المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ المطلب الخامس: الأحاديث الواردة في فضائل أبي بكر، وعمر - كليهما -، وغيرهما - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٤

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثالث الأحاديث الواردة في تفصيل فضائل الصحابة رضي الله عنهم على الأعيان

- ‌الفصل الأول الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة من الرجال

- ‌المبحث الأول ما ورد في ما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌ المطلب الأول: ما ورد في فضائل العشرة المبشرين بالجنة

- ‌ القسم الأول: ما ورد في فضائلهم جميعا

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل جماعة منهم، وغيرهم

- ‌ المطلب الثاني: ما ورد في فضائل الخلفاء الأربعة الراشدين(1)، وغيرهم

- ‌المطلب الثالث: ما ورد في فضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان - جميعًا -، وغيرهم

- ‌ المطلب الرابع: ما ورد في فضائل أبي بكر، وعمر، وعلي - جميعا

- ‌ المطلب الخامس: الأحاديث الواردة في فضائل أبي بكر، وعمر - كليهما -، وغيرهما

- ‌المطلب السادس: ما ورد في فضائل علي، وعمار، وسلمان، والمقداد بن الأسود - جميعًا - وغيرهم

- ‌المطلب السابع: ما ورد في فضائل علي، وجعفر، وزيد - جميعا

- ‌المطلب الثامن: ما ورد في فضل علي، وعاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة - جميعا

- ‌المطلب التاسع: ما ورد في فضائل علي، وفاطمة، وجماعة غيرهما

- ‌ المطلب العاشر: ما ورد في فضائل علي، والحسنين، وفاطمة

- ‌ القسم الأول: ما ورد في فضائلهم جميعًا

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل علي، والحسنين

- ‌ القسم الثالث: ما رود فضائل الحسنين، وفاطمة

- ‌القسم الرابع: ما ورد في فضائل الحسنين، كليهما

الفصل: ‌ المطلب الخامس: الأحاديث الواردة في فضائل أبي بكر، وعمر - كليهما -، وغيرهما

*‌

‌ المطلب الخامس: الأحاديث الواردة في فضائل أبي بكر، وعمر - كليهما -، وغيرهما

609 -

[1] عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إني لواقف في قوم، فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره - إذا رجل من خلفى قد وضع مرفقه

(1)

على منكبي يقول: رحمك الله، إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك؛ لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(كنت، وَأبُو بكر، وَعمَر. وفعلت، وأبُو بكرٍ، وعمَر). فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما. فالتفت فإذا هو: علي بن أبي طالب.

رواه: البخاري

(2)

- واللفظ له في باب: "لو كنت متخذا خليلا" -، ومسلم

(3)

،

(1)

- بكسر الميم، وفتح الفاء، ويقال: بفتح الميم، وكسر الفاء - طرف عظم الذراع مما يلى العضد.

- انظر: لسان العرب (باب: القاف، فصل: الراء المهملة) 10/ 119، وهدي الساري (ص / 130).

(2)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا") 7/ 26 ورقمه / 3677 عن الوليد بن صالح عن عيسى بن يونس، وفي (باب: مناقب عمر رضي الله عنه) 7/ 51 ورقمه / 3685 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك)، كلاهما عن عمر بن سعيد به.

(3)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه) 5/ 1858، 1859 ورقمه / 2389 عن سعيد بن عمرو الأشعثي وأبي الربيع العتكي، وأبى =

ص: 173

وابن ماجه

(1)

، والإمام أحمد

(2)

، كلهم من طريق عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكى

(3)

عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب به

وللبخاري في باب مناقب عمر: وحسبت أني كثيرا أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر). ونحوه حديث مسلم، وابن ماجه.

ورواه: الخطيب البغدادي في تأريخه

(4)

من طريق عمر بن سعيد المكى، بنحو لفظه الثاني، وفيه أن عليا رضي الله عنه قال ذلك مرارا.

= كريب محمد بن العلاء، ثلاثتهم عن ابن المبارك، وعن إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس، كلاهما عن عمر بن سعيد به، بنحو حديث البخاري عن عبدان.

(1)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أبى بكر الصديق رضي الله عنه) 1/ 37 - 38 ورقمه / 98 عن علي بن محمد عن يحيى بن آدم عن ابن المبارك به، بنحو حديث البخاري عن عبدان.

(2)

(2/ 232) ورقمه / 898 عن علي بن إسحاق عن عبد الله - قال: يعني ابن المبارك - عن عمر بن سعيد به، بنحوه

وهو له في الفضائل (1/ 257) ورقمه / 327 سندا، ومتنا. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 676).

(3)

وكذا رواه: النسائي في الفضائل (ص / 59 - 60) ورقمه / 14، وابن عبد الواحد في فضائل عمر بسنديهما عن عمر بن سعيد به.

(4)

(9/ 184 - 185). والحديث رواه - أيضا -: الحاكم في المستدرك (3/ 68) بسنده عن ابن المبارك به، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبى!؟ وقوله:(ولم يخرجاه)، وموافقة الذهبى له وهم منهما!

ص: 174

610 -

[2] عن ابن عمر - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينمَا

(1)

أنَا علَى بئرٍ أنزعُ منهَا جاءَني أبو بكر، وعمر، فأخذَ أبو بكر الدَّلْوَ، فنزعَ ذنوبا

(2)

، وذنوبينِ، وفي نزعه ضعفٌ - والله يغفرُ لهُ -، ثم أخذَهَا ابنُ الخطاب فلمْ أرَ عبقريًا

(3)

منَ النَاسِ يفرِي فريَّهُ

(4)

فنزعَ حتى ضربَ الناسَ بِعَطَن).

(1)

الميم في قوله: (بينما) زائدة، تكف عن عمل ما دخلت معه، فارتفع ما بعدها على المبتدأ والخبر.

- انظر: رصف المباني للمالقي (ص/ 382، 384).

(2)

- بفتح الذال المعجمة، وبالنون، وآخره باء موحدة -: الدلو العظيمة. وقيل لا تسمى ذنوبا إلا إذا كان فيها ماء. والغرب أكبر منها. - انظر: غريب الحديث للخطابى (2/ 519)، وشرح السنة (14/ 89)، والفتح (7/ 47)، والنهاية (باب: الذال مع النون) 2/ 171.

(3)

بفتح المهملة، وسكون الموحدة، بعدها قاف مفتوحة، وراء مكسورة، وتحتانية ثقيلة - قال أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 87 - 88):(قال الأصمعى: سألت أبا عمرو بن العلاء عن العبقري؟ فقال: يقال: هذا عبقري قوم، كقولك: هذا سيد قوم، وكبيرهم، وقويهم، ونحو هذا)، ثم قال أبو عبيد:(إنما أصله - فيما يقال -: إنه نسب إلى عبقر، وهى أرض يسكنها الجن، فصارت مثلا لكل منسوب إلى شيء رفيع).

- وانظر: المعلم للمازري (3/ 140)، والنهاية (باب: العين مع الباء) 3/ 173، والفتح (7/ 48).

(4)

يفري: - بفتح أوله، وسكون الفاء، وكسر الراء، وسكون التحتانية -. وفريه: بفتح الفاء وكسر الراء، وتشديد التحتانية المفتوحة، وروي بسكون الراء، وتخفيف الياء، وخطأ الخليل ما قبله - أي: يعمل عمله، ويقوي قوته، ويقطع كقطعه. والعرب تقول:(تركته يفري الفري) إذا عمل العمل فأجاد. وهذا إشارة - كما تقدم - إلى ما أكرم الله به عمر رضي الله عنه من امتداد مدة خلافته، ثم القيام فيها بإعزاز الإسلام، وتقوية أهله.

ص: 175

رواه: البخاري

(1)

- واللفظ له في كتاب فضائل الصحابة -، ومسلم

(2)

، والترمذي

(3)

، والإمام أحمد

(4)

، وأبو يعلى

(5)

، كلهم من طرق عن موسى

= - انظر: شرح السنة (14/ 92)، والمُعلم للمازري (3/ 140)، ومشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضى عياض (2/ 154)، وجامع الأصول (8/ 616)، والفتح (7/ 48).

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة) 6/ 728 ورقمه / 3634 عن عبد الرحمن بن شيبة عن عبد الرحمن بن المغيرة عن أبيه (هو: ابن عبد الرحمن)، وفي (كتاب: التعبير، باب: نزع الذنوب، والذنوبين من البئر بضعف) 12/ 432 ورقمه / 7020 عن أحمد بن يونس (هو: أحمد بن عبد الله بن يونس) عن زهير (هو: ابن معاوية الجعفى)، كلاهما (المغيرة، وزهير) عن موسى بن عقبة به.

(2)

في (كتاب: المناقب، باب: من مناقب عمر رضي الله عنه) 5/ 1862 ورقمه / 2393 عن أحمد بن يونس به، بنحوه.

(3)

في (كتاب: الرؤيا، باب: ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدلو) 4/ 468 - 469 ورقمه / 2289 عن محمد بن بشار عن أبي عاصم (وهو: الضحاك) عن ابن جريج عن موسى بن عقبة به، بنحوه.،. وصرح ابن جريج بالتحديث عن شيخه.

(4)

(8/ 432) ورقمه / 4814 عن روح (وهو: ابن عبادة) عن ابن جريج، و (9/ 449 - 450) ورقمه / 5629 عن يحيى بن آدم عن زهير (هو: ابن معاوية)، و (10/ 80) ورقمه / 5817 عن عفان (هو: الصفار) عن وهيب (هو: ابن خالد)، ثلاثتهم عن موسى بن عقبة به، بنحوه.

(5)

(9/ 394 - 395) ورقمه / 5524 عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن ابن جريج به

ولم يصرح ابن جريج عنده بالتحديث، وصرح به عند الترمذي، والإمام أحمد، فانتفى بذلك احتمال تدليسه.

ص: 176

ابن عقبة

(1)

، ورواه: البزار

(2)

من طريق عمر بن محمد، ثم ساقه - أيضًا - بسنده عن أبي بكر بن سالم، ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

من طريق عبيد الله بن عمر، كلهم عن سالم بن عبد الله بن عمر، ورواه: البخاري

(4)

، والإمام أحمد

(5)

من طريق صخر بن جويرية

(6)

عن نافع (هو: مولى ابن عمر)،

(1)

الحديث من طريق موسى بن عقبة رواه - أيضًا -: الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 203) ورقمه/ 224، وابن طهمان في مشيخته (ورقمه/ 136)، والنسائي في سننه الكبرى (4/ 386) ورقمه / 7636، وأبو نعيم في المعرفة (1/ 212) ورقمه/ 184 مختصرا، كلهم من طرق عنه به، بنحوه.

(2)

عن عمرو بن على وعقبة بن مكرم العمى عن أبى عاصم عن عمر به.

(3)

(12/ 232) ورقمه / 13177 عن عبد الرحمن بن سلم الرازي عن سهل بن عثمان عن جنادة بن سلم عن عبيد الله بن عمر به، بنحوه.

(4)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا") 7/ 26 ورقمه/ 3676 عن أحمد بن سعيد أبى عبد الله عن وهب بن جرير، وفي (باب: نزع الماء من البئر حتى يروى الناس، من كتاب: التعبير) 12/ 429 ورقمه / 7019 عن يعقوب بن إبراهيم بن كثير عن شعيب بن حرب، كلاهما عن صخر بن جويرية به، بنحوه.

(5)

(10/ 102 - 103) ورقمه/ 5859 عن عفان (هو الصفار) عن صخر بن جويرية به، بنحوه.

(6)

بالجيم، والياء المكررة المعجمة باثنتين من تحتها. - الإكمال (2/ 568).

ص: 177

ورواه: البخاري

(1)

، ومسلم

(2)

والإمام أحمد

(3)

، وأبو يعلى

(4)

كلهم من طريق عبيد الله بن عمر عن أبي بكر بن سالم، ثلاثتهم (سالم، ونافع، وأبو بكر بن سالم) عنه به

قال الترمذي عقبه: (وهذا حديث صحيح، غريب من حديث ابن عمر) اهـ، ولا أدري لم استغربه من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وقد رواه عنه اثنان: موسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر! وتابعه عن ابن عمر اثنان: نافع - مولاه - وأبو بكر بن سالم! وأبو بكر بن سالم ثقة، ولا يكاد يعرف إلا بهذا الحديث، والحديث من طريقه صحيح لكنه غريب - كما قاله: الذهبى في السير

(5)

، وأشار إليه الحافظ في الفتح

(6)

. وللبخاري في باب: نزع الماء من البئر، من كتاب التعبير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أبي بكر:(فغفر الله له). وله في المناقب: (رأيت الناس مجتمعين في صعيد، فقام أبو بكر،

(1)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر رضي الله عنه) 7/ 50 ورقمه / 3682 عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر (هو: العبدي) عن عبيد الله (هو: ابن عمر العمري) عن أبى بكر بن سالم به، بنحوه. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 663).

(2)

(5/ 1862) ورقمه/ 2393 عن ابن نمير وأبى بكر بن أبى شيبة، كلاهما عن محمد بن بشر به، بنحوه، وهو في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 478) ورقمه/ 2.

(3)

(9/ 29 - 30) ورقمه / 4972 عن محمد بن بشر به، بنحوه، وهو له في الفضائل (1/ 254 - 255) ورقمه / 321 سندًا، ومتنا.

(4)

(9/ 387) ورقمه / 5514 عن ابن بشر به، بنحوه.

(5)

(11/ 457).

(6)

(7/ 56) وأفاد أن البخاري إنما أخرج له في المتابعات، وليس له عنده غير هذا الموضع.

ص: 178

فنزع

) الحديث، ونحوه حديثه في باب: نزع الذنوب والذنوبين من كتاب التعبير، وله في كتاب الفضائل: (بينا أنا أنزع بدلو بكرة

(1)

على قليب

) وفيه: (فاستحالت غربا .. حتى روي الناس، وضربوا العطن) ونحوه لفظ مسلم، والإمام أحمد من الطريق نفسها عند البخاري.

611 -

[3] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينمَا

(2)

أنَا نائم رأيتني علَى قَلِيبٍ

(3)

عليهَا دلوٌ، فنزعتُ

(4)

منهَا مَا شَاءَ الله، ثم أخذَهَا ابنُ أبي قحَافةَ، فنزعَ

(1)

بفتح الموحدة، والكاف، على المشهور. وحكى بعضهم تثليث أوله، ويجوز إسكانها على أن المراد: نسبة الدلو إلى الأنثى الشابة من الإبل، أي: الدلو التي يسقي بها [يعنى: أول مرة]. وأما بالتحريك، فالمراد: الخشبة المستديرة، التي يعلق فيها الدلو. قاله الحافظ في الفتح (7/ 56)، وانظر: معجم المقاييس في اللغة (كتاب: الباء، باب: الباء والكاف وما يثلثهما) ص / 150 - 151، وإكمال الإعلام لابن مالك (1/ 72)، والتوضيح للزركشى (2/ 547).

(2)

أصلها: بين، فأشبعت الفتحة. - انظر: رصف المباني (ص / 105، 106)، والفتح (1/ 93، 216).

(3)

القليب: البئر تحفر، فيقلب ترابها قبل أن تطوى.

- انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 144)، وشرح السنة للبغوي (14/ 89)، وجامع الأصول (8/ 615)، وقال أبو عبيد في غريب الحديث (4/ 398 - 399):(القليب: البئر العادية، القديمة، التى لا يعلم لها رب، ولا حافر، تكون بالبرارى) اهـ، ولعله يريد به نوعا خاصا من القلب، كما يدل سياق الكلام.

(4)

أي: جذبت، تقول:(نزعت الدلو من البئر) إذا جذبتها، واستقيت الماء بها.

- انظر: شرح السنة (14/ 90)، جامع الأصول (8/ 615)، والفتح (7/ 47).

ص: 179

بها ذنوبًا - أو ذنوبينِ -، وفي نزعه ضعف

(1)

، والله يغفرُ لهُ ضعفَه. ثم استحالتْ

(2)

غربًا

(3)

، فأخذَهَا ابنُ الخطاب، فلمْ أرَ عبقريًّا منَ الناس ينزعُ نزعَ عُمَر، حتَّى ضربَ الناس بِعَطَن

(4)

).

(1)

أي: أنه على مهل، ورفق. قاله الحافظ في الفتح (7/ 48).

(2)

أي: تحولت من حال إلى حال.

(3)

- بفتح الغين المعجمة، وسكون الراء المهملة، بعدها موحده - أي: دلوا عظيمة. يريد: أن الدلو الصغيرة، التي كان يستقى بها أبو بكر رضي الله عنه صارت حين استقى بها عمر رضي الله عنه دلوا عظيمة. وهو مثل لأفعاله، وآثاره، وقوته. - انظر: غريب لابن قتيبة (1/ 144 - 145)، والفتح (7/ 48).

(4)

- بفتح المهملتين، وآخره نون -: الموضع الذي تبرك فيه الإبل إذا رويت، وصدرت عن الحوض، وقد ضربت بعطن إذا بركت. والمعنى: حتى رووا إبلهم، فأبركوها، وضربوا لها عطنا.

- انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 145)، وشرح السنة (14/ 89)، والفتح (48/ 7).

وليس في الحديث إثبات التفضيل لعمر بن الخطاب على أبى بكر - رضى الله عنهما - إذ قد وصف بالقوة من حيث وصف أبي بكر بالضعف، ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القول إثبات خلافتهما، والإخبار عن مدة ولايتهما، فنزع أبي بكر ذنوبا أو ذنوبين على ضعف فيه إنما هو قصر مدة خلافته، والذنوبان مثل في السنتين اللتين وليهما وأشهرا بعدهما، وانقضت أيامه في قتال أهل الردة، ولم يتفرغ لافتتاح الأمصار وجباية الأموال، فذلك ضعف نزعه، وأما عمر فقد طالت أيامه، واتسعت ولايته، وفتح الله في عهده أمصارًا كثيرة، غنم أموالها، وقسمها في المسلمين، فأخصبت رحالهم، وحسنت بها أحوالهم، فكان جودة نزعه مثلا لما نالوه من الخير في زمانه.

- انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 432)، وشرح السنة (14/ 91)، وجامع الأصول (8/ 616 - 617)، وشرح النووي لمسلم (15/ 161)، والفتح (7/ 48)، و (12/ 431 - 432).

ص: 180

رواه: البخاري

(1)

- وهذا لفظ في كتاب الفضائل -، ومسلم

(2)

، كلاهما من طريق يونس، (هو: ابن يزيد)، وروياه

(3)

- أيضًا -، والبزار

(4)

، كلهم من طريق عقيل (وهو: ابن خالد)، ورواه البخاري

(5)

وحده من طريق إبراهيم بن سعد، ورواه: مسلم

(6)

، والطبراني في الأوسط

(7)

من

(1)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا") 7/ 23 ورقمه / 3664 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن وهب) عن يونس (وهو: ابن يزيد) به. ورواه من طريقه: ابن بلبان في التحفة (ص / 112 - 113) ورقمه / 37.

(2)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من مناقب عمر رضي الله عنه) 5/ 1860 ورقمه / 2392 عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن يونس به، بنحوه.

(3)

أما البخاري فرواه: في (كتاب: التعبير، باب: نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف) 12/ 432 ورقمه / 7021 عن سعيد بن عفير عن الليث، ورواه مسلم (5/ 1861) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن عقيل به، وأحال على حديث حرملة.

(4)

عن محمد (يعني: ابن مسكين) عن عبد الله (هو: ابن صالح) عن الليث عن عقيل به.

(5)

في (كتاب: التوحيد، باب: في المشيئة والإرادة) عن يسرة بن صفوان بن جميل عن إبراهيم به، بنحوه.

(6)

(5/ 1861) عن عمرو الناقد، والحلواني، كلاهما عن يعقوب عن إبراهيم بن سعد عن صالح به، بنحو حديث يونس.

(7)

(9/ 362) ورقمه / 8779 عن مطلب بن شعيب عن عبد الله بن صالح عن الليث عن يزيد بن عبد الله (هو: ابن الهاد) عن إبراهيم بن سعد عن صالح به، بنحوه وقال - وقد ساق عدة أحاديث بالإسناد نفسه -:(لم يرو هذه الأحاديث عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد إلا الليث بن سعد) اهـ، وفي سنده: عبد الله بن صالح، وهو كاتب الليث، ضعيف

والحديث صحيح ثابت من غير طريقه.

ص: 181

طريق صالح بن كيسان، أربعتهم (يونس، وعقيل، وإبراهيم، وصالح) عن الزهري عن ابن المسيب

(1)

. ورواه: البخاري

(2)

، والإمام أحمد

(3)

من طريق همام (هو: ابن منبه)، ومسلم

(4)

من طريق الأعرج (وهو: عبد الرحمن بن هرمز)، وغيره - لم يسمه -، ومن طريق

(5)

أبي يونس - مولى: أبي هريرة -، والإمام أحمد

(6)

، والبزار

(7)

كلاهما من طريق أبي صالح (وهو: ذكوان

(1)

الحديث من طريق الزهري رواه - أيضا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 611) ورقمه / 1458، و (2/ 611 - 612) ورقمه/ 1459، والنسائى في السنن الكبرى (5/ 39) ورقمه / 8116، وفي الفضائل (ص / 61 - 62) ورقمه / 15، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 153)، وفي دلائل النبوة (6/ 344)، والبغوي في شرح السنة (14/ 88 - 89) ورقمه / 3881، كلهم من طرق عنه به.

(2)

في (كتاب: التعبير، باب: الاستراحة في المنام) 12/ 432 ورقمه / 7021 عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن همام به، بنحوه.

(3)

(13/ 541 - 542) ورقمه / 8239 عن عبد الرزاق به. والحديث رواه من طريق عبد الرزاق - أيضا -: البغوي في شرح السنة (14/ 89 - 90) ورقمه/ 3882 بسنده عنه به، بنحوه. وهو في المصنف (11/ 337) ورقمه 20703 عن معمر عن الزهري مرسلا، مرفوعا، بنحوه.

(4)

(5/ 1861) عن الحلواني وعبد بن حميد، كلاهما عن يعقوب عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الأعرج به، بنحوه حديث الزهري.

(5)

(5/ 1861) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس به، بنحو حديث همام.

(6)

(14/ 405 - 406) ورقمه / 8808 عن معاوية بن عمرو عن زائدة (هو: ابن قدامة) عن عاصم (هو: ابن بهدلة) عن أبي صالح به، بنحوه، وهو في الفضائل - أيضا - (1/ 163) ورقمه / 149.

(7)

عن محمد بن هاشم عن الحسن بن بشر عن الحكم بن عبد الملك عن عاصم (يعني: ابن أبي النجود) عن أبي صالح به، بنحوه.

ص: 182

السمان)، والإمام أحمد - وحده - من طريق أبي سلمة (وهو: ابن عبد الرحمن)

(1)

ستتهم (ابن السيب وهمام، والأعرج، وأبو يونس، وأبو صالح، وأبو سلمة) عنه

(2)

به

ولفظه في باب الاستراحة في المنام، من كتاب التعبير في صحيح البخاري:(بينا أنا نائم رأيت أني على حوض أسقي الناس، فأتاني أبو بكر، فأخذ الدلو من يدي يريحني، فنزع ذنوبين، وفي نزعه ضعف - والله يغفر له - فأتى عمر بن الخطاب فأخذ منه، فلم يزل ينزع حتى تولى الناس، والحوض يتفجر)

ونحوه حديث الإمام أحمد عن عبد الرزاق، ووقع في لفظه الاستغفار لعمر رضي الله عنه. وللبخاري في كتاب التوحيد (

حتى ضرب الناس حوله بعطن)، بزيادة:(حوله) في اللفظ. وللإمام أحمد من حديث أبي صالح السمان: (

ثم أخذها عمر، فإن برح ينزع حتى استحالت غربا، ثم ضربت بعطن، فما رأيت من نزع عبقري أحسن من نزع عمر)، ونحوه له من حديث أبي سلمة.

(1)

(15/ 508 - 509) ورقمه / 9820 عن يزيد عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة به، بنحو حديث أبى صالح السمان. ورواه من طريق أبي سلمة - أيضًا -: أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (7/ 478) ورقمه / 3 - وعنه: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 611) ورقمه / 1457 - ، والبغوي في شرح السنة (14/ 90 - 91) ورقمه / 3883، 3884، كلهم من طرق عن محمد بن عمرو عنه به، بنحوه.

(2)

وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، رواها: البيهقى في دلائل النبوة (6/ 345) بسنده عن محمد بن سيرين عنه به، بنحوه.

ص: 183

612 -

[4] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَا أبَا بكرٍ، إنِّي رَأيتُني البَارحةَ علَى قليب أنزع، فجئتَ أنتَ، فنزعتَ، وأنتَ ضعيف - والله يغفرُ لَكَ -. ثم جاءَ عمر، فاستحالتْ غربًا، وضربَ الناسُ بِعَطَن).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

بسنده عن أيوب بن جابر

(2)

عن عاصم عن زر عن ابن مسعود به

وعاصم هو: ابن أبي النجود، وزر هو: ابن حبيش.

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إلى الطبراني، ثم قال:(وفيه: أيوب بن جابر، وقد وثق، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله وثقوا) اهـ. وأيوب بن جابر قال الإمام أحمد

(4)

: (ليس به بأس)، ووثقه البخاري توثيقًا نسبيًا، قال

(5)

: (هو: أوثق من أخيه محمد) اهـ، وقال في الضعفاء الصغير

(6)

عن محمد هذا: (ليس بالقوي عندهم)، ونحوها في

(1)

(10/ 139 - 140) ورقمه / 10243 عن الحسين بن إسحاق التستري عن محمد بن خالد العبدي عن أيوب بن جابر به. وعنه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 143) ورقمه / 173.

(2)

وروواه من طريق أيوب - كذلك -: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 143) ورقمه / 173.

(3)

(9/ 71).

(4)

كما في: سؤالات أبي داود له (ص / 357) رقم النص / 556، وانظر الجرح والتعديل (2/ 243) ت / 862.

(5)

كما في: التهذيب (1/ 400).

(6)

(ص/204) ت/313.

ص: 184

التأريخ الكبير

(1)

، وقال في الصغير

(2)

: (يتكلمون فيه). والجمهور على تضعيف أيوب هذا: ابن معين

(3)

، وأبو زرعة

(4)

، وأبو حاتم

(5)

، ويعقوب بن سفيان

(6)

والنسائى

(7)

، وابن حبان

(8)

، وابن عدي

(9)

، والذهبي

(10)

، وابن حجر

(11)

، وغيرهم

(12)

. والراوي عنه: محمد بن خالد العبدي، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(13)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وأورده ابن حبان في الثقات

(14)

، وقال:(شيخ)، وهو مجهول الحال.

(1)

(1/ 53) ت / 111.

(2)

(2/ 173).

(3)

التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 49)، وتأريخ الدارمي عنه (ص / 67) ت / 124.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (2/ 243) ت / 862.

(5)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(6)

المعرفة والتأريخ (3/ 60).

(7)

الضعفاء والمتروكين (ص / 149) ت / 25.

(8)

المجروحين (1/ 167).

(9)

الكامل (1/ 355).

(10)

الديوان (ص / 42) ت / 506، والمغنى (1/ 95) ت / 805.

(11)

التقريب (ص / 158) ت / 612.

(12)

انظر: تهذيب الكمال (3/ 464) ت/ 609، والميزان (1/ 285) ت / 1068.

(13)

(2/ 244) ت / 1339.

(14)

(9/ 119).

ص: 185

فالحديث ضعيف الإسناد، معلول بضعف أيوب بن جابر، وجهالة محمد بن خالد العبدي. ومتنه صح نحوه من طرق عند الشيخين وغيرهما - كما تقدم آنفًا -، هو بها: حسن لغيره - والله الموفق برحمته -.

613 -

614 - [5 - 6] عن أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيتُ فيمَا يرَى النائمُ كأني أنزعُ أرضًا، وردت عليَّ غنمٌ سُودٌ، وغنمٌ عُفْرٌ

(1)

، فجاءَ أبُو بكرٍ، فنزعَ ذنوبا أوْ ذَنوبينِ، وفيهمَا ضعف - والله يغفرُ لَه - ثمَّ جاءَ عمر، فنزعَ، فاستحالتْ غربًا، فملأَ الحوض، وأروَى الواردَةَ، فلمْ أرَ عبقريًّا أحسنَ نزعًا منْ عمرَ، فأوّلتُ أن السُّودَ العرب، وأن العُفرَ العجَم).

رواه: الإمام أحمد

(2)

- واللفظ له - عن عبد الصمد (وهو: ابن عبد الوارث)

(3)

، وأبو يعلى

(4)

عن إبراهيم بن الحجاج السامى، كلاهما عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الطفيل به

وأورده الهيثمى في

(1)

العفرة - بضم العين المهملة، وسكون الفاء -: غُبرة في حمرة

فهى بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو: وجهها. - انظر: المجموع المغيث (2/ 472)، والنهاية (باب: العين مع الفاء) 2/ 261 - 263.

(2)

(39/ 218) ورقمه / 23801.

(3)

هذا الأظهر؛ فإنه أكثر عنه، وله شيخ آخر هو: عبد الصمد بن حسان المروروذي، وكلاهما يروي عن ابن سلمة، وأشار الدكتور: عامر صبري في معجم شيوخ الإمام أحمد (ص/ 231) أنه ابن عبد الوارث، وهو كذلك - إن شاء الله -. وانظر:(ص/ 230) ت/ 118، 119.

(4)

(2/ 198) ورقمه / 904.

ص: 186

مجمع الزوائد

(1)

، وعزاه إلى الطبراني

(2)

، وحسن إسناده! وكان أورده

(3)

قبل ذلك، وعزاه إلى الإمام أحمد، وقال: (وفيه علي بن زيد

(4)

، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات) اهـ. ولأبي يعلى في الحديث:(بينما أنا أنزع الليلة إذ وردت علي غنم .. )، ثم الحديث بنحوه. إلا أنه قال فيه:(فملأ الحياض) بدلًا من قوله: (فملأ الحوض) - بالإفراد -.

والحديث رواه: البزار

(5)

مختصرًا، بلفظ آخر هو:(رأيت فيما يرى النائم غنما سودًا، تتبعها غنم عفر. فأولت أن الغنم السود العرب، وأن العفر العجم)

وأورده بهذا اللفظ الهيثمى في مجمع الزوائد

(6)

، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: علي بن زيد، وهو ثقة سئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وأورده الحافظ في مختصر زوائد البزار

(7)

، وحسن إسناده، وهو ضعيف، لأجل على بن زيد.

(1)

(9/ 71 - 72).

(2)

حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه لا يزال في حكم المفقود من المعجم الكبير للطبراني.

(3)

(5/ 180).

(4)

في الأصل المطبوع: (يزيد)، - بالياء في أوله -، وهو تحريف.

(5)

(7/ 211) ورقمه/ 2785 عن محمد المثنى عن محمد بن الفضل عن حماد بن سلمة به.

(6)

(7/ 183).

(7)

(2/ 145) ورقمه / 1588، وحسنه - أيضا - في الفتح (7/ 48) بعد أن عزاه إلى البزار، والطبراني.

ص: 187

والحديث بلفظ البزار له شواهد لا بأس بها عن جماعة من الصحابة - رضوان الله عليهم

(1)

-، هو بها: حسن لغيره.

وهو من لفظ الإمام أحمد، وأبي يعلى منكر بذكر الاستقاء من البئر. ولعل علي بن زيد (وهو: ابن جدعان) خلط بين الحديثين، فجمع بينهما، وهو ضعيف، سيئ الحفظ - كما تقدم في ترجمته -. ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الاستقاء من البئر ثابتة من غير وجه، عند الشيخين وغيرهما - وتقدمت -

(2)

.

615 -

[7] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس، فقال:(بينَا رجلٌ يسوقُ بقرةً إذْ ركبهَا، فضرَبَها، فقالتْ: إنا لمْ نُخلقْ لِهَذَا، إنما خُلقنَا لِلحَرْث)، فقال الناس: سبحان الله، بقرة تكلم! فقال: (فإنِّي أُؤمِنُ بِهَذَا أنَا، وأبُو بكرٍ وَعُمرُ

(3)

- وما هما ثَم -

(4)

، وبينمَا رجلٌ في غنَمِهِ إذْ

(1)

انظر بعضها في: ذكر أخبار أصبهان لأبى نعيم (1/ 26 - 28).

(2)

انظر - مثلًا -: الحديثين رقم / 610، 613.

(3)

هو محمول على أنه كان أخبرهما بذلك فصدقاه، أو أطلق ذلك لما اطّلع عليه من أنهما يصدقان بذلك إذا سمعاه، ولا يترددان فيه

قاله الحافظ في الفتح (6/ 598 - 599)، والثاني أظهر، وانظر التعليق على مسند الإمام أحمد (12/ 307).

(4)

- بفتح المثلثة وتشديد الميم - وهو من كلام أبي سلمة كما في جامع الترمذي (5/ 575)، ولا بد أن يكون علم على ذلك من أبى هريرة رضي الله عنه، ولذا قال الحافظ في الفتح (6/ 599):(وهو من كلام الراوي)، فأبهم ولم يعين، وهو عند الإطلاق ينصرف إلى راويه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 188

عَدَا

(1)

الذِّئب، فذهبَ منهَا بشَاة، فطُلبَ حتَّى كأنهُ استنقذَهَا منه، فقالَ لهُ الذئبُ: فمنْ لهَا يومَ السَّبُع

(2)

، يومَ لا راعِيَ لهَا غَيرِي)؟ فقال: الناس: سبحان الله ذئب يتكلم! قال: (فإنِّي أؤمنُ بِهَذَا أنَا، وَأبو بكرٍ، وَعُمَر - وما هما ثمّ -).

(1)

- بالعين المهملة - أي: اعتدى.

- انظر: غريب الحديث للخطابى (2/ 388)، وجامع الأصول لابن الأثير (8/ 627).

(2)

بضم الباء، ويروى بإسكانها، والأكثرون على الأول

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: (كما في المجموع المغيث لأبى موسى المديني 2/ 54): (يوم السبع: عيد كان لهم في الجاهلية، يشتغلون بعيدهم، ولهوهم، وليس بالسبع الذي يأكل الناس).

وقال ابن الأعرابي (كما في: شرح السنة 14/ 98): (

يوم السبع: - بسكون الباء -: الموضع الذي عنده المحشر. والسبع الذعر - أيضا - يقال: "سبعت الأسد" إذا ذعرته، وهو على هذا التفسير يوم الفزع).

واعترض عليه ابن الأثير في النهاية (باب: السين مع الباء) 2/ 336، فقال:(وقيل هذا التأويل يفسد بقول الذئب في تمام الحديث: "يوم لا راعي لها غيري"، والذئب لا يكون لها راعيًا يوم القيامة. وقيل: أراد من لها عند الفتن، حين يتركها الناس هملا، لا راعى لها، نهبة للذهب والسباع، فجعل السبع لها راعيا إذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء، وهذا إنذار بما يكون من الشدائد، والفتن التي يهمل الناس فيها مواشيهم، فتتمكن منها السباع بلا مانع) اهـ.

