الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب التاسع: ما ورد في فضائل علي، وفاطمة، وجماعة غيرهما
663 -
[1] عن علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - قال: (مَجَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في جَرَّةٍ منْ ماءٍ، فأمرَهُمْ أنْ يغتَسِلوُا بِه) - يعني: نفسه، وفاطمَة -. قال:(وأمرَهَا [يعني: فاطمة] أنْ لا تسبقَهُ بِرِضَاعِ ولَدِهَا. قالَ: فسبقتُهُ برضَاعِ الحُسَينِ، وأمَّا الحسَنَ فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صنعَ في فيهِ شَيئًا، لا ندرِي مَا هُو؟ فكَانَ أعلمَ الرَّجُلَين).
رواه: أبو يعلى
(1)
عن عبيد الله عن حماد بن مسعدة عن المنذر بن ثعلبة عن علباء بن أحمر عنه به
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(2)
وقال: - وقد عزاه إليه -: (ورجاله ثقات) اهـ، والحديث صحيح، وأورده الضياء في الأحاديث المختارة
(3)
. وعبيد الله - في الإسناد - هو: القواريري. وحماد بن مسعدة هو: أبو سعيد التميمى. والمنذر بن ثعلبة هو: الطائى.
[664]
-[2] عن أسامة بن زيد - رضى الله عنهما - قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي، والعباس يستأذنان
…
ثم ذكر أنهما سألا النبي صلى الله عليه وسلم: أي أهلك
(1)
(1/ 290 - 291) ورقمه/ 353.
(2)
(9/ 175).
(3)
(2/ 307) ورقمه/ 684.
أحب إليك؟ قال: (فاطمةُ بنتُ محمَّد)، فقالا: ما جئنا نسألك عن أهلك. قال: (أحبُّ أهلِي إليَّ من قدْ أنعمَ الله عليْه وأنعمتُ عليْهِ: أسامةُ بنُ زَيْد)، قالا: ثم من؟ قال: (ثم عَليُّ بنُ أبي طَالَب)، قال العباس: يا رسول الله، جعلت عمك آخرهم؟ قال:(لأنَّ عَلِيًّا قدْ سبقَكَ بِالهجْرَة).
رواه: الترمذي
(1)
- وهذا لفظه، مختصرًا -، والبزار
(2)
، والطبراني في الكبير
(3)
من طرق عن أبي عوانة (هو: الوضاح
(4)
) عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أسامة به
…
قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح)، وفي نسخة التحفة
(5)
: (هذا حديث حسن، وكان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة). في لفظ الطبراني: (مررت بالمسجد فإذا فيه
(1)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه) 5/ 636 ورقمه / 3819 عن أحمد بن الحسن (وهو: ابن جنيدب الترمذي) عن موسى بن إسماعيل (هو: المنقري) عن أبى عوانة به.
(2)
(7/ 71) ورقمه/ 2619 عن خالد بن يوسف (وهو: السمتي)، و (رقم/ 2620) عن محمد بن معمر عن أبى داود (وهو: الطيالسي)، كلاهما عن أبي عوانة به.
(3)
(1/ 158) ورقمه/ 369 عن خلف بن عمرو العكبري عن معلى بن مهدي الموصلي عن أبي عوانة به، بنحوه. ورواه (22/ 403) رقم / 1007 عن زكريا بن يحيى الساجي عن خالد بن يوسف به، مختصرا.
(4)
وكذا رواه: ابن أبي عاصم في الآحاد (1/ 325) ورقمه/ 445، والحاكم في المستدرك (2/ 417)، (3/ 516)، كلاهما من طرق عن أبي عوانة به، بذكر أسامة بن زيد فحسب. ورواه: أبو داود الطيالسي في مسنده (ص/ 88)، بفضل فاطمة وحدها، مختصرا.
(5)
(10/ 324).
علي والعباس رضي الله عنهما قاعدان
(1)
، ثم ذكره بنحوه. وفي الموضع الأول عنده أن أسامة هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب أهله إليه، فقال:(أحب أهلي: فاطمة). والحديث صححه - أيضًا -: الحاكم
(2)
، والمناوي في التيسير
(3)
. وتعقب الذهبي فِي التلخيص
(4)
الحاكم بأن عمر ضعيف، وهو كما قال -. وتقدم قريبًا قبل حديثين -؛ فالإسناد: ضعيف من أجله
(5)
. وضعفه من هذا الوجه الألباني في تعليقه على المشكاة
(6)
.
