الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَعشْرين
مزاحه
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يمزح وَلَا يَقُول إِلَّا حَقًا فَدخل يَوْمًا على أم سليم وَقد مَاتَ نغر ابْنهَا من أبي طَلْحَة فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عُمَيْر مَا فعل النغير وجاءته امْرَأَته فَقَالَت يَا رَسُول الله احملني على جمل فَقَالَ أحملك على ولد النَّاقة قَالَت لَا يطيقني قَالَ لَا أحملك إِلَّا على ولد النَّاقة قَالَت لَا يطيقني فَقَالَ لَهَا النَّاس وَهل الْجمل إِلَّا ولد النَّاقة وجاءته امْرَأَة فَقَالَت
يَا رَسُول الله إِن زَوجي مَرِيض وَهُوَ يَدْعُوك فَقَالَ لَعَلَّ زَوجك الَّذِي فِي عَيْنَيْهِ بَيَاض فَرَجَعت الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا وَفتحت عين زَوجهَا لتنظر إِلَيْهِ فَقَالَ مَالك قَالَت أَخْبرنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن فِي عين زَوجك بَيَاضًا فَقَالَ وَيحك فَهَل أحد إِلَّا وَفِي عَيْنَيْهِ بَيَاض
وجاءته أُخْرَى فَقَالَت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يدخلني الْجنَّة قَالَ يَا أم فلَان إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا عَجُوز فَوَلَّتْ الْمَرْأَة وَهِي تبْكي فَقَالَ صلى الله عليه وسلم أَخْبرُوهَا أَنَّهَا لَا تدخل الْجنَّة وَهِي عَجُوز إِن الله تَعَالَى يَقُول {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء فجعلناهن أَبْكَارًا عربا أَتْرَابًا}
وَقَالَت عَائِشَة رضي الله عنها سابقته صلى الله عليه وسلم فسبقته فَلَمَّا كثر لحمي سابقته فَسَبَقَنِي ثمَّ ضرب على كَتِفي وَقَالَ هَذِه بِتِلْكَ
وَجَاء صلى الله عليه وسلم إِلَى السُّوق من وَرَاء ظهر رجل إسمه زَاهِر وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُحِبهُ فَوضع يَدَيْهِ على عَيْنَيْهِ وَمَا كَانَ يعرف أَنه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَالَ من يَشْتَرِي العَبْد فَجعل يمسح ظَهره برَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَيَقُول إِذا تجدني كاسدا يَا رَسُول الله فَقَالَ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنَّك عِنْد رَبك لست بكاسد
وَرَأى صلى الله عليه وسلم حُسَيْنًا مَعَ صَبِيه فِي السِّكَّة فَتقدم صلى الله عليه وسلم أَمَام الْقَوْم وطفق الْحُسَيْن رضي الله عنه يفر هَا هُنَا وَهَا هُنَا وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حَتَّى أَخذه فَجعل إِحْدَى يَدَيْهِ تَحت ذقنه وَالْأُخْرَى فَوق رَأسه
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يدْخل على عَائِشَة رضي الله عنها والجواري يلعبن عِنْدهَا فَإِذا رأينه تفرقن فيسربهن إِلَيْهَا
وَقَالَ لَهَا يَوْمًا وَهِي تلعب مَا هَذِه يَا عَائِشَة فَقَالَت حيل سُلَيْمَان بن دَاوُد فَضَحِك وَطلب الْبَاب فابتدرته واعتنقته فَقَالَ مَالك يَا حميراء فَقَالَت بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله ادْع الله يغْفر لي مَا تقدم من ذَنبي وَمَا تَأَخّر قَالَت فَرفع يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إبطَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لعَائِشَة بنت أبي بكر مغْفرَة ظَاهِرَة وباطنة لَا تغادر ذَنبا وَلَا تكسب بعْدهَا خَطِيئَة وَلَا إِثْمًا
وَقَالَ صلى الله عليه وسلم أفرحت يَا عَائِشَة فَقَالَت أَي وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ فَقَالَ (أما وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا خصصتك بهَا من بَين أمتِي وَإِنَّهَا لصلاتي لأمتي فِي اللَّيْل وَالنَّهَار فِيمَن مضى مِنْهُم وَمن بَقِي وَمن هُوَ آتٍ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَنا أَدْعُو لَهُم وَالْمَلَائِكَة يُؤمنُونَ على دعائي) صلى الله عليه وسلم
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم خَاتم النَّبِيين وَسيد الْمُرْسلين وَأَتَاهُ الله علم الْأَوَّلين والآخرين
لَا يُحْصى مناقبه أحد من الْعَالمين صلى الله عليه وسلم وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ صَلَاة دائمة إِلَى يَوْم الدّين وَأنْشد الْأمين العاصمى رحمه الله آمين
(يَا جاعلا سنَن النَّبِي شعاره ودثاره
…
)
(متمسكا بحَديثه متتبعا أخباره
…
)
(سنَن الشَّرِيعَة خُذ بهَا متوسما آثاره
…
)
(وَكَذَا الطَّرِيقَة فاقتبس فِي سلبها أنواره
…
)
(هُوَ قدوة لَك فَاتخذ فِي السنتين شعاره
…
)
(قد كَانَ يقري ضَيفه كرما ويحفظ جَاره
…
)
(ويجالس الْمِسْكِين يُؤثر قربه وجواره
…
)
(الْفقر كَانَ رِدَاءَهُ والجوع كَانَ شعاره
…
)
(يلقى بعزه ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا زواره
…
)
(يبسط الرِّدَاء كَرَامَة لكريم قوم زَارَهُ
…
)
(مَا كَانَ مختالا وَلَا مرحا يجر إزَاره
…
)
(وَكَانَ يركب الرديف من الخضوع حِمَاره
…
)
(فِي مهنه هُوَ وَصَلَاة ليله ونهاره
…
)
(فتراه يحلب شَاة منزله ويوقد ناره
…
)
(مازال كَهْف مهاجريه ومكرما أنصاره
…
)
(برا لمحسنهم مقيلا للمسيء عثاره
…
)
(يهب الَّذِي تحوى يَدَاهُ لطَالب إيثاره
…
)
(زكى عَن الدُّنْيَا الدنية ربه مِقْدَاره
…
)
(جعل الْإِلَه صلَاته أبدا عَلَيْهِ نثاره
…
)
(فاختر من الْأَخْلَاق مَا كَانَ الرَّسُول اخْتَارَهُ
…
)
(لتعد سنيا وتوشك أَن تبوء دَاره
…
) صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وعَلى جَمِيع الْأَنْبِيَاء وآلهم أَجْمَعِينَ