغير حساب". فقال رجل: ادْع اللَّه أن يجعلَني منهم. قال: "اللهمّ اجعَلْه منهم" ثم قام آخر فقال: ادْعُ اللَّهَ أن يجعلَني منهم. فقال: "سَبَقَك بها عُكاشة".
أخرجاه (2).
(4952)
الحديث التاسع عشر بعد الستمائة: حدّثتا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا زهير بن محمد الخُراسانيّ قال: حدّثنا موسى بن وَردان عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المرءُ على دينِ خَليله، فَلْيَنْظُرْ أحدُكم من يُخالِل"(3).
(4953)
الحديث العشرون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "هل تَدرون من المُفْلِسُ؟ " قالوا: المُفِلسُ فينا يا رسول من لا درهَم له ولا متاعَ؟ قال: "إنّ المُفْلِس من أُمّتي من يأتي يومَ القيامة بصيام وصلاةٍ وزكاة، ويأتي قد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مال هذا، فيقعدُ فيُقَصُّ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، وإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضى ما عليه من الخطايا أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَت عليه ثم طُرِح في النّار".
(1) المسند 12/ 389 (8014) عن عبد الرحمن عن حمّاد. وهو في 15/ 150 (9264) عن عفّان عن حمّاد. وإسناده كسابقه. وهو في البخاري 5/ 203 (2576)، ومسلم 2/ 756 (1077)، كلاهما من طريق محمد ابن زياد.
(2)
المسند 13/ 390 (8016) عن عبد الرحمن عن حمّاد، ومسلم 1/ 197 (216) من طريق محمد بن زياد. وأخرجه البخاري 10/ 276 (5811) بإسناده عن سعيد بن المسّيب عن أبي هريرة به.
(3)
المسند 13/ 398 (8028) عن عبد الرحمن بن مهدي ومؤمل. ومن طريق زهير بن محمد أخرجه أبو داود 4/ 259 (4833)، والترمذي 4/ 509 (2378) وقال الترمذي: حسن غريب. وجوّد المحقّقون إسناده وحسّنه الألباني، لأن موسى صدوق، روى له أصحاب السنن.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4954)
الحديث الحادي والعشرون بعد الستمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بادِروا بالأعمال فِتَنًا كقِطَع الليل المُظلم، يُصْبِحُ الرّجلُ مؤمنًا ويُمْسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيعُ دينَه بَعَرضٍ من الدُّنيا قليل"(2).
(4955)
الحديث الثاني والعشرون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال [حدّثنا حمّاد قال](3) حدّثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، فإن الشيطانَ يَفِرُّ من البيت الذي يَسمع سورةَ البقرة تُقرأُ فيه".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(4956)
الحديث الثالث والعشرون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا منصور بن سلَمة قال: أخبرنا سُليمان بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال سِتًّا: طلوعَ الشمس من مغربها، والدّجّال، والدُّخان، والدّابّة، وخاصّة أحدكم، وأمر العامّة".
أخرجاه (5).
(4957)
الحديث الرابع والعشرون بعد الستمائة: وبه عن أبي هريرة:
(1) المسند 13/ 399 (8029). ومن طريق العلاء في مسلم 4/ 1997 (2581) وابن مهدي وزهير بن محمد ثقتان.
(2)
المسند 13/ 400 (8030). وإسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه. ومن طريق العلاء بن عبد الرحمن أخرجه مسلم 1/ 110 (118) ولم يُنبّه عليه.
(3)
ما بين المعقوفين من المسند.
(4)
المسند 14/ 160 (8443)، ومسلم 1/ 539 (780) من طريق سهيل. وحمّاد بن سلمة وعبد الصمد بن عبد الوارث ثقتان.
(5)
المسند 14/ 162 (8446). ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق العلاء أخرجه مسلم 4/ 2267 (2497) أما البخاري فلم يخرج عن أبي هريرة من هذا الحديث إلّا "طلوع الشمس من مغربها" ولكن الحميدي جعل هذا الحديث من المتّفق عليه، لاتّفاق الشيخين على بعض ألفاظه، وانفراد مسلم بروايات كثيرة له - الجمع 3/ 176 (2402).
أن رجلًا جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: سَعِّرْ، فقال:"إنّ اللَّه يَخْفضُ ويرفَعُ، ولكنّي أرجو أن ألقى اللَّه عز وجل وليس لأحدٍ عندي مَظْلمة"(1).
(4958)
الحديث الخامس والعشرون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: حدّثنا أبو عَوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعن زوّاراتِ القُبور (2).
(4959)
الحديث السادس والعشرون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا فُليح عن سعيد بن الحارث عن أبي هريرة قال:
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيد يرجعُ في غير الطريق الذي خرج فيه.
انفرد بإخراجه البخاريّ تعليقًا (3).
(4960)
الحديث السابع والعشرون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا فُليح عن عبد اللَّه ابن عبد الرحمن عن سعيد بن يَسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تعلَّمَ علمًا ممّا يُبْتَغَى به وجهُ اللَّه، لا يتعلّمُه إلّا لِيُصيبَ به
(1) المسند 14/ 163 (8448) وإسناده صحيح كسابقه. ومن طريق سليمان أخرجه أبو داود 3/ 272 (3450) ومن طريق العلاء أخرجه أبو يعلى 11/ 401 (6521) وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(2)
المسند 14/ 164 (8449). عمر بن أبي سلمة صدوق، روى له أصحاب السنن، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق أبي عوانة أخرجه ابن ماجة 1/ 502 (1576)، والترمذي 3/ 371 (1056) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى 10/ 314 (5908)، وصحّحه ابن حبّان 7/ 452 (3178)، وحسّنه الألباني والمحقّقون.
قال الترمذي: وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخّص النبيّ صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، فلما رخّص دخِل في رخصته الرجاء والنساء. وقال بعضهم: إنما كره زيارة القبور للنساء، لقلّة صبرهنّ، وجزعهنّ.
(3)
المسند 14/ 166 (8454). وقد أخرج البخاري الحديث 2/ 472 (986) من طريق فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن جابر. ثم قال: تابعه يونس بن محمد عن فليح. وحديث جابر أصحّ. وقد روى الحميدي في الجمع 2/ 370 (1605) أن البخاري قال: . . . عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة. . . وقد فصّل الكلام في هذا ابن حجر في الفتح 2/ 473، ومحقّقو المسند. وتحدّث ابن الجوزي في الكشف 3/ 58 عن الحكمة من مخالفة الطريق يوم العيد.
عَرَضًا من الدُّنيا، لم يَجِدْ عَرْفَ الجنّة يوم القيامة" (1).
(4961)
الحديث الثامن والعشرون بعد الستمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز الدّراورديّ عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على النّاس زمانٌ يدعو الرجلُ ابنَ عمّه وقريبَه: هلُمّ إلى الرّخاء، هَلُمَّ إلى الرّخاء، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون. والذي نفسي بيده، لا يخرجُ منهم أحدٌ رغبةً عنها إلّا أخلَفَ اللَّهُ عز وجل فيها خيرًا منه. ألا إنّ المدينة كالكِير تُخرِجُ الخَبَث. لا تقومُ الساعةُ حتى تنفيَ المدينةُ شِرارَها كما ينفي الكِيرُ خَبَث الحديد".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا فُلَيح عن سعيد بن عُبيد بن السَّبّاق عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تُفتح البلادُ -أو الأمصار (3) - فيقول الرجالُ لإخوانهم: هَلُمَّ إلى الرّيف، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون. لا يصبرُ على لأوائها وشدَّتِها أحدٌ إلا كُنتُ له يومَ القيامة شهيدًا أو شفيعًا"(4).
(4962)
الحديث التاسع والعشرون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا فَزارهُ بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 14/ 169 (8457)، وابن ماجة 1/ 92 (252)، وأبو داود 3/ 323 (3664)، ومن طريق فليح في أبي يعلى 11/ 260 (6373)، وعن طريق فليح صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 1/ 85. وصحّحه ابن حبّان 1/ 279 (78). وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(2)
مسلم 2/ 1005 (1381).
(3)
في المسند "والأمصار".
(4)
المسند 14/ 170 (8458). وإسناده قوي.
وقد روى: "المدينة خبر لهم" عن سفيان بن أبي زهير عند الشيخين - الجمع 3/ 391 (2878). وروى مسلم من حديث ابن عمر وأبي سعيد وأبي هريرة: "لا يصبر على لأوائها. . . " الجمع 2/ 302، 480 (1057، 1842)، 3/ 284 (2645).
قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّه قد كان فيمن قَبلَكم من الأُمَم ناسٌ يُحَدَّثون (1)، وإنّه إن كان في أمّتي هذه منهم أحدٌ فإنّه عمر بن الخطاب".
أخرجاه (2).
(4963)
الحديث الثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا فزارة قال: أخبرني فُليح عن هلال بن عليّ عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أهلَ الجنّة ليتراءَون في الجنّة أهلَ الغُرَف كما تَرَون الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغاربَ في الأُفُق الطالع، في تفاضل الدّرجات". فقالوا: يا رسول اللَّه، أولئك النبيّون. قال:"بلى، والذي نفسي بيده، وأقوامٌ آمنوا باللَّه وصدّقوا المرسلين"(3).
(4964)
الحديث الحادي والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا فليح عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لعن اللَّه الواصلةَ والمُسْتَوْصِلةَ، والواشِمة والمُسْتَوْشِمة".
أخرجه البخاري تعليقًا (4).
(4965)
الحديث الثاني والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا فَرازة ابن عمر قال: أخبرنا فُليح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عَمرة عن أبي هريرة قال:
(1) يُحَدَّثون، ويروى: مُحَدَّثون: أي مُلْهَمون.
(2)
المسند 14/ 176 (8468). وأخرجه البخاري من طريق عبد العزيز بن عبد اللَّه ويحيى بن قَزَعة كلاهما عن إبراهيم بن سعد 6/ 512 (3469)، 7/ 42 (3689). وقد جعله الحميدي في المتّفق عليه 3/ 81 (2261) قال: أخرجه أبو مسعود في المتّفق عليه، ولم يخرجه مسلم من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، وإنما أخرجه من حديث ابن وهب عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة. ثم رواه في أفراد مسلم عن عائشة 4/ 209 (3393) وأشار إلى الخلاف فيه. وينظر الفتح 7/ 50. والحديث من طريق سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة في مسلم 4/ 1864 (2398).
(3)
المسند 14/ 178 (8471). وفي 14/ 145 (8423) من طريق أبي عامر وسُريج كلاهما عن فليح به. والحديث أخرجه الشيخان من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري - الجمع 2/ 441 (1755). وينظر تعليق محقّق المسند 14/ 146.
(4)
المسند 14/ 179 (8473). وإسناده قويّ، قال البخاريّ 10/ 374 (5933). وقال ابن أبي شيبة حدّثنا يونس بن محمد حدّثنا فليح. . . وينظر الفتح 10/ 375.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من آمنَ باللَّه ورسوله، وأقام الصلاةَ، وصام رمضانَ، فإنّ حقًّا على اللَّه عز وجل أن يُدْخِلَه الجنّة، هاجرَ في سبيل اللَّه أو جلس في أرضه التي وُلد فيها، قالوا: يا رسول اللَّه، أفلا نُنَبِّىءُ النّاسَ بذلك"؟ قال: "إنّ في الجنّة مائةَ درجَة، أعلاها للمجاهدين في سبيله، وما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألْتُمُ اللَّه عز وجل فسَلُوه الفِردَوس، فإنّها أوسطُ الجنّة وأعلاها، وفوقه عرشُ الرحمن عز وجل، ومنه تَفَجّرُ أنهارُ الجنّة"(1).
(4966)
الحديث الثالث والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث عن يزيد - يعني ابن الهاد عن عمرو بن قُهيد بن مُطَرّف الغِفاريّ عن أبي هريرة قال:
جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ إنّ عُدِي على مالي؟ . قال:"انْشُدِ اللَّهَ"، قال: فإن أبَوا عليّ؟ قال: "انْشُدِ اللَّهَ" قال: فإن أبَوا عليّ؟ قال: "انْشُد اللَّه" قال: فإن أبَوا عليَّ؟ قال: "قاتِلْ، فإن قُتِلْتَ ففي الجنّة، وإن قَتَلْتَ ففي النّار"(2).
(4967)
الحديث الرابع والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث عن محمد بن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجتمعان في النّار اجتماعًا يَضُرُّ أحدَهما: مسلمٌ قتل كافرًا، ثم سدّد المسلمُ وقاربَ. ولا يجتمعان في جوف عبد: غبارٌ في سبيل اللَّه، ودخانُ
(1) المسند 14/ 180 (8474)، والحديث في صحيح البخاري 6/ 11 (2790) من طريق فليح عن هلال عن عطاء - دون ذكر عبد الرحمن بن أبي عمرة. ورجّح ابن حجر ومحقّقو المسند أن الصواب عن فليح عن هلال. وينظر المسند 14/ 143، 144.
(2)
المسند 14/ 180 (8475). والحديث عند ابن حجر في الأطراف 7/ 430، والإتحاف 15/ 439 عن عمرو ابن قهيد. وفي التحفة 10/ 291: عمرو بن قهيد بن مطرّف، ويقال: قهيد بن مطرّف، وقد وهم محقّقو المسند من قال: عن عمرو بن قهد، وأن الصواب عن عمرو عن قهيد. . . وصحّحوا الحديث. وقد أخرجه النسائي مرّتين 7/ 114 من طريق الليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن قهيد، وفي الثانية: عن قهيد دون ذكر: عمرو. وصحّحه الألباني.
ومعنى: "وإن قَتَلْتَ ففي النّار" أي المقتول العادي عليك في النّار.
جهنّم. ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والشّحُّ" (1).
(4968)
الحديث الخامس والثلاثون بعد الستمائة: وبه عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إني لا أقول إلّا حقًّا". قال بعض أصحابه: فإنّك تُداعِبُنا يا رسول اللَّه. قال: "إني لا أقولُ إلا حَقًّا"(2).
(4969)
الحديث السادس والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد عن أخيه عبّاد أنّه سمع أبا هريرة يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمّ إنّي أعوذُ بك من الأربع: من علم لا يَنفع، ومن قلب لا يَخشع، ومن نفس لا تَشبع، ومن دعاء لا يُسْمَع"(3).
(4970)
الحديث السابع والثلاثون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا عن يزيد بن الهاد عن عمرو عن المقبريّ عن أبي هريرة قال:
سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه عز وجل يقول: "إنّ عبدي المؤمنَ عندي بمنزلة كلِّ خير، يَحْمَدُني وأنا أنْزِعُ نَفْسَه من بين جَنْبَيه" (4).
(4971)
الحديث الثامن والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا عبّاد بن ميسرة عن الحسن عن أبي هريرة:
(1) المسند 14/ 183 (8479). وإسناده قوي.
وقد أخرج مسلم من طريق سهيل الجزء الأول منه 3/ 1505 (1891). ومن طريق الليث أخرجه النسائي 6/ 12، وذكر له طرقًا أخرى 6/ 12 - 14. وصحّحه الحاكم 2/ 72 على شرط مسلم، وذكر له طرقًا أُخر، ووافقه الذهبي. وصحّح ابن حبّان القسمين الثاني والثالث منه 10/ 466 (4606). وصحّحه الألباني والمحقّقون. وفي بعض روايات الحديث "الحسد" بدل: "الشحّ".
(2)
المسند 14/ 185 (8481) وإسناده قوي. ومن طريق الليث عن ابن عجلان أخرجه البخاري في المفرد 1/ 140 (265) ومن طريق سعيد المقبري أخرجه الترمذي: 4/ 314 (1990) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني في الصحيحة 4/ 304 (1726).
(3)
المسند 14/ 188 (8488). والحديث من طريق الليث في ابن ماجة 2/ 1261 (3837)، وأبي داود 2/ 92 (1548)، والنسائي 8/ 263 وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 104، والمحقّقون. وقريب منه عن زيد بن أرقم في مسلم 4/ 2088 (2722).
(4)
المسند 14/ 190 (8492) - وفي المجمع 10/ 99: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من استمع آيةً (1) من كتاب اللَّه كُتبت له حسنةٌ مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة"(2).
(4972)
الحديث التاسع والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب عن عِسْل بن سفيان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما طلع النّجمُ صباحًا قطّ وبقومٍ عاهةٌ (3) إلّا رُفِعَت عنهم أو خَفّت"(4).
قالوا: المراد بالنجم: الثّرَيّا.
(4973)
الحديث الأربعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
كان من تلبية النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لبَّيك إلهَ الحقِّ"(5).
(4974)
الحديث الحادي والأربعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مرّ رجلٌ من المسلمين بجِذْل شَوك في الطّريق، فقال: لأُمِيطَنَّ هذا الشَّوكَ عن الطّريق أنْ لا يَعْقِرَ رجلًا مُسلما". قال: "فغُفِر له".
أخرجاه بمعناه (6).
(1) في المسند والمجمع "إلى آية".
(2)
المسند 14/ 191 (8494). قال الهيثمي 8/ 1265: رواه أحمد، وفيه عبّاد بن ميسرة، ضعّفه أحمد وغيره، وضعّفه ابن معين في رواية ووثّقه في أُخرى، ووثّقه ابن حبّان. وضعّف المحّقون إسناده لضعف عبّاد، وإرسال الحسن عن أبي هريرة.
(3)
في المسند "وتقوم عاهة".
(4)
في المسند 15/ 16 (9039)، وشرح مشكل الآثار 6/ 56 (2286). وحسّنه المحقّقون لغيره، لأن عسلًا ضعيف. وقد ضعّف الألباني الحديث في الضعيفة 1/ 389 (397) واعترض عليه شعيب الأرناؤوط في حاشية المشكل 6/ 53! .
(5)
المسند 14/ 194 (8497) وإسناده صحيح. ومن طريق عبد العزيز بن عبد اللَّه أخرجه النسائي 5/ 161، وابن ماجة 2/ 974 (2920) وصحّحه ابن خزيمة 4/ 172 (2624) والحاكم والذهبي 1/ 449، والألباني والمحقّقون.
(6)
المسند 14/ 194 (8498)، وأخرج مسلم الحديث بمعناه - من طريق سهيل عن أبيه، ومن طرق أُخر 4/ 2021 (1914)، وأخرجه البخاري من طريق أبي صالح 2/ 139 (652).
والجِذل: العود.
(4975)
الحديث الثاني والأربعون بعد الستمائة: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكَل أحدُكم فلْيَلْعَقْ أصابعَه، فإنّه لا يدري في أيّتهنّ البركةُ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4976)
الحديث الثالث والأربعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "فُتِحَ اليومَ من رَدمِ يأجوجَ ومأجوج مثلُ هذا" وعقد وُهيب تسعين.
أخرجاه (2).
(4977)
الحديث الرابع والأربعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حماد بن سلمة عن سُهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ السَّنَةَ ليس بأن لا يكونَ مَطَرٌ، ولكن السَّنَةَ أن تمطِرَ السماءُ ولا تُنْبِتُ الأرضُ".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4978)
الحديث الخامس والأربعون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنْ كان في شيءٍ ممّا تتداوَون به خيرٌ ففي الحِجامة"(4).
(1) المسند 14/ 195 (8499)، ومن طريق وهيب في مسلم 3/ 1607 (2035).
(2)
المسند 14/ 196 (8500)، ومن طريق وهيب في البخاري 6/ 382 (3347)، ومسلم 4/ 2208 (2881).
(3)
المسند 14/ 202 (8511)، وفي مسلم 4/ 2228 (2904) من طريق سهيل.
(4)
المسند 14/ 203 (8513). ومن طريق حمّاد أخرجه ابن ماجة 2/ 1151 (3476) وأبو داود 4/ 4 (3857)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 4/ 410، وحسّن المحقّقون إسناده من أجل محمد ابن عمرو بن علقمة، وصحّحه الألباني.
(4979)
الحديث السادس والأربعون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا حمّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجلُ: قد هلك النّاس، فهو أهلكهم".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4980)
الحديث السابع والأربعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا يحيى بن سعيد التّيمي عن أبي زُرعة عن أبي هريرة:
أن أعرابيًا جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، دُلَّني على عملٍ إذا عَمِلْتُه دخلْتُ الجنّة.
قال: "تَعْبُدُ اللَّه لا تُشِركُ به شيئًا، وتُقيمُ الصلاةَ المكتوبةَ، وتُؤتي الزكاةَ المفروضة، وتصومُ رمضانَ" قال: والذي نفسي بيده، لا أزيدُ على هذا شيئًا ولا أَنْقُصُ منه. فلمّا ولّى قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"من سرَّه أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا".
أخرجاه (2).
(4981)
الحديث الثامن والأربعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يجتمعُ ملائكةُ النّهار عند صلاة الفجر وصلاة العصر، فإذا عَرَجَتْ ملائكةُ النّهار قال اللَّه عز وجل لهم: من أين جِئْتُم؟ فيقولون: جِئْناك من عند عبادك، أتيناهم وهم يُصَلّون، وجِئناك وهم يُصَلّون. وإذا عَرَجَت ملائكةُ الليل قال اللَّه عز وجل لهم: من أين جِئْتم؟ قالوا: جِئْناك من عند عبادٍ لك، أتيَناهم وهم يُصَلّون، وجِئْناك وهم يُصَلّون".
أخرجاه (3).
(1) المسند 14/ 204 (8514)، ومسلم 4/ 2024 (2623) من طريق حمّاد. ويروى "أهلُكهم" وأهلُكهم" وينظر الجمع 3/ 287 (2652) والكشف 3/ 560.
(2)
المسند 14/ 205 (8515)، والبخاري 3/ 261 (1397)، ومسلم 1/ 44 (14).
(3)
المسند 14/ 217 (8538) وإسناده صحيح. وقد أخرجه الشيخان من طريق الأعرج عن أبي هريرة، ومن طرق أُخر البخاري 2/ 33 (555)، ومسلم 1/ 439 (632).
(4982)
الحديث التاسع والأربعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا سهيل به أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "رَغِم أنفُ، ثم رَغِمَ أنفُ، ثم رَغِمَ أنفُ رجلٍ أدركَ والدَيه أحدَهما أو كليهما عند الكبر، فلم يَدْخُلِ الجنّة".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4983)
الحديث الخمسون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يَتْبْعُ حمامةً، فقال:"شيطانٌ يَتْبَعُ شيطانة"(2).
(4984)
الحديث الحادي والخمسون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرىء قال: حدّثنا حَيوة قال: سمعتُ أبا الأسود يقول: أخبرني أبو عبد اللَّه مولى شدّاد أنّه سمع أبا هريرة يقول:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من سَمعَ رجلًا يَنْشُدُ في المسجد ضالّةً فليقلْ: لا أدّاها اللَّهُ إليك، فإن المساجدَ لم تُبْنَ لهذا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(4985)
الحديث الثاني والخمسون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عبد ربّه بن سعيد عن المقبُريّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يدخُلُ النّارَ إلا شَقِيٌّ". قيل: ومن الشَّقِيُّ؟ قال: "الذي لا يعمل بطاعةٍ، ولا يتركُ للَّه معصيةً"(4).
(1) المسند 14/ 231 (8557)، ومسلم 4/ 1978 (2551) من طريق أبي عوانة وغيره عن سهيل.
(2)
المسند 14/ 221 (8543)، والحديث من طرق عن حمّاد في الأدب المفرد 2/ 733 (1300)، وابن ماجة 2/ 1238 (3765)، وأبي داود 4/ 285 (4940)، وصحّحه ابن حبّان 13/ 183 (5874) وحسّنه المحقّقون. وينظر تعليق ابن حبّان على الحديث.
(3)
المسند 14/ 248 (8588)، ومسلم 1/ 397 (568) عن زهير بن حرب عن المقرىء بهذا الإسناد.
(4)
المسند 14/ 252 (8594)، ومن طريق ابن لهيعة -وهو ضعيف- أخرجه ابن ماجة 2/ 1436 (4298). ومن أجل ابن لهيعة ضعّف البوصيري إسناد الحديث، والمحقّقون والألباني.
(4986)
الحديث الثالث والخمسون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا ابن لَهيعةَ قال: حدّثنا سَلامانُ بن عامر عن أبي عثمان الأصبحيّ قال: سمعْتُ أبا هريرة يقول:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سيكونُ في أُمّتي دجّالون كذّابون، يأتونكم ببِدْعٍ من الحديث، بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيّاكم وإيّاهم، لا يفتنوكم".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(4987)
الحديث الرابع والخمسون بعد الستمائة: وبه حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو صخر عن المقبري عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من دخلَ مسجدَنا ليتعلَّمَ خيرًا أو ليُعَلِّمَه، كان كالمجاهد في سيبل اللَّه، ومن دخَلَه لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له"(2).
(4988)
الحديث الخامس والخمسون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو يونس سُليم بن خبير مولى أبي هريرة أنّه سمع أبا هريرة يقول:
ما رأيتُ شيئًا أحسن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان كأنّ الشمسَ تجري في وجهه (3)، وما رأيتُ أحدا أسرعَ في مشيته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كأنّما الأرض تُطوى له، إنّا لَنُجْهِدُ أنفسَنا وإنّه لَغيرُ مُكْتَرِث (4).
(1) المسند 14/ 252 (8596). وسلامان وأبو عثمان الأصبحي، مجهولان - التعجيل 157، 502. وابن لهيعة ضعيف.
وفي صحيح مسلم 1/ 12 (6) من طريق أبي عثمان مسلم بن يسار -وليس الأصبحي- عن أبي هريرة: "سيكون في آخر أُمَّتي أناس يحدّثون بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم فإيّاكم وإياهم".