وفي الحديث بهذا السياق نكارة، وما ورد في حبه صلى الله عليه وسلم لفاطمة، وعلى - رضى الله عنهما -: حسن لغيره؛ بما سيأتي بعده من حديث بريدة - رضى الله عنه -.
وهكذا ورد في لفظ الحديث - عند الترمذي -: (أحب أهلي إليّ: من قد أنعم الله عليه، وأنعمت عليه أسامة بن زيد). وفي لفظ البزار:
(1)
وفي روايته للحاكم في المستدرك (2/ 417) قال أسامة: (كنت في المسجد)، وفيها أنهم قالوا:(ليس نسألك عن فاطمة)، بعد أن ذكرها صلى الله عليه وسلم.
(2)
المستدرك (2/ 417)، وصححه - أيضًا -: محب الله شاه - شيخ لحمدي السلفى - كما في: حاشية المعجم الكبير (1/ 158) وتعقبه تلميذه بأن الحديث ضعيف، وأعله بابن أبي سلمة.
(3)
كما في: نظم المتناثر (ص / 207).
(4)
(2/ 417).
(5)
الحديث رواه: من طريق أبى عوانة عنه - أيضًا -: أبو داود الطيالسى مسنده (ص / 88)، بفضل فاطمة وحدها، مختصرا، الحاكم في المستدرك (2/ 417)(3/ 596) من طريق عنه به، بفضل أسامة وحده، مختصرا.
(6)
(3/ 1740) ورقمه / 6168.
(فأسامة بن زيد، ابن الذي أنعم الله عليه، وأنعمت عليه)، وهذا أشبه؛ لأنه موافق لقول الله - تبارك، وتعالى - في سورة الأحزاب
(1)
: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} ، ففيه إخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمَولاه زيد بن حارثة - رضى الله عنه -، وهو الذي {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} ، أي: بالإسلام، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} ، أي: بالعتق من الرق
(2)
.
وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب
(3)
نحوًا من هذا الكلام في لفظ الحديث في زيد بن حارثة مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بصيغة التضعيف، قال: (وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "أحب الناس إليّ من أنعم الله عليه، وأنعمت عليه" - يعني: زيد بن حارثة -
…
) اهـ، ولم أقف عليه مسندًا بذكر زيد، والوارد من جهة الرواية بذكر ابنه أسامة - كما مر - والله أعلم.
665 -
[3] عن بريدة - رضى الله عنه - قال: (كانَ أحبُّ النِّسَاءِ إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فاطِمَة. ومنَ الرِّجَال: عَلِيّ). هذا الحَديث رواه: أبو عيسى الترمذي
(4)
عن إبراهيم بن سعيد
(1)
في الآية: (37).
(2)
انظر: تفسير ابن كثير (3/ 498 - 499).
(3)
(1/ 548).
(4)
في (كتاب: المناقب، باب: مناقب فاطمة بنت محمد رضي الله عنها) 5/ 655 ورقمه/ 3868.
الجوهري
(1)
عن الأسود بن عامر عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه به
…
وقال: (قال إبراهيم بن سعيد: "يعني من أهل بيته" هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه) اهـ.
ورواه: الحاكم في المستدرك
(2)
بسنده عن العباس بن إبراهيم الدوري عن الأسود بن عامر به، بمثله، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص
(3)
! وجعفر الأحمر هو: ابن زياد الكوفي، صدوق إلا أنه كان مائلًا، من رؤساء الشيعة. وشيخه عبد الله بن عطاء هو: الطائفى، وثقه البخاري
(4)
، والترمذي
(5)
، وقال النسائي
(6)
: (ضعيف)، وقال مرة
(7)
: (ليس بالقوي)، وقال الحافظ
(8)
: (صدوق يخطئ، ويدلس)، وعده في المرتبة الأولى من مراتب المدلسين
(9)
، ولم يصرح بالتحديث؛ فالإسناد: ضعيف.
(1)
ورواه: النسائي في الخصائص (ص / 128) ورقمه/ 113 عن زكريا بن يحيى عن إبراهيم بن سعيد به. وكذا رواه: ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 378) بسنده عن إبراهيم.
