الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب الثامن والثلاثون المرأة بين نور الإسلام وظلام الجاهلية]
الدكتور محمد بن سعد الشويعر
الكتاب الثامن والثلاثون
المرأة بين نور الإسلام وظلام الجاهلية المؤلف: د. محمد بن سعد الشويعر.
الناشر: دار الصحوة، القاهرة، ط 1، عام 1409 هـ.
المواصفات: 210 صفحة، مقاس 14×19 سم.
قسم المؤلف كتابه فصولا بمقدمة جعل عنوانها " نظرة الإسلام للمرأة. . . ونظرتهم" جعلها للمقارنة بين وضع المرأة في الغرب، وبين وضعها في بلاد المسلمين، حيث سلط الضوء على إطلاق الحرية الجنسية لها منذ بلوغها السن القانونية عندهم، وهي مرحلة خطرة حرجة، تكون البنت فيها على مشارف الدخول إلى الجامعة، حيث الاختلاط بالشباب المستهتر، وذلك أدى إلى تكون أرقام مخيفة من إحصاءات الانحلال الأخلاقي، والأولاد غير الشرعيين، وما وصلوا إليه من تطاول وتغيير لما شرعه الله لعباده، من حرمان الورثة من حقهم في الميراث بإعطاء المتوفى حق توزيع ماله كما يريد، حتى الكلاب والقطط، فضاعت الأسرة، وتفككت أواصرها، وخسرت المرأة مكانتها، وأصبحت تسعى لكسب لقمة عيشها بأي طريقة كانت؛ لأن الغربي المتحضر لا يرى للمرأة حقا في النفقة والكسوة والسكن والميراث، حتى
الاحتفاظ باسمها بعد زواجها يسلبه منها ويضيفها إلى اسم عائلته، ويراها ملزمة بالإنفاق على نفسها، فدفعها بذلك قسرا إلى الانحلال، فانحل المجتمع بانحلالها، لكونها العمود الفقري الذي يقوم عليه المجتمع.
ثم التفت الكاتب بعد ذلك إلى المرأة المسلمة وسلط الضوء على وضعها، حيث راحة البال، واستقرار النفس تحت تعاليم الدين الحنيف، تلك التعاليم الربانية التي تنشر تحت ظلالها السعادة أجنحتها، فينشأ الأولاد في رابطة واحدة، واجدين جو الفطرة التي خلق الله تعالى الناس عليها، فتنشأ الفتاة في هذا الجو الذي رفع مكانتها ووضعها في المكان الذي يوافق طبيعتها التي خلقها الله تعالى عليها.
وبعد ذلك شرع في المقارنة بين وضع المرأة عند المسلمين وعند غيرهم، وكيف استطاع اليهود بما أوتوا من خبث وخداع ومال أن يستغلوا المرأة الغربية استغلالا جشعا ماكرا، فأوجدوا صحف وأفلام الإغراء، ومسابقات الجمال التي أهانت المرأة وجعلت لقمة عيشها مرتبطة بهم، فأصبحت أمام طريقين، طريق العوز والحاجة المليئة بالعقبات، وطريق التنعم الظاهري المرتبط قدره بشبابها وجمالها إن رضخت وانزلقت في مخططاتهم، ولا ثالث لهذين الطريقين أمامها، حيث تخلى عنها أقرب أقربائها، فأصبحت في حاجة إلى من ينفق عليها فلم تجد أمامها إلا هذا الطريق.
وانتقل المؤلف بعد ذلك إلى تسليط الضوء على دعاة الانحلال الغربي
- الذين جعلوا من أنفسهم أبواقا لأنفاس مخططات اليهود - في دعوتهم أبناء المجتمع المسلم للأخذ بركاب الغرب وتقليده في كل شيء، وذكر بعض مخططاتهم ووسائلهم التي أخذوا بها، خاصة الصحافة.