(2)
المسند 14/ 257 (8603). وأخرجه ابن ماجة 1/ 82 (227) عن حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن المقبري. وقال البوصيريّ: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الحاكم من طريق حيوة بن شريح عن أبي صخر به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد احتجّا بجميع رواته ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علّة، ووافقه الذهبي. ومن طريق حيوة عن أبي صخر صحّحه ابن حبّان 1/ 287 (87).
(3)
في المسند 14/ 258 (8604) في "جبهته". وفي 14/ 506 (8943)"في وجهه".
(4)
المسند 14/ 258 (8604). وفي إسناده ابن لهيعة وسائر رجاله رجال الصحيح. وقد أخرج الترمذي من طريق قتيبة عن ابن لهيعة 5/ 563 (3648): "ما رأيت شيئًا أحسن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مشيته. . . " وقال: حديث غريب. وقد ضعّف الألباني الحديث.
(4989)
الحديث السادس والخمسون بعد الستمائة: وبه:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كلّ نفسٍ كُتب عليها صدقة كلَّ يوم طَلَعت فيه الشمس، فمِن ذلك أن يَعْدِل بين الاثنين صدقة، وأن يُعينَ الرجلَ على دابّته فيَحْمِلَه عليها ويرفعَ متاعَه عليها صدقة. ويُميطَ الأذى عن الطريق صدقة، والكلمةُ الطيّبة صدقة، وكلُّ خطوة يمشي إلى الصلاة صدقة"(1).
(4990)
الحديث السابع والخمسون بعد الستمائة: وبه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اكتحلَ أحدُكم فليكتحلْ وترًا، وإذا استجمرَ فليستَجْمِر وِترًا"(2).
(4991)
الحديث الثامن والخمسون بعد الستمائة: وبه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان ثلاثةُ جميعًا فلا يتناجى اثنان دون الثالث"(3).
(4992)
الحديث التاسع والخمسون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا أبو مَعْشَر عن محمد بن عمرو بن عَلقمةَ عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من احتكرَ حُكْرةً يُريدُ أن يُغليَ بها على المسلمين فهو خاطىء"(4).
(1) المسند 14/ 260 (8608) وفي إسناده ابن لهيعة. ولكن للحديث إسنادًا صحيحًا: من طريق عبد الرزّاق عن معمر عن همّام عن أبي هريرة، أخرجه أحمد 13/ 512 (8183) والبخاري 5/ 309 (2707) ومسلم 2/ 699 (1009).
(2)
المسند 14/ 262 (8611). وإسناده كسابقه، وقد ذكر محقّقو المسند بعض شواهد تحسّنه.
ويروى "فلا يتناج" وهما جائزان.
(3)
المسند 14/ 263 (8613). وإسناده كسابقه. وقد أخرج الشيخان الحديث عن ابن مسعود - الجمع 1/ 227 (269).
(4)
المسند 14/ 265 (8617). قال الهيثمي 4/ 103: رواه أحمد، وفيه أبو معشر، وهو ضعيف وقد وُثِّق. وحسّنه محقّقو المسند لغيره، وضعّفوا إسناده لضعف نجيح بن عبد اللَّه أبي معشر. وينظر الترغيب 2/ 570 (2653).
(4993)
الحديث الستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الأبعدُ فالأبعدُ أفضَلُ أجرًا، من المسجد"(1).
(4994)
الحديث الحادي والستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو الأسود عن عبد اللَّه بن رافع عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أدركَ رمضانَ وعليه من رمضان شيءٌ لم يَقْضِه، لم يُتَقَبَّلْ منه. ومن صام تَطَوُّعًا وعليه من رمضان شيءٌ لم يَقْضِه، فإنّه لا يُتَقَبَّلُ منه حتى يصومَه"(2).
(4995)
الحديث الثاني والستون بعد الستمائة: حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثنا هارون بن معروف (3) قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن بُكَبر ابن الأشجّ حدّثه أن عليّ بن خالد الدُّؤليّ حدّثه أن النّضر بن سفيان الدّؤلي حدّثه أنّه سمع أبا هريرة يقول:
كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (4)، فقام بلالٌ ينادي، فلمّا سكتَ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من قال مثلَ ما قالَ هذا يقينًا دخلَ الجنّة"(5).
(1) المسند 14/ 266 (8618) ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه أبو داود 1/ 152 (556)، وابن ماجة 1/ 257 (782). وصحّحه الألباني. وضعّف محقّقو المسند إسناد الحديث لضعف عبد الرحمن بن مهران، وحسّنوه لغيره.
وفي مطبوع المسند "عن المسجد""الجار والمجرور متعلق بـ "الأبعد".
(2)
المسند 14/ 269 (8621) وفي إسناده ابن لهيعة. قال الهيثمي 3/ 152: وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه كلام، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وقال 3/ 182: حسن. وقد ساقه الألباني في الضعيفة 2/ 835 (838).
(3)
في المسند: حدّثنا هارون بن معروف. . . وقال عبد اللَّه: وسمعته أنا من هارون، فقد رواه عبد اللَّه وأبوه عن هارون.
(4)
في المسند "بتَلَعات اليمن".
(5)
المسند 14/ 272 (8624). وعليّ بن خالد صدوق، وسائر رجاله ثقات.
(4996)
الحديث الثالث والستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أزهر ابن القاسم الرّاسبيّ قال: حدّثنا هشام عن عبّاد بن أبي علي عن أبي حازم عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ويلٌ للأُمراء، ويلٌ للعُرَفاء، ويلٌ للأُمَناء. ليتمنّيَنّ أقوامٌ يومَ القيامة أنّ ذوائبَهم كانت مُعَلَّقةً بالثُّرَيّا، يتذبذبون بين السماء والأرض، ولم يكونوا عملوا على شيء"(1).
(4997)
الحديث الرابع والستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن المهاجر عن أبي العالية عن أبي هريرة قال:
أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يومًا بتَمَراتِ فقلت: ادعُ اللَّهَ لي فيهنّ بالبركة. قال: فصفّهنّ بين يدَيه، ثم دعا فقال لي:"اجْعَلْهُنّ في مزْود فأدْخِل يدَك ولا تَنْثُرْه" قال: فحملْتُ منه كذا وكذا وَسْقًا في سبيل اللَّه، وآكُلُ وأُطْعِمُ (2)، وكان لا يفارق حَقْوي، فلما قُتل عثمان انقطع حَقْوي فسقط (3).
(4998)
الحديث الخامس والستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجَين أبو عمر قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون عن منصور بن آذين عن مكحول عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤمِنُ العبدُ الإيمانَ كلَّه حتى يَتْرُكَ الكذبَ في المُزاحة،
(1) المسند 14/ 275 (8627) وحسّن المحقّقون إسناده. وعباد بن أبي علي قال عنه ابن حجر: مقبول، التقريب 1/ 73. وسائر رجاله ثقات.
وأخرج أبو يعلى الحديث 11/ 84 (6217) عن هشام الدستوائي عن عبّاد به. وجوّد المحقّق إسناده. ومن طريق هشام أخرجه الحاكم 4/ 19، وصحّحه ابن حبّان 10/ 335 (4483) من طريق هشام بن حسّان عن أبي حازم مولى أبي رهم بن غفر عن أبي هريرة، وفيه:"ويل للأمناء، ليتمنيّن. . . " وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 5/ 300: رواه أحمد، ورجاله ثقات في طريقين من أربعة، وأبو يعلى والبزار.
(2)
في المسند "ونأكل ونطعم".
(3)
المسند 14/ 276 (8628). والمهاجر بن مخلد مقبول - التقريب 2/ 605. وسائر رجاله ثقات. وقد حسّن المحقّقون إسناده، ومن طريق حمّاد بن زيد أخرج الحديث الترمذي 5/ 643 (3839) قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة. وصحّحه ابن حبّان 14/ 467 (6532) وحسّن الألباني إسناده.
ويتركَ المِراءَ وإن كان صادقًا" (1).
(4999)
الحديث السادس والستون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا الماجشون عن عبد اللَّه بن دينار عن أبي صالح السّمّان عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عَطَسَ أحدُكم فيلقل: الحمدُ للَّه، فإذا قال: الحمدُ للَّه، قال له أخوه: يَرْحَمُك اللَّهُ، فإذا قيل له: يَرْحَمُك اللَّه، فليقلْ: يَهديكم اللَّهُ ويُصْلحُ بالكم"(2).
(5000)
الحديث السابع والستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة قال:
قأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيُت ليلةَ أُسْرِيَ بي لمّا انتَهْينا إلى السماء السابعة، فنظرت فوقي فإذا أنا برعدٍ وبرق وصواعقَ، فأَتَيتُ على قوم بطونُهم كالبيوت، فيها الحيّاتُ تُرى من خارج بطونهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أَكَلة الرّبا. فلما نزلْتُ إلى السماء الدُّنيا نظرتُ إلى أسفل مني فإذا أنا برَهْجٍ (3) ودخان وأصوات، فقلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين يَحْرِفون على أعين بني آدم: أن لا يتفكّروا في ملكوت السموات والأرض، ولولا ذلك لرأَوا العجائب"(4).
(1) المسند 14/ 278 (8630). وهو في المعجم الأوسط 6/ 48 (5099) من طريق عبد العزيز (كتب خطأ: عبد الرحمن) بن أبي سلمة به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلّا منصور بن آذين، تفرّد به عبد العزيز بن أبي سلمة.
وقال الهيثمي في المجمع 1/ 97: رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، وفيه منصور بن آذين، ولم أرَ من ذكره. وجعل ابن حجر في التعجيل 412 إسناد الحديث منكرًا: وذلك أن مكحولًا لم يسمع من أبي هريرة، وأن منصورًا مجهول. ولكن له شواهد. وهو في الترغيب 3/ 561 (4328) وحسّنه المحقّقون بشواهده. وينظر تخريج محقّقي المسند.
(2)
المسند 14/ 279 (8631). وهو في البخاري 10/ 608 (6224) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة ولم ينّبه عليه. وحُجين من رجال الشيخين.
(3)
الرّهج: الغبار.
(4)
المسند 14/ 285 (8640) وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، ابن جدعان. وجهالة أبي الصلت كما قال ابن حجر - التقريب 2/ 733. وأخرج ابن ماجة 2/ 763 (2273) من طريق حمّاد بن سلمة الحديث مقتصرًا على قصة رؤية أكلة الربا. ونقل المحقّق عن البوصيري تضعيفه لعليّ بن زيد. وفي المجمع 4/ 120 أعلّه بعلي بن زيد. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده.
(5001)
الحديث الثامن والستون بعد الستمائة: وبه عن عليّ بن زيد عن أوس عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ النّاسُ يومَ القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبان، وصنف يمشون على وجوههم [فقالوا: يا رسول اللَّه، فكيف يمشون على وجوههم؟ قال: ] (1) "إنّ الذي أمشاهم على أرجلهم قادرٌ على أن يُمْشيهم على وجوههم. أما إنّهم يتّقون بوجوههم كلّ حَدَب وشَوك" (2).
(5002)
الحديث التاسع والستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا حمّاد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح: "اللهمّ بكَ أصبَحْنا، وبك أمسَيْنا، وبك نحيا، وبك نموتُ، وإليك المصير"(3).
(5003)
الحديث السبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا زهير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن قتلَ الوَزَغَ في الضَّربة الأُولى فله كذا وكذا من حسنة، ومَن قتلَه في الثانية فله كذا وكذا (4)، ومن قتلَه في الثالثة فله كذا وكذا". قال سهيل: الأُولى أكثر (5).
(1) ما بين المعقوفين من المسند.
والحدب: الغليظ من الأرض المرتفع.
(2)
المسند 14/ 288 (8647). ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه الترمذي 5/ 285 (3142) قال الترمذي: هذا حديث حسن. وضعّفه الألباني ومحقّقو المسند، ففيه ابن جدعان، وفيه أوس، هو ابن خالد الحجازي، مجهول. التقريب 1/ 61.
(3)
المسند 14/ 290 (8649)، وإسناده صحيح. ومن طرق عن سهيل أخرجه البخاري في الأدب 2/ 680 (1199) وأبو داود 4/ 317 (5068)، وابن ماجة 2/ 1272 (3868)، والترمذي 5/ 435 (3391)، وقال: حديث حسن، وصحّحه ابن حبّان 3/ 244 (964). وبعضهم يزيد عليه، ويروى "النشور" بدل "المصير" وصحّحه المحقّقون والألباني.
(4)
في المسند "من حسنة".
(5)
المسند 14/ 296 (8659)، ومسلم 4/ 1758 (2240) من طريق سهيل.
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثني زهير بن حرب قال: حدّثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من قتل وَزَغًا في أول ضربة كُتبت له مائةُ حسنةٍ، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن الصّبّاح قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريا عن سهيل قال: حدّثَتْني أختى عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال أنّه قال: "في أوّل ضربة سبعين حسنة"(2).
انفرد بإخراجه هذه الطرق مسلم.
(5004)
الحديث الحادي والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شَريك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صِنفان من أهل النّار لم أرَهما بعد: نساءٌ كاسياتٌ عاريات، مائلاتٌ مُمِيلات، على رؤوسهّن أمثالُ أَسْنِمة البُخْتِ المائلة، لا يَرَين الجنّةَ ولا يَجِدْنَ ريحَها. ورجالٌ معهم أسياط (3) كأذناب الإبل، يضربون بها النّاس".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
والكاسيات العاريات: يَلْبَسْنَ ثيابًا تَصِفُ ما تحتها.
مائلات: متبخترات في مِشيتهن. مُميلات أعطافَهنّ على رءوسهنّ مما يَصِلْنه من الشَّعر والخُمُر كأسنمة البُخت.
وأصحاب السِّياط: الظَّلَمة من أصحاب الشُّرَط (5).
(1) مسلم - السابق.
(2)
مسلم 4/ 1759 (2240).
(3)
ويروى "سياط، أسواط" وكلّها صحيحة.
(4)
المسند 14/ 300 (8665). وأخرجه مسلم 3/ 1680 (2128) من طريق جرير عن سهيل به. فتابع جرير شريكًا فصحّ الإسناد.
(5)
ينظر ما كتب المؤلّف في شرح هذا الحديث في كشف المشكل 3/ 567.
والبُخت: الجمال. وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "لم أرهما" أي سيكونون بعدي. وصَدَقَ من لا ينطق عن الهوى.
(5005)
الحديث الثاني والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا إسرائيل عن إبراهيم بن إسحق عن سعيد بن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّ بجدارٍ أو حائطٍ مائلٍ، فأسرع المشيَ، فقيل له، فقال:"إنّي أكرهُ موت الفَوات"(1).
(5006)
الحديث الثالث والسبعون بعد الستمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أموتَ غَمًّا أو هَمًّا، أو أن أموتَ غَرَقًا، وأن يتخَبَّطَني الشيطانُ عندَ الموت، وأن أموتَ لديغًا"(2).
(5007)
الحديث الرابع والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا عمر بن أبي سلمة [عن أبي سلمة](3) عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لعنَ اللَّهُ الراشيَ والمرتشيَ في الحُكم"(4).
(5008)
الحديث الخامس والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَن أخذَ شبرًا من الأرض بغير حقّه طُوِّقَه من سبع أرَضين"(5).
(1) المسند 14/ 302 (8666). وإبراهيم بن إسحق -أو ابن الفضل- ضعيف. وقد أخرجه أبو يعلى 11/ 491 (6612) من طريق إبراهيم. وضعّف المحقّقون إسناده.
(2)
المسند 14/ 303 (8667) وإسناده ضعيف كسابقه. وفي المجمع 2/ 321 نقل الهيثمي هذا الحديث، وقال: فيه إبراهيم بن إسحق، ولم أجد من وثّقه، وبقيّه رجاله ثقات، ثم ذكر الحديث السابق لهذا، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده ضعيف.
(3)
ما بين المعقوفين من المسند.
(4)
المسند 15/ 8 (9023). ورواه الترمذي 3/ 622 (1336) من طريق أبو عوانة به، وقال: حسن صحيح. وذكر أحاديث الباب، وأنه روى عن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عمرو، وهو أحسن شيء في هذا الباب وأصحّ. وصحّح ابن حبّان الحديث 11/ 467 (5076) من طريق أبو عوانة. وأخرجه الحاكم 4/ 103 شاهدًا على حديث أبي سلمة عن عمرو بن العاص. وقد صحّحه الألباني والمحقّقون لغيره.
(5)
المسند 15/ 18 (9044). وإسناده صحيح. وهو في صحيح مسلم -ولم يُنبّه عليه- من طريق سهيل 3/ 1231 (1611).
(5009)
الحديث السادس والسبعون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ البخيل والمُتَصَدِّق مَثَلُ رجلين عليها جُنّتان من حديد، اضْطرَّتْ أيديهما إلى تراقيهما، فكلّما همَّ المُتَصَدِّق بصدقة اتّسعت عليه حتى تُعَفِّيَ أَثَرَه، وكلّما همّ البخيل بصدقة انقبضت عليه كلّ حَلْقة منها إلى صاحبتها وتقلّصَت عليه، فيَجْهَدُ أن يُوَسِّعَها فلا تَتَّسِع".
أخرجاه (1).
ومعنى تُعَفّي أثره: أي تستر جميع بدنه.
(5010)
الحديث السابع والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: حدّثنا أبو حَصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ الصَّدَقةُ لغَنِيٍّ ولا لذي مِرّة سَوِيّ"(2).
(5011)
الحديث الثامن والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا ذوّاد أبو المنذر عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
ما هجَّرْتُ إلّا وجدْت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلّي. قال: فصلَّى ثم قال: "اشْكَنْب دَرْد" قلت: لا. قال: "قُمْ فصَلِّ، فإنّ في الصلاة شِفاءً"(3).
هذا الحديث قد رُوي من طرقٍ مدارُها على ليث، وكان قد اختلط في آخر عمره. قال
(1) المسند 15/ 24 (9057). ومن طريق وهيب في البخاري 3/ 305 (1443)، ومسلم 2/ 709 (1021). والمِرّة: الشدّة والقوّة.
(2)
المسند 15/ 26 (9061). ومن طريق أبي بكر أخرجه ابن ماجة 1/ 589 (1839)، والنسائي 5/ 99، وأبو يعلى 11/ 286 (6401)، وصحّحه ابن حبّان 8/ 84 (3290). وله طرق أخر عن أبي هريرة ذكرها المحقّقون، وقد صُحّح.
(3)
المسند 15/ 28 (9066). ومن طريق ذوّاد أخرجه ابن ماجة 2/ 1144 (3458) وعن الزوائد أن ليث بن أبي سليم وذوّاد ضعيفان. وقد جمع المؤلّف ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 176، 177 (269 - 274) طرق وروايات الحديث، ولم يصحّحها. وينظر الكامل 3/ 122، والميزان 2/ 32، وتخريح محقّقي المسند للحديث.
البخاري: قال أبو الأصبهانيّ: ليس له أصل، وأبو هريرة لم يكن فارسيًّا، إنّما مجاهد فارسيّ، فعلى هذا يكون المتكلّم بالفارسيّة أبو هريرة.
وقد رُوي من حديث أبي الدّرداء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا يصحّ.
ومعنى اشكنْب دَرد: أتشتكي بطنك.
وفي بعض ألفاظه: دخل عليَّ وأنا أتلوّى من البطن.
(5012)
الحديث التاسع والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: أخبرنا ابنُ لهيعة عن درّاج أبي السَّمْح عن ابن حُجَيرة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا والذي نفسي بيده، ليَخْتَصِمَنَّ كلُّ شيءٍ يومَ القيامة حتى الشاتان فيم انتطحتا"(1).
(5013)
الحديث الثمانون بعد الستمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا هنّاد قال: حدّثنا قَبيصة عن حمّاد بن سلمة عن عِسْل بن سفيان عن عطاء عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن السَّدْل في الصلاة (2).
عِسْل ضعيف (3).
والسَّدْل: إسدال الثوب من غير أن يضمّ جوانبه. قال أحمد: إنّما يكره لمن عليه ثوب واحد، وأما إذا أسدل على القميص فلا بأس.
(5014)
الحديث الحادي والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شَريك عن ليث عن طاوس عن أبي هريرة:
(1) المسند 15/ 33 (9072). وفي إسناده ابن لهيعة. وقد حسّن إسناده المنذري في الترغيب 4/ 305 (5279) والهيثمي في المجمع 10/ 352. وللحديث شواهد صحيحة. ينظر حواشي المسند 12/ 138.
(2)
الترمذي 2/ 217 (378) وقال: حديث أبي هريرة لا نعرفه من حديث عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا إلّا من حديث عسل بن صفوان. وينظر تعليق المحقّق. وسبق أن ساق المؤلّف هذا الحديث عن أحمد عن يزيد عن حمّاد عن عسل به (الحديث الثمانون بعد الخمسمائة من هذا المسند).
(3)
ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 1/ 444، والضعفاء والمتروكون 2/ 175.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُبْعَثُ النّاسُ على نيّاتهم"(1).
(5015)
الحديث الثاني والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قلبُ الشيخ شابٌّ على حُبِّ اثنتين: طول الحياة، وكثرة المال".
أخرجاه (2).
(5016)
الحديث الثالث والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن بَعْجَة بن عبد اللَّه عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من خير معاش النّاس لهم رجلٌ مُمْسِكٌ عِنانَ فرسه في سبيل اللَّه عز وجل، يطيرُ على مَتْنه، كلّما سمع هَيْعةً أو فَزْعةً طار عليه، يبتغي القتلَ والموت مظانَّه. أو رجلٌ في غُنَيمة في رأسِ شَعَفةٍ من هذه الشَّعَفِ، أو بطن وادٍ من هذه الأودِية، يُقيمُ الصلاة، ويُؤتي الزّكاة، ويعبدُ ربَّه حتى يأتِيَه اليقين، ليس من النّاس إلا في خير".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
والهَيعة: الصوت الذي يُفْزَع منه.
(1) المسند 15/ 44 (9090) ويروى "يحشر". وإسناده ضعيف لضعف شريك وليث بن أبي سليم. ومن طريق شريك أخرجه ابن ماجة 2/ 1414 (4229)، وأبو يعلى 11/ 121 (6247)، وضعّف إسناده البوصيري لضعف لبث. وضعّفه الألباني والمحقّقون.
وقد صحّ بعث النّاس على أعمالهم في حديث ابن عمر للشيخين، وجابر لمسلم - الجمع 2/ 191، 413 (1293، 1724).
(2)
المسند 15/ 63 (9123). ومن طريق سفيان الثوري في مسلم 2/ 724 (1046). وأبو أحمد، محمد بن عبد اللَّه الزبيري من رجال الشيخين. والحديث في البخاري 11/ 239 (6420) من طريق سعيد بن المسيّب وأبي سلمة عن أبي هريرة.
(3)
مسلم 3/ 1503 (1889). ومن طريق بعجة في المسند 15/ 450 (9723).
والشَّعَفة: رأس الجبل.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا أبو مَعْشَر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُخْبِرُكم بخَير البَرِيّة؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "رجلٌ آخِذٌ بعِنان فرسه في سبيل اللَّه، كلّما كانت هَيْعةٌ استوى عليه. ألا أُخبركم بالذي يليه؟ " قالوا: بلى. قال: "رجل في ثُلّة من غنمه، يُقيم الصلاة، ويُؤتي الزّكاة. ألا أُخبركم بشرّ البريّة؟ " قالوا: بلى. قال: "الذي يُسألُ باللَّه ولا يُعطي به"(1).
(5017)
الحديث الرابع والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو الجَوِّاب قال: حدّثنا عمّار بن رُزَيق عن عبد اللَّه بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من خَبَّبَ (2) خادمًا على أهلها فليس منّا. ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منّا"(3).
(5018)
الحديث الخامس والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر قال: أخبرنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي المسيحُ الدّجّالُ من قِبَل المشرق وهِمَّتُه المدينةُ، حتى
(1) المسند 15/ 72 (9142) قال الهيثمي 5/ 282: رواه أحمد، وأبو معشر نجيح ضعيف، وأبو [وهب] مولى أبي هريرة، لم أعرفه. وصحّح المحقّقون الحديث، لكنّهم ضعّفوا إسناده لضعف أبي معشر السندي وجهالة حال أبي وهب.
(2)
خبّب: أفسد.
(3)
المسند 15/ 80 (9157). وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم على شرط البخاري 2/ 196، ووافقه الذهبي. ومن طريق عمّار أخرجه أبو داود 2/ 254 (2175)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 327 (568). وصحّحه الألباني والمحقّقون.
ينزلَ دُبُرَ أُحُد، ثم تَصْرِفُ الملائكةُ وجهَه إلى الشام، وهنالك يَهْلِك" (1).
(5019)
الحديث السادس والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحق قال: حدّثنا ابن مبارك عن يونس عن الزّهري قال: أخبرني قبيصة بن ذؤيب أنّه سمع أبا هريرة يقول:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُجْمَعَ بين المرأة وعمّتها، وبين المرأة وخالتها.
أخرجاه (2).
(5020)
الحديث السابع والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نوح ابن ميمون قال: أخبرنا عبد اللَّه العُمَري عن جَهم أبي الجَهم عن مِسْوَر بن مَخرمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهَ عز وجل جعلَ الحقَّ على لسان عمرَ وقلبِه"(3).
(5021)
الحديث الثامن والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ عن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا معمر قال: حدّثني سهيل ابن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليس فيما دون خمسة أَوْسُقٍ صَدَقَة، ولا فيما دون خمس أواقٍ صدقة، ولا فيما دون خمس ذَوْدٍ صدقة"(4).