(2)
(3/ 155).
(3)
(3/ 155).
(4)
ترتيب علل الترمذى (2/ 969).
(5)
الجامع (3/ 55) عقب الحديث ذي الرقم/ 667.
(6)
كما في: تهذيب الكمال (15/ 313).
(7)
الضعفاء (ص/ 199) ت/ 324.
(8)
التقريب (ص / 527) ت/ 3503.
(9)
انظر: تعريف أهل التقديس (ص / 22) ت/ 16.
واللفظ محمول على أهل بيته صلى الله عليه وسلم كما قاله إبراهيم بن سعيد - عند الترمذي -
(1)
، وكما تقدم
(2)
في حديث أسامة بن زيد - رضى الله عنهما -، وهما صالحان لأن يعضد أحدهما الآخر، فهما: حسنان لغيرهما. مع التنبيه على أنه ورد ذكر أسامة بن زيد - في حديثه - بين فاطمة وعلي، وهذا شئ لم يرد في حديث بريدة.
والحديث حكم عليه الألباني
(3)
أنه منكر، ولعل سببه: ما ورد في بعض الأحاديث الصحاح أن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، ومن الرجال أبوها
…
وهذا حكم صحيح باعتبار النظر إلى عموم لفظ الحديث، ولكن الأشبه أنه خاص بأهل بيته صلى الله عليه وسلم، وأقاربه من حيث النسب - كما قدمته - والله الموفق.
666 -
[4] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا بُنيةَ، لَكِ رِقَّةُ الولَدِ، وعَليٌّ أعزُّ عَليَّ مِنْكِ) - يعني: فاطمة -.
رواه: الطبراني في الكبير
(4)
عن عبد الرحمن بن خلاد الدورقى عن ملحان عن سليمان الدورقى عن عبد الله بن داود الخريبى عن الأعمش عن مجاهد عنه به، في قصة
…
والأعمش هو: سليمان بن مهران، مدلس
(1)
وقاله المحب الطبري في الرياض النضرة (2/ 116).
(2)
قبل هذا الحديث. وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر بعضها بعضًا.
(3)
ضعيف سنن الترمذي (ص / 519 - 520) رقم/ 812.
(4)
(11/ 55 - 56) ورقمه / 11063.
لم يصرح بالتحديث، وفيه تشيع، وحديثه في فضل بعض أهل البيت. وشيخ الطبراني، وشيخ شيخه لم أقف على ترجمة لأي منهما، فالإسناد: ضعيف، ولم أقف على ما يشهد له. وحيرني قول الهيثمى فيه:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، - وكان أورده في مجمع الزوائد
(1)
، وعزاه إلى الكبير.
ولبعض الحديث شاهد من حديث على، رواه: سعيد بن منصور في سننه
(2)
، وابن أبي عاصم في الآحاد
(3)
، والقطيعى في زياداته على الفضائل للإمام أحمد
(4)
، وابن عساكر في تأريخه
(5)
، وابن الأثير في أسد الغابة
(6)
، والنسائى في الخصائص
(7)
، كلهم من طرق عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجل قال: سمعت عليًا على المنبر بالكوفة: خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجني، فقلت: يا رسول الله أنا أحب إليك أم هي؟ فقال: (هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها)
…
وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن أبي نجيح، واسمه: عبد الله مدلس ما صرح بالتحديث - فيما أعلم -. وفي الإسناد رجل لم يسم؛ فيتوقف في الحكم عليه حتى يُعرف.
(1)
(9/ 202).
(2)
[3/ 154 أ].
(3)
(5/ 360) ورقمه/ 2951.
(4)
(2/ 631 - 632) ورقمه / 1076 مطولا.
(5)
(12/ 88).
(6)
(6/ 224).
(7)
(ص/ 155 - 156) ورقمه/ 146.
وحب النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة متواتر، ثبت في أحاديث كثيرة.
667 -
[5] عن بريدة - رضى الله عنه - أن عليًا لما تزوج فاطمة - رضى الله عنهما - قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (مَرحبًا، وَأهْلا). وقال له ليلة البناء: (لا تُحْدِثْ شَيئًا حتَّى تَلقَاني)، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء، فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، فقال:(اللهمَّ بَارِكْ فيهِمَا، وَباركْ لهُمَا في شِبلهِمَا).
