المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ذكر ابن صياد وما يذكر أنه الدجال - الأحكام الكبرى - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌بَاب الْجَهْر بِالْقُرْآنِ وترتيله وَكَيف يقْرَأ

- ‌بَاب

- ‌بَاب فِي كم يقْرَأ الْقُرْآن

- ‌بَاب النَّهْي عَن الِاخْتِلَاف فِي الْقُرْآن

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف

- ‌‌‌بَابمَا جَاءَ فِي الْجِدَال والمراء فِي الْقُرْآن

- ‌بَاب

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْقُرْآن نزل بلغَة قُرَيْش

- ‌بَاب جمع الْقُرْآن وتأليفه

- ‌بَاب فضل من تعلم الْقُرْآن وَعلمه

- ‌بَاب فضل الْقُرْآن

- ‌ بَاب مِنْهُ وَمَا جَاءَ فِي خَاتِمَة سُورَة الْبَقَرَة

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي آيَة الْكُرْسِيّ

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي سُورَة الْكَهْف

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي سُورَة يس

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي سُورَة الْوَاقِعَة

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي سُورَة الْملك وَإِذا زلزلت

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي قل هُوَ الله أحد

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي المعوذتين

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك

- ‌كتاب تَفْسِير الْقُرْآن

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى: {يَسْأَلُونَك عَن الْخمر وَالْميسر} الْآيَة

- ‌بَاب

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى: {وأجلب عَلَيْهِم بخيلك ورجلك}

- ‌بَاب

- ‌كتاب تَعْبِير الرُّؤْيَا

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الرُّؤْيَا من الله والحلم من الشَّيْطَان

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الرُّؤْيَا جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة

- ‌بَاب مَا يَقُوله ويفعله إِذا رأى مَا يكره أَو مَا يحب

- ‌ بَاب

- ‌بَاب لَا تقص الرُّؤْيَا إِلَّا على عَالم أَو نَاصح

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِيمَن تحلم كَاذِبًا

- ‌بَاب فِيمَن رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌كتاب المناقب

- ‌بَاب ذكر نسب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب مِيلَاد النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب مَتى وَجَبت النُّبُوَّة للنَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب مثل النَّبِي

- ‌بَاب صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب

- ‌بَاب أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب هِجْرَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب

- ‌بَاب ذكر إِبْرَاهِيم صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر مُوسَى صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر عِيسَى صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر دَاوُد صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر يُونُس وَيحيى وزَكَرِيا صلى الله عَلَيْهِم

- ‌بَاب ذكر يُوسُف وَلُوط عليها السلام

- ‌بَاب ذكر الْخضر عليه السلام

- ‌بَاب ذكر يُوشَع بن نون عليه السلام

- ‌بَاب ذكر إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب فضل أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌بَاب مِنْهُ وَفِيه فضل عمر رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل قرَابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب سعد بن أبي وَقاص وَطَلْحَة رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل الزبير بن الْعَوام رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل أبي عُبَيْدَة بن الْجراح رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل الْحسن وَالْحُسَيْن

- ‌بَاب فضل الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل جَعْفَر بن أبي طَالب وابنيه عبد الله وَعون ابْني جَعْفَر رضي الله عنهم

- ‌بَاب فضل خَدِيجَة وَعَائِشَة رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل فَاطِمَة رضي الله عنها

- ‌بَاب فضل زَيْنَب رضي الله عنها

- ‌بَاب فضل صَفِيَّة رضي الله عنها

- ‌بَاب فضل أم سليم وَأم أَيمن رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل معَاذ بن جبل رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل زيد بن حَارِثَة وَابْنه أُسَامَة رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل بِلَال رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عبد الله [بن رَوَاحَة] رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل الْمِقْدَاد بن عَمْرو رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عَمْرو وَهِشَام ابْني الْعَاصِ رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل أبي بن كَعْب وَزيد بن ثَابت وَسَالم مولى أبي حُذَيْفَة رضي الله عنهم

