المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب السادس: ما ورد في فضائل علي، وعمار، وسلمان، والمقداد بن الأسود - جميعا - وغيرهم - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٤

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث الأحاديث الواردة في تفصيل فضائل الصحابة رضي الله عنهم على الأعيان

- ‌الفصل الأول الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة من الرجال

- ‌المبحث الأول ما ورد في ما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌ المطلب الأول: ما ورد في فضائل العشرة المبشرين بالجنة

- ‌ القسم الأول: ما ورد في فضائلهم جميعا

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل جماعة منهم، وغيرهم

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في فضائل الخلفاء الأربعة الراشدين(1)، وغيرهم

- ‌المطلب الثالث: ما ورد في فضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان - جميعًا -، وغيرهم

- ‌ المطلب الرابع: ما ورد في فضائل أبي بكر، وعمر، وعلي - جميعا

- ‌ المطلب الخامس: الأحاديث الواردة في فضائل أبي بكر، وعمر - كليهما -، وغيرهما

- ‌المطلب السادس: ما ورد في فضائل علي، وعمار، وسلمان، والمقداد بن الأسود - جميعًا - وغيرهم

- ‌المطلب السابع: ما ورد في فضائل علي، وجعفر، وزيد - جميعا

- ‌المطلب الثامن: ما ورد في فضل علي، وعاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة - جميعا

- ‌المطلب التاسع: ما ورد في فضائل علي، وفاطمة، وجماعة غيرهما

- ‌ المطلب العاشر: ما ورد في فضائل علي، والحسنين، وفاطمة

- ‌ القسم الأول: ما ورد في فضائلهم جميعًا

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل علي، والحسنين

- ‌ القسم الثالث: ما رود فضائل الحسنين، وفاطمة

- ‌القسم الرابع: ما ورد في فضائل الحسنين، كليهما

الفصل: ‌المطلب السادس: ما ورد في فضائل علي، وعمار، وسلمان، والمقداد بن الأسود - جميعا - وغيرهم

‌المطلب السادس: ما ورد في فضائل علي، وعمار، وسلمان، والمقداد بن الأسود - جميعًا - وغيرهم

654 -

[1] عن بريدة بن الحصيب - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله أمَرَني بِحُبِّ أرْبعَةٍ، وَأخبرَني أنَّهُ يُحبُّهُم). قيل: يا رسول الله: سمهم لنا. قالَ: (علَيٌّ منْهُمْ - يقول ذلك ثلاثًا -، وَأبُو ذَرٍّ، وَالمِقْدَاد، وسلمَان، أمرَني بِحُبِّهُمْ، وَأخْبَرَني أنَّهُ يُحِبُّهُم).

رواه: أبو عيسى الترمذي

(1)

- وهذا لفظه -، وأبو عبد الله بن ماجه

(2)

، والإمام أحمد

(3)

، والبزار

(4)

كلهم من طريق شريك

(5)

عن أبي ربيعة

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب علي بن أبي طالب - رضى الله عنه -) 5/ 594 ورقمه / 3718 عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن شريك به.

(2)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضائل سلمان، وأبى ذر، والمقداد) 1/ 53 ورقمه / 149 عن إسماعيل بن موسى وسويد بن سعيد، كلاهما عن شريك به، بنحوه. وسويد هو: الحدثاني

ضعيف (انظر: تأريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين ص / 105 رقم النص / 280، والديوان للذهبي ص / 182 ت / 1836). وقد توبع - كما سيأتي -.

(3)

(38/ 67 - 68) ورقمه / 22968 عن ابن نمير، و (38/ 121 - 122) ورقمه / 23014 عن أسود بن عامر، كلاهما عن شريك.

(4)

[ق / 235 الكتاني] عن محمد بن المثنى عن أبي أحمد (هو: الزبيري) عن شريك به.

(5)

بفتح أوله، وكسر ثانيه. - انظر: الإكمال (5/ 49)، والمغني (ص / 143).