رواه: البزار
(1)
- واللفظ له - عن رجاء بن محمد وعبد الملك بن محمد الرقاشى، والطبراني في الكبير
(2)
عن علي بن عبد العزيز، كلاهما عن أبي غسان النهدي (هو: مالك بن إسماعيل)
(3)
عن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسى عن عبد الكريم بن سليط
(4)
عن ابن بريدة عن أبيه به
…
وليس للطبراني فيه الترحيب، وله في آخره:(بنائهما)، بدل:(شبلهما). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(5)
، وعزاه إليه وإلى البزار، ثم مال: (ورجالهما
(1)
[ق / 243] الكتاني.
(2)
(2/ 20) ورقمه/ 1153.
(3)
وكذا رواه: ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 222) بسنده عن أبى غسان به، بنحوه.
(4)
بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وآخرها طاء مهملة. - انظر: المغني (ص/ 131).
(5)
(9/ 209).
رجال الصحيح غير عبد الكريم بن سليط، وثقه ابن حبان
(1)
)، وأفاد أن في حديث البزار:(اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في شمليهما)! وعبد الرحمن بن حميد انفرد مسلم بالرواية له
(2)
. وعبد الكريم بن سليط هو: المروزي، البصري، ترجم له البخاري
(3)
، وابن أبي حاتم
(4)
، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا
(5)
، وقال ابن حجر
(6)
: (مقبول) - يعني: حيث يتابع، وإلا فلين، كما هو اصطلاحه -، ولم يتابع - فيما أعلم -، وأما ذكر ابن حبان له في الثقات فلا يكفى لمعرفة حاله
…
فالإسناد: ضعيف.
وقوله في آخره: (وبارك لهما في بنائهما) يبدو أنه دخلها تحريف، أو وهم
…
فهكذا في حديث الطبراني، وفي حديث البزار:(في شبلهما)، وقيل:(شمليهما)، وفي حديث النسائي في عمل اليوم والليلة
(7)
: (في
(1)
انظر: الثقات له (7/ 131).
(2)
انظر: ما رقم له به ابن حجر في التقريب (ص/ 576) ت/ 3872.
(3)
التأريخ الكبير (6/ 92) ت/ 1808.
(4)
الجرح والتعديل (6/ 60) ت/ 318.
(5)
إلا أن ابن أبي حاتم نقل عن عثمان بن سعيد قال: سألت يحيى بن معين عن عبد الكريم بن سليط من هو؟ فقال: (لم يرو عنه إلا الحسن بن صالح) اهـ، وانظر: الخبر في تاريخ الدارمى عن ابن معين (ص / 159) ت/ 562. وزاد المزي في تهذيب الكمال (18/ 250) فيمن يروي عن عبد الكريم: عبد الرحمن بن حميد الرؤاسى، راوي هذا الحديث عنه.
(6)
(ص/ 619) ت/ 4179.
(7)
(ص/ 252 - 253) ورقمه/ 258 من وجهين آخرين عن أبي غسان.
شبلهما) بالإفراد، ورواه المزي
(1)
من وجه آخر، وفيه:(في شملهما) - والله تعالى أعلم -.
668 -
[6] عن أسماء بنت عميس - رضى الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليًا صباح دخوله على فاطمة، فدعا له، ونضح عليه من الماء، ثم قال:(ادعُوا لي فَاطِمَة)، فجاءت، وهى عرقة - أو خَرِقَة
(2)
- من الحياء، فقال لها:(اُسْكُتِي، فقدْ أنكحتُكِ أحبَّ أهْلِ بَيْتي إِليّ)، ودعا لها، ودعا بماء فنضحه عليها. ثم خرج، فرأى سوادًا، فقال:(منْ هَذَا)؟ قالت: أسماء. قال: (ابنةُ عُمَيْس)؟ قلت: نعم، قال:(أكنتِ في زَفافِ بنتِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُكْرِمِيْنَه)؟ قلت: نعم. فدعا لي.
هذا الحديث يرويه أيوب السختياني، واختلف عنه
…
فرواه حاتم بن وردان عنه عن أبي يزيد المديني
(3)
عن أسماء به، روى حديثه: الطبراني في الكبير
(4)
بسنده عنه به، وهذا لفظه.
(1)
تهذيب الكمال (17/ 75 - 76).
