المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب السابع: ما ورد في فضائل علي، وجعفر، وزيد - جميعا - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٤

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث الأحاديث الواردة في تفصيل فضائل الصحابة رضي الله عنهم على الأعيان

- ‌الفصل الأول الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة من الرجال

- ‌المبحث الأول ما ورد في ما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌ المطلب الأول: ما ورد في فضائل العشرة المبشرين بالجنة

- ‌ القسم الأول: ما ورد في فضائلهم جميعا

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل جماعة منهم، وغيرهم

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في فضائل الخلفاء الأربعة الراشدين(1)، وغيرهم

- ‌المطلب الثالث: ما ورد في فضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان - جميعًا -، وغيرهم

- ‌ المطلب الرابع: ما ورد في فضائل أبي بكر، وعمر، وعلي - جميعا

- ‌ المطلب الخامس: الأحاديث الواردة في فضائل أبي بكر، وعمر - كليهما -، وغيرهما

- ‌المطلب السادس: ما ورد في فضائل علي، وعمار، وسلمان، والمقداد بن الأسود - جميعًا - وغيرهم

- ‌المطلب السابع: ما ورد في فضائل علي، وجعفر، وزيد - جميعا

- ‌المطلب الثامن: ما ورد في فضل علي، وعاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة - جميعا

- ‌المطلب التاسع: ما ورد في فضائل علي، وفاطمة، وجماعة غيرهما

- ‌ المطلب العاشر: ما ورد في فضائل علي، والحسنين، وفاطمة

- ‌ القسم الأول: ما ورد في فضائلهم جميعًا

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل علي، والحسنين

- ‌ القسم الثالث: ما رود فضائل الحسنين، وفاطمة

- ‌القسم الرابع: ما ورد في فضائل الحسنين، كليهما

الفصل: ‌المطلب السابع: ما ورد في فضائل علي، وجعفر، وزيد - جميعا

‌المطلب السابع: ما ورد في فضائل علي، وجعفر، وزيد - جميعا

-

658 -

[1] عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة بعد عمرة القضاء

(1)

تبعته ابنة حمزة

(2)

تنادي: يا عم، يا عم

(3)

. قال: فتناولها على، فأخذ بيدها، فقال لفاطمة: دونك ابنة عمك احمليها. قال: فاختصم فيها علي، وزيد، وجعفر

(4)

، قال

(1)

وكانت في السنة التالية لصلح الحديبية، إذ كان فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يرجع، ويعتمر في العام القادم، وكانت في ذي القعدة من السنة السابعة، وتسمى - أيضًا - بعمرة القضية، والقصاص، والصالح.

- انظر: سيرة ابن هشام (3/ 370)، والفتح (7/ 571 - 572).

(2)

هي: عمارة، وقيل: فاطمة، وقيل: أمامة، وقيل غير ذلك، والأول هو المشهور، وتكنى: أم الفضل.

- انظر: الغوامض لابن بشكوال (2/ 700 - 702) رقم / 713 - 715، وأسد الغابة (6/ 199)، والفتح (7/ 577).

(3)

كأنها خاطبت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك إجلالًا له، وإلا فهو ابن عمها. أو بالنسبة إلى كون حمزة وإن كان عمه من النسب فهو أخوه من الرضاعة. قاله الحافظ في الفتح (7/ 577).

(4)

في حديث على بن أبى طالب رضي الله عنه الآتي عند الإمام أحمد أن المخاصمة وقعت بعد عودتهم إلى المدينة، وسنده حسن. وأفاد الحافظ في الفتح (7/ 577) أن في ديوان حسان بن ثابت لأبى سعيد السكري أنها كانت بعد أن وصلوا إلى مرّ الظهران، والأولى أولى. ومرّ الظهران - بفتح أوله، وتشديد ثانيه، مضاف إلى الظهران بالظاء المعجمة المفتوحة -: واد يمر شمال مكة على (22) كيلو، ويصب في البحر جنوب جدة بقرابة (20) كيلو، ويمر على مرحلة قصيرة من مكة شمالًا، و (24) كيلو على جادة المدينة المنورة. =

ص: 338

علي: أنا أخذتها، وهي بنت عمى. وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها

(1)

تحتي. وقال زيد: ابنة أخي

(2)

، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال لعلي:(أنتَ مِنِّي، وَأنَا مِنْك)، وقال لجعفر:(أشبهتَ خَلقِي، وَخُلُقي)، وقال لزيد:(أنتَ أخُونَا، ومَولانَا).