(5022)
الحديث التاسع والثمانون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا
(1) المسند 15/ 87 (9166) ومن طريق إسماعيل بن جعفر في مسلم 2/ 1005 (1380). وفات المؤلّف التنبيه عليه. وسليمان بن داود ثقة.
(2)
المسند 15/ 110 (9203)، ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك في البخاري 9/ 160 (5110)، ومن طريق يونس في مسلم 2/ 1028 (1408) وإبراهيم بن إسحق متابع.
(3)
المسند 15/ 117 (9213) وعبد اللَّه بن عمر بن حفص العمري ضعيف. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة 2/ 839 (1285). وله طرق صحيحة، منها ما صحّحه ابن حبّان 15/ 312 (6889) وينظر تخريج المحقّقين له.
(4)
المسند 15/ 121 (9221) علي بن إسحق ثقة، وسائر رجاله رجال الصحيح. وقد روى الشيخان الحديث عن أبي سعيد، ورواه مسلم عن جابر - الجمع 2/ 444، 388 (1759، 1631).
والذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع.
علي بن إسحق قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا عبيد اللَّه بن عمر عن سعيد المقبرّي عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه نهى عن التَّلَقّي، وأن يبيعَ حاضرٌ لبادٍ.
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تلقَّوا الجلَب، فَمَنْ تَلَقَّى منه شيئًا فصاحِبُه بالخيار إذا أتى السُّوق".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5023)
الحديث التسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَتّاب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا ابن لَهيعة قال: حدّثني أبو يونس عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جُنّةٌ وحِصنٌ حصين من النّار"(3).
(5024)
الحديث الحادي والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا شريك عن ابن مَوْهَب عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أنعمَ اللَّهُ عز وجل على عبدٍ نعمةً إلّا وهو يُحِبُّ أن يُرَى أثَرُها عليه"(4).
(5025)
الحديث الثاني والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا
(1) المسند 15/ 122 (9222)، وأخرجه البخاري من طريق عبيد اللَّه بن عمر 4/ 373 (2162)، ومسلم من طريق الأعرج وأبي حازم عن أبي هريرة 3/ 1155 (1515).
(2)
المسند 16/ 217 (10324)، ومن طريق هشام القردوسي عن ابن سيرين في مسلم 3/ 1157 (1519).
(3)
المسند 15/ 123 (9225). وفيه ابن لهيعة، ورواية عبد اللَّه بن المبارك عنه صالحة. قال الهيثمي في المجمع 3/ 183: هو في الصحيح خلا قوله: "وحصن حصين من النّار" وإسناده حسن. وقال المنذريّ في الترغيب 2/ 9 (1432): رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي.
(4)
المسند 15/ 129 (9234)، قال الهيثمي 5/ 135: فيه يحيى بن عبيد اللَّه بن موهب، وهو ضعيف. ولضعف ابن موهب، وسوء حفظ شريك ضعّف محقّقو المسند إسناده.
أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا محمد بن سلَمة عن محمد بن إسحق [عن محمد بن إبراهيم](1) عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنَبِّئُكم بخياركم؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "خيارُكم أطولُكم أعمارًا، وأحسنُكم أخلاقًا"(2).
(5026)
الحديث الثالث والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة عن موسى بن وَردان عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من ماتَ مُرابِطًا وُقِيَ فتنةَ القبر، وأُومِن من الفزع الأكبر، وغُدي عليه ورِيح برزقه في الجنّة، وكُتِبَ له أجرُ المرابط إلى يوم القيامَة"(3).
(5027)
الحديث الرابع والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف قال: حدّثنا أبو مَعْشر عن سعيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تهادَوا، فإن الهديّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصّدر"(4).
(5028)
الحديث الخامس والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحق عن محمد بن زيد عن ابن سِيلان عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَدَعوا ركعتَي الفجر وإن طَرَدَتْكم الخيلُ"(5).
(1) ما بين المعقوفين من المسند.
(2)
المسند 15/ 129 (9235) وصحّحه ابن حبّان من طريق ابن إسحق 2/ 234 (484)، 7/ 247 (2981)، وفي الموضع الثاني "أعمالًا" بدل "أخلاقًا" وصرّح فيه ابن إسحق بالتحديث، وسائر رجاله ثقات.
(3)
المسند 15/ 137 (9244). وإسناده ضعيف لابن لهيعة. وأورد محقّقو المسند شواهد وطرقًا تصحّح الحديث.
(4)
المسند 15/ 141 (9250). وأخرجه من طريق أبي معشر الترمذيُّ 4/ 383 (2130) وفيه "وحر" مكان "وَغَر" وكلاهما بمعنى الغِلَ. وفيه زيادة. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأبو معشر اسمه نجيح مولى بني هاشم، وقد تكلّم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وحسّن الحديث محقّقو المسند، وضعّفه الألباني.
(5)
المسند 15/ 143 (9253) وابن سيلان جابر أو عبد ربه، مقبول، كما قال ابن حجر في التقريب 1/ 85. ومن طريق خالد بن عبد اللَّه الطحّان أخرج أبو داود الحديث 2/ 20 (1258). وضعّف المحقّقون إسناد الحديث، وضعّفه الألباني.
(5029)
الحديث السادس والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثني سعد بن إبراهيم قال: سمعْتُ حُميد بن عبد الرحمن يحدّث عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما ينبغي لعبدٍ أن يقول: أنا خير مني يونس بن مَتَّى".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثني إبراهيم بن المُنذر قال: حدّثنا محمد بن فُليح قال: حدّثني أبي عن هلال بن عليّ عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن قال: أنا خيرٌ من يونس بن مَتّى، فقد كذب".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(5030)
الحديث السابع والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حمّاد عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الذي يسمعُ الحِكمة ويَتَّبعُ شرَّ ما يسمع، كمثل رجلٍ أتى راعيًا فقال: أجْزِرْني شاةً من غنمك، فقال: اذهبْ فخُذْ بأُذُن خيرِ شاة، فأَخَذَ بأُذُن كلبِ الغنم"(3).
(5031)
الحديث الثامن والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا مَعْمَر عن همّام بن مُنبّه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناسِ بعيسى بن مريم في الأُولى والآخرة" قالوا: كيف
(1) المسند 15/ 145 (9255)، ومن طريق شعبة في البخاري 6/ 451 (3416)، ومسلم 4/ 1846 (2376).
(2)
البخاري 8/ 543 (4805).
(3)
المسند 15/ 148 (2960) وفي إسناده علي بن زيد، ابن جدعان، وهو ضعيف، وأوس مجهول، كما قال ابن حجر في التقريب 1/ 62. ومن طريق حمّاد عن ابن جدعان أخرجه ابن ماجة 2/ 1397 (4172)، وأبو يعلى 11/ 275 (6388)، وأعلّه البوصيري بابن جدعان. وقد ضعّفه المحقّقون، والألباني في الضعيفة 4/ 244 (1761).
يا رسول اللَّه؟ " قال: "الأنبياء إخوةٌ من عَلّات، أُمّهاتُهم شتّى، ودينُهم واحد، وليس بيننا نبيٌّ".
أخرجاه (1).
ومعنى عَلّات: أنّ أمهاتهم مختلفة والدّين واحد.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: أخبرنا قتادة عن عبد الرحمن ابن آدم عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الأنبياء إخوة لِعَلّات، أمّهاتُهم شَتَّى ودينُهم واحد، وإنّي أولى النّاس بعيسى بن مريم، لأنّه لم يكن بيني وبينه نبيٌّ، وإنّه نازل، فإذا رأيْتُموه فاعرفوه: رجلٌ مربوعٌ، إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان مُمَصَّران، رأسُه يَقْطُرُ وإن لم يُصِبْه بَلَلٌ، فيَدُقُّ الصليبَ، ويقتلُ الخنزير، ويضع الجِزيةَ، ويدعو النّاس إلى الإسلام، فيُهْلِكُ اللَّهُ في زمانه المِلَلَ كلَّها إلّا الإسلام [ويُهلك اللَّهُ في زمانه المسيحَ الدّجّال، ثم تقع الأَمَنةَ على الأرض، حتى] تَرْتَعَ الأُسودُ مع الإبل، والنِّمارُ مع البقر، والذِّئابُ مع الغنم، ويلعبَ الصِّبيان بالحيّات فلا تَضُرُّهم، فيمكُثُ أربعين سنة ثم يُتَوَفّى، ويُصلّي عليه المسلمون"(2).
المُمَصَّر من الثياب: الذي فيه صفرة خفيفة (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن ابن المسيِّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، ليوشِكُ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريم حَكَمًا
(1) المسند 13/ 544 (8248)، ومسلم 4/ 837 (2365). وأخرجه البخاري 6/ 477، 478 (3442، 3443) من طرق عن أبي سلمة، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعطاء بن يسار، كلّهم عن أبي هريرة.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من المخطوطة.
(3)
المسند 15/ 153 (9270). وصحّح إسناده الحاكم 2/ 595، ووافقه الذهبي. ومن طريق همّام أخرجه أبو داود 4/ 117 (4324)، وابن حبّان 15/ 233 (6821). وقال ابن حجر في الفتح 6/ 493: وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من طريق عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة. . . وصحّحه الألباني في الصحيحة 5/ 214 (2182). وصحّحه محقّقو المسند، ولكنهم نقلوا انقطاعًا بين قتادة وعبد الرحمن.
عادلًا، وإمامًا مُقْسِطًا، يكسِرُ الصَّليب، ويقتُلُ الخنزير، ويضع الجِزية، ويفيضُ المالُ حتى لا يقبلَه أحد".
أخرجاه (1).
(5032)
الحديث التاسع والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا معاوية بن أبي مُزَرِّد قال: حدّثني عمّي سعيد أبو الحُباب قال: سمْعتُ أبا هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل لما خَلَقَ الخَلْقَ قامتِ الرَّحِمُ فأخذت بحَقْو الرحمن عز وجل وقالت: هذا مَقام العائذِ من القطيعة. فقال: أما تَرْضَين أن أصِلَ من وَصَلَك، وأقطعَ من قَطَعَك؟ اقرءوا إنّ شِئتم:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)} [محمد: 22، 23]
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني محمد بن عبد الجبار قال: سمعتُ محمد بن كعب القُرَظيّ يحدّث أنّه سمع أبا هريرة يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الرَّحِمَ شِجنة من الرحمن، تقول: يا ربّ، إنّي قُطِعْتُ، يا ربّ، إنّي أُسِيءَ إليّ، يا ربّ، إنّي ظُلمْتُ، قال: فيجيبها: أما تَرْضَين أن أَصلَ من وصلَكِ، وأن أقطعَ من قَطَعَكِ؟ "(3).
(1) المسند 13/ 107 (7679). ومن طريق ابن شهاب الزهري في البخاري 4/ 414 (2222)، ومسلم 1/ 135 (155)، ومعمر والزهري من رجال الشيخين.
(2)
المسند 14/ 103 (8367). ومن طريق معاوية بن أبي مزرّد في البخاري 8/ 579 (4830)، ومسلم 4/ 1890 (2544). وأبو بكر الحنفي، عبد الكبير بن عبد المجيد من رجال الشيخين.
(3)
المسند 15/ 157 (9273)، وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن عبد الجبار، كما ذكر المحقّقون. وجعله ابن حجر مقبولًا - التقريب 2/ 533.
وقد أخرج البخاري بإسناده عن عبد اللَّه بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الرحم شجنة من الرحمن، فقال اللَّه: من وصلك وصَلْتُه، ومن قطعكِ قَطَعْتُه". وله طريق متّفق عليها قريبة من هذه في الصحيحين. ينظر الجمع 3/ 104 (2300).
قد بيّنّا فيما سبق أن معنى الشَّجنة: القرابة المشتبكة، وهذا مثل (1).
(5033)
الحديث السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمر عن سُهيل بن أبي صالح عن الحارث بن مُخَلَّد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الذي يأتي امرأتَه في دُبُرها لا ينظرُ اللَّهُ إليه"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن الحارث بن مَخْلَد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ملعونٌ من أتى امرأةً في دُبُرها"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهُجَيميّ عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى حائضًا، أو امرأةً في دُبُرها. أو كاهنًا فصدَّقَه، فقد برىء ممّا نزل على محمّد"(4).
(5034)
الحديث الحادي بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا أيّوب عن الحسن عن أبي هريرة:
(1) ينظر كشف المشكل 3/ 405.
(2)
المسند 13/ 111 (7684). ومن طريق سهيل في ابن ماجة 1/ 619 (1923)، وصحّح البوصيري إسناده لتوثيق ابن حبّان الحارث بن مخلد. وهو في شرح المشكل 15/ 431 (6133)، وحسّن المحقّقون إسناده، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 15/ 457 (9733)، وأبو داود 2/ 249 (2152). وحسّنه الألباني والمحقّقون.
(4)
المسند 15/ 164 (9290). ومن طريق حمّاد في أبي داود 4/ 15 (3904)، وابن ماجة 1/ 209 (639) والترمذي 1/ 242 (135) وقال: لا يعرف هذا الحديث إلّا من حديث حكيم. . ونقل عن البخاري تضعيفه الحديث من قبل إسناده، وضعّف المحقّقون إسناده. لكن الشيخين أحمد شاكر والألباني صحّحاه.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "المُخْتَلِعات والمُنْتَزِعات هنّ المنافقات"(1).
(5035)
الحديث الثاني بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن عبد اللَّه بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضعٌ وسبعون بابًا، أفضلُها لا إله إلّا اللَّه، وأدناها إماطة العظم عن الطريق، والحياءُ شُعبة من الإيمان".
أخرجاه (2).
(5036)
الحديث الثالث بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبريّ عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يقولُ اللَّهُ عز وجل: ما لِعَبْدي المؤمنِ عندي جَزاءٌ إذا قَبَضْتُ صَفِيَّه من أهل الدُّنيا ثم احتسبَه إلّا الجنّة".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(5037)
الحديث الرابع بعد السبعمائة: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال:
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يسيرُ في طريق مكّة، فأتى على "جُمْدان" (4) فقال: "هذا جُمدانُ
(1) المسند 15/ 209 (9358). ومن طريق وهيب بن خالد في النسائي 6/ 168. قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن (النسائي): الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا. وقد جعل محقّقو المسند ما قال النسائي حقًّا، فضعّفوا إسناد الحديث لانقطاعه، وذكروا الحجج على إرساله. أما الألباني فجعل كلام الحسن نصًّا صريحًا في السماع، ولم يَرَ لكلام النسائي وجهًا، وساق الأدلّة على صحّة الحديث، وصحّة سماع الحسن من أبي هريرة - الصحيحة 2/ 210 (632).
والمختلعات والمنتزعات: اللائي يطلبن الطلاق.
(2)
المسند 15/ 212 (9361) وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم 1/ 63 (35) من طريق سهيل، وفيه "الأذى" بدل "العظم" وفي البخاري 1/ 51 (9) من طريق عدالله بن دينار "الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان".
(3)
المسند 15/ 230 (9393)، والبخاري 11/ 241 (6424).
(4)
وهو جبل.
سِيروا، سَبَقَ المُفَرِّدون" قالوا: وما المُفَرِّدون؟ قال: "الذاكرون اللَّه كثيرًا". ثم قال: "اللهمّ اغفِرْ للمحلِّقين". قالوا: والمقصّرين. قال: "اللهمّ اغفِرْ للمحلّقين". قالوا: والمقَصّرين. قال: "والمقصّرين".
أخرجه مسلم على هذا الوصف، وقد أخرجا ذكر المحلّقين والمقصّرين (1).
(5038)
الحديث الخامس بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن أبي ثِفال المُرّيّ عن رَباح بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَمُ عفراءَ أحبُّ إلى اللَّه عز وجل (2) من دم سوداوين"(3).
العفراء: التي بياضها ليس بناصع.
(5039)
الحديث السادس بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا محمد بن موسى المخزوميّ عن يعقوب بن سلَمة عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لا وضوءَ له، ولا وضوءَ لمن لم يذكرِ اسمَ اللَّه عليه"(4).
(1) المسند 15/ 192 (9332). وعبد الرحمن بن إبراهيم المدني من رجال التعجيل، فيه كلام، ولكنه متابع، وسائر رجاله ثقات. وقد أخرج مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن: المرور على "جُمدان" 4/ 2062 (2676)، وأخرج القسم الآخر (وهو الدّعاء للمحلّقين والمقصّرين) 2/ 946 (1302) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه. ومن طريق أبي زرعة عن أبي هريرة، وأخرجه البخاري 3/ 561 (1728) من طريق أبي زرعة.
(2)
كذا في المخطوط، والبيهقي، والتلخيص، والمجمع. وفي المسند، والأطراف 7/ 226، والإتحاف 14/ 631، والتاريخ الكبير "أحبّ إليّ".
(3)
المسند 15/ 235 (9404). قال الهيثمي 4/ 21: رواه أحمد، وفيه أبو ثفال، قال البخاري: فيه نظر. وهو من طريق عبد العزيز في سنن البيهقي 9/ 273، وتلخيص الجبير 4/ 1491. وقال البخاري في التاريخ 3/ 197: ويرفعه بعضهم ولا يصحّ. وينظر تخريج محقّقي المسند، والصحيحة 4/ 475 (1861).
(4)
المسند 15/ 243 (9418). وأبو داود 1/ 25 (101). ومن طريق محمد بن موسى في ابن ماجة 1/ 140 (399)، وأبو يعلى 11/ 293 (6409). وأخرجه الحاكم 1/ 146 وقال. هذا حديث صحيح الإسناد، وقد احتجّ مسلم، بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة دينار. وقد تعقّبه الذهبي بأن صوابه يعقوب بن سلمة الليثي، وإسناده فيه لين. وصوّب ابن حجر في التلخيص 1/ 107 أنّه الليثي، وخطّأ الحاكم، ونقل كلام الأئمّة في خطأ الحاكم، وضعّف إسناد الحديث. وقد ضعّف محقّقو المسند وأبي يعلى إسناد الحديث، ونقلوا كلامًا في ذلك. ولكن الألباني جعله في صحيح أبي داود وابن ماجة، وحكم عليه في الأوّل بأنه صحيح، وفي الثاني بأنه حسن.
(5040)
الحديث السابع بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مكّي بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير عن سعيد بن مَرجانة أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أعتقَ رقبةً مؤمنةً أعتق اللَّهُ بكلّ إرْبٍ منها إرْبًا منه من النّار، حتى إنّه ليُعْتِقُ باليد اليدَ، وبالرِّجْلِ الرِّجلَ، وبالفَرْج الفَرْجَ".
فقال علي بن حسين: أنت سمعْتَ هذا من أبي هريرة؟ قال سعيد: نعم. فقال عليّ ابن حُسين لغُلام له أفْرهِ غِلمانه: ادعُ مُطَرِّفًا. قال: فلّما قام بين يدَيه قال: اذهب، فأنت حُرٌّ لوجه اللَّه عز وجل.
أخرجاه (1).
(5041)
الحديث الثامن بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن حفص قال: أخبرنا ورقاء عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اختتنَ إبراهيمُ خليلُ الرّحمن بعدما أَتَتْ عليه ثمانون سنة، واختتنَ بالقَدوم".
أخرجاه (2).
والقَدوم: مخفّف: اسم موضع (3).
(1) المسند 15/ 260 (9441)، وإسناده صحيح. ومن طريق عبد اللَّه بن سعيد أخرج مسلم المسند منه 2/ 1147 (1509). وأخرجه أيضًا البخاري 5/ 146 (2517) من طريق سعيد بن مرجانة. وينظر البخاري 11/ 599 (6715).
(2)
المسند 14/ 34 (8281) وإسناده صحيح. وقد ورد في المخطوط بعد "أخرجاه": "ولم يذكر السنين" ولم أتبيّن المقصد منها.
فقد أخرجه البخاري 6/ 388 (3356) وعقبة من طريق أبي الزناد، والقدوم مشدّدة ومخفّفة. وأخرجه مسلم 4/ 1839 (2370) من طريق أبي الزناد أيضًا، والقدوم فيه بغير ضبط. وعند الشيخين "وهو ابن ثمانين سنة".
(3)
وقد قيل: القدوم مخّففة - ويجوز تشديدها، الآلة المعروفة.
(5042)
الحديث التاسع بعد السبعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال رجلٌ: لأَتَصَدَّقَنّ الليلةَ بصدقة، فأخرج صدقتَه فوضعَها في يد زانية، فأصبحوا يتحدّثون: تُصُدِّق الليلةَ على زانية. ثم قال: لأتصدَّقَنّ الليلةَ بصدقة، فأخرج صدَقتَه فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدّثون: تُصُدِّقَ الليلةَ على سارق. ثم قال: لأَتَصَدَّقَنّ الليلةَ بصدقة، فأخرج الصدقة فوضعَها في يد غنيّ فأصبحوا يتحدّثون: تُصُدِّقَ الليلةَ على غنيّ، فقال: الحمدُلله، على سارق، وعلى زانية، وعلى غنيّ. قال: فأُتي فقيل له: أمّا صدَقَتُك فقد تُقُبِّلَتْ، أما الزّانية فلعلَّها أن تَسْتَعِفّ به، وأما السارقُ فلعلّه أن يستغنيَ به، وأما الغنيُّ فلعلّه يعتبرُ فينفقُ مما أتاه اللَّه عز وجل".
أخرجاه (1).
(5043)
الحديث العاشر بعد السبعمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
بعثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عمرَ على الصَّدَقة، فقيل: منعَ ابنُ جميل وخالد بن الوليد والعبّاس عمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما نَقمَ ابن جميل إلّا أنّه كان فقيرًا فأغناه اللَّه. وأمّا خالدٌ فإنّكم تظلمون خالدًا، فقد احتبسَ أدراعَه في سبيل اللَّه. وأما العبّاس فهي عليَّ صدقةٌ ومثلها". ثم قال: "أما عَلِمْتَ أنّ عمَّ الرجلِ صِنوُ أبيه".
أخرجاه (2).
وفي لفظ: "قد احتبس أدراعه وأعبُدَه" وفي لفظ: "وأعتاده". فحكى الدّارقطني أنّ أحمد بن حنبل قال: أخطأ عليّ بن حفص في هذا وصحّف، وإنما هو "وأعبده". وقال الخطّابي: الأعتاد: ما يعدّه الرجلُ من مركوب وسلاح وآلة جهاد.
وأما قوله: "فهي عليّ" أي أنا أؤدّيها عنه.
وفي حديث موسى بن طلحة أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّا كُنّا احْتَجْنا فتعجَّلْنا من العّباس صدقة ماله سنتين".
(1) المسند 14/ 36 (8282)، والبخاري 3/ 290 (1421)، ومسلم 2/ 709 (1022) كلاهما من طريق أبي الزناد.
(2)
المسند 14/ 38 (8284)، ومسلم 2/ 676 (983) ومن طريق أبي الزِّناد في البخاري 3/ 331 (1468).
والصّنو: المثل.
وفي بعض الألفاظ: "فهي عليه ومثلها معه".
قال أبو عبيد: نرى أنّه كان أخّرَ الصدقةَ عامين (1).
(5044)
الحديث الحادي عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر عن عثمان بن محمد عن المقبريّ عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من خارج يخرُجُ من بيته إلّا ببابِه رايتان: رايةٌ بيد مَلِك ورايةٌ بيد شيطان، فإن خرجَ لما يُحِبُّ اللَّهُ عز وجل اتَّبعَهَ الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجعَ إلى بيته. وإن خرج لما يُسخِطُ اللَّهَ عز وجل اتَّبَعَه الشيطانُ برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته"(2).
(5045)
الحديث الثاني عشر بعد السبعمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المُحِلَّ والمُحَلَّلَ له (3).
(5046)
الحديث الثالث عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الدُّنيا سِجنُ المؤمن وجنّةُ الكافر".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) وقد فصّل الأئمة الكلام في الحديث ورواياته ومعناه: الأعلام للخطابي 2/ 795، والمعالم له 2/ 53، وغريب الحديث لأبي عبيد 3/ 194، وشرح النووي 7/ 61، والفتح 3/ 333، وكشف المشكل لابن الجوزي 3/ 516.
(2)
المسند 14/ 41 (8286) وينظر حواشي المسند، والمعجم الأوسط 5/ 396 (4783)، قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به عثمان بن محمد الأخنسي، وقد حسّن محقّقو المسند إسناده.
(3)
المسند 14/ 42 (8287). وإسناده حسن كسابقه. قال الهيثمي 4/ 270: رواه أحمد والبزار، وفيه عثمان ابن محمد الأخنسي، وثّقه ابن معين وابن حبّان، وقال ابن المديني: له عن أبي هريرة أحاديث مناكير. وقد روي الحديث عن عدد من الصحابة - ينظر الترمذي 3/ 428 (1119، 1120)، وابن ماجة 1/ 622، 623 (1934 - 1936)، والمستدرك 2/ 198، 199.
(4)
المسند 14/ 44 (8289)، ومسلم 4/ 2272 (2956) من طريق العلاء. وأبو عامر العقدي، وزهير بن محمد من رجال الشيحين.
(5047)
الحديث الرابع عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عبد العزيز بن المطلّب عن عبد اللَّه بن الحسن عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أُرِيدَ مالُه بغير حقٍّ فقُتِل فهو شهيد"(1).