(2)
أي: خجلة، مدهوشة. من الخرق: التحير. عن ابن الأثير في النهاية (باب: الخاء مع الراء) 2/ 26. ووقع في المطبوع من المعجم الكبير بالحاء المهملة، وهو تصحيف. وانظر: الرياض النضرة (2/ 144).
(3)
لا يعرف اسمه، وثق
…
انظر: تهذيب الكمال (34/ 409) ت / 7706، و التقريب (ص/ 1225) ت/ 8520.
(4)
(24/ 136 - 137) ورقمه/ 364 عن أبي مسلم الكشى (وهو: إبراهيم بن عبد الله) عن صالح بن حاتم بن وردان، وعن علي بن عبد العزيز عن مسلم بن إبراهيم،=
ورواه عبد الرزاق عن معمر عنه، وشك عبد الرزاق في سنده، قال: عن عكرمة، وأبي يزيد المديني - أو أحدهما -، روى حديثه الطبراني في الكبير
(1)
عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عنه به، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بإناء فيه ماء، فقال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم مسح به صدر على، ووجهه، ثم دعا فاطمة، فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء، فنضح عليها من ذلك، وقال لها ما شاء الله أن يقول
…
وفيه - أيضًا - قال: ثم رأى سوادًا من وراء الستر - أو من وراء الباب - فقال: (من هذا)؟ قالت: أسماء، وفيه - أيضًا -: أن هذا كان قبل دخول على على فاطمة رضي الله عنهما
…
وفي هذا تعارض مع ما تقدم في اللفظ الأول، والقصة واحدة.
والحديث رواه: الإمام أحمد في فضائل الصحابة
(2)
عن عبد الرزاق به، وفيه قال: عن عكرمة عن أبي يزيد المديني قالا، فذكره.
= كلاهما عن حاتم بن وردان به. ورواه: القطيعي في زوائده على الفضائل للإمام أحمد (2/ 762) ورقمه/ 1342 - وعنه: أبو عبد الله الحاكم في المستدرك (3/ 159) - عن إبراهيم بن عبد الله عن صالح بن حاتم به، بنحوه، وسكت الحاكم عنه. ورواه: النسائي في الخصائص (ص/ 137 - 138) ورفمه/ 124، والدولابى في الذرية (ص/ 65 - 66) ورقمه/ 95، كلاهما من طريق حاتم بن وردان - أيضًا - به، بنحوه. وانظر: مجمع الزوائد (9/ 209 - 210).
(1)
(24/ 137 - 138) ورقمه/ 365. وهو في مصنف عبد الرزاق (5/ 485 - 486) ورقمه/ 9781. وعنه رواه - أيضًا -: إسحاق بن راهويه في مسنده (ورقمه/ 12).
(2)
(2/ 568 - 569) ورقمه/ 958.
ورواه: ابن شاهين في فضائل فاطمة
(1)
بسنده عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق به، وفيه قال: عن أيوب عن عكرمة به مختصرًا، مرسلًا.
ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى
(2)
عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة قال: عن أبي يزيد المديني - وأظنه ذكره عن عكرمة -! وعبد الوهاب بن عطاء ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل تغيره، لكنه ربما أخطأ، كان يدلس عن أقوام أحاديث مناكير، و لم يصرح في حديثه هذا بالسماع. وسيأتي
(3)
من هذا الوجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
فهذه أربعة أوجه في إسناد الحديث، وبين متنيه المذكورين اختلاف - كما مر -. ويُضاف: أن المتن منكر جدًّا؛ فأسماء بنت عميس - رضى الله عنها - كانت ليلة زفاف فاطمة رضي الله عنها بالحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، لا خلاف في ذلك بين أهل العلم
(4)
، وبهذا أعله: الذهبي
(5)
، وابن حجر
(6)
.
(1)
(ص/ 47) ورقمه / 35.
(2)
(8/ 23 - 24).
(3)
عقب هذا الحديث.
(4)
فعليّ تزوج فاطمة - رضى الله عنهما - في السنة الثانية من الهجرة - على الراجح، وهو المشهور -، وما قدم جعفر وزوجه، ومن معهم ممن كان مهاجرًا إلى الحبشة إلا في السنة السابعة من الهجرة! - انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 19 - 30، 280 - 285)، والاستيعاب (4/ 234 - 236، 373 - 381)، والإصابة (1/ 237) ت/ 1166، و (4/ 231) ت / 51، و (4/ 377) ت / 830.
