الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} 1 الآية، رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً النسائي وابن ماجه والحاكم والإمام أحمد وابن أبي شيبة بهذا اللفظ، وهذه الصيغة تفيد قصر الدعاء على العبادة فلا يخرج عنها، لأنها من الصفات اللازمة التي ليس لها مفهوم يخالف الظاهر كقوله تعالى:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} 2 إذ كل مدعو فهو إله قصد الداعي أن مدعوه إلها أم لا، اتخذه المشركون الأولون أم لا، وليس ثم دعاء إله آخر له برهان.
1 سورة غافر الآية 60.
2 سورة المؤمنون الآية 117.
الشرك باتخاذ الأولياء والشفعاء
وقد وصف الله سبحانه وتعالى دين المشركين بقوله، {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} 1 الآية، فبين في هذه الآية أنما قصدهم الشفاعة، وفي صحيح البخاري ومسلم، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل مع الله نداً وهو خلقك" قال: قلت ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك" قال: قلت ثم
1 سورة الزمر الآية 3.
أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك" فأنزل الله تصديقها: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} 1 الآية، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أعظم الذنب الشرك بالله الذي هو جعل الأنداد واتخاذهم من خلقه ليقربوهم إليه. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم 2، فدين الله وسط بين الغالي والجافي عنه".
1 سورة الفرقان الآية 68.
2 الذي في صحيح مسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، إضاعة المال"، قال النووي في شرحه: إن الثلاثة المرضية، إحداها: أن يعبدوه، الثانية: أن لا يشركوا به شيئاً، الثالثة: أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا. أهـ، وأورد الحديث السيوطي في الجامع الصغير وذكر الثلاثة المرضية بلفظ المؤلف، فيكون قوله صلى الله عليه وسلم:"أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً" هو الأولى، والثالثة:"وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" وعزاه إلى الإمام أحمد ومسلم، فالمؤلف اختار لفظ الإمام أحمد، وفاته عزو الحديث إليه أو سقط من الناسخ.