ثم عقد فصلا بعنوان " مدرسة قاسم أمين والحجاب" افتتحه بالحديث عن خطر دعاة الضلال من أبناء المسلمين الذين تأثروا بالأفكار المنحرفة الوافدة، ومن أشهرهم قاسم أمين الذي دعا المرأة إلى كشفها عن وجهها، وبث فكرة الفضيلة في النفوس لا في الملبوس، ثم جاء من بعده حسين أمين الذي ادعى أنه لا يوجد في القرآن الكريم أمر لازم للمرأة بالحجاب، وأن الحجاب لا علاقة له بالإسلام، وهكذا توسع شأن دعاة التغريب، ووجدوا رواجا وقبولا لدعوتهم، أعينوا عليه من جهات مشبوهة، وبعد أن جربت كثير من نساء المسلمين ويلات التبرج والسفور عاد أكثرهن إلى رشدهن، فارتدين الحجاب، وتركن الاختلاط رغم الضغوط المتنوعة التي واجهن بها أعداء الدين.
وبعد ذلك عقد فصلا بعنوان " طواعية المرأة للأوامر" تحدث فيه عن نفسية المرأة الطائعة لما يلقى إليها من أوامر، وكونها أكثر من الرجل في ذلك، وقد أثبتت الإحصاءات ذلك، حيث نرى المرأة أقل ارتكابا للجريمة من الرجل، وأقل عنفا منه، وأكثر ندما عند وقوعها في الخطأ، وأن جرائمها - في الغالب - بتخطيط وحث من الرجل، وهذا ما جعل الرجل الغربي يستغلها لتحقيق مآربه ونيل شهواته، عن طريق المدح والإغراء، حتى أصبحت الواجهة التي يتلهى بها في كل زمان ومكان،
وامتهنها في كل شيء وكان الأولى بالمسلمين - في هذا العصر - أن يستغلوا نفسية المرأة المطيعة ليوجهوها إلى الخير، وبإحياء العاطفة الدينية في نفسها، وتحريكها بإثارة مسببات العقاب والثواب، وأن التهاون في هذا الأمر سيؤدي إلى ضعف الوازع الديني في نفس المرأة فتصبح فريسة لأعداء الدين.
وفصلا - بعده - بعنوان " نظرتهم لمكانة المرأة " صدره بمقولة لامرأة ألمانية ذكرت فيها إعجابها بمكانة المرأة عند المسلمين، وكيف كان ذلك الأمر سببا في دخولها الإسلام، وأعقبها بذكر قصة هذه المقولة، ودلالتها على المقصود.
وفصلا بعنوان " المرأة بين تعاليم الإسلام والأهواء " ذكر فيه قصة فتاة مسلمة في المرحلة الجامعية التزمت لبس الحجاب مع رفض والدها لذلك، بحجة أن الحجاب سيحجب محاسنها عن الخطاب فلا يتقدم لها أحد، فما لبث أن تقدم لخطبتها شاب ذو خلق ودين، عوضها الله تعالى به عن غيره من الشباب المنحرفين الذي يجرون وراء شهواتهم.
ثم عقد فصلا عن منهج المرأة المسلمة، ذكر فيه قصة مناظرة جرت بين شاب مسلم يدرس في بلاد الغرب مع بعض الفتيات الغربيات المتحمسات للتحلل من القيم، وبعد أن وصل معهن إلى طريق مسدودة اتفقوا على أن يحكموا عميدة كليتهم، فجاءت العميدة ومعها أستاذة أخرى، فما كان منهما إلا أن أيدتا قول الشاب، وقالتا: ليست السعادة في الشهادات فقد نلناها، وليست في المناصب فقد تمكنا منها، وليست
في التحلل والانطلاق ولكنها في عودة المرأة إلى طبيعتها التي خلقها الله عليها، ربة بيت، وأم أطفال.
وتحت عنوان " أثر الحجاب في هدوء النفس " تحدث فيه عن الحجاب، ودلالته الاجتماعية، وأثره النفسي، وموقف الصحابيات منه، وذكر قصة طالبة جامعية رفضت التبرج، فارتاحت نفسها وهدأ بالها، وانقطع عنها أذى الرجال في الجامعة والشارع.
وفي فصل قصير بعنوان " وصية امرأة لابنتها " ذكر فيه وصية أمامة بنت الحارث لابنتها ليلة زفافها.