(5)
التلخيص (3/ 159 - 160).
(6)
المطالب العالية (4/ 289).
وجاء نحو الحديث من ثلاثة طرق أخرى، الأولى رواها: ابن سعد
(1)
عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن عمر بن صالح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أم أيمن به، بنحو حديث معمر - المتقدم -
…
وسليمان بن عبد الرحمن لا بأس به، إلا أنه يخطئ، وله مناكير كثيرة. وابن أبي عروبة اختلط، ولا يدرى متى سمع منه عمر بن صالح. وفي السند عنعنة قتادة، وهو: ابن دعامة، وكان يدلس. والحديث رواه: الحاكم في المستدرك
(2)
، وصحح إسناده، وتعقبه الذهبي
(3)
بقوله: (مرسل) اهـ، ولعله بسبب: عنعنة قتادة، أو احتمال الانقطاع بين سعيد بن المسيب وبين أم أيمن، فإن سعيدًا ولد لسنتين خلتا من خلافة عمر
(4)
، وتوفيت أم أيمن في أوائل خلافة عثمان
(5)
. لكن سماعه منها محتمل - والله أعلم -.
والثانية رواها: ابن سعد
(6)
- أيضًا - عن هوذة بن خليفة عن عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند به، بنحوه، مختصرًا
…
وهذا مرسل ضعيف
(1)
الطبقات الكبرى (8/ 24).
(2)
(3/ 157).
(3)
التلخيص (3/ 157).
(4)
وقيل: لأربع سنين
…
انظر: الطقبات الكبرى (5/ 119)، وتأريخ خليفة بن خياط (ص / 134)، وتأريخ مولد العلماء (1/ 100)، وتهذيب الكمال (67111)، والسير (4/ 218، 223).
(5)
انظر: الطقبات الكبرى (8/ 226)، والإصابة (4/ 432) ت / 1145.
(6)
الطبقات الكبرى (8/ 24 - 25).
الإسناد، لأن عبد الله بن عمرو تابعى
(1)
، ولا أعرف أحدًا روى عنه غير عوف، وهو: ابن أبي جميلة، وضعفه الدارقطني
(2)
.
والثالثة رواها: ابن شاهين في فضائل فاطمة
(3)
بسنده عن نصر بن على الجهضمى عن العباس بن جعفر بن زيد بن طلق عن أبيه عن جده عن عليّ به، بنحوه، مختصرًا، وزاد:(وعوذه بقل هو الله أحد، والعوذتين)
…
والعباس بن جعفر مجهول
(4)
، وأبوه، وجده لم أقف على ترجمة لأي منهما
…
وجاء في حديثهم ما لم يأت في حديث من قبلهم.
669 -
[7] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على عليّ، وفاطمة - رضى الله عنهما - ليلة بنائهما رأينه من حضر من النساء، فذهبن، وبينهن وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستر، وتخلفت أسماء بنت عميس، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (علَى رِسْلِكِ
(5)
، منْ أْنت)؟ قالت: أنا التي أحرس ابنتك، إن الفتاة ليلة تبني بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها إن عرضت لها حاجة، أو أرادت شيئا أفضت بذلك إليها. قال: (فإِنِّي أسألُ الله أنْ يَحْرُسُكِ منْ بينْ يَدَيِكِ، ومنْ خلفِكِ، وعنْ يمينِكِ، وعنْ شمالِكِ منْ
(1)
انظر: الميزان (3/ 183) ت/ 4486.
(2)
انظر: معرفة التابعين.
(3)
(ص/ 41) ورقمه/ 27.
(4)
انظر: الجرح والتعديل (6/ 215) ت / 1183.
(5)
- بكسر الراء المهملة - أي: اتئد، وتأن. - انظر: النهاية (باب: الراء مع السين) 2/ 222.