رواه: البخاري

(3)

، وعنه الترمذي

(4)

مختصرًا - بفضل جعفر رضى الله عنه، فحسب - عن عبيد الله بن موسى

(5)

عن إسرائيل (هو: ابن يونس)

= - انظر: معجم ما استعجم (4/ 1212)، ومعجم معالم الحجاز (8/ 100 - 102)، ومعجم المعالم الجغرافية (ص / 288).

(1)

يعني: أسماء بنت عميس. - انظر: مسند الإمام أحمد (2/ 161).

(2)

لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بينه، وبين حمزة. - انظر: سيرة ابن هشام (2/ 505).

(3)

في (كتاب: المغازي، باب: عمرة القضاء) 7/ 570 - 571 ورقمه / 4251. ورواه من طريقه: ابن بلبان فيما خرجه من مسموعات ضياء الدين دانيال [4/ 32 / أ - ب].

(4)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب جعفر بن أبى طالب - رضى الله عنه -) 5/ 612 ورقمه / 3765، وقال:(هذا حديث حسن صحيح)، ثم قال:(حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبى عن إسرائيل، نحوه)، وساقه في (كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في بر الخالة) 4/ 276 ورقمه / 1904.

(5)

ورواه الترمذي - أيضًا - (كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في بر الخالة) 4/ 276 - 277 ورقمه / 1904 من طريق عبيد الله بن موسى وليس فيه محل الشاهد هنا. والحديث عن عبيد الله بن موسى رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 533) ورقمه / 7، بفضل زيد - رضى الله عنه - فحسب. و (7/ 516) ورقمه / 7، بفضل جعفر - رضى الله عنه - فحسب. ومن طريق عبيد الله: النسائي في الخصائص (ص / 87) ورقمه/ 70، و (ص / 203 - 204) ورقمه/ 193، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 5).=

ص: 339

عن أبي إسحاق (وهو: السبيعى) عن البراء به

وروى البخاري قطعة منه في كتاب الصلح

(1)

بسنده عن شعبة عن أبي إسحاق وفيها: (عن أبي إسحاق: سمعت البراء).

ورواه: الترمذي

(2)

- مرة - عن البخاري عن عبيد الله، وعن سفيان بن وكيع عن أبيه، كلاهما (عبيد الله، ووكيع) عن أبي إسحاق بهذا الإسناد بفضل على - وحده -

وقال: (هذا حديث حسن صحيح) اهـ. وسفيان بن وكيع سقط حديثه - وتقدم -، والحديث ثابت من غير طريقه.

659 -

[2] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمَّا أنْت يَا جَعفَر، فأشبهتَ خَلْقي، وخُلُقِي. وأمَّا أنت يَا عليُّ فمِنِّي، وأنَا مِنْك. وأمَّا أنْتَ يَا زَيْدُ فَأخُونَا وَمَولانَا)

قاله لهم في قصة اختصامهم في إيواء ابنة حمزة رضي الله عنه وتقدم - آنفًا - نحوها في حديث البراء رضي الله عنه.

= ورواه: مسلم (3/ 1409 - 1411) ورقمه / 1783 من طريق شعبة، ويحيى بن أبي زائدة، والنسائى في الخصائص (ورقمه / 91 - 92)، والبيهقى في السنن الكبرى (8/ 6) من طريق ابن أبي زائدة وحده، كلهم عن أبي إسحاق به، مختصرا. ورواه: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 516) ورقمه / 8 بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به، مرسلا.

(1)

(باب: كيف يكتب: هذا ما صالح عليه فلان بن فلان فلان بن فلان) 5/ 357 ورقمه / 2698 عن محمد بن بشار عن غندر (هو: محمد بن جعفر) عن شعبة به، وليس فيه محل الشاهد هنا.

(2)

في (كتاب: المناقب، باب: - كذا دون ترجمة -) 5/ 593 ورقمه / 3716.

