الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
209 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الِاسْتِيَاكِ بِفَضْلِ الْوَضُوءِ
1341 -
حَدِيثُ أَنَسٍ:
◼ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَاكُ بِفَضْلِ وَضُوِئِهِ)).
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، وضعَّفه: ابن عَدِي، وابن القَيْسَراني، وابنُ دقيقِ العيدِ، وابن المُلَقِّن، وابنُ حَجَر، والبُوصِيري، والسُّيوطي، والمُناوي، والألباني. واستغربه الدارَقُطْني.
[الفوائد]:
قوله: (كَانَ يَسْتَاكُ بِفَضْلِ وَضُوئِهِ) قال المُناوي: "قيل: المراد به الغَسلُ، وقيل: التَّنْقية، أي: تنقية الفم"(فيض القدير 5/ 216).
[التخريج]:
[عل 4020 "واللفظ له" / عد (10/ 448) / قط 94، 95 / فقط (الثالث 10)، (أطراف 908) / تمام 747 / أصبهان (1/ 446) / نعيم (سواك- إمام 1/ 356) / خط (12/ 268) / كر (7/ 85)].
[التحقيق]:
رُوي هذا الحديثُ عن أنس من طريقين:
الطرق الأول: عن الأعمش، عن أنس بن مالك:
أخرجه أبو يَعْلَى في (مسنده 4020)، قال: حدثنا عُبيد الله بن عُمر،
حدثنا يوسف بن خالد، عن الأعمش، عن أنس، به.
وأخرجه ابن عَدِي في (الكامل 10/ 448)، والدارَقُطْني في (السنن 95)، وفي (الأفراد) - كما في (الأطراف 908)، وأبو نُعَيم في (تاريخ أصبهان 1/ 446) وفي "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق 1/ 356) -: جميعًا من طريق يوسفَ بن خالد
…
به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: يوسف بن خالد؛ قال عنه الحافظ: "تركوه، وكذَّبه ابنُ مَعين"(التقريب 7862).
وذكر ابن عَدِي هذا الحديثَ في ترجمته، وقال:"وليوسفَ غيرُ ما ذكرتُ من الحديث، ورواياتُه فيها نظرٌ، وكان من أصحاب أبي حَنيفةَ، وقد أجمع على كذبه أهلُ بلده"(الكامل (10/ 449).
وتبِعه ابن القَيْسَراني، فقال:"رواه يوسفُ بن خالد السَّمْتي، عن الأعمش، عن أنس. ويوسفُ متروك الحديث"(ذخيرة الحفاظ 1654).
وقال ابن حَجَر- عَقِبَه-: "يوسف هو السَّمْتي، ضعيفٌ جدًّا"(المطالب العالية 2/ 231).
وقال البُوصِيري: "ويوسف بن خالدٍ كذاب، كذَّبه غير واحد، وقال ابن حِبَّانَ: كان يضع الحديث، لا تحل الروايةُ عنه"(إتحاف الخيرة 1/ 288).
الثانية: الانقطاع؛ فإن الأعمش لم يسمع من أنس، قال ابن مَعين:"كلُّ ما روَى الأعمش عن أنس فهو مرسَل"(جامع التحصيل 258).
وقد أعلَّه بهاتين العلتين: ابنُ دقيقِ العيدِ- فقال عَقِبَه-: "ويوسف بن خالدٍ السَّمْتيُّ تُكُلِّم فيه، وتُكُلِّم في سماع الأعمش عن أنس"(الإمام 1/ 357).
وقال ابن المُلَقِّن: "فيه علتان: إحداهما: أن في إسناده يوسفَ بنَ خالد السَّمْتي؛ قال ابن مَعين: كذاب زِنديق. والثانية: أنه من رواية الأعمش عن أنس؛ وقد رآه ولم يسمع منه"(البدر المنير 2/ 55 - 56).
وقال ابن حجر: "رواه الدارَقُطْني، وفي إسناده يوسفُ بن خالد السَّمْتي؛ وهو متروك، ورواه من طريق أخرى
(1)
، عن الأعمش، عن أنس؛ وهو منقطع" (التلخيص الحبير 1/ 117).