- وانظر: شرح صحيح مسلم للنووي (15/ 156 - 157)، وجامع الأصول (8/ 627).

ص: 189

وهذا الحديث رواه: البخاري

(1)

- واللفظ له، في كتاب: أحاديث الأنبياء -، ومسلم

(2)

، والترمذي

(3)

، والإمام أحمد

(4)

، والبزار

(5)

، كلهم من طريق سعد بن إبراهيم

(6)

، ورواه: البخاري - مرة أخرى -

(7)

،

(1)

في (كتاب: الحرث والمزارعة، باب: استعمال البقر للحراثة) 5/ 11 ورقمه / 2324 عن محمد بن بشار عن غندر (هو: محمد بن جعفر) عن شعبة، وفي (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: - كذا دون ترجمة -) 6/ 592 إثر الحديث ذي الرقم / 3471 عن على (هو: ابن عبد الله) عن سفيان (هو: ابن عيينة) عن مسعر، كلاهما عن سعد بن إبراهيم به، بنحوه، مختصرا.

(2)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر رضي الله عنه) 5/ 1858 عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن غندر، وعن محمد بن عباد عن سفيان عن مسعر، كلاهما عن سعد بن إبراهيم به، بنحوه.

(3)

في (كتاب: المناقب، باب - كذا دون ترجمة -) 5/ 575 ورقمه / 3677 عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر، وعن محمود بن غيلان عن أبي داود (هو: الطيالسى)، كلاهما عن شعبة به، بنحوه. ورواه - أيضا - فِي (باب: مناقب عمر - رضى الله عنه -) 5/ 582 ورقمه / 3695 بإسناديه المتقدمين. ورواه من طريقه عن محمود: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 217).

(4)

(14/ 522) ورقمه / 8963 عن محمد بن جعفر عن شعبة عن سعد به، بنحوه، مختصرا، وهو في الفضائل (ص / 58) ورقمه / 12.

(5)

عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة به.

(6)

الحديث من طريق سعد رواه - أيضًا -: أبو داود الطيالسى في مسنده (ص / 309) ورقمه / 2354 عن شعبة، والحميدي في مسنده (2/ 455) ورقمه / 1055 عن سفيان (يعني: ابن عيينة) عن مسعر، كلاهما عن سعد به، بنحوه.

(7)

في (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: - كذا دون ترجمة -) 6/ 592 ورقمه / 3471 عن علي بن علية عن سفيان (هو: ابن عيينة) عن أبى الزناد (وهو: عبد الله) عن الأعرج به.

ص: 190

ومسلم

(1)

- أيضًا -، والإمام أحمد

(2)

من طريق الأعرج (هو: عبد الرحمن بن هرمز

(3)

). ورواه: البخاري

(4)

، ومسلم - مرة أخرى -

(5)

، والبزار

(6)

، كلهم من طريق عُقيل (وهو: ابن خالد بن عَقيل الأموي مولاهم)، ومسلم

(7)

،

(1)

(5/ 1858) عن محمد بن رافع عن أبى داود الحفري (هو: عمر بن سعد) عن سفيان، وعن محمد بن عباد، كلاهما عن سفيان عن أبي الزناد به، بنحوه. وسفيان في طريق ابن عباد هو: ابن عيينة، وفي طريق الحفري هو: الثوري.

(2)

(12/ 305) ورقمه / 7351 عن سفيان (هو: ابن عيينة) به، بنحوه.

وهو في الفضائل له (1/ 178 - 179) ورقمه / 183 سندًا، ومتنا.

(3)

بضم الهاء، وآخره زاي. - الإكمال (7/ 409).

ومن طريق الأعرج رواه - أيضًا -: الحميدي في مسنده (2/ 454 - 455) ورقمه/ 1054 - ومن طريقه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 95) ورقمه/ 95، والبغوى في شرح السنة (14/ 96 - 97) ورقمه/ 3889 - ، والإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 414) ورقمه / 643، والنسائى في الفضائل (ص / 56 - 57) ورقمه/ 10، وفي السنن الكبرى (5/ 37) ورقمه / 8111، والمخلص في فوائده [8/ 8]، كلهم من طرق عنه به، بنحوه.

(4)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر رضي الله عنه) 7/ 52 ورقمه / 3690 عن عبد الله بن يوسف عن الليث (هو: ابن سعد) عن عقيل به، بنحوه، مختصرا، بقصة الذئب والشاة فقط.

(5)

(5/ 1857 - 1758) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن عقيل به.

(6)

[38 / أ - ب كوبيللي] عن محمد بن مسكين عن عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل به.

(7)

(5/ 1758) عن أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب (هو: عبد الله) عن يونس (هو: ابن يزيد) عن الزهرى به.

ص: 191

والبزار

(1)

، كلاهما من طريق يونس (وهو: ابن يزيد) كلاهما عن الزهري، ورواه: البخاري

(2)

- أيضًا - من طريق شعيب (هو: ابن أبي حمزة) والطبراني في الأوسط

(3)

من طريق عبيد الله بن عمر

(4)

، كلاهما (شعيب، وعبيد الله) عن الزهري

(5)

، ثلاثتهم (سعد، والأعرج، والزهري) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف

(6)

عنه به .. إلا أن عُقيل بن خالد رواه عن الزهري عن أبي سلمة، وسعيد بن المسيب، كليهما عن أبي هريرة به

(7)

وليس

(1)

[37 / ب كوبيللي] عن محمد بن مسكين عن أحمد بن صالح عن ابن وهب عن يونس به.

(2)

في (باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا"، من كتاب: فضائل الصحابة) 7/ 22 - 23 ورقمه / 3663 عن أبى اليمان (هو: الحكم بن نافع) عن شعيب به، بنحوه، مختصرا. ورواه من طريقه: ابن بلبان في التحفة (ص / 108 - 109) ورقمه/ 35.

(3)

(7/ 402) ورقمه/ 6781 عن محمد بن هارون عن أبيه عن محمد بن عيسى بن سميع عن عبيد الله بن عمر به، بنحوه، بنحوه.

(4)

رواه من هذا الوجه عن الزهري - أيضًا -: النسائي في سننه الكبرى (5/ 37 - 38) ورقمه / 8112، وفي الفضائل (ص / 57 - 58) ورقمه / 11 بسنده عن محمد بن عيسى عن عبيد الله به.

(5)

رواه من طريق الزهرى عن أبى سلمة وحده - أيضًا -: البخارى في الأدب المفرد (ص/ 301) ورقمه/ 905 بسنده عنه به.

(6)

وكذا رواه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 660) بسنده عن روح عن أبي سلمة به.

(7)

رواه من هذا الوجه - أيضا -: النسائي في سننه الكبرى (5/ 38) ورقمه/ 8114، وفي الفضائل (ص / 58 - 59) ورقمه/ 13، والطحاوى في مشكل المعاني (8/ 58 - 57) ورقمه / 3067، كلاهما عن طرق عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة به، =

ص: 192

للبخاري ومسلم فيه من حديث عقيل عن الزهري، وللترمذي من حديث أبي داود عن شعبة قصة البقرة. ولمسلم من حديث يونس عن الزهري: (بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها، التفتت إليه

)، وفيه:(فقال الناس سبحان الله - تعجبا، وفزعًا - أبقرة تكلم)! قال الترمذي عقب إخراج الحديث في الموضعين: (هذا حديث حسن صحيح)، وقال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا محمد بن عيسى بن سميع

(1)

)، وهو كما قال. أي من الطريق التي ساقه منها، وهو في الصحيحين من حديث عقيل، وفي البخاري من حديث شعيب، وفي مسلم من حديث يونس، ثلاثتهم عن الزهري - كما تقدم -.

616 -

[8] عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل

(2)

فأتيته، فقلت: أي

= بنحوه. ورواه: النسائي في الكبرى - أيضا - (5/ 38) ورقمه / 8113 وفي الفضائل (ص / 58) ورقمه / 12 بسنده عن عقيل عن الزهرى عن ابن المسيب وحده عن أبي هريرة به، بنحوه.

(1)

بضم السين المهملة، وفتح الميم. - انظر: الإكمال (4/ 251 - 254).

(2)

بفتح أوله، على لفظ جمع سلسلة قاله البكرى في: معجم ما استعجم (3/ 744)، وأفاد الحافظ في الفتح (7/ 32) أن هذا هو المشهور. وضبطها ابن الأثير في النهاية (باب: السين مع اللام) 2/ 389 بالضم، وقال:(هو بمعنى: السلسال، أي: السهل). قال البخاري عقب إخراجه للحديث في المغازى: (قال إسماعيل بن أبي خالد، وقال ابن إسحاق عن يزيد عن عروة: هي بلاد بلى، وعذرة، وبني القين) اهـ. وذكر ابن إسحاق كما في السيرة (4/ 623) أن سبب تأمير النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص على هذا الجيش أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلى، وقال: =

ص: 193

الناس أحب إليك؟ قال: (عائشَة). فقلت: من الرجال؟ قال: (أبُوهَا)، قلت: ثم من؟ قال: (ثم عُمرُ بنُ الحطاب). فعد رجالا

(1)

.

رواه: أبو عبد الله البخاري

(2)

- واللفظ له، من هذه الطريق -، وأبو عيسى الترمذي

(3)

، والإمام أحمد

(4)

، وأبو القاسم الطبراني في معجمه

= (فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم يستألفهم لذلك، حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له: السلسل، وبذلك سميت تلك الغزوة: غزوة ذات السلاسل) اهـ. قال البلادي في معجم المعالم الجغرافية في السيرة (ص/ 159): (

والقبيلتان - يعني: قبيلة عذرة، وجذام - متجاورتان، فديار عزرة كانت من وادي القرى - وادي العلا اليوم - إلى تبوك، إلى تيماء، وتقرب من خيبر شمالا. وديار جذام كانت بين تبوك والبحر

) ثم أفاد أنه لم يستطع أحد تحديدها، وقال:(والأكثر احتمالا أنها من أرض عذرة) يعى: التي ذكر سابقا. - وانظر: معجم البلدان لياقوت (3/ 233)، والمعالم الأثيرة لمحمد شراب (ص / 142).

(1)

قال الحافظ في الفتح (7/ 32): (فيمكن أن يفسر بعض الرجال الذين أبهموا

في حديث الباب: بأبي عبيدة) اهـ، يعئ: لوروده في بعض طرق هذا الحديث - وستأتي -. وكذا في نحو هذا الحديث من طريق عائشة - رضى الله عنها -، (وسيأتي برقم/ 617)، واللفظ دال على أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أكثر من واحد.

وانظر الأحاديث/ 573، 590، 618.

(2)

في (فضائل الصحابة، باب: قوله: "لو كنت متخذا خليلا") 7/ 22 ورقمه/ 3662 عن معلى بن أسد عن عبد العزيز به، ومن طريقه: البغوى في شرح السنة (14/ 79) ورقمه/ 3869 .. قال الحافظ في الفتح (7/ 32): (والإسناد كله بصريون إلا الصحابى).

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: فضل عائشة رضي الله عنها (5/ 663 ورقمه/ 3885 عن إبراهيم بن يعقوب ومحمد بن بشار، كلاهما عن يحيى بن حماد عن عبد العزيز به، بنحوه. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 191).

(4)

(29/ 344 - 345) ورقمه / 17811 عن يحيى بن حماد به، بنحوه.

ص: 194

الكبير

(1)

من طريق عبد العزيز بن المختار

(2)

، ورواه: البخاري

(3)

- أيضًا -، ومسلم

(4)

، والطبراني في الكبير

(5)

، كلهم من طريق خالد بن عبد الله (وهو: الطحان)، كلاهما عن خالد الحذاء

(6)

عن أبي عثمان عنه به

زاد البخاري في روايته من طريق خالد: (فسكت

(7)

مخافة أن يجعلني في آخرهم). قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح) اهـ.

(1)

وكذا رواه: النسائي في الفضائل (ص / 54) ورقمه / 5 بسنده عن ابن المبارك، ورواه: القطيعى في زياداته على الفضائل (1/ 426) ورقمه / 672 بسنده عن وكيع، كلاهما عن إسماعيل بن أبى خالد به.

(2)

الحديث رواه: من طريق عبد العزيز بن المختار - أيضا -: الحميدي في مسنده (ص / 121) ورقمه/ 295 المنتخب، والبخاري في تأريخه الكبير (6/ 24)، والنسائى في الفضائل (ص / 62) ورقمه / 16، وأبو نعيم في المعرفة (4/ 1991) ورقمه / 5002، والعشاري في فضائل أبى بكر الصديق (ص / 29) ورقمه / 9، والبيهقى في سننه الكبرى (6/ 370) من طرق عنه به، بنحوه. ومن طريق خالد الطحان رواه - أيضا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 564) ورقمه / 1235، والبيهقي في سننه الكبرى (7/ 299) من طريقين عنه به، بنحوه.

(3)

في (كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات السلاسل) 7/ 673 - 674 ورقمه / 4358 عن إسحاق (هو: ابن شاهين) عن خالد بن عبد الله به، بنحوه، أطول منه.

(4)

(5/ 1856) ورقمه / 2384 عن يحيى بن يحيى، بنحوه.

(5)

(23/ 44) ورقمه/ 115 عن الحسين بن إسحاق التستري عن وهب بن عقبة عن خالد بن عبد الله به.

(6)

وكذا رواه: ابن حزم في الفصل (4/ 190 - 191)، وابن عساكر في الأربعين، بسنديهما عن خالد الحذاء به.

(7)

بتشديد المثناة المضمومة، وهو مقول عمرو. - الفتح (7/ 676).

ص: 195

ورواه: الترمذي

(1)

، والطبراني في الكبير

(2)

، كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد

(3)

عن قيس بن أبي حازم عن عمرو به، بلفظ: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال:(عائشة)، قال: من الرجال؟ قال: (أبوها)، وقال الترمذي:(هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، من حديث إسماعيل عن قيس) اهـ، وللطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ولم)؟ قال: لأحب من تحب، ولم يذكر فيه أبا بكر رضي الله عنه. وهذا الحديث صحيح، وإسماعيل، وقيس ثقتان، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي

(4)

.

(1)

في الموضع المتقدم، ورقمه / 3886 عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن يحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل به.

(2)

(23/ 44) ورقمه / 116 عن محمد بن عبدوس بن كامل السراج عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن ابن أبي خالد به، بنحوه.

(3)

رواه من طريق إسماعيل - أيضا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 67)، وابن أبى شيبة في المصنف (7/ 476) ورقمه / 36، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 564) ورقمه / 1236، والإمام أحمد في الفضائل (2/ 872) ورقمه / 1637، والنسائى في السنن الكبرى (5/ 36) ورقمه / 8106، وفي الفضائل (ص / 54) ورقمه / 5، والقطيعى في زياداته على الفضائل (1/ 426) ورقمه / 672، والحاكم في المستدرك (4/ 12)، وابن بلبان في تحفة الصديق (ص / 89 - 90) ورقمه / 27، كلهم من طرق عنه به، بنحوه، إلا ابن بلبان فرواه: مطولا، وعزاه إلى أبي داود، ولم أجده في النسخة المطبوعة، ولعله في روايات أخرى عنه.

(4)

انظر: المستدرك (4/ 12).

ص: 196

ثم ساقه الطبراني

(1)

عن معاذ بن المثنى عن

(2)

معاذ بن معاذ العنبري عن أبيه عن ابن عون عن علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث قيس عنده

وعلى بن زيد ضعيف. وأم محمد هي أمية بنت عبد الله - أو أُمينة - مجهولة، تفرد عنها ابن زيد بن جدعان

(3)

. والطريق جيدة في المتابعات، وهى: حسنة لغيرها بما تقدم.

ورواه: أبو يعلى

(4)

عن هدبة

(5)

، ورواه الطبراني في الكبير

(6)

عن علي بن عبد العزيز عن حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو به، بنحوه، وزاد:(أبو عبيدة بن الجراح)، - ولفظه كلفظ حديث عائشة - رضى الله عنها - وتقدم -

(7)

.

ولم يتفرد به هدبة عن حماد بهذا السياق، تابعه: عفان بن مسلم الصفار، رواه عنه ابن سعد في طبقاته الكبرى

(8)

، ولعل الصواب في

(1)

(23/ 44) ورقمه/ 117.

(2)

في المطبوع: (بن)، وهو تحريف.

(3)

انظر: تهذيب الكمال (35/ 132) ت/ 7792، والميزان (6/ 278) ت/ والتقريب (ص/ 1345) ت/ 8637.

(4)

(13/ 329 - 330) ورقمه/ 7345.

(5)

ورواه: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 563) عن هدبة - أيضا -.

(6)

(23/ 43) ورقمه / 113.

(7)

برقم / 617.

(8)

(3/ 176).

ص: 197

إسناده: عن عبد الله بن شقيق عن عائشة؛ والجريري تغير حفظه بأخرة، والجماعة من أصحابه يروونه عنه عن عبد الله عن عائشة

بل هكذا رواه: الإمام أحمد في فضائل الصحابة عن عفان، وابنه عبد الله عن هدبة، كلاهما عن حماد! - وسيأتي عقب هذا -.

وللحديث طريق أخرى عن عمرو

رواها: الحاكم في المستدرك

(1)

بسنده عن جرير عن مغيرة عن الشعبي عنه به، بلفظ: بعثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جيش فيهم، أبو بكر، وعمر - رضى الله عنهما - فلما رجعت قلت: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: (وما تريد إلى ذلك)؟ قلت: يا رسول الله أريد أن أعلم

ثم ذكره بنحو حديث إسماعيل عن قيس عند الترمذي وغيره. وذكر أنه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

فائدة: جاء في رواية ابن سعد، والبيهقى

(2)

سبب سؤال عمرو، وأنه وقع في نفسه أنه مقدم في المنزلة لما أمّره النبي صلى الله عليه وسلم على الجيش، وفيهم من تقدم ذكره

(3)

. ووقع في رواية ابن أبي شيبة، وابن أبي عاصم في السنة من طريق إسماعيل عن قيس قال: لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن السبب: (أحب من تحب)، في لفظ ابن أبي عاصم، وفي لفظ ابن أبي شيبة:(لنحب من تحب).

(1)

(4/ 12).

(2)

كما في الفتح (7/ 675).

(3)

انظر: الفتح (7/ 32، 675).

ص: 198

617 -

[9] عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: (أبُو بَكْر)، قلت: ثم من؟ قالت: (عُمَر)، قلت: ثم من؟ قالت: (أبُو عُبيدَةَ بنُ الجَراح)، قلت: ثم من؟ قالت: فسكتت.

رواه: الترمذي

(1)

- وهذا لفظه -، وابن ماجه

(2)

، والإمام أحمد

(3)

، وأبو يعلى

(4)

من طرق عن سعيد الجريري

(5)

عن عبد الله بن شَقيق به

قال الترمذي في الموضع الأول: (هذا حديث حسن صحيح)، وفي الثاني:(هذا حديث صحيح غريب) اهـ. والجريري ثقة

(6)

، إلا أنه اختلط قبل

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب أبي بكر رضي الله عنه) 5/ 566 ورقمه / 3657، وفي (باب: مناقب أبي عبيدة) 10/ 262 ورقمه / 3845 - كما في تحفة الأحوذي، وهذا الباب: بتمامه ليس في المتن المطبوع من الجامع - عن أحمد بن إبراهيم الدورقى عن إسماعيل بن إبراهيم (وهو: ابن علي) عن الجريري به.

(2)

المقدمة (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضل عمر رضي الله عنه) 1/ 38 ورقمه / 102 عن علي بن محمد عن أبى أسامة (هو: حماد) عن الجريرى به، بنحوه.

(3)

(22/ 392) عن يزيد بن هارون، وابن علية، كلاهما عن الجريري به، بنحوه.

(4)

(8/ 178) ورقمه / 4732 عن عبد الأعلى (هو: ابن عبد الأعلى) عن وهيب (وهو: ابن خالد) عن الجريري به، بنحوه.

(5)

بضم الجيم، وفتح الراء الأولى، وسكون الباء المنقوطة باثنتين من تحتها، بعدها راء أخرى - نسبة إلى رجل يسمى: جرير بن عباد. - انظر: الأنساب (2/ 53).

(6)

انظر: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 195)، وتهذيب الكمال (10/ 338) ت / 2240، والتقريب (ص / 374) ت/ 2286.

ص: 199

موته اختلاطًا غير فاحش

(1)

، والحديث عند الترمذي والإمام أحمد من طريق إسماعيل بن علية

(2)

، وعند أبي يعلى من طريق وهيب بن خالد، وابن علية، ووهيب رويا عن الجريري قبل اختلاطه

(3)

.

والحديث عند الإمام أحمد - أيضًا - من طريق يزيد بن هارون، وقد سمع من الجريري بعد اختلاطه

(4)

، لكن روايته مقرونة برواية ابن علية - كما تقدم -. وما أظن حمادًا سمع من الجريري قبل اختلاطه، فإنه ما أدرك أيوب السختياني، وقد قال أبو داود

(5)

: (وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد)، وروايته موافقة لرواية الآخرين عن سعيد الجريري. والحديث صحيح.

وتابعهم في روايته - أيضًا - عن الجريري اثنان، أحدهما: حماد بن سلمة

أخرج روايته: الإمام أحمد في فضائل الصحابة

(6)

عن عفان

(1)

انظر: الثقات لابن حبان (6/ 351)، والأنساب للسمعاني (2/ 53)، وفتح المغيث (4/ 373)، والكواكب النيرات (ص / 178) ت/ 24.

(2)

بضم العين المهملة، وفتح اللام، وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها، تليها هاء - وهى أمه - نسب إليها.

- انظر: الإكمال (6/ 255)، والمؤتلف والمختلف للدارقطنى (3/ 1586)، وتوضيح المشتبه (2/ 377).

(3)

انظر: تأريخ الثقات للعجلي (ص / 181) ت/ 531، وفتح المغيث (4/ 373 - 374)، والكواكب النيرات (ص / 183).

(4)

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 261)، والكامل لابن عدي (3/ 392).

(5)

في سؤالات الآجرى له (3/ 303) رقم النص / 449.

(6)

(2/ 740) ورقمه/ 1281.

ص: 200

(هو: الصفار)، وابنه عبد الله في الزوائد على الفضائل

(1)

عن هدبة (هو: ابن خالد)، كلاهما عنه به، بنحوه، وهو صحيح من هذا الوجه، حماد ممن روى عن الجريري قبل الاختلاط

(2)

.

ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى

(3)

عن عفان، وأبو يعلى

(4)

، وأبو بكر بن أبي عاصم في السنة

(5)

عن هدبة، كلاهما عن حماد بن سلمة به، إلا أنهما جعلاه من مسند عمرو بن العاص، ولعل الحديث عند حماد من الوجهين عن النبي صلى الله عليه وسلم إن لم يكن حماد قد وهم فيه

(6)

، التبس عليه بحديث عمرو بن العاص، بنحوه - وتقدم - قبل هذا، فرواه تارة بسنده عن عائشة، وتارة بسنده عن عبد الله بن عمرو، والصواب: عن عائشة، هذا أقرب؛ لأن الجماعة يروونه عن سعيد الجريري بسنده عن عائشة.

والآخر: عبد الوارث بن سعيد، أخرج روايته النسائي في السنن الكبرى

(7)

عن عمران بن موسى عنه به، بنحوه، ذكر أسماءهم على نسق

(1)

(1/ 197) ورقمه / 214.

(2)

انظر: تأريخ الثقات للعجلي (ص / 181) ت / 531، وفتح المغيث للسخاوي (4/ 373).

(3)

(3/ 176).

(4)

(13/ 329).

(5)

(2/ 563) ورقمه / 1233.

(6)

فإنه لما كبر ساء حفظه، وله أحاديث منكرة، ولذا لم يخرج البخاري له

انظر: الطبقات الكبرى (7/ 282)، والتهذيب (3/ 11)، والكواكب (ص/ 460)، الملحق الأول للمحقق.

(7)

(5/ 57) ورقمه/ 8201.

ص: 201

دون تكرار السؤال، والحديث حسن من هذا الوجه، عبد الوارث ثقة ثبت، روى عن الجريري قبل اختلاطه

(1)

، وعمران بن موسى هو: القزاز، أبو عمرو البصري، صدوق

(2)

. وطريقه: صحيحة لغيرها.

وللحديث طريق أخرى عن عبد الله بن شقيق

رواها: أبو يعلى

(3)

عن موسى بن محمد بن حيان عن يحيى بن سعيد عن كهمس عنه به، بنحو رواية عبد الوارث عن الجريري عند النسائي في السنن الكبرى.

والحديث حسن - إن شاء الله - من هذا الوجه، شيخ أبي يعلى: موسى بن محمد هو: أبو عمران البصري، قال ابن أبي حاتم

(4)

: (ترك أبو زرعة حديثه، ولم يقرأ علينا، كان قد أخرجه قديمًا في فوائده)، وأورده ابن حبان في الثقات

(5)

، وقال:(ربما خالف)، وذكر الخطيب في التأريخ

(6)

أن

(1)

كما في: فتح المغيث (4/ 374)، والكواكب النيرات (ص/ 183).

(2)

انظر: الجرح والتعديل (6/ 306) ت / 1697، والتقريب (ص/ 752) ت/ 5207.

والحديث رواه - أيضا - من طريق الجريري: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 198) ورقمه/ 215 بسنده عن عنبسة بن عبد الواحد، والنسائى في الفضائل (ص / 109) ورقمه/ 97 بسنده عن عبد الوارث، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (7/ 1313) ورقمه / 2493 عن أبي أسامة وعتبة بن عبد الواحد، و (7/ 1314) ورقمه / 2494 عن أبى أسامة وحده، كلهم عن الجريري به، بنحوه.

(3)

(8/ 229) ورقمه / 4800.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 161) ت/ 714.

(5)

(9/ 161).

(6)

(13/ 41) ت / 7001.

ص: 202

جماعة رووا عنه أحاديث مستقيمة، وقال الذهبي في الميزان

(1)

: (ضعفه أبو زرعة، ولم يترك)، فالرجل لا بأس به. ثم إنه لم يتفرد بروايته لهذا الحديث من هذا الوجه عن كهمس

فقد رواه: الحاكم في المستدرك

(2)

عن محمد بن يعقوب الحافظ عن يحيى بن محمد بن يحيى عن مسدد

(3)

(وهو: ابن مسرهد) عن كهمس به، بنحوه، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص

(4)

. ويحيى بن محمد ما روى له إلا ابن ماجه

(5)

، فالحديث صحيح فحسب، وحسنه الحافظ في الفتح

(6)

.

618 -

[10] عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة - وسئلت -: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفًا، لو استخلف؟ قالت:(أبُو بَكْر)، فقيل لها: ثمّ من؟ قالت: (عُمَر)، ثم قيل لها: من؟ قالت: (أبو عُبيدةَ بنُ الجراح)، ثم انتهت إلى هذا.

(1)

(5/ 346) ت/ 8921، وانظر: لسان الميزان (6/ 130) ت/ 447، وفي اسم جده منه تحريف.

(2)

(3/ 73).

(3)

بضم الميم، وفتح السين، وتشديد الدال الأولى. - الإكمال (7/ 249).

(4)

(3/ 73).

(5)

انظر: تهذيب الكمال (31/ 529) ت/ 6916، والتقريب (ص / 1066) ت/ 7691.

(6)

(1/ 408).

ص: 203

رواه: مسلم

(1)

- واللفظ له - عن الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، كلاهما عن جعفر بن عون

(2)

، والإمام أحمد

(3)

عن وكيع، كلاهما عن أبي العميس

(4)

عن ابن أبي مليكه به، ولفظ الإمام أحمد:(قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يستخلف أحدا، ولو كان مستخلفا أحدا لاستخلف أبا بكر أو عمر)، ليس فيه أبو عبيدة بن الجراح. وابن أبي مليكة اسمه: عبيد الله بن عبد الله. وأبو العميس هو: عتبة.

وروى النسائي في الفضائل

(5)

عن زكريا بن يحيى عن إسحاق عن وكيع به عن عائشة قالت: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف. قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت مستخلفا أحدا لاستخلفت أبا بكر، وعمر)

وزكريا هو: المعروف بخياط السنة، وشيخه هو: إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، ثقة حافظ، تغير

(1)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبى بكر رضي الله عنه) 5/ 1856 ورقمه / 2385.

(2)

ورواه من حديث جعفر - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 181)، والإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 189) ورقمه / 204، و (2/ 742) ورقمه / 1286 والنسائى في السنن الكبرى (5/ 57) ورقمه / 8202، وفي الفضائل (ص / 110) ورقمه / 98، والدولابي في الكنى (2/ 39) بنحوه، وهو عند ابن سعد، والإمام أحمد، مطولا.

(3)

(40/ 403 - 404) ورقمه / 24346، ورواه - أيضًا - في فضائل الصحابة (1/ 189) ورقمه/ 203، وفيه:(استخلف) بدل: (لا استخلف).

(4)

بمضمومة، وميم، وسكون ياء، وبسين مهملة. - انظر: المغني (ص / 180).

(5)

(ص / 62) ورقمه/ 17.

ص: 204

حفظه في آخر عمره

(1)

، ولا يدرى متى سمع منه زكريا. ولفظ حديثه شاذ، والمحفوظ: ما تقدم عند مسلم، وغيره - وبالله التوفيق -.

619 -

[11] عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنْ يُطِيْعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْشدُوا)

يعني: أصحابه رضي الله عنهم، في قصة.

هذا طرف حديث رواه: مسلم

(2)

- وهذا من لفظه -، والبغوي في الجعديات

(3)

، وأبو عوانة

(4)

، وابن عساكر

(5)

، كلهم من طرق عن سليمان بن المغيرة، ورواه: الإمام أحمد

(6)

، والبيهقي

(7)

، كلاهما من طريق حماد بن سلمة، كلاهما (سليمان، وحماد) عن ثابت البناني، ورواه: الفريابي في الدلائل

(8)

عن هدبة بن خالد القيسى، ورواه: اللالكائى في شرح أصول

(1)

انظر: الكواكب النيرات (ص/ 81) ت/ 4.

(2)

في (كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: قضاء الصلاة الفائتة) 1/ 472 - 474 ورقمه/ 681 عن شيبان بن فروخ عن سليمان بن المغيرة به. ورواه من طريقه: الأصبهاني في الدلائل (2/ 743 - 748) ورقمه/ 113.

(3)

(2/ 1096 - 1099) ورقمه/ 3194 عن سليمان بن المغيرة به.

(4)

المسند الصحيح (2/ 257 - 260).

(5)

تأريخ مدينة دمشق (30/ 226).

(6)

(37/ 235 - 238) ورقمه/ 22546 عن يزيد بن هارون عن حماد به.

(7)

المدخل إلى السنن الكبرى (ص / 122) ورقمه/ 360 عن الحسين بن الفضل القطان عن أبي سهل بن زياد القطان عن إسحاق الحربي عن عفان (هو: الصفار) عن حماد به.

(8)

(ص/ 61 - 64).

ص: 205

الاعتقاد

(1)

، وابن عساكر

(2)

، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن زياد الرصاصى، كلاهما (هدبة، وعبد الرحمن) عن المبارك بن فضالة عن بكر بن عبد الله، كلاهما (ثابت، وبكر) عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة به

وللإمام أحمد، والفريابي، واللالكائى، والبيهقى، وابن عساكر:(إن يطع الناس أبا بكر، وعمر يرشدوا). والمبارك بن فضالة تقدم أنه صدوق غير أنه يدلس ويسوي، وقد صرح بالتحديث عند الفريابي في الدلائل. وشيخه بكر بن عبد الله هو: أبو عبد الله المزني.

ورواه: الدوري في جزء فيه قراءات النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -

(3)

عن علي بن مسلم عن سليمان بن حرب عن الأسود بن شاذان عن خالد بن سُمير

(4)

عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة به مختصرًا، بلفظ:(إن فيهما أبو بكر، وعمر إن يطيعوهما يرشدوا، ويرشد أمرهم، وإن يعصوهما فقد غووا، وغوت أمرهم)

وخالد بن سُمير هو: السدوسى، وثقه: العجلى

(5)

، والنسائي

(6)

، وابن حبان

(7)

، والذهبي

(8)

، وقال ابن

(1)

(7/ 1317) ورقمه/ 2503 بسنده عن ابن زياد به.

(2)

تأريخ دمشق (44/ 233) بسنده عن ابن زياد به.

(3)

(ص/ 73 - 75) ورقمه/ 23.

(4)

بمضمومة، وفتح ميم، وسكون ياء. - انظر: انظر: التقريب (ص/ 287) ت/ 1652.

(5)

تأريخ الثقات (ص/ 140) ت/ 363 - وفيه: شمير، وهو تصحيف -.

(6)

كما في: تهذيب الكمال (8/ 90).

(7)

الثقات (4/ 204).

(8)

انظر: التذهيب [ق/ 188 ب].

ص: 206

حجر

(1)

: (صدوق يهم)

(2)

اهـ. وعلى بن مسلم هو: ابن الهيثم الهاشمى

(3)

، ولم أقف على ترجمة له. وفي معجم البلدان

(4)

: (على بن مسلم بن الهيثم الشروي، يروي عن إسماعيل بن مهران، روى عنه: الحسن بن عليل العنزي) اهـ، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، ولا أدري إن كان هو هذا أم لا؟

وفي حديث خالد بن سمير، وعلي بن مسلم هذا من الألفاظ ما لم يرد في حديث غيرهما، ولفظ الحديث عند الجماعة أولى، وأصح - والله تعالى أعلم -.

وسيأتي للحديث طرف آخر في فضائل أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه

(5)

.

620 -

[12] عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا

(6)

عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (إنِّي لا أدرِي مَا

(1)

التقريب (ص / 287) ت / 1652.

(2)

لعل ابن حجر قال هذا لخطأ خالد بن سمير في بعض ألفاظ أحاديثه.

- انظر: التهذيب (3/ 97)، والحديث الآتي برقم/ 726.

(3)

كما في بعض أسانيد الدوري في كتابه المذكور، وتهذيب الكمال (7/ 35).

(4)

(3/ 332).

(5)

ورقمه / 1340.

(6)

في المطبوع: (جلوس).

ص: 207

قدرُ بقَائي فيكُمْ، فَاقتَدُوا بالذينَ منْ بعدي - أشارَ إلى أبي بَكرٍ، وَعُمَر

(1)

-. وَاهتَدُوا بهدي عمار

(2)

. وَمَا حدثَكُمْ ابنُ مسعودٍ فصَدِّقوْه).