ص: 340

رواه: الإمام أحمد

(1)

- وهذا لفظه - عن يحيى، وأبو يعلى

(2)

، والبزار

(3)

، كلهم من طرق عن إسرائيل

(4)

عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم، كلاهما عن علي بن أبي طالب به

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

(2/ 160 - 161) ورقمه / 770 عن يحيى بن آدم، و (2/ 312) ورقمه / 857 عن أسود - قال: يعني ابن عامر -، و (2/ 249) ورقمه / 931 عن حجاج (هو: ابن محمد المصيصي)، ثلاثتهم عن إسرائيل.

(2)

(1/ 401) ورقمه / 526، و (1/ 421) ورقمه / 554 عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن يحيى بن آدم به، مختصرا.

(3)

(2/ 316) ورقمه / 744 عن محمد بن معمر عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به، بنحوه، مختصرا.

(4)

الحديث من طريق إسرائيل رواه - أيضًا -: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 516) ورقمه / 5، وابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 36)، والنسائى في الخصائص (ص / 87 - 88) ورقمه / 71، و (ص / 204 - 205) ورقمه / 194، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 520 ورقمه / 7046)، والحاكم فِي المستدرك (3/ 120)، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 211)، وابن بشكوال في الغوامض (2/ 700 - 701) ورقمه / 713، قال الحاكم:(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث أبي إسحاق عن البراء)، وسكت الذهبي في التلخيص (3/ 120) عنه، وتقدم أنه في مسلم دون محل الشاهد هنا. وليس فيه لابن أبي شيبة، وابن حبان إلا فضل جعفر - رضى الله عنه -. ورواه أبو داود (2/ 710 - 711) ورقمه / 2280 بسنده عن إسرائيل، وليس فيه محل الشاهد هنا، ورواه ابن أبي شيبة (7/ 533) ورقمه / 8 بسنده عن إسرائيل به، بفضل زيد - وحده - مرسلا. ورواه أبو يعلى (1/ 325 - 326) ورقمه / 405، والبيهقى في السنن الكبرى (8/ 6) كلاهما من طريق ابن أبى زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق به، وليس فيه محل الشاهد هنا

وهو لأبي يعلى من طريق هانئ بن هانئ وحده، وفي اسمه عنده تحريف.

ص: 341

إلا على بن أبي طالب بهذا الإسناد) اهـ، ورواه: البراء بن عازب، وابن عباس، وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، وللحديث هنا إسناد آخر عن علي - رضى الله عنه -، وسيأتي. وللإمام أحمد عن أسود بن عامر: فقال لزيد: (أنت مولاي)، أطول منه. وليس لأبي يعلى فيه إلا قوله صلى الله عليه وسلم:(أما أنت يا زيد فأخونا، ومولانا)، ولفظ البزار نحو لفظ الإمام أحمد، دون القصة.

وإسناد الحديث من هذا الوجه ضعيف، فيه: أبو إسحاق وهو: السبيعى مدلس عده الحافظ في الثالثة من مراتب المدلسين، ولم يصرح بالتحديث - فيما وقفت عليه من طرق الحديث -. وإسرائيل هو: ابن يونس سمع من أبي إسحاق بعدما اختلط. وتقدم عند البخاري من حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء - بدل: على -، ولعله عند أبي إسحاق على الوجهين، فقد صرح بأنه سمعه من البراء، وتابعه في روايته من حديث على: نافع بن عجير عن نافع مولى ابن عمر - كما سيأتي -. وهانئ بن هانئ المذكور في سنده مجهول الحال

(1)

لكنه متابع، تابعه هبيرة بن يريم، وهو لا بأس به، وقد عيب بالتشيع

(2)

.

وللحديث طريق أخرى

رواها البزار

(3)

عن محمد بن المثنى عن أبي عامر

(1)

انظر: الديوان (ص / 417) ت / 4451، والتقريب (ص / 1018) ت / 7314.

(2)

التقريب (ص / 1018) ت / 7318

(3)

(3/ 105 - 106) ورقمه / 891.

ص: 342

عن عبد العزيز بن محمد

(1)

عن يزيد بن عبد الله - قال: يعني ابن الهاد - عن محمد بن إبراهيم عن نافع بن عجير

(2)

عن أبيه عن علي به، ولفظه:(أما أنت [يعني: زيد بن حارثة] مولاي ومولاهما. وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي، وخلقي، وأنت من شجرتي التي أنا منها. وأما أنت يا علي فصفيي، وأميني)

قال البزار: إلا نعلم روى عجير أبو نافع عن علي إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقا عن نافع عن أبيه عن علي إلا من هذا الطريق) اهـ.

