الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
205 - ثَالِثًا: التَّسَوُّكُ بِالزَّيْتُونِ وَغَيْرِهِ
1324 -
حَدِيثُ مُعَاذٍ:
◼ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((نِعْمَ السِّوَاكُ الزَّيْتُونُ؛ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ، يُطَيِّبُ الْفَمَ، وَيَذْهَبُ بِالْحَفْرِ، هُوَ سِوَاكِي، وَسِوَاكُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي)).
[الحكم]:
موضوع، كما قال الألباني. وضعَّفه الصالحي. وأشار لعلته الحافظُ.
[التخريج]:
[طس 678 "واللفظ له" / طش 46 / نعيم (طب 686) / نعيم (سواك- إمام 1/ 395) / ثعلب 3547]
[السند]:
أخرجه الطبراني في (المعجم الأوسط) و (مسند الشاميين) - وعنه أبو نُعَيم في (الطب) - قال: حدثنا أحمد بن عليٍّ الأَبَّار، حدثنا مُعَلَّل بن نُفَيل، حدثنا محمد بن مِحْصَن، عن إبراهيمَ بن أبي عَبْلةَ، (عن عبد الله بن الدَّيْلمي)
(1)
، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل، به.
(1)
ما بين القوسين سقط من مطبوع (المعجم الأوسط)، والصواب إثباته كما في مسند الشاميين، والطب لأبي نُعَيم، وكذا عزاه للأوسط على الصواب: ابنُ دقيق في (الإمام 1/ 395)، والزَّيْلَعي في (تخريج الكشاف 4/ 242).
ورواه الثَّعْلبي في (تفسيره 3547) من طريق يوسفَ بنِ أحمدَ، عن (أبي العباس أحمد بن عليٍّ)
(1)
، عن مُعَلَّل بن نُفَيل، بسنده إلى عن عبد الرحمن بن غَنْم، قال: سافرتُ مع معاذ بن جبل، فكان يمرُّ بشجرة الزيتون فيأخذ منها القَضيبَ فيَسْتاكُ به، ويقول: سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نِعْمَ السِّوَاكُ الزَّيْتُونُ
…
)) الحديثَ.
وقال الطبراني: "لم يَروِ هذا الحديثَ عن إبراهيمَ إلا محمدٌ"(المعجم الأوسط).
[التحقيق]:
هذا إسناد تالف؛ آفتُه: محمد بن مِحْصَن، وهو محمد بن إسحاقَ بن إبراهيمَ بن محمد بن عُكَّاشةَ بن مِحْصَن العُكَّاشي، نُسِبَ إلى جده الأعلى؛ كذَّبه ابن مَعِين وأبو حاتم، وقال ابن أبي حاتم: رأى أبي معي أحاديثَ من حديثه، فقال:"هذه الأحاديث كذِبٌ موضوعة"، وقال ابن حِبَّان:"شيخ يضع الحديث على الثقات، لا يحل ذِكرُه في الكتب إلا على سبيل القدح فيه"، وروى له ابن عَدِي أحاديثَ، ثم قال:"وهذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكره لمحمد بن إسحاقَ العُكَّاشيِّ كلُّها مناكيرُ موضوعة"، وقال الدارَقُطْني:"متروكٌ يَضَع"، انظر (تهذيب التهذيب 9/ 430). ولذا قال الذهبي:"متَّهَم ساقط"(الكاشف 5137)، وقال ابن حَجَر:"كذَّبوه"(التقريب 6268).
ولذا قال الألباني عن الحديث: "موضوع"(الضعيفة 5360، 5570).
(1)
في طبعتَي كتاب الثعلبي: "حدثنا العباس بن أحمد بن عليّ"، وهذا خطأٌ، صوابه:"حدثنا أبو العباس أحمد بن عليٍّ"، كما جاء في نسختين خطيتين للكتاب، كما ذكر محقِّق طبعة دار التفسير. وهو أبو العباس أحمد بن عليٍّ الأَبَّار - شيخ الطبراني -.
وأشار الحافظ إلى إعلاله به في (التلخيص الحبير 1/ 120 - 121)
(1)
.
وضعَّفه الصالحي في (سبل الهدى والرشاد 8/ 27).
وأما الهَيْثَمي فأعلَّه بعلة أخرى، فقال:"رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: مُعَلَّل بن محمد، ولم أجد مَن ذكره"(المجمع 2576).
قلنا: كذا قال! وفيه نظر من وجهين:
الأول: أن الصواب أنه (مُعَلَّل بن نُفَيل) وليس (ابن محمد).
الثاني: أن مُعَلَّل بنَ نُفَيْل، ذكره ابن حِبَّان في (الثقات 9/ 201)، ووثَّقه الطبراني في (المعجم الصغير عَقِب رقم 292). فعلةُ الحديث هي: محمد بن مِحْصَنٍ الكذابُ.
ولذا قال الألباني- بعدما أعله بمحمد بن مِحْصَن-: "وخَفِيَ ذلك على الهَيْثَمي؛ فأعلَّه بالذي دونه
…
وقوله: (معلل بن محمد) خطأٌ! والصواب: (مُعَلَّل بن نُفَيْل) " (الضعيفة 11/ 597).
قلنا: رواه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 395) -: عن أحمد بن جعفر بن سالم
(2)
، ثنا أحمد بن عليٍّ الأَبَّار، ثنا أبو أحمدَ
(1)
إلا أنه وقع في كل طبعات التلخيص، هكذا:"وفي إسناده أحمد بن محمد بن محصن، تفرَّد به عن إبراهيم بن أبي عَبْلة". وقال محقِّق طبعة أضواء السلف (1/ 184): "كذا في جميع النسخ، وهو خطأ، وصوابه: محمد بن محصن". وهو كما قال، كما في المصادر كلها.
