الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن الذي يعنينا من أمر هذا المذهب أثره في الحياة العقلية والأدبية عند العرب. وقد كان هذا الأثر عظيماً خطيراً من نواح مختلفة، فهو قد أيقظ النفس العربية ووضع أمامها مثلا أعلى أحبته وجاهدت في سبيل بالسيف والقلم واللسان، وهو قد لفت المسلمين جميعاً، وأهل العراق والشام بنوع خاص إلى جزيرة العرب".
رأى الأستاذ العقاد
تناول الأستاذ عباس العقاد في كتابه "الإسلام في القرن العشرين" حركة الإصلاح السلفية، وقال ما نصه:
"وظاهر من سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه لقي في رسالته عنتاً، فاشتد كما يشتد من يدعو غير سميع، ومن العنت إطباق الناس على الجهل والتوسل بما لا يضر ولا ينفع والتماس المصالح بغير أسبابها، وإتيان المسالك من غير أبوابها، وقد غير على البادية زمن كانوا يتكلمون فيه على التعاويذ والتمائم وأضاليل المشعوذين والمنجمين، ويدعون السعي من وجوهه توسلا بأباطيل السحرة والدجالين حتى الاستسقاء ودفع الوباء فكان حقاً على الدعاة أن يصرفوهم عن هذه الجهالة. وكان من أثر الدعوة الوهابية أنها صرفتهم عن ألوان من البدع والخرافات".
وقال أيضاً في الكتاب نفسه، وهو يتكلم عن كتاب التوحيد تأليف الإمام ما يلي: إن الكتاب الذي تضمن دعوة الشيخ – وفيه يحصى الشيخ الذنوب التي تكفر صاحبها وتعتبر شركا بالله، وأكثرها من البدع والخرافات والمغالاة بتعظيم الأحبار والأولياء، ومن الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاد أو دفعه.
ومن الشرك اتخاذ الرقى والتمائم للوقاية، والتبرك بالشجر والحجر، والذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والاستعاذة بغير الله، والعبادة عند القبور، وأن الغلو في عبادة الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله، وأن الكهانة والعيافة والتطير والتنجيم من الشيطان. وأورد الشيخ الآيات والأحاديث التي تحرم الاستسقاء بالأنواء، وأنكر على الصوفية تأويلاتهم وخوارقهم، واستشهد على تحريم الصور يقوله عليه السلام فيما يرونه عن ربه:"ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي"، وبقوله عن عائشة:"أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله"، وحذر من المغالاة في تعظيم النبي عليه والسلام مستشهدا بقول أنس: إن ناسا قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن سيدنا فقال: "أيها الناس قولوا بقولكم، لا يستهوينكم الشيطان، وأنا محمد، عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل".
وكان الشيخ ينكر الغلو، ويستشهد بقول الرسول عليه السلام:"إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو"، وقوله عليه والسلام:"هلك المتنطعون. هلك المتنطعون. هلك المتنطعون".