الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا وفد
نشرت في العدد 29 من جريدة البصائر سنة 1936.
ــ
صادف رضى والق رفدا
…
*... يا وفد بوركت وفدا
وأم باريس ركبا
…
*... باليمن تحدو وتحدى
باسم الجزائر فاسأل
…
*... باريس لا تخش ردا
ان الجزائر ترجو
…
*... باريس أن لا تصدا
خاب الذين أقاموا
…
*... بين البلادين سدا
غدا بباريس تلقى
…
*... عطفا وتكسب حمدا
غدا ستسمع فيها
…
*... صوت العدالة يصدى
فاكشف لها السر واصدع
…
*... بالحق لا تأل جهدا
وابسط مطالب شعب
…
*... نادى بها واستعدا
يا وفد أمرك جد
…
*... فاصرف له العزم جدا
قل للدليلة سيري
…
*... بنا إلى الورد قصدا
إطوي بنا السير طيا
…
*... ولا تمديه مدا
فكم أماني ظماى
…
*... أتتك تطلب وردا
أوردتها مثل (سعد)
…
*... لا بل تجاوزت (سعدا)(1)
يا وفد ذكر فرنسا
…
*... عهدا تقادم عهدا
(1) إشارة إلى قول الشاعر:
أوردها سعد، وسعد مشتمل
…
*... ما هكذا يا سعد ترود الابل
قل مسنا الضر قبلا
…
*... وخاننا الصبر بعدا
متى تفين بوعد
…
*... يا أعذب الناس وعدا؟
لا بد أن تمنحينا
…
*... ما لا نرى منه بدا
فكم وسعناك برا
…
*... وسعته اليوم جحدا
وكم بخلت فقلنا
…
*... لعلها سوف تندى
وكم ظلمت فقلنا
…
*... لعل للظلم حدا
الحرب تشهد أنا
…
*... كنا بجنبك أسدا
أئن دجا الخطب ندعى
…
*... وإن جلا الخطب نعدى؟
أيحرم النفع شعب
…
*... عليك بالنفع أجدى؟
فخففي الحجرعنا
…
*... إنا نضاهيك رشدا
انا نقاضيك دينا
…
*... قد ان أن يستردا
حقا لنا منك يقضى
…
*... لا نعمة منك تسدى
جئناك كالأم نشكو
…
*... أخا علينا تعدى
(معمرا) لك أخلى
…
*... وبانيا لك هدا
لم يعمر الدار إلا
…
*... ليوسع الجار طردا
صاحبنا مستغلا
…
*... وساسنا مستبدا
إن أبصر الحسن أخفى
…
*... أو أبصر القبح أبدى
لقد تهيأ سرا
…
*... لحربنا وتصدى
وود لو لم نصادف
…
*... من (جبهة الشعب) ودا (1)
(1) في سنة 1936، قامت في فرنسا حكومة ائتلاف من أحزاب اليسار اطلقوا عليها اسم (الواجهة الشعبية) واغتر الجزائريون بالمظاهر التي ظهرت بها تلك الحكومة، وكان من نتائج ذلك أن تداعى العلماء والنواب المسلمون، ومن ورائهم الأمة كلها إلى عقد مؤتمر تمثلت فيه الجزائر كلها، وقرر المؤتمر بالإجماع تشكيل وفد إلى باريس يحمل نسخة من مطالب الأمة الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
إلى متى وهو يجزي
…
*... عن خالص الحب حقدا؟
الى متى وهو يشقي
…
*... شعبا ليسعد فردا؟
أيجعل الضد حلفا
…
*... ويجعل الحلف ضدا؟
ويحسب العبد حرا
…
*... ويحسب الحر عبدا؟
نحن الحنيفون دينا
…
*... نحن المنيفون مجدا
من سامنا الهون اذى
…
*... (محمدا)(ومعدا)
…
يا وفد خلفت ذكرق
…
*... تبقى على الأرض خلدا
زنت (الجزائر) حشرا
…
*... لها وزانتك حشدا
رح امنا واغد جذلا
…
*... وطب مراحا ومغدى
يا شعب بشراك هذا
…
*... خير لجيلك يهدى
زال الردى عنك فاسلم
…
*... نحن الحمى كيف تردى
فخط للعز صحرحا
…
*... وخط للذل لحدا
وسل من الموت قربا
…
*... تنل من الموت بعدا
فلم نزل لك حصنا
…
*... و (للجزائر) جندا
إن (الجزائر) منا
…
*... بالروح والمال تفدى
= وقد كان لاجتماح هذا المؤتمر تأثير عظيم في نفس الشعب الجزائري، وبعث الآمال الكمينة، رالتشوف إلى الغايات التي يرجوها، ويعمل لها العاملون من أبنائه.
وفي غمرة هذا التأثير، جاشت قريحة شاعرنا بهذه القصيدة يخاطب بها الوفد ويودعه ويتيمن بهذا الوفادة وفيها أبيات كانت معانيها سائغة في ذلك الوقت الذي كان الشعب الجزائري يقنع فيه ببعض الحق، أما اليوم، قد جاوز الأماني إلى العمل فقد أصبحت تلك المعاني ممجوجة في ذوقه بود أن أصبح السيف هو الحكم بينه وبين فرنسا. فمعذرة لقراء الديمان إذا أثبتنا تلك الأبيات التي هي تصورات في زمن غير هذا الزمن.
وللشاعر مع هذا فضل أي فضل في تنبيه الأفكار قبل ذلك الزمن إلى الغايات التي يجب أن يسعى لها الشعب متئدا متدرجا.
القاهر
(محمد البشير الإبراهيمي)