رواه: أبو عيسى الترمذي

(3)

- واللفظ له -، وأبو عبد الله بن ماجه

(4)

، والإمام أحمد

(5)

، وأبو بكر البزار

(6)

، وأبو القاسم الطبراني في معجمه

(1)

أي: استنوا بهم، وهو أن يأتي المستن والمقتدي بمثل ما أتوا به، ويفعل كما فعلوا. وهم لا يفعلون فعلا، ولا يقولون قولا إلا على وفق فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله. فالاقتداء بهم هو اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستنان بسنتهم هو استنان بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أرشد الناس إلى ذلك؛ لأنهم المبلغون عنه، الناقلون شريعته إلى من بعده من أمته، العارفون بسنته، المقتدون بها. فالفعل وإن كان لهم فهو على طريق الحكاية لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل ما يصدر عنهم في ذلك صادر عنه. عن الشوكاني في القول المفيد (ص / 101 - 103) باختصار.

(2)

أي: سيروا بسيرته، قاله البغوي في شرح السنة (14/ 102).

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه) 5/ 627 ورقمه / 3799 م عن محمود بن غيلان: ثنا وكيع: ثنا سفيان به.

(4)

في المقدمة (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضل أبى بكر رضي الله عنه) 1/ 37 ورقمه / 97 عن علي بن محمد عن وكيع، وعن علي بن بشار عن المؤمل (هو: ابن إسماعيل) كلاهما عن سفيان به، مختصرا.

ومؤمل على وزن محمد، بهمزة (انظر: التقريب ص / 987).

(5)

(38/ 309 - 310) ورقمه / 23276، و (38/ 418 - 419) ورقمه / 23419 عن وكيع عن سفيان، وهو في الفضائل (1/ 332) ورقمه / 478.

(6)

(7/ 250) ورقمه / 2828 عن أحمد بن الوليد الكرخى عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسى عن إبراهيم بن سعد عن سفيان به، بنحوه مختصرا. و (7/ 250) ورقمه / 2829 عن عمرو بن عبد الملك الأودي عن وكيع به، بنحو حديث إبراهيم بن سعد عنه.

ص: 208

الأوسط

(1)

، من طريق سفيان الثوري

(2)

عن عبد الملك بن عمير عن هلال - مولى: ربعي - عن ربعى

(3)

عن حذيفة به

واقتصر ابن ماجه فيه على فضل أبي بكر، وعمر - رضى الله عنهما -، وفي لفظ الإمام أحمد في الموضع الأول:(وتمسكوا بعهد عمار)، وليس عنده في الموضع الثاني ذكر عمار رضي الله عنه وفضله في هذا الحديث. قال الترمذي (هذا حديث حسن، وروى إبراهيم بن سعد هذا الحديث عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن هلال - مولى: ربعى - عن ربعى عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

(4)

. وقد روى سالم المرادي - كوفي - عن عمرو بن

(1)

(6/ 236) ورقمه / 5499 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن مصعب بن عبد الله الزبيري عن إبراهيم بن سعد عن سفيان به، بنحو لفظ الترمذي.

(2)

الحديث رواه - أيضا - من طريق سفيان الثوري: ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 334)، والإمام أحمد في الفضائل (ص / 332) ورقمه / 478، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (1/ 480)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 531) ورقمه / 1148، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 1165) ورقمه / 2307، والبيهقى في السنن الكبرى (8/ 153)، وقال البزار عن الحديث كما في جامع بين العلم (2/ 1165):(مختلف في إسناده، ومتكلم فيه من أجل مولى ربعى)، لكن الاختلاف الذي ذكره ليس مما يوجب رد الحديث كما سيأتي. ورواه: القطيعى في زياداته على الفضائل (1/ 359) ورقمه / 526 عن عبد الله بن الصقر السكري عن محمد بن المصفى عن مؤمل بن إسماعيل عن سفيان

ووقع في الإسناد: (عبد الملك بن عمير عن منذر عن ربيعى)!

(3)

- بكسر أوله وسكون الموحدة - وهو: ابن حراش - بحاء مهملة مكسورة، وراء مفتوحة، وشين معجمة -.

- انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 635)، والإكمال لابن ماكولا (2/ 424)، والتقريب (ص / 318).

(4)

رواه من طريق إبراهيم بن سعد: البزار، والطبراني في الأوسط - كما تقدم -. =

ص: 209

هرم عن ربعى بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا

(1)

) اهـ. وقال الطبراني: (لم يقل في هذا الحديث عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن هلال - مولى ربعى - إلا إبراهيم بن سعد)، يعني: تسمية مولى ربعى، وهو كما قال. ومولى ربعى ذكره ابن حبان في الثقات

(2)

، وقال أبو بكر البزار

(3)

: (مجهول)، وهو ما يعنيه الذهبي في الميزان

(4)

بقوله: (لم يرو عنه سوى عبد الملك بن عمير)، وقال الحافظ في التقريب

(5)

: (مقبول) - أي: حيث يتابع -

وقد توبع، كما سيأتي. وقال البزار

(6)

في الحديث: (مختلف في إسناده، ومتكلم فيه من أجل مولى ربعى) اهـ، وما أشَار إليه من الاختلاف ليس مما يوجب رد الحديث - كما سيأتي -. وعبد الملك بن عمير الراوي عنه تغير حفظه لكبر سنه، وقد روى عن مولى ربعى وهو كبير - كما نص عليه الحافظ ابن

= ورواه من طريقه - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 531) ورقمه / 1149، و يعقوب بن سفيان في المعرفة (1/ 480) - ومن طريقه: البيهقى في السنن الكبرى (8/ 153) - والقطيعى في زوائده - جزء الألف دينار - (ص / 253) ورقمه / 162، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 1167) ورقمه / 2309، والمزى في تهذيب الكمال (30/ 356) من طرق عنه به.

(1)

وسيأتي قريبا في هذا الحديث نفسه.

(2)

(7/ 573).

(3)

كما في: جامع بيان العلم للخطيب البغدادي (2/ 1165).

(4)

(5/ 442) ت / 9283.

(5)

(ص / 1029) ت / 7403.

(6)

كما في: جامع بيان العلم (2/ 1165).

ص: 210

عبد البر في جامع بيان العلم وفضله

(1)

-. وهو مدلس، لم يصرح بالسماع ممن روى عنه؛ فالإسناد: ضعيف.

ورواه: الترمذي

(2)

، والإمام أحمد

(3)

، والبزار

(4)

من طريق ابن عيينة عن زائدة بن قدامة، والطبراني في الأوسط

(5)

من طريق ابن عيينة عن مسعر

(6)

كلاهما عن عبد الملك بن ربعى عن حذيفة به، مختصرا، ليس فيه إلا فضل أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما. قال الترمذي: (حدثنا أحمد بن منيع وغير واحد قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن

(1)

(2/ 1165).

(2)

(5/ 569) ورقمه/ 3662 عن الحسن بن الصباح عن سفيان به.

(3)

(38/ 280 - 281) ورقمه/ 23245 عن سفيان، بمثل حديث ابن الصباح عنه.

(4)

(7/ 248) ورقمه/ 2827 عن محمد بن أبان القرشي وأحمد بن ثابت عن سفيان به، بنحوه.

(5)

(4/ 487) ورقمه/ 3828 عن علي بن سعيد الرازى عن أبى موسى الأنصاري (وهو: إسحاق بن موسى)، و (6/ 392) ورقمه/ 5836 عن أبى حصين محمد بن الحسين عن يحيى الحماني (هو: ابن عبد الحميد) عن أبيه، كلاهما عن ابن عيينة به، بنحوه. ورواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 238) ورقمه/ 293 قال: أخبرت عن أبي يحيى الحماني به.

(6)

بكسر الميم، والسين المهملة الساكنة. - الإكمال (7/ 248).

وهو: ابن كدام - بكاف مكسورة، وبدال مهملة خفيفة -. الإكمال (7/ 164)، والمغني (ص/ 211).

ص: 211

عمير نحوه. وكان سفيان بن عيينة يدلس

(1)

في هذا الحديث، فربما ذكره عن زائدة عن عبد الملك بن عمير

(2)

، وربما لم يذكر فيه عن زائدة)، ثم قال:(هذا حديث حسن)، ثم قال:(وروى سفيان الثوري هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي عن ربعى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضا عن ربعى عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه: سالم الأنعمى - كوفي - عن عن ربعي بن حراش عن حذيفة) اهـ. وقال البزار: (هكذا رواه ابن عيينة عن زائدة عن عبد الملك عن ربعى عن حذيفة، ورواه الثوري عن عبد الملك عن مولى لربعى عن حذيفة، وسمى مولى ربعى إبراهيم بن سعد عن الثوري (اهـ. وقال الطبراني في الموضع الأول: (لم يرو هذا الحديث عن سفيان عن مسعر إلا أبو موسى الأنصاري، ولا رواه عن مسعر، إلا سفيان، وأبو يحيى الحماني، تفرد به الحماني عن أبيه)، وقال في الموضع الثاني:(لا يروى هذا الحديث عن مسعر إلا بهذا الإسناد) اهـ.

ورواية سفيان بن عيينة من دون ذكر زائدة - التي أشار إليها الترمذي - رواها: الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه

(3)

بسنده عن علي

(1)

عده الحافظ في الثانية من طبقات المدلسين، وتمييزها: من احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح، لإمامته، وقلة تدليسه في جنب ما روى. - انظر: تعريف أهل التقديس (ص / 13، 32) ت / 52.

(2)

كما هنا.

(3)

(1/ 444) ورقمها: 467 عن علي بن حرب، و (1/ 445) ورقمها / 469 عن الشافعي. ورواه أبو نعيم في الحلية (9/ 109) بسنده عن الشافعي عن سفيان عن زائدة عن عبد الملك، ذكر زائدة بينهما.

ص: 212

ابن حرب، وعن الشافعي، كلاهما عن سفيان به، بنحوه. وذكرها: العلائى في جامع التحصيل

(1)

، وأبو زرعة العراقي في التحفة

(2)

.

وفي كلام الطبراني أن أبا يحيى الحماني تابع ابن عيينة في روايته للحديث عن مسعر، والذي عنده أن أبا يحيى الحماني رواه عن ابن عيينة - كما تقدم -، وهو من رواية أبي يحيى عن مسعر عند الحاكم - وسيأتي -.

وقوله إن الحديث لا يروى عن مسعر إلا بهذا الإسناد - يعني: إسناد سفيان - لعله ما علم، وقد تابع سفيان: حفص بن عمر الأبلى، ووكيع بن الجراح، وأبو يحيى الحماني

أخرج روايتهم الحاكم في المستدرك

(3)

والخطيب في تأريخه

(4)

عن وكيع وحده. وعبد الملك مدلس لم يصرح بالسماع ممن روى عنه، والإسناد منقطع بينه وبين ربعي، بينهما: هلال - مولى ربعى - كما تقدم في طريق سفيان الثوري عن عبد الملك -

(5)

، فهذا الإسناد ضعيف - أيضًا -

(6)

.

(1)

(ص/ 186 - 187) ت / 250.

(2)

(ص/ 161 - 162) ت/ 329.

(3)

(3/ 75).

(4)

(12/ 20).

(5)

والإسناد بذكر هلال - مولى ربعى - أصح كما جزم به أبو حاتم (كما في: العلل لابنه 2/ 381)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 1167)، ومال إليه الذهبى في السير (1/ 478).

(6)

ورواه من هذه الطريق - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الفضائل لأبيه (1/ 426) ورقمه / 670، والبغوي في شرح السنة (14/ 101) ورقمه/ 3894، 3895 من الطريقين عن عبد الملك.

ص: 213

ورواه: الترمذي

(1)

، والإمام أحمد

(2)

من طريق سالم بن العلاء المرادي

(3)

عن عمرو بن هرم

(4)

عن ربعى عن حذيفة به، بنحوه، مختصرًا، ليس فيه إلا فضل أبي بكر، وعمر - رضى الله عنهما -.

إلا أنه في سند الإمام أحمد عن أبي عبد الله، وربعى بن حراش عن حذيفة

وأبو عبد الله رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفاده ابن سعد في الطبقات

(5)

أثناء روايته للحديث عن وكيع وابن عبيد، كلاهما عن سالم بن العلاء به. وفي لفظ أحمد:(واهدوا هدي عمار، وعهد ابن أم عبد).

وهذا إسناد ضعيف خلافا للألباني

(6)

في تحسينه له، فيه: سالم بن العلاء المرادي، وهو: الأنعمي، الكوفي

هكذا سماه الترمذي في روايته عنه، وهو كذلك عند جماعة منهم: ابن معين في تأريخه - رواية: الدوري عنه -

(7)

، والذهبي في الميزان

(8)

. وفي سند ابن سعد في الطبقات: سالم أبو

(1)

(5/ 570) ورقمه / 3663 عن سعيد بن يحيى الأموى عن وكيع عن سالم به.

(2)

(38/ 399) ورقمه / 23386 عن محمد بن عبيد عن سالم المرادى به.

(3)

والحديث من طريقه رواه - أيضًا -: البخاري في الكنى (ص / 50)، والإمام أحمد في الفضائل (1/ 332) ورقمه / 479 - ومن طريقه: المزي في تهذيب الكمال (10/ 161) - وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الفضائل لأبيه (1/ 186) ورقمه / 198، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 327 - 328 ورقمه / 6902).

(4)

بفتح الهاء، وكسر الراء. - الاكمال (7/ 412).

(5)

(2/ 334).

(6)

انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 235).

(7)

(2/ 188).

(8)

(2/ 302) ت / 3055.

ص: 214

العلاء

(1)

. وفي التأريخ الكبير

(2)

، وتهذيب الكمال

(3)

، وتهذيبه

(4)

، وتقريبه

(5)

: سالم بن عبد الواحد، اختلف في اسمه، وليس له من الحديث إلا القليل

(6)

، ضعفه ابن معين

(7)

، وأبو حاتم

(8)

، والنسائى

(9)

، وأورده العقيلى

(10)

، وابن عدي

(11)

، وابن الجوزي

(12)

، والذهبي

(13)

، وغيرهم في الضعفاء. وقال الحافظ في التقريب

(14)

: (مقبول) - أي: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث كما هو اصطلاحه المشهور -.

وتوبع سالم بن العلاء في روايته هذا الحديث عن عمرو بن هرم تابعه: حماد بن دُليل

(15)

أخرج متابعته: أبو أحمد عبد الله بن عدي في

(1)

(2/ 334)، وفي الميزان (2/ 302):(سالم بن العلاء، أبو العلاء)، وهو كذلك في المغني (1/ 251) ت / 2305.

(2)

(4/ 117) ت / 2159.

(3)

(10/ 160) ت / 2153.

(4)

(3/ 440).

(5)

(ص / 361) ت / 2193.

(6)

انظر: الكامل لابن عدي (3/ 343).

(7)

التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 188).

(8)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 186) ت / 805.

(9)

كما في: الضعفاء لابن الجوزي (1/ 309) ت / 1340.

(10)

الضعفاء (2/ 150).

(11)

الكامل (3/ 343).

(12)

الضعفاء والمتروكين (1/ 309) ت / 1340.

(13)

المغني (1/ 351) ت / 2305.

(14)

(ص / 361) ت / 2193.

(15)

مصغر. - التقريب (ص/ 268) ت/ 1505.

ص: 215

الكامل

(1)

بسنده عن مسلم بن صالح عنه به، نحوه، وقال:(وحماد بن دليل هذا قليل الرواية، وهذا الحديث قد روى له حماد بن دليل إسنادين، ولا يروي هذين الإسنادين غير حماد بن دليل) اهـ، وابن دليل هذا لا بأس به، ضعفه الأزدي

(2)

، ومسلم بن صالح - راويه عنه - يُبحث عن ترجمته، فإني لم أقف عليها، ووقع في تهذيب الكمال

(3)

: (ويقال: مسلمة بن صالح) اهـ، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(4)

لرجل بمثل هذا الاسم، وقال:(روى عن فضالة بن عبيد، روى عنه قباث بن رزين) اهـ، فإن كان هو ذا فهو مجهول. ومما سبق يتبين أن الحديث جاء من طريقين ضعيفتين عن ربعى بن حراش عن حذيفة، إلا أن الطريق الثانية ليس فيها إلا فضل أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -. فيرتقى هذا القدر من الحديث إلى درجة الحسن لغيره. ويبقى القدر الآخر على ضعفه.

وروى الطبراني في الكبير، وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه بلفظ:(أصاب ابن أم عبد - مرتين -، وصدق)

وهو حديث حسن لغيره - وسيأتي -

(5)

.

(1)

(2/ 250).

(2)

انظر: الضعفاء لابن الجوزي (1/ 233) ت / 991، وتهذيب الكمال (7/ 236) ت / 1480، والميزان (2/ 113) ت / 2247.

(3)

(7/ 237).

(4)

(8/ 267) ت/ 1218.

(5)

ورقمه/ 1588.

ص: 216

والحديث حسنه الترمذي - كما تقدم -، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله

(1)

.

وللحديث شواهد من أحاديث: ابن مسعود، وأنس، وابن عمر رضي الله عنهم، يرتقى بها إلى درجة: الحسن لغيره. وقد صححه الحاكم في المستدرك

(2)

، ووافقه الذهبي في التلخيص

(3)

، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة

(4)

، وتعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم

(5)

. وذكره الشوكاني في القول المفيد

(6)

، وقال:(حديث معروف، مشهور، ثابت في السنن، وغيرها).

621 -

[13] عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتَدُوا بالذينِ منْ بعدي أبي بكرٍ وعُمَرَ، فإنهمَا حبلُ الله الممدود، ومنْ تمسكَ بهمَا فقدْ تمسك بالعُروةِ الوُثقَى التي لانفِصَامَ لها).

هذا الحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(7)

وعزاه إلى الطبراني في الكبير، ثم قال:(وفيه من لم أعرفهم) اهـ.

(1)

(2/ 1165).

(2)

(3/ 75).

(3)

(3/ 75).

(4)

(3/ 233) ورقمه / 1233.

(5)

(2/ 531) ورقمه/ 1148، 1149.

(6)

(ص/ 99).

(7)

(9/ 53).

ص: 217

وأحاديث أبي الدرداء - رضى الله عنه - من المعجم الكبير لم تزل في عداد المفقود - في حد علمي -.

وتقدم

(1)

نحو طرفه الأول من حديث حذيفة بن اليمان - رضى الله عنه - عند: الترمذي، وابن ماجه، والإمام أحمد، وغيرهم، من طرق حسنة لغيرها. وسائر الحديث منكر لم أره إلا في ما عزاه الهيثمى إلى الطبراني.

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ

)، وهو حديث رواه: أبو داود، وغيره - وسيأتي -

(2)

.

622 -

[14] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتدُوا باللَّذَينِ منْ بعدي منْ أصحَابي: أبي بَكرٍ، وعمرَ. واهتدُوا بهدِي عمَّارٍ، وتمسَّكُوا بعَهَدِ ابنِ مَسْعُود).

رواه: الترمذي

(3)

- واللفظ له -، والطبراني في الكبير

(4)

من طريق يحيى

(1)

ورقمه/ 620.

(2)

برقم/ 574.

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه -) 5/ 630 ورقمه / 3805 عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل قال: حدثنى أبى عن أبيه، به.

(4)

(9/ 72) ورقمه / 8426 عن الحسن بن العباس الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن يحيى بن سلمة به، بنحوه.

ص: 218

ابن سلمة بن كهيل

(1)

عن أبيه عن أبي الزعراء

(2)

عن عبد الله بن مسعود به

وفي لفظ الطبراني: (واهدوا)، بدل:(واهتدوا). وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث، وأبو الزعراء اسمه: عبد الله بن هانئ) اهـ.

وأبو الزعراء قال على بن المدينى

(3)

: (لا أعلم روى عن أبي الزعراء إلا سلمة بن كهيل، وعامة رواية أبي الزعراء عن عبد الله)، يعني: ابن مسعود

(4)

. وقال البخاري: (لا يتابع في حديثه)

(5)

، وقال النسائي نحو ذلك

(6)

، وقال ابن عدي

(7)

: (وهذا الذي قاله النسائي كما قال) اهـ، وأورده جماعة من النقاد فِي الضعفاء كأبي جعفر العقيلى

(8)

، وابن

(1)

بالهاء، مصغرا. - انظر: الإكمال (7/ 176)، والتقريب (ص / 1056) ت / 7611.

(2)

بفتح الزاي بعدها عين مهملة مفتوحة، فراء. - انظر: الإكمال (4/ 186)، والمغني (ص / 119).

والحديث رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 238) ورقمه / 294 بسنده عن يحيى بن أبى زائدة، وأبو نعيم في المعرفة (4/ 1761) ورقمه / 4481 بسنده عن إسماعيل بن يحيى، كلاهما عن يحيى بن سلمة به.

(3)

كما في: الجرح والتعديل (5/ 195) ت / 902.

(4)

وانظر: تهذيب الكمال (16/ 241).

(5)

التأريخ الكبير (5/ 221) ت / 720.

(6)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(7)

الكامل (4/ 235).

(8)

في الضعفاء (2/ 314).

ص: 219

عدي

(1)

، والذهبي

(2)

، وغيرهم

(3)

. ووثقه ابن سعد

(4)

، والعجلى

(5)

، وذكره ابن حبان في الثقات

(6)

، وهذا من تساهلهم. ولعله - أيضًا - لم يسمع من ابن مسعود - كما قاله: ابن عدي -

(7)

. وفي السند إليه: يحيى بن سلمة بن كهيل، وعليه مدار الحديث من هذا الوجه، وهو متروك، في حديثه مناكير. وابنه إسماعيل متروك مثله - أيضًا -. ويرويه عنه ابنه إبراهيم، وهو ضعيف، تركه أبو حاتم - وتقدموا جميعًا -. وفي سند الطبراني: سهل بن عثمان، وهو أبو مسعود العسكري، ثقة له غرائب

(8)

.

والحديث من هذا الوجه عن سلمة بن كهيل صححه الحاكم في المستدرك

(9)

، وتعقبه الذهبي في التلخيص

(10)

بقوله: (سنده واه)، والقول ما قال.

(1)

في الكامل (4/ 235).

(2)

في المغني (1/ 361) ت / 3407.

(3)

انظر: الميزان (3/ 230) ت / 4664.

(4)

في الطبقات الكبرى (6/ 71).

(5)

في تأريخ الثقات (ص / 282) ت / 903.

(6)

(5/ 14).

(7)

انظر: الكامل (4/ 235).

(8)

انظر: الكاشف (1/ 470) ت / 2174، والتقريب (ص / 420) ت / 2679.

(9)

(3/ 75 - 76). وهو من هذا الوجه رواه - أيضًا -: البغوى في شرح السنة (14/ 102) ورقمه / 3896، وقال:(هذا حديث غريب لا يعرف إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل) اهـ. ولعله يقصد: من وجه يثبت، وإلا فقد روي من طريق سفيان الثوري عن سلمة - كما سيأتي -.

(10)

(3/ 75 - 76).

ص: 220

وروى الطبراني في الأوسط

(1)

متابعة واهية ليحيى بن سلمة بسنده عن عمرو بن زياد الباهلى عن عبد الله بن المبارك عن سفيان (وهو: الثورى) عن سلمة بن كهيل به، بنحوه، مختصرًا، ليس فيها إلا فضل أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -. وقال:(لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا ابن المبارك، ولا عن ابن المبارك إلا عمرو بن زياد الباهلى، تفرد به إبراهيم بن سلم بن رشيد) اهـ. والباهلى كذاب أفاك

(2)

، والراوي عنه منكر الحديث لا يعرف

(3)

، وشيخ الطبراني: محمد بن أحمد الرقام

(4)

، ترجم له السمعاني في الأنساب

(5)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا.

وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود

رواها: ابن عساكر في تأريخه

(6)

بسنده عن فراس

(7)

بن يحيى عن الشعبي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به، بنحوه، دون الجملة الثانية فيه. قال الألباني

(8)

: (ورجاله ثقات رجال مسلم، غير أحمد هذا، فلم أعرفه) اهـ، يعني: أحمد بن

(1)

(8/ 87) ورقمها / 7173 عن محمد بن أحمد الرقام عن إبراهيم بن سلم عن عمرو به.

(2)

انظر: الجرح والتعديل (6/ 233 - 234) ت / 1294، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 226) ت / 2560، والديوان للذهبى (ص / 303) ت / 3180.

(3)

انظر: المغني للذهبى (1/ 15) ت / 81.

(4)

بفتح الراء، والقاف المشددة، وفي آخرها الميم. - الأنساب (3/ 83).

(5)

الإحالة المتقدمة نفسها.

(6)

(9/ 323 / 1).

(7)

بكسر الفاء، وخفة راء، وسين مهملة. - المغني لابن طاهر (ص / 195).

(8)

في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 234).

ص: 221

رشد

(1)

بن خيثم

(2)

، شيخ ابن عساكر، صاحب بواطيل

(3)

وليس له من الحديث إلا القليل، فلا يصح الحديث من طريقه. وفي السند: فراس بن يحيى، فراس بن يحيى الهمداني، ليس بكثير الحديث

(4)

، وثقه جماعة

(5)

، وقال يعقوب بن سفيان

(6)

: (في حديثه لين، وهو ثقة)، وقال ابن حجر في التقريب

(7)

: (صدوق، ربما وهم) اهـ؛ فالإسناد: ضعيف جدًّا.

وجاء الحديث - أيضًا - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بنحوه

رواه: ابن عدي في الكامل

(8)

من ثلاثة طرق عن مسلم بن صالح قال: حدثنا حماد بن دُليل

(9)

عن عمر بن نافع عن عمرو بن هرم قال: دخلت أنا، وجابر بن زيد على أنس بن مالك، فذكره. وسبق أن حماد بن دليل

(1)

بفتحتين. - تبصير المنتبه لابن حجر (2/ 605).

(2)

أوله خاء مضمومة، بعدها ثاء معجمة بثلاث، ثم ياء معجمة بثنتين من تحتها. - الإكمال (3/ 126).

(3)

انظر: الجرح والتعديل (2/ 51) ت / 53، والمغني للذهبي (1/ 39) ت / 288، والميزان (1/ 97) ت / 375، ولسان الميزان (1/ 171) ت / 548، وفيهما: ابن راشد.

(4)

انظر: تاريخ الثقات للعجلى (ص / 382) ت / 1346، وتهذيب الكمال (23/ 153) ت / 4712.

(5)

انظر: سؤالات الآجري أبا داود (3/ 181)، والجرح والتعديل (7/ 91) ت / 514، والثقات لابن حبان (7/ 322).

(6)

المعرفة والتأريخ (3/ 92).

(7)

(ص / 780) ت / 5416.

(8)

(2/ 249).

(9)

مصغر. - التقريب (ص / 268) ت / 1505.

ص: 222

قليل الرواية، وروى هذا الحديث بإسنادين، والراوي عنه لم أقف على ترجمة له - إلا أن يكون الذي ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل -. وراويه عن عمرو بن هرم البصري هو: عمر بن نافع

والأقرب أنه: الكوفي، قال ابن معين

(1)

: (ليس بشئ) يعني: قليل الحديث

(2)

، وذكره الساجى، وابن الجارود في الضعفاء

(3)

، وقال الحافظ في التقريب

(4)

: (ضعيف). ومما سبق يتبين أن الإسناد: ضعيف؛ لجهالة مسلم بن صالح، وضعف عمر بن نافع، وهو ما ذهب إليه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة

(5)

- والله تعالى أعلم -.

وجاء - أيضًا - من حديث عبد الله بن عمر - رضى الله عنهما -

رواه: ابن عساكر في تأريخه

(6)

بسنده عن أحمد بن صليح

(7)

بن وضاح: نا محمد بن قطن: نا ذو

(8)

النون: نا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر به، دون

(1)

التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 435).

(2)

انظر: هدي الساري (ص / 441)، وانظر: دراسة د. أحمد نور سيف للتأريخ لابن معين - رواية الدورى - (1/ 115 - 119).

(3)

انظر: التهذيب (7/ 500)، والميزان (4/ 147) ت / 6229.

(4)

(ص / 728) ت / 5009.

(5)

(3/ 235).

(6)

(9/ 323).

(7)

أوله صاد مهملة مضمومة. - الإكمال (7/ 291)، وسمى جده: سلان!

(8)

في الأصل: (ذا)، وهو خطأ نحوي.

ص: 223

الجملة الثانية فيه. وابن صليح لا يعتمد عليه

أورد الذهبي حديثه هذا في الميزان

(1)

، وقال:(هذا غلط، وابن صليح لا يعتمد عليه).

ورواه: العقيلى في الضعفاء

(2)

، وابن عساكر في تأريخه

(3)

من طريق محمد بن عبد الله العمري عن مالك به

قال العقيلى

(4)

: (حديث منكر، لا أصل له من حديث مالك، وهذا يروى عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد جيد ثابت)

(5)

اهـ. وكان قد قال عن العمري: (عن ابن مالك، ولا يصح حديثه، ولا يعرف بنقل الحديث)

(6)

. والعمري، قال ابن حبان في المجروحين

(7)

: (يروي عن مالك وأبيه العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال)، وقال الذارقطني - كما في الميزان

(8)

-: (يحدث عن مالك بأباطيل). وهذا إسناد ضعفه - أيضًا -: الألباني

(9)

.

ومما سبق يتبين أن حديث أنس، وحديث ابن عمر - من طريق ابن صليح - يرتقيان إلى درجة: الحسن لغيره باجتماعهما، وبحديث حذيفة بن اليمان - والله أعلم -.

(1)

(1/ 105) ت / 411. وانظر: لسان الميزان (1/ 188) ت/ 596، وفيهما، وفي الإكمال أن ابن صليح يروي عن ذي النون المصري.

(2)

(4/ 94).

(3)

الحوالة السابقة إلى التأريخ نفسها.

(4)

(4/ 95).

(5)

وقال نحوه الذهبي في الميزان (5/ 57).

(6)

(4/ 94).

(7)

(2/ 282).

(8)

(5/ 57) ت / 7812.

(9)

في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 236).

ص: 224

623 -

[15] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعْمَ الرَّجلُ أبُو بكْرٍ، نعمَ الرَّجلُ عُمَر، نعمَ الرَّجلُ أبُو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجلُ أُسيدُ بنُ حُضَير، نعْمَ الَرَّجلُ ثابتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجلُ معاذُ بنُ جبَلٍ، نِعْمَ الَرَّجلُ معاذُ بنُ عمرِو بنٍ الجَمُوْح).

رواه: الترمذي

(1)

- واللفظ له -، والإمام أحمد

(2)

كلاهما عن قتيبة بن سعيد، ورواه: البزار

(3)

عن أحمد بن أبان، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد

(4)

عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به

وليس للبزار

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي، وأبي عبيدة بن الجراح) 5/ 625 ورقمه / 3795. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 275).

(2)

(15/ 253) ورقمه / 9431.

(3)

[232 / ب - 233 / أ] الأزهرية.

(4)

هو: الدراوردي، روى الحديث من طريقه - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 566) ورقمه / 1244، وابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 605)، وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الفضائل (1/ 268) ورقمه / 354، والحاكم في المستدرك (3/ 289، 425)، كلهم من طرق عنه به

إلا أنه ليس في حديث ابن أبي عاصم إلا ذكر أبي بكر، وعمر، وأبى عبيدة. واقتصر ابن سعد والحاكم في الموضع الأول على أسيد بن الحضير، وفي الموضع الثاني على معاذ بن عمرو، وقال في الموضعين:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

ص: 225

فيه ذكر أسيد، ومعاذ بن جبل. قال الترمذي: (هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سهيل

(1)

)

(2)

.

وسهيل صدوق أصابته علة فتغير حفظه بأخرة. وعبد العزيز هو الدراوردي، ولعله سمع منه قبل الاختلاط، فإنه مدني حسن الحديث

(3)

، وسهيل إنما تغير بأخرة في العراق

(4)

. ولا أعرف للدراوردي رحلة إلى العراق؛ فالحديث: حسن من هذا الوجه عن سهيل كما قاله الترمذي.

وقال الألباني

(5)

عن سنده: (صحيح على شرط مسلم).

وتابع الدراوردي في روايته عن سهيل جماعة

فرواه ابن أبي شيبة في المصنف

(6)

عن أبي معاوية عن سهيل به، بنحوه، مرسلًا

وأبو معاوية هو: محمد بن خازم قد يهم في روايته عن غير الأعمش، ثم هو كوفي لا يبعد أن يكون تحمله عن سهيل بعد تغيره.

(1)

ولم يروه عن أبيه إلا هو - فيما وقفت عليه -.

(2)

في مشكاة المصابيح (3/ 1756) أن الترمذي قال: (هذا حديث غريب)، وما ورد أعلاه أولى - كما يقوله الألباني -، وهو الموجود في نسخة تحفة الأحوذي (12/ 296).

(3)

انظر: السير (8/ 36).

(4)

انظر: التهذيب (4/ 264).

(5)

في تعليقه على المشكاة (3/ 1756) ورقمه/ 6224.

(6)

(7/ 473) ورقمه/ 22، و (7/ 531) ورقمه/ 1، وليس في هذا الموضع إلا ذكر أبى عبيدة - رضى الله عنه -.

ص: 226

ورواه: البخاري في الأدب المفرد

(1)

، والنسائي في السنن الكبرى

(2)

، وفي الفضائل

(3)

، والبغوي في المعجم

(4)

، والحاكم في المستدرك

(5)

، وأبو نعيم في الحلية

(6)

من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل به، بنحوه

زاد البخاري، وللحاكم نحوه في الموضع الأول:(وبئس الرجل فلان) حتى عد سبعة، سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزاد النسائي:(نعم الرجل سهل بن بيضاء)

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص في الموضع الأول. ولم يذكره في الثاني. وابن أبي حازم مدني، صدوق حسن الحديث

(7)

.

ورواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد فضائل الصحابة لأبيه

(8)

بسنده عن فليح بن سليمان عن سهيل به، بنحوه، مقتصرًا على أبي بكر،

(1)

(ص / 123) ورقمه / 338.

(2)

(5/ 64) ورقمه / 8230.

(3)

(ص / 127 - 128) ورقمه / 126.

(4)

(1/ 104 - 105) ورقمه / 74.

(5)

(3/ 233، 268، 289 بذكر أسيد فقط، 425 مقتصرًا على معاذ بن عمرو بن الجموح).

(6)

(9/ 42).

(7)

انظر: الجرح والتعديل (5/ 383) ت / 178، والسير (8/ 368)، والتقريب (ص/611) ت/4116.

(8)

(1/ 186) ورقمه / 197.

ص: 227

وعمر رضي الله عنهما

وفليح مدني صدوق، إلا أنه كثير الخطأ

(1)

، وروايته هنا على الوجه.

ورواه: النسائي في السنن الكبرى

(2)

، وفي الفضائل

(3)

بسنده عن سليمان بن بلال عن سهيل به، بنحوه، من دون ذكر ثابت بن قيس في لفظه

وابن بلال مدني ثقة، مشهور. ومما سبق يتبين أن الحديث حسن، مداره على سهيل بن أبي صالح، وهو صدوق.