ص: 324

الإيادي

(1)

عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به

وفي لفظ ابن ماجه أنهم قالوا: (من هم)؟ وليس في آخره قوله: (أمرني بحبهم

) الحديث. وفي لفظ الإمام: (من أصحابي) بعد قوله: (بحب أربعة)، وفيه:(أرى شريكا قال: وأخبرني أنه يحبهم) بعد قوله: (من أصحابي)، وليس فيه:(يقول ذلك ثلاثا)، وقال:(والمقداد الكندي). قال الترمذي: (هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث شريك)

(2)

ا هـ، وهو كما قال، لا يعرف إلا من حديث شريك، لكنه ليس بحسن، فشريك هو: ابن عبد الله النخعي القاضي، ضعفه جماعة من أهل العلم، لسوء حفظه، وكثرة وهمه وغلطه، وتفرد بالحديث، ولا متابع له - فيما أعلم - من وجه يثبت. وأبو ربيعة هو:

(1)

بكسر الألف، وفتح الياي المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الدال. - الأنساب (1/ 233).

(2)

الحديث من طريق شريك رواه - أيضًا -: الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 689) ورقمه/ 1176 عن الأسود بن عامر، و (2/ 691) ورقمه/ 1181 عن عبد الله بن نمير، وابنه في الزوائد (2/ 648) ورقمه / 1103 عن يحيى الحماني، والبخارى في الكنى (ص/ 31) عن محمد بن الطفيل، والبغوي في معجمه (4/ 362 - 363) ورقمه/ 1819، و (5/ 295) ورقمه/ 2120، والحاكم في المستدرك (3/ 130) بسنده عن الأسود. وأبو نعيم في الحلية (1/ 172) بسنده عن علي بن شبرمة الكوفي، والمزي فِي تهذيب الكمال (33/ 306) بسنده عن إسماعيل بن موسى، ستتهم عن شريك به، بنحوه

إلا أن الإمام أحمد في روايته عن ابن نمير لم يذكر إلا عليا، ونحو روايته: رواية ابنه عبد الله عن الحماني، والحماني متهم بسرقة الحديث. وهو مختصر للبغوى. وقال الحاكم:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي في التلخيص (3/ 130) بأن مسلمًا لم يخرج لأبى ربيعة، وهو كما قال، والحديث ضعيف.

ص: 325

عمر بن ربيعة

(1)

، قال أبو حاتم

(2)

: (منكر الحديث)، وقال ابن معين

(3)

: (ثقة)، وضعفه الذهبي

(4)

، وقال الحافظ في التقريب

(5)

: (مقبول) - أي: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، كما هو اصطلاحه -. فالحديث ضعيف، لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفه الألباني في تعليقه على المشكاة

(6)

، وأعله بشريك؛ لسوء حفظه.

وروى الشيخان من حديث سعد بن أبي وقاص - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله)، فأعطاها عليًا. وثبت نحوه من أحاديث جماعة من الصحابة - وستأتي -

(7)

. وما فيه من حب النبي صلى الله عليه وسلم حسن لغيره. ولا أعلم لبقية الحديث ما يصلح أن يكون شاهدًا له - والله أعلم -.

ولحديث بريدة طريق واهية بلفظ: (إن جبريل عليه السلام أتاني، فقال: إن ربك يحب من أصحابك أربعة، ويأمرك أن تحبهم)، ثم

(1)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 109) ت / 575، وفتح الباب لابن منده (ص / 323) ت / 2821.

(2)

كما في: الجرح (6/ 109).

(3)

المصدر المتقدم، الإحالة نفسها.

(4)

انظر: الميزان (6/ 198) ت / 10182، و (4/ 116) ت / 6106.

(5)

(ص/1145) ت/8153.

(6)

(3/ 1761) رقم / 6249.

(7)

في فضائل علي - رضى الله عنه - برقم / 996، 1011 وما بعده. وانظر الحديث المتقدم برقم / 590.

ص: 326

ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عنهم مرتين، وهو يقول:(أما إن عليا منهم)، ثم قال في الثالثة:(علي، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي). رواها: الطبراني في الأوسط

(1)

بسنده عن خالد بن يوسف السمتي عن عبد النور بن عبد الله عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الشعثاء عن بريدة به، وقال:(لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن سليمان إلا عبد النور بن عبد الله، تفرد به خالد السمتي). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

وقال - وقد عزاه إلى الطبراني هنا -: (وفيه: عبد النور بن عبد الله كذبه شعبة، ووثقه ابن حبان) اهـ، وهل ينفعه توثيق ابن حبان وقد كذبه شعبة؟! وقال العقيلي)

(3)

: (كان غاليًا في الرفض، ويضع الحديث، خبيثا)

(4)

. والراوي عنه: خالد بن يوسف السمتي، تقدم أنه ضعيف لا يحتج به. وأبو الشعثاء لا أدري من هو؟ في طبقته جماعة ممن يكنّون بهذه الكنية

والبلاء في الحديث من عبد النور بن عبد الله، وفيما أحسب أنه هو المسؤول عنه أمام الله - جل وعلا -.