(5048)
الحديث الخامس عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا ابن جُرَيج قال: أخبرني نعمان بن أبي شهاب أن ابن شهاب أخبرَه عن سعيد ابن المسيّب عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا أكلَ أحدُكم فليأكُلْ بيمينه، فإنّ الشيطان يأكلُ بشماله ويشربُ بشماله"(2).
(5049)
الحديث السادس عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا أُسامة بن زيد قال: أخبرني عبد اللَّه بن أبي لبيد عن المطّلب بن عبد اللَّه بن حَنطب قال: سمعتُ أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أمرَني جبريلُ برفع الصّوت في الإهلال، فإنّه من شعار الحَجّ"(3).
(5050)
الحديث السابع عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن أبي بُكير قال: حدّثنا كامل أبو العلاء قال: سمعْتُ أبا صالح -مؤَذِّنًا كان يؤذّن لهم- عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تعوَّذوا [باللَّه] من رأس السَّبعين، وإمارة الصّبيان".
(1) المسند 14/ 50 (8298)، وابن ماجة 2/ 862 (2582) قال البوصيري: إسناده حسن لقصور درجته عن أهل الحفظ والإتقان. (أي لقصور درجة عبد العزيز بن المطّلب).
(2)
المسند 14/ 59 (8306)، ومن طريق ابن جريج في مسند أبي يعلى 10/ 305 (5899). وحسّن المحقّقون إسناده، لأن النعمان بن راشد فيه كلام. وله شاهد صحيح عن ابن عمر وجابر في صحيح مسلم - الجمع 2/ 295، 402 (1493، 1687).
(3)
المسند 14/ 65 (8314). ومن طريق أسامة بن زيد صحّحه ابن خزيمة 4/ 174 (2630)، وصحّح الحاكم والذهبي إسناده 1/ 450. وقد صحّحه الألباني. ولكن محقّقي المسند صحّحوه عن زيد بن خالد لا عن أبي هريرة، وجعلاه من حديث أبي هريرة خطأ من أسامة.
قال: "لا تذهبُ الدّنيا حتى تصيرَ لِلُكَعَ ابن لُكَعَ"(1).
(5051)
الحديث الثّامن عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سيلمان ابن داود قال: حدّثنا حرب وأبان عن يحيى عن أبي كثير قال: حدّثني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه تعالى يغارُ، وإن المؤمنَ يغارُ، وغَيرةُ اللَّه عز وجل أن يأتيَ المؤمنُ ما حُرِّم عليه".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمنُ يغارُ، واللَّه أشدُّ غَيرًا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5052)
الحديث التاسع عشر بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعْتُ النّعمان يحدّث عن الزّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن عبد اللَّه بن حُذافة قام يصلّي فجهرَ بصلاته، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"يا ابن حُذافة، لا تُسْمِعْني وأَسْمِعْ ربَّك"(4).
(1) المسند 14/ 68 (8320). وقد ضعّف المحقّقون إسناده لجهالة حال أبي صالح، والاختلاف في كامل أبي العلاء.
اللّكع: مَن لا أصل له، ولا خلق.
(2)
المسند 16/ 429 (10735) وسليمان بن داود، وهو أبو داود الطيالسي. وهو في مسنده 381 (2357) من طريق حرب بن شدّاد وحده، ومن طريق الطيالسي عن أبان وحرب أخرجه مسلم 4/ 2115 (2761). وأخرجه البخاري من طريق يحيى 9/ 312 (5223).
(3)
مسلم 4/ 2115 (2761). ومن طريق العلاء في المسند 15/ 404 (9642).
(4)
المسند 14/ 72 (8326). والنعمان بن راشد صدوق سيّء الحفظ - التقريب 2/ 624، وسائر رجاله ثقات، وقد ضعّف إسناده محقّقو المسند، وهو في السنن الكبرى 2/ 162.
(5053)
الحديث العشرون بعد السبعمائة: وبه عن الزّهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
خرج نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي، فصلّى بنا ركعتين بلا أذانٍ وبلا إقامة، ثم خَطَبَنا ودعا اللَّهَ عز وجل، وحوَّلَ وجهَه نحو القبلة رافعًا يدَه، ثم قلبَ رداءهَ، فجعل الأيمن على الأيسر والأيسرَ على الأيمن (1).
(5054)
الحديث الحادي والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعت يونس عن الزُّهري عن سعيد بن المسيِّب وأبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "نحن أحقُّ بالشَّكِّ من إبراهيمَ إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} .
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ويرحمُ اللَّه لُوطًا، لقد كان يأوي إلى رُكنٍ شديد، ولو لَبِثْتُ في السجن ما لَبِثَ يوسفُ لأَجَبْتُ الدّاعي".
أخرجاه (2).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلَمة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50] فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو كُنْتُ أنا لأسرعْتُ الإجابة وما ابْتَغَيْتُ العُذر"(3).
(1) المسند 14/ 73 (8327). وإسناده كسابقه. وأخرجه ابن ماجة 1/ 403 (1268) وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وأخرجه ابن خزيمة 2/ 338 (1422) وقال: في القلب من النعمان بن راشد، فإن في حديثه عن الزهري تخليطًا كثيرًا، فإن ثبت هذا الخبر. . . وضعّف المحقّقون إسناده وصحّحوه لغيره. وضعّفه الألباني.
(2)
المسند 14/ 74 (8328، 8329)، ومن طريق يونس في البخاري 6/ 410 (3372)، ومسلم 1/ 33 (151).
(3)
المسند 14/ 228 (8554). وصحّحه المحقّقون، وحسّنوا إسناده من أجل محمد بن عمرو.
(5055)
الحديث الثاني والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عَوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أكبرُ عذابِ القبرِ من البول"(1).
(5056)
الحديث الثالث والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه كَرِهَ لكم ثلاثًا ورَضِيَ لكم ثلاثًا: رَضِيَ لكم أن تعبدوه ولا تُشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل اللَّه جميعًا ولا تَفَرّقوا، وأن تنصحوا لوُلاة الأمر. وكَرِه لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5057)
الحديث الرابع والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عيسى بن المسيّب قال: حدّثني أبو زُرعة عن أبي هريرة قال:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يأتي دارَ قوم من الأنصار ودونَهم دارٌ، فشَقّ ذلك عليهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، تأتي دارَ فلان ولا تأتي دارَنا. قال:"لأنّ في داركم كلبًا". قالوا: فإنّ في دارهم سِنَّورًا. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ السِّنَّور سبُع"(3).
(5058)
الحديث الخامس والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا محمد بن طلحة عن عبد اللَّه بن شُبْرُمة عن أبي زُرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال:
قال رجل: يا رسول اللَّه، من أحقُّ منّي بحُسن الصُّحبة؟ قال:"أمُّك". قال: ثم مَن؟
(1) المسند 14/ 76 (8331)، وإسناده صحيح. وهو في شرح المشكل 13/ 188 (5192) ومن طريق أبو عوانة في ابن ماجة 1/ 125 (348) وقال في الزوائد. إسناده صحيح. وله شواهد.
(2)
المسند 14/ 78 (7334). ومن طريق سهيل في مسلم 3/ 1340 (1715) وعبد الصمد وحمّاد بن سلمة ثقتان.
(3)
المسند 14/ 84 (8342). قال الحاكم 1/ 183 بعد أن أخرجه بهذا الإسناد، ومن طريق وكيع عن عيسى بن المسيّب، قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، وعيسى بن المسيّب تفرّد عن أبي زرعة، إلّا أنّه صدوق، ولم يُجَرّح قطّ. قال الذهبي: قال أبو داود: ضعيف. وقال أبو حاتم ليس بالقويّ. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده. وصحّحه الحاكم 1/ 183 من طريق أبي عوانة، وقال الذهبي وله شاهد.
قال: "ثم أُمُّك" قال: ثم مَن؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثمّ من؟ قال: "ثُمّ أبوك".
أخرجاه (1).
(5059)
الحديث السادس والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا سُريج بن يونس قال: حدّثنا حُميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن هارون بن سعد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضِرسُ الكافرِ -أو نابُ الكافر- مِثْلُ أُحُدٍ، وغِلظُ جِلده مسيرة ثلاث".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رِبعيّ بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضِرسُ الكافر [يوم القيامةِ] (3) مثلُ أُحد، وعَرض جلده سبعون ذِراعًا، وفَخِذُه مثل وَرِقان، ومَقْعَدُه من النّار مثل ما بيني وبين الرَّبَذة"(4).
(5060)
الحديث السابع والعشرون بعد السبعمائة: وبه عن أبي هريرة قال:
عطس رجلان عند النبيّ صلى الله عليه وسلم أحدُهما أشرفُ من الآخر، فعطس الشّريف فلم يَحْمَدِ اللَّه فلم يُشَمِّتْه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وعطسَ الآخرُ فحَمِدَ اللَّه فشمَّتَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال الشريف:
(1) المسند 14/ 86 (8344). وأخرجه مسلم 4/ 1974 (2548) من طريق ابن شبرمة، وله فيه طرق أخر. وهاشم بن القاسم من رجال الشيخين. وأخرجه البخاري 10/ 401 (5971) تعليقًا بعد أن روى الحديث من طريق أبي زرعة، قال: وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب: حدّثنا أبو زرعة. . وينظر الفتح 10/ 403.
(2)
مسلم 4/ 2189 (2851).
(3)
تكملة من المصادر.
(4)
المسند 14/ 87 (8345)، ومن طريق عبد الرحمن بن إسحق صحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 595. وفيه زيادة "وعضده مثل البيضاء". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم، وهو ثقة. المجمع 10/ 394 وقد حسّن المحقّقون إسناده، وحسّنه الألباني في الصحيحة 3/ 94 (1105).
وورقان جبل: والرّبذة: موضع.
عطسْتُ عندَك فلم تُشَمِّتْني، وعطسَ هذا فشَمَّتَّه. فقال:"إنّ هذا ذكرَ اللَّه فذكَرْتُه، وأنتُ نسيتَ اللَّه فنسيتُك"(1).
(5061)
الحديث الثامن والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر قال: حدّثني عمران بن أبي أنس عن عمر بن الحكم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَفْرَكْ (2) مؤمنٌ مؤمنةٌ، إنّ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخر".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5062)
الحديث التاسع والعشرون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: الضّحّاك بن عثمان قال: حدّثني بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اشترى طعامًا فلا يَبِعْه حتى يَسْتَوْفِيَه"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا الضحّاك بن عثمان قال: حدّثني بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن سليمان بن يسار:
أن صِكاك التُّجّار خَرَجَت، فاستأذن التُّجّارُ مروانَ في بيعها، فأذِنَ لهم، فدخل أبو هريرة عليه فقال له: أَذِنْتَ في بيع الرّبا، وقد نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُشترى الطعامُ ثم يباعَ حتى يُسْتَوفى. قال سليمان: فرأيتُ مروانَ بعثَ الحرسَ فجعلوا ينتزعون الصِّكاك من أيدي من لا يُتَحَرَّجُ منهم.
انفرد بإخراجه الطريقين مسلم (5).
(1) المسند 14/ 88 (8346)، وأخرجه بهذا الإسناد البخاري في الأدب 2/ 509 (932) وحسّنه الألباني والمحقّقون. وله شواهد كثيرة صحيحة.
(2)
يفرك: يبغض.
(3)
المسند 14/ 99 (8363)، ومسلم 2/ 1091 (1469). وأبو عاصم: الضحّاك بن مخلد.
(4)
المسند 14/ 158 (8440)، ومسلم 3/ 1162 (1528).
(5)
المسند 14/ 101 (8365) ومسلم 3/ 1162 (1528). عن الضحّاك. وأبو بكر الحنفي من رجال الشيخين.
(5063)
الحديث الثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أدّى العبدُ (1) حقَّ اللَّه وحقَّ مواليه كان له أجران"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا يونس عن الزُّهري عن سعيد بن المسيِّب عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "للعبدِ المُصْلحِ المملوكِ أجران".
والذي نفسُ أبي هريرة بيده، لولا الجهادُ في سبيل اللَّه والحجّ وبِرُّ أُمّي، لأَحْبَبْتُ أن أموتَ وأنا مملوك.
الطريقان في الصحيحين (3).
(5064)
الحديث الحادي والثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن نُعَيم بن عبد اللَّه أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخُلُها الدّجّال ولا الطّاعون".
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة عن مالك بن أنس عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
كان الناسُ إذا رأَوا أوّل الثَّمَر جاءوا به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال
(1) رواية المسند "إذا العبد أدّى".
(2)
المسند 12/ 395 (7428)، ومسلم 3/ 1285 (1666).
(3)
المسند 14/ 107 (8372)، ومن طريق يونس في البخاري 5/ 75 (2548)، ومسلم 3/ 1284 (1665) وزاد في رواية مسلم: وبلغنا أن أبا هريرة لم يحجّ حتى ماتت أمّه لصحبتها.
(4)
المسند 12/ 174 (7234)، ومن طريق مالك في البخاري 4/ 95 (1880)، ومسلم 2/ 1005 (1379) وعبد الرحمن هو ابن مهدي.
"اللهمّ بارِكْ لنا في ثَمَرنا، وبارِكْ لنا في مدينتنا، وبارِكْ لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدّنا. اللهمَّ إنّ إبراهيم عليه السلام عبدُك ورسولُك وخليلُك ونبيُّك، وإنّي عبدُك ونبيُّك، وإنّه دعاك لمكّة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكّة ومثله معه" قال: ثم يدعو أصغرَ وَليد له فيعطيه ذلك الثَّمر.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5065)
الحديث الثاني والثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضْر قال: حدّثنا وَرقاء بن عمر اليَشْكُري قال: سمعْتُ عمرو بن دينار يحدّث عن عطاء ابن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا صلاةَ بعد الإقامة إلّا المكتوبة".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5066)
الحديث الثالث والثلاثون بعد السبعمائة: وبه عن اليَشْكُري (3) عن عُبيد اللَّه بن أبي يزيد عن نافع بن جُبير بن مُطْعِم عن أبي هريرة قال:
كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة، فانصرفَ وانصرفْتُ معه، فجاء إلى فِناء فاطمة فنادى الحسنَ، فقال:"أَيْ لُكَعُ"(4) فلم يُجِبْه أحد. فانصرفَ وانصرَفْتُ معه، فجاء إلى فِناء عائشة فقعد، قال: فجاء الحسن بن عليّ. قال أبو هريرة: ظَنَنْتُ أنّ أُمّه حَبَسَتْه لِتَجْعَلَ في عُنُقُه السِّخاب، فلما جاء الْتَزَمَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم والتزمَ هو رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"اللهمَّ إنّي أُحِبُّه فأَحِبَّه، وأَحِبَّ من يُحِبُّه" ثلاث مرّات.
أخرجاه (5).
والسِّخاب: خيط يُنظم فيه خرز.
(1) مسلم 2/ 1000 (1373).
(2)
المسند 14/ 112 (8379)، ومسلم 1/ 493 (710) من طريق ورقاء. وأبو النضر، هاشم بن القاسم، من رجال الشيخين.
(3)
وهو ورقاء، أي عن أبي النضر، عن ورقاء بن عمر اليشكري.
(4)
في المسند "أي لكع، أي لكع، أي لكع، ثلاث مرّات".
(5)
المسند 14/ 114 (8380). وأخرجه مسلم 4/ 1882 (2421)، والبخاري 4/ 339 (2122) من طريق عبيد اللَّه بن أبي يزيد، والبخاري 10/ 332 (5884) من طريق ورقاء عن عبيد اللَّه.
(5067)
الحديث الرابع والثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا: حدّثنا ورقاء عن عبد اللَّه بن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تصدَّقَ بعَدل (1) تمرة من كسب طيّب -ولا يَصْعَدُ إلى اللَّه إلّا طيّب- فإنّ اللَّه يَقْبَلُها بيمينه، ثم يُرَبّيها لصاحبها كما يُرَبّي أحدُكم فَلُوَّه (2) حتى يكونَ مثلَ الجبل"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا بكر بن مُضَر عن ابن عجلان أن سعيد بن يسار أبا الحُباب أخبره عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبدٍ مؤمنٍ تصدّق بصدقةِ من كسبٍ طَيِّبٍ، ولا يقبل اللَّهُ إلا الطَّيِّب، ولا يَصْعَدُ إلى السماء إلّا الطَّيِّب، إلا وهو يَضَعهُا في كفّ الرّحمن فيربّيها كما يُرَبّي أحدُكم فَلُوَّه أو فَصِيلَه، حتى إنّ التّمرة لتكونُ مثلَ الجبل العظيم"(4).
الطريقان في الصحيحين.
(5068)
الحديث الخامس والثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا أبي عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يدخلُ الجنّةَ أقوامٌ أفئدتُهُم مثلُ أفئدةِ الطير".
انفرد بإخراجه مسلم (5).
والإشارة إلى قومٍ رقّت قلوبُهم فاشتدّ خوفُهم. وشبَّهَهم بالطّير الذي يخاف من كل شيء.
(1) عَدل الشيء: مثله.
(2)
الفَلُوّ: المهر الصغير. والفصيل: ولد الناقة.
(3)
المسند 14/ 115 (8381). وإسناده صحيح.
(4)
المسند 15/ 248 (9423). وقد أخرج البخاري الحديث من طريق عبد اللَّه بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة 3/ 278 (1410) ثم قال: وقال ورقاء عن ابن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة. وهو في مسلم 2/ 702 (1014) من طريق سعيد بن يسار، وأبي صالح عن أبي هريرة.
(5)
المسند 14/ 116 (8382)، ومسلم 4/ 2183 (2840).
(5069)
الحديث السادس والثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن يزيد عن أبيه عن بَشير بن أبي صالح (1) عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ثَمَنُ الحريسة حرام، وأكلُها حرام"(2).
الحريسة (3): الشاة المسروقة من المرعى.
(5070)
الحديث السابع والثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا بكر بن مُضر عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ العبدَ لَيتكلَّمُ بكلمة (4) يزِلُّ بها في النّار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب".
أخرجاه (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ العبد لَيتكلَّمُ بالكلمة من رضوان اللَّه لا يُلْقي لها بالًا يَرفعُ له بها درجات. وإنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سَخَط اللَّه لا يُلْقي لها بالًا يهوي بها في جهنّم".
انفرد بإخراجه البخاري (6).
(1) اختلف فيه بين "بشر وبشير" ورجّح الثاني ابن حجر في التعجيل 51، 52. وجعله بشرًا في الأطراف 7/ 139: حُبير، ، ويقال له ابن بُقيلة أو نُفيلة - وهذا دليل على أنّه "مجهول".
(2)
المسند 14/ 132 (8407). قال الهيثمي 4/ 95: رواه أحمد، وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو متروك. ويزيد ضعيف كما قال ابن حجر في التقريب 2/ 674. وابنه يحيى كذلك - التعجيل 447. وبشير مجهول. وبهذا أعلّه محقّقو المسند.
(3)
وهي بمعنى المحروسة.
(4)
في المسند "بالكلمة".
(5)
المسند 14/ 493 (8923)، ومسلم 4/ 2290 (2988). ومن طريق يزيد في البخاري 11/ 308 (6477).
(6)
المسند 14/ 135 (8411)، والبخاري 11/ 308 (6478).
ويُلقي بالقاف، ومعناه: لا يحضر قلبه لما يقوله. وقد رواه بعضهم بالفاء وهو تصحيف.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن محمد بن إسحق قال: حدّثني محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجلَ ليتكلّمُ بالكلمة لا يرى بها بأسًا، يهوي بها سبعين خريفًا في النّار"(1).
(5071)
الحديث الثامن والثلاثون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر العَقَديّ عن محمّد بن عمّار قال سمعت سعيدًا المقبُري يحدِّثُ عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ الكسبِ كسبُ يدِ العامل إذا نَصَح"(2).
(5072)
الحديث التاسع والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زهير عن أَسيد بن أَسيد عن نافع بن عيّاش (3) عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أحبَّ أن يُطَوِّقَ حبيبه طوقًا من نارٍ فلْيُطوِّقه طَوقًا من ذهب. ومن أحبَّ أن يُسَوِّرَ حبيبه بسوار من نارٍ فلْيُسَوِّرْه بسِوار من ذهب. ومن أحبّ أن يُحَلَّق حبيبَه حَلْقةً من نار فلْيُحَلِّقة حَلْقة من ذهب، ولكن عليكم بالفضّة، العبوا بها لَعِبًا، العبوا بها لَعِبًا"(4).
(5073)
الحديث الأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم قال: حدّثنا سليمان عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 12/ 149 (7215). وفي إسناده ابن إسحق صرّح بالحديث، وسائر رجاله رجال الصحيح وأخرجه الترمذي 4/ 482 (2314) وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 4/ 597، ووافقه الذهبي - على عادتهما في جعل أحاديث ابن إسحق على شرط مسلم، وصحّحه ابن حبّان 13/ 13 (5706). وصحّح الحديث الألباني والمحقّقون.
(2)
المسند 14/ 136 (8412). رجاله رجال الصحيح عدا محمد بن عمّار، وهو صدوق. وفي الترغيب 2/ 609 (1150)، والمجمع 4/ 6: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
(3)
يقال له ابن عبّاس، وابن عيّاش. التقريب 2/ 618.
(4)
المسند 14/ 140 (8416). وأسيد روى له أصحاب السنن، والبخاري في المفرد، صدوق - التقريب 1/ 56. وسائر رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود 4/ 93 (4236) من طريق أسيد، وحسّنه الألباني.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يخرجُ عُنُق (1) من النّار يومَ القيامة له عينان يُبْصِرُ بهما، وأُذُنان يسمع بهما، ولسان يَنْطِقُ به، فيقول: إنّي وُكِّلْتُ بثلاثة: بكلِّ جبّار عنيد، وبكلِّ من ادّعى مع اللَّه إلهًا آخر، وبالمصَوِّرين"(2).
(5074)
الحديث الحادي والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو الوليد قال: حدّثنا أبو عَوانة عن عبد الملك بن عُمَير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال:
أتى أعرابيٌّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأرنبٍ قد شواها ومعها صِنابُها وأُدْمُها، فوضعها بين يدَيه، فأمسك النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يأكل، وأمر أصحابَه أن يأكلوا، فأمسكَ الأعرابيّ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما يَمْنَعُك أن تأكلَ؟ " قال: إنّي أصومُ ثلاثة أيّام من كلّ شهر. قال: "إنْ كنتَ صائمًا فصُم الأيّامَ الغُرَّ"(3).
الصِّناب: الصِّباغ، وهو ما يُصطبغ به.
(5075)
الحديث الثاني والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن آدم قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن أبي حَصين عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(5076)
الحديث الثالث والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمر بن سعد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أسرعُ قبائل العربِ فَناءً قُريشٌ، يوشِك أن تَمُرَّ المرأةُ بالنَّعل
(1) العُنق: الحُزمَة.
(2)
المسند 14/ 152 (8430). وإسناده صحيح. وأخرجه الترمذي 4/ 604 (2574) من طريق عبد العزيز بن مسلم، قال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 14/ 154 (8434) وإسناده صحيح. ومن طريق أبي عوانة أخرجه النسائي 4/ 222.
وصحّحه ابن حبّان 8/ 410 (3650) والمحقّقون.
والغُرّ: البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر.
(4)
المسند 14/ 155 (8435)، والبخاري 3/ 284 (2044) من طريق أبي بكر. ويحيى بن آدم ثقة.
فتقول: هذا نعل قُرشيّ" (1).
(5077)
الحديث الرابع والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشام بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سَرَقَ عبدُ أحدِكم فليَبِعْه ولو بنَشّ"(2).
يعني نصف أوقيّة، والأوقيّة عندهم خمسة دراهم (3).
(5078)
الحديث الخامس والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "هل تَرون قبلتي هاهنا؟ فواللَّه ما يخفى عليَّ رُكوعُكم ولا خشوعُكم إنّي لأراكم من وراء ظهري".
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن عجلان (5) عن أبي هريرة:
(1) المسند 14/ 156 (8437)، ومسند أبي يعلى 11/ 68 (6205). وإسناده صحيح. وقال الهيثمي عن رجال أحمد وأبي يعلى: رجال الصحيح 10/ 31.
(2)
المسند 14/ 157 (8439). وفي 14/ 165 (8451) من طريق حسين عن أبي عوانة، وفيه: يعني نصف أوقية. والحديث من طريق أبي عوانة في المفرد 1/ 89 (165). وسنن أبي داود 4/ 143 (4412)، وسنن ابن ماجة 2/ 864 (2589)، والنسائي 8/ 91. قال النسائي: عمر ليس بالقويّ في الحديث. وقد ضعّف الألباني والمحقّقون إسناده من أجل عمر بن أبي سلمة.
(3)
هكذا في المخطوطة "أن الأوقية خمسة دراهم". والذي في المصادر أنها أربعون درهمًا، وأن النّشّ: النصف، وهو عشرون درهمًا. وقد فسّر المؤلّف نفسه الأوقية بأنها أربعون درهمًا، والنّشّ عشرون. غريب الحديث 2/ 408، 480. وينظر النهاية 5/ 56.
(4)
البخاري 1/ 514 (418) ومن طريق مالك في مسلم 1/ 319 (424) ومن طريق أبي الزناد في المسند 14/ 380 (8771).