وروى عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على الفضائل لأبيه

(4)

بسنده عن إسماعيل بن مسلم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. فذكر في الحديث: أبا بكر، وعمر، وأبا عبيدة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وثابت بن قيس، وقال في آخره: فذكر ستة من الأنصار، وثلاثة من المهاجرين، فحفظت الثلاثة من الأنصار، وذهب مني ثلاثة. والإسناد ضعيف، لأجل إسماعيل بن مسلم وهو أبو إسحاق المكى - وتقدم -. وذِكر أبي بكر، وعمر، وأبي عبيدة، وثابت بن قيس، ومعاذ بن جبل حسن لغيره بالحديث المتقدم. ومن الثلاثة الذين نسيهم الراوي: أسيد بن حضير، ومعاذ بن عمرو بن الجموح - كما في الحدث المتقدم -.

(1)

انظر: تهذيب الكمال (23/ 317) ت/ 4775، والتقريب (ص/ 787) ت / 5478.

(2)

(5/ 67) ورقمه / 8243.

(3)

(ص / 135) ورقمه/ 139.

(4)

(1/ 295) ورقمه / 381.

ص: 228

624 -

[16] عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبُو بَكرٍ، وَعُمَرُ سيِّدَا كهُوْلِ

(1)

أهْلِ الجنَّةِ مِنَ الأوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ إلَّا النَّبِيّينَ وَالمُرْسَلِين).

رواه: ابن ماجه

(2)

بسنده عن عبد القدوس بن بكر بن خنيس

(3)

عن مالك بن مغول عن عون بن أبي جحيفة

(4)

عن أبيه به

وهذا إسناد حسن؛ لأن فيه: عبد القدوس بن بكر، وهو لا بأس به

(5)

. وشيخ ابن ماجه صالح بن الهيثم صدوق

(6)

.

(1)

- بضمتين - جمع كهل، وهو: من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين. وقيل: من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين. وقد اكهل الرجل وكاهل إذا بلغ الكهولة، فصار كهلا. وقيل: أراد الحليم العاقل وهو هنا اعتبر ما كانوا عليه في الدنيا، وإلا فليس في الجنة كهل.

- انظر: النهاية لابن الأثير (باب: الكاف مع الهاء) 4/ 213، وتحفة الأحوذي (10/ 149).

(2)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أبي بكر) 1/ 38 ورقمه/ 100 عن أبي شعيب بن صالح بن الهيثم الواسطى عن عبد القدوس به.

(3)

بنون بعد الخاء المعجمة المضمومة، ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها، وبالسين المهملة.

انظر: الإكمال (3/ 257)، والمغني (ص/ 95).

(4)

بضم جيم، وفتح حاء مهملة، وسكون ياء، وبفاء. - المغني (ص/ 57).

(5)

انظر: الجرح والتعديل (6/ 56) ت/ 298، والكاشف (1/ 660) ت/ 3421، والتقريب (ص / 618) ت/ 4172.

(6)

انظر: الجرح والتعديل (4/ 419) ت/ 1836، والكاشف (1/ 499) ت/ 2366، والتقريب (ص/ 449) ت/ 2909.

ص: 229

ولا عبرة بسكوت البوصيري عنه في زوائد ابن ماجه

(1)

، وهو حسن - كما تقدم -.

ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

، والأوسط

(3)

بسنده عن زكريا بن يحيى الأكفاني عن خنيس بن بكر

(4)

عن مالك بن مغول به، بنحوه

وقال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا خنيس، تفرد به زكريا بن يحيى، ولا يروى عن ابن أبي جحيفة إلا بهذا الإسناد) اهـ، وفي طريق ابن ماجه المتقدمة رد عليه. وخنيس بن بكر روى عنه جماعة، وضعفه صالح جزرة

(5)

، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(6)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وأورده ابن حبان في الثقات

(7)

، وهو: مستور. والراوي عنه: زكريا بن يحيى الأكفاني، لم أعرفه. ولا يسلم للألباني تحسينه للإسناد في سلسلة الأحاديث الصحيحة

(8)

، وفيه من عرفت. ثم إنه

(1)

مصباح الزجاجة (1/ 56) ورقمه / 36، وذكر في المقدمة (1/ 40) أن ما سكت عليه ففيه نظر، وانظر السلسلة الصحيحة (2/ 491).

(2)

(22/ 104) ورقمه / 257 عن محمد بن عبد الله الحضرمى وعلى بن العباس الكوفي البجلى، كلاهما عن زكريا بن يحيى الأكفاني به، بنحوه.

(3)

(5/ 100) ورقمه / 4186 عن علي بن العباس الكوفي به، بنحوه. وعلى بن العباس لم أقف على ترجمة له، لكن توبع، تابعه الحضرمي - كما تقدم -، وهو ثقة.

(4)

الحديث من طريق خنيس بن بكر رواه - أيضًا -: الدولابى في الأسماء والكنى (120/ 1) بسنده عن محمد بن عقيل عنه به، بنحوه.

(5)

انظر: الميزان (2/ 192) ت / 2579، واللسان (2/ 411) ت / 1693.

(6)

(3/ 394) ت / 1813.

(7)

(8/ 233).

(8)

(2/ 491).

ص: 230

عزاه إلى ابن ماجه موهما أنه عنده بإسناد الطبراني، وعلمت أنه عنده بسند آخر عن مالك بن مغول.

والخلاصة: أن سند الحديث حسن من طريق عبد القدوس بن بكر. ومتنه صحيح لغيره بطريقه الأخرى عن خنيس بن بكر، وشواهده المتقدمة والآتية. وصححه: ابن حبان

(1)

، والسيوطى، والألباني - كما سيأتي في حديث أنس رضي الله عنه

(2)

.

625 -

[17] عن علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر، وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(هَذَان سيِّدَا كهُوْلِ أهْلِ الجنَّة مِنَ الأوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ إلَّا الَّنبِيّينَ وَالمُرْسَلِين. يَا عليُّ، لا تُخْبِرهُمَا).

رواه: الترمذي

(3)

- واللفظ له - بسنده عن الوليد بن محمد الموقري

(4)

عن الزهري عن علي بن الحسين عن جده به

وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه، والوليد بن محمد الموقري يضعف في الحديث، ولم يسمع على بن الحسين من علي بن أبي طالب، وقد روي هذا الحديث عن

(1)

الصحيح (الإحسان 15/ 330 ورقمه / 6904).

(2)

ورقمه / 626.

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -) 5/ 570 ورقمه / 3665 عن علي بن حجر عن الوليد بن محمد به.

(4)

بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد القاف، وفتح الحاء، وكسر الراء المهملة

نسبة إلى موضع من نواحى دمشق.

- انظر: الأنساب (5/ 409)، ومعجم البلدان (5/ 226).

ص: 231

على من غير وجه) اهـ، وهو كما قال، الموقري ضعفه: يعقوب بن سفيان

(1)

، وأبو زرعة

(2)

، وأبو حاتم

(3)

، والنسائى

(4)

، وغيرهم

(5)

، وترك بعضهم حديثه كابن معين

(6)

، والنسائى

(7)

- في رواية عنه -، والدارقطني

(8)

، وغيرهم

(9)

. واتهمه جماعة منهم: ابن معين

(10)

- في رواية عنه -، والجوزجاني

(11)

، وابن حبان

(12)

. ونص أبو زرعة

(13)

على أن على بن

(1)

المعرفة والتأريخ (2/ 449).

(2)

الضعفاء (2/ 666) ت/ 347،

(3)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 15) ت/ 65.

(4)

كما في: تهذيب الكمال (31/ 80).

(5)

انظر الضعفاء للعقيلي (4/ 318) ت / 1919، والضعفاء لأبى نعيم (ص / 156) ت / 259، والتذكرة للحسيني (3/ 1848) ت / 7425.

(6)

كما في: تأريخ الدارمى عنه (ص / 222) ت / 837، وسؤالات ابن الجنيد (ص / 385) ت / 459، وتهذيب الكمال (31/ 78).

(7)

الضعفاء (ص / 244) ت / 603.

(8)

السنن (2/ 8)، وذكره في الضعفاء والمتروكين (ص / 384 - 385) ت / 558، وضعفه في الزهري، وهو شيخه هنا.

(9)

انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 187) ت / 3668.

(10)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 15) ت / 65.

(11)

أحوال الرجال (ص / 161) ت / 286، وقال:(يروي عن الزهري عدة أحاديث ليس لها أصول).

(12)

المجروحين (3/ 76). وانظر: تهذيب الكمال (31/ 79).

(13)

كما في: المراسيل لابن أبي حاتم (ص / 139) ت / 251.

ص: 232

الحسين لم يدرك جده رضي الله عنه، وصرح بضعفه من هذا الوجه: المباركفوري في التحفة

(1)

.

وللحديث طرق أخرى عن علي رضي الله عنه رواها: الترمذي

(2)

، والبزار

(3)

من طريق داود (هو: ابن أبي هند)، وابن ماجه

(4)

، والبزار

(5)

، كلاهما من طريق الحسن بن عمارة

(6)

، والطبراني

(7)

من طريق فضيل بن مرزوق،

(1)

(10/ 150).

والحديث رواه - أيضًا -: ابن عساكر (كما أفاده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 490) بسنده عن ابن المسيب عنه به

قال الألباني: (وهذا إسناد متصل، ولكن عصمة بن محمد، كذاب يضع الحديث - كما قال ابن معين -).

(2)

(5/ 571) ورقمه/ 3666 عن يعقوب بن إبراهيم الدورقى عن سفيان بن عيينة عن داود به، بنحوه.

(3)

(3/ 66 - 65) ورقمه/ 828 عن يعقوب بن إبراهيم الدورقى عن سفيان بن عيينة عن داود (قال: يعني: الأودي، والصحيح أنه: ابن أبي هند) به.

(4)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أبى بكر) 1/ 36 ورقمه/ 95 عن هشام بن عمار عن سفيان (يعني: الئوري) عن الحسن بن عمارة به، بنحوه.

(5)

(3/ 67 - 66) ورقمه/ 830 عن أحمد بن عثمان بن حكيم عن عبيد بن الصباح عن فضيل بن مرزوق عن فراس به.

(6)

وكذا رواه من طريق ابن عمارة - أيضًا -: ابن بلبان في تحفة الصديق (ص / 69 - 72) ورقمه / 20.

(7)

في الأوسط (2/ 207) ورقمه / 1370 عن أحمد (هو: ابن محمد بن صدقة) عن أحمد بن عثمان بن حكيم عن عبيد بن الصباح عن فضيل به.

ص: 233

كلاهما (الحسن، وفضيل)

(1)

عن فراس (وهو: ابن يحيى الخارفي)

(2)

، والبزار

(3)

من طريق مالك بن مغول وأبي إسحاق الكوفي (يعى: سليمان الشيباني)

(4)

، ورواه

(5)

- أيضًا - من طريق إسماعيل بن أبي خالد

(6)

، ومن طريق

(7)

منصور بن أبي الأسود عن ليث، ستتهم عن الشعبي عن الحارث

(8)

عن علي به، بنحوه

وزاد ابن ماجه في آخره: (ما داما

(1)

وكذا رواه: القطيعى في زياداته على الفضائل (1/ 409) ورقمه / 632 بسنده عن شريك، و (1/ 410) ورقمه / 633 بسنده عن فضيل، كلاهما عن فراس به. ومن طريق رواه: فضائل الخلفاء (ص / 92) ورقمه / 89.

(2)

وانظر: علل الدارقطني (3/ 143 - 144).

(3)

(3/ 67 - 67) ورقمه / 831 عن محمد بن أبى مذعور عن هشيم (هو: ابن بشير) عن مالك، وأبى إسحاق به.

(4)

وكذا رواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 237) ورقمه / 290 بسنده عن هشيم عن أبى إسحاق الكوفي به.

(5)

(3/ 66) ورقمه / 829 عن ميمون بن الأصبغ وعمر بن الخطاب (يعنى: السجستاني) كلاهما عن سعيد بن الحكم بن أبى مريم عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به.

(6)

ورواه من طريق إسماعيل - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 185) ورقمه/ 196، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 218) بسنديهما عن ابن عيينة عنه به.

(7)

(3/ 69) ورقمه/ 833 عن الحسين بن على بن جعفر الأحمر عن مخول بن إبراهيم عن منصور بن أبى الأسود به

وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه من حديث ليث إلا عن منصور بن أبى الأسود عنه) اهـ.

(8)

والحديث من طريق الحارث رواه - أيضًا -: ابن عدي في الكامل (4/ 172) بسنده عن أبى إسحاق ومالك بن مغول عن الشعبي به

وأبو إسحاق هو: عبد الله بن ميسرة، ضعيف - كما في: الكامل -. ورواه - أيضًا -: ابن شاهين في السنة (رقم/=

ص: 234

حيين)، والحارث هو: ابن عبد الله الأعور، كذبه الشعبي، وابن المدينى، وغيرهما. وضرب يحيى وعبد الرحمن على نحو أربعين حديثًا من حديثه عن على رضي الله عنه

(1)

. قال البزار: (وحديث داود الأودي

(2)

عن الشعبى لم نسمعه إلا من يعقوب الدورقى عن ابن عيينة. وحديث ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي لا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا ابن أبي مريم. وحديث فراس لا نعلم رواه عن فراس إلا الفضيل رن مرزوق. وحديث مالك بن مغول وأبي إسحاق الكوفي لا نعلم رواه عن هشيم موصولًا إلا محمد بن عيسى وابن أبي مذعور، ورواه غير واحد عن مالك بن مغول وأبي إسحاق عن الشعبي غير موصول) ا هـ. وفراس صدوق ربما وهم، والراوي عنه: الحسن بن عمارة، وهو البجلى، تقدم أنه متروك الحديث. وسفيان في سند ابن ماجه هو: ابن عيينة. وذكر الحديث عند الترمذي عن داود (وهو: ابن شابور) كأنه لم يتحمله عنه رواية، فقال:(ذكر داود عن الشعبي) - والله أعلم -.

ورواه: الخطيب في تأريخه

(3)

بسنده عن بشار الخفاف عن شريك (هو: ابن عبد الله) عن فراس به، بنحوه، وقال:(هذا الحديث إنما روى شريك عن الحسن بن عمارة، فكان يقول فيه: شريك عن فراس) اهـ،

= 67، كما أفاده الألباني في السلسلة الصحيحة 2/ 488)، والخطيب في تأريخه (10/ 192)، وابن عساكر في تاريخه (9/ 307 / 2 أفاده الألباني)، من طرق عنه به.

(1)

انظر: الضعفاء للعقيلي (1/ 208 - 210)، والمجروحين (1/ 222)، وتهذيب الكمال (5/ 244) ت / 1025.

(2)

علمت ما في هذه النسبة.

(3)

(7/ 119).

ص: 235

فعاد الحديث إلى الحسن بن عمارة، وشريك ضعيف. وفي السند: بشار بن موسى الخفاف، ضعفه الجمهور، وكان ابن المديني يحسن القول فيه

(1)

، ووهاه ابن معين

(2)

، والنسائي

(3)

، وقال البخاري

(4)

: (منكر الحديث، قد رأيته، وكتبت عنه، وتركت حديثه)

(5)

. والأشبه في الإسناد: ما رواه الإمام أحمد

(6)

عن أسود بن عامر عن شريك عن فراس عن عامر به، مرسلًا، مرفوعًا.

وخالف يونس بن أبي إسحاق داود بن شابور، وفراس بن يحيى، فرواه عن الشعبي عن علي به

لم يذكر فيه الحارث الأعور، دلسه

(7)

، والشعبي لم يسمع من على، ولا غيره من الصحابة، عدا أنس بن مالك - رضى الله عنه -

(8)

روى حديثه أبو يعلى الموصلى

(9)

عن الحسن بن عرفة، وعن

(1)

انظر: العلل للإمام أحمد - رواية: عبد الله - (3/ 302) رقم النص / 5340، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 140) ت / 512، وتهذيب الكمال (4/ 83) ت / 676، والميزان (1/ 310) ت / 1180.

(2)

كما في: تأريخ الدارمى عنه (ص/ 81) ت / 197.

(3)

الضعفاء (ص / 159) ت / 80.

(4)

كما في: تهذيب الكمال (4/ 85) ت / 676، وانظر: التأريخ الكبير (2/ 130) ت / 1935، والصغير (2/ 315).

(5)

وانظر: تاريخ بغداد (7/ 118) ت / 3560.

(6)

فضائل الصحابة (1/ 177) ورقمه / 180.

(7)

انظر: تعريف أهل التقديس (ص / 37) ت / 66.

(8)

المراسيل لابن أبي حاتم (ص / 159 - 160) ت / 300، والعلل للدارقطني (4/ 17) وعلوم الحديث للحاكم (ص / 111)، والسير (4/ 296).

(9)

(1/ 405 - 406) ورقمه/ 533.

ص: 236

زهير

(1)

كلاهما عن وكيع بن الجراح، عن يونس به، مثله من حديث ابن عرفة، ونحوه من حديث زهير، وهو: ابن حرب.

وخالف أحمد بن يونس (وهو: اليربوعي) هشيما، فرواه عن مالك بن مغول عن الشعبي عن علي

لم يذكر: الحارث، ذكره الدارقطني في العلل

(2)

.

ورواه: البزار

(3)

عن إسحاق بن زياد الأيلي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن المنكدر عن جابر عن علي به، بنحوه

وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن جابر عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد) اهـ. وعبد الرحمن بن إبراهيم هو: القاص، قال ابن معين

(4)

: (ليس بشيء)، وقال النسائي

(5)

، وأبو حاتم

(6)

: (ليس بالقوي)، وذكره جماعة في الضعفاء

(7)

ووثقه آخرون

(8)

، والقول فيه قول الجمهور. وابنه، والراوي عنه، لم أقف على ترجمة لأي منهما. وسيأتي عند الطبراني

(1)

(1/ 459 - 460) ورقمه / 624.

(2)

(3/ 150).

(3)

(2/ 132) ورقمه / 490.

(4)

كما في: الميزان (3/ 259) ت / 4803، وقال مرة في التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 343 - 344): (ثقة).

(5)

كما في: الموضع المتقدم نفسه من الميزان.

(6)

كما في: الجرح والتعديل (5/ 211) ت /997.

(7)

انظر لسان الميزان (2/ 402) ت / 1587.

(8)

انظر: تأريخ الثقات لابن شاهين (ص / 212) ت / 753، والموضع المتقدم من لسان الميزان.

ص: 237

في الأوسط بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به، لم يذكر فيه: على بن أبي طالب.

وجاء الحديث من طرق أخرى عن علي، أولها: طريق خطاب - أو أبي خطاب - عنه

رواها: ابن أبي عاصم في السنة

(1)

بسنده عن موسى بن عبيدة عن أبي معاذ عنه به، نحوه

وموسى بن عبيدة هو: الربذي، لا يحتج به، ترك بعض النقاد الرواية عنه. وشيخه، وشيخ شيخه لم أعرفهما.

والثانية: طريق الحسن بن على عنه

رواها عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند

(2)

، وزوائد الفضائل

(3)

، وابن عساكر في تأريخه

(4)

من طريق الحسن بن زيد (وهو: ابن الحسن بن على) عن أبيه عن جده به بنحوه، وفيه:(سيدا كهول أهل الجنة، وشبابها)، فالإسناد: حسن كما قاله الألباني، ولكن فيه زيادة لم ترد في غيره، وهي قوله:(وشبابها)، وهي زيادة منكرة، تفرد بها الحسن بن زيد عن آبائه، ولا يحتمل تفرده، فإنه يهم، وله عن أبيه أحاديث منكرة، ومعضلة

(5)

. وأبوه ثقة

(6)

.

(1)

(2/ 603) ورقمه / 1419 عن زيد بن الحباب: عن موسى به، بنحوه.

(2)

(2/ 40) ورقمها/ 602. وعزاها المباركفوري في التحفة (10/ 150) إلى الإمام أحمد، وأظنه وهما.

(3)

(1/ 158 - 159) ورقمه / 141.

(4)

(9/ 307 / 1) أفاده الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 489).

(5)

انظر: الكامل (2/ 325 - 326)، والتقريب (ص / 238) ت / 1252.

(6)

انظر: التقريب (ص / 238) ت/ 1252.

ص: 238

والثالثة: طريق ابن عباس عنه، رواها: الخطيب في تأريخه

(1)

بسنده عن طلحة بن عمرو (هو: الحضرمي) عن عطاء عن ابن عباس به، بنحوه، وفيه أن عليًا ما أخبرهما حتى ماتا

وطلحة بن عمرو تقدم أنه متروك الحديث. وروى الحديث من طريق طلحة - أيضًا - عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يُذكر على فيها. وعطاء هو: ابن أبي رباح. وهذا الإسناد: واه.

والرابعة: طريق زر بن حبيش عنه

رواها: ابن عدي في الكامل

(2)

والدولابي في الأسماء والكنى

(3)

، كلاهما من طريق عاصم عن زر به، بنحوه

وهذا إسناد لا بأس به، فيه عاصم، وهو: ابن بهدلة صدوق، له أوهام، وحديثه على الوجه

وقال الألباني

(4)

عن الحديث بهذا الإسناد: (وهذا إسناد حسن معروف الحسن؛ فإن زرًا هذا ثقة، من رجال الشيخين، وعاصم أخراجا له مقرونا) اهـ.

فإذا نظرنا إلى هذه الطريق مع طرق الحديث عن: خطاب - أو أبي الخطاب - عند ابن أبي عاصم في السنة، وعن الحسن بن على عند عبد الله ابن الإمام أحمد في الزوائد على مسند أبيه، وعن زر بن حبيش عند ابن عدي، والدولابي نجد أن الحديث لا ينزل بمجموعها عن درجة: الحسن

(1)

(10/ 192).

(2)

(100/ 2) كما أفاده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 488)، ولم أقف عليها عند ابن عدي في مظانها.

(3)

(2/ 99)، وزاد عن علي:(فما أخبرتهما، ولو كانا حيين ما حدثت به).

(4)

(2/ 488).

ص: 239

لغيره - وبالله التوفيق -. وللحديث طرق أخرى عدة، ذكرها الدارقطني في العلل

(1)

.

(1)

(3/ 142 - 152)، قال: (يرويه الشعبي، واختلف عنه. فرواه: الحكم بن عتيبة وزكريا بن أبي زائدة وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وفراس بن يحيى وليث بن أبي سليم عن الشعبي عن الحارث عن علي

فأما حديث الحكم فرواه عنه محمد بن مرة والحسن بن عمارة. وأما حديث زكريا بن أبي زائدة فرواه عنه الهذيل بن ميمون، واختلف عنه، فقال محمد بن الصباح الجرجرائى عن الهذيل بن ميمون عن زكريا عن الشعبي، وقال محمد بن يحيى بن أبي سمينة عن الهذيل عن زكريا عن أبي إسحاق، ثم قالا: عن الحارث بن على. وأما حديث عبد الأعلى فرواه عنه محمد بن طلحة، وأما حديث ليث بن أبي سليم فرواه عنه منصور بن أبي الأسود. وأما حديث فراس فرواه عنه شريك بن عبد الله وفضيل بن مرزوق وعبد الله بن أبي ميسرة أبو ليلى والحسن بن عمارة. وقيل: إن شريكا وفضيل بن مرزوق إنما أخذاه عن الحسن بن عمارة، و لم يسمعاه من فراس. ورواه ابن عيينة عن فراس، ولم يسمعه منه، وإنما أخذه عن الحسن بن عمارة عنه، ورواه إبراهيم بن طهمان عن الحسن بن عمارة عن فراس عن الشعبى، فقال: عن حارثة بن مضرب عن علي. وقيل عن ابن عيينة فيه أقاويل عدة. وقال المسيب بن واضح عنه عن فراس. وقال أبو مسلم المستملي: عبد الرحمن بن يونس وابن المقرئ عن ابن عيينة عن الحسن بن عمارة عن فراس. وقال ابن أبي عمر العدني عن ابن عيينة حدثنا بعض أصحابنا عن فراس. وقال عمرو الناقد عن ابن عيينة ذكر ذلك عن الشعبي. وقال مشكدانة عن ابن عيينة ثنا غير واحد عن الشعبي. وقال كثير بن يحيى عن ابن عيينة عن عبيد المكتب عن الشعبي. وقال يعقوب الدورقى عن ابن عيينة ذكره داود عن الشعبي. وقال هارون بن حاتم عن ابن عيينة عن خالد بن سلمة الفأفأ عن الشعبى. وقال البرتي: عن إسحاق بن إسماعيل عن ابن عيينة عن ليث عن الشعبي عن الحارث عن علي، حدثناه النجاد عنه. وقال سعيد بن عيسى بن تليد عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر، حدثناه أبو عبد الله الأيلى قال: ثنا مقدام بن داود بن عيسى ثنا عمى سعيد بن عيسى ثنا ابن عيينة، الحديث. وقال سعيد بن أبي مريم ثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، وكلهم قالوا: عن الحارث عن علي. وقال حجاج بن إبراهيم الأزرق=

ص: 240

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن ابن عيينة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وكذلك قال على بن شبرمة عن شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وكذلك قال وضاح بن حسان عن فضيل بن مرزوق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وكذلك قيل عن هذيل بن ميمون عن زكريا عن أبى إسحاق عن الحارث عن علي. فأما حديث ابن أبى مريم عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبي عن الحارث عن علي فقد خالفه المحاربى، رواه عن إسماعيل بن زبيد عن الشعبي عمن حدثه عن علي. وقال المحاربى - أيضًا - عن أبى جناب الكلبي - واسمه: يحيى بن أبي حية - عن زبيد الأيامي عن الشعبي عن يثيع - أو ابن يثيع - عن علي. وقال محمد بن أبان عن أبي جناب عن الشعبي عن زيد بن يثيع عن علي، ولم يذكر فيه زبيدا. وقال بكر بن خنيس عن أبي جناب عن الشعبي عن الحارث عن علي. وقال مغيرة بن مسلم و إسحاق الأزرق عن أبي جناب عن الشعبي عن علي. وقال إسحاق الأزرق - أيضًا - عن أبي جناب عن أبي إسحاق عن يثيع - أو ابن يثيع - عن علي. وقال عثمان بن مطر الشيباني عن أبي جناب الكلبى عن زر بن حبيش وسويد بن غفلة وعمرو بن شرحبيل وأبي الجعد - مولى أشجع - والمسيب بن عبد خير ووهب بن أبي جحيفة عن علي. واختلف عن مالك بن مغول، فرواه هشيم عن مالك بن مغول عن الشعبي وعن أبي إسحاق الكوفي عن الشعبي عن الحارث عن علي. ورواه أحمد بن يونس عن مالك بن مول عن الشعبي عن علي - ولم يذكر بينهما أحدا -. ورواه يونس بن أبى إسحاق وطعمة بن غيلان وسيار بن ثوبان عن الشعبي عن علي. وروي عن عكرمة بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن الشبعي عن الحارث بن سويد عن علي. وروى عن فطر عن أبي إسحاق عن الشعبي عن علي، وخالفه شريك - من رواية علي بن شبرمة عنه - وفضيل بن مرزوق - من رواية وضاح عنه - قالا: عن أبي إسحاق عن الحارث عن على - وقد تقدم ذكر ذلك -. وروي هذا الحديث عن الحسن بن علي بن أبى طالب عن علي. وروي عن الحسين بن على عن علي. وروي عن جابر بن عبد الله عن علي) اهـ، وقد علق المحقق على عدد من هذه الطرق، وعزاها إلى مخرجيها، فانظره - والله الموفق -. وللحديث طرق أخرى، انظر: زيادات عبد الله بن الإمام أحمد على الفضائل لأبيه (1/ 123 - 124) ورقمه/ 93، و (1/ 125) ورقمه/ 94، و (1/ 216) ورقمه/ 245، والقطيعي في زياداته (1/ 346 - 347) ورقمه/ 499، و (1/ 399) ورقمه/=

ص: 241

ورواه: البزار

(1)

عن محمد بن هشيم عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن علي به، بنحوه، مختصرا

وعبد الرحمن بن مالك قال الإمام أحمد

(2)

: (خرقت حديثه منذ دهر)، وقال الجوزجاني

(3)

: (ضعيف الأمر جدًّا)، وقال أبو حاتم

(4)

: (متروك)، وقال أبو داود

(5)

: (كذاب)، وقال مرة

(6)

: (يضع الحديث).

والصواب في حديث يونس عن الشعبي ما رواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه

(7)

، وما رواه: القطيعي في زياداته

(8)

، كلاهما من طريق سلم

(9)

بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن أبي هريرة به، بنحوه

وهذا إسناد حسن؛ لأجل سلم بن قتيبة - وهو: ابن عمرو الباهلى - صدوق

(10)

.

= 609، و (1/ 424) ورقمه / 666، و (1/ 442 - 444) ورقمه / 708 - 710، وفضائل العشاري (ص / 56) رقم / 34، والمعجم لابن قانع (3/ 31).

(1)

[13/ ب - 14/أ] الأزهرية.

(2)

العلل - رواية: عبد الله - (3/ 454) رقم النص / 5929.

(3)

أحوال الرجال (ص / 93) ت / 137.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (5/ 286) ت / 1368

(5)

كما في: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 99) ت / 1893.

(6)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها، وانظر الكشف الحثيث (ص / 165) ت/ 432.

(7)

(1/ 188) ورقمه / 200.

(8)

(1/ 441) ورقمه / 705.

(9)

في المطبوع: (سالم)، وهو تحريف.

(10)

التقريب (ص / 397) ت / 2485.

ص: 242

626 -

[18] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: (هَذَانِ سيِّدَا كُهُوْلِ أهْلِ الجنَّةِ مِنَ الأوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ إلَّا النَّبِيّينَ وَالمُرْسَلِين).

رواه: الترمذي

(1)

- واللفظ له -، والبزار

(2)

، والطبراني في الأوسط

(3)

، والصغير

(4)

كلهم من طريق محمد بن كثير المصيصى

(5)

عن الأوزاعي عن قتادة عنه به

ولفظ الطبراني في الأوسط: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر فقال: (هذان سيدا كهول أهل الجنة)، وفي

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -) 5/ 570 ورقمه / 3664 عن الحسن بن الصباح البزار عن محمد بن كثير العبدى به .. وقوله: (العبدي) خطأ، لا أدري من أين هو؟ والصحيح أنه المصيصى الصنعاني، كما في: تحفة الأشراف (1/ 340) رقم / 1313، وتحفة الأحوذي (10/ 150)، وكما في: مصادر الحديث الأخرى كالمعجمين الأوسط والصغير للطبراني - وسيأتي العزو إليهما -، والعلل لابن أبى حاتم (2/ 390) رقم / 2681، والبغوى في شرح السنة (14/ 102 - 103) رقم / 3897، والمختارة للضياء المقدسى (7/ 95 - 97) رقم / 2508 - 2510، إذ رووه من طرف عن المصيصى، الصنعاني عن الأوزاعى به.

(2)

[105/ ب الأزهرية] عن بشر بن خالد العسكري والعباس بن عبد الله عن محمد بن كثير به.

(3)

(7/ 445) ورقمه / 6869 عن محمد بن أحمد بن عنبسة المصيصى عن محمد بن كثير به، بنحوه، مختصرا.

(4)

(ص / 351) ورقمه / 956 عن محمد بن أحمد به، بنحوه، مختصرًا عما في الأوسط.

(5)

وكذا رواه: القطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 148 - 149) ورقمه / 129 بسنده عن هدبة بن عبد الوهاب عن محمد بن كثير به.

ص: 243

الصغير: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة). قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)، وقال الطبراني في الأوسط:(لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعى إلا محمد بن كثير، ولم يروه عن قتادة إلا الأوزاعى)، ونحوه في الصغير، مختصرا. ومحمد بن كثير هو: أبو يوسف الصنعاني، ضعيف الحديث. وعن يونس بن حبيب

(1)

أنه ذكر لابن المديني حديثه هذا عن الأوزاعى فقال: (كنت أشتهى أن أرى هذا الشيخ، فالآن لا أحب أن أراه)، قال أبو حاتم معلقًا -:(صدوق، فإن قتادة عن أنس لا يجيء بهذا المتن). وذكره ابن عدي في الكامل

(2)

وقال: (له روايات عن معمر، والأوزاعى خاصة أحاديث عداد مما لا يتابعه أحد عليه)

وبضعفه أعل الألباني الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة

(3)

.

وفي السند عنعنة قتادة، وهو: ابن دعامة، مدلس، عده الحافظ في الثالثة من مراتب المدلسين، ونقل الضياء في المختارة

(4)

عن البخاري قال: (هذا حديث منكر)، قال الترمذي:(إنما أنكر محمد هذا من حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم). وشيخ الطبراني: محمد بن أحمد بن عنبسة، ترجم له الذهبي في تأريخ الإسلام

(5)

، ولم يذكر فيه جرحًا، وتعديلًا.

(1)

انظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 390) رقم / 2681، والجرح والتعديل (8/ 69) ت / 309.

(2)

(6/ 255).

(3)

(2/ 490).

(4)

(7/ 17).

(5)

حوادث (281 - 290 هـ) ص / 247 - 248.

ص: 244

وللحديث طريق أخرى عن أنس

رواها: ابن عساكر في تأريخه

(1)

والمقدسي في المختارة

(2)

، كلاهما من طريق سهل بن زنجلة الرازي عن عبد الرحمن بن عمر عن عبد الله بن يزيد العبدي عن أنس به، بنحوه

قال الألباني: (هذا إسناد لم أعرف منه غير سهل هذا، وهو ثقة)

(3)

اهـ. والسبب في عدم معرفته لبقية الإسناد ما فيه من تحريف، فالصحيح أن سهلا يرويه عن عبد الرحمن بن مغرا

(4)

عن عبد الله بن زيد الجرمي

(5)

عن أنس به، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن مغرا صدوق

(6)

، والمختار في سهل بن زنجلة أنه صدوق

(7)

- أيضًا -، والحديث حسن لغيره بطريقه الأخرى، وشواهده، ولذا أورده الضياء فيما اختاره من الأحاديث الصحيحة من طريقيه عن أنس رضي الله عنه وصححه السيوطى، والألباني

(8)

.

627 -

[19] عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا عَلي، هَذَانِ سيِّدَا كهُوْلِ أهْلِ الجنَّةِ مِنَ الأوَّلِينَ،

(1)

(9/ 310 / 1) أفاده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 411).

(2)

أفاده الألباني - أيضًا -.

(3)

وهو اختيار الذهبي في الكاشف (1/ 469) ت / 2170.

(4)

انظر: تهذيب الكمال (12/ 186)، و (17/ 420).

(5)

انظر: المرجع المتقدم (3/ 358).

(6)

التقريب (ص/600) ت / 4039.

(7)

انظر: تهذيب الكمال (12/ 186) ت / 2611، والتقريب (ص / 419) ت / 2672.

(8)

انظر: صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 71) رقم/ 51، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 492).

ص: 245

وَالآخِرِينَ إلَّا النَّبِيّينَ وَالمُرْسَلِين - أبو بكر، وعمر -. لا تُخْبِرهُمَا ذلكَ يَا عَليّ).

