الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
184 - أحمد بن قاسم بن على القدومى الأندلسى
.
يكنى أبا العباس أستاذ نحوى، انتهت إليه رياسة النحو فى عصره، وله تقييد على المرادى سماه «بالهادى، فى حلّ ألفاظ المرادى (1)» فى نحو الأربع مجلدات، ألفه للخزانة العلمية المنصورية، عمرها الله تعالى بمنه.
أخذ عن أبى عبد الله: محمد بن مجبر المسارى، وعن أبى القاسم: محمد ابن إبراهيم المشترائى وغيرهما.
توفى فى شهر شعبان الذى من شهور سنة 992 ودفن خارج باب الفتوح فى مطراح (2) الجنة وشهد جنازته خلق كثير [من الأعيان (3)] رحمة الله عليه.
185 - أحمد بن يحيى الهوزالى.
الناظم الناثر قائد قوّاد ولىّ عهد مولانا السلطان أبى العباس:
أحمد المنصور خلّد الله ذكره، وأعزّ نصره، له نظم رائق.
توفى من مرض ألمّ به من علة الحصر عام 994.
186 - أحمد بن على بن عبد الرحمن بن عبد الله المنجور:
المكناسى النجار، الفاسى الدار والقرار، الشيخ الإمام الفقيه المعقولى المؤلف.
= له شرح تخصيصات العشرينيات البازازية لابن مهيب فى مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرح منظومة المقبلى فى المنطق، وحاشية على التتائى على خليل، وشرح جمل الخونجى وصغرى السنوسية والقرطبية، وكان مولده سنة 929 راجع ترجمته فى شجرة النور 1/ 286 بعنوان: أحمد بن أحمد بن عمر التنبكتى.
(1)
فى ط: «بالمبادى» .
(2)
فى ط: «مطرح» .
(3)
ليست فى س.
كان آية من آيات الله تعالى فى المعقول والمنقول، وكان أحفظ أهل زمانه، وأعرفهم بالتاريخ والبيان، والمنطق والأصول، وغير ذلك، وكانت له معرفة برجال الحديث.
ومما ألفه رحمه الله: نظم الفرائد [ومبدأ العوائد (1)]، لحل (2) المقاصد نظم ابن زكرى المغراوى فى علم الكلام ومختصره، و «الحاشية الكبرى على شرح كبرى الشيخ السنوسى» ، و «الحاشية الصغرى» عليه أيضا، و «مراقى المجد، فى آيات (3) السعد» و «شرح نظم علاقات المجاز» لابن الصباغ الخزرجى المكناسى، و «شرح المنهج المنتخب، إلى قواعد المذهب» . والأصل لأبى الحسن: على الزقاق التّجيبى. و «المختصر المذهب من شرح المنهج المنتخب» ، و «شرح المختصر من ملتقط الدرر» .
وله فهرسة استدعى تأليفها منه مولانا أبو العباس: أحمد المنصور، ملأ الله بذكره أقطار المعمور، تجمع مقروءاته عليه-أيده الله تعالى بمنه- وما أجاز له، أبقاه الله، ونظمه نظم فقيه؛ من ذلك ما أجاب به الهلالى الذى يأتى ذكره إن شاء الله تعالى حيث سأل الحميدى عنه فلم يجبه وأجابه الشيخ رحمة الله عليه بمثل نظمه، وعلى قافيته، والسؤال المذكور نصه:
إلى علمك العالى مسائل ترتقى
…
تفطّن لهذا يا حميدىّ واصدق
فما الحكم فى الأوزاغ هل ساغ أكلها؟
…
وما الحكم فى موت المجانين فانتق (4)؟
(1) ما بين القوسين من س.
(2)
فى س: «لمحصل» .
(3)
فى المطبوعة: «آية» .