(5)
في الأصل "ابن عجلان". وقد أثبت عن المسند، والأطراف 7/ 406، والإتحاف 15/ 361. وهو عجلان المدني، مولى المشمعلّ. قالى، ابن حجر في التقريب 1/ 397: لا بأس به. والحديث في المسند 14/ 8 (8255)، وروي 12/ 127 (7199)، 16/ 333 (10565) عن عمرو بن الهيثم ويزيد كلاهما عن ابن أبي ذئب عن عجلان. وقد روي 14/ 496 (8927) من طريق قتيبة عن ليث بن سعد عن محمد بن عجلان بنحوه. وقد حكم محقّقو المسند على الحديث بالصحّة، وعلى الإسناد بالحسن.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، إنّي لأنظُرُ إلى ما ورائي كما أنظرُ إلى ما بين يديّ، فَسَوُّوا صفوفَكم، وأحْسِنوا ركوعَكم وسجودكم".
(5079)
الحديث السادس والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يمرَّ الرجلُ بقبر الرجلِ فيقول: يا ليتني كنتُ مكانَك".
أخرجاه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عمر بن أبان (2) قال: حدّثنا ابن فُضيل عن أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا تذهبُ الدُّنيا حتى يَمُرَّ الرجلُ على القبر فيتمرّغُ عليه ويقول: يا ليتني كنتُ مكان صاحبِ هذا القبر، وليس به الدِّين إلا البلاء".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5080)
الحديث السابع والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن ابن أبي عمرو عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أدركَ شيخًا يمشي بين ابنَيه يتوكّأُ عليهما، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما شأنُ هذا؟ ". فقال ابناه: يا رسول اللَّه، كان عليه نَذْر. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اركَبْ أيُّها الشّيخُ، فإنّ اللَّه غنيٌّ عنك وعن نَذرك".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 12/ 164 (7227)، والبخاري 13/ 74 (7115)، ومسلم 4/ 2231 (157) وكلاهما من طريق مالك.
(2)
وهو عبد اللَّه بن عمر بن محمد بن أبان، مُشْكُدانه.
(3)
مسلم - السابق.
(4)
مسلم 3/ 1264 (1643). ومن طريق إسماعيل بن جعفر في المسند 14/ 447 (8859).
(5081)
الحديث الثامن والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو سمع طاوسًا سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "احتجَّ آدمُ وموسى، فقال موسى: يا آدمُ، أنت أبونا، خيَّبْتَنا وأخرجْتَنا من الجنّة. فقال له آدم: يا موسى، أنت اصطفاك اللَّه بكلامه، وخطَّ لك بيده، أتلومُني علي أمرٍ قدّره اللَّهُ عز وجل عليّ قبلَ أن يخلُقَني بأربعين سنة. قال: حجّ آدمُ موسى، حجّ آدمُ موسى، حجّ آدمُ موسى".
أخرجاه (1).
(5082)
الحديث التاسع والأربعون بعد السبعمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسحق بن منصور قال: حدّثنا عبد الرّزّاق عن مَعمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أحسنَ أحدُكم إسلامَه فكلُّ حسنة يعمَلُها تُكْتَبُ له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكلُّ سيئة يعمَلُها تُكْتَبُ له بمِثلها".
أخرجاه (2).
(5083)
الحديث الخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: يُذكر عن الزُّبيدي (3) عن الزهري قال: أخبرني عَنبسة بن سعيد أنّه سمع أبا هريرة يُخبر سعيد بن العاص قال:
بعثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أبانًا على سَرِيّة من المدينة قبَلَ نجد، فقَدِمَ أبانٌ وأصحابه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بخيبر بعدما افتتحَها، وإن حُزَمَ خَيلهم لَلِّيف. قال أبو هريرة: قلت: يا رسول اللَّه، لا تَقْسِمْ لهم. قال أبان: وأنت بهذا يا وَبْرُ تَحَدَّرَ من رأس ضال. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أبان، اجلِسْ" فلم يَقْسِمْ لهم.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 12/ 343 (7387). وسفيان هو ابن عيينة. ومن طريقه أخرجه البخاري 11/ 505 (6614)، ومسلم 4/ 2042 (2652).
(2)
البخاري 1/ 100 (42). ومن طريق عبد الرزّاق في مسلم 1/ 118 (129)، والمسند 13/ 530 (8217).
(3)
وهو محمد بن الوليد. وقد ذكر ابن حجر في الفتح 7/ 491 ومن وصل هذه الطريق.
(4)
البخاري 7/ 491 (4238). وقد أخرجه من طريق شيخه الحميدي عن سفيان عن الزهري بنحوه 6/ 39 (2827).
والوَبْر بتسكين الباء: دويبة تشبه السِّنَّور.
وقال جُلُّ مَن رواه "ضان" بالنون، فالمراد به الشاة (1)، والمقصود بالكلام احتقاره.
(5084)
الحديث الحادي والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة عن أبي الوَرد -قال إسحق: المديني- (2) عن أبي هريرة قال:
سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إيَاكم والخيلَ المُنَفَّلة، فإنّها إن تَلقَ تَفِرَّ، وإن تَغْنَم تَغُلّ"(3).
المراد بالحديث التحذيرُ من قومٍ يدخلون في قومٍ وليسوا منهم، فإنهم لا يقاتلون بقلب، لأنهم دُخَلاء في أولئك القوم.
(5085)
الحديث الثاني والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة:
أن أعرابيًا غزا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم خيبر، فأصابه من سهمه ديناران، فأخذَهما الأعرابيُّ فجعلهما في عباءته، فخيّط عليهما ولفّ عليهما، فمات الأعرابيُّ، فوُجد الديناران، فذكر ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"كيّتان"(4).
(5086)
الحديث الثالث والخمسون بعد السبعمائة: وبه: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "التكبير في العيدين سبع قبل القراءة وخمس بعد القراءة"(5).
(1) والضال: السِّدر البرّي. وينظر شرح ابن حجر للحديث 7/ 491 وما بعدها، والكشف 3/ 544.
(2)
قوله عن إسحق. إشارة إلى رواية أخرى للحديث وهي رواية إسحق بن عيسى.
(3)
المسند 14/ 307 (8676). وقد ضعّف المحقّقون إسناده.
وروى ابن ماجة 2/ 944 (2829): من طريق ابن لهيعة عن يزيد عن لهيعة بن عقبة قال: سمعت أبا الورد صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إيّاكم والسّرِيّة التي إنّ لَقِيَت فرّت، وإن غَنِمَتْ غَلّت". وينظر تعليق المحقّقين عليه. وضعّف الألباني إسناد حديث ابن ماجة.
(4)
المسند 14/ 308 (8678). وفي إسناده ابن لهيعة. وأبو يونس سليم بن جبير ثقة. وضعّف المحقّقون إسناده.
(5)
المسند 14/ 309 (8679) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وجعل محققو المسند قوله: "خمس بعد القراءة" منكرًا.
(5087)
الحديث الرابع والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال - وقرأ عليه أبيٌّ أمَّ القرآن فقال: "والذي نفسي بيده، ما أُنزل في التّوراة ولا في الإنجيل ولا في الزَّبور ولا في الفرقان مثلُها، إنّها السبعُ المثاني والقرآنُ العظيم الذي أوتيت"(1).
(5088)
الحديث الخامس والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرني إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "آيةُ المنافق ثلاث: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا أُوْتُمِن خان".
أخرجاه (2).
(5089)
الحديث السادس والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا حفص بن عمر قال: حدّثنا همّام عن قتادة قال: حدّثني النضر بن أنس عن بشير ابن نَهيك عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "العُمْرى جائزة".
أخرجاه (3).
(1) المسند 14/ 310 (8682) وإسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى 11/ 367 (6482) من طريق إسماعيل. وهو من طريق العلاء بأطول من هذا في الترمذي 5/ 143 (2875)، وقال: حسن صحيح: ومثله في شرح السنة 4/ 444 (1186). وصحّح الحديث الألباني والمحقّقون. وينظر الفتح 8/ 157.
(2)
المسند 14/ 314 (8685). ومن طريق إسماعيل بن جعفر في البخاري 1/ 89 (33)، ومسلم 1/ 78 (59). وسليمان بن داود الهاشمي ثقة.
(3)
البخاري 5/ 238 (2626)، ومسلم 3/ 248 (1626) من طريق قتادة. ومن طريق همّام في المسند 14/ 236 (8567).
والعُمْرى: أن يقول الرجل: أعمرْتك الدار: أي جعلتها لك ما حييت.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان قال: أخبرني إسماعيل قال: حدّثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا عُمرى، فمن أُعْمِرَ شيئًا فهو له"(1).
(5090)
الحديث السابع والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثني أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا تمنّى أحدُكم فلينظر ما يتمنّى، فإنّه لا يدري ما كُتِب له في أمنيَته"(2).
(5091)
الحديث الثامن والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق قال: حدّثنا يحيى بن سُليم قال سمعت إسماعيل بن أميّة يحدّث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّهُ عز وجل: ثلاثةٌ أنا خَصْمُهم يومَ القيامة، ومن كنتُ خَصْمَه خَصَمْتُه: رجلٌ أعطي بي ثم غَدَر، ورجلَ باعَ حُرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منه ولم يُوَفِّه أجرَه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(5092)
الحديث التاسع والخمسون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه قال: حدّثنا عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 14/ 315 (8686). ومن طريق إسماعيل أخرجه النسائي 6/ 277، وصحّحه ابن حبّان 11/ 533 (5131). وأخرجه ابن ماجة 2/ 796 (2379) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن عمرو به. وقال البوصيري: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد حسّنه الألباني والمحقّقون.
(2)
المسند 14/ 316 (8689)، ومن طريق أبي عوانة في الأدب المفرد 2/ 425 (794)، وأبي يعلى 11/ 313 (5907). وقال الهيثمي 1/ 154: رجاله رجال الصحيح. وينظر تعليق المحقّقين. وجعل الألباني الحديث ضعيفًا - الضعيفة 5/ 282 (2255).
(3)
المسند 14/ 318 (8692)، ومن طريق يحيى بن سليم في البخاري 4/ 417 (2227). وإسحق بن عيسى الطّبّاع من رجال مسلم. وليس في رواية البخاري:"ومن كنتُ خصمه خصمته".
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّهُ عز وجل: ابنَ آدمَ، تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَك غِنًى، وأسُدَّ فقرَك، وإلّا تفعلْ ملأتُ صدرَك شُغلًا ولم أسُدَّ فقرك"(1).
(5093)
الحديث الستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سألْتُ ربّي عز وجل، فوعدَني أن يُدْخِلَ من أُمّتي سبعين ألفًا على صورة القمر ليلةَ البدر، فاستزدْت ربّي فزادني مع كلّ ألف سبعين ألفًا، فقلت: أيْ رَبِّ، إنّ لم يكن هؤلاء مهاجري أُمّتي؟ قال: إذن أُكْمِلهم من الأعراب"(2).
(5094)
الحديث الحادي والستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الطيالسي قال: حدّثنا صدَقة بن موسى قال: حدّثنا محمد بن واسع عن سُمير بن نهار (3) عن أبي هريرة:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "قال ربُّكم عز وجل: لو أنّ عبيدي أطاعوني لأسْقَيْتُهم المطرَ بالليل، وأطْلَعْتُ عليهم الشمسَ بالنّهار، ولما أسمعْتُهم صوتَ الرّعد"(4).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ حسن الظَّنّ من حُسن عبادةِ اللَّه عز وجل"(5).
(1) المسند 14/ 321 (8696) وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم 2/ 443، ووافقه الذهبي. وأخرجه من طريق عمران بن زائدة ابن ماجة 2/ 1376 (4107)، والترمذي 4/ 554 (2466) وقال: حسن غريب، وصحّحه ابن حبّان 2/ 119 (393). والألباني - الصحيحة 3/ 346 (1359).
(2)
المسند 14/ 326 (8707). قال الهيثمي في المجمع 10/ 407: له حديث في الصحيح باختصار، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. قال محقّق المسند: صحيح دون قوله: "فاستزدت فزادني. . " وينظر الصحيحة 3/ 473 (1484).
(3)
ويقال فيه: "شُتير".
(4)
المسند 14/ 327 (8708). وصدقة ضعّفوه. وشتير - أو سمير، مجهول. وهو في مسند أبي داود الطيالسي 337 (2586). ومن طريقه صحّحه الحاكم على شرط مسلم، وقال الذهبي: وصدقه ضعّفوه 4/ 256. قال في المجمع 3/ 214: ومداره على صدقة بن موسى الدقيقي، ضعّفه ابن معين وغيره، وقال مسلم بن إبراهيم: وكان صدوقًا.
(5)
المسند 14/ 328 (8709) وإسناده كسابقه. وأخرجه الحاكم 4/ 256 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وردّه الذهبيّ، وأخرجه 4/ 241 من طريق حمّاد بن سلمة عن محمد بن واسع، وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. ووافقه الذهبي: وصحّحه ابن حبّان 2/ 399 (631). ومن طريق الطيالسي في الترمذي 5/ 781 (مستدرك عن تحفة الأحوذي) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه أبو داود من طريق حمّاد بن سلمة عن محمد بن واسع 4/ 298 (4993). وضعّف الألباني الحديث - الضعيفة (3150).
(5095)
الحديث الثاني والستون بعد السبعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جَدِّدوا إيمانكم" قالوا: وكيف نجدِّدُ إيمانَنا؟ قال: "أكثِروا من قول: لا إله إلا اللَّه"(1).
(5096)
الحديث الثالث والستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن سليمان قال: حدّثنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أنظر مُعْسِرًا أو وضعَ له، أظلَّه اللَّه عز وجل في ظلّ عرشه يومَ القيامة"(2).
(5097)
الحديث الرابع والستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو جعفر المدائني قال: أخبرنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد اللَّه عن شُبيل بن عوف عن أبي هريرة قال:
سمعْت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لثوبانَ: "كيف أنت يا ثوبانُ إذا تَداعتْ عليكم الأُممُ كتداعيكم على قَصْعة الطعام تُصيبون منه؟ " قال ثوبان: بأبي وأمّي يا رسول اللَّه، أمِن قِلّة بنا؟ فقال:"لا، أنتم يومئذٍ كثير. ولكن يُلْقَى في قلوبكم الوَهَن". قالوا: وما الوَهَن يا رسول اللَّه؟ قال: "حبُّكم الدُّنيا وكراهيتكم القتالَ"(3).
(5098)
الحديث الخامس والستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو جعفر قال: أخبرنا عبّاد بن العوّام عن هشام بن حسّان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 14/ 328 (8710). وذكره الهيثمي في المجمع 2/ 214 في الحديث الذي ذكر فيه الخلاف في صدقة، ثم ذكره 10/ 85 وقال: رجال أحمد ثقات. وأخرجه الحاكم 4/ 256. . . وهو مع الحديث الذي ردّه الذهبي قبل هذا.
(2)
المسند 14/ 329 (8711)، والترمذي 3/ 599 (1306) وقال: حديث حسن صحيح من هذا الوجه. وذكر أحاديث الباب. وصحّح المحقّقون إسناده، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 14/ 331 (8713). وأبو جعفر، محمد بن جعفر صدوق، فيه لين. وقد ضعّف المحقّقون إسناده، وحسّنوه لغيره، فقد أخرج أبو داود الحديث 4/ 111 (4297) عن ثوبان. وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 647 (958).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفّارات لما بينهنّ، ما اجتُنِبَتِ الكبائر".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5099)
الحديث السادس والستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو جعفر قال: حدّثنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد اللَّه عن شُبَيل عن أبي هريرة قال:
مرّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأناسٍ من اليهود وقد صاموا عاشوراءَ، فقال:"ما هذا من الصوم؟ " قالوا: هذا اليوم الذي نجّى اللَّهُ موسى وبني إسرائيل من الغَرَق وغرَّق فيه فرعون، وهذا يوم استوتْ فيه السفينةُ على الجُودِيّ، فصام نوحٌ وموسى شُكرًا للَّه عز وجل. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أنا أحقُّ بموسى وأحقُّ بصومِ هذا" فصام، وقال لأصحابه:"من كان أصبحَ منكم صائمًا فلْيُتِمَّ صومَه، ومن كان أصاب من غداء أهله فلْيُتِمَّ بقيّة يومه"(2).
(5100)
الحديث السابع والستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن ثَور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "السّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل اللَّه، أو كالذي يَقومُ الليل ويصومُ النّهار".
أخرجاه (3).
(1) المسند 14/ 333 (8715). ومن طريق هشام في مسلم 1/ 209 (233). وأبو جعفر متابع في هذا الحديث. وعبّاد من رجال الشيخين.
(2)
هذا حديثان بإسناد واحد في المسند 14/ 334، 335 (8716، 8717): الأول منهما: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم صائمًا يوم عاشوراء. فقال لأصحابه: "من كان منكم. . . ". والثاني: مرّ النبيّ بأناس من اليهود. . . إلى "وأحقّ بصوم هذا اليوم" فأمر أصحابه بالصوم. خلط بينهما المؤلّف، وقدّم وأخّر، وحذف واختصر.
وحبيب الأزدي مجهول، وابنه عبد الصمد ضعّفه أحمد، وقال عنه ابن معين: لا بأس به - التقريب 1/ 194، 356. فالحديث ضعيف إسناده، لكن له شواهد صحيحة. ينظر التعليق عليه في المسند.
(3)
المسند 14/ 346 (8732). ومن طريق ثور في البخاري 9/ 497 (5353)، ومسلم 4/ 2286 (2982) وأبو سلمة منصور بن سلمة من رجال الشيخين، ثقة. وعبد العزيز بن محمد من رجال الشخين وفيه كلام، ولكنه متابع عند الشيخين في هذا الحديث.
(5101)
الحديث الثامن والستون بعد السبعمائة: وبه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذَ أموالَ النّاسِ يريدُ أداءَها أدّاها اللَّه عنه، ومن أخذَها يريدُ إتلافها أتلفَه اللَّهُ عز وجل".
أخرجه البخاري (1).
(5102)
الحديث التاسع والستون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلَمة الخُزاعي قال: حدّثنا مالك عن سهيل بني أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من حَلَفَ على يمين فرأى غيرَها خيرًا منها فلْيُكَفِّرْ عن يمينه وليفعل الذي هو خير".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5103)
الحديث السبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد (3) قال: حدّثنا ابن نُمَير عن عُبيد اللَّه عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الشِّغار.
والشِّغار: أن يقول الرجلُ للرجل: زوِّجْني ابنتَك وأُزَوجُك ابنتي، وزوِّجْني أختَك وأُزَوِّجُك أُختي.
انفرد بإخراجه مسلم. وتمام هذا التفسير ألّا يكونَ هناكَ صداقٌ إلّا هذا.
(1) المسند 14/ 347 (8733). وإسناده كسابقه، وعبد العزيز متابع، فقد أخرجه البخاري 5/ 53 (2387) من طريق سليمان بن بلال عن ثور بن زيد به.
(2)
المسند 14/ 348 (8734)، ومسلم 3/ 21273 (1650) من طريق مالك وأبو سلمة، منصور بن سلمة من رجال الشيخين.
(3)
في الأصل: (حدّثنا مسلم). ولم يرو مسلم عن ابن نمير. ولكن الحديث فيه 2/ 1035 (1416) عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن ابن نُمير. أما الإمام أحمد، فرواه 15/ 416 (9667) عن شيخه ابن نمير. فالحديث إمّا أن ينسب إلى صحيح مسلم ويستدرك "حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة. . ". أو أن يغيّر إلى ما فعلنا:"حدّثنا أحمد. . . . ".
(5104)
الحديث الحادي والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن الزّبير قال: حدّثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةَ (1) وفَخرَها بالآباء، مؤمنٌ تقيٌّ. وفاجرٌ شقيٌّ. النّاس بنو آدم، وآدمُ من تراب. لينتهيَنَّ أقوامٌ عن فخرهم برجال أو ليكونُنَّ أهونَ عند اللَّه من عِدّتهم من الجِعلان التي تدفع بأنفها النَّتَن"(2).
الجِعلان يقال: هي الخنافس.
(5105)
الحديث الثاني والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عدي قال: أخبرنا بقيّة عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن المتوكِّل - أو أبي المتوكّل عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لَقِيَ اللَّهَ عز وجل لا يُشركُ به شيئًا، وأدَّى زكاة ماله طيّبةً بها نفسُه، مُحْتَسِبًا، وسَمِع وأطاع، فله الجنّةُ - أو دخل الجنّة.
وخمسٌ ليس لهم كفارة: الشِّرك باللَّه، وقتل النَّفس بغير حقّ، وبَهْتُ مؤمن، والفِرار يوم الزَّحف، ويمين جائرة يقتطع بها مالًا بغير حقّ" (3).
(5106)
الحديث الثالث والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: حدّثنا ابن مبارك عن عيسى بن يزيد عن جرير بن يزيد عن أبي زُرعة عن أبي هريرة:
(1) العُبّيّة: الفخر والتباهي.
(2)
المسند 14/ 349 (8736). وقد روى الحديث - مع اختلاف في بعض ألفاظه الترمذي 5/ 690 (3955) عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة. وقال: حسن غريب. ثم رواه (3956) عن هشام عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. قال: وهذا أصح عندنا من الحديث الأول، وسعيد المقبري قد سمع أبا هريرة، ويروى عن أبيه أشياء كثيرة عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود 4/ 331 (5116) من طريق هشام عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. وحسّن الحديث الألباني ومحقّقو المسند.
(3)
المسند 14/ 350 (8737). والمتوكل -أو أبو المتوكل- مجهول، كما في التعجيل 391. وينظر تعليق محقّقي المسند، حيث ضعّفوا إسناد الحديث.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "حدٌّ يُقام في الأرض خَيرٌ من أن يُمْطَروا ثلاثين أو أربعين صباحًا"(1).
(5107)
الحديث الرابع والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني يونس عن ابن شهاب قال: حدّثني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أن أبا هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألم تَرَوا إلى ما قال ربُّكم عز وجل، قال: ما أنْعَمْتُ على عبادي من نعمة إلا أصبحَ فريقٌ منهم بها كافرين، يقولون: الكوكب، وبالكوكب".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5108)
الحديث الخامس والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا مهديّ بن ميمون قال: حدّثنا عبد الحميد صاحب الزِّيادي عن شيخ من البصرة عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربّه عز وجل: "ما من عبدٍ مسلمٍ يموتُ يشهدُ له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدْنَين بخيرِ إلّا قال اللَّه عز وجل: قد قَبِلْتُ شهَادة عبادي على ما عَلِموا، وغَفَرْتُ له ما أعلم"(3).
(5109)
الحديث السادس والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الشديدُ بالصُّرَعة، ولكنّ الشديدَ الذي يَمْلِكُ نفسَه عند الغضب".
أخرجاه (4).
(1) المسند 14/ 351 (8738). . وقد ضعّف المحقّقون إسناده لضعف جرير بن يزيد، وفصّلوا الكلام في الحديث. ومن طريق ابن المبارك في سنن النسائي 8/ 75، وابن ماجة 2/ 848 (2538)، ومسند أبي يعلى 10/ 496 (6111)، وصحيح ابن حبان 10/ 244 (4398) واقتصر بعضهم على "أربعين" وبعضهم على "ثلاثين". وقد فصّل الألباني الكلام في الحديث في الصحيحة 1/ 461 (231).
(2)
المسند 14/ 353 (8739). ومن طريق عبد اللَّه بن وهب في مسلم 1/ 84 (72). وهارون من رجال الشيخين.
(3)
المسند 14/ 540 (8989). وفي إسناده راوٍ مجهول، فإسناده ضعيف.
(4)
المسند 12/ 153 (7219). ومن طريق مالك في البخاري 10/ 518 (6114)، ومسلم 4/ 2014 (2609).
(5110)
الحديث السابع والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي حَصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: مُرْني بأمرٍ ولا تُكْثِرْ عليَّ حتى أعْقِلَه. قال: "لا تَغْضَب" فأعاد عليه، فأعاد عليه (1):"لا تَغْضَبْ".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(5111)
الحديث الثامن والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد الحكم (3) قائد سعيد بن أبي عروبة قال: حدّثنا عبد الرحمن الأصمُّ قال: سمعتُ أبا هريرة يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا تَبعَ جنازة قال: "انْبَسِطوا بها، ولا تَدِبّوا دبيب اليهود بجنائزها"(4).
(5112)
الحديث التاسع والسبعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد ابن الحُباب قال: حدّثنا معاوية بن صالح قال: حدّثني أبو مريم أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المُلْكُ في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والسُّرعة في اليمن".
وقال زيد مرّة: "والأمانة في الأزد"(5).
(1) لم يرد في مطبوع المسند "فأعاد عليه" إلّا مرّة واحدة، والصواب ما في هذه الرواية.
(2)
المسند 14/ 357 (8744)، والبخاري 10/ 519 (6116) من طريق أبي حصين. وأسود وإسرائيل بن يونس من رجال الشيخين.
(3)
هكذا في المخطوطة، ونسخ المسند كما ذكر المحقّقون، والأطراف 7/ 333، وهي في طبعة الإتحاف 15/ 114:"عبد الحكيم" وكذلك في التعجيل 244. وصوّب محقّقو المسند والإتحاف "عبد الحكيم" وذكروا مصادر ذلك.
وانبسطوا: أسرعوا. وفي الإتحاف والأطراف: انتشطوا، وهي بمعناها.
(4)
المسند 14/ 367 (8760) وإسناده ضعيف. فقائد سعيد وصفه الدارقطني -كما في التعجيل- بأنه متروك.
(5)
المسند 14/ 368 (8761). ومن طريق زيد أخرجه الترمذي 5/ 683 (6393) ولم يذكر "والسرعة في اليمن" ثم أخرجه من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح موقوفًا، وقال: هذا أصحّ من حديث زيد بن حباب. وقال الهيثمي في المجمع 4/ 195: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وقد صحّح الألباني الحديث - الصحيحة 3/ 72 (1084).