هذا حديث رواه: البزار

(1)

، والطبراني في الأوسط

(2)

- واللفظ له - كلاهما من طريق على بن عابس

(3)

عن بدر بن الخليل، وعبد الملك بن أبي سليمان

(4)

، وأبي الجحاف

(5)

، وكثير النواء، أربعتهم عن عطية عن أبي سعيد به

وقال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن بدر بن الخليل، ومن معه إلا على بن عابس، تفرد به الجبيري) اهـ، وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(6)

وعزاه إلى البزار والطبراني في الأوسط، ثم قال:(وفيه على بن عابس، وهو ضعيف) اهـ، وأعله به - أيضًا -: الألباني

(7)

، وهو كما قالا.

وسأل ابن أبي حاتم

(8)

أباه عن الحديث، فقال: (هذا خطأ، يرويه تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله

(1)

كما في: كشف الأستار (3/ 168) ورقمه / 2492 عن عبيد الله بن يوسف الثقفي عن علي بن عابس به.

(2)

(5/ 216) ورقمه / 4428 عن عبد الله بن ناجية البغدادي (هو: عبد الله بن محمد بن ناجية) عن عبيد الله بن يونس الجبيري عن ابن عابس به.

(3)

بباء معجمة بواحدة، وسين مهملة. - الإكمال (6/ 16).

(4)

في الأوسط: (سلمان)، - بلام، فميم -، وهو تحريف.

(5)

بجيم، وتشديد المهملة، وآخره فاء. - انظر: التقريب (ص / 308) ت / 1815، والمغني (ص / 57).

(6)

(9/ 53).

(7)

سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 492).

(8)

العلل (2/ 382) رقم / 2658.

ص: 246

عليه وسلم - قال: "إن أهل الدرجات العلى"

(1)

، فأحسب على بن عابس أراد هذا الحديث) اهـ، وما حسبه قريب، ولا شك. وفات الهيثمى، والألباني إعلال الحديث لي ضعف عطية، وهو العوفي، راويه عن أبي سعيد، ثم هو مدلس من الرابعة، ولم يصرح بالتحديث. وبدر بن الخليل - في سنده - وثقه ابن معين

(2)

، وأورده ابن شاهين في الثقات

(3)

، وقال أبو حاتم

(4)

: (شيخ). وعبد الملك بن أبي سليمان قال الحافظ في التقريب: (صدوق له أوهام)، وقال

(5)

في أبي الجحاف - واسمه: داود بن أبي عوف -: (صدوق شيعى، ربما أخطأ)، وتقدم أن كثير النواء ضعيف.

وإسناد الحديث: ضعيف، ولمتنه شواهد عدة قد درستها هنا هو بها: حسن لغيره - والله الموفق -.

628 -

[20] عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سيِّدَا كُهُوْلِ أهْلِ الجنَّةِ مِنَ الأوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ. ولا تُخْبِرهُمَا يَا عَليّ).

(1)

سيأتي الحديث، فانظره برقم / 631.

(2)

التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 54).

(3)

(ص / 79) ت/ 129.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (2/ 413) ت / 1628.

(5)

(ص / 308) ت / 1815.

ص: 247

رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن محمد إلا سفيان بن عيينة، تفرد به سعيد بن عيسى) اهـ، وجعفر بن محمد هو: ابن على بن الحسين، وفي السند إليه شيخ الطبراني مقدام بن داود ليس بثقة، متكلم فيه. وشيخه: يحيى بن سعيد بن عيسى، هكذا وقع في سند الحديث، وهو تحريف، صوابه: سعيد بن عيسى، كما في كلام الطبراني عقب الحديث، وكما في شيوخ المقدام بن داود عند بعض من ترجم له

(2)

. والحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وقال:(رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود، وقد قال ابن دقيق العيد إنه وثق، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات) اهـ.

وتقدم

(4)

الحديث عند البزار عن إسحاق بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن محمد بن المنكدر عن جابر عن علي به، بنحوه

وسنده ضعيف، وفيه راويان لم أقف على ترجمة لأي منهما، والحديث عن علي أشهر - والله تعالى أعلم -.

(1)

(9/ 373) ورقمه / 8803 عن مقدام (وهو: ابن داود بن عيسى) عن سعيد بن عيسى (وهو: ابن تليد) عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد به.

(2)

للتأكد انظر - مثلًا -: الجرح والتعديل (8/ 303) ت / 1319، والميزان (5/ 301) ت / 8745.

(3)

(9/ 53).

(4)

- آنفا - برقم / 625.

ص: 248

629 -

[21] عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أبُو بَكْرٍ، وعُمرُ سيِّدَا كُهُوْلِ أهْلِ الجنَّةِ مِنَ الأوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ إلَّا النَّبِيّينَ وَالمُرْسَلِين. لا تُخْبِرهُمَا يَا عليّ).

رواه: البزار

(1)

بسنده عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول

(2)

عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به

وقال: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبيد الله إلّا عبد الرحمن بن مالك بن مغول، ولا نعلمه يروى عن ابن عمر إلّا من هذا الوجه. وعبد الرحمن لين الحديث) اهـ، وعبد الرحمن بن مالك وهاه الإمام أحمد، والجوزجاني، واتهمه أبو داود بوضع الحديث، وبه أعل الهيثمى الحديث في مجمع الزوائد

(3)

، قال:(متروك). وقال ابن أبي حاتم

(4)

عن أبي زرعة: (هذا حديث باطل)، قال: يعني بهذا الإسناد، وامتنع أن يحدثنا، وقال:(اضربوا عليه). وبعبد الرحمن بن مالك بن مغول أعله الألباني

(5)

، ونقل تكذيب أبي داود له، وترك الدارقطني لحديثه، ثم قال:(وهو آفة هذا الإسناد، وإنما ذكرته لبيان حاله) اهـ، وفيما ثبت من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب غنية عن حديث ابن مالك بن مغول، وتقدمت.

(1)

[31/ ب - 14/ أ الأزهرية] عن محمد بن هشيم عن عبد الرحمن بن مالك به.

(2)

والحديث من طريقه رواه - أيضًا -: السهمي في تأريخ جرجان (ص/ 116 - 117) مطولا، وابن عساكر في تأريخه (13/ 23/ 2) من طرق عنه به، بنحوه.

(3)

(9/ 53).

(4)

العلل (2/ 389) رقم/ 2677.

(5)

سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 492).

ص: 249

630 -

[22] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الرَّجلَ منْ أهلِ علِّيْينَ

(1)

يشرفُ

(2)

علَى أهلِ الجنَّةِ، كأنَّهُ كوكب دُرّيٌ

(3)

. وإنَّ أبَا بكرٍ، وعمرَ منهُمَا، وَأنعَمَا

(4)

).

(1)

أي: الذين في أعلى الأمكنة

مأخوذ من العلو، وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع. وقال مجاهد في قوله - تعالى - في سورة المطففين، الآية (18):{إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} ، عليون: السماء السابعة). وقيل غير ذلك.

- انظر: شرح السنة (14/ 100)، والنهاية (باب: العين مع اللام) 3/ 294 وتفسير ابن كثير (4/ 519).

(2)

أي: يطلع عليهم، واصله من الشرف، وهو: العلو، ومن نظر إلى شيء من موضع مرتفع يكون أكثر لإدراكه. - انظر: المجموع المغيث (2/ 187)، والنهاية (باب: الشين مع الراء) 2/ 462.

(3)

مرفوعة الدال، لا تهمز، قاله أبو داود أثناء سياقه للحديث في سننه (4/ 287). والدري: الشديد الإنارة؛ تشبيها للدر بصفائه. وقيل: الكوكب الدريّ عند العرب هو عظيم المقدار. وقيل غير ذلك.

- انظر: النهاية (باب: الدال مع الراء) 2/ 113.

(4)

فسر قوله: "وأنعما" في الحديث عقبه في مسند عبد بن حميد (المنتخب ص / 280) بأن المقصود: (وأرفعا). وعند الطبراني في الأوسط (4/ 256) من طريق إسماعيل بن يعقوب الأسدي بأن المقصود: (وأخصبا). وقيل - كما في: تأريخ جرجان (ص / 181) عقب الحديث -: (وحق لهما). وقال البغوي في شرح السنة (14/ 100 - 101):) وقوله: (أنعما) يعني: زادا على ذلك. يقال: قد أحسنت إلي وأنعمت، أي: زدت على الإحسان. وفي بعض الروايات: قيل لأبي سعيد ما أنعما؟ قال: أهل ذاك هما. وقيل: أنعما، أي: صارا إلى النعيم، ودخلا فيه، كما يقال: أجنب الرجل إذا دخل في الجنوب، واشمل إذا دخل في الشمال) ا هـ، ونحوه، مختصرًا في النهاية لابن الأثير (باب: النون مع العين) 5/ 83، وفي جامع الأصول له (8/ 628): (أنعم فلان النظر في الأمر،=

ص: 250

هذا الحديث رواه: البزار

(1)

عن زيد بن أخزم (وهو: أبو طالب البصري)، والطبراني في الأوسط

(2)

- واللفظ له - عن محمد بن الحسين بن مكرم عن محمد بن خالد بن خداش

(3)

، كلاهما عن سلم بن قتيبة أبي قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن أبي هريرة به

وللبزار: (إن أهل الدرجات ليراهم من هو أسفل منهم كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء. وإن أبا بكر، وعمر منهم، وأنعما). والحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

، وعزاه إلى الطبراني، وقال: (ورجاله رجال الصحيح غير سلم

(5)

بن قتيبة وهو ثقة) اهـ، والمختار أن سلمًا صدوق

(6)

، وشيخه يونس بن أبي إسحاق يهم قليلا

(7)

، ومحمد بن خالد

= إذا بالغ في تدبره، والتفكر فيه. وأحسن فلان إلي وأنعم أي: أفضل، وزاد في الإحسان. وكذلك هنا أي: هما منهم، وزادا في هذا الأمر، وتناهيا فيه).

(1)

[274 / أ] الأزهرية.

(2)

(7/ 6) ورقمه / 6003.

(3)

بكسر معجمة، وخفة دال، وآخره معحمة. - المغني (ص/90).

والحديث من طريقه رواه - أيضًا -: القطيعي في زياداته على الفضائل (1/ 442) ورقمه / 706.

(4)

(9/ 54).

(5)

بفتح السين، وسكون اللام، وآخره ميم. - انظر: الإكمال (4/ 345)، والمغني (ص / 131).

(6)

انظر: الجرح والتعديل (4/ 266) ت / 1148، والثقات لابن شاهين (ص / 151) ت / 462، والكاشف وحاشيته لسبط ابن العجمي (1/ 451) ت/ 2015، والتقريب (ص / 397) ت / 2484.

(7)

انظر: التقريب (ص / 1097) ت / 7956.

ص: 251

ابن خداش - الراوي عن سلم - يغرب

(1)

ولم أقف على الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، وهو لا بأس به، حسن - إن شاء الله -.

631 -

[23] عن أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الرَّجلَ منْ أهلِ علِّيّينَ ليُشْرفُ علَى أهلِ الجنَّة، فتُضِيءُ الجنَّةُ لِوجهِهِ، كأنَّهَا كوكبٌ دُرّيٌ، وإنَّ أبَا بكرٍ وعمرَ لَمِنهُمْ، وَأنعَما).

هذا الحديث جاء من طريقين عن أبي سعيد.

أولهما عن أبي الحسن عطية بن سعد العوفي عنه به. وروي عن عطية العوفي من أكثر من عشرين وجها، منها:

ما رواه: أبو داود السجستاني

(2)

- واللفظ له - بسنده عن أبان بن تغلب عنه به

وعطية ضعيف، وفي السند: وهيب بن عمرو النمري

(3)

،

(1)

انظر: التقريب (ص / 840) ت / 5880.

(2)

فِي (كتاب: الحروف والقراءات، باب - كذا، دون ترجمة -) 4/ 287 - 288 ورقمه/ 3987 عن يحيى بن الفضل عن وهيب - يعني: ابن عمرو النمري - عن هارون - يعني: ابن موسى النحوي - عن أبان بن تغلب به. ورواه: القطيعى في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 349) ورقمه / 503 عن أبي بكر الباغندي عن يحيى بن الفضل عن وهيب، و (1/ 380 - 381) ورقمه/ 569، ورواه: ابن بلبان في تحفة الصديق (ص/ 46 - 48) ورقمه/ 12 بسنديهما عن مسكين بن بكير، كلاهما عن هارون به.

(3)

بفتح النون، والميم، وفي آخرها الراء المهملة

نسبة إلى رجل اسمه: النمر.

- انظر: الأنساب (5/ 524 - 525).

ص: 252

مستور

(1)

. وهارون هو: ابن موسى النحوي. وأبان بن تغلب هو: أبو سعد الكوفي، ثقة، تكلم فيه للتشيع

(2)

، وذلك الكلام لا تأثير له في روايته هذه.

وما رواه: الترمذي

(3)

، والإمام أحمد

(4)

، وأبو يعلى

(5)

، كلهم من حديث محمد بن فضيل

(6)

عن سالم بن أبي حفصة

(7)

، وعبد الله بن صهبان

(8)

، وابن أبي ليلى، وكثير النواء، وسليمان بن مهران الأعمش

(9)

،

(1)

انظر: التأريخ الكبير للبخاري (8/ 177) ت / 2614 والجرح والتعديل (9/ 35) ت / 159، والثقات لابن حبان (9/ 230)، والتقريب (ص / 1045) ت / 7538.

(2)

انظر: أحوال الرجال (ص / 67) ت / 74، والتقريب (ص / 103) ت / 137.

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب أبي بكر - رضى الله عنه -) 5/ 567، ورقمه / 3658 عن قتيبة (هو: ابن سعيد) عن محمد بن فضيل به.

(4)

(18/ 382 - 383) ورقمه / 11882 - ومن طريقه: المزي في تهذيب الكمال (15/ 128 - 129) عن ابن فضيل به، بنحوه. وهو في الفضائل - أيضا - (1/ 168 - 169) ورقمه / 162.

(5)

(2/ 473) ورقمه / 1299 عن أبي خيثمة (هو: زهير) عن ابن فضيل به، بنحوه.

(6)

بالفاء، والضاد المعجمة. - انظر: المؤتلف للدارقطني (4/ 1745)، وتبصير المنتبه (3/ 1081).

(7)

وكذا رواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 171) ورقمه / 168 بسنده عن سالم بن أبى حفصة. وقرن به: مطرف بن طريف.

(8)

بضم المهملة، وسكون الهاء، بعدها موحدة. - التقريب (ص / 516) ت / 3416.

(9)

ورواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته المشار إليها (1/ 171) ورقمه / 168 ج من طريق الأعمش وكثير النواء وعبد الله بن صهبان، كلهم عن عطية. وكذا =

ص: 253

خمستهم عنه به، بلفظ:(إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما)، وهذا لفظ الترمذي، ولفظ الإمام أحمد، وأبي يعلى نحوه.

وسالم بن أبي حفصة صدوق، غالٍ في التشيع

(1)

. وابن صهبان لين الحديث

(2)

. وابن أبي ليلى هو: محمد، قال الحافظ:(صدوق سئ الحفظ جدا). وكثير النواء ضعيف - أيضًا -، والأعمش مدلس، ولم يصرح بالتحديث.

وما رواه: ابن ماجه القزويني

(3)

، والإمام أحمد

(4)

، وأبو يعلى

(5)

،

= رواه: القطيعي في زياداته (1/ 417) ورقمه/ 650، و (1/ 425) ورقمه/ 667 بسنده عن ابن فضيل به. وكذا رواه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 656) بسنده عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش وحده به.

(1)

انظر: التقريب (ص/ 359) ت / 2184.

(2)

انظر: الجرح والتعديل (5/ 85) ت/ 396، والتقريب (ص/ 516) ت/ 3416.

(3)

في المقدمة (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضل أبي بكر - رضى الله عنه -) 1/ 37 ورقمه/ 96 عن علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، كلاهما عن وكيع عن الأعمش به، بنحوه.

(4)

(18/ 422) ورقمه/ 11939 عن وكيع، و (17/ 223) ورقمه/ 11213 عن ابن نمير، و (18/ 223) ورقمه/ 11690 عن عبد الرزاق عن سفيان، ثلاثتهم عن الأعمش به، بنحوه. وهو في الفضائل له (1/ 169) ورقمه / 164 عن عبد الرزاق - وحده -، و (1/ 170) ورقمه/ 166 عن وكيع - وحده - وهو من طريق وكيع للقطيعي في زياداته (1/ 426) ورقمه/ 673. ورواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة (7/ 471) رقم/ 3 عن وكيع به، بنحوه.

(5)

(2/ 400) ورقمه/ 1178 عن زهير عن جرير عن الأعمش به، بنحوه.

ص: 254

كلهم من طريق الأعمش به، بنحو حديث الترمذي. ولم يصرح الأعمش في هذه الطريق - أيضًا - بالتحديث

(1)

.

وما رواه: الإمام أحمد

(2)

- وحده - من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد عنه به، وهما طريقان حسنان لو لا ضعف عطية العوفي، فإسماعيل بن أبي خالد صدوق.

وما رواه: أبو يعلى

(3)

- وحده - من طريق فضيل بن سليمان عن كثير بن قاروندا عنه به، بنحو حديث الترمذي

وابن قاروندا مستور، ذكره ابن حبان في الثقات

(4)

، وقال ابن القطان

(5)

: (لا يعرف حاله)، وقال الحافظ

(6)

: (مقبول). وابن سليمان قال فيه الحافظ في التقريب: (صدوق، له خطأ كثير).

(1)

ومن طريق الأعمش رواه - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 602) ورقمه / 1416، والبغوي في شرح السنة (14/ 99 - 100) ورقمه / 3892، كلاهما من طرق عنه به، بنحوه.

(2)

(18/ 47) ورقمه / 11467 عن محمد بن عبيد عن إسماعيل بن أبى خالد به، بنحوه. وهو في الفضائل له (1/ 170 - 171) ورقمه / 167 عن محمد بن عبيد.

(3)

(2/ 369) ورقمه / 1130 عن محمد بن يحيى عن فضيل بن سليمان به، بنحوه"

(4)

(7/ 353).

(5)

بيان الوهم والإبهام (5/ 41).

(6)

التقريب (ص / 809) ت /5657.

ص: 255

وما رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

، والصغير

(2)

بسنده عن الهيثم بن حبيب الصيرفي عنه به

قال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن الهيثم بن حبيب الصيرفي إلا حفص بن أبي داود، تفرد به أبو الربيع الزهراني)، ونحوه في الصغير مختصرا. والهيثم بن حبيب صدوق

(3)

، إلا أن الراوي عنه: حفص بن أبي داود، متروك

(4)

مع إمامته في القراءة

(5)

.

وما رواه - أيضًا - في الأوسط

(6)

بسنده عن علي بن هاشم عن جابر بن الحسن وعمر، وأبي محمد، وزكريا بن أبي زائدة، وكثير النواء، وعبد الملك بن سليمان، ستتهم عنه به، بنحو حديث الترمذي

وقال: (لم يروه عن علي بن هاشم إلا زحمويه) اهـ، وزحمويه اسمه: زكريا بن

(1)

(4/ 256) ورقمه/ 3451 عن الحسن بن سليمان الدارمى عن أبى الربيع الزهراني عن حفص بن أبي داود عن الهيثم بن حبيب به، بنحوه.

(2)

(ص / 148) ورقمه/ 345 سندًا، ومتنا.

(3)

التقريب (ص / 1030) ت / 7410، وانظر: الجرح والتعديل (9/ 80) ت/ 327، وتهذيب الكمال (30/ 369) ت / 6642.

(4)

تركه الإمام أحمد (العلل - رواية: عبد الله - 4/ 133)، وابن المديني، والبخاري، ومسلم وغيرهم

انظر: تأريخ بغداد (7/ 186) ت / 4312، وتهذيب الكمال (7/ 10 - 17) ت/ 1390.

(5)

التقريب (ص/ 157) ت/ 1414.

(6)

(3/ 454) ورقمه/ 2975 عن إبراهيم (هو: ابن أحمد بن مروان الواسطى) عن زكريا بن يحيى زحمويه عن علي بن هاشم به، بنحوه. وفي سنده في المطبوع:(عن زكريا بن يحيى عن رحمويه)، وفيه خطأ في موضعين، أولهما قوله:(عن زكريا عن رحمويه)، وهما واحد. والآخر قوله:(رحمويه) - بالراء المهملة -، والصواب أنه بالزاي، كما في الإكمال (4/ 179).

ص: 256

يحيى الواسطى، لا أعرف حاله

(1)

. وعلي بن هاشم له مناكير. وعبد الملك بن سليمان هو المعروف بفليح بن سليمان، وهو صدوق كثير الخطأ - وتقدما -. وجابر بن الحسن، وعمر، وأبو محمد لم أعرفهم. وكثير النواء ضعيف.

ورواه - أيضًا -

(2)

بسنده عن حسين الأشقر عن شريك عن إبراهيم بن مهاجر عنه به، بنحو حديث الترمذي

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن مهاجر إلا شريك، تفرد به حسين الأشقر) اهـ، وهو كما قال. وحسين هو: ابن الحسن الأشقر، قال الحافظ في التقريب:(صدوق يهم، ويغلو في التشيع). وشريك هو: ابن عبد الله ضعيف. وإبراهيم بن مهاجر هو: البجلي ضُعّف، وقال الحافظ:(صدوق لين الحفظ).

وما رواه - أيضًا -

(3)

بسنده عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عنه به، بلفظ:(إن أهل الجنة ليتراءون أهل عليين كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء، وإن أبا بكر، وعمر منهم).

والحسن بن أبي جعفر ضعيف، والمنذر بن الوليد هو: ابن عبد الرحمن

(1)

له تراجم في: كشف النقاب (1/ 238) ت /677، والموضع المتقدم من الإكمال، ونزهة لألباب (1/ 339) ت / 1352، وغيرها، ليس فيها جميعًا شيء من الجرح، أو التعديل.

(2)

(8/ 167) ورقمه / 7336 عن محمد بن أبان عن محمد بن عبيد الله عن حسين الأشقر به، بنحوه.

(3)

(10/ 220) ورقمه / 9484 عن يعقوب بن مجاهد عن المنذر بن الوليد عن أبيه عن الحسن بن أبي جعفر عن ابن جحادة به.

ص: 257

العبدي، ثقة

(1)

هو، وأبوه

(2)

. وشيخ الطبراني: يعقوب بن مجاهد، لا بأس به

(3)

.

وما رواه - أيضًا -

(4)

بسنده عن إسماعيل بن يعقوب الأسدي عنه به، بلفظ: (إن أهل السماء الدنيا ليرون أهل عليين

)، ثم هو بنحوه. وشيخ الطبراني: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وهو لا بأس به.

وما رواه - أيضًا -

(5)

بسنده عن مهدي

(6)

عنه به، وفيه:(كما يضيء القمر ليلة البدر)، ثم الحديث بنحوه، وقال:(لم يرو هذا الحديث عن مهدي إلا الجراح، تفرد به على بن أبي بكر) اهـ. ومهدي هو: ابن الأسود الكندي، مجهول

(7)

، وعمر بن على بن أبي بكر لم أقف على ترجمة له، وأبوه على - في الإسناد - ثقة

(8)

.

(1)

التقريب (ص/ 971) ت/ 6141.

(2)

المرجع نفسه (ص / 1031) ت/ 7484.

(3)

انظر: الجرح والتعديل (9/ 215) ت/ 899.

(4)

(6/ 229 - 228) ورقمه/ 5483 عن محمد بن عثمان بن أبى شيبة عن منجاب بن الحارث عن إسماعيل بن يعقوب به، بنحوه.

(5)

(2/ 463) ورقمه/ 1799 عن أحمد بن علي بن إسماعيل الرازى عن نوح عن محمد بن على بن أبى بكر وأبيه عن الجراح بن الضحاك الكندى عن مهدى به، بنحوه.

(6)

ورواه من طريق ابن مهدى - أيضًا -: السهمي في تأريخ جرجان (ص/ 180 - 181) بسنده عن الجراح عنه به، بنحوه.

(7)

الجرح والتعديل (8/ 337) ت / 1550.

(8)

المصدر نفسه (6/ 176) ت/ 966.

ص: 258

وما رواه في الصغير

(1)

بسنده عن محمد بن عبد العزيز الرملى عن القاسم بن غصن عن إسماعيل بن سميع به بنحو حديث الترمذي

وقال: (لم يروه عن إسماعيل بن سميع إلا ابن غصن، ولا عنه إلا محمد بن عبد العزيز، تفرد به على بن داود القنطري) اهـ،، وابن غصن ليس بالقوي، يحدث بأحاديث مناكير، بخاصة إذا روى عنه محمد بن عبد العزيز الرملى

(2)

- كما هنا -، والرملى ضعف، وله أوهام. وشيخ الطبراني: علي بن يوسف المستملى لم أقف على ترجمة له.

ومما سبق يتضح أن الحديث من الطرق المتقدمة جميعًا يدور على عطية العوفي

(3)

، وقدمت عن أهل العلم أنه ضعيف، ومدلس، عده الحافظ في

(1)

(ص/ 222) ورقمه 1/ 561 عن علي بن يوسف المستملى عن علي بن داود القنطري عن محمد بن عبد العزيز الرملي به، بنحوه.

(2)

انظر: الكامل (6/ 36)، وانظر سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص/ 249) ت/ 264، والمجروحين لابن حبان (2/ 213)، وتاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين (ص/ 159) ت/ 520. والحديث من طريق إسماعيل، بن سميع رواه - أيضًا -: ابن حبان في المجروحين (3/ 11) بسنده عنه به، بنحوه.

(3)

والحديث من طريق عطية العوفي رواه - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 602) ورقمه / 1417 بسنده عن عبد الملك بن عمير، والحميدى في مسنده (2/ 333) ورقمه/ 755، وأبو نعيم في الفضائل (ص/ 92) ورقمه/ 90، والعشارى في الفضائل (ص/ 87) ورقمه/ 613 بأسانيدهم عن مالك بن مغول، والإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 171) ورقمه/ 169 بسنده عن أبى الجحاف (واسمه: داود بن أبي عوف)، والدولابي في الكنى (1/ 104) بسنده عن أبي الضحاك، وعبد الله في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 196) ورقمه/ 212 بسنده عن إبراهيم بن سليمان، والقطيعى في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 149) ورقمه/ 131 بسنده عن عمرو بن قيس، و (1/ 374) ورقمه / 559 بسنده عن الصبي بن الأشعث، و (1/ 379 - 380) =

ص: 259

المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين، وقال:(ضعيف الحفظ، مشهور بالتدليس القبيح). وتابعه: أبو الوداك

(1)

جبر بن نوف

(2)

، روى حديثه الإمام أحمد

(3)

، وأبو يعلى

(4)

، كلاهما من طريق مجالد بن سعيد

(5)

عنه به، بنحو حديث الترمذي

وأبو الوداك لا ينزل عن درجة الصدوق

(6)

، لكن الراوي عنه: مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وأورد حديثه هذا ابن القيسراني في معرفة التذكرة

(7)

، وأعله بضعفه، وهو كما قال.

= ورقمه / 568، و (1/ 385) ورقمه / 81، و (1/ 393) ورقمه / 596، و (1/ 409) ورقمه / 631، و (1/ 415) ورقمه / 646، وأبو نعيم في الحلية (7/ 250) بسنده عن مسعر، والخطيب في تأريخه (3/ 195) بسنده عن إبراهيم بن سليمان، و (11/ 58) بسنده عن المسعودي، والبغوي في شرح السنة (14/ 100)، وابن حجر في لسان الميزان (4/ 418) بسنديهما عن أبي إسماعيل، كلهم عنه به، بنحوه.

(1)

بفتح الواو، وتشديد الدال، وآخره كاف. - التقريب (ص / 194) ت / 902.

(2)

بفتح النون، وسكون الواو، وآخره فاء.

- انظر: المرجع المتقدم، الإحالة نفسها، والمغني لابن طاهر (ص / 259).

(3)

(18/ 133) ورقمه / 11588 عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، و (17/ 301 - 302) ورقمه / 11206 عن يحيى (وهو: القطان)، كلاهما عن مجالد بن سعيد به، بنحوه. وهو في الفضائل له (1/ 169 - 170) ورقمه / 165 عن يحيى بن زكريا به.

(4)

(2/ 461) ورقمه / 1278 عن زهير عن عبد الله بن جعفر عن عيسى (وهو: ابن يونس) عن مجالد بن سعيد به، بنحوه.

(5)

ومن طريق مجالد رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 171) ورقمه / 168 ب.

(6)

انظر: تهذيب الكمال (4/ 495) ت / 895، والتقريب (ص / 194) ت / 902، وإكمال مغلطاي (3/ 160) ت / 938.

(7)

(ص / 120) ورقمه / 250.

ص: 260

وخلاصة القول: أن الحديث جاء بإسنادين ضعيفين ضعفًا منجبرا، إذ ليس فيهما من يترك حديثه لأجله

(1)

، فيعضد أحدهما الآخر، فيرتقى إلى درجة الحسن لغيره - إن شاء الله -، وحكم البغوي في شرح السنة

(2)

بحسنه. وضعفه الألباني في تعليقه على المشكاة

(3)

، وهو حسن لغيره فيما ظهر مما تقدم، وبالله التوفيق.

وروى البخاري

(4)

، ومسلم

(5)

من حديث صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق، أو الغرب، لتفاضل ما بينهم). قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم. قال:(بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين)، وهذا لفظ مسلم. وعندهما

(6)

نحوه من حديث سهل بن سعد

(1)

عدا طريق الهيثم بن حبيب عن عطية، عند الطبراني في الأوسط، ففيها: حفص بن أبي داود متروك - كما تقدم - وهى طريق واحدة من عشرين طريقًا عن عطة العوفي.

(2)

(14/ 100).

(3)

(3/ 1709) رقم/ 6049.

(4)

في (كتاب: بدء الخلق، باب: ما حاء في صفة الجنة وأهلها) 6/ 368 ورقمه/ 3256.

(5)

في (كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: ترائى أهل الجنة في الغرف) 5/ 2177 ورقمه/ 2831.

(6)

أما عند البخاري ففي: (باب: صفة الجنة والنار، من كتاب: الرقاق) 11/ 424 ورقمه / 6555. وأما مسلم فرواه: في الموضع المتقدم، ورقمه/ 2830.

ص: 261

- رضى الله عنه - مختصرا

فلم يسم النبي صلى الله عليه وسلم أحدا في حديث أبي سعيد - رضى الله عنه - عند الشيخين، وتسمية أبي بكر، وعمر ثابتة من طريق عطية العوفي، وأبي الوداك عن أبي سعيد - كما تقدم، والله تعالى أعلم -.

632 -

[24] عن جابر بن حمرة - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ أهلَ الدَّرجَاتِ العُلَى يَراهُمْ منْ هُو أسفلَ منهُمْ كمَا يُرَى الكوكبُ الدُّريُّ في أُفِقِ السَّمَاء، وَأبُو بكرٍ، وعمرُ منهُمْ، وَأنعَما).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

بسنده عن الربيع بن سهل الواسطى عن حصين بن عبد الرحمن السلمى عن جابر به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني -:(وفيه الربيع بن سهل الواسطى، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات) اهـ.

ورواه: البغوي في معجمه

(3)

، وابن عدي في الكامل

(4)

عن الحسن بن الحباب المقرئ، كلاهما عن عبيد الله بن عمر القواريري عن الصباح أبي سهل - بدلًا من: الربيع بن سهل - عن حصين بن عبد الرحمن عن جابر به، بمثله عدا حرفًا يسيرا

قال البغوي: (لا أعلم روي هذا الحديث عن

(1)

(2/ 254) ورقمه / 2065 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن عبيد الله بن عمر القواريري عن الربيع بن سهل به.

(2)

(9/ 54).

(3)

(1/ 467) رقم / 306.

(4)

(4/ 84).

ص: 262

جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه) ا هـ.

ولم أر في شيوخ عبيد الله القواريري، أو تلاميذ حصين من يسمى: الربيع بن سهل، ويُذكر فيهم: أبو سهل الصباح بن سهل الواسطي

(1)

، والحديث وارد من طريقه - كما سيأتي -، ولعل اسمه تحرف في العجم الكبير - والله أعلم -.

وسئل ابن معين

(2)

عن الصباح بن سهل، فقال:(لا أعرفه)، وترجم له البخاري في التأريخ الكبير

(3)

، وقال:(منكر الحديث)، ثم علق حديثه ذا عن القواريري به، وقال:(ولا يتابع في حديثه) اهـ. وقال أبو زرعة

(4)

، وأبو حاتم

(5)

: (منكر الحديث)، زاد أبو حاتم:(يكتب حديثه). وذكره ابن عدي في الكامل

(6)

- وساق حديثه هذا فيما أنكره عليه - من طريق البخاري المتقدمة -، وقال:(جميع ما يروي من الحديث لا يبلغ عشرة أحاديث، وهى أحاديث لا يتابعه أحد عليها) اهـ، ثم ساقه من طريق أخرى، وقال:(وليس للصباح هذا من الرواية إلا شئ يسير، ولا يعرف إلا بهذا الحديث) اهـ، وأورده في مناكيره - أيضًا -: الذهبي في الميزان

(7)

.

(1)

انظر: الجرح (4/ 442) ت/ 1942، والمجروحين (1/ 377)، وتهذيب الكمال (19/ 113).

(2)

كما في: تأريخ الدارمى عنه (ص / 135) ت / 438.

(3)

(4/ 314) ت/ 2961.

(4)

كما في: الموضع المتقدم من الجرح. وانظر: الضعفاء له (2/ 627).

(5)

كما في: الموضع المتقدم من الجرح.

(6)

(4/ 84).

(7)

(3/ 19) ت/ 3843.

ص: 263

وفي الطبقة نفسها ممن يسمى الربيع بن سهل: الربيع بن سهل الفزاري. لكنه ليس واسطيًا، بل هو كوفي نزل بغداد، وكان ضعيف الحديث

(1)

.

وحصين بن عبد الرحمن هو: السلمى، تغير حفظه بالآخرى - وتقدم -، ولا يُدري متى سمع منه الربيع بن سهل هذا الحديث، وهو حديث منكر من هذا الوجه.

633 -

[25] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطلعُ

(2)

عليكمْ رجلٌ منْ أهلِ الجنَّة)، فاطلع أبو بكر، ثم قال:(يطلعُ عليكمْ رجلٌ مِنْ أهلِ الجنَّة)، فاطلع عمر.

رواه: الترمذي

(3)

- واللفظ له - من طريق عبد الله بن عبد القدوس، والطبراني في الكبير

(4)

من طريق شريك، كلاهما عن الأعمش، ورواه:

(1)

ستأتي ترجمته في الحديث رقم / 1030.

(2)

بتشديد الطاء المهملة - من الاطلاع، بمعنى: يشرف، أو يدخل، ونحوها.

