الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
…
تصدير وتقديم
بقلم المؤلف: عبد الله بن سعد الرويشد
الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب علم من أعلام الإصلاح الديني في الشرق الإسلامي في العصر الحديث، وكفاحه ونضاله، ودعوته إلى التوحيد المطلق، الخالص النقي من شوائب الشرك الوثنية، والمطهر من الخرافات والخزعبلات، مضرب الأمثال في كل مكان من العالم الإسلامي على طيلة قرنين من الزمان وإلى قيام الساعة إن شاء الله.
وقد ربى الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب جيلا كاملا، تسلم الراية في حياته وبعد مماته، عمل من أجل رفعة الإسلام، وإعزاز شأن المسلمين، وخلف هذا الجيل الذي ربي على يديه جيل فجيل فجيل، ممن خدموا الإسلام، وعنوا بشئون المسلمين، وناضلوا من اجل استعادة المجد الإسلامي التليد.
وشيخ الإسلام المصلح محمد بن عبد الوهاب كان للبيت السعودي الحاكم المجيد معه شأن وأي شأن، فهو الذي حماه بعد الله وآزره ونصره عبر العصور والأيام وبني حكمه على هذه الدعوة للتوحيد وبتوحيد وعلى التوحيد، وأعانه على نشر
دعوته الإسلامية السلفية الخيرة، والنهوض بكل ما لديه من طاقة وقوة، وذلك من أجل حماية العقيدة، وصيانة الدعوة، وتصحيح المفاهيم والموازين، والرجوع بالمسلمين إلى حياة العزة والسيادة والنهضة، فقد بنت هذه الأسرة السعودية ملكها على التوحيد وللتوحيد وبالتوحيد.
والإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان طيلة قرنين ونصف حتى اليوم موضع عناية الباحثين والمفكرين والمؤرخين من عرب وشرقيين وغربيين على السواء.
ولا تزال دعوته السلفية عالية الراية، مرفوعة اللواء، عزيزة الجانب، نبيلة المقصد، شريفة الاتجاه، وفيعة الصروح.
وقد تحدثت في هذا الكتاب الموجز، عن:
- نسب الإمام
- مولده ونشأته
- رحلاته العلمية
- رحلته خارج الجزيرة العربية
- تنفيذ الدعوة ومراحلها
- مناوأة الدعوة والتآمر عليها
- آل سعود واحتضانهم للشيخ ونصرتهم له
- الخطر الخارجي الذي كان يتهدد الدعوة
- خطب الشيخ ورسائله، وذكرت مثالا من رسائله
- أثر الشيخ في النهضة العلمية والأدبية
- مؤلفاته وآثاره العلمية
- انتشار الدعوة خارج الجزيرة العربية
- رسالتان تشرحان حقيقة دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية
- آراء المفكرين والعلماء العرب والمسلمين في الإمام ودعوته ورأى دائرة المعارف البريطانية، وبعض المستشرقين.
- وآراء الباحثين الأمريكيين والأوربيين
- وذكرت موقف الشعر والشعراء من الدعوة السلفية وتأييدهم لها. ومن حسن الحظ أن يصدر هذا الكتاب مع صدور الطبعة الثانية من كتابي عن الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية العظيمة في جزأين، وبمناسبة إخراج هذا الكتيب الذي أرجو أن يكون مختصراً مفيداً عن حياة العلامة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعوته الإسلامية، وعقيدته السلفية، وجهاده وجهوده كما أرجو أن يكون شفراً نفيساً مفيداً لأبناء الإسلام والمسلمين الموحدين.
ثم إنني وأيم الحق دائما وأبداً أشعر من أعماق قلبي بمدى فضل الإمام العظيم محمد بن سعود، وشيخ الإسلام المصلح الكبير محمد بن عبد الوهاب علينا حيث إن كل واحد منهما يكمل الآخر ويسدد خطاه ويباركها ويناصرها، وذلك بإبراز
هذه الدعوة وحمايتها ومناصرتها بالنفس والنفيس وباللسان والسنان فلهذه الدعوة السلفية أفضال على أجيالنا المعاصرة، وعلى التاريخ العربي الحديث كافة وعلى كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، قد عانى لهما لقاء ما قاما به من الأعمال الجسام بإنارة الطريق بمشاعل الإسلام الصحيح في الحياة.
والله أسأل أن يحشرهما مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ولقد طلب منى أستاذنا وشيخنا ووالدنا صاحب الفضيلة والسماحة الشيح عبد العزيز ابن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد أن أقوم بتأليف كتاب عن الإمام المصلح شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن يكون كتاباً مختصراً ومفيداً إن شاء الله تعالى، وذلك بمنزله بحيّ البديعة بالرياض، ولقد قال سماحته: إني أريد منك أن تؤلف كتاباً آخر مختصراً حيث إن كتابك الأول الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التاريخ الجزء الأول والثاني مطول جداً، فبحوثه ومواضيعه كثيرة ومتشعبة والقارئ في هذا الوقت لا يقبل إلا على الكتب الصغيرة والمختصرة، وكتابك الأول لن يقرأه إلا الباحثون والمتخصصون، وهم قلة بالنسبة والمقارنة بالقارئ العادي.
لذا لبيت طلب سماحته جزاه الله عن الإسلام
والمسلمين خير الجزاء وسدد خطاه ووفقه لخدمة الإسلام والمسلمين، فسماحته من علماء السلف الصالح فلكم خدم سماحة الشيخ المسلمين بعلمه وفضله وخلقه وماله وجاهه، فها هو ذا، الكتاب أو المؤلف المختصر بين يديك أيها القارئ الكريم والأخ المسلم أرجو الله أن يحوز رضاك. وأن ينال مثوبته كما أرجوه أن يمنحني فضله وإحسانه إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه والشكر لله من قبل ومن بعد.