(1)

(8/ 71 - 72) ورقمه / 7142 عن محمد بن نوح (هو: الجنديسابوري) عن خالد بن يوسف به.

(2)

(9/ 155 - 156).

(3)

الضعفاء (3/ 114) ت / 1087.

(4)

وانظر: الميزان (3/ 385) ت/ 5280، والكشف الحثيث (ص/ 174) ت/ 465.

ص: 327

655 -

[2] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الجنَّةَ لَتشْتَاق إلى ثلاثةٍ: عليٌّ، وعمَّارٌ، وسَلمَان).

رواه: الترمذي

(1)

- وهذا لفظه - عن سفيان بن وكيع عن أبيه، ورواه: أبو يعلى

(2)

عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر، وعن

(3)

أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم، ورواه: الطبراني في الكبير

(4)

عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم، أربعتهم عن الحسن بن صالح

(5)

(هو: ابن حي)

(6)

عن أبي ربيعة الإيادي

(7)

عن الحسن (هو: البصري) عن أنس به

وللطبراني: (ثلاثة تشتاق

(8)

إليهم الحور العين)، فذكرهم.

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب سلمان الفارسي رضي الله عنه) 5/ 626 ورقمه / 3797 عن سفيان بن وكيع قال: ثنا أبى عن الحسن بن صالح به.

(2)

(5/ 164) ورقمه / 2779.

(3)

(5/ 165 - 166) ورقمه / 2780.

(4)

(6/ 215) ورقمه / 6044، وعنه: أبو نعيم في المعرفة (3/ 6329 ورقمه / 3345 - الوطن -).

(5)

والحديث من طريق الحسن بن صالح رواه - أيضًا - بإسناد لا بأس به إليه: الحاكم في المستدرك (3/ 137)، والمزي في تهذيب الكمال (33/ 307)

وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص.

(6)

ضد: ميت. - المغني لابن طاهر (ص / 84).

(7)

بكسر الألف، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الدال. - الأنساب (1/ 233).

(8)

في المطبوع: (تساق)، ولعله تحريف، وما أثبته من مجمع الزوائد (9/ 344)، وهو الموافق للفظ الترمذي، وغيره، ولفظ الطبراني الآتي من حديث عمران الطائى.

ص: 328

قال الترمذي: (وهذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح) اهـ. وأبو ربيعة - في الإسناد - قيل اسمه: عمر

(1)

، قال أبو حاتم

(2)

: (منكر الحديث)، ووثقه ابن معين

(3)

، وقال الحافظ

(4)

: (مقبول). رواه: عنه الحسن بن صالح، وهو: ابن حي، رمي بالتشيع، وغيره

(5)

.

والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(6)

وقال - وقد عزاه إلى الطبراني وحده -: (ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الإيادي، وقد حسن الترمذي حديثه) اهـ، وعلمت حال أبي ربيعة - في الإسناد -. وقوله:(وقد حسن الترمذي حديثه)، يعني: حديثا غير هذا لأبي ربيعة، والترمذي معروف بالتساهل، معدود في أهله. وأما توثيق ابن معين لأبي ربيعة فإن (عادة ابن معين في الرواة الذين أدركهم أنه إذا أعجبته هيئة الشيخ، يسمع منه جملة من أحاديثه، فإذا رأى أحاديث مستقيمة ظن أن ذلك شأنه، فوثقه، وقد كانوا يتقونه، ويخافونه، فقد يكون أحدهم ممن

(1)

انظر: تهذيب الكمال (33/ 305) ت/ 7357.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 109) ت/ 575.

(3)

انظر: تأريخ عثمان بن سعيد عنه (ص/ 242) ت/ 948، والجرح (6/ 109)، والحاشية رقم / 2 في تهذيب الكمال (33/ 305).

(4)

التقريب (ص / 1145) ت / 8153.

(5)

انظر ترجمته في: تهذيب المزي (6/ 177) ت / 1238.

(6)

(9/ 344).

ص: 329

يخلط عمدا، ولكنه استقبل ابن معين بأحاديث مستقيمة ولما بعد خلط)

(1)

.

