الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الحسن: كنت مع ابن المبارك يومًا فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب، ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال: ما العيش إلا هكذا .. حيث لم نعرف، ولم نوقر (1).
11 - عدم الاستنكاف عن ذكر ما ينقصنا:
من أخطاء وقعنا فيها، أو فشل صادفنا، والتعود على التلقي من الجميع، وسؤال الآخرين عما نجهل أيًا كان وضعهم، كالأبناء في البيت، والمرؤوسين في العمل .. والتعود كذلك على قول: لا أدري، لما يخفى علينا من الأمور.
قال زاذان: خرج علينا علي بن أبى طالب رضي الله عنه يومًا وهو يمسح بطنه وهو ويقول: يا بردها على الكبد، سئلت عما لا أعلم فقلت: لا أعلم، والله أعلم (2).
12 - تقدير الآخرين وإشعارهم بقيمتهم:
وإبراز أعمالهم ونجاحاتهم، وبخاصة في غيابهم، وحسن الإنصات وعدم مقاطعة المتحدث، ولو كان حديثه معروفًا لدينا:
حدث رجل بحديث، فاعترضه رجل، فغضب عطاء بن أبى رباح وقال: ما هذه الأخلاق، ما هذه الطباع؟ والله إن الرجل ليحدث بالحديث لأنا أعلم به منه، ولعسى أن يكون سمعه مني، فأنصت إليه وأريه كأني لم أسمعه قبل ذلك (3).
13 - مؤاخاة المؤمنين أيًا كانت رتبتهم
وقبول أعذار المعتذرين وإن كانت واهية، وحسن الاستماع إلى نصيحة الناصحين وعدم ردها.
وخلاصة القول: التواضع محله القلب، ولابد من تكلف الأعمال التي تدل
(1) من تواضع لله رفعه لعبد الملك القاسم ص 62.
(2)
أخلاق العلماء ص 110.
(3)
تقرير ميداني لمحمد أحمد الراشد ص 30 دار المنطلق - الإمارات.