الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فما السبيل إذن إلى معرفته
؟
نعم لا يعرف الله إلا الله سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: " لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ". ومع ذلك فقد أتاح لنا - سبحانه - جزءًا من المعلومات عنه بدرجة تتحملها عقولنا من خلال ما أخبرنا به من أسمائه وصفاته، والتي أودع مظاهرها وآثارها في مخلوقاته، وبقدر تتبع هذه الآثار وربطها بأسمائه وصفاته تكون المعرفة.
فالقاعدة تقول (من آثارهم تعرفونهم) فعندما يصف الناس شخصًا ما بأنه محسن - مثلًا - فإن هذا الوصف لن يقع موقعه في نفسك إلا إذا رأيت آثار إحسانه .. وكلما تتبعت تلك الآثار وشاهدتها بنفسك يزداد يقينك بصحة وصفه بهذا الوصف.
ولله المثل الأعلى ..
فالله عز وجل لا نستطيع أن نراه في الدنيا، ولكنه سبحانه وتعالى خلق هذا الكون كله وجعله يدل عليه، كما قال تعالى:{أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53] وأخبرنا سبحانه وتعالى بأن له أسماء وصفات أودع آثارها في كونه ومخلوقاته.
إذن فالطريقة السهلة لمعرفة الله عز وجل: أن نتعرف على آثار أسمائه وصفاته قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 20، 21] وعلى قدر التتبع والتفكر في هذه الصفات تزداد المعلومات عن الله عز وجل، فينعكس ذلك على القلب بزيادة جوانب العبودية فيه.
وسائل المعرفة:
للتعرف على أسماء الله وصفاته وسيلتان أساسيتان أتاحهما لنا الله عز وجل وأمرنا بدوام التفكر فيهما، وهما: كتاب الله المقروء (القرآن)، وكتاب الله المنظور (الكون).
أما القرآن فمن أهم سماته أنه كتاب تعريف بالله عز وجل، من خلال دلالته على أسماء الله وصفاته، ووصفه لها وعرضه لآثارها في الكون والنفس، ليسهل على العبد نقل فكره إلى الكون ليشاهد بنفسه ما تعلمه من القرآن، فيربط بذلك أحداث الحياة كلها بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته، ويتقلب قلبه في ألوان من العبودية نتيجة تقلب الأحداث به فيستقبل النعمة بالشكر، والمصائب بالصبر، والرضا والقهر بالانكسار والاستسلام، والشدائد بالدعاء والتضرع.
وفى هذا الفصل سيتم إلقاء الضوء - بعون الله وفضله - على أهم جوانب المعرفة التي تفيدنا في إزالة أصنامنا، وهي:
1 -
التعرف على الله الغني الحميد.
2 -
التعرف على الله القيوم.
3 -
التعرف على الله المنعم.