الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتجويد حتى يبلغ ما شاء الله من الرفعة والكمال.
وقد سما بهذا النوع من الخطب حضرة صاحب الفضيلة المغفور له الأستاد الأكبر الشيخ "محمد مصطفى المراغي"، فقد كان يلقي بين يديى الملك السابق أروع ما تسمو إليه الخطب، والدروس بأسلوب أدبي مطبوع وبيان طلي مهذب جاري به الإمام "محمد عبده"، وكان يمزج في هذه الأحاديث التي يتفضل بسماعها بين الأدب الحي والعلم الحديث، ومجاراة الحياة العامة وشكها بالنقد والنصح والتوجيه، والهداية والإرشاد.
وممن يذكر في هذا الصدد بالإحسان، والتجويد المرحوم الشيخ عبد الله عفيفي بك المحرر العربي للديوان الملكي، فقد كانت أحاديثه وخطبه في المواسم والمناسبات شعرا ومنثورا وبيانا منورا.
الخطابة القضائية:
يراد بالخطب القضائية ما يلقيه المحامون في دور القضاء دفاعا عن الحق، ودفعا للمظالم وهذه الخطب تعتمد على الرسوخ في القانون، والتملي من مواده وأحكامه والقدرة على استخدامه في الدفاع كما تعتمد على بلاغة المنطق وقوة الحجة ووضوح الأسلوب، وحضور البديهة، وتدفق اللسان وحسن الموازنة بين حكم وحكم، وقضية وقضية، كما تتكئ على ترتيب الكلام ترتيبا يتضح به الغرض، ويسهل معه استخلاص النتيجة.
وقد بلغ الخطباء القضائيون في هذا العصر مبلغا عظيما من البراعة وقوة الدفاع، وإنك لتجد دور القضاء في القضايا الخطيرة أسواقا أبية في فيض بيانها، وقوة جدلها وشدة صيالها يتدفق الأدباء والمحامون والعلماء، والمتأدبون على شهودها حتى إن الحكومة ترصد رجالها لصد الناس عن التدافع على المحاكم، وقد تحظر شهودها إلا بترخيص لطبقة خاصة خشية التسابق، والزحام