ولعله - في مثل هذا المقام - في الرواة الذين لم يدركهم - كأبى ربيعة المذكور - ما وصله من حديثهم إلا ما وافقوا فيه الثقات، فيظن أن هذا شأنهم في حديثهم كله، فأطلق القول بتوثيقهم، والعبرة إنما هي في قول من عرفه حديث الراوى، وسبره، وقد قال أبو حاتم - كما تقدم - في أبى ربيعة:(منكر الحديث)، فحديثه هذا: منكر، ولا سيما مع التفرد المريب! وما رواه عنه إلا رجل يتشيع! وشيخ الترمذى: سفيان بن وكيع تُرك حديثه، والحديث وارد من غير طريقه.

ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

بسنده عن سلمة الأبرش عن عمران الطائي

(3)

قال: سمعت أنس بن مالك يقول؛ فذكره، بلفظ: (إن الجنة تشتاق إلى أربعة

) وزاد: المقداد بن الأسود. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

وقال - وقد عزاه إليه -: (ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الإيادي، وقد حسن الترمذي حديثه) اهـ، وفيه غيره: سلمة

(1)

قاله المعلمى في تعليقه على الفوائد المجموعة (ص / 47)

(2)

(6/ 215) ورقمه /6045 عن الحسين بن إسحاق التستري عن علي بن بحر عن سلمه به.

(3)

والحديث عن طريق عمران رواه - أيضًا -: أبو نعيم في الحلية (1/ 142،190)، وفي المعرفة (3/ 1329) ورقمه/ 3346 - الوطن -.

(4)

(9/ 344)، وانظره:(9/ 307).

ص: 330

الأبرش وهو: ابن الفضل، قال البخاري

(1)

: (عنده مناكير، وفيه نظر)، وقال علي بن المديني

(2)

: (ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة). ووثقه: ابن معين

(3)

، وأبو داود

(4)

. وقال الحافظ

(5)

: (صدوق كثير الخطأ) اهـ، والرجل ضعيف، له مناكير، وعمران الطائي، وهو: ابن وهب، قال أبو حاتم

(6)

: (ضعيف الحديث

وحدث محمد بن خالد حمويه - صاحب الفرائض - عن عمران بن وهب عن أنس أحاديث معضلة

ولا أحسبه سمع من أنس شيئا

(7)

) اهـ؛ فالحديث: منكر من هذا الوجه - أيضًا -. وعلي - رضى الله عنه - من أهل الجنة، ثبت له هذا بخاصة في أحاديث كثيرة

(8)

.

وروى البزار من حديث علي - رضى الله عنه - يرفعه: (دم عمار، ولحمه حرام على النار)، فإن كان إسناده محفوظًا فذكر سلمان في

(1)

الضعفاء الصغير (ص / 111) ت / 149. - وانظر: التأريخ الكبير (4/ 84) ت / 2044.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 169) ت / 739.

(3)

انظر: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(4)

انظر: التهذيب (4/ 154).

(5)

التقريب (ص / 401) ت / 2518.

(6)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 306) ت / 1703.

(7)

وانظر: الميزان (4/ 164) ت / 6319، وجامع التحصيل (ص / 248) ت / 592.

(8)

انظر - مثلًا -: ما ورد في فضائل العشرة المبشرين بالجنة، وما ورد في فضائله هو بخاصة من هذه الرسالة.

ص: 331

حديث أنس هذا به: حسن لغيره. وحديث على هذا سيأتي في فضائل عمار بن ياسر

(1)

.

وجاء الحديث عن أنس رضي الله عنه بلفظ آخر، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله تبارك وتعالى يحب ثلاثة من أصحابك، يا محمد). ثم أتاه فقال: (يا محمد، إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك). فأخبر أنس عليًا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أهو منهم؟ فقال: (أنت منهم، وعمار بن ياسر، وسيشهد مشاهد بين فضلها، عظيم أجرها. وسلمان منا أهل البيت، فاتخذه صاحبا)

رواه: البزار

(2)

عن أحمد بن مالك القشيري عن جعفر بن سليمان الضبعى عن النضر بن حميد عن سعد الإسكاف عن محمد بن على عنه به

وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أنس بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه إلا جعفر بن سليمان عن النضر، والنضر بن حميد وسعد الإسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث، وقد حدث عنهما أهل العلم، واحتملو حديثهما) ا هـ. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وقال:(روى الترمذي طرفًا منه. رواه البزار، وفيه: النضر بن حميد الكندي، وهو متروك) اهـ، وهو كما قال، متروك الحديث، منكره. يرويه عن: سعد الإسكاف، وهو سعد بن طريف الكوفي وهو

(1)

برقم / 1663.