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إلى البزار -:(ورجاله ثقات) اهـ، وهو كما قال؛ أبو عامر هو: عبد الملك بن عمرو العقدي، ومحمد بن إبراهيم هو: ابن الحارث التيمى. ونافع بن عجير يقال له صحبة كأبيه

(4)

.

(1)

هو: الدراوردي

رواه من طريقه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 211) - وعنه: البيهقى في السنن الكبرى (8/ 6) - بسنده عن إبراهيم بن حمزة، ورواه: ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 211) بسنده عن يحيى الحماني، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 342) بسنده عن محرز بن سلمة، ثلاثتهم عنه به، بفضل جعفر، رزاد الحاكم فيه لفظا آخر، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) اهـ، وسكت الذهبي في التلخيص (3/ 211) فلم يذكر موافقة، أو مخالفة له، في هذا الموضع.

(2)

بمهملة وجيم، مصغر. - انظر: التقريب (ص/ 995) ت/ 7129، والمغني (ص/ 172).

(3)

(9/ 156).

(4)

انظر: الثقات لابن حبان (3/ 413)، و (5/ 469)، والإصابة (3/ 545) ت/ 8661.

ص: 343

والحديث عند أبي داود

(1)

مختصرًا، ليس فيه الشاهد. قال ابن حجر في التهذيب

(2)

: (فوقع في رواية أبي داود عن محمد بن إبراهيم عن نافع بن عجيرة

(3)

عن أبيه عن علي)، ثم قال:(وأوضح البيهقى أن الصواب عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن نافع بن عجيرة عن أبيه عن علي، وليست فيه لعجيرة رواية - والله تعالى أعلم -). اهـ. ومحمد بن نافع ترجم له البخاري

(4)

، وابن أبي حاتم

(5)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(6)

، ولم يتابع - فيما أعلم -. وقوله لجعفر:(وأنت من شجرتي التي أنا منا. وأما أنت يا عليّ فصفيّي وأميني) لم أره إلا بهذا الإسناد. وسائر الحديث: حسن لغيره.

660 -

[3] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزيد: (أنتَ مَوْلاي)، وقال لعلى:(أنتَ أخِي وَصَاحِبِي)، وقال لجعفر:(أشبهتَ خَلْقي، وخُلُقِي)

قاله لهم في قصة اختصامهم إليه في كفالة ابنة حمزة - رضى الله عنهم - لما خرج بها على من مكة، وتقدمت في حديث على - رضى الله عنه -.

(1)

(2/ 709 - 710) ورقمه / 2278.

(2)

(10/ 408).

(3)

هكذا، وتقدم ضبطه.

(4)

التأريخ الكبير (1/ 249) ت / 794.

(5)

الجرح والتعديل (8/ 108) ت / 469.

(6)

(7/ 431).

ص: 344

رواه: الإمام أحمد

(1)

- واللفظ له -، وأبو يعلى

(2)

كلاهما من طريق حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس به

وفي لفظ أبي يعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: (شبيه خلقي، وخلقي). وإسنادهما ضعيف، فيه حجاج، وهو: ابن أرطاة، ضعيف، ولم يصرح بالتحديث، وهو مدلس، عده الحافظ في الرتبة الرابعة من مراتب المدلسين. والحكم هو: ابن عتيبة، مدلس، ولم يصرح بالتحديث عن مقسم - وهو ابن بجرة -، ولم يسمع منه إلا حمسة أحاديث، عدها شعبة بن الحجاج

(3)

، وليس هذا منها

(4)

.

(1)

(3/ 480) ورقمه / 2040 عن ابن نمير (هو: عبد الله) عن حجاج به. ورواه من طريقه: الضياء في مناقب جعفر [5 / ب].

(2)

(4/ 266 - 267) ورقمه / 2379 عن أبى بكر بن أبى شيبة عن ابن نمير به، بنحوه. وهو في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 516) ورقمه / 6.

(3)

انظر: جامع الترمذي (2/ 406) عقب الحديث ذي الرقم / 527، والتهذيب (2/ 434)، وجامع التحصيل (ص / 167) ت / 141.

