الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله نظم فائق، من نظمه يمدح شيخه أبا حيان:
فداكم فؤادى حان للبعد فقده
…
وصبّ قضى وجدا وما حال عهده
وقلب جريح بالغرام متيّم
…
وطرف قريح طال فى الليل سهده
فأجابه أبو حيان بقوله:
أبو حامد حتم على الناس حمده
…
لما حاز من علم به بان رشده
غزير علوم لم يزل منذ نشئه
…
يلوح على أفق المعارف سعده
ذكىّ كأن قد صافح النار ذهنه
…
ذكاء ومن شمس الظهيرة وقده
ومن حاز فى سنّ البلوغ فضائلا
…
زمان اغتدى بالعىّ والجهل ضدّه
توفى فى ليلة الخميس السابع والعشرين من رجب سنة 773 بمكة (1).
143 - أحمد بن محمد
(2)
بن الحسن بن أبى القاسم بن الحسن بن محمد ابن يحيى العلمى (3).
الشريف الحسنى، أديب فاضل، مولع بمطالعة الكتب، أنشدنى لصاحبنا القاضى: أبى عبد الله: محمد بن الحسن بن عرضون الغمارى الرجنى، ما أنشدنى
= وله تاليف عديدة منها: «عروس الأفراح: شرح تلخيص المفتاح» وتعليق على الحادى، وقطعة على «شرح المنهاج» لأبيه، وشرح لبعض مختصر ابن الحاجب. وكان كثير الحج والمجاورة والاوراد، خبيرا بأمر دنياه وآخرته، ونال من الجاه ما لم ينله غيره، وولى افتاء دار العدل، وقضاء الشام، وقضاء العسكر.
(1)
عقد له ابن حجر ترجمة ضافية فى الدرر الكامنة 1/ 210 - 216، وترجم له السيوطى فى بغية الوعاة ص 148 - 149، وحسن المحاضرة 1/ 435 - 436، وابن العماد فى الشذرات 6/ 226 - 227.
(2)
فى المطبوعة: «بن يحيى» .
(3)
فى س: «العلامى» .
لنفسه عام 975 بمدينة فاس، وكان لهم فى كل يوم منتزه ومتفرج (1) بوادى «وبسلان»: قبلة «فاس» القديمة خارج باب الفتوح، فقال يحرّضه على ذلك، لمّا غفل فى بعض الأيام عن ذلك:
إذا القلب منّى دهاه شجن
…
وأجفان عينى جفاها الوسن
وجمر الغضا فى الحشا قد أضا
…
حثثت المطىّ إلى ويسلن (2)
فسرّحت طرفى وأجريت طرفى
…
ومسّت فشاهت وجوه الحزن (3)
كتائب نور ركائب طير
…
أمير الجميع ذراه سكن
وهذا الخميس ألا نزهة
…
ببطحائه يا سليل الحسن
ندير كئوسا نسلّى نفوسا
…
بترجيع أوتار أمّ الحسن
قلت: «وأم الحسن» بلغة المغاربة هى العندليب، والشحرور، والبلبل.
وله أيضا لما اجتمعوا برياض لأبى عبد الله: محمد بن محمد بن رضوان البخارى بحذاء ابن عامر من فاس المحروسة:
أجنة الخلد هذى يا بن عدنان
…
أجب هديت أروض لابن رضوان؟ !
أما ترى الطير فى الأدواح ساجعة
…
أدمت أناملها أوتار عيدان؟ !
(1) فى س: «مفترج» .
(2)
(3)
الطرف بفتح الطاء: البصر، وبالكسر: الكريم العتيق من الخيل، وقيل: الطويل القوائم والعنق، المطرف الأذنين.