وعقد فصلا بعنوان " مكانة المرأة " ذكر فيه ضرورة اقتناعها بأوامر ربها، وضرورة تقيدها بذلك، وأن يكون الوازع الديني لديها مبنيا على علم وإدراك، يجعلها تلتزم الحجاب وتبتعد عن كل ما يشينها، وكيف أن الحجاب ما شرعه الله لها إلا لصونها وحمايتها عما يضرها، وأنه لم ولن يكون يوما من الأيام عائقا في طريق علمها وفهمها وإدراكها.
ثم تحدث عن التفكك الأسري في الغرب وقصة أم ماتت في شقتها، وبقيت سنة لا يعلم بها أحد من أبنائها الأحياء، حتى تعفنت وتحللت جثتها، ودلالة هذه القصة على ما آل إليه وضع المجتمع الغربي، ومقارنة ذلك بوضعها في المجتمع المسلم، ثم ذكر قصة وقعت لشاب مسلم مع امرأة عجوز أنقذها الله به من الموت، ثم أردفها ببعض القصص والأخبار الدالة على مقصود الفصل، وأطال في الحديث عن مخاطر سفر المرأة دون محرم، وما يجره هذا الأمر عليها من بلايا، وأن
المرأة يجب أن تصان وتحمى، وهذا أمر قد وفره لها الإسلام، وتحدث عن مخططات أعداء الإسلام لإنزال المرأة من مكانتها، وأن أول خطوات كانت في نزع حجابها، وما تلاه من اختلاط، والتأثير على أفكارها، وتصويره المجتمع الغربي المنحل قدوتها، والمؤلف في كل هذا ينقل أقوال بعض الغربيين وقصصهم التي تبين زيف ما دعوا إليه دعاة التحرر، ويخاطب الفتاة المسلمة، ويوجه إليها أسئلته التي تجعلها تعي ما يراد بها ومنها، وتحدث - كذلك - عن دور المجلات الهابطة في الدعوة إلى تحلل المرأة، وجريها وراء الغربية التعيسة، وثمرة دعوتهم هذه، وكيف خططوا ونفذوا خططهم لهدم الإسلام من داخله عن طريق المرأة التي أفسدوها.
وبعد هذا الفصل الطويل ذكر قصيدة قالتها امرأة من أهل أبها، ذهبت إلى استنبول عام 1289 هـ، ورأت الدعوة إلى السفور والاختلاط، معتزة بتمسكها بحجابها، محذرة من الخلل العظيم الذي وقع للمرأة التركية، وأبياتها ثلاثة وثمانون بيتا.
وختم الكتاب بالحديث عن ضرورة معرفة المرأة المسلمة لمكانتها، وما يريده منها أعداؤها وكيف حماها الإسلام من كل البلايا التي وقعت على المرأة الغربية، إن تمسكت المرأة المسلمة بدينها.
والكتاب جيد ومفيد، صاغه مؤلفه بأسلوب سلس، خاطب فيه الرجل والمرأة على السواء وحرك فيهما أحاسيسهما، وسعى لتنبيههما على ضرورة العناية بالنساء، وأخذهن بشرائع الإسلام، وخاصة
الحجاب، وحاكمهما إلى واقع المرأة الغربية خاصة والمجتمع الغربي عامة، ومن تشبه بهم من أبناء المسلمين، ونقل فيه كثيرا من مشاهداته، وقراءاته في بلاد الغرب، وهذا الأسلوب أدعى لقبول قوله لكونه صادرا ممن شاهد وعرف بنفسه من اتخذهم بعض المغرورين قدوات، ونقل شهادات كثير من عقلائهم عن حال المرأة الغربية التعيس، وإعجابهم بحال المرأة المسلمة، لما هي فيه من عز وصيانة، وسعى جاهدا للربط بين واقع الغربيين ومن انساق وراءهم بما نصت عليه بعض بروتوكولات حكماء صهيون، وتطبيق ذلك على حالهم، وكيف استطاع يهود التحكم في شؤونهم عن طريق إفساد المرأة التي فسد المجتمع بفسادها.
وأرى أنه يصلح أن يكون مادة تقرؤها الفتيات، خاصة من تأثرت منهن ببعض الدعوات المشبوهة، ومن لم تكن كذلك فلا تخلو من فائدة معرفة ما هي عليه من حق.