- انظر: المجموع المغيث لأبى موسى (2/ 362 - 363)، وتحفة الأحوذي (10/ 183 - 184).

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب عمر - رضى الله عنه -) 5/ 581 ورقمه / 3694 عن محمد بن حميد (هو: الرازي) عن عبد الله بن عبد القدوس به

وفي الجامع: (عبد الملك بن عبد القدوس)، و (عمرو بن مبرد)، وكلاهما تحريف، والصحيح ما أثبته. والحديث عن محمد بن حميد رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 104 - 105) ورقمه / 76.

(4)

(10/ 167) ورقمه / 10343 عن محمد بن عبد الله الحضرمى عن ضرار بن صرد عن يحيى بن يعلى عن شريك (وهو: ابن عبد الله) به، بنحوه، مختصرًا جدا.

ص: 264

الطبراني - أيضًا - من طريق

(1)

إسماعيل بن رجاء، ومن طريق

(2)

أبي الجحاف، ثلاثتهم عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة

(3)

عن عبيدة السلماني عن ابن مسعود به

قال الترمذي: (هذا حديث غريب من حديث ابن مسعود) اهـ. وللطبراني من طريق إسماعيل بن رجاء ذكر على - رضى الله عنه - فحسب، مختصرا. وله من طريق أبى الجحاف ذكر أبي بكر، وعمر، وعلى، وحديثه من طريق شريك عن الأعمش نحو حديث الترمذي، إلا أنه مختصر جدا. وعبد الله بن سلمة صدوق

(4)

، إلا أن عمرو بن مرة سمع منه بعد تغيره

قال البخاري

(5)

: (قال أبو داود عن شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله يحدثنا فنعرف وننكر، وكان قد كبر لا يتابع في حديثه)، وقال النسائي

(6)

- وقد أورد ابن سلمة في الضعفاء -: (يروي عنه عمرو بن مرة، يُعرف ويُنكر). وفي سند الترمذي شيخه:

(1)

(10/ 166) ورقمه / 10342 عن محمد بن عثمان بن أبى شيبة عن ضرار بن صرد عن يحيى بن يعلى الأسلمى عن علي بن هاشم بن البريد عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء به، بذكر علي بن أبى طالب رضي الله عنه وحده، مختصرا.

(2)

(10/ 167) ورقمه / 10344 عن جعفر بن أحمد الشامي الكوفي عن أبي كريب (هو: محمد بن العلاء) عن مختار بن غسان عن تليد بن سليمان عن أبي الجحاف (وهو: داود بن أبى عوف) به، بنحوه، مطولا.

(3)

بكسر اللام. - التقريب (ص / 512) ت/ 3384، وتحفة الأحوذي (10/ 183).

(4)

انظر: تهذيب الكمال (15/ 50) ت / 3313، والتقريب (ص / 512) ت/ 3384.

(5)

التأريخ الكبير (5/ 99) ت/ 285.

(6)

الضعفاء (ص/ 203) ت/347.

ص: 265

محمد بن حميد، وهو: الرازي، ضعيف. وشيخه عبد الله بن عبد القدوس هو: التميمى، تقدم أنه رافضى، ضعيف الحديث.

وفي سند الطبراني من حديث الأعمش، وإسماعيل بن رجاء: ضرار بن صرد، وهو ضعيف، ويحيى بن يعلى الأسلمى، وهو ضعيف - أيضًا -، قال البخاري

(1)

: (مضطرب الحديث)، وقال أبو حاتم

(2)

: (ضعيف)

(3)

.

وفي طريق الأعمش شريك، وهو: ابن عبد الله، ضعيف - أيضًا -. وفي سنده من حديث أبي الجحاف: تليد بن سليمان، وهو رافضي، متهم بالكذب - كما تقدم -. وشيخه: جعفر بن أحمد الشامى، لم أقف على ترجمة له.

وطرق الحديث إلى عمرو بن مرة يجبر بعضها بعضًا، لكن روايته عن عبد الله بن سلمة كانت بعد كبره، وتغيره - كما تقدم -؛ فالحديث: ضعيف من هذا الوجه. وبهذا حكم عليه الهيثمي

(4)

، والمباركفوري

(5)

،

(1)

كما في: الميزان (6/ 89) ت/ 9657.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 196) ت / 820.

(3)

وانظر: الضعفاء لابن الجوزى (3/ 205) ت / 3765، والديوان (ص / 439) ت/4701، والتقريب (ص /1070) ت / 7727.

(4)

مجمع الزوائد (9/ 117) مع لحظ أن الحديث ليس من الزوائد، فهو عند الترمذي - كما تقدم -!

(5)

تحفة الأحوذي (10/ 184).

ص: 266

والألباني

(1)

. ومنه يتبين عدم إصابة الحاكم

(2)

في تصحيحه للحديث، وموافقة الذهبي له في التلخيص

(3)

.

وللحديث شاهد نحوه، بذكر الثلاثة جميعًا من حديث جابر بن عبد الله - رضى الله عنه -، وتقدم

(4)

، فيعضد أحدهما الآخر، فيرتقى الحديث بمجموعهما إلى درجة: الحسن لغيره.

وفي الباب حديث أبي موسى الأشعري - رضى الله عنه - عند البخاري، ومسلم، وفيه: أبو بكر، وعمر، وعثمان - رضى الله عنهم - وتقدم

(5)

.

634 -

[26] عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما

(6)

، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَا أبقيتَ لأهْلِك)؟ قلت:

(1)

تعليقه على المشكاة (3/ 1710) رقم / 6058.

(2)

انظر: المستدرك (3/ 73) حيث رواه من طريق شريك بن عبد الله، بفضل أبي بكر الصديق - رضى الله عنه -، بزيادة فيه.

(3)

(3/ 73).

(4)

برقم / 604.

(5)

برقم / 582.

(6)

أي: من الأيام. وإن شرطية، دل على جوابها ما قبلها. أو التقدير: إن سبقته يومًا فهذا يومه. وقيل: إن نافية، أي: ما سبقته يومًا قبل ذلك، فهو استئناف تعليل. - انظر: عون المعبود (5/ 94 - 95)، وتحفة الأحوذي (10/ 161).

ص: 267

مثله. قال: وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَا أبقيتَ لأهْلِك)؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا.

هذا حديث رواه: أبو داود

(1)

- واللفظ له -، والترمذي

(2)

كلاهما من طريق الفضل بن دكين

(3)

عن هشام بن سعد

(4)

عن زيد بن أسلم العدوي عن أبيه عن عمر به

وليس في لفظ الترمذي بعد قوله: ( .. ذلك مالًا)، قوله:(عندي)، وفيه أن عمر قال: والله لا أسابقه إلى شيء أبدًا. والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الترمذي (هذا حديث حسن صحيح) اهـ. وصححه الحاكم

(5)

على شرط مسلم، ووافقه الذهبي

(6)

، وحسنه الألباني في تعليقه على المشكاة

(7)

، وهذا أولى؛ لأن هشام بن سعد

(1)

في (كتاب: الزكاة، باب: الرخصة في ذلك - أي: في الخروج من المال كله) 2/ 312 - 313 ورقمه / 1678 عن أحمد بن صالح وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن الفضل بن دكين عن هشام به.

(2)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -) 5/ 574 ورقمه / 3675 عن هارون بن عبد الله البزاز عن الفضل به، بنحوه.

(3)

والحديث من طريق الفضل بن دكين رواه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (1/ 414)، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 63 - 64) ورقمه / 47، والبيهقى في السنن الكبرى (4/ 180 - 181).

(4)

ورواه: أبو محمد الجوهري في أماليه - رواية: أبي بكر الأنصاري عنه -[3 / أ] بسنده عن القاسم بن الحكم عن هشام بن سعد به.

(5)

المستدرك (1/ 414).

(6)

التلخيص (1/ 414).

(7)

(3/ 1700) رقم / 6021.

ص: 268

- وهو: المدني -، كان من أثبت الناس في زيد بن أسلم - شيخه في هذا الحديث -

(1)

، وتقدم أن الحافظ قال فيه:(صدوق له أوهام).

635 -

[27] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم، فقال: (إنَّ الله لَيُلِّينَ قلوبَ رجال فيْهِ، حتَّى تكونَ ألينَ منَ اللّبن. وإنَّ الله ليَشُدُّ قلوبَ رجالٍ فيهِ، حتَّى تكونَ أشدَّ منَ الحجَارِةِ، وإنَّ مثَلَك يَا أبَا بَكرٍ كمثَلِ إبِراهيمَ عليه السلام قالً:{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

(2)

. ومثلك يَا أبا بَكرٍ كمَثَل عيسَى، قالَ:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

(3)

. وإنَّ مثَلَكَ يَا عمرُ كَمثَلِ نُوحٍ، قَالَ:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}

(4)

. وإن مثلَكَ يَا عُمرُ كمثَلِ موسَى، قالَ:"ربّ اشدد عَلى قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم"

(5)

.

هذا الحديث رواه: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وزر بن حبيش عن ابن مسعود.

(1)

قاله أبو داود، كما في: تهذيب الكمال (30/ 208).

(2)

من الآية: (36) من سورة: إبراهيم.

(3)

من الآية: (118)، من سورة: المائدة.

(4)

الآية: (26)، من سورة: نوح.

(5)

قال محققو المسند: (كذا في النسخ، وجاءت في تفسير ابن كثير نقلًا عن أحمد: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}، وهو الصواب في الآية. وهذا المقدار من الآية: (88)، من سورة: يونس.

ص: 269

فأما حديث أبي عبيدة فرواه: الإمام أحمد

(1)

- وهذا مختصر من لفظه - عن أبي معاوية

(2)

، ورواه

(3)

- أيضًا - عن حسين - يعني: ابن محمد -، ورواه: أبو يعلى

(4)

عن أبي خيثمة، ورواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن أبي خليفة الفضل بن الحباب عن أبي الوليد الطيالسى، ثلاثتهم (حسين، وأبو خيثمة، وأبو الوليد) عن جرير بن حازم

(6)

، ورواه: الإمام أحمد

(7)

،

(1)

(6/ 138 - 140) ورقمه / 3632، وهو في الفضائل له (1/ 181) ورقمه/ 186 مختصرا.

(2)

والحديث عن أبى معاوية رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 359) ورقمه / 3669. (7/ 359) ورقمه / 36690، و (12/ 417)، و (14/ 370 - 372) - ومن طريقه: البيهقى فِي السنن الكبرى (6/ 321)، ورواه: الطبري في تفسيره (14/ 61 - 62) ورقمه / 16293، وفي تأريخه (2/ 476 - 477)، والواحدي في أسباب النزول (ص/ 236 - 237) كلهم من طرق عن أبى معاوية. ورواه الترمذي (4/ 185 - 186) ورقمه/ 1714 عن هناد عن أبي معاوية به، ذكر طرفًا منه، ثم قال:(فذكر قصة في هذا الحديث طويلة)، ثم قال:(وهذا حديث حسن) ا هـ - وستأتي له علة -. وأورده البغوي مطولًا عنه (كما في: تحفة الأحوذي 5/ 374).

(3)

(6/ 143) ورقمه / 3634، وهو في الفضائل (1/ 181) ورقمه/ 188 ولم يسق لفظه، قال:(فذكر نحوه) اهـ، يعني: نحو حديث أبي معاوية.

(4)

(9/ 116 - 118) ورقمه / 5187.

(5)

(10/ 144) ورقمه/ 10259.

(6)

ورواه: الحاكم في المستدرك (3/ 21 - 22) بسنده عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير به.

(7)

(6/ 142) ورقمه / 3633، وهو في الفضائل له (1/ 181) ورقمه/ 187، ولم يسق لفظه، قال:(فذكر نحوه) اهـ - يعني: نحو حديث أبي معاوية.

ص: 270

ورواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن محمد بن النضر الأزدي كلاهما (الإمام أحمد، وابن النضر) عن معاوية بن عمرو عن زائدة

(2)

، ثلاثتهم (أبو معاوية، وجرير، وزائدة) عن الأعمش، ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

عن أحمد بن عمرو القطراني عن أبي الربيع الزهراني عن حفص بن أبي داود الأسدي، كلاهما (الأعمش، وحفص) عن عمرو بن مرة عنه به

ولأبي يعلى: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما قولكم في هذين الرجلين؟ [يعني: أبا بكر، وعمر]. إن مثلهم مثل إخوة لهم، كانوا من قبلهم

)، ثم ذكر قولي نوح وموسى

(4)

. وأبو عبيدة هو: ابن عبد الله بن مسعود لا يصح سماعه من أبيه - وتقدم -؛ فالإسناد: منقطع، وبقية رجال الإسناد ثقات إلا حفص بن أبي داود - في بعض أسانيد الطبراني -، وهو: حفص بن سليمان أبو عمر، متروك، والحديث وارد من غير طريقه. وشيخ الطبراني في إسناده: أحمد بن عمرو القطراني، تفرد ابن حبان بتوثيقه - فيما أعلم، وتقدم -. وإلا شيخ الطبراني في بعض أسانيده -: محمد بن النضر الأزدي، لم أقف على ترجمة له - وهو متابع -. واسم أبي معاوية: محمد بن خازم، وأبي خيثمة: زهير بن حرب، وأبي

(1)

(10/ 143 - 144) ورقمه / 10258.

(2)

ورواه: أبو عبيد في الأموال (ص / 114) ورقمه / 306 عن محمد بن كثير عن زائدة.

(3)

(10/ 144 - 145) ورقمه / 10260، ولم يسق لفظه، قال:(فذكر مثله) - يعني: مثل حديث جرير بن حازم -.

(4)

وفيه قوله موسى على الصواب في الآية.

ص: 271

الوليد: هشام بن عبد الملك، والأعمش هو: سليمان بن مهران. واسم أبي الربيع: سليمان بن داود.

وأما حديث زر بن حبيش فرواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن الحسين بن إسحاق التستري عن إسحاق بن بهلول الأنباري عن محمد السلمى عن موسى بن مطير عن عاصم بن أبي النجود عنه به، وفيه: (يا أبا بكر، إنما مثلك مثل إبراهيم عليه السلام حين قال:{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، وأما أنت يا عمر، فمثلك مثلَ نوح حين قال:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وَقَد عزاه إلى الطبراني هنا -:(فيه: موسى بن مطير، وهو ضعيف) اهـ، وهذا تساهل، إذ إن موسى بن مطير تقدم أن الناس تركوا حديثه، وكذبه ابن معين.

وروى: ابن أبي عاصم

(3)

عن محمد بن المثنى، وابن عدي

(4)

عن أحمد بن محمد بن إسحاق عن ميمون بن الأصبغ، وأبو سعيد النقاش

(5)

بسنده عن محمد بن يونس بن موسى، وأبو نعيم

(6)

عن محمد بن أحمد بن على عن محمد بن يونس الشامي، وابن بلبان في تحفة الصديق

(7)

بسنده عن

(1)

(10/ 143) ورقمه / 10257.

(2)

(6/ 87).

(3)

السنة (2/ 603 - 604) ورقمه / 1424.

(4)

الكامل (3/ 171).

(5)

في مجلس من مجالسه [3/ ب].

(6)

الحلية (4/ 304)، وفي فضائل الخلفاء (ص / 96 - 97) ورقمه / 97.

(7)

(ص/ 81 - 83) ورقمه/ 24.

ص: 272

يحيى بن الفضل الخرقي، خمستهم عن أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو عن رباح بن أبي معروف عن سعيد بن عجلان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: (ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة، ومثلكما في الأنبياء؟ أما مثلك أنت يا أبا بكر في الملائكة كمثل ميكائيل، ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء كمثل إبراهيم إذ كذبه قومه، وصنعوا، ما صنعوا فقال:{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . ومثلك يا عمر في الملائكة كمثل جبريل، ينزل بالطش، والشدة والنقمة على أعداء الله. ومثلك في الأنبياء مثل نوح إذ قال:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}

هذا لفظ ابن أبي عاصم، وزاد أبو نعيم في لفظه:{إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} ، الآية)، وقال:(غريب من حديث سعيد بن جبير، تفرد به رباح عن ابن عجلان) ا هـ. وسعيد بن عجلان ذكره ابن حبان في الثقات

(1)

، وقال:(يخطئ ويخالف)، وقال الأزدي

(2)

: (فيه نظر). ورباح بن أبي معروف ضعيف الحديث، قليله

(3)

. ومَثَل أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما: حسن لغيره، من مجموع هذا الحديث، وحديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه - المتقدم -.

(1)

(6/ 360).

(2)

كما في: الميزان (2/ 341) ت / 3241.

(3)

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 495)، والجرح والتعديل (3/ 489) ت / 2214، والمجروحين (1/ 300)، وتهذيب الكمال (9/ 47) ت / 1846، والديوان (ص / 133) ت/ 1383.

ص: 273

636 -

[28] عن أم سلمة - رضى الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِي صَاحبانِ، أحدُهَما يأمرُ بِاللِّينِ، والآخرُ بالشِّدَّةِ، وكلٌّ مُصِيْب)، وذكر أبا بكر، وعمر.

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن محمد بن على الصائغ عن بشر بن عبيس

(2)

عن النضر بن عربي عن خارجة بن عبد الله عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عنها به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله ثقات) اهـ.

وهذا من تساهله رحمه الله، ففي الإسناد: عبد الله بن أبي سفيان، ترجم له البخاري

(4)

، وابن أبي حاتم

(5)

، و لم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال ابن القطان

(6)

: (لا يعرف حاله)، وأورده الذهبي في الميزان

(7)

، وقال:(لا يدرى من هو عبد الله في خلق الله). يرويه عنه: خارجة بن عبد الله، وهو: ابن سليمان الأنصاري المدني، قال فيه ابن معين

(8)

: (ليس به

(1)

(23/ 315 - 316) ورقمه / 715.

(2)

بضم العين، وفتح الباء المعجمة بواحدة، وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها. - الإكمال (6/ 80).

وكذا روى حديثه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 243) ورقمه/ 300 عن هارون بن سفيان البرتي عن بشر بن عبيس به.

(3)

(9/ 51).

(4)

التأريخ الكبير (5/ 101) ت/ 291.

(5)

الجرح والتعديل (5/ 67) ت / 315.

(6)

كما في: التهذيب (5/ 241).

(7)

(3/ 144) ت/4358.

(8)

التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 142).

ص: 274

بأس)، وقال أبو داود

(1)

، وأبو حاتم

(2)

: (شيخ)، زاد أبو حاتم:(حديثه صالح)، وقال ابن عدي

(3)

: (لا بأس به). وضعفه الإمام أحمد

(4)

، والدارقطني

(5)

، وقال أبو الفتح الأزدي

(6)

: (اختلفوا فيه، ولا بأس به، وحديثه مقبول، كثير المنكر، وهو إلى الصدق أقرب). وقال الذهبي في الديوان

(7)

: (فيه ضعف)، وقال الحافظ في التقريب

(8)

: (صدوق له أوهام) اهـ، وهو كما قال. وبشر بن عبيس ذكره ابن حبان في الثقات

(9)

، وقال:(ربما خالف)، وقال الحافظ

(10)

: (صدوق يخطئ) اهـ.

والعرض المتقدم يدل على أن الإسناد: ضعيف. وتقدم معنى الحديث - آنفًا - من طرق حسنة لغيرها

وهذا مثلها كذلك.

637 -

[29] عن ابن عمر - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنَا أوّلُ مَنْ تنشَقُّ عنهُ الأرض، ثم أبُو بَكْرٍ، ثَّم عُمَر).

(1)

كما في: تهذيب الكمال (8/ 16).

(2)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 375) ت / 1710.

(3)

الكامل (3/ 52).

(4)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 375) ت / 1710.

(5)

الضعفاء (ص / 202) ت/ 207.

(6)

كما في: التهذيب (3/ 76).

(7)

(ص/ 108) ت / 1196.

(8)

(ص / 283) ت / 1621.

(9)

(8/ 140).

(10)

التقريب (ص/ 170) ت/ 701.

ص: 275

رواه: الترمذي

(1)

، والبزار

(2)

، والطبراني في الكبير

(3)

كلهم من طريق عبد الله بن نافع الصائغ

(4)

عن عاصم بن عمر العمري قال في سند الترمذي: عن عبد الله بن دينار، وقال في سند الطبراني: عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن عن سالم، كلاهما (ابن دينار، وسالم) عن ابن عمر به مطولًا

قال الترمذي: (هذا حديث غريب، وعاصم بن عمر ليس بالحافظ) اهـ، وهو كما قال، ضعفه ابن معين

(5)

، والإمام أحمد

(6)

، وأبو حاتم

(7)

، وقال البخاري

(8)

: (منكر الحديث)، وقال النسائي

(9)

: (متروك الحديث).

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عمر - رضى الله عنه -) 5/ 581 ورقمه / 3692 عن سلمة بن شبيب عن عبد الله بن نافع به.

(2)

[3/ أ الأزهرية] عن سلمة بن شبيب عن عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر العمري عن ابن دينار به.

(3)

(12/ 235 - 236) ورقمه / 13190 عن محمد بن العباس المؤدب والحسن بن المتوكل، كلاهما عن سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع به، مثله.

(4)

وكذا رواه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 98 - 99) ورقمه / 99 بسنده عن مجاهد بن موسى عن عبد الله بن نافع به.

(5)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 346 - 347) ت / 1915.

(6)

انظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص / 362) ت / 568، وبحر الدم (ص / 223) ت / 486.

(7)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 347) ت / 1915.

(8)

التاريخ الكبير (6/ 479) ت / 3042، ويقول:(من قلت فيه: منكر الحديث، فلا تحل الرواية عنه)، انظر: ضوابط الجرح والتعديل للدكتور: عبد العزيز العبد اللطيف (ص /148 - 149).

(9)

الضعفاء (ص / 218) ت/ 438.

ص: 276

والحديث مداره على عبد الله بن نافع الصائغ، ضُعف لسوء حفظه، وكتابه صحيح

(1)

، وبالغ الذهبي في الميزان

(2)

فقال: (واه)

(3)

، وقال في حديثه:(وهو حديث منكر جدا)، وأورده

(4)

- أيضًا - مما أنكره على عاصم بن عمر العمري. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية

(5)

من طرق عن عبد الله بن نافع - أيضًا -، وقال:(هذا حديث لا يصح)، ثم أعله بعبد الله بن نافع هذا، وعاصم بن عمر، ونقل أقوال عدد من النقاد في جرحهما

إلا أن ما نقله

(6)

من أقوال في عبد الله بن نافع قالها النقاد في العدوى لا الصائغ، نبه عليه د. صالح الرفاعى في فضائل المدينة

(7)

، وهو كما قال.

(1)

انظر: الجرح والتعديل (5/ 184) ت/ 856، وتهذيب الكمال (16/ 208) ت/ 3609.

(2)

(3/ 180) ت/ 4472 في ترجة: عبد الرحمن بن عمر بن حفص.

(3)

وهذا لا يتفق مع ترجمته له في الميزان (3/ 227) ت / 4647، ومدافعته عنه، والإشارة إلى أن العمل على تصحيح حديثه! فلعله ظنه هنا: العدوي - مولى: ابن عمر - فإنه في طبقة الأول، ويُخلَط بينهما أحيانا - كما حصل لابن عدي في الكامل (انظر: الميزان 3/ 228)، وابن الجوزي - كما سيأتي، والذهبي نفسه هنا، وجل من لا يسهو.

(4)

(3/ 70) ت /4060.

(5)

(2/ 914) ورقمه / 1527، 1528، وتصحف اسم سريج إلى: شريج - بالشين المعجمة - وصوابه بالسين المهملة.

(6)

وتابعه المناوي في الفيض (3/ 54) على هذا الوهم.

(7)

(ص/609).

ص: 277

وعزاه الذهبي

(1)

إلى ابن الجوزي في العلل من طريق سريج بن النعمان عن عبد الله بن عمر بن حفص العمري عن سالم به، مثله

وعبد الله بن عمر هو: أخو عبيد الله، ضعيف، والسند معضل بين سريج وعبد الله بن عمر العمرى، بينهما: عبد الله بن نافع، وعاصم بن عمر كما في إسناد الطبراني، وإسناديه الآخرين عند ابن الجوزي نفسه عن سريج بن النعمان.

والحديث: منكر لا يثبت؛ تفرد به عاصم بن عمر، ولم يروه عنه إلا عبد الله بن نافع، واضطرب في إسناده عنه على تسعة أوجه

(2)

. وضعف الحديث حماعة منهم: الترمذي، وساقه ابن عدي في مناكير أحاديث عاصم بن عمر، وابن الجوزي، والذهبي في الميزان، وتعقب في تلخيص

(1)

الميزان (3/ 179 - 180)، وفيه: شريج، بدل: سريج.

(2)

لا يمكن الجمع بينها، مما يؤكد ضعف الحديث، وأشهر هذه الطرق: طريق عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، رواها: الترمذي - كما تقدم -، والفاكهى في أخبار مكة (3/ 70) ورقمه / 1814، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 9/ 24 ورقمه / 6860)، وابن عدي في الكامل (5/ 229)، و الحاكم في المستدرك (3/ 68) وابن الجوزي في العلل (2/ 914) ورقمه / 1528، كلهم من طرق عنه به. وبقية الطرق الحديث انظرها في بعض المصادر المتقدمة، كأخبار مكة، والكامل، والعلل المتناهية، والمعجم الكبير للطبراني، وانظرها - أيضًا - في: الأهوال لابن أبي الدنيا (ص / 169) ورقمه / 155، وزوائد الفضائل لعبد الله بن الإمام أحمد (1/ 231) ورقمه/ 283، وللقطيعى (1/ 150) ورقمه / 132، و (1/ 351) ورقمه / 507، والدلائل للبيهقى (1/ 13)، ومثير العزم الساكن لابن الجوزي (2/ 308) رقم / 483، وغيرها، أعرضت عن سردها لأني لم أر كبير فائدة لذلك، وهكذا أحاديث الضعفاء! وانظر: زيادات القطيعى على الفضائل (1/ 411) ورقمه / 636، و الأحاديث الواردة في فضائل المدينة للرفاعى (ص / 609 - 610).

ص: 278

المستدرك الحاكم في تصحيحه إسناده وهو ضعيف، وجلال الدين السيوطي

(1)

، والمناوي

(2)

، والألباني

(3)

، وصالح الرفاعى في فضائل المدينة

(4)

.

وقوله صلى الله عليه وسلم في أوله: (أنا أول من تنشق عنه الأرض) ثابت من حديث جماعة من الصحابة. وهو في صحيح البخاري

(5)

من حديث أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه -. ولا أعلم لبقية الحديث ما يشهد له.

638 -

[30] عن عبد الله بن حنطب

(6)

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر، وعمر، فقال:(هذَانِ السَّمْع، وَالبَصَر).

(1)

الجامع الصغير (1/ 434) رقم / 2833. وأشار مرة (1/ 412 - 413) رقم / 2691 إلى تحسينه، والأول أولى

ففي متن الحديث سقط في هذا الموضع، موجود في نسخة فيض القدير (3/ 54).

(2)

فيض القدير (3/ 54)، و (3/ 118).

(3)

ضعيف سنن الترمذي (ص / 494) رقم / 761، وضعيف الجامع الصغير (ص / 188) رقم / 1310.

(4)

(ص /610).

(5)

(5/ 85 - 86) رقم/ 2412.

(6)

بفتح الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح الطاء المهملة، وآخره باء موحدة.

- انظر: أسد الغابة (3/ 114)، والمغني لابن طاهر (ص / 82).

ص: 279

رواه: الترمذي

(1)

بسنده عن عبد العزيز بن المطلب

(2)

عن أبيه عن جده عبد الله بن حنطب به

وقال (

وهذا حديث مرسل، وعبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ. وعبد الله بن حنطب قال ابن أبي حاتم

(3)

: (له صحبة)، وذكره ابن حبان

(4)

فيهم، وقال ابن عبد البر

(5)

: (له صحبة، روى عنه المطلب حديثًا مرفوعًا في فضائل قريش، وفضل أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -، وحديثه مضطرب الإسناد، لا يثبت) اهـ.

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -) 5/ 572 ورقمه / 3671 عن قتيبة (هو: ابن سعيد) عن ابن أبي فديك عن عبد العزيز بن المطلب به. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 289). ورواه - مرة - (5/ 309 - 310) بسنده عن ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن المهلب عن أبيه عن جده به، وقال:(قال أبو أحمد: كذا وقع في كتابه، وهو: عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده. ويشبه أن يكون كنيته: أبو المهلب. ويمكن أن يكون المطلب صحفها بعضهم: المهلب، أو غلط فيها - والله أعلم -) اهـ، وأبو أحمد أحد رجال الإسناد.

(2)

ورواه: القطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 432) ورقمه / 686، وابن بلبان في تحفة الصديق (ص / 52 - 53) ورقمه / 14 بسنديهما عن محمد بن إسماعيل (هو: ابن أبي فديك) عن الحسن بن عطة عن عبد العزيز بن المطلب به. وسقط ذكر الحسن بن عطية من إسناد ابن بلبان.

(3)

كما في: الجرح والتعديل (5/ 21) ت / 129.

(4)

الثقات (3/ 219).

(5)

الاستيعاب (2/ 291).

ص: 280

وحديثه هذا رواه: ابن منده

(1)

من طريق موسى بن أيوب عن ابن أبي فديك، فقال فيه:(كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم)، ورواه: الحاكم في المستدرك

(2)

من طريق آدم بن أبي إياس عن ابن أبي فديك، فقال فيه: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى أبي بكر، وعمر

) الحديث، قال الحافظ

(3)

- وقد ذكر طريق ابن منده -: (فهذا يقتضي ثبوت صحبته)، وهي طريق تؤيدها طريق الحاكم، وقال ابن الأثير

(4)

: (وروى عنه ابنه - أيضًا - أنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم).

والحديث هنا كما قاله ابن عبد البر والمزي، والحافظ ابن حجر

(5)

مختلف في إسناده عن ابن أبي فديك، وتقدم بعض طرقه عنه

ومنها

(6)

: ما رواه البغوي في المعجم

(7)

، وأبو نعيم في المعرفة

(8)

بسنديهما عن ابن أبي فديك حدثني غير واحد - منهم: على بن عبد الرحمن بن عثمان، وعمر بن أبي عمر - عن عبد العزيز بن المطلب عن أبيه عن جده عبد الله بن حنطب به، وكذا رواه: ابن منده - أيضًا - من طريق دحيم عن ابن أبي

(1)

كما في: الإصابة (2/ 299).

(2)

(3/ 69).

(3)

الإصابة (2/ 299).

(4)

أسد الغابة (3/ 114).

(5)

الإصابة (1/ 358) ت / 1853، والتقريب (ص / 501) ت / 3303.

(6)

انظر: الإصابة (2/ 299).

(7)

(3/ 535) ورقمه / 1528.

(8)

(2/ 887) ورقمه/ 2295 الوطن.

ص: 281

فديك حدثني غير واحد عن عبد العزيز، وكذا هو عند البغوي، وسمى منهم: عمرو بن أبي عمر، وعلى بن عبد الرحمن بن عثمان - أيضًا -

قال الحافظ في الإصابة: (فهذا يدل على أن ابن أبي فديك لم يسمعه من عبد العزيز، وقد رواه: أحمد بن صالح المصري، وآخرون عن ابن أبي فديك - هكذا - وسموا المبهمين: على بن عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو [هكذا]، ثم ذكر رواية الحاكم المتقدمة، ثم قال: (ورواه: جعفر بن مسافر عن ابن أبي فديك، فقال: عن المغيرة بن عبد الرحمن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، فهذا اختلاف آخر يقتضى أن يكون الحديث من رواية حنطب - والد عبد الله -، وقد قيل في المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه: المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب

(1)

، فإن ثبت فالصحبة للمطلب بن حنطب - والله أعلم -) اهـ

(2)

.

وهكذا رواه: ابن عبد البر في الاستيعاب

(3)

بسنده عن عبد السلام بن محمد الحراني عن ابن أبي فديك به،. بمثل رواية جعفر بن مسافر عنه به. وقال:(ليس له غير هذا الإسناد، والمغيرة بن عبد الرحمن هذا هو أخو الحزامى ضعيف). والحديث فيه عنعنة المطلب بن عبد الله، وصفه الهيثمى بالتدليس، وقال الحافظ في التقريب:(صدوق، كثير التدليس، والإرسال)،

(1)

وانظر: تهذيب الكمال (14/ 435)، والتقريب (ص / 501) ت / 3303.

(2)

وفي الحديث أوجه أخرى، انظرها في: الاستيعاب (1/ 388 - 389)، وأسد الغابة (1/ 539 - 540)، والتهذيب (5/ 192 - 193)، وغيرها.

(3)

(1/ 386).

ص: 282

وهو ممن فاته في تعريف أهل التقديس. وقال البخاري

(1)

: (لا أعرف للمطلب بن حنطب سماعًا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلّا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم)، ومثله عن الدارمى

(2)

. وقال أبو حاتم

(3)

: (عامة حديثه مراسيل)، وقال الحافظ

(4)

: ( .. عبد الله بن حنطب

مختلف في صحبته، وله حديث مختلف في إسناده) اهـ، وهو كما قال، وتقدم مثله في قول ابن عبد البر، والمزي.

والخلاصة: أن الحديث لا يصح للاختلاف في إسناده، ولعنعنة المطلب بن عبد الله، وهو مدلس - كما تقدم - وحكم بضعفه: ابن عبد البر

(5)

، وابن الأثير

(6)

وغيرهما.

ونحوه حديثان لم أقف على سنديهما من حديثى عبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص. وجاء - أيضًا - من حديث ابن عمر بإسنادين موضوعين، وستأتي في فضل جماعة من الصحابة

(7)

.

(1)

كما في: جامع الترمذي (5/ 164) عقب الحديث ذي الرقم / 2916.

(2)

وانظر: جامع التحصيل (ص / 281) ت / 774، وتحفة التحصيل ص / 552) ت / 1027.

(3)

كما في: المراسيل لابنه (ص/ 210) ت/ 380.

(4)

التقريب (ص / 501) ت/ 3303.

(5)

كما تقدم، وانظر الاستيعاب (1/ 386).

(6)

أسد الغابة (1/ 539).

(7)

وأرقامها/ 735، 737 - 739.

ص: 283

639 -

[31] عن أنس - رضى الله عنه -: (أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يخرجُ علَى أصحابهِ منَ المهاجرينَ والأنصارِ، وهمْ جلَوسٌ فيهمْ أبو بكرٍ، وعمر، فلا يرفعُ إليه أحدٌ منهمْ بصرهُ إلّا أبو بكرٍ، وعمر، فإنَّهمَا كانَا ينظُرانِ إليْهِ، وينظرُ إليهمَا. ويبتسمَانِ إليهِ، ويبتسمُ إليهمَا).