- ‌بَاب فضل سعد بن معَاذ

- ‌بَاب فضل قيس بن سعد بن عبَادَة رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل الْبَراء بن مَالك رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل أبي دُجَانَة سماك بن خَرشَة

- ‌بَاب فضل مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل خَالِد بن الْوَلِيد رضي الله عنه

- ‌ بَاب فضل معَاذ بن عَمْرو بن الجموح وَأسيد بن حضير وَعباد بن بشر وثابت بن قيس

- ‌بَاب فضل عبد الله بن حرَام أَبُو جَابر بن عبد الله

- ‌بَاب فضل أبي ذَر وَذكر إِسْلَامه

- ‌بَاب فضل سلمَان الْفَارِسِي وَذكر إِسْلَامه

- ‌بَاب فضل حَاطِب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل حُذَيْفَة وعمار بن يَاسر رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل أبي الْيُسْر رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عَاصِم وخبيب رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل جليبيب وَجَرِير بن عبد الله رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل عبد الله بن عَبَّاس رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل عبد الله بن عمر وَعبد الله بن سَلام

- ‌بَاب فضل أنس بن مَالك رضي الله عنه

- ‌ بَاب فضل حسان بن ثَابت وَأبي هُرَيْرَة

- ‌بَاب فضل خُزَيْمَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَعَمْرو بن تغلب رضي الله عنهما

- ‌بَاب فضل عَامر بن فهَيْرَة رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل أنس بن النَّضر

- ‌بَاب فضل أبي طَلْحَة رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل أبي مُوسَى وَأبي عَامر الْأَشْعَرِيين وصهيب وَفضل أَصْحَاب الهجرتين

- ‌بَاب فضل الْأَشَج مُنْذر بن عَائِذ

- ‌بَاب فضل النَّجَاشِيّ رضي الله عنه

- ‌بَاب فضل أَصْحَاب الهجرتين

- ‌بَاب فضل عِكْرِمَة بن أبي جهل

- ‌بَاب فضل أَصْحَاب الشَّجَرَة

- ‌بَاب فضل أهل بَيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر التَّابِعين وتابعيهم

- ‌بَاب أَي التَّابِعين خير

- ‌بَاب فضل أمة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ

- ‌ بَاب أَي الْقُرُون خير

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي ورقة بن نَوْفَل وَزيد بن عَمْرو بن نفَيْل

- ‌بَاب فضل قُرَيْش

- ‌بَاب فضل الْأَنْصَار

- ‌بَاب الدُّعَاء للْأَنْصَار

- ‌بَاب الْوَصِيَّة بالأنصار

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِيمَن يبغض الْأَنْصَار

- ‌بَاب أَي قبائل الْأَنْصَار خير

- ‌بَاب فضل الْأَشْعَرِيين

- ‌بَاب فضل أهل الْيمن

- ‌بَاب من لم ينْسب الْيمن إِلَى إِسْمَاعِيل صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر غفار وَأسلم

- ‌بَاب ذكر مزينة وجهينة وَأَشْجَع وَبني غطفان

- ‌بَاب ذكر طَيئ وَتَمِيم

- ‌بَاب ذكر عبد الْقَيْس

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي دوس

- ‌بَاب ذكر النخع ولخم وجذام وقبائل غَيرهم

- ‌‌‌بَابذكر الْحَبَشَة

- ‌بَاب

- ‌بَاب ذكر أهل مصر وعمان وَفَارِس

- ‌بَاب فِي الموَالِي

- ‌بَاب مَا ذكر من كَذَّاب ثَقِيف ومبيرها

- ‌بَاب ذكر أَي الْقَبَائِل هَلَاكًا أول

- ‌بَاب النَّاس معادن

- ‌بَاب مثل النَّاس

- ‌بَاب الْخَيْر مَعَ الأكابر

- ‌كتاب الْفِتَن وأشراط السَّاعَة بَاب التَّعَوُّذ من الْفِتَن

- ‌بَاب الْمُبَادرَة بِالْعَمَلِ قبل نزُول الْفِتَن

- ‌بَاب بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا

- ‌بَاب رفع الْأَمَانَة وَعرض الْفِتَن على الْقُلُوب

- ‌بَاب نزُول الْفِتَن

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {وَاتَّقوا فتْنَة لَا تصيبن / الَّذين ظلمُوا مِنْكُم خَاصَّة}