(2)

[62/ أ - ب] الأزهرية. وسقط من الإسناد ذكر أنس، وهو مثبت في أول الترجمة، وفي: كشف الأستار (3/ 184 - 185) ورقمه / 2524.

(3)

(9/ 117 - 118).

ص: 332

مفرط في التشيع يكذب

(1)

. وجعفر بن سليمان - راويه عن النضر بن حميد -: شيعى، يرويه عنه: أحمد بن مالك، ولم أقف على ترجمة له. وفي الإسناد: محمد بن على، وهو: ابن الحسين، أبو جعفر، والحديث واه، يشبه أن يكون موضوعًا من هذا الوجه.

وتقدم في أول المطلب نحوه بزيادة رابع هو: المقداد، من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بسند ضعيف.

وسيأتي - أيضًا - نحوه بذكر: على، وسلمان، والمقداد من حديث الحسين بن على - رضى الله عنهم جميعًا - بسند ضعيف جدًّا

وهو ذا:

656 -

[3] عن الحسين بن على - رضى الله عنه - قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يَا محمَّد، إن الله يُحِبُّ ثلاثةً منْ أصحابِكَ، فأحِبَّهمْ: عليُّ بنُ أبي طَالب، وَأبُو ذَرٍّ، والمقدادُ بنُ الأسْوَد). قال: فَأتاه جبريل فقال له: (يَا محمَّد، إنَّ الجنَّةَ تشتاقُ إلى ثلاثةٍ منَ أصحَابِك). ثم ذكر أن عليًا - رضى الله عنه - سأله عنهم، فقال صلى الله عليه وسلم:(أنتَ مِنهُمْ يَا عليّ، وعمَّارُ بنُ ياسِرٍ، وسيَشْهدُ معكَ مشاهدَ بيّنٌ فضلُهَا، عظيمٌ خَيرُها. وسلمان، وهُو مِنَّا أهلُ البَيْت، وهُو نَاصِحٌ فاتَّخِذْهُ لِنفسِك).

(1)

انظر: المجروحين (1/ 357)، وسؤالات البرقاني للدارقطني (ص / 33) ت / 190، وتهذيب الكمال (10/ 271) ت / 2212، والتقريب (ص / 369) ت / 2254، والكشف الحثيث (ص / 124) ت / 307.

ص: 333

رواه: أبو يعلى

(1)

عن الحسن بن عمر بن شقيق الجرمى عن جعفر بن سليمان عن النضر بن حميد الكوفي عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر محمد بن على عن أبيه عن جده به، مطولا، وهذا مختصر من لفظه

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

وقال - وقد عزاه إليه -: (وفيه: النضر بن حميد، وهو متروك) اهـ.

وهو كما قال، وهو: أبو الجارود. ولكن الهيثمى قصر في إعلال سند الحديث، فإن فيه - أيضًا - شيخ النضر، وهو: سعد بن طريف الإسكاف، متروك، رمى بوضع الحديث، وكان رافضيًا، وحديثه في فضل على، وجماعة يرى بعض الشيعة في عقيدتهم الفاسدة أنهم لم يرتدوا عن الإسلام كسائر الأصحاب! وتقدم حديثهم - آنفًا - من طريق أحمد بن مالك عن جعفر بن سليمان به، من مسند أنس بن مالك لا من مسند عليّ!

ويرويه عن النضر: جعفرُ بن سليمان، وهو: الضبعى

(3)

، وهو صدوق إلَّا أنه غالٍ في التشيع

(4)

،

(1)

(12/ 142 - 144) ورقمه / 6772.

(2)

(9/ 117، 330).

(3)

بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخره العين المهملة

نسبة إلى رجل اسمه: ضبيعة بن قيس. - انظر: الأنساب (4/ 8).

(4)

قاله ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (ص/ 159) ت/ 1263. وقال في الثقات (6/ 140): (كان يبغض الشيخين)، ثم ساق بإسناده قصة في ذلك عنه، في إسنادها: جرير بن يزيد بن هاورن، قال الألباني فِي السلسلة الصحيحة (5/ 262): (لم أجد له ترجمة، ولا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه). ثم قال ابن حبان: (وكان جعفر =

ص: 334

ولم يكن داعية إلى مذهبه

(1)

!