(4)
الأوزاغ: جمع وزغة: دويبة سامة برصاء هى المعروفة بالبرص. راجع حياة الحيوان 2/ 14، 469، 470
وهل جاز للمسبوق بعد تشهّد
…
دعاء إذا ما رام إكمال ما بقى (1)؟
وما وزن «ليس» يا أديب وأصله
…
وما جمع قلّة لصاع فحقّق (2)؟
وما وزنه؟ شمّر ولا تك وانيا
…
بجمع سواء والمقيد أطلق (3)؟
وبيّن لنا (من) فى أعوذ بربّنا
…
من إبليس والتخمين فى الكلّ فاتق (4)
؟
فأجابه (5) أبو العباس المذكور بقوله:
جوابك فى الأولى إباحة أكلها
…
بمذهبنا فاجزم بذاك وصدّق
كذا ابن حبيب فى الخشاش أباحة
…
لمحتاجه مثل العقارب فاسبق (6)
وقد قيل فى الأوزاغ يحرم أكلها
…
وذلك فى الكافى ليوسف فاتق (7)
(1) فى م، س:«. . اذا الامام أكمل. .» وما أثبتناه: عن الاستقصاء
(2)
فى نيل الابتهاج: «. . يا حبيب» . وفى م: «. . يا حبيبى»
(3)
فى نيل الابتهاج والاستقصاء: «. . ولاذن وائتنا» .
(4)
فى م، س:«وبين ما فى. .» .
(5)
فى الاستقصاء بعد هذا: فبدا للحميدى ما لم يكن يحتسب، وتوقف عن الجواب، فرفعت القضية الى المنصور فاستغربها وقال: «هذا رجل من أهل البادية، فضح قاضى قضاة الحواضر، وأمر المنجور فأجاب عنها يقال بعد أربع سنوات، وبعد موت السائل، وهذا نص الجواب. اه. ثم ذكر الأبيات. . والحميدى المذكور هو قاضى الجماعة أبو مالك: عبد الواحد بن أحمد الحميدى.
(6)
فى م: «. . مع العقارب. .» والخشاش: ما لا نفس له سائلة من الحشرات والهوام: كالزنبور، والعقرب، والصرار، والخنفساء، وبنات وردان، وما أشبه ذلك، وليس منه الوزغ لأن له دما.
(7)
فى، س:«. . فارتق» والكافى هو كتاب الكافى فى فروع الماكينة لأبى عمر: يوسف بن عبد البر. راجع كشف الظنون 2/ 1379.
[ومستقذر يحكى المخالف سوغه
…
وأنكر فى التنبيه فافهم ودقّق (1)
ورجّح ما يحكى المخالف بعض من
…
له العزّ للتحقيق لا للتّشدّق (2)
…
وميّت مجنون جرى خلف حكمه
…
بعلم كلام لا تزل غير متّقى
وتحقيقه أنّ الجنون الذى طرا
…
يصير كموت فصّل الحقّ تعبق
فآونة بعد البلوغ طروّه
…
وحينا يرى قبل البلوغ فطبّق
وآونة إثر الصّلاح وقوعه
…
وحينا لعصيان الكبيرة يلتقى
وحينا يدوم للممات وتارة
…
يفيق فخذ حكم الجميع ووثّق
…
= وقد اختلف العلماء فى الخشاش ونحوه، قال ابن الحاجب: ويؤكل خشاش الأرض، وذكاتها كالجراد، وقال الباجى: مكروه، وقال ابن حبيب: من احتاج الى أكل شئ من الخشاش ذكاه: كالجراد والعقرب. . الخ. وقال ابن عسكر فى العمدة: ولا يجوز أكل شئ من النجاسات كلها ولا تؤكل الفأرة والمستقذرات من خشاش الأرض كالوزغ والعقارب ولا ما يخاف ضرره كالحيات والنباتات كلها مباحة الا ما فيه ضرر أو يغطى على العقل. راجع الحطاب 3/ 230 - 231
(1)
يعنى أن البعض من غير المالكية يحكى عنهم جواز المستقذرات «وأنكر فى التنبيه» ذلك: أى فى «تنبيه الطالب لفهم ابن الحاجب» لعز الدين أبى عبد الله: محمد بن عبد السلام بن اسحاق الأموى التونسى المالكى المتوفى سنة 749 وهو شرح ألفاظ كتاب جامع الأمهات. فى فقه مالك لأبى عمرو بن الحاجب. ذكره صاحب كشف الظنون 1/ 487 قال الحطاب 3/ 231: فى ابن بشير يحكى المخالفون عن المذهب جواز أكل المستقذرات، والمذهب خلافه، وقال ابن هارون: ظاهر المذهب كما ذكر المخالف
(2)
فى س: «والتحقيق لا بتسرق» وهو تحريف و «من له العز» يعنى به أبا بكر بن العربى فقد قال فى عارضته كما حكى الحطاب فى الموضع المذكور. قال مالك: حشرات الأرض، مكروهة، وقال أبو حنيفة والشافعى، محرمة، وليس لعلمائنا فيها متعلق، ولا للتوقف عن تحريمها معنى، ولا فى ذلك شك، ولا لأحد عن القطع بتحريمها عذر. .!
