الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الانتخابات للمجالس النيابية، يقوم المرشح أو فريق من ذويه وأنصاره فيرسمون للناخبين طريق جهادهم وما اعتزم النهوض به من برامج الإصلاح العام والخاص مع تزكيته لمبدأ المرشح والحزب الذي ينتمي إليه وتعريج على الخصم بنقد خطته، وتجريح حزنه وطريقته ونشر متتاليه والتهويل فيما يعود على الناخبين من الغنم والخير باتباع المرشح، وما ينالهم من الشر والخسار باتباع خصمه، وأما المجالس النيابية فكثيرا ما تدور المناقشات فيها على الخطاب الرزين والبيان السهل، والحجة الدامغة، والبرهان المحكم، ولكل حزب من الأحزاب تحت هذه القبة خطباء يدفعون عن خطتهم، ويهجمون على معارضيهم ويصولون بمساجلات يذخر لها البيان سلاحا والمنطق عدة والأمة ترتقب ما في هذه المصاولات لتحكم فتعلى فريقا وتنزل فريقا.
ومن مظاهر هذه الخطب، والخطب النيابية الارتجال والمناقشة، فلا تجد أحدًا من هؤلاء يعمد إلى ورقة يتلوها إلا في المواقف الرسمية والبيانات الدقيقة، وما سجل من ماض أو بحث تعيا الذاكرة بوعيه.
الأزهر والخطابة
مدخل
…
الأزهر والخطابة:
للأزهر بحكم زعامته أو رسالته لواء معقود، ومقام محمود، في جميع الأزمان والعهود له في الدفاع عن الدين والوطن فضل ظاهر وأثر ملموس، وله في توجيه الحياة مكانة لا تجحد، وهو في كل هذه المعاني مبرز بما هو له من قوة الملكة وفصاحة الأسلوب وحسن البيان، والهيمنة على السامعين في كل مجتمع وناد، وقد كان الأزهر ولا يزال عكاظ الأمة العربية وميدان فرسان البلاغة، وقد تهيأ لكثير من الأزهريين من طول المراس واعتياد القول، ومعاطاة الحوار والوعظ والجدل رصانة في الأسلوب، ودقة في التعبير وسمو في البيان وطلاقة في اللسان، وفيض في الخواطر وتدفق في المشاعر،