وقال المُناوي- بعد عزوه لأبي يَعْلَى-: "بإسناد فيه ضعْفٌ وانقطاع"(التيسير 2/ 275).
ومما يؤكِّد الانقطاعَ أن سعد بن الصَّلْت رواه عن الأعمش، عن مسلمٍ الأعور، عن أنس، كما سيأتي في الطريق الثاني.
وسعد بن الصَّلْت هذا قال عنه الذهبي: "ما رأيتُ لأحد فيه جرحًا، فمحلُّه الصدقُ"(تاريخ الإسلام 13/ 184).
فقولُه أَوْلى؛ ولذا قال الدارَقُطْني: "يَرويه يوسفُ بن خالد السَّمْتي عن الأعمش عن أنس، وخالفه سعد بن الصَّلْت، رواه عن الأعمش عن مسلم الأعور عن أنس، وهو أصحُّ"(العلل 2463).
وقال في (الأفراد): "تفرَّد به يوسف بن خالد السَّمْتي عنه. وخالفه سعد بن الصَّلْت، فرواه عن الأعمش عن مسلم الأعور عن أنس. وتفرَّد به سعدٌ عنه
(1)
هو الطريق نفْسُه.
أيضًا" (أطراف الغرائب والأفراد 908).
الطريق الثاني: عن الأعمش، عن مسلم الأعور، عن أنس:
أخرجه الدارَقُطْني في (السنن 94)، وفي (الأفراد/ الجزء الثالث 10) - ومن طريقه الخطيب في (تاريخه 12/ 268) - قال: نا محمد بن أحمد بن محمد بن حَسَّان الضَّبِّي، نا إسحاق بن إبراهيم شَاذَانُ، نا سعد بن الصَّلْت، عن الأعمش، عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك، به.
وقال الدارَقُطْني في (الأفراد) - عَقِبَه-: "هذا حديث غريبٌ من حديث الأعمش، عن مسلم بن كَيْسانَ الأعورِ المُلَائي أبي عبد الله الضَّبِّي، عن أنس بن مالك. تفرَّد به (سعد)
(1)
بن الصَّلْت عنه، وتفرَّد به إسحاقُ بن إبراهيمَ شاذانُ عن سعد".
كذا قال، وقد وقفْنا لشاذانَ على متابعة:
فقد أخرجه ابن عساكر في (تاريخه 7/ 85) من طريق عبد الله بن ثابت القُرَشي، عن سعد بن الصَّلْت، عن الأعمش، عن مسلم الأعور، عن أنس، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه مسلمٌ الأعور، وهو ابنُ كَيْسانَ الضَّبِّي، قال عنه الذهبي:"واهٍ"(الكاشف 5426)، وقال الحافظ:"ضعيف"(التقريب 6641).
(1)
أثبته المحقِّق في متن الكتاب: "سعيد"، وذكر أن الصواب "سعد"، وهو كما قال، كما رواه الدارَقُطْني في (السنن)، وكذا جاء على الصواب في (أطراف الأفراد 1268).
وقد تُوبِع الأعمشُ؛ فقد أخرجه تَمَّام في (فوائده 747) من طريق محمد بن الفَضْل بن عطية، عن مسلم الأعور
…
به.
وهذا متابعة واهيةٌ؛ فإن محمد بن الفَضْل بن عطية؛ قال فيه الحافظ: "كذَّبوه"(التقريب 6225).
والحديث رمز لضعفه السُّيوطيُّ في (الجامع الصغير 7035).
وقال الألباني: "ضعيف جدًّا"(الضعيفة 4268).
[تنبيه]:
عزاه ابن حجر في (المطالب 66/ 2)، والبُوصِيريُّ في (إتحاف الخِيَرة 469/ 2) للبَزَّار، وأحالا متْنَه على رواية أبي يَعْلَى هذه، والحديث في (مسند البزَّار 7551) بلفظ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِ سِوَاكِهِ))! كذا مقلوبًا. وكذا ذكره الهَيْثَمي في (كشف الأستار 274) و (مجمع الزوائد 1083)، تحت باب:"الوضوء بفضل السواك". وسيأتي الكلامُ على هذه الرواية في "كتاب الوضوء" إن شاء الله، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
* * *