ويندب للمسبوق دعوى تشهّد
…
وفاق إمام فى الثّلاثة فارتق (1)
…
و «ليس» له فعل كقال وأصله
…
بكسر لياء فاكسر العين ترتقى (2)
…
وجمعك صاعا فى القليل بأصوع
…
وسوّغ لضمّ الواو نهجا ونمّق (3)
وإن شئت فاقلبه فيرجع آصعا
…
بضابط تصريف فللعلم شوّق
وصاع كعام عينه فرع ضمّة
…
وتحريكه فتح وزنه وحقّق
…
وجمع سواء فالذى منه جامد
…
بأفعلة-فاعلم-يقاس ففرّق
ومشتقه: وزن الخطايا قياسه
…
سوائية نقل فبالمدح فانطق
…
(1) فى الاستقصاء: «. . فى المناجاة فارتق» .
(2)
قال ابن سيدة: «ليس» كلمة نفى وهى فعل ماض وأصلها ليس بكسر الياء فسكنت استثقالا. راجع ما يتعلق بها فى اللسان 8/ 95 - 97
(3)
فى الاستقصاء: «وأصؤع بهمز الواو فانهج ونمق» .
ومقصود «من» فى العود بدء لغاية
…
فإبليس مبدأ العود عند الموفّق (1)
ومن نظمه ولهما حكاية (2):
(1) فى س: ذكر هذا البيت قبل البيتين المذكورين هنا قبله. وقد تبعنا فى الترتيب ما فى «الاستقصاء» .
(2)
فى «الاستقصاء» 5/ 55 - 56 أورد هذه الحكاية فقال: ذكر الأديب أبو محمد: عبد الله بن محمد الفاسى فى كتابه: «الاعلام بمن مضى وغبر، من أهل القرن الحادى عشر» ما صورته: «قدم الوزير أبو عبد الله: محمد بن عبد القادر السعدى من مراكش، ومعه الفقيه قاضى الجماعة أبو مالك: عبد الواحد بن أحمد الحميدى، والفقيه الامام أبو العباس: أحمد المنجور، فلما تبدت لهم معالم «فاس» الجديدة. «وتلظى للشوق فى جوانحهم أوار» وأبرح ما يكون الشوق يوما اذا دنت الديار من الديار أنشد الوزير المذكور لنفسه ارتجالا: أخلاى هذا «المستقى» وربوعه وهذى نواعير البلاد تنوح وذلك المصلى مطرح الشوق والأسى وتلك منازل للديار تلوح فقال القاضى الحميدى ارتجالا: وتلك القباب الخضر شبه زبرجد بهن غوان طرفهن جموح يمسن كأملود من الروض يانع شذاهن من حول الديار يفوح فقال أبو العباس المنجور البيتين المذكورين؟ ؟ ؟ هنا-ارتجالا كذلك-ولما بلغت الأبيات الى الاستاذ أبى العباس: أحمد الزمورى قال مذيلا: تأمل سنا الحسناء تحت قبابها كشمس غدت تحت السحاب تلوح تحلت ربوع «المستقى» بجمالها وأنت الى تلك القباب تروح وبعضهم جعل البيتين الأولين للمولى الاديب أبى محمد: عبد الواحد ابن أحمد الشريف السلجماسى، وكان كاتبا للوزير المذكور، ويجعل موضع أخلاى: أمولاى، والبيتين بعدهما للوزير والله أعلم، والمستقى بصيغة اسم المفعول: اسم بستان معروف. اه.
