الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شَعْرِ الْمَيْتَةِ وَصُوفِهَا وَعَظْمِهَا
402 -
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (({قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلِي طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْمَيْتَةِ حَلَالٌ إِلَّا مَا أُكِلَ مِنْهَا، فَأَمَّا الْجِلْدُ وَالْقَرْنُ وَالشَّعْرُ وَالصُّوفُ وَالسِّنُّ وَالْعَظْمُ فَكُلُّ هَذَا حَلَالٌ لِأَنَّهُ لَا يُذَكَّى)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا، وضعَّفه: الدارقطني - وأقرَّه: عبد الحق الإشبيلي، وابن الجوزي، والغساني، وابن دقيق العيد، وابن عبد الهادي، والذهبي -، والبيهقي، وابن حجر، والسيوطي، والألباني. وأشار إلى ضعْفِه يحيى بن معين.
[التخريج]:
[قط 120 ((واللفظ له)) / هقخ 87/ تحقيق 79].
[التحقيق]:
انظر الكلام عليه عقب الرواية الآتية.
روايةث إِنَّمَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:((إِنَّمَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَيْتَةِ لَحْمَهَا، فَأَمَّا الْجِلْدُ وَالشَّعْرُ وَالصُّوفُ فَلَا بَأْسَ بِهِ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا.
[التخريج]:
[تمام 755 ((واللفظ له)) / قط 118/ هق 80/ هقخ 82/ كر (34/ 33) / تحقيق 78].
[التحقيق]:
هذا الحديث له طريقان عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس:
الأول:
رواه الدارقطني في (السنن 120) -ومن طريقه البيهقي في (الخلافيات 87)، وابن الجوزي في (التحقيق 79) - قال: حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، حدثنا علي بن حرب، حدثنا سليمان بن أبي هوذة، حدثنا زافر بن سليمان، عن أبي بكر الهذلي أن الزُّهري حدثهم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، به (بلفظ الرواية الأولى).
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: أبو بكر الهذلي، وهو متروك الحديث)) كما في (التقريب 8002).
وبه أعلَّ الحديث الدارقطني، فقال:((أبو بكر الهزلي متروك)) (السنن عقب رقم 120)، وأقرَّه عبد الحق الإشبيلي في (الأحكام الوسطى 1/ 239)،
وابن الجوزي في (التحقيق 1/ 90)، وابن دقيق العيد في (الإمام 3/ 371)، وابن عبد الهادي في (التنقيح 1/ 118)، وكذا الذهبي في (التنقيح 1/ 32)، والزيلعي في (نصب الراية 1/ 118).
وقد أعلَّه به أيضًا البيهقي في (الخلافيات 1/ 260)، وابن حجر في (الدراية 1/ 58).
ومع ضعْفِه الشديد، قد اضطرب في إسناده؛ فرواه تارة أخرى موقوفًا على ابن عباس:
كما أخرجه الدارقطني في (السنن 115) -وعنه البيهقي في (السنن الكبري 81)، وفي (الخلافيات 84) - من طريق شبابة بن سوار، ومن طريق عمار بن سلام، عن زافر، كلاهما: عن أبي بكر الهذلي، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، في قوله عز وجل {قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه} [الأنعام: 145]، قال:((الطاعمُ: الآكلُ، فَأَما السِّنُّ وَالقَرنُ وَالعَظمُ وَالصوفُ وَالشعرُ وَالوَبَرُ وَالعَصَبُ فَلَا بَأسَ به؛ لأَنهُ يُغسَلُ)). وقال شبابة: ((إنمَا حُرِّمَ مِنَ الميتَةِ مَا يُؤكَلُ مِنْهَا وَهُوَ اللحمُ، فَأَما الجلدُ وَالسن وَالعَظمُ وَالشعرُ وَالصوفُ فَهُوَ حَلَالٌ)).
قال البيهقي: ((روينا عن يحيى بن معين، أنه قال: هذا الحديث ليس يرويه إِلَّا أبو بكر الهذلي، عن الزُّهري، وأبو بكر الهذلي، ليس بشيء)) (معرفة السنن والآثار 1/ 249)، و (الكبرى 1/ 23). كذا نقله البيهقي من طريق الدوري موصولًا كلامه على الحديث بكلامه على الراوي. وانظر كلام ابن معين على الحديث في (رواية الدوري 4542). وكلامه على الراوي (3281، 3526).
وقال الدارقطني -عقب هذه الرواية-: ((أبو بكر الهذلي ضعيف))، يعني: ضعيفٌ جدًّا؛ فقد قال فيه عقب الرواية المرفوعة: ((متروكٌ))، فهو علة الحديث مرفوعًا وموقوفًا.
الطريق الثاني:
أخرجه الدارقطني في (السنن 118) -ومن طريقه البيهقي في (الكبرى 82)، و (الخلافيات 82)، وابن الجوزي في (التحقيق 78) - قال: حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل الأبلي، حدثنا أحمد بن إبراهيم البسري، نا محمد بن آدم، نا الوليد بن مسلم، عن أخيه عبد الجبار بن مسلم، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، به.
ورواه تمام في (الفوائد 755)، وابن عساكر في (تاريخه 34/ 33) من طريق محمد بن آدم، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: عبد الجبار بن مسلم؛ قال الدارقطني عقب الحديث: ((عبد الجبار ضعيف))، وأقرَّه ابن الجوزي في (التحقيق 1/ 90)، والغساني في (الأحاديث الضعاف صـ 7)، وابن دقيق العيد في (الإمام 3/ 372)، وابن عبد الهادي في (التنقيح 1/ 118) -.