(4)

قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على جامع الترمذي (2/ 406): (وليس في هذا دلالة على ضعف روايته عن مقسم، فالحكم ثقة ثبت، فقيه عالم وكان معاصرًا لمقسم، فيحمل ما يرويه عنه على الاتصال، ما لم يثبت بيقين أن حديثًا معينًا لم يسمعه منه) اهـ، وهذا محل نظر! فإن الحكم مدلس ولو كان كل ما رواه عن مقسم محمولًا على الاتصال لما كان لقول النقاد إنه لم يسمع عن مقسم إلا خمسة أحاديث، ومن ثم تعدادها أثر في حكم روايته عنه. مع الأخذ بالعلم عددا من الأحاديث يرويها الحكم تارة عن مقسم بواسطة، وتارة بدونها، كحديث ابن عباس في الكفارة لمن وقع على امرأته وهي حائض (انظر: جامع الترمذي 1/ 245 ورقمه / 137، وتعليق أحمد شاكر عليه).

ص: 345

والحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(1)

، وعزاه إلى الإمام أحمد، وأيى يعلى، وأعله بتدليس الحجاج بن أرطاة فحسب! - وفيه ما علمت - وضعفه: البوصيري

(2)

.

وللحديث طريقان أخريان

أولاهما: رواها أبو يعلى

(3)

بسنده عن حسين عن عكرمة عن ابن عباس به، بنحوه

وحسين هو: ابن قيس، أبو على الواسطى، تركه الإمام أحمد

(4)

، وابن معين

(5)

، والنسائي

(6)

، وذكر ابن حبان في المجروحين

(7)

أن الإمام أحمد رماه بالكذب.

وأفاد ابن الأثير في أسد الغابة

(8)

أن الواقدي رواه عن أم حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة به، بنحوه

والواقدي متروك، وأم حبيبة من مجهولي مشايخه.

(1)

(4/ 324 - 323).

(2)

نقله عنه الأعظمي في تعليقه على المطالب العالية لابن حجر (4/ 102) رقم / 4068.

(3)

(4/ 344) ورقمه / 2459، وهو في مسنده الكبير - أيضًا - كما في: المطالب العالية (9/ 324 - 325) ورقمه / 4472 عن وهب (هو: ابن بقية) عن خالد (وهو: ابن عبد الله) عن حسين به.

(4)

العلل - رواية: عبد الله - (2/ 486) رقم النص / 3198.

(5)

كما في: المجروحين (1/ 242)، وانظر: التاريخ لابن معين - رواية: الدورى - (2/ 118).

(6)

الضعفاء (ص / 169) ت / 148.

(7)

(1/ 242).

(8)

(6/ 199).

ص: 346

ورواه: ابن بشكوال في الغوامض

(1)

بسنده عن مؤمل عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة به مرسلًا

ومؤمل هو: ابن إسماعيل، سيئ الحفظ. وفي السند: أبو بكر بن فطيس، لم أعرفه.

والأخرى رواها: أبو يعلى في الكبير

(2)

عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفى عن أبيه عن جده عن علي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس وتركني، فقلت: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك وتركتني، فقال:(ولم تراني تركتك؟ إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك). قال: (فإن حاجك أحد فقل: إني عبد الله، وأخو رسول الله، لا يدعيها أحد بعدك إلا كذاب)، وعمر بن عبد الله قال البخاري

(3)

: (يتكلمون فيه)، وضعفه: ابن معين

(4)

، والإمام أحمد

(5)

، والنسائي

(6)

، وقال ابن حبان

(7)

: (منكر الرواية عن أبيه، وكان جرير يحكي عن زائدة أنه رآه يشرب الخمر)، وقال الدارقطني

(8)

: (متروك).

(1)

(2/ 701 - 702) ورقمه / 714.

(2)

كما في: المطالب العالية (9/ 266) ورقمه / 4338 - ومن طريقه: ابن حبان في المجروحين (2/ 92) - عن سهل بن زنجلة الرازي عن الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله به.

(3)

الضعفاء الصغير (ص / 163) ت / 248.

(4)

التأريخ - رواية: الدورى - (2/ 431).

(5)

العلل - رواية: عبد الله - (1/ 514) رقم النص / 1204.

(6)

الضعفاء (ص / 223) ت/ 473، ونسبه إلى جده.

(7)

المجروحين (1/ 91)،

(8)

كما في: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 213) ت/ 2482.