- ‌بَاب الْقعُود عَن الْفِتَن والاعتزال فِيهَا

- ‌بَاب كف الْيَد وَاللِّسَان فِي الْفِتْنَة

- ‌بَاب الْفِرَار بِالدّينِ من الْفِتَن

- ‌بَاب السعيد من جنب الْفِتَن

- ‌بَاب فضل الْعِبَادَة فِي الْهَرج

- ‌بَاب لُزُوم الْجَمَاعَة

- ‌بَاب إِذا لم يكن للْمُسلمين جمَاعَة

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْفِتْنَة من قبل الْمشرق

- ‌بَاب التحريض على سُكْنى الشَّام عِنْد ظُهُور الْفِتَن والأشراط

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي الْمُسلمين إِذا التقيا بسيفهما

- ‌بَاب فِي الَّذِي تقتله الفئة الباغية

- ‌بَاب تَعْظِيم قتل الْمُؤمن وَتَحْرِيم دَمه

- ‌بَاب

- ‌بَاب مَا يُرْجَى فِي الْقَتْل

- ‌بَاب ذكر الْخُلَفَاء وَالْمهْدِي

- ‌بَاب

- ‌بَاب ذكر مَا بَين يَدي السَّاعَة من الْفِتَن والأشراط

- ‌بَاب مِنْهُ وَفِي ذكر الدَّجَّال

- ‌بَاب مِنْهُ وَفِيه صفة عِيسَى ابْن مَرْيَم وَذكر نُزُوله ووفاته صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر ابْن صياد وَمَا يذكر أَنه الدَّجَّال

- ‌بَاب ذكر ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج

- ‌بَاب من الأشراط وَذكر طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا وَخُرُوج الدَّابَّة وتخريب الْكَعْبَة وخراب الْمَدِينَة وَمَا يتَعَلَّق بِهَذَا الْبَاب

- ‌بَاب فِي قيام السَّاعَة وعَلى من تقوم

الفصل: ‌باب ذكر ابن صياد وما يذكر أنه الدجال

فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ يتوفى وَيُصلي عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ ".

وَفِي رِوَايَة أبي عِيسَى واللؤلؤي: همام، عَن قَتَادَة؛ من غير شكّ.

الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا / معَاذ بن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن قَتَادَة، عَن عبد الرَّحْمَن بن آدم، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ:" الْأَنْبِيَاء إخْوَة لعَلَّات، أمهاتهم شَتَّى وَدينهمْ وَاحِد، وَأَنا أولى النَّاس بِعِيسَى ابْن مَرْيَم صلى الله عليه وسلم َ -، لم يكن بيني وَبَينه نَبِي، وَإنَّهُ يَأْتِي فَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رجل مَرْبُوع بَين الْحمرَة وَالْبَيَاض، كَأَن رَأسه يقطر وَإِن لم يصبهُ بَلل، بَين مُمَصَّرَتَيْنِ، فَيدق الصَّلِيب، وَيقتل الْخِنْزِير، وَيفِيض المَال، وَيَضَع الْجِزْيَة، وَيهْلك الْملَل كلهَا غير الْإِسْلَام، وَيهْلك الله تبارك وتعالى الْمَسِيح الدَّجَّال، وتوضع الأمنة على الأَرْض حَتَّى يرتع الْأسد مَعَ الْإِبِل، وَالذِّئْب مَعَ الْغنم، ويلعب الغلمان بالحيات فَلَا تَضُرهُمْ، فيمكث أَرْبَعِينَ سنة، ثمَّ يتوفى فَيصَلي عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ ".

وَهَذَا الحَدِيث قد رُوِيَ بعضه عَن أبي هُرَيْرَة من وُجُوه، وَهُوَ:" الْأَنْبِيَاء إخْوَة لعَلَّات " وَأما: " تُوضَع الأمنة فِي الأَرْض " فَرَوَاهُ زيد بن أسلم، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، وَقد رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة من وَجه آخر.