الشَّيطَان الرَّجِيْم)، فلما أقبلت عليه فاطمة بكت، فقال:(ومَا يُبكِيْكِ؟ فمَا أَلوتُكَ في نفسِي، وقدْ أصبتُ لكَ خيرَ أهْلِي، وَأيمُ الَّذي نفسِي بيدهِ لقدْ زوّجتُكِ سعيدا في الدُّنيَا، وإنَّهُ في الآخرة لمنَ الصَّالحِيْن)، ثم أمر أسماء فجاءته بالمخضب، فرش منه على فاطمة، وعلى نفسه، ثم التزمها، فقال:(اللهمَّ إنَّهَا منِّي، وَأنَا مِنهَا، اللّهُمَّ كمَا أذهبتَ عنَّي الرِّجْسَ، وطهرتَني فطَهِرْهَا)، ثم دعا بمخضب آخر، ثم دعا عليًا، فصنع به كما صنع بها، ثم دعا له كما دعا لها، ثم قال لهما:(قومَا إلى بيتِكُمَا، جمعَ الله بينَكُمَا، وباركَ في سَيرِ كُمَا، وأصلحَ بالَكُمَا)، ثم قام، فلم يزل يدعو لهما حتى توارى في حجرته.
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق
(2)
عن يحيى بن العلاء عن شعيب بن خالد عن حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجبة عن أبيه عن جده عنه به، مطولًا
…
وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(3)
، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: يحيى بن يعلى، وهو متروك) اهـ، وهكذا قال:(يحيى بن يعلى)، وهو: ابن العلاء، وهو بجلي، يضع الحديث. والمسيب بن نجبة، ترجم له البخاري في التأريخ الكبير
(4)
، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل
(5)
، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا،
(1)
(22/ 410 - 412) ورقمه / 1022، و (23/ 132 - 135) ورقمه/ 362.
(2)
الحديث في المصنف (5/ 486 - 489) ورقمه/ 9782.
(3)
(9/ 207 - 209).
(4)
(7/ 407) ت / 1783.
(5)
(8/ 293) ت/ 1346.
وذكره ابن حبان في الثقات
(1)
، وقال الحافظ في التقريب
(2)
: (مقبول) - أي: حيت يتابع -. وابناه لم أقف على ترجمة لأي منهما.
وللحديث عن ابن عباس طريق أخرى
…
رواها: النسائي في خصائص علي
(3)
بسنده عن محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب السختياني عن عكرمة عنه به، بنحوه
…
وابن أبي عروبة اختلط، ولا يدرى متى سمع منه ابن سواء. وتقدم
(4)
عند ابن سعد عن عبد الوهاب عن سعيد بن أبي عروبة قال: عن أبي يزيد المديني - وأظنه ذكره عن عكرمة -! اضطرب فيه، أو من دونه. وله عنه وجه ثان تقدم في حديث أم أيمن
(5)
، وثالث سيأتي في حديث أنس
(6)
. ويقال في إعلال متنه مثل ما تقدم في حديث أسماء عميس. ولفظ دعائه صلى الله عليه وسلم لأسماء - رضى الله عنها - لا أعلمه - حسب بحثى إلا من هذا الوجه.
* وتقدم
(7)
في حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فدعا لي - وعلمت ما فيه -.
(1)
(5/ 437).
(2)
(ص/ 944) ت/ 6722. وانظر: تهذيب الكمال (27/ 589) ت/ 5972.
(3)
(ص / 138 - 139) ورقمه / 125.
(4)
في الحديث الذي قبل هذا.
(5)
في الحديث المتقدم نفسه.
(6)
ورقمه/ 693.
(7)
- آنفًا - برقم / 668.
* وسيأتي
(1)
في فضائل فاطمة - رضى الله عنها - من طرق منها: طريق المسور بن مخرمة ينميه: (إنما هي بضعة مني) - يعني: فاطمة -، رواه: البخاري، ومسلم.
وفي كتاب الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
(2)
، وفيه أحاديث، تقدمت في فضَائل أهل البيت، فانظرها. ولا أعَلم - في حد بحثى - لبقية ألفاظ الحديث طرقا تثبت - والله أعلم -.
* خلاصة: اشتمل هذا المطلب على ثمانية أحاديث، كلها موصولة. منها حديثان صحيحان - أحدهما متفق عليه -. وحديثان حسنان لغيرهما - في بعضهما ألفاظ ضعيفة، أو منكرة، نبهت عليها -. وحديثان ضعيفان. وحديثان منكران. وذكرت فيه سبعة أحاديث من خارج كتب نطاق البحث، في الشواهد - والله أعلم -.
(1)
ورقمه / 1967.
(2)
من الآية: (33)، من سورة: الأحزاب.