ص: 347

وأبوه لا يعرف إلا به

(1)

، قال البخاري

(2)

: (فيه نظر)، وقال - مرة -

(3)

: (عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفى فيما روى ابنه عمر عنه فيه نظر) اهـ، وقال ابن حبان

(4)

: (روى عنه ابنه عمر بن عبد الله، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد لكثرة المناكير في روايته، على أن ابنه واه - أيضًا -، فلست أدري البلية فيها منه، أو من ابنه) اهـ، وضعفه غير واحد

(5)

. وفي السند: الصباح بن محارب، يخالف في حديثه. والإسناد: واه.

وللحديث شاهد صحيح من حديث البراء بن عازب - رضى الله عنه - رواه: البخاري في صحيحه، ومن حديث على بن أبي طالب - رضى الله عنه - عند الإمام أحمد، وأبي يعلى، وغيرهما وهو حسن لغيره - وتقدما قبله -، والحديث بهما من طريق مقسم عن ابن عباس: حسن لغيره، دون قوله في علي:(أنت أخي، وصاحبي)، فإن فيهما:(أنت مني، وأنا منك)، وهى لفظة لم أرها إلا من هذا الوجه، ومثلها قوله في الحديث:(وصاحبي).

وسيأتي قوله: (أنت مني، وأنا منك) - أيضًا - من أحاديث البراء بن عازب، وأبي رافع، وحبشى بن جنادة، وغيرهم

(6)

.

(1)

قاله الدارقطني في الضعفاء (ص / 297) ت/ 376.

(2)

الضعفاء الصغير (ص/ 139) ت / 200.

(3)

كما في: الضعفاء للعقيلى (2/ 318) ت/ 905.

(4)

المجروحين (2/ 25).

(5)

انظر: لسان الميزان (3/ 242) ت / 4710.

(6)

انظر - مثلًا - / 658، 660، 1109، 1110.

ص: 348

وورد قوله: (أنت أخي) من طرف، لكنها لا تخلو من كونها ضعيفة جدًّا، أو موضوعة

(1)

.

661 -

[4] عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: اجتمع جعفر، وعلي، وزيد بن حارثة

فذكر أنهم اختلفوا فيمن أحب منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انطلقوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يسألوه، فقال:(فاطمَة). فقالوا: نسألك عن الرجال. قال: (أمَّا أنتَ يَا جعفرُ فأشبهَ خُلُقُكَ خُلُقِي، وَأشبهَ خَلْقِي خَلقُك، وأنتَ مِنِّي وشَجرَتي. وأمَّا أنتَ يَا عَليُّ فَخَتْنِي

(2)

، وأبُو وَلَدِي، وأنَا مِنْكَ وَأنتَ مِنِّي. وأمَّا أنتَ يَا زيدُ فمَوْلاي وَمِنِّي، وأحبُّ القَومِ إِلي).

هذا الحديث رواه: محمد بن أسامة بن زيد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، كلاهما عن أسامة.

فأما حديث محمد بن أسامة بن زيد فرواه: الإمام أحمد

(3)

، وأبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير

(4)

بسنديهما عن محمد بن

(1)

انظر - مثلًا - / 660، 1041، 1042، 1160، 1162. وانظر: الفصل لابن حزم (4/ 223).

(2)

أي زوج ابنتي. - انظر: النهاية (باب: الخاء مع التاء) 2/ 10.

(3)

(36/ 110 - 111) ورقمه / 21777 عن أحمد بن عبد الملك (وهو: ابن واقد الحراني) عن محمد بن سلمة (وهو: الحراني) عن ابن إسحاق به.

(4)

(1/ 160) ورقمه / 378 عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال عن أبى جعفر النفيلى (واسمه: عبد الله بن محمد) عن محمد بن سلمة به

وأورده الهيثمى في مجمع =

ص: 349

إسحاق

(1)

عن يزيد بن عبد الله بن قسيط

(2)

عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إلى الإمام أحمد -:(وإسناده حسن) اهـ.

وفي الإسناد: ابن إسحاق وهو: ابن يسار المطلبى

(4)

، وحديثه حسن إذا صرح بالسماع عمن روى عنه، لأنه مدلس، عده الحافظ في الثالثة من طبقات المدلسين، ولم يصرح به هنا، فالإسناد: ضعيف.