(5113)
الحديث الثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه بن جعفر (1) قال: حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثَّقفي قال: حدّثنا يونس ابن عُبيد عن الحسن عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أفطرَ الحاجِمُ والمحجوم"(2).
(5114)
الحديث الحادي والثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا مُسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "كَرَمُ الرجلِ دينُه، ومروءتُه عقلُه، وحسبُه خُلُقه"(3).
(5115)
الحديث الثاني والثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا رِشدين بن سعد قال: حدّثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن قَبيصة عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تخرجُ من خراسان راياتٌ سود لا يَرُدُّها شيء حتى تُنْصَبَ بإيلياء"(4).
(5116)
الحديث الثالث والثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي قال: حدّثنا سليمان بن بلال عن كثير عن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة:
(1) وهو ابن المديني.
(2)
المسند 14/ 373 (8768). حديث صحيح، رجاله ثقات. لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. ينظر تخريج المحققين للحديث. والحديث عن النسخ فيه، فكلامهم مفصّل مفيد.
(3)
المسند 14/ 381 (8774). وأخرجه الحاكم 1/ 123 من طريق مسلم بن خالد الزّنجي، وصحّح إسناده على شرط مسلم، وتعقّبه الذهبي بأن مسلمًا (الزنجي) ضعيف، لم يخرج له مسلم (الإمام). ومسلم الزنجي قال عنه ابن حجر في التقريب 2/ 581: صدوق كثير الأوهام، روى له أبو داود وابن ماجة. وقد صحّح الحديث أيضًا من طريق خالد ابنُ حبّان 2/ 232 (483) وقد ضعّف الحديث ابن الجوزي في العلل 2/ 610 (1003) لضعف مسلم. وينظر الكامل 6/ 308.
(4)
المسند 14/ 383 (8775)، والترمذي 4/ 460 (2269) وقال: حديث غريب. ورشدين بن سعد ضعيف، وقد ضعّف إسناد الحديث الألباني ومحقّقو المسند.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُجيرُ على أُمّتي أدناهم"(1).
(5117)
الحديث الرابع والثمانون بعد السبعمائة: وبه: (2)
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصُّلْحُ جائز بين المسلمين".
(5118)
الحديث الخامس والثمانون بعد السبعمائة: وبه حدّثنا سليمان عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينبغي للصِّدِّيق أن يكونَ لعّانًا"(3).
انفرد بإخراجه مسلم.
(5119)
الحديث السادس والثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثني علي بن حُجْر قال: حدّثنا عيسى بن يونس عن هشام بن حسّان عن ابن سيرين عن أبي هريرة:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من ذَرَعَه القيءُ فليس عليه قضاء، ومن استقاءَ عمدًا فَلْيَقْضِ".
قال الترمذي: قال البخاري: لا أرى هذا الحديث محفوظًا، وقد روي من غير وجه عن
(1) المسند 14/ 386 (8780). وفي الترمذي 4/ 120 (1579) من طريق كثير بن زيد عن الوليد بن رباح: "إنّ المرأة لتأخذ للقوم" يعني تجير على المسلمين. قال: هذا حديث حسن غريب. ثم قال: وسألت محمدًا (البخاري) فقال: هذا حديث صحيح، وكثير بن زيد قد سمع من الوليد بن رباح، والوليد بن رباح سمع من أبي هريرة، وهو مقارب الحديث. وقد حسّن الألباني حديث الترمذي. وصحّح محقّقو المسند الحديث لغيره.
(2)
هذا يحمل "الخامس والثمانون" في الأصل، وقدّمته ليصحّ قوله: وبه لأنّه هو الذي رواه أبو سلمة الخزاعي عن سليمان عن كثير عن الوليد.
وهو في المسند 14/ 389 (8784). وإسناده حسن كسابقه. ومن طريق سليمان في أبي داود 3/ 304 (3594)، وصحّحه ابن حبان 11/ 488 (5091). وأخرجه الحاكم 2/ 49 وقال: رواة هذا الحديث مدنيّون ولم يخرجاه. قال الذهبي: لم يصحّحه، وكثير ضعّفه النسائي، ومشّاه غيره. وتحدّث الألباني عن الحديث في الإرواء 5/ 142 (1303). وصحّحه بطريقه وشواهد.
(3)
المسند 14/ 388 (8782) عن أبي سلمة الخزاعيّ عن سليمان عن العلاء. وقد أخّرته عن سابقه كما ذكرت. وهو في مسلم 4/ 2005 (2597) من طريق سليمان. وأبو سلمة من رجال الشيخين.
أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا يصحّ إسناده، والعمل عليه عند أهل العلم (1).
(5120)
الحديث السابع والثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الخُزاعي قال: أخبرنا ليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "رأيتُ عمرو بن عامرِ يَجُرُّ قُصْبَه في النّار، وكان أوّل من سيَّبَ السوائب وبَحَر البحيرة"(2).
(5121)
الحديث الثامن والثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حرَّمَ يوم خيبرَ كلَّ ذي ناب من السّباع، والمُجَثَّمة، والحمارَ الإنسيّ" (3).
(5122)
الحديث التاسع والثمانون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا ابن مبارك عن محمد بن عجلان عن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
(1) الترمذي 3/ 98 (720). والحديث من طرق عن علي بن يونس: المسند 16/ 283 (11463)، وأبو داود 2/ 310 (2380)، وابن ماجة 1/ 536 (1676)، وصحيح ابن خزيمة 3/ 226 (1960، 1961)، والحاكم 1/ 426 وصحّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصحيح ابن حبّان 8/ 285 (3518). وصحّحه المحقّقون. وينظر الإرواء 4/ 51 (923).
(2)
المسند 14/ 391 (8787) ورجاله رجال الشيخين. وروى نحو هذا الحديث مقتصرًا على أن عمرًا أوّل من سيّبَ السائبة - البخاري 6/ 547 (3521)، ومسلم 4/ 2192 (2856) كلاهما من طريق ابن شهاب. وأخرج البخاري تعليقًا بعد الحديث (4623) 8/ 283: ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب. . وينظر الفتح 8/ 285، وتخريج محقّقي المسند للحديث.
(3)
المسند 14/ 393 (7889). ومن طريق زائدة في الترمذي 4/ 224 (1795). قال: هذا حديث حسن صحيح. وذكر أحاديث الباب. وحسّن المحقّقون إسناد الحديث من أجل محمد بن عمرو بن علقمة وصحّحوه. وحسّنه الألباني.
والمُجَثّمة: الحيوان الذي ينصب للرمي.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ (1) إلى اللَّه من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ. احرِصْ على ما ينفعُك ولا تَعْجِزْ. فإن غلبَك أمرٌ فقُل: قدَّرَ اللَّهُ وما شاء صنع. وإيّاك واللَّو، فإنّ اللَّو تفتحُ عملَ الشيطان".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5123)
الحديث التسعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلَف قال: حدّثنا أبو مَعْشَر عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دعوةُ المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا، ففجورُه على نفسه"(3).
(5124)
الحديث الحادي والتسعون بعد السبعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أعْرِفَنّ أحدًا منكم أتاه عنّي حديثٌ وهو متّكىءٌ على أريكته، يقول: اتلوا عليّ به قرآنا. ما جاءَكم عنّي من خيرٍ قُلْتُه أم لم أقُلْه فأنا أقوله، وما أتاكم عنّي من شرٍّ فأنا لا أقول الشّرَّ"(4).
(5125)
الحديث الثاني والتسعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى على جنازة: "اللهمّ اغفِرْ لحيِّنا وميِّتنا، وشاهدِنا وغائبنا،
(1) رواية المسند: "خير، أو أو أفضل وأحبّ. . . "
(2)
المسند 14/ 395 (8791) وفصّل محقّقو المسند الكلام في هذا الإسناد. أما مسلم فقد أخرجه 4/ 2053 (2664) من طريق ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبّان عن الأعرج عن أبي هريرة به.
(3)
المسند 14/ 398 (8795). ومن طريق أبي معشر نجيح السندي -وهو ضعيف- أخرجه الطيالسي 306 (2330). وقد حسّن المنذري والهيثمي وابن حجر إسناده - الترغيب 3/ 128 (3295)، والمجمع 10/ 154، والفتح 3/ 360.
(4)
المسند 14/ 400 (8801). وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح السندي. قال الهيثمي في المجمع 1/ 159: رواه ابن ماجة باختصار، وهو بتمامه عند أحمد والبزّار، وفيه أبو معشر نجيح، ضعّفه أحمد وغيره، وقد وُثّق.
وصغيرنا وكبيرنا، وذَكَرِنا وأُنثانا. اللهمّ من أحْيَيْتَه منّا فأحْيِه على الإسلام، ومن توفَّيْتَه منّا فتوفَّه على الإيمان" (1).
(5126)
الحديث الثالث والتسعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هيثم قال: حدّثنا حفص بن ميسرة الصنعاني عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس فقال: "ألا أُخْبِرُكم بخيركم من شرِّكم؟ " فسكت القومُ، فأعادها ثلاث مرّات، فقال رجل من القوم: بلى يا رسول اللَّه. قال: "خيرُكم مَن يُرجَى خيرُه، ويؤمنُ شَرُّه، وشركم من لا يُرجَى خيرُه ولا يؤمَنُ شَرُّه"(2).
(5127)
الحديث الرابع والتسعون بعد السبعمائة: وبه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول العبدُ: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأقنى. وما سوى ذلك فهو ذاهِبٌ وتارِكُه للنّاس".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(5128)
الحديث الخامس والتسعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: حدّثنا رِشدين عن عمرو عن بُكير عن سيلمان بن يَسار أن أبا هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَقَعَنّ رجلٌ على امرأة وحَمْلُها لغيره"(4).
(1) المسند 14/ 406 (8809) وأخرجه من طرق عن يحيى أبو داود 3/ 211 (3201)، وأبو يعلى 10/ 404 (6009) وصحّحه الحاكم والذهبي 1/ 358، وابن حبان 7/ 339 (3070). ومن طريق أبي سلمة في ابن ماجة 1/ 480 (1498). وأخرجه الترمذي 3/ 343 (1024) من طريق يحيى عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . قال يحيى: وحدّثني أبو سلمة عن أبي هريرة. . وذكر الترمذي بعض الروايات، ونقل عن البخاري أن حديث يحيى عن أبي إبراهيم الأشهليّ عن أبيه أصح الروايات في هذا. وقد أطال محقّقو المسند وأبي يعلى الحديث في تخريجه، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 14/ 410 (8812) وإسناده صحيح. ومن طريق العلاء أخرجه الترمذي 4/ 457 (2263) وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن حبّان 2/ 285 (527)، والألباني والمحقّقون.
(3)
المسند 14/ 411 (8813)، ومسلم 4/ 2733 (2959) من طريق حفص بن ميسرة، وهيثم بن خارجة من رجال البخاري.
(4)
المسند 24/ 411 (8813). قال الهيثمي 4/ 303: رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، وقد وثّق، وهو ضعيف. ولضعف رشدين ضعّف محقّقو المسند إسناد الحديث، وصحّحوه لغيره، وذكروا شواهده.
(5129)
الحديث السادس والتسعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن إسحق قال: حدّثنا البراء بن عبد اللَّه قال: حدّثني عبد اللَّه بن شَقيق عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنَبِّئكم بشِراركم؟ هم الثَّرثارون المُتَشَدِّقون. ألا أُنَبِّئُكم بخياركم؟ أحاسنُكم أخلاقًا"(1).
الثَّرثارون: الذي يكثرون الكلام تكلُّفًا وخروجًا عن الحق.
(5130)
الحديث السابع والتسعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارم قال: حدّثنا معتمر بن سليمان قال: قال أبي: حدّثني نُعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال أبو جهل: هل يُعَفِّرُ محمّدٌ وجهَه بين أظهِركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللاتِ والعُزّى، يمينًا يُحلفُ بها، لئن رأيْتُه يفعلُ ذلك لأَطَأَنّ على رقبته، ولأُعَفِّرَنّ وجهَه في التُّراب. قال: فأتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي، زَعَمَ لَيَطَأُ على رقبته. قال: فما فَجِئَهم منه إلّا وهو يَنْكُصُ على عَقِبَيه ويتّقي بيدَيه، فقالوا له: مالك؟ قال: إنّ بيني وبينه لخندقًا من نارٍ وهَولًا وأجنحةً. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو دنا منّي لخَطَفَتْه الملائكةُ عُضْوًا عُضْوًا".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5131)
الحديث الثامن والتسعون بعد السبعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن الصّبّاح قال: حدّثنا إسماعيل عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعةُ حتى تعودَ أرضُ العرب مُروجًا وأنهارًا، وحتى يسيرَ الرّاكبُ بين العراق ومكّة لا يخاف إلّا ضَلالَ الطريق، وحتى يَكْثُرَ الهَرْجُ". قالوا: وما الهَرْجُ يا رسول اللَّه؟ قال: "القَتل"(3).
(1) المسند 14/ 418 (8822). وفي إسناده البراء بن عبد اللَّه بن يزيد، وربما نسب إلى جدّه، ضعيف - التقريب 1/ 67. وقد حسّنه محقّقو المسند لغيره، وضعّفوا إسناده. وأخرج الحديث البخاري في الأدب 2/ 737 (1318) من طريق البراء بن يزيد. وينظر حديث الألباني عنه في الصحيحة 4/ 515.
(2)
المسند 14/ 425 (8831). وله تتمّة لم يذكرها المؤلّف. وهو من طريق معتمر في مسلم 4/ 2154 (2797). وعارم محمد بن الفضل السدوسي من رجال الشيخين.
(3)
المسند 14/ 427 (8833). وإسناده صحيح. وقد أخرج مسلم 2/ 701 (157) في حديث طويل من طريق سهيل إلى ". . . مروجًا وأنهارًا" وذكره الهيثمي إلى قوله "ضلال الطريق" وقال: رجاله رجال الصحيح - المجمع 7/ 334. وورد ذكر "الهرج" في مواضع من الصحيحين عن أبي هريرة. ينظر الجمع 3/ 11 (2177).
(5132)
الحديث التاسع والتسعون بعد السبعمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يُصبحُ وحين يُمسي: سبحانَ اللَّه وبحمده، مائة مرّة، لم يأتِ أحدٌ يومَ القيامة بأفضل ممّا جاء به إلّا أحدٌ قال مثلَ ما قال أو زاد عليه".
أخرجاه (1).
(5133)
الحديث الثمانمائة: وبه عن سُهيل عن أبي عُبيد عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحَمِدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثين، وكَبّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثين، فبلغ تسعًا وتسعين، ثم قال تمامَ المائة: لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدُ وهو على كلّ شيء قدير، غَفَرَ اللَّهُ له خطاياه وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحر"(2).
(5134)
الحديث الحادي بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق قال: حدّثنا مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أُخْبِرُكم بما يمحو اللَّهُ به الخطايا ويرفعُ به الدّرجات؟ إسباغُ الوضوء في المكاره، وكَثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط، فذلكم الرِّباط، فذلكم الرِّباط".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 14/ 429 (8835). وهذا اللفظ عند مسلم 4/ 2071 (2692) من طريق أبي صالح. وهو باختلاف من طريق أبي صالح في مسلم (2691)، والبخاري 6/ 338 (3293).
(2)
المسند 14/ 428 (8834)، وهو حديث صحيح، وإسناده صحيح. وقد أخرج مسلم الحديث -وإن لم ينبّه عليه-1/ 418 (597) من طريق شيخه عبد الحميد الواسطي عن خالد بن عبد اللَّه عن سهيل عن أبي عبيد المذحجي مولى سليمان عن عطاء بن يزيد الليثي به. ثم أخرج بعده: وحدّثنا محمد بن الصباح. . . عن عطاء عن أبي هريرة. . .
وقد جعل المزّي الحديث في التحفة 10/ 271 عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة. ونقل عن أبي مسعود أن محمد بن الصبّاح نسب عطاء في الحديث الثاني - ولم ينسبه مسلم، فأخطأ فيه إذ جعله عطاء بن يسار، وأن الصواب هو ابن يزيد. وكلاهما من رجال الصحيح.
(3)
المسند 13/ 393 (8021)، ومسلم 1/ 219 (251) من طريق العلاء. وإسحق بن عيسى من رجال مسلم.
(5135)
الحديث الثاني بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا عبد الملك بن عُمير عن محمد بن المنتشر عن حُميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّ الصيام أفضلُ بعد رمضان؟ قال: شهرُ اللَّه الذي تَدْعونه المُحَرّم".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5136)
الحديث الثالث بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا حَوْشَب بن عقيل قال: حدّثني مهديّ المحاربيّ قال: حدّثني عكرمة مولى ابن عبّاس قال:
دخلْتُ على أبي هريرة في بيته، فسألْتُه عن صوم يوم عرفة بعرفات. قال: فقال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات (2).
(5137)
الحديث الرابع بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حّماد قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام"(3).
(5138)
الحديث الخامس بعد الثمانمائة: حدّثنا مسلم (4) قال: حدّثني سويد بن سعيد قال: حدّثني حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "رُبَّ أشعثَ مدفوعٍ بالأبواب (5) لو أقسمَ على اللَّهِ لأَبَرَّه".
(1) المسند 13/ 396 (8026)، ومسلم 2/ 821 (1163) من طريق زائدة، ومن طرق أخرى. وعبد الرحمن هو ابن مهدي.
(2)
المسند 13/ 401 (8031). ومن طريق حوشب أخرجه أبو داود 2/ 326 (2440) وصحّحه ابن خزيمة 3/ 292 (2101). وضعّفه الألباني والمحقّقون لجهالة مهدي. وقد قال عنه ابن حجر في التقريب 2/ 606: مقبول.
(3)
المسند 13/ 409 (8042). وصحّحه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي 3/ 240. وقال الهيثمي: 9/ 355 رجال أحمد رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث. وقد حسّن المحقّقون إسناده.
(4)
في الأصل: حدّثنا أحمد وهو سهو. والصواب ما أثبت، وهو في مسلم 4/ 2024 (2622).
(5)
الأشعث: الملبد الشعر. ومدفوع بالأبواب: مطرود محتقر.
انفرد بإخراجه مسلم.
(5139)
الحديث السادس بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل ابن عمر قال: حدّثنا يونس عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّهُ يباهي الملائكةَ بأهل عرفات، يقول: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبرًا"(1).
(5140)
الحديث السابع بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهم إني أعوذ بك من الفَقر والقِلّة والذِّلّة، وأعوذُ بك أن أَظلم أو أُظلم"(2).
(5141)
الحديث الثامن بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن إسحق بن عبد اللَّه [عن عبد الرحمن](3) بن أبي عمرة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ مَلَكًا ببابٍ من أبواب السماء يقول: من يُقْرِضِ اليومَ يُجْزَ غدًا، وَمَلكًا بباب آخر يقول: اللهمّ أَعْطِ منفقًا خَلَفًا، وعَجِّلْ لمُمْسِكٍ تَلَفًا"(4).
(1) المسند 13/ 415 (8047). ورجاله رجال الشيخين عدا يونس بن أبي إسحق فمن رجال مسلم. ومن طريق يونس صحّحه ابن خزيمة 4/ 263 (2839)، وابن حبّان 9/ 163 (3852)، والحاكم على شرط الشيخين 1/ 465، ووافقه الذهبي، مع أن يونس كما ذكرنا من رجال البخاري. وقال الهيثمي في المجمع 3/ 255: رجاله رجال الصحيح. وصحّحه المحقّقون والألباني.
(2)
المسند 13/ 418 (8053). ورجاله ثقات رجال الصحيح. ومن طريق حمّاد صحح الحاكم 1/ 540 إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. ومن طريق حمّاد في الأدب المفرد 1/ 356 (678)، وأبي داود 2/ 91 (1544)، والنسائي 8/ 261، وصحيح ابن حبّان 3/ 305 (1030)، وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(3)
ما بين المعقوفين من المسند.
(4)
المسند 13/ 419 (8054)، وإسناده صحيح. وصحّحه ابن حبان من طريق حمّاد 8/ 124 (3333) ويشهد له الطريق الآتي. وصحّحه ابن حبّان من طريق حمّاد 8/ 124.
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني أخي عن سليمان عن معاوية بن أبي المُزَرِّد عن أبي الحُباب (1) عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من يومٍ يُصبحُ العبادُ فيه إلّا مَلَكان ينزِلان: فيقولُ أحدُهما: اللهمَّ أَعْطِ مُنفِقًا خَلَفًا، ويقول الآخر: اللهمّ أعْطِ مُمْسِكًا خلفًا".
أخرجاه (2).
(5142)
الحديث التاسع بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرني إسحق بن عبد اللَّه عن أبي صالح عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ رجلًا حَمَلَ معه خمرًا في سفينةٍ يبيعُه ومعه قردٌ، وكان الرجل إذا باع الخمرَ شابَه بالماء ثم باعه، فأخذ القردُ الكيسَ فَصَعِد به فوق الدَّقَل (3)، فجعل يَطْرَحُ دينارًا في البحر ودينارًا في السفينة حتى قَسَمه"(4).
(5143)
الحديث العاشر بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا ليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرْمُز عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا سَمِعْتُم صياحَ الدِّيَكة من الليل فإنّما رأت مَلَكًا، فَسَلُوا اللَّه من فضله، وإذا سَمِعْتُم نُهاقَ الحمارِ من الليل فإنّه رأى شيطانًا، فتعوَّذوا باللَّه من الشيطان".
أخرجاه (5).
(5144)
الحديث الحادي عشر بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد المقبُري عن أبي عُبيدة عن سعيد بن يسار أنّه سمع أبا هريرة يقول:
(1) إسماعيل هو ابن أبي أويس. وأخوه أبو بكر. وسليمان هو ابن بلال. وأبو الحُباب سعيد بن يسار.
(2)
البخاري 3/ 304 (1442). ومن طريق سليمان بن بلال في مسلم 2/ 700 (1010).
(3)
الدّقل: الخشبة التي يمدّ عليها الشّراع.
(4)
المسند 13/ 420 (8055) ورجاله ثقات. وقد رجّح محقّقو المسند وقفه. . . وفي الترعيب 2/ 560 (2632): ولا أعلم من رواته مجروحًا، وروي عن الحسن مرسلًا.
(5)
المسند 13/ 427 (8064). ومن طريق الليث أخرجه البخاري 6/ 350 (3303)، ومسلم 4/ 2092 (2729). وهاشم بن القاسم من رجال الشيخين.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يتوضّأُ أحدٌ فيُحْسِنُ وضوءه ويُسْبِغُه، ثم يأتي المسجد لا يريدُ إلا الصلاة، إلا تَبَشْبشَ اللَّهُ به كما يَتَبَشْبَشُ أهلُ الغائب بطَلعته"(1).
(5145)
الحديث الثاني عشر بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا عُقبة ابن مُكْرَم قال: حدّثنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا همّام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نَهيك عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لم يُصَلِّ ركعتَي الفجر فلْيُصَلهما بعدَما تَطلُعُ الشمسُ"(2).
(5146)
الحديث الثالث عشر بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا بشر ابن معاذ العَقَديّ قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّى أحدُكم ركعتَي الفجر فليضطَجعْ على يمينه".
قال الترمذي: حديث صحيح (3).
(5147)
الحديث الرابع عشر بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم وأبو كامل قالا: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يا نساء المسلمات، لا تَحْقِرَنَّ جارةٌ لجارتها ولو فِرْسِنَ شاة".
(1) المسند 13/ 427 (8065). وقد ضعّف المحقّقون إسناده لجهالة أبي عبيدة الراوي عن سعيد. وصحّح الحديث ابن خزيمة من طريق الليث 2/ 374 (1491)، وصحّح الألباني إسناده.
(2)
الترمذي 2/ 287 (423). قال: هذا حديث لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. وقد روي عن ابن عمر أنّه فعله. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم. . . ومن طريق عمرو بن عاصم صحّح الحديث ابن خزيمة 2/ 164 (1117)، والحاكم والذهبي 1/ 274، 307، وابن حبان 6/ 224 (2472)، والألباني في الصحيحة 5/ 478 (2361).
(3)
الترمذي 2/ 281 (420) وقال: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وبه صحّحه ابن خزيمة 2/ 167 (1167)، وابن حبّان 6/ 220 (2468). ومن طريق عبد الواحد أخرجه أبو داود 1/ 21 (1261)، وأحمد 15/ 217 (9368)، ومن طريق أبي صالح أخرج ابن ماجة 1/ 378 (1199)
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صلّى ركعتي الفجر اضطجعَ وقد صحّح المحقّقون والألباني الحديث.
أخرجاه (1).
(5148)
الحديث الخامس عشر بعد الثمانمائة: وبه (2):
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، أعزّ جُنْدَه، ونَصَرَ عَبدَه، وغلبَ الأحزاب وحدَه، ولا شيءَ بعده".
أخرجاه (3).
(5149)
الحديث السادس عشر بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم ابن القاسم قال: حدّثنا ليث بن سعيد قال: حدّثني بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن سلمان بن يسار عن أبي هريرة قال:
بعثَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: "إن وجدْتُم فلانًا أو فلانًا -لرجلين من قُريش- فأحْرِقوهما بالنّار" ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين أردْنا الخروجَ: "إنّي كنتُ أمرْتُكم أن تُحْرِقوا فلانًا وفلانًا بالنّار، وإن النّارَ لا يعذِّبُ بها إلّا اللَّه، فإن وجدْتمُوهما فاقتلوهما".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(5150)
الحديث السابع عشر بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ليث قال: حدّثني يزيد ابن أبي حبيب عن عراك عن أبي هريرة:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ من شرّ النّاس ذا الوجهين (5): يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".
