الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ جمَاعَة عَن أبي مَالك فأوقفوه.
بَاب رفع الْأَمَانَة وَعرض الْفِتَن على الْقُلُوب
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ووكيع.
وَحدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن زيد بن وهب، عَن حُذَيْفَة قَالَ:" حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - حديثين قد رَأَيْت أَحدهمَا وأنتظر الآخر، حَدثنَا أَن الْأَمَانَة نزلت فِي جذر قُلُوب الرِّجَال، ثمَّ نزل الْقُرْآن فَعَلمُوا من الْقُرْآن وَعَلمُوا من السّنة، ثمَّ حَدثنَا عَن رفع الْأَمَانَة، قَالَ: ينَام الرجل النومة فتقبض الْأَمَانَة من قلبه، فيظل أَثَرهَا مثل [الوكت] ، ثمَّ ينَام النومة فتقبض الْأَمَانَة من قلبه، فيظل أَثَرهَا مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء - ثمَّ أَخذ حَصى فدحرجه على رجله - فَيُصْبِح النَّاس يتبايعون، لَا يكَاد أحد يُؤَدِّي الْأَمَانَة حَتَّى يُقَال: إِن فِي بني فلَان رجلا أَمينا. حَتَّى يُقَال للرجل: مَا أجلده مَا أظرفه مَا أعقله. وَمَا فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل من إِيمَان. وَلَقَد أَتَى عَليّ زمَان وَمَا أُبَالِي أَيّكُم بَايَعت لَئِن كَانَ مُسلما ليردنه عَليّ دينه، وَلَئِن كَانَ يَهُودِيّا (أَو نَصْرَانِيّا) ليردنه عَليّ ساعيه، وَأما الْيَوْم فَمَا كنت لأبايع مِنْكُم إِلَّا فلَانا وَفُلَانًا ".
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، حَدثنَا أَبُو خَالِد - يَعْنِي سُلَيْمَان ابْن حَيَّان - عَن سعد بن طَارق، عَن ربعي، عَن حُذَيْفَة قَالَ: " كُنَّا عِنْد عمر فَقَالَ: أَيّكُم سمع / رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يذكر الْفِتَن؟ فَقَالَ قوم: نَحن سمعناه. فَقَالَ: لَعَلَّكُمْ تعنون فتْنَة الرجل فِي أَهله وجاره؟ قَالُوا: أجل. قَالَ: تِلْكَ تكفرها الصَّلَاة
وَالصِّيَام وَالصَّدَََقَة وَلَكِن أَيّكُم سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - يذكر الَّتِي تموج موج الْبَحْر؟ قَالَ حُذَيْفَة: فأسكت الْقَوْم. فَقلت: أَنا. قَالَ: أَنْت، لله أَبوك؟ قَالَ حُذَيْفَة: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يَقُول: تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب كالحصير عودا عودا فَأَي قلب أشربها نكت فِيهِ نُكْتَة سَوْدَاء، وَأي قلب أنكرها نكت فِيهِ نُكْتَة بَيْضَاء حَتَّى تصير على قلبين، على أَبيض مثل الصَّفَا فَلَا تضره فتْنَة مَا دَامَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وَالْآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لَا يعرف مَعْرُوفا وَلَا يُنكر مُنْكرا إِلَّا مَا أشْرب من هَوَاهُ. قَالَ حُذَيْفَة: و [حدثته] أَن بَيْنك وَبَينهَا بَابا مغلقا يُوشك أَن يكسر. قَالَ عمر: أكسرا لَا أَبَا لَك، فَلَو أَنه فتح لَعَلَّه كَانَ يُعَاد. قلت: لَا، بل يكسر، و [حدثته] أَن ذَلِك الْبَاب رجل يقتل أَو يَمُوت، حَدِيثا لَيْسَ بالأغاليط ". قَالَ أَبُو خَالِد: فَقلت لسعد: يَا أَبَا مَالك، مَا أسود مربادا؟ قَالَ: شدَّة الْبيَاض فِي سَواد. قلت: فَمَا الْكوز مجخيا؟ قَالَ: منكوسا ".
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير وَمُحَمّد بن الْعَلَاء أَبُو كريب، جَمِيعًا عَن أبي مُعَاوِيَة. قَالَ ابْن الْعَلَاء: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن شَقِيق، عَن حُذَيْفَة قَالَ: " كُنَّا عِنْد عمر فَقَالَ: أَيّكُم يحفظ حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فِي الْفِتْنَة كَمَا قَالَ؟ قَالَ: فَقلت: أَنا. قَالَ: إِنَّك لجريء، وَكَيف قَالَ؟ قلت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يَقُول: فتْنَة الرجل فِي أَهله وَمَاله وَنَفسه وَولده وجاره يكفرهَا الصّيام وَالصَّلَاة وَالصَّدَََقَة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر. فَقَالَ عمر: لَيْسَ هَذَا أُرِيد إِنَّمَا أُرِيد الَّتِي تموج كموج الْبَحْر. فَقلت: مَا لَك وَلها يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن بَيْنك وَبَينهَا بَابا مغلقا. قَالَ: أفيكسر الْبَاب أم يفتح؟ قَالَ: قلت: لَا بل يكسر. قَالَ: ذَلِك أَحْرَى أَن لَا يغلق أبدا. قَالَ: فَقُلْنَا لِحُذَيْفَة: هَل كَانَ عمر يعلم من الْبَاب؟ قَالَ: نعم، كَمَا يعلم أَن دون غَد اللَّيْلَة، إِنِّي حدثته حَدِيثا لَيْسَ بالأغاليط. قَالَ: فهبنا أَن نسْأَل [حُذَيْفَة] من الْبَاب، فَقُلْنَا لمسروق: سَله. فَقَالَ: عمر -