رواه: الترمذي

(1)

بسنده عن الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس به

وقال: (هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية، وقد تكلم بعضهم في الحكم بن عطية) اهـ، والحكم بن عطية هو: العيشي

(2)

البصري، مختلف في توثيقه

(3)

، وقَال أبو طالب عن الإمام أحمد

(4)

: (لا بأس به

إلّا أن أبا داود الطيالسى روى عنه أحاديث منكرة)، وأبو

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب أبى بكر، وعمر - رضى الله عنه -) 5/ 571 - 572 ورقمه / 3668 عن محمود بن غيلان عن أبي داود (هو: الطيالسى) عن الحكم بن عطية به. والحديث من طريق أبى داود الطيالسى رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 212 - 213) ورقمه / 239، والقطيعى في زياداته على الكتاب: نفسه (1/ 425) ورقمه / 669، والبغوي في شرح السنة (14/ 103) ورقمه / 3898، وابن بلبان في تحفة الصديق (ص / 58 - 59) ورقمه / 16، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 123)، كلهم من طرق عنه به، بنحوه.

(2)

بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الشين المعجمة

نسبة إلى عائشة بنت فاطمة. - انظر: الأنساب (4/ 269)، والإكمال (6/ 356).

(3)

انظر: الجرح والتعديل (3/ 125) ت / 570، وتهذيب الكمال (7/ 120) ت / 1349، والميزان (2/ 100) ت / 2190، والديوان (ص / 98) ت / 1084.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 126) ت / 570.

ص: 284

داود هو الراوي عنه هنا. وقَال الحافظ في التقريب

(1)

: (صدوق له أوهام) اهـ. وضعف حديثه: الألباني في ضعيف جامع الترمذي

(2)

، وهو كما قال، ولم أقف على ما يشهد له بلفظه - والله أعلم -.

والحديث في نقدي: منكر؛ تقضى بنكارته الأحاديث الواردة في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، أو وصف ما أصابه من جراحات في مغازيه، أو غير ذلك، وهى كثيرة لا تحصى. وكذا ما ورد في الحديث المتفق عليه من حديث جرير بن عبد الله - رضى الله عنه - قال:(مَا حَجَبَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ. ولا رَآني إلّا ضَحِكَ) - وسيأتي -

(3)

.

640 -

[32] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنَّا نجلسُ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كأنَّمَا علَى رؤوسِنَا الطَّيرُ مَا يتكلمُ مِنَّا أحدٌ إلَّا: أبُو بكرٍ، وعُمَر).

رواه: الطبراني في الأوسط

(4)

عن محمود بن محمد الواسطى عن قاسم بن عيسى الطائى عن رحمة بن مصعب الباهلى عن عثمان بن سعد

(5)

الكاتب عنه به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن سعد إلا رحمة بن مصعب، تفرد به القاسم بن عيسى). وأورده الهيثمي في مجمع

(1)

(ص / 263) ت / 1463.

(2)

(ص / 490 - 491) ورقمه / 3932.

(3)

برقم / 1307.

(4)

(8/ 384) ورقمه / 7778.

(5)

وقع في المعجم - في الإسناد، وفي قول الطبراني -:(سعيد)، وهو تحريف.

ص: 285

الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إليه - (وفيه: رحمة بن مصعب، وهو ضعيف) ا هـ، وهو كما قال - وتقدم -. وشيخه عثمان بن سعد هو: أبو بكر البصري الكاتب، ضعفه: ابن معين

(2)

، وأبو زرعة

(3)

، وأبو حاتم

(4)

، والنسائى

(5)

، وابن عدي

(6)

، والذهبي

(7)

، وابن حجر

(8)

في آخرين. والقاسم بن عيسى الطائى تغير

(9)

، ولا يدرى متى سمع منه محمود بن محمد الواسطى - شيخ الطبراني - ولم أر في محمود هذا جرحًا ولا تعديلًا، إلا أن الذهبي وصفه في السير

(10)

بالحافظ، المفيد، العالم

والحديث ضعيف، أورده ابن عدي في الكامل

(11)

مما أنكره على عثمان بن سعد الكاتب.

(1)

(9/ 53).

(2)

التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 392).

(3)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 153) ت/ 838.

(4)

كما في: الموضع المتقدم نفسه، من الجرح.

(5)

الضعفاء والمتروكون (ص/ 215) ت/ 421.

(6)

الكامل (5/ 168).

(7)

المغني (2/ 425) ت/4023.

(8)

التقريب (ص/ 662) ت/ 4503.

(9)

انظر: تهذيب الكمال (23/ 402) ت/ 4806، والتقريب (ص/ 793) ت/ 5511، ولم أره في كتب المختلطين، ولا في ملحق د. عبد القيوم في تحقيقه لكواكب ابن الكيال.

(10)

(14/ 242)، وانظر: الإكمال لابن ماكولا (7/ 207)، وتأريخ بغداد (13/ 94) ت/ 7079.

(11)

(5/ 169 - 170).

ص: 286

ومما يدل على نكارته: ما ورد في أحاديث كثيرة لا تحصى من مخاطبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم في شتى الأمور، ومختلف المقاصد.

641 -

[33] عن عبد الرحمن بن غنم

(1)

الأشعري رحمه الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر - رضى الله تعالى عنهما -:(لَو اجتمعتُمَا في مَشُورةٍ مَا خَالَفتُكُمَا).

رواه: الإمام أحمد

(2)

بسنده عن عبد الحميد بن بهرام

(3)

عن شهر بن حوشب

(4)

عن عبد الرحمن بن غنم به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(5)

، وعزاه إليه، ثم قال:(ورجاله ثقات، إلا أن ابن غنم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ، وقوله إن رجاله ثقات، مردود؛ لأن عبد الحميد بن بهرام ذكره العقيلي

(6)

، وابن الجوزي

(7)

، والذهبي

(8)

في

(1)

بفتح الغين المعجمة، وسكون النون. - نظر: الإكمال (7/ 34)، والمغني (ص / 191).

(2)

(29/ 517 - 518) ورقمه / 17994 عن وكيع عن عبد الحميد بن بهرام به.

(3)

بكسر الباء الموحدة، وتفتح. - انظر: المغني (ص / 43).

(4)

بفتح الحاء المهملة، وسكون الواو، وفتح الشين المعجمة، فباء موحدة.

- انظر: الإكمال (3/ 104)، والمغني (ص / 83).

(5)

(9/ 53).

(6)

الضعفاء (3/ 43 - 44) ت / 999.

(7)

الضعفاء (2/ 43) ت / 1644.

(8)

الديوان (ص / 236) ت / 2388.

ص: 287

الضعفاء، وقال أبو حاتم

(1)

: (لا يحتج به)، وعاب بعض أهل العلم عليه روايته عن شهر، لكنه كان يحفظ أحاديثه كما يحفظ السورة من القرآن

(2)

! لذا قال الإمام أحمد

(3)

: (حديثه عن شهر مقارب، كان يحفظها)، وقال أبو حاتم

(4)

: (أحاديثه عن شهر صحاح) اهـ، والحمل في هذه الأحاديث على شهر، فقد ضعفه الجمهور

(5)

، وأما قول الدارقطني

(6)

(يخرج من حديثه ما روى عبد الحميد بن بهرام) اهـ، فإنه لا يدل على أنها مقبولة.

وعبد الرحمن بن غنم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا رؤية له، كان مسلمًا باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفد عليه، فحديثه مرسل، وقد قيل إن له صحبة، وذلك ضعيف - والله تعالى أعلم -

(7)

.

(1)

انظر: الجرح والتعديل (6/ 9) ت / 42.

(2)

انظر: الضعفاء للعقيلى (3/ 42) ت/ 999، وتهذيب الكمال (16/ 409) ت/ 3706.

(3)

انظر: الحوالة المتقدمة، من الجرح والتعديل.

(4)

كما في: المصدر المتقدم، الإحالة نفسها، وانظر: الثقات لابن شاهين (ص / 232) ت/ 866، وحاشية سبط ابن العجمى على الكاشف (1/ 614) ت/ 3095.

(5)

انظر: الضعفاء للنسائي (ص / 194) ت/ 214، والجرح والتعديل (4/ 382) ت / 1668، والمجروحين لابن حبان (1/ 361)، والكامل (4/ 36)، وتهذيب الكمال (12/ 578) ت / 2781.

(6)

كما في: سؤالات البرقاني له (ص / 36) ت / 222.

(7)

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص/ 123) ت/ 210، والإصابة (3/ 97 - 98) ت/ 6375، وجامع التحصيل (ص/ 225) ت/ 450.

ص: 288

والخلاصة: أن الحديث ضعيف، لضعف شهر بن حوشب، ولعدم سماع ابن غنم النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي المتن نكارة من حيث إشعاره بعدم اتفاق أبي بكر، وعمر على مشورة للنبي صلى الله عليه وسلم!

642 -

[34] عن أبي أروى

(1)

الدوسي رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا، فطلع أبو بكر، وعمر، فقال:(الحمدُ لله الَّذي أيَّدَني بِهِمَا).

رواه: أبو بكر البزار

(2)

، والطبراني في الكبير

(3)

، والأوسط

(4)

، كلاهما

(1)

قال الحافظ في الإصابة (4/ 5): (لا نعرف اسمه، ولا نسبه)، ولعله يقصد من وجه يثبت

وإلا فإنه يقال: اسمه ربيعة، ويقال: عبيد بن الحارث.

- انظر: الطبقات الكبرى (4/ 47)، والمعجم الكبير (22/ 369).

(2)

كما في: كشف الأستار (3/ 167) ورقمه / 2490 عن هارون بن سفيان المستملى عن عببس بن مرحوم عن النضر بن عربي عن عاصم بن عمر به، وقال:(لا نعلم روى أبو أروى إلا هذا الحديث، وآخر).

(3)

(22/ 369) ورقمه / 926 عن محمد بن على الصائغ عن بشر بن عبيس عن النضر بن عربي عن عاصم بن عمر به.

(4)

(7/ 145) ورقمه / 6258 سندًا، ومتنا

إلا أنه ورد فيهما: (النضر بن عدي) - بدال مهملة، فياء مثناة تحتية - وهو تحريف، والصحيح ما أثبته. ورواه عن الطبراني: أبو نعيم في المعرفة (5/ 2835) ورقمه / 6694، وفي فضائل الخلفاء (ص / 96) ورقمه / 96.

ص: 289

من طريق عاصم بن عمر

(1)

عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي أروى به

قال في الأوسط: (ولم يرو هذا الحديث عن نضر بن عربي إلا بشر بن عبيس، ولا يروى عن أبي أروى إلا بهذا الإسناد) اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إلى من تقدم، ثم قال:(وفيه: عاصم بن عمر بن حفص، وثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف وضعفه الجمهور) اهـ، وهو كما قال، فقد تقدم أنه ضعيف، تركه النسائي، وغيره. وفي سند الطبراني: النضر بن عربي، ليس به بأس

(3)

. وبشر بن عبيس ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:(ربما خالف)، وقال الحافظ:(صدوق يخطئ) - وتقدم -.

والحديث رواه الحاكم

(4)

من طريق أخرى عن عاصم بن عمر، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ

(5)

، وتعقبه الذهبي في

(1)

الحديث رواه - أيضًا - من طريق عاصم بن عمر: الدولابى في الأسماء والكنى (1/ 16)، وعبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على المسند للإمام أحمد (1/ 73 - 74) ورقمه/ 37، والقطيعى في زياداته (1/ 384) ورقمه/ 578، وأبو نعيم في المعرفة (5/ 2835) ورقمه/ 6694، وفي فضائل الخلفاء (ص/ 96) ورقمه/ 96، وابن الأثير في أسد الغابة (5/ 10) من طرق عنه به، .. وفي سند الدولابى:(عاصم بن عمرو)، وهو تحريف.

(2)

(9/ 51 - 52).

(3)

انظر: العلل للإمام أحمد - رواية: المروذي - (ص/ 69) ت/70، وتهذيب الكمال (29/ 396) ت/ 6431.

(4)

(3/ 73 - 74).

(5)

والحاكم يتساهل في الحكم على الأحاديث. انظر: مقدمة ابن الصلاح (ص/ 18)، والسير (17/ 175 - 175)، والنكت لابن حجر (1/ 312، وما بعدها).

ص: 290

التلخيص

(1)

، فقال:(قلت: عاصم واهٍ)، وهو كما قال، فالحديث ضعيف جدا من هذا الوجه، ضعيف من الوجه المتقدم، ولأنه ضعيف قال الحافظ في الإصابة

(2)

: (ورواه بشر من وجه آخر وقال عن عاصم عن سهل، والصحيح سهيل كما نص عليه أبو زرعة

(3)

، فعاد إلى الإسناد الأول).

وفي الباب أحاديث واهية لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وستأتي عقبه

(4)

.

643 -

[35] عن البراء بن عازب، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر:(الحمْدُ للهِ الَّذِي أيَّدَني بِكْمَا، وَلَولا أنَّكُمَا تختَلِفَانِ عليَّ مَا خَالفتُكُمَا).

رواه: الطبراني في الأوسط

(5)

بسنده عن حبيب - كاتب مالك (هو: ابن أنس) - عن عامر الأسلمى عن عمرو بن مسلم الجندعى

(6)

عن رفاعة

(1)

(3/ 74 - 73).

(2)

(4/ 5).

(3)

انظر: العلل لابن أبى حاتم (2/ 352) ورقمه/ 2576.

(4)

وانظر الحديث ذي الرقم/ 645.

(5)

(8/ 147 - 148) ورقمه/ 7295 عن محمد بن عباس (هو: الأخرم) عن الفضل بن يعقوب الرخامى عن حبيب به. والرخامى: بضم الراء، وفتح الخاء المعجمة، وفي الأوسط: الرحامى - بالحاء المهملة -، وهو تصحيف.

- انظر: الأنساب (3/ 52).

(6)

بضم الجيم، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وكسر العين المهملة

نسبة إلى جندع: بطن من ليث، وليث من مضر. - انظر: الإكمال (2/ 192)، والأنساب (2/ 93).

ص: 291

ابن رافع عن البراء به

وقال: (لا يروى هذا الحديث عن البراء بن عازب إلا بهذا الإسناد، تفرد به حبيب - كاتب مالك -).

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(1)

، وعزاه إلى الطبراني هنا، ثم قال:(وفيه حبيب بن أبي حبيب - كاتب مالك -، وهو متروك)، وهو كما قال، وقد تركه جماعة من النقاد كأبي حاتم، والنسائى، وقال أبو داود:(كان من أكذب الناس). وفي الإسناد شيخه: عامر الأسلمى لم أقف على ترجمة له. وآفة الحديث: حبيب - كاتب مالك - فإنه تقدم أنه وضاع. ورفاعة بن رافع في الإسناد هو: الأنصاري.

وتقدم

(2)

قوله: (لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما) من وجه ضعيف من حديث عبد الرحمن بن غنم - رضى الله عنه -.

644 -

[36] عن أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ نبيٍّ إلَّا لهُ وزيرانِ

(3)

منْ أهلِ السَّمَاءِ، ووزيرانِ منْ أهلِ الأرْض

) الحديث، وفيه:(وأمَّا وَزيرَاي منْ أهلْ الأرضِ فأبُو بكرٍ، وَعُمَر).

(1)

(9/ 52).

(2)

برقم / 641.

(3)

تثنية وزير، وهو: الذي يؤازره، فيحمل عنه ما حمله من الأثقال، والذي يلتجأ إليه في رأيه وتدبيره.

- انظر: النهاية (باب: الواو مع الزاي) 5/ 180، وتحفة الأحوذي (10/ 166).

ص: 292

رواه: الترمذي

(1)

بسنده عن تليد

(2)

بز، سليمان عن أبي الجحاف عن عطية

(3)

عن أبي سعيد به

وقال: (هذا حديث حسن غريب، وأبو الجحاف اسمه: داود بن عوف. ويروي عن سفيان الثوري: حدثنا أبو الجحاف - وكان مرضيًا. وتليد بن سليمان يكنى أبا إدريس، وهو شيعى) اهـ

والإسناد: واه؛ فيه: عطية، وهو العوفي، ضعيف مدلس، ولم يصرح بالتحديث. وفيه: أبو الجحاف، واسمه: داود بن أبي عوف، وهو صدوق، شيعى ربما أخطأ، قاله ابن حجر - وتقدم -. وتليد بن سليمان رافضى، متهم بالكذب، ومدلس لم يصرح بالتحديث، وهو آفة الحديث.

ومن العجب إن كان من وضعه، فإنه متهم - كما تقدم - وله أحاديث في ذم الرافضة، وهو ينسب إليهم!

(4)

، فالحديث واه لوهاء تليد،

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب أبي بكر وعمر - رضى الله عنهما -) 5/ 576 ورقمه/ 3680 عن أبى سعيد الأشج (هو: عبد الله بن سعيد) عن تليد بن سليمان به. والحديث عن أبي سعيد الأشج رواه - كذلك -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 164) ورقمه/ 152.

(2)

بفتح الفوقية، وكسر اللام، وسكون التحتية، ودال مهملة. - انظر: المغني (ص/ 50)، والتحفة (10/ 165).

(3)

ورواه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص/ 93) ورقمه/ 91، بسنده عن سوار ابن مصعب عن عطية به.

(4)

انظر: الميزان (2/ 208) ت/ 2638 في ترجمة أبى الجحاف، و (1/ 358) ت/ 1340.

ص: 293

وضعف وَعطية، وتدليسهما. أورده ابن عدي

(1)

في مناكير تليد. وضعفه الألباني في ضعيف جامع الترمذي

(2)

، وغيره من كتبه

(3)

.

وللحديث طريق أخرى عن عطية العوفي، رواها: ابن الأثير في أسد الغابة

(4)

بسنده عن العلاء بن موسى الباهلى عن سوار بن مصعب عنه به، مطولًا، وساق معه حديث أبي سعيد المتقدم

(5)

: (إن أهل العليين

) الحديث.

وسوار هو: أبو عبد الله الكوفي، المؤذن، قَال ابن معين

(6)

: (ضعيف)، وقال

(7)

- مرة -: (ليس بشئ)، وقال البخاري

(8)

: (منكر الحديث)،

(1)

الكامل (2/ 87)، وقال:(وهذا الحديث يعرف عن أبى الجحاف عن عطية، وعن أبى الجحاف تليد، وعن تليد أبو سعيد الأشج، وحدثناه جماعة عن الأشج، على أن هذا قد رواه عن عطية غير أبى الجحاف، وموسى بن عمير، وغيره) اهـ. هكذا، وآخره فيه اضطراب!

(2)

(ص / 492) رقم / 758.

(3)

انظر: ضعيف الجامع (ص / 754 - 755) رقم / 5223، وتعليقه على المشكاة (3/ 1710) رقم / 6056.

(4)

(3/ 216 - 217).

(5)

ورقمه / 631.

(6)

التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 243).

(7)

المصدر المتقدم - الحوالة نفسها -، وسؤالات ابن الجنيد له (ص / 335) ت / 251.

(8)

التأريخ الكبير (4/ 169) ت / 2359.

ص: 294

وقال أبو داود

(1)

: (ليس بثقة)، وتركه جماعة، منهم: الإمام أحمد

(2)

، وأبو حاتم

(3)

، والنسائى

(4)

.

ورواه: الإمام أحمد في فضائل الصحابة

(5)

عن تليد عن أبي الجحاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه

وهذا أشبه؛ قال عبد الله بن الإمام أحمد

(6)

: ذاكرت أبي بحديث أبي سعيد الأشج من حديث تليد عن عطية عن أبي سعيد قال: هو مرسل عن تليد عن أبي الجحاف فقط) اهـ. وأبو الجحاف ذكره ابن حبان

(7)

، وابن حجر

(8)

في أتباع التابعين؛ فحديثه هذا: معضل الإسناد.

645 -

[37] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعَالى أيَّدَني بأربعَةِ وزراءَ، نُقَبَاء)، قلنا: يا رسول الله من هؤلاء الأربع؟ قال: (اثنينِ مَنْ أهَلِ السَّمَاءِ

(9)

،

(1)

كما في: الميزان (2/ 436) ت / 3616.

(2)

سؤالات المروذي له (ص/ 111) ت/ 180، والجرح والتعديل (4/ 272) ت/1175.

(3)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 272).

(4)

الضعفاء (ص / 187) ت/ 258.

(5)

(1/ 134) ورقمه/ 105، و (1/ 164) ورقمه/ 153.

(6)

زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 135) رقم/ 106.

(7)

الثقات (6/ 280).

(8)

التقريب (ص / 308) ت / 1815، وانظره (ص/ 82).

(9)

عينهما في تمام الحديث، وأنهما: جبريل، وميكائيل.

ص: 295

واثنينِ منْ أهلِ الأرْض

) الحديث، وفيه أنه قال: قلنا: من الاثنين من أهل الأرض؟ قال: (أبُو بَكْرٍ، وَعُمَر).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

- واللفظ له - بسنده عن محمد بن مجيب

(2)

عن وهيب بن الورد المكي عن عطاء بن أبي رباح، والبزار

(3)

بسنده عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن ليث

(4)

عن مجاهد، كلاهما عن ابن عباس به

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وعبد الرحمن لين الحديث، وقد روى عنه جماعة من أهل العلم، واحتملوا حديثه لأنه كان رجل من أهل السنة) اهـ، وفاته طريق عطاء، وعبد الرحمن (وهو: ابن مالك) كذاب لا لين الحديث، حدث بهذا عن ليث، وهو: ابن أبي سليم اختلط جدا فلم يتميز حديثه

(1)

(11/ 144) ورقمه / 11422 - وعنه: أبو نعيم في الحلية (8/ 160) - عن الحسن بن علي الفسوي عن عبد الرحمن بن نافع - درخت - عن محمد بن مجيب به

قال أبو نعيم: (غريب من حديث وهيب، لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحمن بن نافع) اهـ، وفي سنده تحريف في اسم بعض رواته. والحديث من طريق عبد الرحمن بن نافع عن محمد بن مجيب رواه - أيضًا -: العقيلى في الضعفاء (4/ 141)، والخطيب في تأريخ بغداد (3/ 298)، كلاهما من طرق عنه به

قال العقيلى: (لا يتابع عليه)، وقال الخطيب:(تفرد بروايته محمد بن مجيب عن وهيب عن عطاء)، وهو كما قالا.

(2)

بضم الميم، وكسر الجيم. - انظر: التقريب (ص / 839) ت / 6306، والمغني (ص / 222).

(3)

[ق / 278 الكتاني] عن محمد بن معاوية البغدادي عن عبد الرحمن بن مالك به.

(4)

وكذا رواه: أبو محمد الجوهري في أماليه - رواية: هبة الله بن المظفر عنه -[1/ ب]، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 656) بسنديهما عن المعلى بن هلال عن ليث به، بنحوه.

ص: 296

فترك - وتقدما -. ومحمد بن مجيب في سند الطبراني هو: الثقفى الكوفي، متهم، متروك

(1)

. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال: (رواه الطبراني، وفيه: محمد بن مجيب

(3)

الثقفى، وهو كذاب، ورواه البزار بمعناه وفيه عبد الرحمن بن مالك بن مغول، وهو كذاب) اهـ

فالحديث كذب، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ضعفه: المناوي في التيسير

(4)

.

وروى القطيعى في زياداته على الفضائل للإمام أحمد

(5)

بسنده عن المعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبى أمينان، ووزيران

)، فذكر نحوه، قال ابن حجر

(6)

في المعلى: (اتفق النقاد على تكذيبه) اهـ، وهو كما قال

(7)

، وشيخه: ليث هو: ابن أبي سليم تُرك حديثه - وتقدم -.

(1)

انظر: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 537)، والضعفاء للعقيلي (4/ 141) ت/ 1703، والجرح والتعديل (8/ 96) ت/ 415، وتأريخ بغداد (3/ 297) ت/ 1385، والديوان (ص/ 372) ت/ 3952، والتقريب (ص/ 893) ت/ 6306.

(2)

(9/ 51).

(3)

في المجمع (محبب) - بالحاء المهملة، فالباء الموحدة -، وهو تصحيف.

(4)

كما في: تحفة الأحوذي (10/ 166).

(5)

(1/ 425) ورقمه/ 668.

(6)

التقريب (ص / 961) ت/ 6855.

(7)

انظر: الجرح والتعديل (8/ 331) ت/ 1529، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 132) ت/ 3382، وتهذيب الكمال (28/ 297) ت/ 6102.

ص: 297

وروى ابن بلبان في تحفة الصديق

(1)

بإسناده عن المطلب بن عبد الله رفعه: (إن الله عز وجل أيدني من أهل السماء بجبريل وميكائيل، ومن أهل الأرض بأبي بكر، وعمر)

والمطلب تابعى كثير الإرسال. وفي السند إليه ضعفاء: سعيد بن محمد بن ياسين البغدادي، قال الذهبي

(2)

: (أسقطت شهادته، لسوء طريقته، وظلمه) اهـ، وقد تابعه عند ابن بلبان اثنان أحدهما: جعفر بن على بن هبة الله، وهو ثقة

(3)

، ومحمد بن عبد الملك، وهو الأسدي ضعفه ابن ناصر، واتهمه بالكذب

(4)

، ويعقوب بن محمد الزهري، ضعيف - وتقدم -.

646 -

[38] عن سهل بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: (إذَا أنَا مِتُّ، وَأبو بَكرٍ، وَعمَر، فإنْ استطعتَ أنْ تموتَ فَمُت).

رواه: الطبراني في الأوسط

(5)

عن محمد بن على بن حبيب عن رزيق بن الورد عن سلم

(6)

الخواص عن أبي خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر، تفرد به سلم الخواص).

(1)

(ص/ 49 - 51) ورقمه/ 13.

(2)

السير (23/ 5)، وانظر: تكملة المنذري (3/ 433) ت/ 2699.

(3)

انظر: ذيل التقييد (1/ 496) ت / 970، والسير (23/ 36).

(4)

كما في: الميزان (5/ 79) ت/ 7897.

(5)

(7/ 466) ورقمه / 6914.

(6)

وقع في المعجم: (مسلم)، وهو تحريف.

ص: 298

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(1)

وقال - وقد عزاه إليه -: (وفيه: سلمة بن ميمون الخواص، وهو ضعيف؛ لغفلة) اهـ.

وهو كما قال، ضعفه: أبو حاتم

(2)

، - وقال:(روى عن أبي خالد الأحمر حديثًا منكرًا شبه موضوع)

(3)

اهـ -، وابن حبان

(4)

، والعقيلى

(5)

، وقال:(حدث بمناكير لا يتابع عليها) - ثم ذكر حديثه هذا -، وابن عدي

(6)

، والذهبي

(7)

، وغيرهم

(8)

، وقال الدارقطني

(9)

: (تفرد به سلم بن ميمون) اهـ. يرويه عن: أبي خالد الأحمر، واسمه: سليمان بن حيان الأزدي، يختلف فيه، جرحه جماعة، وعدله حماعة آخرون

(10)

، وقال

(1)

(9/ 54).

(2)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 267 - 268) ت/ 1150.

(3)

ولعله يعني حديثه هذا، فقد ساق ابن حبان في المجروحين (1/ 345)، والعقيلى في الضعفاء (2/ 165 - 166) - ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل (1/ 202) ورقمه/ 318 - ، وابن عدي في الكامل (3/ 328)، كلهم من طريق سلم الخواص عن أبى خالد الأحمر به، مطولًا، مما أنكروه عليه. وأورده في مناكيره - أيضًا -: الذهبي في الميزان (2/ 377)، وكذا روى الحديث: ابن بلبان في تحفة الصديق (ص/ 94 - 95) ورقمه / 29 نحو لفظ حديثهم.

(4)

المجروحين (1/ 345).

(5)

الضعفاء (2/ 165 - 166) ت/ 679.

(6)

الكامل (3/ 327 - 328).

(7)

الديوان (ص/ 167) ت/ 1700.

(8)

وانظر: الميزان (2/ 376) ت/ 3381.

(9)

كما في: العلل لابن الجوزي (1/ 203).

(10)

انظر: الجرح والتعديل (4/ 106) ت/ 477، وتهذيب الكمال (11/ 394) ت/ 2504، والميزان (2/ 390) ت/3443.

ص: 299

البزار

(1)

: (اتفق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظا، وأنه روى عن الأعمش، وغيره أحاديث لم يتابع عليها)، وقال ابن حجر

(2)

: (صدوق يخطئ). وفي الإسناد - أيضا - محمد بن علي بن حبيب، ورزيق بن الورد لم أقف على ترجمة لأي منهما؛ والحديث منكر بهذا الإسناد.

والحديث رواه: عبد الله بن الإمام أحمد

(3)

، وأبو نعيم في الحلية

(4)

عن أبي بكر الطلحى عن أحمد بن حماد، كلاهما عن محمد بن عوف الحمصي الطائى - وقرن أبو نعيم به: عيسى بن هلال - عن سلم

(5)

الخواص به، وزاد فيه عثمان - رضي الله تعالى عنه -. وكذلك هو في حديث العقيلى - المتقدم -

قال أبو نعيم: (غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد، لم يروه عنه فيما أعلم إلا أبو خالد) اهـ، وهكذا تختلف ألفاظ الحديث الواحد عن الضعفاء!

وجاء الحديث من غير طريق سلم الخواص

فقد رواه: ابن الجوزي في العلل

(6)

بسنده عن ابن بطة عن أبي الفضل شعيب بن محمد

(7)

عن علي بن حرب عن سليمان بن حيان به، وذكر فيه عثمان

وفي الإسناد -

(1)

كما في: هدي الساري (ص / 427).

(2)

التقريب (ص / 406) ت / 2562.

(3)

في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 235) ورقمه/ 288.

(4)

(8/ 280).

(5)

تحرف في الحلية إلى: (سالم)!

(6)

(1/ 203) ورقمه/ 320.

(7)

وقع في المطبوع: (بن محمد بن محمد)، وفيها تكرار، والصواب أنه: شعيب بن محمد بن عبيد الله، وهو ثقة

انظر: تأريخ بغداد (9/ 246) ت/ 4824.

ص: 300

إضافة إلى سليمان بن حيان -: ابن بطة، واسمه: عبيد الله بن محمد العكبري، إمام مصنف، لكنه ذو أوهام، ضعفه بسببها بعض النقاد - وتقدم -.

وذكره في العلل

(1)

- أيضًا - عن خالد بن عمرو السعيدي عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي قبيل عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر به، مرفوعًا، من غير ذكر عثمان. وفيه - أيضًا -:(أبو بكر يقضي ديني، وينجز عدتي)، وَ (عمر يحذو حذوه، ويقوم مقامه، لا تأخذه في الله لومة لائم)

وأعله بتكذيب ابن معين لخالد بن عمرو السعيدي، وتقدم اتهام خالد بالوضع، ذكر ابن عدي

(2)

عددا من حديثه عن الليث عن يزيد، ثم قال:(وعندي أن خالد بن عمرو وضعها على الليث، ونسخة الليث عن يزيد بن حبيب عندنا، من حديث يحيى بن بكير، وقتيبة، وابن رمح، وابن زغبة، ويزيد بن وهب، وليس فيه من هذا شئ) اهـ.

647 -

[39] عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم، ودخل المسجد، وأبو بكر وعمر أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، وهو آخذ بأيديهما، وقال:(هَكذَا نُبْعثُ يومَ القِيامَة).

(1)

(1/ 202 - 203) ورقمه / 319.

(2)

الكامل (3/ 29 - 31).

ص: 301

رواه: الترمذى

(1)

- واللفظ له -، وابن ماجه

(2)

، كلاهما من طريق سعيد بن مسلمة

(3)

عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر به

ولابن ماجه: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، وقال:(هكذا نبعث).

قال الترمذي عقب إخراجه للحديث: (وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي، وقد روي هذا الحديث - أيضًا - من غير هذا الوجه عن نافع عن ابن عمر) ا هـ.

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب أبى بكر، وعمر - رضى الله عنهما -) 5/ 572 ورقمه / 3669 عن عمر بن إسماعيل بن مجالد عن سعيد بن مسلمة به.

(2)

المقدمة (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضل أبي بكر - رضى الله عنه -) 1/ 38 ورقمه / 99 عن علي بن ميمون الرقى عن سعيد بن مسلمة به، بنحوه، مختصرا.

(3)

الحديث من طريق سعيد بن مسلمة رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 105) ورقمه / 77، و (1/ 164) ورقمه / 151، و (1/ 202) ورقمه/ 221، والقطيعي في زياداته (1/ 395) ورقمه / 602، وأبو العباس الكديمي في حديثه [1/ب]، وأبو طاهر المخلص في فوائده [9/ 5 ب]، وابن حبان في المجروحين (1/ 321)، وابن عدي في الكامل (3/ 379)، والحاكم في المستدرك (4/ 280)، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 95) ورقمه / 94، وعبد الغني بن عبد الواحد المقدسى في فضائل عمر [2/ 13 ب، 14/ أ]، وابن بلبان في تحفة الصديق (ص / 49 - 51) ورقمه / 13، كلهم من طرق عنه به

قال ابن عدي: (وهذا لا يعرف بهذا الإسناد عن إسماعيل بن أمية إلا من رواية سعيد بن مسلمة عنه) اهـ، وهو كما قال.

ص: 302

وسعيد بن مسلمة هو: ابن هشام الأموي، قال ابن معين

(1)

: (ليس بشئ)، وقال البخاري

(2)

: (فيه نظر)، وقال أبو حاتم

(3)

: (ليس بالقوي، وهو ضعيف الحديث، منكر الحديث)

(4)

.

وللحديث ثلاث طرق أخرى عن نافع بنحوه، مطولًا، ومختصرا:

أولها: طريق عبيد الله العمري، رواها: ابن خلاد في فوائده

(5)

بسنده عن أبي بكر بن عياش عن أبي البختري عنه به

وأبو البختري هو: وهب بن وهب، كذبه ابن معين

(6)

، والإمام أحمد

(7)

، وابن راهويه

(8)

، وأبو حاتم

(9)

، وغيرهم

(10)

. وأبو بكر بن عياش هو: الكوفي، اختلط

(1)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 67) ت/ 281، وانظر: التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 207).

(2)

التأريخ الكبير (3/ 516) ت / 1724، ولا يقول ذلك إلا فيمن يتهمه غالبا

وانظر: ضوابط الجرح والتعديل للدكتور: عبد العزيز العبد اللطيف (ص/ 150).

(3)

كما في: الجرح والتعديل، الإحالة المتقدمة نفسها.

(4)

وانظر: الضعفاء للنسائى (ص/ 189) ت/ 272، والضعفاء للعقيلي (2/ 111) ت/ 586، والكامل لابن عدي (3/ 378)، والديوان (ص/ 162) ت/ 1650.

(5)

[2/أ - ب].

(6)

كما في: التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 637) وغيره.

(7)

كما في: بحر الدم (ص/ 454) ت / 1129.

(8)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 25 - 26) ت/ 116.

(9)

كما في: المصدر المتقدم، الإحالة نفسها.

(10)

وانظر: أخبار القضاة لوكيع (3/ 269)، ولسان الميزان (6/ 231) ت / 830.