‌بَاب ذكر ابْن صياد وَمَا يذكر أَنه الدَّجَّال

مُسلم: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة، ثَنَا جرير، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي وَائِل، عَن عبد الله قَالَ:" كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فمررنا بصبيان فيهم ابْن صياد، ففر الصّبيان وَجلسَ ابْن (الصياد) ، فَكَأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - كره ذَلِك، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: تربت يداك أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ: لَا، بل تشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ عمر: ذَرْنِي يَا رَسُول الله حَتَّى أَقتلهُ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: إِن يكن الَّذِي ترى فَلَنْ تَسْتَطِيع قَتله ".

ص: 583

قَالَ مُسلم: وَحدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن شَقِيق، عَن عبد الله قَالَ:" كُنَّا نمشي مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - فَمر بِابْن صياد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: قد خبأت لَك (خبئا) . فَقَالَ: دخ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: اخْسَأْ فَلَنْ تعدو قدرك / فَقَالَ عمر: يَا رَسُول الله، دَعْنِي فَأَضْرب عُنُقه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: دَعه، فَإِن يكن الَّذِي تخَاف لن تَسْتَطِيع قَتله ".

قَالَ مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا سَالم بن نوح، عَن الْجريرِي، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد قَالَ:" لقِيه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَأَبُو بكر وَعمر فِي بعض طرق الْمَدِينَة، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ هُوَ: (تشهد) أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: آمَنت بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَرُسُله وَكتبه / مَا ترى؟ قَالَ: أرى عرشا على المَاء. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: ترى عرش إِبْلِيس على الْبَحْر، وَمَا ترى؟ قَالَ: أرى صَادِقين وكاذبا أَو كاذبين وصادقا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: لبس عَلَيْهِ: دَعوه ".

حَدثنَا يحيى بن حبيب وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى قَالَا: ثَنَا مُعْتَمر قَالَ: سَمِعت أبي، ثَنَا أَبُو نَضرة، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " لَقِي نَبِي الله صلى الله عليه وسلم َ - (ابْن صياد) وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر، وَابْن صائد مَعَ الغلمان

" فَذكر نَحْو حَدِيث الْجريرِي.

قَالَ مُسلم: وحَدثني حَرْمَلَة بن يحيى، أَخْبرنِي ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب؛ أَن سَالم بن عبد الله أخبرهُ؛ أَن عبد الله بن عمر أخبرهُ " أَن عمر بن الْخطاب انْطلق مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فِي رَهْط قبل ابْن صياد حَتَّى وجده

ص: 584

يعلب مَعَ الصّبيان عِنْد أَطَم بني مغالة، وَقد قَارب ابْن صياد يَوْمئِذٍ الْحلم، فَلم يشْعر حَتَّى ضرب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - ظَهره بِيَدِهِ، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - لِابْنِ صياد: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَنظر إِلَيْهِ ابْن صياد فَقَالَ: [أشهد] أَنَّك رَسُول الْأُمِّيين. فَقَالَ ابْن صياد لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فرفضه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - (فَقَالَ) : آمَنت بِاللَّه وَرُسُله. ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: مَاذَا ترى؟ قَالَ ابْن صياد: يأتيني صَادِق وكاذب. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: خلط عَلَيْك الْأَمر / ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: إِنِّي قد خبأت لَك خبئا. فَقَالَ ابْن صياد: هُوَ الدخ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: اخْسَأْ فَلَنْ تعدو قدرك. فَقَالَ عمر بن الْخطاب: ذَرْنِي يَا رَسُول الله أضْرب عُنُقه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: إِن يكنه فَلَنْ تسلط عَلَيْهِ، وَإِن لم يكنه فَلَا خير لَك فِي قَتله ".