أخرجاه (6).
(1) المسند 13/ 33 ، 428 (7591، 8066)، والبخاري 10/ 445 (6017)، ومسلم 2/ 714 (1030) من طريق الليث بن سعد. وهاشم وأبو كامل ثقتان.
والفِرْسِن: الحافر.
(2)
وهو عن هاشم وحده عن ليث.
(3)
المسند 13/ 428 (8067). ومن طريق الليث في البخاري 8/ 406 (4114)، ومسلم 4/ 2089 (724).
(4)
المسند 13/ 429 (8068)، ومن طريق الليث في البخاري 6/ 149 (3016).
(5)
الرواية في المسند والبخاري ومسلم: "إنّ شرّ النّاس ذو الوجهين" وهذه الرواية من طريق الأعرج في مسلم.
(6)
المسند 13/ 432 (8069)، ومن طريق الليث في البخاري 13/ 170 (7179). ومسلم 4/ 2011 (2526).
(5151)
الحديث الثامن عشر بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن بكر قال: حدّثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري أخبرني عياض بن عبد اللَّه بن أبي سَرح عن أبي هريرة قال:
قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطبُ النّاسَ، فذكر الإيمان باللَّه، والجهادَ في سبيل اللَّه من أفضل الأعمال عند اللَّه عز وجل، فقام رجل فقال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل اللَّه وأنا صابرٌ مُحْتَسبٌ، فقْبِلٌ غيرُ مدبر، كفّر اللَّه عنّي خطاياي؟ قال:"نعم، فكيف قُلتَ؟ " فردّ عليه القول أيضًا، قال:"أرأيتَ يا رسول اللَّه، إن قُتِلْتُ في سبيل اللَّه صابرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غيرَ مدبر، كفّر اللَّه عنّي خطاياي؟ " قال: "نعم، إلّا الدَّين، فإن جبريل عليه السلام سارّني بذلك"(1).
(5152)
الحديث التاسع عشر بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن حُميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حلَف فقال في حَلِفه: واللاتِ، فليَقُلْ: لا إله إلّا اللَّه، ومن قال لصاحبه: تعالَ أُقامِرْك، فليتصدّقْ بشيء".
أخرجاه (2).
(5153)
الحديث العشرون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من يأخذ منّي خمس خصال فيعملُ بهنّ أو يعلّمهنَّ من يعمل بهنّ؟ " قال: قلت: أنا يا رسول اللَّه. قال: فأخذ بيدي فعدّهنّ فيها، ثم قال: اتَّقِ المحارمَ تكنْ أعبدَ النّاس، وارضَ بما قسمَ اللَّه لك تكنْ أغنى النّاس، وأحسِنْ إلى جاركَ تَكُنْ
(1) المسند 13/ 440 (8075). وإسناده صحيح. والحديث في النسائي 6/ 33، وأبي يعلى 11/ 480 (6602) من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة. وقد صحّ الحديث عند الإمام مسلم عن أبي قتادة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم 3/ 1501 (1885).
(2)
المسند 13/ 449 (8087) ومسلم 3/ 1267، 1268 (1647) بهذه الطريق وطرق أخرى. ومن طرق عن معمر في البخاري 8/ 611 (4860) وينظر أطرافه.
مؤمنًا، وأحِبَّ للنّاس ما تُحِبُّ لنفسك تكنْ مُسلمًا، ولا تُكثِر الضَّحكَ، فإنّ الضّحِكَ يُميتُ القلب" (1).
(5154)
الحديث الحادي والعشرون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة الخُزاعي قال: حدّثنا سليمان بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجَرَسُ مِزمار الشّيطان"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا خالد عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تصحبُ الملائكة رُفْقَةً فيها كلب أو جَرَس"(3).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم.
(5155)
الحديث الثاني والعشرون بعد الثمانمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ولد الزّنا شرُّ الثلاثة"(4).
(5156)
الحديث الثالث والعشرون بعد الثمانمائة: حدّثنا هاشم أبو النضر قال:
(1) المسند 13/ 458 (8095) ومن طريق جعفر بن سليمان أخرجه الترمذي 4/ 478 (2305)، وأبو يعلى 11/ 113 (6240). قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا في من حديث جعفر بن سليمان. والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا. . . وذكر أنّه روي عن الحسن ولم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث علّة أُخرى، وهي جهالة أبي طارق السعدي. وقد جمع الألباني طرقه في الصحيحة 2/ 600 (930) وحكم عليه بالحسن من مجموع طرقه.
(2)
المسند 14/ 388 (8783)، ومسلم 3/ 1672 (2114) من طريق العلاء. وأبو سلمة وسليمان من رجال الشيخين.
(3)
المسند 13/ 462 (7097)، ومسلم 3/ 1672 (2113) من طريق سهيل. وخالد بن الطحّان من رجال الشيخين. وخلف بن الوليد ثقة.
(4)
المسند 13/ 462 (8098)، وإسناده صحيح كسابقه. وشرح مشكل الآثار 2/ 365 (908)، ومن طريق سهيل في أبي داود 4/ 29 (3963) وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 2/ 214، وقد تحدّث الطحاوي عن الحديث، وأنه في شخص بعينه، وليس المراد أن يكون ولد الزنا شرًّا من أمّه والزاني بها، ولا ذنب له في ذلك. وفصّل القول في الحديث وتخريجاته ودلالاته الألبانيُّ في الصحيحة 2/ 276 (672).
حدّثنا الفَرَج قال: حدّثنا أبو سعيد المدني عن أبي هريرة قال:
دعواتٌ سَمِعْتُها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا أترُكُها ما عِشْتُ حيًّا، سَمعْتُه يقول:"اللَّهمّ اجعلْني أُعْظِمُ شُكرَك، وأُكْثِرُ ذكرَك، وأتَّبعُ نصيحتَك، وأحفظُ وصيَّتَك"(1).
(5157)
الحديث الرابع والعشرون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا الفَرَج - وهو ابن فضالة قال: حدّثنا عليّ بن أبي طلحة عن أبي هريرة قال:
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "لأيّ شيءٍ سُمّي يومَ الجمعة؟ قال: "لأنّ فيها طُبِعَتْ طينةُ أبيك آدمَ، وفيها الصَّعقة، والبَعْثة، وفيها البَطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعةٌ من دعا اللَّه فيها استُجيب له" (2).
(5158)
الحديث الخامس والعشرون بعد الثمانمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو معمر قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا أبو التَّيَّاح قال: حدّثني أبو عثمان عن أبي هريرة قال:
أوصاني خليلي بثلاث: "صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وركعتَي الضّحى، وأن أُوتِرَ قبلَ أن أنام"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال:
أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صوم ثلاثة أيّام منَ كلّ شهر، والوِتر قبل النوم، والغسل يوم الجمعة (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن مُجاهد عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 13/ 465 (8101). قال الهيثمي 10/ 175. رواه أحمد من طريق أبي يزيد المدني (كذا). وفي رواية عن أبي سعيد الحمصي، ولم أعرفهما، وبقيّة رجالهما ثقات. وضعّف المحقّقون إسناده لضعف الفرج ابن فضالة، وللاختلاف في تعيين أبي سعيد المدني.
(2)
المسند 13/ 466 (8102). وضعّف المحقّقون إسناده لضعف الفرج وعليّ بن أبي طلحة.
(3)
البخاري 13/ 226 (1981)، ومسلم 1/ 499 (721) من طريق عبد الوارث. ولم يقل: أخرجاه.
(4)
المسند 12/ 104 (7180). وإسناده صحيح.
أمرَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بثلاث، ونهاني عن ثلاث: أمرَني بركعتَي الضُّحى كلّ يوم، والوِتر قبلَ النَّوم، وصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر. ونهاني عن نقرةٍ كنَقرة الدّيك، وإقعاءٍ كإقعاء الكلب، والتفاتٍ كالتفات الثعلب (1).
(5159)
الحديث السادس والعشرون بعد الثمانمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا أبو حَصين عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تسمَّوا باسمي ولا تكْتَنوا بكُنْيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي. ومن كَذَبَ عليّ مُتَعَمِّدًا فليَتَبوَّأْ مَقعَده من النّار".
أخرجاه (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا شريك عن سَلْم بن عبد الرحمن النَّخَعي عن أبي زُرعة عن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تسمَّى باسمي فلا يَكْتَني بكُنيتي، ومن اكتنى بكُنيتي فلا يتسمّى باسمي"(3).
(5160)
الحديث السابع والعشرون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا ابن مبارك عن معمر عن همّام بن مُنَبّه عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه سمَّى الحربَ خِدعة.
(1) المسند 4/ 468 (8106). وفي إسناده شريك، ويزيد، ضعيفان. وهو في المسند 13/ 38 (7595) من طريق محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد. وينظر تخريج المحققين له.
(2)
البخاري 1/ 202 (110). وقد أخرجه مسلم مجزّأً: فأخرج من طريق أبي عوانة "من كذب عليّ. . " 1/ 10 (4). وأخرج من طريق محمد بن سيرين قسميه الآخرين: "تَسمَّوا. . " 4/ 1684 (2134)، و"من رآني 4/ 1775 (2266).
(3)
المسند 13/ 471 (8109). وضعّف المحقّقون إسناده لسوء حفظ شريك، وحسّنوه لغيره. وقد روى أبو داود الحديث عن جابر 4/ 292 (4966) ثم قال: وروي بهذا المعنى ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة. وروي عن أبي زرعة عن أبي هريرة مختلفًا على الروايتين، وكذلك رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة، اختلف فيه. . . وقال الألباني عن حديث جابر هذا: منكر. وينظر أحاديث هذا الباب في الفتح 10/ 573، والمجمع 8/ 51.
أخرجاه (1).
(5161)
الحديث الثامن والعشرون بعد الثمانمائة: وبه:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الخَضِر: "إنّما سُمّي خَضِرًا لأنّه جلس على فَروة بيضاء، فإذا هي تحته تهتزُّ خضراء".
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
والمراد بالفروة: الأرض اليابسة (3).
(5162)
الحديث التاسع والعشرون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثنا ابن أبي ذئب قال: حدّثنا سعيد بن سِمعان قال: سمْعتُ أبا هريرة يحدّث أبا قتادة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُبايَعُ لرجل بين الرُّكن والمَقام، ولن يستحلَّ البيتَ إلا أهلُه، فإذا اسْتَحَلُّوه فلا تسأَلْ عن هَلَكة العرب، ثم تجيءُ الحبشةُ فيُخْرِبونه خرابًا لا يَعْمُرُ بعدَه أبدًا، هم الذي يستخرجون كنزَه"(4).
(5163)
الحديث الثلاثون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا معمر عن همّام عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أغيظُ رجلٍ على اللَّه يومَ القيامة وأخبثُه (5) رجلٌ كان تَسمَّى
(1) المسند 13/ 473 (8112). ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك أخرجه البخاري 6/ 158 (3029)، ومسلم 3/ 1162 (1740). ويحيى من رجال الشيخين.
والخدعة بضم الخاء وفتحها وكسرها.
(2)
المسند 13/ 474 (8113)، والبخاري 6/ 433 (3402) من طريق ابن المبارك.
(3)
ينظر الفتح 6/ 433.
(4)
المسند 13/ 474 (8114). ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان، وهو ثقة، روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وأبو داود والترمذي والنسائي. قال ابن حجر في التقريب 1/ 207: لم يُصب الأزدي في تضعيفه. وقد أخرج الحديث الحاكم 4/ 452 من طريق ابن أبي ذئب، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه. قال الذهبي: ما خرّجا لابن سمعان شيئًا، ولا روى عنه ابن أبي ذئب، وقد تُكِلِّم فيه.
(5)
في المسند زيادة "وأغيظه عليه".
مَلِكَ الأملاك، لا مَلِكَ إلا اللَّه" (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عوف عن خِلاس عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اشتدّ غضبُ اللَّه على مَن قَتلَ نبيَّه، واشتدَّ غضبُ اللَّه على رجلٍ تسمَّى بِمَلك الأملاك، لا مَلِكَ إلّا اللَّه سبحانه وتعالى"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "أخنعُ اسمٍ عندَ اللَّه عز وجل يومَ القيامة رجلٌ تَسَمَّى بِمَلِك الأملاك".
قال أحمد: سألْتُ أبا عمرو الشَّيباني عن "أخنع" فقال: أوضع.
أخرجاه (3).
(5164)
الحديث الحادي والثلاثون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حَيوةُ قال: أخبرني أبو هانىء أن أبا سعيد الغِفاريّ أخبره أنّه سمع أبا هريرة يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتَّبعُ الحريرَ من الثِّياب فَيَنْزِعُه (4).
(1) المسند 13/ 508 (8176)، ومسلم 3/ 1688 (2143).
(2)
المسند 16/ 247 (10384). خلاس لم يسمع أبا هريرة. ولكن الحاكم أخرجه من طريق عوف عن خِلاس ومحمد بن سيرين عن أبي هريرة 4/ 275، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وقد أخرج الشيخان من طريق همّام عن أبي هريرة الجزء الأول منه: البخاري 7/ 372 (4073)، ومسلم 3/ 1417 (1793). أما قسمه الآخر -وهو التسمية بملك الأملاك- فيشهد له ما قبله وما بعده.
(3)
المسند 12/ 282 (7329). وأخرجه مسلم 3/ 1688 (2143) من طريق أحمد وغيره. ومن طريق شعيب وسفيان عن أبي الزناد في البخاري 10/ 588 (6205، 6206).
(4)
المسند 14/ 14 (8261). قال الهيثمي 5/ 143: رجاله رجال الصحيح، خلا أبا سعيد الغفاري. وقد وثّقه ابن حبّان. وكذلك حكم عليه محقّقو المسند.
(5165)
الحديث الثاني والثلاثون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب قال: حدّثني محمد بن عجلان عن سعيد ابن أبي سعيد المقبريّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أتت عليه ستّون سنهً فقد أعذرَ اللَّهُ إليه في العمر".
انفرد بإخراجه البخاريّ (1).
(5166)
الحديث الثالث والثلاثون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب قال: حدّثني عُبيد اللَّه بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من عُرِضَ عليه طِيبٌ فلا يَرُدُّه، فإنّه خفيفُ المَحْمِل، طَيّبُ الرائحة".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5167)
الحديث الرابع والثلاثون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني بكر بن عمرو المعافريّ عن عمرو بن أبي نَعيمة عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تقوّلَ عليَّ ما لم أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مقعدَه من النّار، ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رَشَد فقد خانه، ومن أُفْتِيَ بفتيا غير ثَبَتٍ فإنَّما إثمُهُ على الذي أفتاه"(3).
(5168)
الحديث الخامس والثلاثون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا سعيد قال: أخبرني يحيى بن أبي سليمان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن رمانا بالليل فليس منّا"(4).
(1) المسند 14/ 14 (8262). وابن عجلان صدوق، متابع في هذا الحديث فقد أخرج البخاري الحديث بإسناده عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد به 11/ 238 (6419).
(2)
المسند 14/ 15 (8264)، ومسلم 4/ 1766 (2253) بهذا الإسناد وفيه "ريحان" بدل "طيب".
(3)
المسند 14/ 17 (8266)، وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف عمرو بن أبي نعيمة. وفصّلوا الكلام في طرقه ورواياته وأسانيده. وأخرجه البخاري في المفرد 1/ 137 (259)، وصحّحه الألباني لغيره.
(4)
المسند 14/ 21 (8270)، والأدب المفرد 2/ 723 (1279) وقال البخاري: في إسناده نظر. وذكر الألباني أن ذلك من قبل يحيى بن أبي سليمان، ففيه ضعف، ولكنه قوّاه بما أخرجه الطبراني عن ابن عبّاس بإسناد صحيح - الصحيحة 5/ 446 (2339). وقد حسن محقّقو المسند إسناده.
(5169)
الحديث السادس والثلاثون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا سعيد قال: حدّثني محمد بن عجلان عن القَعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لا يزالُ لهذا الأمرِ -أو على هذا الأمر- عصابةٌ على الحقّ، لا يَضُرُّهم خِلافٌ حتى يأتيَهم أمرُ اللَّه عز وجل"(1).
(5170)
الحديث السابع والثلاثون بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا يحيى بن خلف قال: حدّثنا بشر بن المفضّل عن عبد الرحمن بن أبي إسحق عن سعيد ابن أبي سعيد المقبريّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا قُبِر الميت -أو قال: أحدُكم- أتاه مَلَكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر والآخر النَّكير، فيقولان: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد اللَّه ورسوله، أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهدُ أن محمّدًا عبده ورسوله، فيقولان: قد كُنّا نعلم أنّك تقول هذا، ثم يُفْسَحُ له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم يُنَوَّر له فيه، ثم يقال: نَمْ، فيقول: أرجعُ إلى أهلي فأُخْبِرُهم، فيقولان: نَم كنومة العروس الذي لا يُوقظه إلّا أحبُّ أهله إليه، حتى يبعثَه اللَّه من مضجعه ذلك. وإن كان منافقًا قال: سَمِعْتُ النّاس يَقولون، فقُلتُ مثله، لا أدري. فيقولان: قد كنّا نعلمُ أنك تقول ذلك. فيقال للأرض: الْتَئِمي عليه، فتلتئِم عليه، فتختلفُ فيها أضلاعه، فلا يزال فيها مُعَذَّبًا حتى يبعثَه اللَّه من مضجعه ذلك".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (2).
(5171)
الحديث الثامن والثلاثون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عيّاش عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 14/ 25 (8274)، ومن طريق ابن عجلان صحّحه ابن حبّان 15/ 249 (6835). وقد قوّى المحقّقون إسناده، وتحدّثوا عن طرقه.
(2)
الترمذي 3/ 383 (1071). قال: وفي الباب عن عليّ وزيد بن ثابت وابن عبّاس والبراء بن عازب وأبي أيوب وأنس وجابر وعائشة وأبي سعيد، كلُّهم رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر.
ومن طريق عبد الرحمن بن إسحق أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة 1/ 596 (890)، وصحّحه ابن حبّان 7/ 386 (3117) وأورده الألباني في الصحيحة 3/ 379 (1391) وجوّد إسناده.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من وجدَ سَعَةً فلم يُضَحِّ فلا يَقْرَبَنّ مُصَلّانا"(1).
(5172)
الحديث التاسع والثلاثون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن الصّبّاح قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريا عن الحسن بن الحكم النّخعيّ عن عديّ ابن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من بدا جفا، ومن اتَّبَعَ الصيدَ غَفَلَ، ومن أتى أبواب السلطان افتُتِن، وما ازداد عبدٌ من السلطان قُربًا إلا ازداد من اللَّه عز وجل بُعْدًا"(2).
(5173)
الحديث الأربعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبيد اللَّه الزُّبَيريّ قال: أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن مَوْهَبَ قال: أخبرني عمّي عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن موهب عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلمُ أحدُكم ماله في أن يمشيَ بين يدَي أخيه معترضًا وهو يُناجي ربَّه عز وجل، كان لأن يَقِفَ في ذلك المكان مائةَ عام أحبُّ إليه من أن يخطو"(3).
(5174)
الحديث الحادي والأربعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا خَلَف بن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
كُنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا، فسَمِعْنا وَجْبةً، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما هذا؟ "
(1) المسند 14/ 24 (8273). ومن طريق عبد اللَّه بن عيّاش في ابن ماجة 2/ 1044 (3123). قال البوصيري: في إسناده عبد اللَّه بن عيّاش، وهو وإن روى له مسلم، فإنما أخرج له في المتابعات والشواهد، وقد ضعّفه أبو داود والنسائي وقال. . . ونقل الخلاف فيه. وحسّنه الألباني. وأخرجه الحاكم من طريق أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد عن عبد اللَّه بن عيّاش 4/ 231. وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. ووافقه الذهبي. ووهّم محقّقو المسند الحاكم والذهبي والألباني في حكمهم على هذا الحديث.
(2)
المسند 14/ 430 (8836). وقد حكم المحقّقون على الحديث بالضعف للاضطراب الذي وقع في إسناده، وفصّلوا الكلام فيه.
(3)
المسند 14/ 431 (8837). وبه صحّحه ابن خزيمة 2/ 14 (814). ومن طريق عبيد اللَّه أخرجه ابن ماجة 1/ 304 (946)، وصحّحه ابن حبان 6/ 130 (2365). قال البوصيري: في إسناده مقال. وضعّف الألباني والمحقّقون إسناده.
قلنا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "هذا حَجَرٌ أُرْسِلَ في جهنم منذ سبعين خريفًا، فالآن انتهى إلى قَعرها".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5175)
الحديث الثاني والأربعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "اتَّقُوا اللاعنَين" قالوا: وما اللاعنان يا رسول اللَّه؟ قال: "الذي يتخَلّى في طريق النّاس أو في ظلّهم".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5176)
الحديث الثالث والأربعون بعد الثمانمائة: وبه:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صلّى عليَّ واحدةً يُصَلّي اللَّه عليه عشرًا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رِبْعى قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى عليَّ مرّةً واحدة، كتب اللَّهُ عز وجل له بها عشر حسنات"(4).
(1) المسند 14/ 433 (8839)، وهو في مسلم 4/ 2184 (2844) من طريق خلف. والحسين بن محمد المرُّوذي من رجال الشيخين.
(2)
المسند 14/ 443 (8853). ومن طريق إسماعيل بن جعفر في مسلم 1/ 226 (269). وسليمان بن داود الهاشمي ثقة، روى له أصحاب السنن.
(3)
المسند 14/ 444 (8854)، ومسلم 1/ 306 (408) من طريق إسماعيل.
(4)
المسند 12/ 520 (7561). قال الهيثمي 10/ 63: رجاله رجال الصحيح، غير ربعي بن إبراهيم، وهو ثقة مأمون. وهو كما قال. ومن طريق خالد بن عبد اللَّه الطحّان عن عبد الرحمن بن إسحق في أبي يعلى 11/ 404 (6527) وصحيح ابن حبّان 3/ 186 (905).
(5177)
الحديث الرابع والأربعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبريّ عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوعُ والعطشُ، وربُ قائمٍ حظُّه من قيامه السَّهَر"(1).
(5178)
الحديث الخامس والأربعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحق قال: حدّثنا ابن المبارك عن سعد بن يزيد عن أبي السَّمح عن ابن حُجيرة عن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الحميم لَيُصَبُّ على رؤوسهم، فينفُذُ الجُمْجُمَةَ حتى يخلُصَ إلى جوفه، فيَسْلُت (2) ما في جوفه حتى يَمْرُقَ من قدمَيه"(3).
(5179)
الحديث السادس والأربعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم قال: حدّثنا ابن مبارك عن وُهيب قال: أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبو هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من مات ولم يَغْزُ ولم يحدِّث نفسَه بغزوٍ، مات على شُعبة من نفاق".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(5180)
الحديث السابع والأربعون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ابن المبارك عن طلحة بن أبي سعيد قال: سمعتُ سعيدًا المقبُريّ يحدّث أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من احتبسَ فرسًا في سبيل اللَّه إيمانًا باللَّه، وتصديقًا بموعوده، كان شِبَعُه ورِيُّه ورَوثُه وبَولُه حسناتٍ في ميزانه يومَ القيامة"(5).
(1) المسند 14/ 445 (8856) وإسناده صحيح. ومن طريق إسماعيل بن جعفر أخرجه أبو يعلى 11/ 429 (6551)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 242 (1997)، والحاكم والذهبي 1/ 431، والمحقّقون.
(2)
يسلت: يقطع.
(3)
المسند 14/ 452 (8864). وضعّف المحقّقون إسناده. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي 4/ 607 (2582) وقال: حسن صحيح غريب، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 2/ 387. وضعّفه الألباني.
(4)
المسند 14/ 453 (8865). ومن طريق ابن المبارك في مسلم 3/ 1517 (1910) وإبراهيم بن إسحق صدوق، متابع في هذا الحديث.
(5)
المسند 14/ 454 (8866). والحديث من طريق ابن المبارك في صحيح البخاري 6/ 57 (2853).
(5181)
الحديث الثامن والأربعون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبريّ عن أبي هريرة قال:
قرأ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] قال: "أتدرون ما أخبارُها؟ " فقالوا: اللَّه ورسوله أعلم. فقال: "أخبارُها أن تَشهدَ على كلّ عبدٍ وأَمَةٍ بما عَمِلَ على ظَهرها، أن تقول: عَمِل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهو أخبارها"(1).
(5182)
الحديث التاسع والأربعون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ابن المبارك عن عبد اللَّه بن عيسى الثّقفي مولى المنبعث (2) عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تعلَّمُوا من أنسابكم ما تَصِلُون به أرحامَكم، فإنّ صلّة الرَّحِم محبّةٌ في أهله، مَثراةٌ في ماله، مَنْسأةٌ في أجله"(3).
(5183)
الحديث الخمسون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ابن المبارك عن مَعمر عن همّام عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الكلمة الطيّبةُ صدقة، وكلُّ خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة"(4).
(1) المسند 14/ 455 (8867) وقد أخرجه الحاكم 2/ 256 من طريق ابن المبارك، وصحّح إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. ومن طريق سعيد بن أبي أيوب 2/ 532، ولكن تعقّبه الذهبي: يحيى هذا منكر الحديث. وقد أخرج الحديث من طريق ابن المبارك الترمذي 4/ 535 (2429) وقال: حسن غريب، 5/ 416 (3353) وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن حبّان 16/ 360 (7360). وضعّف محقّقو المسند إسناد الحديث لضعف يحيى بن أبي سليمان، وضعّف الألباني إسناده أيضًا.
