الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبطر، والسجود ذل لله وعبودية وتضرع .. فإذا تلقى به نعمته كان جديرًا بدوام تلك النعمة، وإذا تلقاه بالفرح الذي لا يحبه الله والأشر والبطر، كما يفعله الجهال عندما يحدث لهم من النعم، كانت سريعة الزوال وشيكة الانتقال، وانقلبت نقمة، وعادت استدراجًا (1).
وليكن سجود الشكر فور ورود النعمة، فتأخرنا عن ذلك يعطي للشيطان فرصة لإضعاف همتنا نحو الشكر.
قال بكر بن عبد الله: ينزل بالعبد الأمر فيدعو الله عز وجل فيصرفه عنه، فيأتيه الشيطان فيضعف شكره، يقول: إن الأمر كان أيسر مما تذهب إليه، قال: أو لا يقول العبد: كان الأمر أشد مما أذهب إليه، ولكن الله عز وجل صرفه عني (2).
3 - الإنفاق مما تحبه النفس:
سواء كان ذلك في صورة صدقة أو هدية، فالنفس يزداد شحها في وقت إقبال النعم عليها وعلاجها بالإنفاق مرة بعد مرة حتى تسكن.
فى الصحيحين: أنه لما تاب الله على كعب بن مالك سجد وألقى رداءه إلى الذي بشره.
4 - المبالغة في القيام بصور التواضع:
وبخاصة الجلوس مع المساكين وتقديم الطعام لهم، والقيام على خدمتهم.
جاء في الزهد للإمام أحمد: مما أوحى الله لعيسى عليه السلام: " إذا أنعمت عليك بنعمة فاستقبلها بالاستكانة أتممها عليك" .. وقد مر علينا كيف كان حال النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحًا.
5 - كثرة العبادة:
وبخاصة قيام الليل، فعندما سألت السيدة عائشة رضي الله
(1) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص 215.
(2)
الشكر لابن أبي الدنيا ص 18.
عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب قيامه بالليل حتى تورمت قدماه مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال لها: " أفلا أكون عبدًا شكورًا "(1).
فاستقبال النعمة بهذه الأعمال سيكون له - بمشيئة الله - دور كبير في عدم السماح للنفس بالاستعظام والشعور بالتميز عن الآخرين، بل قد تكون هذه النعمة بمثابة وسيلة للقرب من الله عز وجل.
(1) متفق عليه: البخاري (1/ 380 برقم 1078و 4/ 1830 برقم 4556 و 5/ 2375 برقم 6106) ومسلم (8/ 141 برقم 7302، 7303، 7304).