(2)
كذا وقع هنا، وفي غير موضع من كتب أبي نُعَيم، وهو أبو بكر الخُتَّلي كما جاء في (الحلية 9/ 229)، والصواب في اسمه: أحمد بن جعفر بن محمد بن سَلْم، أبو بكر الخُتَّلي. كذا ترجم له الخطيب في (تاريخ بغداد 5/ 113) وقال:"وكان صالحًا، دَيِّنًا، مكثرًا، ثقة ثبْتًا". وانظر (تاريخ الإسلام 8/ 236)، و (الوافي بالوفيات 6/ 180)، و (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة 1/ 294).
مُعَلَّل بن نُفَيل، عن محمد بن مِحْصَن العُكَّاشي، عن إبراهيم بن أبي عَبْلة، عن عبد الله بن الزُّبَير، عن عبد الرحمن بن غَنْم، به.
قال ابن دقيق العيد: "كذا فيه: (إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عن عبد الله بن الزُّبير)! خلافَ ما ذكرْنا عن الطبراني، وكأن هذا غلطٌ".
قلنا: وهو كما قال؛ فقد رواه الطبراني ويوسفُ بن أحمدَ، عن الأَبَّار، فقالا:(عن عبد الله بن الدَّيْلمي)، وليس (ابن الزبير). ثم إنه لا يُعرَف لابن أبي عَبْلةَ روايةً عن ابن الزُّبَير، والله أعلم.
* * *
1325 -
حَدِيثُ أَبِي زَيْدٍ الْغَافِقِيِّ:
◼ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْغَافِقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((الْأَسْوِكَةُ ثَلَاثَةٌ: أَرَاكٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَرَاكٌ فَعَنَمٌ، أَوْ بُطْمٌ))
(1)
.
[الحكم]:
ضعيف، واستغربه ابن مَنْدَه.
[اللغة]:
قال أبو وَهْب الغافِقي راوي الحديث: "العَنَم: الزيتون"(معرفة الصحابة لابن مَنْدَه).
وقال الخليل بن أحمدَ: "العَنَم: شجر من شجر السواك، ليِّن الأغصان لطيفُها، كأنها بَنانُ جارية"(العين 2/ 161).
ووقع في (المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبي موسى المَدِيني 2/ 403) بالتاء، فقال:"في حديث أبي زيد الغافِقى: ((الأَسْوِكَةُ ثَلَاثَةٌ: أَرَاكٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَعَتَمٌ، أَوْ بُطْمٌ)). قال: "العَتَم: الزيتون، وقيل: هو الزيتُون البَري. وقيل: شئ يُشبِه الزيتون".
وكذا في (النهاية لابن الأثير 3/ 181) مادة (عتم)، وكذا في (لسان العرب 12/ 383)، و (تاج العروس 33/ 51)، وغيرِها، فالله أعلم.
والبُطْم: "شجَر الحبة الخضراء، واحدتُه: بُطْمة"(العين 7/ 443).
وفي (المعجم الوسيط 1/ 61): " (البُطْم): الحبة الخضراء، من الفصيلة
(1)
كذا لفظ الحديث عند ابن مَنْدَه وغيرِه، ولكن ذكره الحافظ في (الإصابة 12/ 273) وعزاه لابن مَنْدَه، بلفظ:«الأَسْوِكَةُ ثَلَاثَةٌ: أَرَاكٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَرَاكٌ فَعَنَمٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَنَمٌ فَبُطْمٌ» . كذا ذكره، وهو خلاف ما عند ابن مَنْدَه وبقية المصادر، فهل وقع كذلك في نسخة أخرى لابن مَنْدَه؟ الله أعلم.
الفُسْتقية، شجرتها من أربعة إلى ثمانية أمتار، تنبت في الأراضي الجبلية، ثمرتها حَسَكةٌ مُفَلْطَحة خضراءُ، تنقشر عن غِلاف خشبيٍّ يحوي ثمرةً واحدة، تُؤكَل في بلاد الشام".
[التخريج]:
[صمند (2/ 874) "واللفظ له" / صحا 6811 / نعيم (سواك- كبير 3/ 552)، (كنز 26227) / فر (ملتقطة / ق 368)].
[السند]:
قال ابن مَنْدَه في (معرفة الصحابة): أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد السلام البَيْروتي، حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الحَكَم، حدثنا سعيد بن عُفَير، حدثنا أبو وَهْب الغافِقي، عن عَمرو بن شَراحِيلَ المَعافري، عن أبي زيد الغافِقي، به.
ومدارُه - عندهم- على عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحَكَم
…
به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: عَمرو بن شَراحِيلَ، وهو: ابن محمد المَعافري القُرْطبي؛ ترجم له ابن الفَرَضي في (تاريخ علماء الأندلس 936)، والحُمَيدي في (جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس 1/ 316)، وأبو جعفر الضَّبِّي في (بغية الملتمس 1238)، برواية اثنين عنه، ولم يَذْكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ فهو مجهول الحال.
الثانية: أبو وَهْب الغافِقي؛ لم نجد له ترجمة.
وقال ابن مَنْدَه- عَقِبه-: "هذا حديث غريب، لا يُعرَف إلا من هذا الوجه".
* * *