وأما حديث أبي سلمة فرواه الطبراني في الكبير

(5)

عن خلف بن عمرو العكبري عن معلى بن مهدي عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه به، بنحوه

ومعلى بن مهدي تقدم أنه بصري سكن الموصل، وهو صدوق في نفسه، قد يحدث بالحديث المنكر.

= الزوائد (9/ 272) وعزاه إلى الطبراني، ثم أعله بضعف عبد الرحمن بن عقال. وهو ضعيف - كما قال - وقد توبع. وفاته عزوه إلى الإمام أحمد، في هذا الموضع! والحديث عن محمد بن سلمة رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 36).

(1)

ورواه: النسائي في الخصائص (ص / 148 - 149) ورقمه / 138. عن أحمد بن بكار الحراني، والبغوي في معجمه (2/ 438 - 439) ورقمه / 813 عن الخليل بن عمرو، كلاهما عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق به.

(2)

أوله قاف مضمومة، وبعدها سين مهملة. الإكمال (7/ 339).

(3)

(9/ 274 - 275).

(4)

بضم الميم، وتشديد الطاء المهملة وفتحها، وكسر اللام. - الأنساب (5/ 326).

(5)

(1/ 160 - 161) ورقمه / 379.

ص: 350

وعمر بن أبي سلمة ضعفه جماعة منهم: ابن سعد

(1)

، وابن مهدي

(2)

، وابن معين

(3)

، وأبو حاتم

(4)

، والنسائى

(5)

، والذهبي

(6)

، وابن حجر

(7)

. وأورده العقيلى

(8)

، وابن عدي

(9)

، وابن الجوزي

(10)

ضمن من أوردوه من الضعفاء في كتبهم. والحديث من الطريقين صالح أن يكون: حسنًا لغيره، فهو كذلك.

ولقوله: (أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي

) شواهد بنحوه، ومعناه، تقدمت - آنفا -

(11)

. وقوله: (أنت مني، وشجرتي)، لم أره - حسب بحثي - بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وتقدم

(12)

بعضه من حديث على - رضى الله عنه -: (وأنت من شجرتي التي أنا منها)، وعلمت ما فيه. وكذا قوله:(وأما أنت يا علي، فختني، وأبو ولدي) لا

(1)

الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعى أهل المدينة ومن بعدهم) ص / 235.

(2)

كما في: تهذيب الكمال (21/ 376) ت / 4247.

(3)

كما في: الجرح (6/ 118).

(4)

كما في: المصدر المتقدم، الإحالة نفسها.

(5)

الضعفاء (ص / 222) ت / 467.

(6)

المغني (2/ 468) ت / 4476، والديوان (ص / 293) ت / 3055.

(7)

التقريب (ص / 720) ت / 4944.

(8)

الضعفاء (3/ 164).

(9)

الكامل (5/ 39).

(10)

الضعفاء والمتروكين (2/ 210) ت / 2467.

(11)

وانظر الأحاديث الواردة في فضائل جعفر - رضى الله عنه -.

(12)

آنفًا، برقم / 659.

ص: 351

أعلم ما يشهد له بلفظه، وسيأتي

(1)

في حديث لعلى مرفوعًا: (أنت أخي، وأبو ولدي)، وهو حديث منكر. ولقوله:(وأنا منك، وأنت مني) شواهد صحيحة وحسنة، منها: حديث البراء بن عازب - رضى الله عنه - عند البخاري في صحيحه

(2)

. ولقوله: (أما أنت يا زيد فمولاي) شواهد تقدمت - آنفًا -، منها: حديث البراء بن عازب، عند البخاري

(3)

. ولا أعلم قوله: (ومني) إلا بهذا الإسناد. ولقوله: (وأحب القوم إلي) شاهد من حديث عبد الله بن عمر - عند الشيخين - يرفعه: (وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده) يعني: حبه لأسامة بعد أبيه حارثة

(4)

.

خلاصة: اشتمل هذا المطلب على أربعة أحاديث، كلها موصولة. منها حديث رواه البخاري. وسائرها أحاديث حسنة لغيرها - في بعضها ألفاظ ضعيفة نبهت عليها -، والله الموفق برحمته.

(1)

برقم/ 1042.

(2)

تقدم برقم / 658. وانظر الأحاديث/ 660، 661، 695، 1041، 1042، 1160.

(3)

تقدم برقم / 658.

(4)

سيأتي الحديث في فضل أسامة، برقم/ 1256.

ص: 352