قَالَ سَالم بن عبد الله: سَمِعت عبد الله بن عمر يَقُول: " انْطلق بعد ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَأبي بن كَعْب إِلَى النّخل الَّتِي فِيهَا ابْن صياد حَتَّى إِذا دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - النّخل طفق يَتَّقِي بجذوع النّخل، وَهُوَ يخْتل أَن يسمع من ابْن صياد شَيْئا قبل أَن يرَاهُ ابْن صياد فَرَآهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَهُوَ مُضْطَجع على فرَاش فِي قطيفة لَهُ فِيهَا زمزمة، فرأت أم ابْن صياد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَهُوَ يَتَّقِي بجذوع النّخل فَقَالَت لِابْنِ صياد: يَا صَاف - وَهُوَ اسْم ابْن صياد - هَذَا مُحَمَّد. فثار ابْن صياد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: لَو تركته بَين ".

قَالَ سَالم: قَالَ عبد الله بن عمر: " فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فِي النَّاس فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ ذكر الدَّجَّال، فَقَالَ: إِنِّي لأنذركموه، مَا من نَبِي إِلَّا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، وَلَكِن أَقُول لكم فِيهِ قولا لم يقلهُ نَبِي لِقَوْمِهِ

ص: 585

(تعلمُونَ) أَنه أَعور وَإِن الله لَيْسَ بأعور ".

قَالَ: ابْن شهَاب: وَأَخْبرنِي عمر بن ثَابت الْأنْصَارِيّ، أَنه أخبرهُ بعض أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - " أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ يَوْم حذر النَّاس الدَّجَّال: إِنَّه مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر يَقْرَؤُهُ من كره عمله - أَو يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن - وَقَالَ: (تعلمُونَ) أَنه لن يرى أحد مِنْكُم ربه حَتَّى يَمُوت ".

الَّذِي خبأ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَوْله تَعَالَى: {يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين} .

ذكره أَبُو دَاوُد: عَن خشيش بن أَصْرَم، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن / معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن أَبِيه.

قَالَ مُسلم: وَحدثنَا الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي وَعبد بن حميد قَالَا: ثَنَا يَعْقُوب - وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد - ثَنَا أبي، عَن صَالح، عَن ابْن شهَاب قَالَ: أَخْبرنِي سَالم بن عبد الله؛ أَن عبد الله بن عمر قَالَ: " انْطلق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَمَعَهُ رَهْط من أَصْحَابه فيهم عمر بن الْخطاب حَتَّى وجد ابْن صياد غُلَاما قد ناهز (الِاحْتِلَام) يلْعَب مَعَ الغلمان عِنْد أَطَم بني مُعَاوِيَة

" وسَاق الحَدِيث بِمثل حَدِيث يُونُس إِلَى مُنْتَهى حَدِيث عمر بن ثَابت.

وَفِي الحَدِيث عَن يَعْقُوب قَالَ: قَالَ أبي - يَعْنِي: (فِي) قَوْله: " لَو تركته بَين. قَالَ: لَو تركته أمه بَين أمره ".

ص: 586

قَالَ مُسلم: وَحدثنَا عبد بن حميد، ثَنَا روح بن عبَادَة، ثَنَا هِشَام، عَن أَيُّوب، عَن نَافِع قَالَ:" لَقِي ابْن عمر ابْن صائد فِي بعض طرق الْمَدِينَة، فَقَالَ لَهُ قولا أغضبهُ فانتفخ حَتَّى مَلأ السِّكَّة، فَدخل ابْن عمر على حَفْصَة وَقد بلغَهَا، فَقَالَت لَهُ: رَحِمك الله، مَا أردْت من ابْن صائد؟ أما علمت أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ: إِنَّمَا يخرج من غضبة يغضبها ".