فالحديث: ضعيف جدًّا، يشبه أن يكون موضوعًا. وروى أبو نعيم في الحلية

(2)

عن عباد بن يعقوب عن موسى بن عمير عن أبي ربيعة الإيادي عن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزل علي الروح الأمين، فحدثني أن الله - تعالى - يحب أربعة من أصحابي)، فقال له من حضر: من هم يا رسول الله؟ فذكر الثلاثة المتقدمين، وزاد فيهم:(سلمان)

وموسى بن عمير هو: أبو هارون الأعمى متروك

(3)

، كذبه أبو حاتم

(4)

. وأبو ربيعة الإيادي هو: عمر بن ربيعة فيه جهالة. وعباد بن يعقوب هو: الرواجني، رافضي له مناكير.

وتقدم في أول المطلب نحوه من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بسند ضعيف، فانظره. وورد سائر الحديث من طرق - منها ما تقدم آنفًا، ومنها ما سيأتي - أمثلها طريق أنس بن مالك، وهى ضعيفة الإسناد، لا أعلم ما يصلح أن يشهد لها.

657 -

[4] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا إنَّ الجنَّةَ اشتاقتْ إلى أربعةٍ منْ

= ابن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات، غير أنه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أنه الصدوق المتقن إذ كان فيه بدعة، ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز

).

(1)

قاله ابن حبان - أيضًا - في الموضع المتقدم عنه في الثقات.

(2)

(1/ 190).

(3)

انظر الكامل لابن عدي (6/ 340)، والتقريب (ص / 984) ت / 7046.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 155) ت / 696.

ص: 335

أصحَابي، فأمرَني ربِّي أنْ أُحبَّهُم)، ثم ذكر كلامًا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (

وأمَّا هَؤُلاء الأربعة، فأحدُهم: عليُّ بنُ أبي طَالِب، والثَّاني: المقدادُ بنُ الأسوَدِ الكِنْدِيّ، والثّالثُ: سلمانُ الفَارِسيّ، والرَّابعُ: أبُو ذَرٍّ الغِفَارِيّ).

رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

عن محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني عن أبيه عن جده عن نهشل بن سعيد الترمذي عن الضحاك بن مزاحم عن الأعمش عن باذام عن قنبر عن علي به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا الضحاك، ولا يروى عن قنبر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عامر بن إبراهيم) اهـ. وفي الإسناد ست علل

الأولى: فيه شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم، ترجم له أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان

(2)

، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. والثانية: فيه نهشل بن إبراهيم، وهو متروك

(3)

، كذبه: ابن راهويه، وأبو داود الطيالسى

(4)

، وابن إسحاق

(5)

، وغيرهم

(6)

، وروى عن الضحاك بن مزاحم الموضوعات

(7)

، وهو آفة السند، المتهم بالحديث. والثالثة، والرابعة، والخامسة: عنعنة الأعمش،

(1)

(8/ 280 - 281) ورقمه / 7565.

(2)

(2/ 227) ت / 1530.

(3)

انظر: الجرح والتعديل (8/ 496) ت / 2267، والتقريب (ص / 1009) ت / 7247.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 496).

(5)

كما في: الضعفاء الصغير للبخاري (ص / 240) ت / 382.

(6)

انظر: الكشف الحثيث لسبط ابن العجمى (ص / 268) ت / 809.

(7)

انظر: المدخل للحاكم (ص/ 218) ت/ 209.

ص: 336

وباذام - وهو: أبو صالح، مولى أم هانئ -، وهما مدلسان، والثاني منهما ضعيف، لا يحتج به

(1)

. وأنت تعلم أن المدلس إذا عنعن فقد إسناده شرط الاتصال. والسادسة: فيه قنبر - وهو: مولى على رضي الله عنه كبر حتى كان لا يدري ما يقول أو يروي

(2)

، وحديثه هذا منكر جدًّا

(3)

، كما قاله الذهبي. والحديث أورده بلفظه: الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

وعزاه إلى الطبراني في الأوسط ثم قال: (رجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس) اهـ، ولعلها طريق أخرى للحديث لم أرها في الأوسط.

خلاصة: اشتمل هذا المبحث على خمسة أحاديث. منها حديث ضعيف - فيه لفظ حسن لغيره، نبهت عليه -. وسائرها واهية، تشبه أن تكون موضوعة، ومعانيها ثابتة من طرق أخرى. وذكرت حديثًا واحدًا على إثر حديث نحوه - وبالله التوفيق -.

(1)

انظر: تهذيب الكمال (4/ 6) ت / 636، والتقريب (ص / 163) ت/ 639.

(2)

قاله الأزدي، كما في: الميزان (4/ 312) ت / 6905.

(3)

الديوان (ص/ 328) ت/ 3454.

(4)

(9/ 155).

ص: 337