(2)
ومولى المنبعث: يزيد. ينظر تهذيب الكمال 8/ 161.
(3)
المسند 14/ 456 (8868). ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي 4/ 909 (1979) وقال: غريب من هذا الوجه. وصحّح الحاكم إسناده 4/ 161، ووافقه الذهبي وصحّحه الألباني - الصحيحة 1/ 558 (276)، وحسّن محقّقو المسند إسناده.
وفي المصادر "أثره" مكان "أجله". وكلاهما بمعنى عمره.
(4)
المسند 14/ 458 (8869). ومن طريق يحيى بن آدم عن ابن المبارك 13/ 472 (8111) وهو إسناد على شرط الشيخين. وقد صحّح الحديث ابن خزيمة 2/ 375 (1494)، وابن حبّان 2/ 216 (472) كلاهما من طريق ابن المبارك. وقد أخرج الشيخان الحديث بأطول من هذا من طريق عبد الرزّاق عن معمر: البخاري 6/ 84 (2891)، ومسلم 2/ 699 (1009).
(5184)
الحديث الحادي والخمسون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ابن المبارك عن كثير بن زيد قال: حدّثني عمرو بن تميم عن أبيه أنّه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أظلَّكم شهرُكم هذا، بمحلوفِ رسول اللَّه، ما مرّ بالمؤمنين شهرٌ هو (1) خيرٌ لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شرٌّ لهم منه. إنّ اللَّهَ عز وجل ليكتبُ أجرَه ونوافله من قبل أن يَدخلَه، ويكتب إصرَه وشقاءه من قبل أن يَدخله، وذلك أنّ المؤمن يُعِدَ فيه القوّة للعبادة من النفقة، ويُعدُّ المنافق فيه اتّباع غَفْلةَ النّاس واتباع عوراتهم، فهو غُنم للمؤمن يغتنمُه الفاجر"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن زيد حدّثنا أيوب عن أبي قِلابة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُ أصحابَه: "قد جاءَكم رمضانُ شهرٌ مبارك، افترض اللَّه عليكم صيامَه، يفتحُ اللَّه فيه أبوابَ الجنّة، ويُغلِقُ فيه أبوابَ الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم"(3).
(5185)
الحديث الثاني والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثني عبيد اللَّه عن خُبيب بن عبد الرحمن بن يساف عن حفص ابن عاصم عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتي ومِنبري رَوضةٌ من رياض الجنّة، ومِنبري على حوضي".
أخرجاه (4).
(1)"هو" ليست في المسند.
(2)
المسند 14/ 458 (8870). ومن طريق كثير صحّحه ابن خزيمة 3/ 188 (1884)، وضعّف إسناده الألباني ومحقّقو المسند.
(3)
المسند 14/ 541 (8991). ومن طريق أيّوب في النسائي 4/ 129. وصحّحه الألباني. وصحّح محقّقو المسند إسناده، إلّا أن أبا قلابة لم يسمع من أبي هريرة.
(4)
المسند 14/ 467 (8885). وأخرجه البخاري 3/ 70 (1196)، ومسلم 3/ 1011 (1391) كلاهما من طريق عبيد اللَّه بن عمر عن خبيب. ومحمدُ بن عبيد الطنافسي من رجال الشيخين.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مكّي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مِنبري (1) على تُرْعة من تُرَع الجنّة"(2).
التُّرعة: الروضة على المكان المرتفع.
(5186)
الحديث الثالث والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا عبيد اللَّه عن سعيد بن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا زَنَتْ أَمَةُ أحدِكم فليجلدْها ولا يُعَيِّرْها، فإن عادت فليجلِدْها ولا يُعَيِّرْها، فإن عادت فليجلدْها ولا يُعَيِّرْها، فإن عادت في الرّابعة فَلْيَبِعْها ولو بحبل من شعر، أو ضَفير من شعر".
أخرجاه (3).
(5187)
الحديث الرابع والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني قال: حدّثنا نُعَيم بن حمّاد قال: حدّثنا سفيان بن عُيينه عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّكم في زمانٍ، من تَرَك منكم عُشْرَ ما أُمِر به هَلَكَ، ثم يأتي زمانٌ من عَمِلَ منهم بعُشر ما أُمِرَ به نجا".
قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث نُعيم بن حمّاد (4).
(1) في المسند "منبري هذا".
(2)
المسند 14/ 337 (8721) ورجاله رجال الصحيح. وذكر الهيثمي في المجمع 4/ 11، 12 أحاديث في هذا المعنى.
(3)
المسند 14/ 468 (8886)، ومسلم 3/ 328 (1713) من طريق عبيد اللَّه عن سعيد عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم، والبخاري 4/ 369 (2152) من طريق الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.
(4)
الترمذي 4/ 459 (2267). وتحدّث الألباني عنه في الضعيفة 2/ 129 (684)، ثم عاد فصحّحه - لما وجد له من طرق في حديث قريب عن أبي ذرّ - الصحيحة 6/ 40 (2510).
(5188)
الحديث الخامس والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن ابن ذكوان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يقتسمُ ورثتي دينارًا، ما تركْتُ بعدَ نفقةِ نسائي ومُؤْنةِ عاملي فهو صدقة".
أخرجاه (1).
(5189)
الحديث السادس والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الأغرّ عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن رَبّه عز وجل قال: "الكبرياءُ ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازَعني واحدًا منهما قَذَفْتُه في النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5190)
الحديث السابع والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن سلمة بن كُهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
جاء أعرابيٌّ يتقاضى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعيرًا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"الْتَمِسوا له بعيرًا مثلَ سنِّ بعيره" قال: فالتمَسوا له فلم يجدوا إلّا فوق سنّ بعيره، فقال:"أعطوه"(3) فقال الأعرابيّ: أوْفَيْتَني، أوفاك اللَّه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ خيرَكم خيرُكم قضاءً"
أخرجاه (4).
(5191)
الحديث الثامن والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال حدّثنا أبو بكر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
(1) المسند 14/ 472 (8892)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه 12/ 252 (7303) من طريق سفيان عن أبي الزِّناد عن الأعرج به. ومن طريق أبي الزِّناد عن الأعرج أخرجه البخاري 5/ 406 (2776). ومسلم 3/ 1382 (1760).
(2)
المسند 15/ 211 (9359). ومسلم 4/ 2023 (2620) من طريق أبي مسلم الأغرّ عن أبي سعيد وأبي هريرة. ومثله في المفرد 1/ 284 (552). ومن طريق حمّاد أخرجه أبو داود 4/ 59 (4090)، وابن حبّان 2/ 35 (328) وفي حديث ابن حبّان زيادة. وصحّحه المحقّقون والألباني، والكلام في إسناده حول عطاء واختلاطه، ولكنه متابع في هذا الحديث.
(3)
في المسند زيادة: "فأعطوه فوقَ بعيره".
(4)
المسند 14/ 475 (8897)، ومن طريق سفيان في البخاري 4/ 482 (2305)، ومسلم 3/ 225 (1601).
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اثنان هما كفر: النِّياحة، والطَّعن في النسب".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(5192)
الحديث التاسع والخمسون بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا الحسين بن حُرَيث قال: حدّثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن يزيد الرَّقاشي قال: حدّثنا أبو الحكم البَجَلي قال: سمعْتُ أيا سعيد الخُدريّ وأبا هريرة:
يذكران عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أهلَ السماء وأهلَ الأرض اشتركوا في دم مؤمنٍ أكبَّهم اللَّه في النّار"(2).
(5193)
الحديث الستون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزاق قال: حدّثنا معمر عن همّام بن منّبه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نارُكم هذه، ما يُوقد بنو آدم، جزءٌ واحدٌ من سبعين جزءًا من حرِّ جهنّم" قالوا: واللَّه إنّ كانت لكافيةً يا رسول اللَّه. قال: "فإنها قد فُضِّلَت عليها بتسعةٍ وستّين جزءًا، كلُّهنّ مثلُ حرّها".
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "هذه النّار جزء من مائة جزءٍ من جهنّم"(4).
(1) المسند 14/ 482 (8905) ومن طريق الأعمش في مسلم 1/ 82 (67). وأسود من رجال الشيخين، وأبو بكر شعبة بن عبّاس من رجال الشيخين، وهما ثقتان.
(2)
الترمذي 4/ 11 (1398). قال: هذا حديث غريب. وأبو الحكم البَجليّ هو عبد الرحمن بن أبي نُعم الكُوفيّ. وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 13/ 479 (8126)، ومسلم 4/ 2184 (2843). وأخرجه البخاري 6/ 330 (3265) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
(4)
المسند 14/ 492 (8921) ورجاله رجال الصحيح. وفي الطريق السابقة التي اتفق عليها الشيخان "جزء من سبعين" وينظر الفتح 6/ 334.
(5194)
الحديث الحادي والستّون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا بكر بن مُضَر عن ابن الهاد عن محمّد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أرأيتُم لو أنّ نهرًا بِباب أحدِكم يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، ما [تقولون؟ هل] (1) يبقى من دَرَنه؟ " قالوا: لا يبقى من دَرَنه شيء. قال: "ذاك مَثَلُ الصلوات الخمس، يمحو اللَّهُ بهن الخطايا".
أخرجاه (2).
(5195)
الحديث الثاني والستون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ليث عن عُقيل عن الزّهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحرٍ واحدٍ مرّتين".
أخرجاه (3).
(5196)
الحديث الثالث والستون بعد الثمانمائة: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ليث ابن سعد عن ابن عَجلان عن القَعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "المسلمُ من سَلِمَ الناسُ من لسانه ويده، والمؤمنُ من أمنَه النّاسُ على أموالهم ودمائهم"(4).
(5197)
الحديث الرابع والستون بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذّي قال: حدّثنا أبو كُرَيب قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثنا عُمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال: "مَن صلّى بعد المغرب ستّ ركعات لم يتكلَّم فيما بينهنّ بسوء، عُدِلْن له بعبادة ثِنْتَي عشرة سنة".
(1) تكملة من المسند.
(2)
المسند 14/ 494 (8924)، ومسلم 1/ 462 (667). ومن طريق يزيد بن الهاد في البخاري 2/ 11 (528).
(3)
المسند 14/ 497 (8928)، والبخاري 1/ 529 (6133)، ومسلم 4/ 2295 (2998).
(4)
المسند 14/ 499 (8931)، والنسائي 8/ 104، والترمذي 5/ 18 (12627) وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن حبّان 1/ 406 (180) من طريق الليث. وأخرجه الحاكم 1/ 10 من طريق الليث وقال. قد اتفقا على إخراج طرف حديث: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" ولم يخرجا هذه الزيادة، وهي صحيحة على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وصحّح المحقّقون الحديث، وحسّنوا إسناده.
قال البخاريّ: عمر بن عبد اللَّه بن أبي خثعم منكر الحديث، وضعّفه جدًّا (1).
(5198)
الحديث الخامس والستون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ابن لهيعة عن موسى بن وَردان عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ المؤمن لَيُنضي شياطينَه كما يُنضي أحدُكم بعيرَه في السَّفَر"(2).
(5199)
الحديث السادس والستون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أصحابَ الصُّوَر الذين يعملونها يُعَذَّبون بها يوم القيامة، يقال لهم: أَحْيُوا ما خَلَقْتُم"(3).
(5200)
الحديث السابع والستون بعد الثمانمائة: وبه حدّثنا ابن لهيعة عن درَاج عن ابن حُجيرة عن أبي هريرة:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "سافِروا تَصِحُّوا، واغْزُوا تَسْتَغْنوا"(4).
(5201)
الحديث الثامن والستون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن طحلاء عن مُحْصِن بن عليّ عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من توضّأ فأحسنَ وضوءه، ثم راح فوجدَ النّاسَ قد صلَّوا، أعطاه
(1) الترمذي 2/ 298 (435). ومن طريق عمر في ابن ماجة 1/ 369 (1167). وينظر السنة 3/ 473 (896)، والترغيب 1/ 456 (850)، والضعيفة 1/ 469 (481).
(2)
المسند 14/ 501 (8940). وإسناده ضعيف، قال الهيثمي 1/ 121: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة.
وينضي: يُتعب ويهزل.
(3)
المسند 14/ 505 (8941) وحسّن المحقّق إسناده.
وقد أخرج الشيخان الحديث عن ابن عمر وعائشة: الجمع 2/ 221 (1139)، 4/ 23 (3149).
(4)
المسند 14/ 507 (8945). وإسناده ضعيف. وقد روى الطبراني في الأوسط 9/ 146 (8308) بإسناده إلى سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا" وقال عنه المنذري: رواته ثقات - الترغيب 2/ 9 (1431) ولكن محقّقي المسند ضعّفوا حديث المسند والمعجم الأوسط. وضعّف الألباني الحديث في الضعيفة 1/ 278 (254، 255).
اللَّه مثلَ أجرِ من صلّاها وحضَرَها، لا ينقُصُ ذلك من أجورهم شيئًا" (1).
(5202)
الحديث التاسع والستون بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا الحسن بن بكر قال: حدّثنا المعلَّى بن منصور قال: حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر المَخْرَميّ عن عثمان بن محمد الأَخْنَسيّ عن سعيد المقبري عن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين المشرق والمغرب قِبلةٌ".
قال الترمذي: هذا حديث صحيح (2).
(5203)
الحديث السبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي طلحة عن أبي هريرة:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أيُّما ضيفٍ نزل بقومٍ فأصبح الضيفُ محرومًا فله أن يأخذَ بقدر قِراه، ولا حَرَجَ عليه"(3).
(5204)
الحديث الحادي والسبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد الزُّهري عن عمرو بن أبي عمرو عن ابن عبد اللَّه بن حَنْطَب عن أبي هريرة:
(1) المسند 14/ 509 (8947). ورجاله رجال الصحيح، عدا مُحْصن، روى له أبو داود والنسائي. ومن طريق عبد العزيز أخرجه أبو داود 1/ 154 (564)، والنسائي 2/ 111، والحاكم 1/ 208 وقال: صحيح على شرط مسلم، وتابعه على ذلك الذهبي! وسقط من سند الحاكم "أبو هريرة" في المطبوع. وصحّح الألباني الحديث، وحسّن محقّقو المسند إسناده.
(2)
الترمذي 2/ 173 (344). ورواه (342، 343) من طريق أبي معشر عن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة مثله. قال: وقد تكلّم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه. ثم نقل عن الإمام البخاري: أن حديث عبد اللَّه جعفر المخرمي أقوى من حديث أبي معشر وأصحّ.
وروى ابن ماجة 1/ 323 (1011) الحديث من طريق أبي معشر، وذكره النسائي 4/ 172 لبيان أن أبا معشر المدني قد اختلط وعنده أحاديث مناكير، منها هذا الحديث. وصحّح الألباني الحديث.
قال الترمذي: وقد روى غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بين المشرق والمغرب قبلة" منهم عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن عبّاس. وقال ابن عمر: إذا جعلت المغرب عن يمينك والمشرق عن يسارك، فما بينهما قبلة إذا استقبلْت القبلة. وينظر تعليقات الشيخ أحمد شاكر على الأحاديث.
(3)
المسند 14/ 509 (8948). ومن طريق معاوية في شرح المشكل 7/ 248، 249 (2816، 2817)، وصحّح المحقّقون إسناده، لأن رجاله رجال الصحيح، عدا أبي طلحة نعيم بن زياد الأنماري. وينظر حديث عقبة ابن عامر الذي أخرجه الشيخان (5484) من هذا الكتاب.
أنّهم كانوا يحملون اللَّبِنَ إلى بناء المسجد ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم معهم. قال: فاستقبَلْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو عارضٌ لَبِنةً على بطنه، فظَنَنْتُ أنّها قد شقَّت عليه، قلت: ناوِلْنيها يا رسول اللَّه. قال: "خُذ غيرَها يا أبا هريرة، فإنّه لا عيشَ إلا عَيْشُ الآخرة"(1).
هذا الحديث بعيد الصحّة. قال يحيى بن معين: عمرو بن أبي عمرو لا يُحْتَجُ بحديثه. وبعيد من جهة أخرى: وهو أن بُنيان المسجد كان في أوّل سِني الهجرة، ولم يكن أبو هريرة أسلم، وعلى تقدير الصحّة يكون مَرَمّةً للمسجد، وفي هذا بعد.
(5205)
الحديث الثاني والسبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد ابن منصور قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "عليك السمعَ والطاعةَ في عُسرك، ويُسرك، ومَنْشَطِك، ومَكْرَهك، وأَثَرَةٍ عليك".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5206)
الحديث الثالث والسبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سجدَ أحدُكم فلا يَبْرُكْ كما يَبْرُكُ الجملُ، وليضعْ يدَيه ثم ركبتيه"(3).
(1) المسند 14/ 512 (8951). قال الهيثمي 2/ 12: رجاله رجال الصحيح. وليس كذلك، فالمطلّب بن عبد اللَّه بن حنطب روى له أصحاب السنن، وهو صدوق، لكنه كثير الإرسال والتدليس، وحديثه عن أبي هريرة مرسل. أما عمرو بن أبي عمرو فروى له الجماعة، وقيل فيه: ثقة، ربما وهم، وضعّفه بعض العلماء، ومنهم ابن معين. وينظر تهذيب الكمال 5/ 447، والتقريب 1/ 444. ومع ضعف إسناده، ففي متنه ما قال المؤلّف ابن الجوزي تعليقًا عليه.
(2)
المسند 14/ 514 (8953)، ومسلم 3/ 1467 (1836).
(3)
المسند 14/ 515 (8955)، وسنن أبي داود 1/ 222 (840)، ومن طريق عبد العزيز بن محمد في النسائي 2/ 207. قال الألباني في الإرواء 2/ 78: هذا سند صحيح، رجاله كلّهم ثقات رجال مسلم غير محمد بن عبد اللَّه بن الحسن، وهو ثقة، كما قال النسائي وغيره. . . قال: وقد أعلّه بعضهم، وذكر العلل، وردّ عليها.
(5207)
الحديث الرابع والسبعون بعد الثمانمائة: وبه عن عبد العزيز عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رَفَّأ إنسانًا قال: "باركَ اللهً لك، وباركَ عليك، وجمعَ بينكما على خير"(1).
(5208)
الحديث الخامس والسبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاصّ قال: حدّثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قيل له: ما الغِيبةُ يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: "ذِكرُك أخاك بما يكره" قال: أفرأيْتَ إنّ كان في أخي ما أقول؟ قال: "إنّ كان في أخيك ما تقول فقد اغتبْتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(5209)
الحديث السادس والسبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا ثابت عن أبي عثمان عن أبي هريرة:
أنّه كان في سفر، فلما نزلوا أرسلوا إليه لِيَطْعَمَ، فقال للرسول: إنّي صائم. فلمّا وُضع الطعام وكادوا يَفْرَغون جاء فجعل يأكل، فنظر القومُ إلى رسولهم، فقال: ما تنظرون إليّ؟ فقد أخبرَني أنّه صائم. قال أبو هريرة: صدق إنّي سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "صومُ شهر الصَّبر، وثلاثةُ أيّامٍ من كل شهر صومُ الدّهر". وكنتُ صُمْتُ ثلاثة أيّام من كلِّ
(1) المسند 14/ 517 (8956). ورجاله رجال الصحيح. ومن طرق عن عبد العزيز الدراوردي أخرجه أبو داود 2/ 241 (2130)، وابن ماجة 1/ 614 (1905)، والترمذي 3/ 400 (1091) وقال: حسن صحيح. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 2/ 183، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 9/ (1091) وقال: حسن صحيح. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 2/ 183، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 9/ 359 (4052). الألباني والمحقّقون.
(2)
المسند 14/ 537 (8985). عبد الرحمن بن إبراهيم مختلف فيه، والأرجح تضعيفه - التعجيل 246 وسائر رجاله ثقات. وهو متابع في هذا الحديث، فقد أخرجه أحمد 12/ 56 (7146) من طريق شعبة، ومسلم 4/ 2001 (2589) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن العلاء.
شهر، وأنا مُفْطِر في تخفيف اللَّه، صائم في تضعيف اللَّه عز وجل (1).
(5210)
الحديث السابع والسبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن يوسف قال: أخبرنا أبو بكر عن أبي حَصين عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "تَعِسَ عبدُ الدّينارِ والدّرهم والقَطيفة والخَميصة، إن أُعطِي، رضي، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ".
قال البخاري: وزادنا عمرو - وهو ابن مرزوق قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه ابن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: "تَعِسَ عبدُ الدِّينار وعبدُ الدّرهم وعبدُ الخَميصة، إن أُعطِيَ رضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِط، تَعِسَ وانتكس، وإذا شِيكَ فلا انْتَقَش. طُوبَى لعبدٍ أخذ بِعنان فرسِه في سبيل اللَّه، أشعثَ رأسُه، مغبرّةٍ قدماه، إنّ كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذنَ لم يُؤْذَن له، وإن شَفَعَ لم يُشَفّعَ".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(5211)
الحديث الثامن والسبعون بعد الثمانمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل قال: حدّثنا هشام بن عمّار قال: حدّثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العِشرين قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثنا حسّان بن عطيّة عن سعيد بن المسيَّب:
أنّه لقي أبا هريرة، فقال أبو هريرة: أسألُ اللَّهَ أن يجمعَ بيني وبينكَ في سوق الجنّة. فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال: نعم، أخبرَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أنّ أهل الجنّة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يُؤذنُ لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدّنيا، فيزورون ربَّهم، ويُبْرِزُ لهم عرشَه، ويتبدّى لهم في رَوضة من رياض الجنّة، فتُوضعُ لهم منابرُ من نور، ومنابرُ من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضّة، ويجلس أدناهم -وما فيهم دَنِيٌّ- على كُثْبانِ المِسك والكافور، ما يرَون أن أصحاب الكراسيّ بأفضلَ منهم مجلسًا".
(1) المسند 14/ 538 (8986)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، فحمّاد بن سلمة من رجاله. وقد أخرج المرفوع منه النسائي 4/ 218 من طريق حمّاد. وصحّح الألباني الحديث في الإرواء 4/ 99 (946). وينظر تخريج محققي المسند.
(2)
البخاري 6/ 81 (2886، 2287). وينظر شرح ابن حجر للحديث.
قال أبو هريرة: قلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهل نرى ربَّنا؟ قال:"نعم، هل تَتَمارَون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ " قلنا: لا. قال: "كذلك لا تمارَون في رؤية ربّكم، ولا يبقى في ذلك المجلس رجلٌ إلّا حاضَرَه اللَّه مُحاضَرةً، حتى يقولَ للرجل منهم: يا فلانُ، أتذكرُ يومَ قُلْتَ كذا وكذا؟ فيذكرُه بعضَ غَدَراته في الدُّنيا. فيقول: يا ربّ، أولم تغفرْ لي؟ فيقول: بلى، فبسَعة مغفرتي (1) بلغْتَ منزلتك هذه. فبينما هم على ذلك غَشِيَتْهم سحابةٌ من فوقهم، فأمطرت عليهم طِيبًا لم يجدوا مثلَ ريحه شيئًا قطُّ، ويقول ربُّنا: قُوموا إلى ما أعدَدْتُ لكم من الكرامة، فخُذوا ما اشتهَيْتُم، فنأتي سُوقًا قد حفَّتْ به الملائكةُ، فيه ما لم تَنْظُرِ العيونُ إلى مثله، ولم تسمعِ الآذانُ، ولم يخطر على القلوب، فيُحمَلُ لنا ما اشتهينا، ليس يُباع فيه شيء ولا يُشترى، وفي ذلك السُّوق يلقى أهلُ الجنّة بعضُهم بعضًا، فيُقْبلُ الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه -وما فيهم دَنِيٌّ- فيَرُوعه ما يرى عليه من اللِّبَاس، فما ينقضي آخرُ حديثه حتى يتخيَّلَ عليه ما هو أحسن منه، وذلك لأنّه لا ينبغي لأحد أن يحزنَ فيها، ثم ننصرفُ إلى منازلنا فيتلقّانا أزواجنا، فيَقُلْنَ: مرحبًا وأهلًا، لقد جئتَ وإن لك من الجَمال أفضلَ ممّا فارقتَنا عليه، فنقول: إنّا جالَسْنا اليومَ ربَّنا الجبّار، وبحقّنا أن نَنْقَلِبَ بمثل ما انقلبْنا"(2).
وقد أنبأنا بهذا الحديث عاليًا أبو القاسم الحريريّ قال: أنبأنا أبو طالب العُشاري قال: حدّثنا أبو الحسين بن سَمعون قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زَبّان الدمشقي (3) قال: حدّثنا هشام بن عمّار. . . . واللفظ متقارب.
* * *
آخر مسند أبي هريرة
(1) في الترمذي "فسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه" وما في ابن ماجة يوافق هذه الرواية.
(2)
الترمذي 4/ 591 (2549) قال هذا حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه ومن طريق هشام بن عمار أخرجه ابن ماجة 2/ 1450 (4336)، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 402 (598)، وابن حبّان في الصحيح 16/ 466 (7438) وضعّف المحقّقون الحديث، فعبد الرحمن بن حبيب ضعيف، وهشام تغيّر. وتحدّث عنه الألباني في الضعيفة 4/ 211 (1722).
(3)
ترجم له الذهبي في السير 15/ 378، وضعّفه وقال: ادّعى أنّه سمع من هشام بن عمّار. وينظر مصادره.