ويرفلن فى الحلاّت يختلن فى الحلى
…
وفيهنّ أنواع الجمال وضوح
يبادرن ترقيع الكوى بمحاجر
…
لإقبال حبّ طال منه نزوح] (1)
وأنشدنى لغيره:
أخذت بأعضادهم إذ نأوا
…
وخلّفك القوم إذ ودّعوا
فأصبحت تنهى ولا تنتهى
…
وتسمع قولا ولا تسمع
فيا حجر الشّحذ حتى متى
…
تسنّ الحديد ولا تقطع
وأنشدنى:
لا يعرف الله إلا الله فاتّئدوا
…
فالله حقّ ودون الحقّ إشراك
فانف النقائص عنه-والكمال له
…
والعجز عن درك الإدراك إدراك
وأنشدنى:
فلا تدخل الأسواق ما دمت مفلسا
…
فتزداد همّا يا قليل الدّراهم
وأنشدنى:
ولا بدّ من شكوى إلى ذى مروءة
…
يواسيك أو يسليك أو يتوجّع
وإيّاك والشّكوى إلى ذى لآمة
…
يحاكيك أو يحكيك أو يتقعقع
(1) الأبيات الثمانية عشر السابقة سقطت من المطبوعة وهى فى س، ونيل الابتهاج ص 97 - 98 والاستقصاء 5/ 167 - 168 وفيه ذكر أن المنصور سافر مرة الى تارودانت، فخيم المنصور بها، ومر رجل عليه أطمار بالية، وهيئة رثة، ويقال: ان هذا الرجل هو أبو عثمان الهلالى الرودانى فوطئ على طنب من أطناب خباء القاضى الحميدى، فصاح القاضى:«من هذه البقرة التى قوضت على خيمتى؟ ! » متهكما بالرجل! فألقى اليه قرطاسا فيه الأبيات المذكورة: الى بابك العالى. . وقال: «البقرة من لا يجيب على هذه» .
وأنشدنى:
وليت الذى بينى وبينك عامر
…
وبينى وبين العالمين خراب
إذا صحّ منك الودّ فالكلّ هيّن
…
وكلّ الذى فوق التّراب تراب
وأنشدنى:
إذا أعجبتك خصال امرئ
…
فكنها يكن منه ما يعجبك (1)
فليس على المجد والمكرمات
…
إذا جئتها حاجب يحجبك (2)
توفى رحمة الله عليه يوم الاثنين سادس عشر من ذى القعدة الحرام الذى من شهور سنة 995.
وكان يقول عند موته: «موت يحبّ الله ورسوله» .
ولقد أجاز لى رحمة الله عليه جميع ما يحمله، وجميع تآليفه، وصارت الدنيا تصغر بين عيّني كلما ذكرت أكل التراب للسانه، والدّود لبنانه.
كان أورع الناس فى النقل، كاد لا يفارق لسانه «لا أدرى» أو «حتى انظر» أو كلاما يقرب من هذا رحمة الله عليه.
لازمته كثيرا من سنة 975 إلى وفاته رحمه الله، وما فارقته إلا زمن رحلتى للمشرق، وزمن أسرى فقط أو مدّة أقمتها بمراكش فى حياته، رحمة الله عليه.
وكان من عبّاد الله الصالحين، لا يفتر عن قراءة القرآن إلا زمن المطالعة، أو التأليف، أو الإقراء، أو ضرورياته (3).
(1) فى س: «. . ما يعجب» .
(2)
فى س: «. . يحجب» .
(3)
راجع ترجمته فى نيل الابتهاج 95 - 98، وشجرة النور 1/ 287، وصفوة ما انتشر من صلحاء القرن الحادى عشر لمحمد الصغير الافرانى-