المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أولا: الجهل بالله عز وجل: - حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا

[مجدي الهلالي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأولهل بداخلنا أصنام

- ‌تمهيدلا غني لأحد عن الله

- ‌لا تأخذه سنة ولا نوم:

- ‌لا إله إلا الله:

- ‌لا حول ولاقوة إلا بالله:

- ‌الشرك ظلم عظيم:

- ‌الفصل الأولالشرك الخفي

- ‌أنواع الشرك بالله:

- ‌معنى الشرك الخفي:

- ‌أمثلة من الواقع:

- ‌حقيقة العُجب:

- ‌حمد النفس:

- ‌الداء الخبيث:

- ‌اللحظات العابرة:

- ‌الفصل الثانيأسباب تضخم الذات ووجود الصنم

- ‌أولًا: الجهل بالله عز وجل:

- ‌ثانيًا: الجهل بالنفس:

- ‌ثالثًا: إهمال تزكية النفس:

- ‌رابعًا: كثرة الأعمال الناجحة:

- ‌خامسًا: كثرة المدح:

- ‌سادسًا: علو اليد ونفوذ الأمر:

- ‌سابعًا: قلة مخالطة الأكفاء وعدم وجود النُصحاء:

- ‌ثامنًا: تربية الأبوين (النشأة الأولى):

- ‌تاسعًا: وجود نقاط ضعف في شخصية الفرد أو في البيئة المحيطة به:

- ‌عاشرًا: الاشتهار بين الناس:

- ‌الفصل الثالثمظاهر الإعجاب بالنفس وتضخم الذات

- ‌كثرة الحديث عن النفس:

- ‌طلب الأعمال والتقدم إليها:

- ‌صعوبة التلقي من الغير أو قبول النصيحة:

- ‌استصغار الآخرين:

- ‌المَنُّ بالعطايا:

- ‌كثرة أحلام اليقظة بالاشتهار بين الناس:

- ‌التعالي على الناس:

- ‌أمثلة من الواقع:

- ‌الفصل الرابعخطورة الإعجاب بالنفس

- ‌الإعجاب بالنفس شرك بالله:

- ‌يحبط العمل ويفسده:

- ‌يؤدي إلى غضب الله ومقته:

- ‌يؤدي إلى الخذلان وحرمان التوفيق والتعرض للفتن:

- ‌يؤدي إلى اتباع الهوى ونسيان الذنوب:

- ‌قد يؤدي إلى سوء الخاتمة والتعرض للحساب الدقيق يوم القيامة:

- ‌يؤدي إلى نفور الناس من صاحبه:

- ‌يؤدي إلى الكبر وعدم القدرة على قبول الحق ومن ثم الخسران المبين:

- ‌الباب الثانيكيف نزيل أصنامنا

- ‌تمهيدمدى حاجتنا لإزالة أصنامنا

- ‌من قوانين النصر:

- ‌ما المقصود بإزالة أصنامنا

- ‌وسائل مقترحة:

- ‌الفصل الأولطلب العلاج من الله عز وجل

- ‌صعوبة علاج العُجب:

- ‌الإمداد بحسب الاستعداد:

- ‌الدواء المُر النافع:

- ‌الحرمان من القيام بالطاعة:

- ‌حسن الفهم عن الله:

- ‌التعرف على الأكفاء:

- ‌الشعور بعدم التميز عند الله:

- ‌إخمال الذكر:

- ‌استصغار العمل ونسيانه:

- ‌تأخر الإمداد:

- ‌مواقف عملية للتربية الربانية:

- ‌مع الأنبياء عليهم السلام:

- ‌الفصل الثانيمعرفة الله عز وجل ودورها في علاج العُجب

- ‌أهمية معرفة الله:

- ‌وبقدر المعرفة تكون العبودية:

- ‌كيف نعرف الله

- ‌فما السبيل إذن إلى معرفته

- ‌وسائل المعرفة:

- ‌ التعرف على الله الغني الحميد

- ‌وماذا عن حجم طاعتك:

- ‌ التعرف على صفة القيومية

- ‌مريض الرعاية المركزة:

- ‌تمديدات الرحمة:

- ‌عبودية صفة القيومية:

- ‌وسائل المعرفة:

- ‌ التعرف على الله المنعم: (معرفة حق الله على عباده):

- ‌من صور النعم:

- ‌الشكر والعبادة:

- ‌حجم الشكر المطلوب:

- ‌بين العدل والإحسان:

- ‌أين نحن من عمر

- ‌لماذا العمل

- ‌من فوائد النظر في حق الله:

- ‌كيف نتعرف على النعم

- ‌الفصل الثالثمعرفة حقيقة الإنسان وطبيعة النفس

- ‌ حقيقة الإنسان

- ‌تعرف على أصلك:

- ‌وماذا عن حجمك

- ‌ضعف الإنسان:

- ‌فما الحل إذن لكى يقف الإنسان على حقيقة ضعفه

- ‌مسكين أيها العاجز:

- ‌الفقير المحتاج:

- ‌فكيف لنا أن نوقن بهذه الحقيقة

- ‌الرسائل الإلهية:

- ‌رسالة الأرق:

- ‌طبيعة النفس:

- ‌مقت النفس:

- ‌كيف كان الصالحون ينظرون إلى أنفسهم

- ‌هل يمكن للنفس أن تأمر بخير

- ‌النفس هي النفس:

- ‌هل صرت ملكًا:

- ‌مفهوم التكليف:

- ‌ما أقبح الرضا عن النفس:

- ‌كيف نتعامل مع أنفسنا

- ‌1 - سوء الظن بالنفس:

- ‌2 - الخوف من الله:

- ‌3 - مقاومة خواطر العُجب:

- ‌4 - محاسبة النفس:

- ‌5 - دوام التوبة:

- ‌الخلاصة:

- ‌الفصل الرابعتكلف التواضع

- ‌مفهوم التواضع:

- ‌ضرورة التواضع:

- ‌التواضع علم وعمل:

- ‌صور وأعمال التواضع:

- ‌مع الله

- ‌كيف دخل عمر بن الخطاب بيت المقدس

- ‌التواضع عند الرِفعة:

- ‌التواضع عند ورود النعم:

- ‌ومن صور التواضع لله: كثرة السجود:

- ‌إظهار المسكنة في الدعاء:

- ‌التواضع عند الشدة والكرب:

- ‌مع النفس

- ‌ضع نفسك:

- ‌يمشون على الأرض هونًا:

- ‌وهنا أمر ينبغي الإشارة إليه فيما يخص اللباس:

- ‌من نماذج المتواضعين:

- ‌مع الناس

- ‌1 - خدمة أهل البيت:

- ‌2 - الجلوس مع المساكين ومآكلتهم وخدمتهم:

- ‌3 - عدم التميز بالخدمة من أجل رتبتك بين الناس:

- ‌4 - خفض الجناح للمؤمنين:

- ‌5 - إجابة دعوة الفقراء والضعفاء:

- ‌6 - السعي في قضاء حوائج الناس، ومساعدتهم:

- ‌7 - عدم الافتخار على الناس بشيء:

- ‌8 - عدم الجلوس في الصدارة بين الناس:

- ‌9 - علينا بتعود النظر إلى الجانب الإيجابي عند الآخرين:

- ‌10 - لا تخبر أحدًا بحقيقتك وبخاصة إذا ما كنت صاحب منصب أو شهرة، واترك الناس يعاملونك حسب ما يرون:

- ‌11 - عدم الاستنكاف عن ذكر ما ينقصنا:

- ‌12 - تقدير الآخرين وإشعارهم بقيمتهم:

- ‌13 - مؤاخاة المؤمنين أيًا كانت رتبتهم

- ‌الفصل الخامسغلق الأبواب أمام النفس

- ‌ عند ورود النعم:

- ‌1 - سرعة ربط النعمة بالنعم سبحانه وتعالى وحمده عليها

- ‌2 - سجود الشكر الفوري بعد ورود النعمة:

- ‌3 - الإنفاق مما تحبه النفس:

- ‌4 - المبالغة في القيام بصور التواضع:

- ‌5 - كثرة العبادة:

- ‌ عند النجاح في القيام بعمل ما:

- ‌1 - إخفاء العمل قدر الإمكان، وعدم التحدث به أمام أحد من الناس:

- ‌2 - نسيان العمل بعد القيام به:

- ‌3 - تقليل العمل:

- ‌4 - تخويف النفس:

- ‌ عند المدح:

- ‌1 - علينا بعدم الاسترسال أو التجاوب مع المدح ومدافعته بشتى الطرق:

- ‌2 - زجر ونهي المادح:

- ‌3 - مطالبة الناس بحمد الله لا حمدك:

- ‌ عند كثرة الخلطة والمجالس الفارغة:

- ‌ عند تولي مسئولية:

- ‌ عند الاشتهار بين الناس

- ‌ عند إسداء خدمة للآخرين:

- ‌العلاج المضاد

- ‌1 - نقد النفس أمام الآخرين:

- ‌2 - القيام بأفعال تقلل من شأنها:

- ‌3 - طلب النصيحة والنقد من الآخرين:

- ‌4 - أين مرآتك:

- ‌5 - ترك العمل الذي يفسد صاحبه:

- ‌6 - التصدق بالشيء الذي تم الإعجاب به أو مما تحبه النفس:

- ‌7 - علينا بتجهيز أجوبه تدفع عنا خطورة المدح وإعجاب النفس:

- ‌البديل:

- ‌الفرح المحمود:

- ‌الفصل السادسالعلاج بالقرآن

- ‌أولًا: نتعرف على الله عز وجل:

- ‌ثانيًا: القرآن يعرفنا بأنفسنا:

- ‌ثالثًا: القرآن يشعرنا بضآلة ما نقدمه من أعمال:

- ‌رابعًا: القرآن يحذرنا من عاقبة العُجب والكبر والغرور:

- ‌خامسًا: القرآن يقدم وصفات العلاج لأهل الكبر والغرور والإعجاب بالنفس:

- ‌سادسًا: القرآن يبين لقارئه كيف ربى الله رسله وأنبياءه وعباده الصالحين:

- ‌سابعًا: القرآن يمحو مواضع الضعف والنقص (المتوهمة) من داخل الإنسان:

- ‌ثامنًا: القرآن يذكر قارئه دومًا بالله عز وجل وبقدره وعظمته وجلاله، ويذكره كذلك بنفسه وصفاته:

- ‌تاسعًا: القرآن وزيادة الإيمان:

- ‌لماذا لا ينفعنا القرآن

- ‌كيف ننتفع بالقرآن

- ‌أولًا: الانشغال بالقرآن:

- ‌ثانيًا: تهيئة الجو المناسب:

- ‌ثالثًا: القراءة المتأنية:

- ‌رابعًا: التركيز مع القراءة:

- ‌خامسًا: التجاوب مع القراءة:

- ‌سادسًا: أن نجعل المعنى هو المقصود:

- ‌سابعًا: ترديد الآية التي تؤثر في القلب:

- ‌ثامنًا: تعلم الآيات والعمل بها:

- ‌كيفية علاج الإعجاب بالنفس من خلال القرآن:

- ‌1 - التعرف على الله القيوم:

- ‌2 - التعرف على الله المنعم:

- ‌3 - عفو الله أو النار:

- ‌4 - جوانب الفقر إلى الله:

- ‌5 - حقيقة الإنسان:

- ‌6 - طبيعة النفس:

- ‌7 - كيف ربَّى الله رسله وأنبياءه على تمام العبودية له:

- ‌8 - التعرف على الله الغني الحميد:

- ‌9 - علاج القرآن لحالات الإعجاب بالنفس والاغترار بها، والتكبر على الآخرين

- ‌الفصل السابعالتعاهد والتربية ودورهما في علاج العُجب

- ‌معنى التربية:

- ‌صور التربية:

- ‌أولًا: التربية الذاتية

- ‌المسئولية فردية:

- ‌نقطة البداية:

- ‌ الخوف من الله

- ‌وسائل استجلاب الخوف:

- ‌معايشة القرآن:

- ‌قيام الليل:

- ‌دوام الإنفاق في سبيل الله:

- ‌القراءة في سير الصالحين:

- ‌التربية الوقائية:

- ‌ثانيًا: تربية الأبوين لأبنائهما:

- ‌القرآن أولًا:

- ‌ربط أحداث الحياة بالله:

- ‌ضعف الإنسان وعجزه ومدى احتياجه إلى الله عز وجل:

- ‌الدنيا دار امتحان والملك لله:

- ‌التواضع:

- ‌ربط المدح بتوفيق الله:

- ‌ثالثًا: التربية مع الآخرين

- ‌التربية هي عمل الرسل واتباعهم:

- ‌مواقف تربوية:

- ‌دور المحاضن التربوية في العلاج:

- ‌وجود الأكفاء وتوظيف الإمكانات:

- ‌الفصل الثامنشبهات يجب أن تزال

- ‌1 - مفهوم الثقة بالنفس، وتعارضه مع ضرورة استصغارها

- ‌المفهوم الصحيح للثقة بالنفس:

- ‌ماذا فعل ذو القرنين:

- ‌الغرور:

- ‌2 - عبارات التشجيع وتعارضها مع خطورة المدح:

- ‌3 - القيام بخدمة الناس والعمل للإسلام وتأثيره السلبي على النفس:

- ‌واإسلاماه:

- ‌ضرورة التوازن:

- ‌لتكن لك عينان:

- ‌4 - كراهية تزكية النفس وتعارضها مع ما فعله يوسف عليه السلام:

- ‌حب النفس للرئاسة:

- ‌خطورة مدح النفس:

- ‌يوسف عليه السلام وطلبه المسئولية:

- ‌ضوابط تقديم النفس:

- ‌اختبار الصدق:

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌أولا: الجهل بالله عز وجل:

أسباب تضخم الذات ووجود الصنم

مما لاشك فيه أن هناك أسبابًا عديدة من شأنها أن تهيئ المناخ المناسب لتسلل داء العُجب إلى النفوس، من أهمها:

1 -

الجهل بالله عز وجل.

2 -

الجهل بالنفس.

3 -

إهمال تزكية النفس.

4 -

كثرة الأعمال الناجحة.

5 -

كثرة المدح.

6 -

علو اليد ونفوذ الأمر.

7 -

قلة مخالطة الأكفاء.

8 -

تربية الأبوين (النشأة الأولى).

9 -

وجود نقاط ضعف في شخصية الفرد.

10 -

الاشتهار يبن الناس.

‌أولًا: الجهل بالله عز وجل:

العُجب - كما تم تعريفه في الصفحات السابقة - هو أن ينسب المرء لنفسه نجاحاته وتوفيقه فيما يقوم به من أعمال، وينسى أن الله عز وجل هو الذي أعانه على ذلك.

معنى ذلك أن الجهل بالله من أهم الأسباب المؤهلة لإعجاب المرء بنفسه، فلو أيقن كل منا بأن الله عز وجل هو الذي يمده بأسباب النجاح والتوفيق والفلاح ما دخل العُجب إلى نفسه، وكيف يعجب بشيء ليس له دخل في وجوده؟!

ص: 25

إن كل صلاة نصليها، وصيام نصومه، وذكر نذكره، ودعاء ندعوه، ونفقه ننفقها

كل ذلك وغيره من صور البر المختلفة، تتم بفضل وإعانة من الله عز وجل {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} [الأنبياء: 73].

فالله سبحانه وتعالى هو مصدر كل خير نفعله .. يمدنا بأسبابه لحظة بلحظة، ولو شاء لمنعنا إياها .. ألم يقل لرسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم:{وَلَئِنْ شيءنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} [الإسراء: 86، 87].

فلولا فضل الله ما صلينا ولا صمنا ولا تصدقنا ولا أسلمنا ولا آمنا.

ففي الحديث القدسي: " يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلانفسه "(1).

بل إن كل خاطرة تخطر على بال الإنسان تدعوه لخير هي من الله عز وجل ..

ففي الحديث: " في القلب لمتان، لمة من الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد لك فليعلم أنه من الله سبحانه وليحمد الله، ولمة من العدو إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، ونهي عن الخير، فمن وجد ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم "(2).

وعندما تغيب هذه الحقيقة عن ذهن المرء، فما أسهل تسلل داء العُجب إليه فيفرح بنفسه، ويعجب بها وينسب الفضل إليها، كلما عمل عملًا أو قال قولًا واستحسنه الناس.

قال مسروق: بحسب امرئ من العلم أن يخشي الله، وبحسب امرئ من الجهل أن يعجب بعلمه (3).

(1) أخرجه مسلم (4/ 1994، رقم 2577).

(2)

أخرجه الترمذي (5/ 219، رقم 2988) وقال: حسن غريب، والنسائي (6/ 305، رقم 11051).

(3)

أخلاق العلماء للآجري ص 63 - دار القلم - دمش.

ص: 26