قَالَ مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا حُسَيْن - يَعْنِي ابْن حسن بن يسَار - ثَنَا ابْن عون، عَن نَافِع قَالَ: كَانَ نَافِع يَقُول: ابْن صياد، قَالَ: قَالَ ابْن عمر: لَقيته مرَّتَيْنِ. قَالَ: فَلَقِيته فَقلت لبَعْضهِم: هَل (تَجِدُونَ) أَنه هُوَ؟ قَالَ: لَا وَالله. قَالَ: قلت: كذبتني وَالله، لقد أَخْبرنِي بَعْضكُم أَنه لن يَمُوت حَتَّى يكون أَكْثَرَكُم مَالا وَولدا فَكَذَلِك هُوَ زَعَمُوا الْيَوْم. قَالَ: فتحدثنا، ثمَّ فارقته. قَالَ: فَلَقِيته لقية أُخْرَى وَقد نفرت عينه. قَالَ: فَقلت: مَتى فعلت عَيْنك مَا أرى؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: قلت: لَا تَدْرِي و (هُوَ) فِي رَأسك؟ قَالَ: إِن شَاءَ الله خلقهَا فِي عصاك هَذِه. قَالَ: فنخر كأشد نخير (لحِمَار) سَمِعت. قَالَ: فَزعم بعض أَصْحَابِي أَنِّي ضَربته بعصا كَانَت معي حَتَّى تَكَسَّرَتْ وَأما أَنا فوَاللَّه مَا شَعرت. قَالَ: وَجَاء حَتَّى دخل على أم الْمُؤمنِينَ فحدثها، فَقَالَت:(مَا تُرِيدُ؟) ألم تعلم أَنه قد قَالَ: إِن أول مَا يَبْعَثهُ على النَّاس غضب يغضبه ".

/ قَالَ مُسلم: وَحدثنَا يحيى بن حبيب وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى قَالَا: ثَنَا مُعْتَمر قَالَ: سَمِعت أبي يحدث، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: " قَالَ لي ابْن صائد فَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذمَامَة: هَذَا عذرت النَّاس مَا لي وَلكم يَا أَصْحَاب مُحَمَّد؟ ألم يقل نَبِي الله صلى الله عليه وسلم َ -: إِنَّه يَهُودِيّ، وَقد أسلمت. قَالَ: وَلَا يُولد لَهُ وَقد

ص: 587

ولد لي. وَقَالَ: إِن الله حرم عَلَيْهِ مَكَّة، وَقد حججْت. قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى كَاد أَن يَأْخُذ فِي قَوْله. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: أما وَالله إِنِّي لأعْلم الْآن حَيْثُ هُوَ، وَأعرف أَبَاهُ وَأمه. قَالَ: وَقيل لَهُ: [أَيَسُرُّك] أَنَّك ذَاك الرجل؟ قَالَ: فَقَالَ: لَو عرض عَليّ مَا كرهت ".

قَالَ مُسلم: وَحدثنَا [عبيد الله] بن عمر القواريري وَمُحَمّد بن مثنى قَالَا: ثَنَا عبد الْأَعْلَى، ثَنَا دَاوُد، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ:" صَحِبت ابْن صائد إِلَى مَكَّة فَقَالَ لي: أما قد لقِيت من النَّاس يَزْعمُونَ أَنِّي أَنا الدَّجَّال، أَلَسْت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يَقُول: إِنَّه لَا يُولد لَهُ؟ قَالَ: قلت: بلَى. فَقَالَ: قد ولد لي. أَو لَيْسَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يَقُول: لَا يدْخل الْمَدِينَة وَلَا مَكَّة؟ قلت: بلَى. قَالَ: فقد ولدت بِالْمَدِينَةِ وَهَذَا أَنا أُرِيد مَكَّة. قَالَ: ثمَّ قَالَ فِي آخر قَوْله: أما وَالله إِنِّي لأعْلم مولده ومكانه وَأَيْنَ هُوَ. قَالَ: فلبسني ".

قَالَ مُسلم: وَحدثنَا عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري، ثَنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ:" رَأَيْت جَابر بن عبد الله يحلف بِاللَّه أَن ابْن (صياد) الدَّجَّال فَقلت: أتحلف بِاللَّه؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت عمر يحلف على ذَلِك عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -[فَلم] يُنكره النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - ".

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عبد الله بن عبد الله بن مُعَاوِيَة الجُمَحِي، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن عَليّ بن زيد، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " يمْكث أَبُو الدَّجَّال وَأمه ثَلَاثِينَ عَاما لَا يُولد لَهما ثمَّ يُولد لَهما غُلَام أَعور، أضرّ شَيْء وَأقله مَنْفَعَة، تنام عَيناهُ وَلَا ينَام قلبه. ثمَّ نعت لنا رَسُول الله

ص: 588