الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا دار
قصيدة نظمها الشاعر حوالي سنة 1925م
ــ
بيض وسود وأخيار وأشرار
…
*... كم تحتوين على الأضداد يا دار!
العرش والفرش والأحداث بينهما
…
*... خير وشر فإقلال وإكثار
والليل والصبح والإنسان عندهما
…
*... نعسان مستيقظ والماء والنار
والأنجم الزهر: هذا النجم مرتفع
…
*... زاهي الضياء وهذا النجم منهار
تبدو على الأفق أشتاتا ويجمعها
…
*... في سيرها فلك في الأفق دوار
قد قيل في كوكب المريخ أبنية
…
*... مشيدات وجنات وأنهار
وقيل في البحر آكام وأودية
…
*... كما على البر أنجاد وأغوار
أتى على الميز حين وهو منتشر
…
*... فاش إلى أن تأتت منه اضرار
كم ذا أرى المثل دون المثل محتفلا
…
*... به لتقضى به حاج وأوطار؟
إن كان للميز مقدار يحد به
…
*... فإن أحداثنا للميز مقدار
ما المسك والقار الا مائع لزج
…
*... أحوى فكيف تنافى المسك والقار؟!
وكيف صحت من الانسان تفرقة
…
*... بين الحصا واللئالي وهي أحجار؟!
يا دار هل فيك من هاد ليرشدني
…
*... فإنني مستريب فيك محتار
همي تقسم أشطارا ولن تجدى
…
*... من همه مثل همي فيك أشطار
يعروه خفض ورفع في تنقله
…
*... كأنه كلا يذروه إعصار
(أعمى المعرة) أهدى فيك تبصرة
…
*... لو لم تشط به في الدين أنظار
قد كان عنك مشيحا وجه همته
…
*... حرا وقدما تجافت عنك أخرار
كفته شهوة أكل اللحم أرغفة
…
*... بسيطة وكفته الستر أطمار
وعاش فيك حصورا غير متخذ
…
*... زوجا وبعض من الأزواج اصار
ولم يزل فيك للذات مجتنبا
…
*... حتى استوى منك إقبال وإدبار
مضى بمبدئه السامي الغريب ولم
…
*... يكن لمبدئه في الناس أنصار
وعنصر الناس فخار ألم به
…
*... كسر وما التام بعد الكسر فخار
ياكم أجاد هزار الصبح من نغم
…
*... ولم يصخ لهزار الصبح ديار
وواصل الحزن بوم الليل ملتزما
…
*... (غاقا)(1) فحفته أسماع وأبصار
وجار سوء ثوى أرضي فضايقني
…
*... فيها ومن دونه حجب وأستار!
فما وعى قط صوتي وهو مرتفع
…
*... وما رأى قط دمعي وهو مدرار
قلت له احفظ جواري وارع منزلتي
…
*... أولا فبارح دياري أيها الجار
وخل سوء توخاني لأخلفه
…
*... في ذبح شاء عجاف وهي إيثار
قال ابتدرها على اسم الله قلت له
…
*... دعني فما أنا يا ابن اللؤم جزار
ومسرف منكر للبعث قلت له
…
*... هيهات يجديك يوم البعث إنكار
أأنت تنكر حالا تستحيل إلى
…
*... حال وخلقك رأي العين أطوار
تبارك الله هذا الكون معترف
…
*... بأن صانعه رحمان قهار
قامت بحكمته الأرواح خاضعة
…
*... له فهل في ذوي الأرواح مختار؟
مات الأئمة أهل العلم- لا بليت
…
*... أوصالهم- ولهم في الكون آثار
هم خلفوا العلم تذكارا لأنفسهم
…
*... وما يؤثر في السالين تذكار
قد أفعموا الكتب أخبارا وما لبثوا
…
*... أن أصبحوا وهم في الكتب أخبار
(1)(الغاق): موت الغراب.