ص: 303

بأخره

(1)

، ولا أدري متى سمع منه صالح بن عبد الله الترمذي، راويه عنه.

فهذه طريقة ساقطة آفتها وهب بن وهب.

والثانية: طريق محمد بن عجلان، رواها: العشارى في فضائل أبي بكر الصديق

(2)

بسنده عن إبراهيم بن راشد عن علي بن بحر عن سعيد بن مسلمة عنه به، بنحوه

وابن مسلمة تقدم بيان حاله، ولعله اضطرب في رواية الحديث فجعله مرة عن إسماعيل بن أمية، وأخرى عن ابن عجلان. وسأل ابن أبي حاتم

(3)

أباه عن الحديث من هذا الوجه، فقال:(هذا حديث منكر) اهـ.

والثالثة: طريق مالك بن أنس، وعبد الله بن عمر العمري كليهما، رواها: المهرواني في فوائده - انتقاء الخطيب البغدادي

(4)

- بسنده عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري

(5)

عنهما به، بلفظ:(أحشر يوم القيامة بين أبي بكر، وعمر، حتى أقف بين الحرمين - المدينة، ومكة -)

وآفة سنده: عبد الله بن إبراهيم الغفاري؛ فإنه شيخ منكر الحديث، كما يقوله: أبو داود السجستاني

(6)

، والدارقطني

(7)

. واتهمه أبو حاتم بن

(1)

انظر: التقريب (ص / 1118) ت / 8042، والكواكب (ص / 439) ت / 68.

(2)

(ص / 59) ورقمه / 35.

(3)

العلل (2/ 381).

(4)

(3/ 879 - 881) ورقمه / 99.

(5)

بكسر الغين المعجمة، وفتح الفاء، وفي آخرها الراء المهملة. - الأنساب (4/ 304).

(6)

السنن (5/ 176) عند الحديث ذي الرقم / 4846.

(7)

كما في: تهذيب الكمال (14/ 275).

ص: 304

حبان

(1)

، والحاكم

(2)

، وقال:(يروي عن جماعة أحاديث موضوعة لا يرويها عنهم غيره). وقال ابن طاهر

(3)

: (متروك، يضع).

وجاء الحديث من طريق أخرى عن ابن عمر

رواها: أبو عثمان البحيري في فوائده

(4)

بسنده عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به، بنحوه

وعاصم بن عمر ضعيف، منكر الحديث - كما تقدم -.

ومما سبق يتبين أن طرق الحديث منها ما هو موضوع، ومنها ما هو ضعيف جدًّا، لا يعتد به، ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو منكر عنه. وله طريق أوهى منه ستأتي من حديث أبي هريرة، وهو هذا:

648 -

[40] عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا عمَّار، أتَاني جبِريلُ آنفًا فقلتُ: يَا جِبريل، حَدّثنِي بفضائلَ عمرَ بنِ الخطَّابِ في السَّمَاء، فقَالَ: يا محمَّد، لَو حدثتُكَ بفضائلَ عمرَ مثلَ مَا لبثَ نوحٌ في قومِهِ ألَفَ سنةٍ إلَّا خمسينَ عامًا مَا نفدتْ فضائلُ عمرَ، وإنَّ عمرَ لحسنةٌ مِن حسنَاتِ أبي بَكْر).

(1)

المجروحين (2/ 37).

(2)

المدخل (ص/ 151 - 152) ت/ 90.

(3)

قانون الموضوعات (ص/ 271).

(4)

[14/ 2 أ].

ص: 305

رواه: أبو يعلى

(1)

- واللفظ له - عن الحسن بن عرفة

(2)

، ورواه - أيضًا - الطبراني في الأوسط

(3)

عن أحمد، كلاهما عن الوليد بن الفضل العنزي عن إسماعيل بن عبيد بن نافع العجلي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

، وعزاه - أيضًا - إلى الطبراني في الكبير

(5)

، ثم قال:(وفيه: الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جدا) اهـ، وحاله أشد وأنكى، أورده ابن حبان في المجروحين

(6)

، وقال: (شيخ يروي

المناكير، التي لا شك من تبحر في هذه الصناعة أنها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال إذا انفرد)، وقال الحاكم

(7)

، وأبو نعيم

(8)

، وأبو سعيد النقاش

(9)

: (روى عن

(1)

(3/ 179) ورقمه / 1603.

(2)

والحديث في جزئه (ص/ 60 - 61) ورقمه/ 35، ورواه من طريقه - أيضًا -: القطيعى في زياداته على الفضائل (1/ 429) ورقمه / 678، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 66) ورقمه/ 596 وابن بلبان في الأحاديث القدسية (ص/ 394)، وفي تحفة الصديق (ص / 106 - 107) ورقمه/ 34، وفيما خرجه من مسموعات ضياء الدين دانيال [3/ 27/ أ - ب].

(3)

(2/ 342) ورقمه/ 1593، ورواه عنه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص/ 79) ورقمه/ 70.

(4)

(9/ 68).

(5)

أحاديث عمار بن ياسر - رضى الله عنه - من المعجم الكبير لم تزل مفقودة فيما أعلم -.

(6)

(3/ 82).

(7)

المدخل (ص/ 224) ت / 217.

(8)

الضعفاء (ص/ 157) ت / 263.

(9)

كما في: لسان الميزان (6/ 226) ت/ 797.

ص: 306

الكوفيين الموضوعات). يرويه عن إسماعيل بن عبيد ضعفه الأزدي

(1)

، ووهاه الذهبي

(2)

، وشيخ الطبراني أحمدُ هو: ابن محمد بن حميد المقرئ، ليس بالقوي

(3)

والخبر موضوع

(4)

- كما قاله: الإمام أحمد

(5)

، وابن الجوزي

(6)

، والذهبي في الميزان

(7)

-.

وللحديث طريق أخرى لا يُفرح بها، ساقها ابن الجوزي في الموضوعات

(8)

بسنده عن حبيب بن محمد أبي ثابت عن عبد الله بن عامر الأسلمى عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب ينميه: (كان جبريل يذاكرني أمر عمر، فقلت: يا جبريل، أذكر لي فضائل عمر، وماله عند الله. قال: لو جلست معك مثل ما جلس نوح في قومه، ما بلغت فضائل عمر. ليبكين الإسلام بعد موته يا محمد على عمر) .. وقال: (وهذا غير صحيح؛ قال يحيى بن معين

(9)

: "عبد الله بن عامر ليس بشيء". وقال ابن حبان

(10)

: "كان يقلب الأسانيد والمتون")

(1)

كما في: الضعفاء لابن الجوزى (1/ 117) ت/ 398.

(2)

الميزان (6/ 17) ت/ 9394.

(3)

انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني (ص / 91) ت / 20، وتأريخ بغداد (4/ 436) ت / 2339.

(4)

وانظر: اللآلئ المصنوعة (1/ 302 - 303)، وتنزيه الشريعة (1/ 346).

(5)

كما في: الموضوعات لابن الجوزي (2/ 66).

(6)

الموضع المتقدم من الموضوعات له.

(7)

(1/ 238) ت / 913، و (6/ 17)9394.

(8)

(2/ 66 - 67) ورقمه / 596.

(9)

انظر قوله في: التأريخ - رواية: الدورى - (2/ 315).

(10)

انظر: المجروحين له (2/ 6).

ص: 307

اهـ، وهو كما قال، وضعفه - أيضًا -: ابن المديني

(1)

، والبخاري

(2)

، وغيرهما

(3)

. حدث بهذا عنه حبيب بن محمد أبو ثابت، وفي الميزان

(4)

: (حبيب بن محمد، لا يدرى من ذا، أتى بخبر باطل. روى عنه محمد بن رزق الله، له ذكر في الموضوعات لابن الجوزي في ترجمة عمر) اهـ، وهو ذا، قال ابن حجر

(5)

: (والذي في كتاب ابن الجوزي من نسخة بخط المنذري: حبيب بن أبي ثابت، وهو المحدث المشهور .. ولم يعله ابن الجوزي إلا بعبد الله بن عامر الأسلمى - شيخ حبيب بن أبي ثابت فيه - وليست الآفة منه، وفي السند ابن بطة، والنقاش المفسر، وفيهما مقال صعب) اهـ.

649 -

[41] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، فقال:(هَكذَا نُبعَثُ يومَ القِيَامَة).

(1)

كما في: سؤالات ابن أبى شيبة له (ص/ 117) ت/ 138.

(2)

التأريخ الكبير (5/ 157) ت/ 482.

(3)

انظر: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 129) ت/ 2053، والميزان (3/ 162) ت/ 4394.

(4)

(1/ 451) ت/1691.

(5)

(2/ 168) ت/ 749.

ص: 308

رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

بسنده عن خالد بن يزيد العمري عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن سعد إلا خالد بن يزيد، تفرد به علي بن حرب) اهـ، وهو كما قال. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

وقال - بعد أن عزاه إلى الطبراني هنا -: (وفيه:. خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب) اهـ، وهو كما قال، كذبه: ابن معين

(3)

، وأبو حاتم

(4)

، وابن حبان

(5)

، وغيرهم

فهذا إسناد موضوع ما رواه إبراهيم بن سعد عن أبيه، ولا أبوه عن أبي سلمة، ولا أبو سلمة عن أبي هريرة، ولا قاله النبي صلى الله عليه وسلم. وشيخ الطبراني: موسى بن جمهور، لم أقف على جرح، أو تعديل فيه.

650 -

[42] عن أبي أمامة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلتُ الجنَّةَ فسمعتُ فيهَا خشفةً

(6)

بينَ يَدَيّ،

(1)

(9/ 121 - 122) ورقمه / 8254 عن موسى بن جمهور عن علي بن حرب الموصلى عن خالد بن يزيد به.

(2)

(9/ 53).

(3)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 360) ت / 1630.

(4)

كما في: المصدر المتقدم، الإحالة نفسها.

(5)

المجروحين (1/ 285).

(6)

الخشفة - بالسكون -: الحس والحركة، وقيل: هو الصوت، والخشفة - بالتحريك -: الحركة. وقيل: هما. بمعنى. قاله ابن الأثير في النهاية (باب: الخاء مع الشين) 2/ 34، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 144 - 145)، وللخطابي (1/ 582)، وشرح السنة للبغوي (4/ 148، 149).

ص: 309

فقلتُ: مَا هَذا؟ قالَ: بلال)، قالَ:(فمضيتُ فإذَا أكثرُ أهلِ الجنَّة فقراءُ المهاجرِين). وفيه قال: (ثمَّ خرجنَا منْ أحد أبواب الجنَّة الثَّمانيَة، فلمَّا كنتُ عندَ البَاب أُتيتُ بِكِفَّةٍ، فوضعتُ فيَهَا، ووَضِعَتْ أُمَّتي في كِفَّةٍ، فرَجحتُ بهَا. ثم أُتي بأبي بَكرٍ رضي الله عنه فوضِعُ في كِفَّةٍ، وجِيءَ بجميعِ أمَّتي في كفَّةٍ، فوضِعُوا، فرجحَ أبُو بكرٍ رضي الله عنه. فجِيءَ بعمرَ فوضِعَ بِكِفَّةٍ، وَجِيءَ بجميعِ أُمَّتي، فوضِعُوا، فرجحَ عمرُ رضي الله عنه).

هذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(1)

- وهذا مختصر من لفظه - عن الهذيل بن ميمون الكوفي، ورواه الطبراني في الكبير

(2)

عن الحسين بن إسحاق التستري عن يحيى الحماني عن أبي بكر بن عياش، ورواه - أيضا -

(3)

عن خير بن عرفة المصري عن عروة بن مروان الرقي عن محمد بن مسلمة عن محمد بن عبيد الله العرزمى، كلاهما عن عبيد الله بن زحر

(4)

عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(5)

، وقال

(6)

: (رواه أحمد، والطبراني، بنحوه باختصار، وفيهما مطرح بن

(1)

(36/ 565 - 567) ورقمه/ 22232، وهو في الفضائل له مختصرا (1/ 194 - 195) ورقمه/ 211، ومن طريقه الخطيب البغدادى في تأريخه (14/ 78).

(2)

(8/ 199) ورقمه/ 7809.

(3)

(8/ 214) ورقمه/ 7864.

(4)

أوله زاي، بعدها حاء مهملة. قاله ابن ماكولا في: الإكمال (4/ 178).

(5)

(9/ 59)، و (10/ 262).

(6)

(9/ 59).

ص: 310

زياد

(1)

، وعلي بن يزيد الألهاني، وكلاهما مجمع على ضعفه، والألهاني كثير المنكرات، وهاه جماعة - كما مضى -. ومما يدلك على ضعف هذا أن عبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر، والحديبية

(2)

، وأحد العشرة، وهم أفضل الصحابة، والحمد لله) اهـ. يشير إلى ما جاء في آخر الحديث:(فاسبتطأت عبد الرحمن بن عوف، ثم جاء بعد الإياس، فقلت: عبد الرحمن! فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما خلعت إليك حتى ظننت أني لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات. قال: وما ذاك؟ قال: من كثرة مالي أحاسب، وأمحص). والهذيل بن ميمون - شيخ الإمام أحمد، وراويه عن مطرح - هو: الجعفى، قال عبد الله بن الإمام أحمد أثناء سياق الإسناد

(3)

: (شيخ قديم كوفي، كان يجلس في مسجد المدينة - يعني: مدينة المنصور -)، وقال أبو حاتم:(لا أعرفه، ولا أعلم روى عنه غير يحيى بن أيوب الزاهد) اهـ

(4)

. وروى عنه - أيضًا - أحمد - كما هنا -، وترجم له الخطيب في تأريخه

(5)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكر في الرواة عنه: محمد بن الصباح الجرجرائى،

(1)

هكذا، والصحيح: يزيد.

(2)

يشير إلى الأحاديث الواردة في فضائل أصحابهما - رضوان الله عليهم -، وتقدمت.

(3)

المسند (5/ 259).

(4)

وانظر: الإكمال (ص/ 447) ت / 939، والتعجيل (ص/ 282) ت/ 1134.

(5)

(14/ 214) ت / 7430.

ص: 311

فهو مجهول الحال

(1)

. وفي الإسناد الآخر عن عبيد الله بن زحر: محمد بن عبيد الله العرزمى، وهو متروك الحديث - وتقدم -. وفي الإسناد إليه: عروة بن مروان، قال الدارقطني

(2)

: (كان أميًا، ليس بقوي في الحديث). ومحمد بن سلمة - في الإسناد - هو: الحراني.

ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

بسنده عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن صدقة السمين عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة به، بنحوه، في حديث فيه طول، فيه ذكر الجنة، والنار، والميزان، والحساب، وغير ذلك

والمقرئ لم أقف على ترجمة له إلّا عند ابن الجزري في غاية النهاية

(4)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وصدقة هو: السمين، وهاه الإمام أحمد، والبخاري، وقال ابن حبان:(كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يشتغل بروايته). والوليد هو: أبو الحجاج الفلسطيني، ضعيف

(5)

- أيضًا -.

(1)

وانظر - أيضًا -: الإكمال (ص / 447) ت / 139، والتذكرة - كلاهما للحسيني - (3/ 1803) ت / 7249، وتعجيل المنفعة للحافظ (ص / 282) ت / 1134.

(2)

كما في: الميزان (3/ 461) ت / 5610.

(3)

(8/ 236) ورقمه / 7923 عن أحمد بن المعلى الدمشقى عن المقرئ به.

(4)

(1/ 463) ت / 1930.

(5)

انظر: الضعفاء لأبي زرعة (2/ 534)، وتهذيب الكمال (31/ 7) ت /6700، والتقريب (ص / 1037) ت / 7469.

ص: 312

ومنه يتبين أن طريق على بن يزيد عن القاسم واهية، وأن الطريقين الآخرين - طريق الوليد عن القاسم، وطريق أبي العالية، كلاهما عن أبي أمامة - ضعيفتان. والحديث بهما يشبه أن يكون منكرًا.

والحديث رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

، وفي الصغير

(2)

بسنده عن الحسن بن حبيب بن ندبة

(3)

عن أبي جناب

(4)

الكلبي يحيى بن أبي حية

(5)

عن أبي العالية عن أبي أمامة به، بلفظ:(دخلت الجنة، فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: يا جبريل، ما هذه الخشفة؟ قال: بلال يمشي أمامك)

وقال في الصغير: (لم يروه عن أبي العالية إلا أبو جناب، ولا يحفظ عن أبى العالية عن أبي أمامة إلا هذا الحديث) اهـ، وله في الأوسط صدر هذا القول. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(6)

، وقال: (

ورجال

(1)

(7/ 89) ورقمه/ 6146 عن محمد بن ماهان الأبلّى عن يحيى بن حكيم المقوّم عن الحسن به. والمقوّم: بتشديد الواو الكسورة، كما في: تكملة الإكمال (5/ 405)، والتقريب (ص/ 1052) ت/ 7584.

(2)

(2/ 336) ورقمه / 919 بالسند المتقدم نفسه.

(3)

بفتح النون، والدال، والموحدة. قاله ابن حجر في التقريب (ص/ 235) ت/ 1233.

(4)

أوله جيم مفتوحة، بعدها نون، وآخره باء معجمة بواحدة. - الإكمال (2/ 133 - 134).

(5)

بفتح الحاء المهملة، وتشديد الياء المعجمة من تحتها باثنتين. - نظر: تكملة الإكمال (2/ 220)، والتقريب (ص / 1052) ت / 7587.

(6)

(9/ 299).

ص: 313

الصغير ثقات)! وأبو العالية في الأقرب أنه: الرياحي

(1)

، والسند لا يصح إليه؛ لأن الراوي عنه يحيى بن أبي حية ضعفه: القطان

(2)

، والإمام أحمد

(3)

، وابن معين

(4)

، وغيرهم. وقال محمد بن عبد الله بن نمير

(5)

: (صدوق، كان صاحب تدليس، أفسد حديثه بالتدليس، وكان يحدث بما لم يسمع) اهـ، ولم يصرح بالسماع. وشيخ الطبراني: ابن ماهان لم أقف على ترجمة له، إلا أن يكون: السمسار البغدادي، ترجم له ابن أبي حاتم

(6)

، وقال:(سمعت أبي يقول: هو مجهول)، ووثقه الدارقطني - مرة -

(7)

، وقال أخرى

(8)

: (لا بأس به) - والله أعلم -.

وروى الشيخان من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - ينميه: (يا بلال، حدثني بأرجي عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعت

(1)

بكسر الراء، وبفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الحاء المهملة. - الأنساب (3/ 111).

(2)

كما في: الضعفاء الصغير (ص / 250) ت / 395، والجرح (9/ 138) ت / 587.

(3)

العلل - رواية: عبد الله - (3/ 114) رقم النص / 4473.

(4)

كما في: سؤالات ابن الجنيد له (ص / 432) ت / 660، وانظر: تأريخ الدارمى عنه (ص/ 238) ت/ 928.

(5)

كما في: الموضع المتقدم من الجرح.

(6)

(8/ 105) ت / 451.

(7)

(3/ 293) ت / 1379.

(8)

كما في: سؤالات الحاكم له (ص/ 135) ت / 167.

ص: 314

الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة)

الحديث، وله طرق أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم ستأتي

(1)

.

وفي معنى الحديث أحاديث دون ذكر بلال، وذكر فيها عثمان بعد عمر، ولم يصح شئ منها، وتقدمت

(2)

.

وروى أبو داود، وغيره من حديث أبي بكرة - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم:(من رأى منكم رؤيا)؟ فقال رجل: أنا، رأيت كأن ميزانًا نزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر. ووزن عمر وأبو بكر، فرجح أبو بكر. ووزن عمر وعثمان فرجح عمر

) الحديث، وهو حديث صحيح، وتقدم

(3)

.

651 -

[43] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ لِكَلِّ نبيٍّ خاصّةً منْ أصحابِهِ، وإنَّ خاصَّتي منْ أصحَابي: أبُو بكر، وعُمَر).

رواه: الطبراني في الكبير

(4)

بسنده عن عبد الرحيم بن حماد عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به

وأورده الهيثمى في

(1)

برقم/ 859، 1286 - 1289.

(2)

في فضائل أبى بكر، وعمر، وعثمان - رضى الله عنهم -.

(3)

في الموضع المتقدم برقم/ 592.

(4)

(10/ 77) ورقمه/ 10008 عن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله المقرئ عن أبيه عن عبد الرحيم بن حماد به.

ص: 315

مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني -:(وفيه عبد الرحيم بن حماد الثقفي، وهو ضعيف) اهـ، وهو كما قال، بخاصة في روايته عن الأعمش، وأحاديثه عنه لا أصل لها، ضعفه: العقيلى

(2)

، والبيهقي

(3)

، والذهبي

(4)

، ووافقه الحافظ ابن حجر

(5)

. وفي السند - أيضًا -: شيخه عبد العزيز بن محمد بن عبد الله المقرئ، ووالده، لم أقف على ترجمة لهما. والأعمش هو: سليمان، وإبراهيم هو: النخعى، مدلسان

(6)

، لم يصرحا بالتحديث. وعلقمة هو: ابن قيس النخعى.

وللحديث طريق أخرى عن الأعمش، رواها: أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان

(7)

بسنده عن شعبة عن الأعمش به، بنحوه. وفي السند عبد الله بن معمر، وهو البصري، قال الأزدي

(8)

: (متروك الحديث)، وقال الذهبي

(9)

عن حديثه هذا: (خبر باطل). وشيخ أبي نعيم: محمد بن حميد بن سهيل،

(1)

(9/ 52).

(2)

الضعفاء (3/ 81 - 82) ت / 1050.

(3)

كما في: لسان الميزان (4/ 5) ت/ 5.

(4)

الميزان (3/ 317 - 318) ت/ 5026.

(5)

في لسان الميزان، الإحالة السابقة نفسها.

(6)

انظر: طبقات المدلسين (ص/ 28) ت/ 35، و (ص/ 33) ت/ 55.

(7)

(1/ 120، 129).

(8)

كما في: الميزان (3/ 221) ت/ 4623.

(9)

الموضع نفسه من الميزان.

ص: 316

وثقه أبو نعيم، وضعفه غيره

(1)

. والخبر لا يصح من طريقه عن الأعمش، أورده الألباني من طريقه الأولى عن الأعمش في ضعيف الجامع

(2)

، وقال:(ضعيف جدًّا)، وهو كما قال.

وروى البخاري، ومسلم من حديث ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: إني لواقف في قوم، فدعوا الله لعمر بن الخطاب - وقد وضع على سريره - إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي، يقول: رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك؛ لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كنت، وأبو بكر، وعمر. وفعلت، وأبو بكر، وعمر)، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفت فإذا هو: على بن أبي طالب

وتقدم

(3)

.

652 -

[44] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليومُ الرِّهان، وغدًا السِّباق، والغايةُ الجنَّة، أو النَّار، والهالِكِ منْ دخلَ النَّار. أنَا أوّل، وأبُو بكرٍ الصِّدِّيقُ المُصَلِّي

(4)

، وَعمرُ بنُ الخَطَّابِ الثَّالِث، ثم النَّاس بعدِي علَى السَّبقِ، الأوّلُ فالأوّل).

(1)

انظر: الضعفاء لابن الجوزي (3/ 54) ت/ 2960، والميزان (4/ 451) ت / 7455، والمغني (2/ 573) ت / 5452، والديوان (ص / 348) ت / 3683 - مع لحظ أن اسم جده وقع في المغني والديوان: سهلًا - والصحيح أنه مصغر -.

(2)

(ص/ 279 - 280) ورقمه / 1940.

(3)

ورقمه / 609.

(4)

أي: الثاني. انظر: النهاية (باب: الصاد مع اللام) 3/ 50.=

ص: 317

هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن محمود بن محمد المروزي عن أحمد بن حفص بن إبراهيم البلخى، ورواه: في الأوسط

(2)

- واللفظ له - عن أحمد عن الوليد بن الفضل العنزي، كلاهما عن أبي هشام أصرم

(3)

بن حوشب

(4)

عن قرة بن خالد السدوسى عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس به

قال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن قرة بن خالد إلا عبد الرحمن، تفرد به الوليد) اهـ.

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(5)

، وعزاه إليه في الكبير وفي الأوسط، ثم قال:(وفيه: أصرم بن حوشب، وهو متروك. وفي إسناد الأوسط: الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جدا) ا هـ. وأصرم بن حوشب مرجئ، مذكور بوضع الحديث على الثقات، لم يحدث بهذا عن قرة بن خالد إلا هو! حدث عنه به في المعجم الأوسط: الوليد بن الفضل، وهو متهم بالوضع - وتقدما -. حدث بهذا عنه: أحمد، وهو: ابن القاسم بن مساور. وفي إسناد الحديث في الكبير: أحمد بن حفص البلخى لم أقف على ترجمة له.

= (ص / 490 - 491) ورقمه / 3932.

(1)

(12/ 93) ورقمه / 12645، مثله دون قوله:(والهالك من دخل النار)، والحديث رواه عن الطبراني، وعن غيره: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 147) ورقمه / 180.

(2)

(1/ 358) ورقمه / 609.

(3)

وقع في المطبوع من المعجم الكبير: (عبد الرحمن)، وهو تحريف بشع.

(4)

ورواه: الخطيب في تاريخه (7/ 31) بسنده عن عنبس بن إسماعيل عن أصرم.

(5)

(10/ 227 - 228).

ص: 318

والحديث أورده ابن عدي

(1)

، والذهبي

(2)

في مناكير أصرم بن حوشب، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات

(3)

، وأقره: السيوطى

(4)

، وابن عراق

(5)

.

653 -

[45] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية - سريته - ببيت حفصة بنت عمر

، ثم ذكر أن سبب نزول قوله - تعالى -:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}

(6)

، الآية هو هذه القصة، وفيه قال: أن حفصة أعلمت عائشة القصة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يَا حفصَةُ ألا أُبَشّرُك)؟ قالت: فقلت: بلى، بأبي وأمى يا رسول الله. فأعلمني أنَّ أبَاكَ يَلِيَ الأمرَ مِنْ بعدِهِ، وأنَّ أَبي يَليَهُ بعدَ أَبيْك. وفيه أن ما أعرض عنه، في قوله تعالى:{عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ}

(7)

، أي: ما أخبرت به من أمر أبي بكر

(1)

الكامل (1/ 404).

(2)

الميزان (1/ 272) ت / 1017.

(3)

(2/ 77) ورقمه / 612 بسنده عن ابن عدي عن أحمد بن محمد الضبعي عن يونس عن أصرم به.

(4)

اللآلئ المصنوعة (1/ 311)

(5)

تنزيه الشريعة (1/ 349) رقم / 22.

(6)

الآية الأولى، من سورة: التحريم.

(7)

من الآية الثالثة، من السورة ذاتها.

ص: 319

وعمر؛ فلم يثربه عليها. وأن المراد من قوله سبحانه وتعالى: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}

(1)

: أبو بكر، وعمر.

هذا حديث غريب رواه: الطبراني في الأوسط

(2)

- وهذا مختصر من لفظه - عن إبراهيم عن هشام بن إبراهيم أبي الوليد المخزومى - إمام مسجد صنعاء - عن موسى بن جعفر بن أبي كثير - مولى الأنصار - عن عمه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به

وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم) اهـ. وهشام هذا لم أقف على ترجمة له. وشيخه موسى بن جعفر ذكره العقيلي في الضعفاء

(3)

وقال: (مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه، ولا يصح إسناده)، ثم ساق حديثه هذا عن أحمد بن عبد الله بن سليمان الصنعاني عن هشام بن إبراهيم به، ثم قال:(ولا يعرف إلا به). وقال الذهبي في الميزان

(4)

: (لا يعرف، وخبره ساقط)، فذكر هذا عن العقيلى، وقال - عقبه -:(هذا باطل) اهـ

(5)

. وعم موسى بن جعفر لم أعرفه، وقال ابن حجر

(6)

: (وعمه لم أقف على اسمه، ولا عرفت حاله)، وإبراهيم - شيخ الطبراني - هو: ابن محمد بن برة

(1)

من الآية الرابعة، من السورة ذاتها.

(2)

(3/ 166 - 167) ورقمه/ 2337.

(3)

(4/ 155) ت/1724.

(4)

(5/ 326) ت/ 8853.

(5)

وانظر: مجمع الزوائد (7/ 126 - 127).

(6)

لسان الميزان (6/ 114) ت/ 396.

ص: 320

الصنعاني، له ترجمة في السير

(1)

خالية من الجرح والتعديل. وقد تابعه أحمد بن عبد الله - كما تقدم عند العقيلي -.

وجاء نحو الحديث مختصرًا من حديث علي - رضى الله عنه -، فقد روى العشاري في فضائل أبي بكر

(2)

بسنده عن سيف بن عمر عن عطية

(3)

بن الحارث عن أبي أيوب عن علي قال: والله إن إمارة أبي بكر، وعمر لفى كتاب الله:{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا}

(4)

قال لحفصة: (أبوك، وأبو عائشة واليا الناس من بعدي، فإياكَ أن تخبري أحدا)

وسيف بن عمر هو: الصبي، تركه جماعة، وقال ابن عدي:(بعض أحاديثه مشهورة، وعامتها منكرة، لم يتابع عليها) - وتقدم -. وفي سند حديثه جماعة لم أعرفهم.

والمعروف أن الحديث الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه - وهى حفصة رضى الله عنها، على قول الجمهور - هو: تحريم العسل، أو تحريم مارية رضى الله عنها، أو هما معا - والله أعلم -

(5)

.

وسيأتي في فضائلهما: حديثا عبد الله بن عمرو، وأبيه يرفعانهما - وقد ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث أبا بكر، وعمر -:(لا غنى لي عنهما؛ إنما مثلهما من الدين كمثل السمع، والبصر) - وهذا لفظ

(1)

(13/ 351).

(2)

(ص / 47) ورقمه / 25.

(3)

في المطبوع: (عقبة)، وهو تحريف.

(4)

من الآية الثالثة، من سورة: التحريم.

(5)

انظر: صحيح البخاري (8/ 524) رقم الحديث / 4912، وتفسير ابن كثير (4/ 412 - 414)، والفتح (8/ 524 - 525)، وفتح القدير (5/ 250).

ص: 321

حديث ابن عمرو -، عزاهما الهيثمي على الطبراني في المعجم الكبير، ولم أقف على إسناديهما

(1)

.

ونحوهما: حديثا ابن عمر، وحذيفة، رواهما الطبراني في الأوسط، وهما حديثان موضوعان

(2)

.

وحديث علي يرفعه: (إن كل نبى أعطي سبعة نجباء، وأعطيت أنا أربعة عشر

)، وذكر أبا بكر، وعمر منهما. رواه: الترمذي، وغيره. وهو حديث ضعيف

(3)

.

خلاصة: اشتمل هذا المطلب على ثمانية وأربعين حديثًا، كلها موصولة. منها أحد عشر حديثًا صحيحًا - اتفق الشيخان على ستة منها، وانفرد البخاري بواحد، ومسلم باثنين -. وحديث صحيح لغيره. وثلاثة أحاديث حسنة. وعشرة أحاديث حسنة لغيرها - وفي بعضها ألفاظ ضعيفة نبهت عليها -. وثلاثة أحاديث ضعيفة. وحديث واحد ضعيف جدًّا. وثمانية أحاديث منكرة. وثمانية أحاديث موضوعة. وحديثان باطلان. وحديث واحد لم أقف على إسناده بعد. وذكرت خمسة عشر حديثًا من خارج الكتب نطاق البحث، في الشواهد - والله ولي التوفيق -

(4)

.

(1)

سيأتيان في فضائل: ابن مسعود، وأبيّ، ومعاذ، وسالم، ورقماهما/735، 739.

(2)

سيأتيان في الموضع المتقدم نفسه، ورقماهما/ 737، 738.

(3)

سيأتي في فضائل: جماعة عن الصحابة، ورقمه/ 764.

(4)

وهذه الأحاديث في المطالب المتقدمة، وغيرها مما هو مبثوث في هذه الرسالة المباركة في فضائل الشيخين - رضى الله عنهما - كلها تدل على أن اختصاصهما بالنبي صلى الله عليه وسلم فوق اختصاص غيرهما به، وأن ملازمتهما، ومؤازرتهما له - صلى الله عليه =

ص: 322

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسلم - أكثر من غيرهما، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدمهما على غيرهما، ويأمر بالاقتداء بهما، والعض على سننهما. وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله:(إن أبا بكر صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أخير الناس في كذا، وكذا. من قال غير ذلك عليه حد المفترى). وتواتر عن علي - رضى الله عنه - قوله: (خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، وعمر). كما جاء من طرق كثيرة ثابتة عنه قوله: (لا يبلغنى عن أحد منكم أنه يفضلنى على أبي بكر، وعمر إلا جلدته حد المفتري). وكان عبد الله بن سبأ اليهودى يسب

أبا بكر، فلما بلغ عليًا أمره طلب قتله، فهرب منه. وقد سأل هارونُ الرشيد الإمامَ مالكَ بن

أنس عن منزلتهما من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: (منزلتهما منه في حياته كمنزلتهما

منه بعد مماته). وحكى الإمام مالك الإجماع على تقديم أبي بكر، وعمر - رضى الله عنهما -

على غيرهما، قال:(ما أدركت أحدًا ممن أقتدي به يشك في تقديم أبي بكر، وعمر) اهـ، وهو مذهب أهل المدينة، والشام، ومصر، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وحماد بن زيد، وابن سلمة، وأمثالهم من أهل العراق. وهذا أمر لم يتنازع فيه أحد من أهل العلم بسيرته، وسننه، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، واتفق عليه أئمة المسلمين، المشهورون بالإمامة والفضل، والصدق والعلم، واتفقوا على تبديع من خالف فيه

فأين مِنْ تأمّل هذه الأحاديث، وتدبّر ما شاكلها، والنظر فيما هو معروف من سيرتهما - رضى الله عنهما -، وما هو مشهور من كمال صحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مع كمال المحبة والإتلاف، والدين والعلم، والشجاعة والحلم، ونشر دين الله عز وجل في الآفاق من لم يعتصم بالكتاب والسنة - وفيهما النجاة - فيطعن في الشيخين الجليلين - رضى الله عنهما -، ويذكرهما بغير الخير، ويقدم بعض الصحابة علبهما، ويرى أنهم أفضل منهما لغير دليل أو حجة، أو أدنى مسكة من علم وفهم؟ أعوذ بالله من كل بدعة وجهالة، وغواية وضلالة، وخروج عن حدود ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى، والثابت من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومنهج أصحابه رضي الله عنهم جميعا -، والذين اتبعوهم بإحسان.

- وانظر: فضائل الصحابة للإمام أحمد (1/ 83) رقم الحديث/ 49، و (1/ 294) رقم/ 387، والمحلى (11/ 286)، وتاريخ ابن عساكر (44/ 365)، ومجموع الفتاوى (4/ 398 - 413، 421 - 430)، والفتح (13/ 320)، والحديث المتقدم برقم/ 590، ورسلة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الرد على الرافضة (ص/ 8 - 12).

ص: 323