وقال الذهبي: ((ضعيف ولا أعرفه)) (ميزان الاعتدال 2/ 534)، وذلك لأنه لم يسند غير هذا الحديث كما قال تمام الرازي (عقب الحديث)، ولم يروِ عنه غير الوليد بن مسلم كما قال ابن حجر، وعلى هذا فهو مجهول العين، لكن قال الفسوي:((سألت هشام بن عمار عنه فقال: كان يركب الخيل ويتنزه ويتصيد))، قال الحافظ: ((وهذا الوصف مع رواية أخيه عنه
يرفع جهالة عينه)) (اللسان 5/ 59).
ومع كلِّ ذلك ذكره ابن حبان في (الثقات 7/ 136) -على عادته في توثيق المجاهيل-، وذكر له هذا الحديث، وتمسك بعضهم بصنيع ابن حبان هذا متعقبين به تضعيف الدارقطني، ومنهم العيني في (العمدة 12/ 56)، والزيلعي في (نصب الراية 1/ 118)، وابن الهمام في (فتح القدير 1/ 97)، وأفصح ابن الهمام قائلًا:((فقد ذكره ابن حبان في (الثقات)؛ فلا ينزل الحديث عن الحسن))! .
وصنيعهم هذا مردود؛ لأنه بغض النظر عن جهالة عبد الجبار هذا، فإن الدارقطني مقدم على ابن حبان في هذا الباب، ثم إِنَّ الدارقطني نصَّ على ضعْفِه بخلاف ابن حبان، فلم يزد على أن ذكره في كتابه (الثقات)، وقد أورد فيه عددًا كبيرًا من المجاهيل، وفيهم من لم يعرفه هو، كما صرح بذلك في غير ما موضع من كتابه، وانظر:(الضعيفة 10/ 412).
وأما متابعة الهذلي لعبد الجبار، فلا تفيده شيئًا؛ لشدة ضعفه.
ولذا أعله به الحافظ في (الدراية 1/ 57 - 58)، والسيوطي في (الحاوي للفتاوي 1/ 20)، والألباني في (السلسلة الضعيفة 10/ 412).
العلة الثانية: عنعنة الوليد بن مسلم؛ فهو وإِن كان ثقةً إِلَّا أنه كثير التدليس والتسوية (التقريب 7456)، فيسقط الضعفاء من فوق شيخه، فلربما أخذه أخوه عن ضعيف أو متروك فأسقطه الوليد من الإسناد.
403 -
حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ:
◼ عَنْ أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قالت: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((لَا بَأْسَ بِمَسْكِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَ، وَلَا بَأْسَ بِصُوفِهَا وَشَعْرِهَا وَقُرُونِهَا إِذَا غُسِلَ بِالْمَاءِ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا، وضعَّفه: الدارقطني -وأقرَّه: الإشبيلي، وابن الجوزي، وابن عبد الهادي، والذهبي، والزيلعي- والبيهقي، والهيثمي، وابن حجر، والسيوطي، والألباني.
وقوله: ((لَا بَأْسَ بِمَسْكِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَ))، له شواهد تقدم ذكرها.
[التخريج]:
[طب (23/ 258/ 538) ((مختصرًا)) / قط 116 ((واللفظ له))، 117/ هق 82/ هقخ 78/ جصاص (1/ 149) / تحقيق 80].
[السند]:
رواه الطبراني في (الكبير) قال: حدثنا إسماعيل بن قيراط، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أم سلمة، به.
ومداره عند الجميع على سليمان بن عبد الرحمن، عن يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ تالفٌ؛ فيه: يوسف بن السَّفَرِ، وهو كذابٌ؛ كذَّبه ابن معين وغيرُه، وقال أبو زُرْعَةَ وغيرُه:((متروك))، وقال البيهقي: ((هو في عداد من
يضع الحديث)) (لسان الميزان 8/ 556).
وبه أعلَّه الدارقطني، فقال عقب الحديث:((يوسف بن السفر متروك، ولم يأتِ به غيره)).
ونقله عنه البيهقي في (السنن 1/ 24)، و (الخلافيات 1/ 254) وأقرَّه، وقال في (المعرفة 1/ 249):((رواه يوسف بن السفر، وهو متروك في عداد من يضع الحديث)).
وأقرَّه كذلك عبد الحق الإشبيلي في (الأحكام الوسطى 1/ 239)، وابن الجوزي في (التحقيق 1/ 91)، وابن دقيق العيد في (الإمام 3/ 372)، وابن عبد الهادي في (التنقيح 1/ 119)، والزيلعي في (نصب الراية 1/ 118).
وعلَّق عليه الذهبي بقوله: ((يوسف متهم)) (التنقيح 1/ 32).
وقال الهيثمي: ((رواه الطبراني في (الكبير) وفيه يوسف بن السفر، وقد أجمعوا على ضعفه)) (المجمع 1096).
والحديث ضعَّفه أيضًا ابن حجر في (الدراية 1/ 58)، والسيوطي في (الحاوي للفتاوي 1/ 13)، والألباني في (الضعيفة 10/ 413).
ومع كلِّ ذلك تعقب بدر الدين العيني الدارقطني، فقال:((وأما يوسف، فإنه لا يؤثر فيه الضعف إِلَّا بعد بيان جهته، والجرح المبهم غير مقبول عند الحذاق من الأصوليين، وهو كان كاتب الأوزاعي))! (عمدة القاري 3/ 161، 12/ 56).
وهذا تعقب في غير محله؛ إذ كيف لا يعد الترك والكذب أو التهمة به جرحًا مفسرًا؟ ! ، وما هو الجرح المفسر إذن؟ ! ، وهل هناك جرح أشدُّ من قولهم:((كذَّابٌ)) أو ((يَضِعُ))؟ ! .