الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هيجت وجدي
هذه القصيدة نشرت في العدد (20) من جريدة البصائر سنة 1948م وهو جواب عن رسالة شعرية وجهها إليه الشاعر الجزائري الشيخ أحمد سحنون.
ــ
ناحت عليك سواجع الاطيار
…
*... مذ أسكتتك فواجع الأغيار
وتساءل الاصحاب عنك فكلهم
…
*... متطلعون لأصدق الأخبار
من لي بإقناع الرفاق فإنهم
…
*... لم يقنعوا بقواطع الأعذار؟
لم يبق لي في الشعر غير بضاعة
…
*... قد لا تروج بمعرض الأفكار
هيجت وجدى يا حمام بنغمة
…
*... علوية اللهوات والأوتار
هب لي هوى كهوى الشبيبة يانعا
…
*... أقضي به ما رمت من اوطار
ولي عن الصبوات عزمي مدبرا
…
*... ونبا عن الندوات والأشعار
وعدلت متئد الخطى عن رحلة
…
*... في طيها استهدفت للأخطار
وفقدت فيها المسعفين فلم اجد
…
*... سلوى سوى التسليم للأقدار
وجنحت للحرم الذي فارقته
…
*... زمنا جنوح الطير للأوكار
فاهتف بلحنك يا حمام ونل به
…
*... ما ناله داوود بالمزمار
وابلغ به ما انت اهل بلوغه
…
*... من فتنة الأسماع والأبصار
مهما شدوت أملت أغصان النقا
…
*... وأجبت بالتصفيق في الأنهار
وهفت لك الاكباد في أحشائها
…
*... مشدوهة من لحنك السحار
في روضك المعطار كون منصت
…
*... فانشر صداك بروضك المعطار
واقصر مداك فذو السهام وإن غفا
…
*... مترصدا ابدا لذى المنقار
لا تلحني في الصمت اني أرتئي
…
*... أن الضمير أحق بالإضمار
أما الحمى فهواه بين جوانحي
…
*... يرغى ويزبد زاخر التيار
متدفقا كالموج لكن صنته
…
*... عن شاطئ الحمات والأكدار
إن الذي هو مضغة لحمية
…
*... خلق يفوق البحر في الأغوار
علق السماء وهام في عليائها
…
*... متنقلا كالكوكب السيار
القلب بيت الله فهو منزه
…
*... عن ان تطيف به يد (استعمار)
ولرب مغض بات في إغضائه
…
*... يقضان يرعى النجم في الأسحار
ويسامر الدنيا فما يدري امرؤ
…
*... ما دار بينهما من الأسمار
ويح ابن ادم من عواقب بغيه
…
*... وولوعه بالعيث والإضرار
ووثوقه بالنفس وهي كحية
…
*... رقطاء فيه خفية الأجحار
ورضاه في الأعمال عن حسناته
…
*... ولعل أكثرها من الأوزار
وتراه يلهج بالعزائم وهو في
…
*... أيدي الضروف يدار (كالبركار)
ويح العباد من العباد فجلهم
…
*... في نفرة أبدا وفي استنفار
مثل الوحوش وما تسلحهم سوى
…
*... بدع من الأنياب والأضفار
من أفدح الأشرار أن يقضى على
…
*... حرم الإلاه بغارة الأشرار
إن الذي زعم العدالة شرعة
…
*... اذى (الائمة) في رضى (الأحبار)
ودهى العمومة في وشائج نسلها
…
*... وسطى على الأجوار بالإجوار
وأحل بالقانون جرما فادحا
…
*... وأذل دين الله للدينار
قل لابن صهيون اغتررت فلا تجر
…
*... إن ابن يعرب ناهض للثار!
أعرضت عن خطط السلام موليا
…
*... فوقعت منها في خطوط النار
لا تحسبن بأن صبحك طالع
…
*... فالبدر ويحك خاح للساري
سترى امانيك التي شيدتها
…
*... منهارة مع ركنك المنهار
القدس لابن القدس لا لمشرد
…
*... متصهين ومهاجر غدار
يا لجنة التقسيم حدت عن الهدى
…
*... وسخرت منه فبؤت بالإنكار
القبلة الاولى التي استصغرتها
…
*... هي للعروبة قبلة الأنظار
اصبحت من بين اللجان مدينة
…
*... عند الإلاه لرسله الأبرار
موسى وعيسى والأمين محمد
…
*... سيطالبونك بالنجيع الجاري
إن التلافي ممكن لك فادرئي
…
*... بيد السلام بوادر الإعصار
وارعي (صلاح الدين) في أحفاده
…
*... لصنيعه المأثور في الأخيار
ما زال رمزا للشهامة والحجى
…
*... والرفق والإنصاف والإيثار
ردوا جميل الشرق وارعوا عهده
…
*... يا معشر الحلفاء والأنصار
أفبعد تحرير الرقيق جميعه
…
*... ترضون رق سلائل الأحرار
سيسجل التاريخ كل صغيرة
…
*... وكبيرة بوثائق الأسفار
فلصالح الأعمال جدوا واعملوا
…
*... إن الخلود لصالح الاثار
وهذا نص رسالة الشيخ أحمد سحنون
إلى شاعر الجزائر
إلى البلبل الذي ملا جو الجزائر تغريدا شجيا ساحرا، إلى الوتر الذي أسمع الدنيا أناشيد البطولة والحرية والمجد، إلى الشاعر الذي سكت، إلى الرفيق الذي حجب وجهه وصوته، إلى شاعر الجزائر العظيم الأستاذ محمد العيد:
شاعر الضاد والحمى ما دهاكا؟
…
*... فحرمت النهى ثمار نهاكا؟
ما الذي أسكت الهزار عن التغـ
…
*... ـريد يا ملهمي جعلت فداكا!
ما الذي عاق يا أخا الحزن والا
…
*... لام عن ان تبثنا شكواكا
كنت كالطائر الصدوح فما تنـ
…
*... ـفك يوما مرددا نجواكا
كنت لا تستطيع صبرا عن الشعـ
…
*... ـر فمن ذا بهجره أغراكا؟
كان نجواك كان سلواك إن نا
…
*... بك خطب وفي الهوى ليلاكا
كان دنياك كلها كيف لم تشـ
…
*... ـغلك عن كل شاغل دنياكا
قد خلت من صداك أندية الشعـ
…
*... ـر وملء الوجود كان صداكا
عجبا تستبيح صمتك يوما
…
*... ويد الظلم تستبيح حماكا
أيطيب السكوت والضاد في شد
…
*... ة أسر لم تلق منه فكاكا
أإذا طاف بالجزائر ما حر
…
*... ك حتى الجماد طاب كراكا؟
أإذا أوشكت بلادك أن تجـ
…
*... ـني ثمار المنى قطعت مناكا؟
كان حب الحمى هواك فلما
…
*... جد جد الحمى تركت هواكا
شنها ثورة على الظلم وابعثـ
…
*... ـها حروبا على البغاة دراكا
قد شباب الحمى الى المجد والعلـ
…
*... ـياء واحثث إلى الجهاد خطاكا
ولتسجل لابن الجزائر سفرا
…
*... من فخار وسؤدد يمناكا
ولترتل في مسمع الدهر إنشا
…
*... دك سحرا يغرى النهى شفتاكا
قدم الشعر رافقت قدم الوحـ
…
*... ـي فقم بث بالقريص هداكا
عد كما كنت شاديا فلماذا
…
*... قد حرمت الأسماع سحر غناكا
نشرت في العدد 16 من جريدة البصائر سنة 1947.